
الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين
وأشار إلى أن رسالة الأربعين لا تقتصر على إحياء ذكرى عاشوراء، بل تتجاوز ذلك لتكون وسيلة لنقل قيمها العميقة إلى الأجيال الجديدة، مؤكداً أن هذه الرسالة هي امتداد لما قدمه الإمام الحسين عليه السلام في ثورته الخالدة.
وقال أن خصوصية الأربعين تكمن في قدرتها على تحويل عاشوراء من حدث تاريخي إلى حركة حية ومؤثرة، مشددًا على أهمية دراسة المبادئ الأساسية ل رسالة الأربعين لفهم الدور الاستثنائي للمرأة في نشر هذه الثقافة وتعزيزها.
أبعاد رسالة الأربعين.. من التذكير إلى تجديد العهد
أكد عالميان أن للأربعين عدة رسائل مترابطة، أولها تذكير الناس بتضحيات الإمام الحسين وأصحابه الأوفياء في عاشوراء وما بعدها، معتبرًا أن هذه الواقعة ليست مجرد حدث تاريخي، بل مخزون غني بالدروس والقيم الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان.
أما الرسالة الثانية، فهي تجديد العهد مع الإمام الحسين وأهدافه السامية، والتي تتجسد اليوم في مسيرة الأربعين. وأضاف أن هذه المسيرة ليست مجرد رحلة جسدية، بل رحلة روحية ورمز للتزام الأمة الإسلامية بالقيم الحسينية، حيث يمثل كل خطوة لكل زائر تجديدًا للوفاء بالشهداء، وكل دمعة تسكب شهادة على استمرار هذا الطريق النوراني.
وبالنسبة للرسالة الثالثة، أشار إلى أن الأربعين تعزز الروح الثورية والوعي الإسلامي، فهي ليست مجرد مراسم دينية أو حزن جماعي، بل حركة ديناميكية وفاعلة على مر التاريخ، تعمل على نشر الوعي ومواجهة الانحرافات.
وأكد عالميان أن الأعداء، خصوصًا الجماعات المتطرفة مثل الوهابية، يشعرون بالتهديد من تأثير الأربعين، لأنها تجسّد قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء القيم الإسلامية الأصيلة، مبينًا أن الإسلام الحقيقي دين محبة وعدالة، وليس دين عنف وتفرقة.
الدور المحوري للمرأة في تعزيز ثقافة الأربعين
لفت عالميان إلى الدور التاريخي الفاعل للنساء في الميادين الإسلامية، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شاركت النساء في الغزوات، وبرزت أدوارهن في الخلفية والدعم، مؤكدًا أن بعد عاشوراء، تجلى دورهن بوضوح في نقل الرسالة والحفاظ على ذكرى الشهداء.
وأشار إلى أن السيدة زينب الكبرى عليها السلام تمثل رمز القيادة والإدارة بعد عاشوراء، حيث نجحت بخطاباتها ومواعظها في إبقاء حكاية كربلاء حية، ونقلها بفعالية للعالم، مكشوفةً ظلم حكومة يزيد ومعلنة رسالة الحق رغم كل الصعوبات.
وأضاف أن نساء أخريات مثل أم البنين بحفظهن للقصائد الحماسية وتخليدهن لذكرى الشهداء، والحسناء رباب بإقامتها مجالس العزاء، لعبن دورًا بارزًا في نشر ثقافة عاشوراء، مؤكدًا أن النساء كن حافظات لهذه الملحمة ومناهضات للتحريف التاريخي.
الدور المزدوج للمرأة .. الأسرة والمجتمع
أوضح عالميان أن المرأة تنقل قيم عاشوراء والأربعين على مستويين: الأسرة والمجتمع. في الأسرة، توفر الأم بصلتها العاطفية العميقة مع الأبناء البيئة المثلى لغرس مفاهيم الإيثار والشهادة ومناهضة الظلم، بينما على مستوى المجتمع، تشكل مشاركتها الفاعلة في الطقوس الدينية نموذجًا حيًا يُحتذى به للشباب.
وأشار إلى أن الأطفال يتأثرون بشكل طبيعي بسلوك الأم الملتزمة دينياً، سواء في حضور مراسم العزاء أو المشاركة في مسيرة الأربعين، فيما يمكن للمرأة استخدام وسائل الاتصال الحديثة لفهم احتياجات الجيل الجديد ونقل الرسالة بطرق مبتكرة وجاذبة.
وأكد أن واقعة كربلاء حدث مشترك بين الرجال والنساء، ولكن كل فئة لعبت دورها في مجالها، معتبرًا السيدة زينب نموذجًا عمليًا للمرأة المعاصرة في ترويج ثقافة الأربعين عبر الصبر والثبات والوعي والعمل.
