
معركتنا مع العقل… مدخل لاستعادة الوطن
لا يمكن بناء دولة مدنية يسودها النظام، ويحكمها القانون، وتقوم على المواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة، ما لم يتحرر العقل أولًا، وينطلق نحو العلم والمعرفة، تاركًا خلفه تلك الغمامة الرمادية التي حاولت قوى التخلف والرجعية والكهنوت أن تفرضها عليه، مستغلةً العاطفة الدينية، وضعف الثقافة والاطلاع.
لقد عمدت هذه القوى إلى استغلال مقدرات الدولة لفرض فكر تقليدي جامد، وتغيير بنية المجتمع وهويته، والسيطرة على مفاتيح المعرفة ابتداءً من المدارس، مرورًا بوسائل الإعلام، وانتهاءً بتشكيل الوعي العام.
فتم تغيير المناهج التعليمية، وتنظيم ما يُسمى بـ'الدورات الثقافية'، التي تُلقَّنُ فيها العقول الناشئة مفاهيم الطاعة العمياء، وتُزرَع الكراهية والانغلاق باسم 'الهوية الإيمانية'.
وفي موازاة ذلك، تم تجويع المجتمع وإغراقه في الفقر، عبر قطع المرتبات، وفرض الجبايات، وخلق الأزمات المفتعلة، وإشعال الحروب الخارجية، ليصبح همّ المواطن الأساسي هو البحث عن لقمة العيش، بدلًا من التفكير أو الاحتجاج.
ومن ثمّ، تُفرض قوانين الطوارئ، وتُشيطن الأصوات الحرة، ويُتهم كل من ينتقد أو يتذمّر بالخيانة والتخابر مع 'العدو'، لتُصنَع بذلك حالة من الرعب وتكميم الأفواه، تُجهِض أي وعي جنيني يمكن أن ينمو.
هذه السيطرة على العقل تُصعِّب من إمكانية استعادة الوطن بصورته الطبيعية. فاستعادة اليمن تبدأ من استعادة عقل الإنسان اليمني الذي أُغرِق في الضلالة، وقُيّد بالتضليل والخداع باسم الله، و'الحق الإلهي'، و'نعيم الآخرة'.
لقد دُفع بالشباب إلى محرقة الجبهات تحت شعارات 'الشهادة'، و'بنات الحور'، في حين أن الحياة نفسها تحوّلت إلى جحيم.
إن معركة استعادة العقل ليست معركة فكرية وحسب، بل هي معركة لاستعادة الفطرة الإنسانية، والوطن، والهوية، والمحبة، والسلام، والتنمية، والإعمار. إنها معركة من أجل صنع جنة على الأرض، تسبق الجنة الأخرى، وتقوم على القناعة والعمل الصادق، لا على نظام يتاجر بالدين، ويستغل العواطف، ويحارب كل ما هو جميل، ويُقصي الآخر، ويطرد التعايش مع بقية البشر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
اليمن يشارك في الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة
شاركت الجمهورية اليمنية، اليوم الأحد، في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بطلب من دولة فلسطين، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة والضفة الغربية، بوفد ترأسه القائم بأعمال مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية، السفير الدكتور علي موسى. وأصدر المجلس، القرار رقم (9169)، الذي تضمن إدانة قرارات وخطط الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والدعوة لحماية الفلسطينيين من الإبادة والتهجير، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وأكد القرار، تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤوليات الحكم في غزة والضفة بما فيها القدس الشرقية، ودعوة الأعضاء العرب في مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار تحت الفصل السابع لوقف العدوان، ومطالبة الدول بمنع تصدير السلاح لإسرائيل، وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً، إضافة إلى دعوة المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، للضغط على إسرائيل لوقف الجرائم وإنهاء الاحتلال، وتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة، والدعوة لمؤتمر إعمار في القاهرة قريباً، مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد لمتابعة تنفيذ القرار شارك في الاجتماع، نائب القائم بأعمال مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفيرة نجوى السري، والمستشار الخضر أحمد، والسكرتير الأول مواهب الأهدل، والسكرتير الثاني يحيى نصر.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مقتل صحفيين من الجزيرة وآخرين في قصف إسرائيلي لخيمة إعلامية بغزة
في تطور مأساوي، لقي أربعة صحفيين مصرعهم، من بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع من قناة الجزيرة، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة كانت مخصصة للإعلاميين بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة. الهجوم خلف أيضاً عدداً من الإصابات بين الصحفيين، من بينهم مصورون ميدانيون، وبعض الحالات وُصفت بالحرجة. بينما أدانت منظمات حقوقية الهجوم، واعتبرته جريمة واضحة ضد حرية الصحافة، أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن استهداف الصحفي أنس الشريف، مدعياً بأنه كان يدير خلية تابعة لحركة حماس. هذا الادعاء أثار جدلاً واسعاً حول استهداف الإعلاميين في مناطق النزاع، وسلامة الصحفيين أثناء تغطية الأحداث الميدانية. تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التحذيرات الدولية بشأن المخاطر التي تواجه العمل الصحفي في قطاع غزة، حيث قُتل العشرات من الصحفيين منذ بداية الحرب. تتجدد المطالبات بإجراء تحقيقات دولية شفافة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي تهدد حرية الصحافة وتسعى لطمس الحقائق. اخبار متعلقة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
رئيس الوزراء: تحسّن العملة فرصة لإنصاف المواطنين وضبط أسعار الغذاء
العاصفة نيوز/ خاص: قال رئيس الوزراء سالم بن بريك، إن تحسّن سعر الصرف ليس مجرد خبر اقتصادي، بل فرصة حقيقية لرد الاعتبار لجيوب المواطنين وتحسين معيشتهم، مؤكدًا أن الحكومة عازمة على تحويل هذا التحسن إلى واقع ملموس يلمسه الناس في حياتهم اليومية. اقرأ المزيد... محافظ شبوة يطلق المرحلة الثانية من مشاريع مؤسسة خليفة بتأهيل 11 مستشفى 11 أغسطس، 2025 ( 1:18 صباحًا ) مجلس المستشارين يزور كلية التربية البدنية بجامعة عدن 11 أغسطس، 2025 ( 1:11 صباحًا ) وأوضح بن بريك في منشور على صفحته، أنه ناقش مع وزير الزراعة والثروة السمكية آليات ضبط أسعار الأسماك والخضروات واللحوم والدواجن والبيض، باعتبارها سلعًا أساسية في كل بيت يمني، مشددًا على أن بقاء أسعارها خارج السيطرة أمر غير مقبول. وأشار إلى أن الأمن الغذائي يمثل أولوية قصوى للحكومة، وأن المضاربة والاحتكار خصمان ستتم مواجهتهما بكل الوسائل القانونية، لافتًا إلى أنه من غير المقبول أن يكون سعر مزاد الجملة في مواقع الإنزال منخفضًا، بينما يباع للمستهلك في المدن والقرى بسعر مضاعف. وأضاف رئيس الوزراء أنه وجّه بضبط الفارق بين أسعار الجملة والتجزئة، بما يضمن وصول المنتجات للمستهلك بالسعر العادل، داعيًا الحكومة والسلطات المحلية والتجار والجمعيات والمواطنين إلى تحمل المسؤولية بشكل جماعي، حتى يصبح التحسن الاقتصادي واقعًا يعيشه المواطن يوميًا.