التحديات وسبل نقل الثقافة بفعالية
ذكر عالميان أن من أبرز التحديات ضعف المعتقدات الدينية لدى بعض النساء، ما قد يعيق نقل الرسالة بشكل صحيح، وأوضح أن الحل يكمن في التعمق في دراسة مصادر معتمدة، والمشاركة في الحلقات المعرفية والتواصل مع العلماء لتعميق الفهم.
كما أشار إلى أن اللغة التقليدية قد لا تصل إلى الجيل الجديد، لذا يجب استخدام أساليب حديثة تعتمد على علم النفس والاتصال لجعل الرسالة مفهومة وجاذبة.
الأربعين كحركة حية دائمة
اختتم عالميان بالإشارة إلى أن الأربعين ليست مجرد مناسبة حزينة، بل حركة ديناميكية وفاعلة تساهم في تعزيز المجتمع الإسلامي. وأكد أن المرأة، مستوحاة من نساء كربلاء، تستطيع عبر الأسرة والمجتمع نقل رسالة الأربعين للأجيال القادمة بفعالية، مع ضرورة تعزيز الإيمان الديني والوعي الإسلامي ووسائل النشر المناسبة لضمان استمرارية وتأثير هذه الثقافة المقدسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 10 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
العتبة العباسية:أكثر من 21 مليون زائر أحيا شعائر الاربعينية
المستقلة / على النصر الله /… أعلنت العتبة العبّاسية المقدّسة، مساء الجمعة، أنّ عدد المشاركين في إحياء زيارة الأربعين لعام 1447هـ / 2025م بلغ 21,103,524 زائراً، وقالت في بيان صحفي أن ' هذه الاحصائية الرسمية توثق هذا الحدث المليوني الأضخم في العالم'. واعتبرت العتبة العباسية انها ' الجهة الرسمية المسؤولة عن إحصاء أعداد الزائرين باستعمال تقنيات حديثة ومنظومات كاميرات متطورة '.


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
من أجل الحسين..!إيمان عبد الرحمن الدشتي
من أجل الحسين..! إيمان عبد الرحمن الدشتي أيها المشاركون في الزحف الحسيني، أياً كان تصنيفكم في هذا المسير المبارك: زائرين، خدم، منظمين، أمنيين، ناقلين وأي تصنيف آخر… تذكروا؛ بل لا تنسوا! أنكم في نعيم حباكم الله به، ولن تنالوا مثله إلا بعد عام من الآن، وقد لا تنالونه لأي سبب سيكون، مثلما حُجب عن غيركم لأسباب قاهرة ليس من بد لهم لتجاوزها -هذا في حال كانوا حسينيين شائقين للمشاركة وقلوبهم كالمرجل! تخفق حينما تتراءى لهم مشاهد لكم او لغيركم- أما من هم بعيدون كل البعد عن هذه النعمة، وليس في قلوبهم ما يهيم بهم نحو كربلاء، ولا تنبض بـ'يا حسين' فأرواح هولاء في صحراء جرداء حتى لو كانت أجسادهم في جنة غنّاء! نقول لكم يا عشاق الحسين: إن ما أنتم عليه الآن من نعيم فهو من بعد الله (سبحانه وتعالى) من الحسين (عليه السلام) وقد تفضّل وتكرّم عليكم بذلك، إن أَعطيتم فهو من عطاء الحسين عليكم، وإن أُعطيتم فهو من خيرات الحسين، فلا تُسيئوا للمسير الحسيني بأي إساءة! لا تقصروا بحق أي فرد من بينكم؛ فالتقصير معه تقصير بحق الحسين! لا تجرحوا قلب أي أحد فتجرحوا قلب الحسين! لا تفسحوا مجالاً للأعداء لطعن الحسين! لا تتركوا ثغرة تنفد منها سهامهم إلى قلب الحسين! كونوا للحسين فقط وفقط؛ لا لأي انتماء آخر! تذكّروا أن الصراع ما بين الخير والشر ما زال قائما، ووجودكم في هذا المسير يستلزم أن تكونوا قد حملتم مبادئ الحسين ونهج الحسين وقيم الحسين، ومن يعارض هذه المبادئ والقيم وهذا النهج؛ فلن يترككم لتهنأوا بهذا النعيم: سيكيد لكم، ويبطش بكم، ويجهد في إزالتكم، بل ولمحو كل هذه المسيرة الولائية الحسينية القدسية، فيزيد لن يطمئن بالحسين، وشمر لن يكون وديعاً معه، وابن مرجانة يتمنى الشماتة بزينب مرة أخرى! فاحذروا أن تعينوا أي مصداق لهؤلاء الملعونين. لا يستغفلنكم المستكبرون والمرجفون والمنافقون، سجّلوا نصراً للحسين بتقواكم، ووحدتكم، وتكاتفكم، ووعيكم، احفظوا في قلوبكم وعقولكم روعة جمْعكم، ووحدة عقيدتكم، وكل جمال أتى بكم من كل فجّ عميق لتشهدوا منافع ثورة الحسين (عليه السلام) وكونوا على يقين أيها الحسينيون؛ من أن ثمرة هذا الزحف والمسير الخالد، تُقر عين إمامكم الغائب الحاضر الذي يحفّكم بعنايته، المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) وتفقأ عين كل عدو ومستكبر وجاحد، فقرروا أي عين ستُسرّون وتُقرّون وأي عين ستفقأون! ١٧/ صفر/ ١٤٤٧ هـ


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
زيارة الأربعين: بين الجذور التاريخية والدلالات العقائدية
زيارة الأربعين ليست مجرّد مناسبة زمنية تتكرّر كل عام، بل هي محطة روحانية عميقة تُجدّد فيها الأمة عهدها مع سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وتستحضر من خلالها ملامح التضحية والفداء، وتستقي من معين الصبر والثبات. وهي مناسبة تختزن في وجدان المؤمنين كل معاني الوفاء للمبادئ الإلهية التي ضحّى من أجلها الحسين، حتى غدت شعيرة من شعائر الله التي أمر بتعظيمها، كما قال عزّ من قائل: 'ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ'. الجذور التاريخية للأربعين ترتبط بحدثين متوازيين في التاريخ: أولهما، وصول سبايا آل البيت عليهم السلام إلى كربلاء في العشرين من صفر سنة 61 هـ، بعد رحلة مريرة من الكوفة إلى الشام، ثم العودة إلى المدينة، وهم معزّزون بالكرامة رغم جراح الأسر. كان ذلك اليوم محطة لاستكمال الرسالة الإعلامية لثورة كربلاء، إذ اجتمع الدم الطاهر بالكلمة الهادرة التي حملتها زينب الكبرى والإمام السجاد عليهما السلام. وثانيهما، زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري، الصحابي الجليل، إلى قبر الحسين عليه السلام في اليوم نفسه، لتكون أول زيارة مسجّلة في التاريخ، مؤسِّسة لسنّة زيارة الأربعين، ومعلنة بداية تقليد روحي مستمر عبر القرون. أما من حيث الدلالات العقائدية، فإن إحياء الأربعين تجسيد لامتثال حديث الإمام الصادق عليه السلام: 'زيارة الأربعين من علامات المؤمن'. فهي ليست مجرد زيارة، بل إعلان ولاء وتجديد عهد بالسير على نهج الحق مهما كانت التضحيات. وهي تأكيد على أن شهادة الحسين عليه السلام مستمرة، وأن المسير نحو كربلاء في الأربعين هو تجسيد عملي لفكرة أن دم الحسين ما زال حيًّا في وجدان الأمة، وأن رسالته لا تقتصر على عصرها بل تمتد لكل الأزمان. في هذه الزيارة، يتوحّد المسلمون على اختلاف مذاهبهم وجنسياتهم، في مشهد يختصر معنى 'الأمة الواحدة' تحت راية الإمام الحسين، بعيدًا عن الانقسامات الضيقة. كما أنها مناسبة لإحياء القيم النبيلة التي جسّدها الحسين، مثل الصبر، والعطاء، ونصرة المظلوم، استلهامًا من قوله عليه السلام: 'إني لم أخرج أشِرًا ولا بَطِرًا… وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي'. الأربعين الحسيني ليست مجرد ذكرى حزينة، بل هي دورة تربوية ومنبر عالمي لإيصال صوت العدالة والحرية. فهي تذكّر المسلمين أن مسؤوليتهم لا تقف عند حد البكاء والحزن، بل تمتد إلى حمل راية الإصلاح ومواجهة الظلم أينما كان. ومشهد الملايين السائرين نحو كربلاء يبعث رسالة واضحة للعالم: أن القيم التي ضحّى من أجلها الحسين ما زالت حية في القلوب، وقادرة على توحيد الملايين حول مشروع الحق. إن الأربعين الحسيني ليست يومًا على التقويم فحسب، بل هي ميثاق إيماني متجدّد بين الحسين وأتباعه، بين الدم والضمير، بين الماضي الذي صنع المجد والحاضر الذي يسعى لصيانته. وهي إعلان أن صوت الحسين باقٍ، وأن شعاره الخالد 'هيهات منا الذلة' سيظل منارة للأحرار إلى قيام الساعة.k