
أسود بني هاشم بين المواجهة والإنسانية
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
بالأمس يوم الثلاثاء كان يوماً تاريخياً جسد فيه أسود بني الوارثين الجرأة والشجاعة والتي نهلوها من آبائهم وأجدادهم بني هاشم الأطهار والأبرار، دخلوا البيت الأسود حالياً والأبيض سابقاً ، فهذا البيت كان أبيض حين كان يقف إلى جانب الحق، وإلى جانب الإنسانية ، ولكن الآن أصبح أسود اللون لأنه تحول ضد الحق والمنطق والإنسانية ، بسبب رئيس فرعوني متمرد منتخب أهوج متعالي وصل به حد الغرور أنه يعتبر نفسه الآمر الناهي، ونحن نعتبره فرعون العصر، كان يعتقد أنه سوف يخيف العالم ، ولن يستطيع أحد من الزعماء أن يقف بوجه ويقول له لا، لكن أسود بني هاشم لم يهربوا من مسؤولياتهم التاريخية والدينية والضميرية والإنسانية ، بحكم الواجب العربي القومي والإسلامي الذي فرض عليهم، فلم يطلبوا تأجيل اللقاء إلى إشعار آخر ، فذهبوا إلى اللقاء بكل شجاعة الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى ، ودخلوا إلى الإجتماع مثل الأسود ، متسلحين بدعم ومساندة شعبهم الأردني من خلفهم ، فاجتمعوا مع الرئيس الأمريكي والكشرة تعلوا جباههم بهدف إيصال رسالتهم إلى ترامب أننا لن نتهاون ولن نتخاذل ولن نتراجع أو نتزحزح قيد أنملة في قضايا أمتنا العربية والإسلامية ، وسنبقى عند ثقة شعوبنا العربية والإسلامية الذين حملونا المسؤولية والأمانة ، ونحن لها ، وسنحافظ على بر القسم الدستوري الذي اقسمناه بالحفاظ على مصالح وطننا وشعبنا وأمتنا ، لم يكن يعلم ترامب أنه يجلس ويجتمع مع زعماء من سلالة بني هاشم من قبيلة قريش ومن عترة الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذين قادوا معركة بدر ، ومعركة مؤتة وحملوا الراية بعضدهم لتبقى عالية خفاقة في عنان السماء ، قلت لترامب إقرأ التاريخ العربي والإسلامي جيداً قبل أن تجتمع مع أسود بني هاشم ، وقبل أن تصدر أي قرار يمس التراب العربي الطهور المبارك من الأرض العربية المقدسة من المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، يبدوا أن ترامب لا يعلم أن أول شهيد على أبواب المسجد الأقصى كان الشهيد المرحوم بإذن الله الملك عبدالله الأول إبن الشريف الحسين بن علي حامل لواء الثورة العربية الكبرى قبل ما يزيد عن قرن من الزمن ، كما أن أسود بني هاشم فاجأوا الرئيس الأمريكي المغرور المتباكي على أهل غزة بأنهم أكثر إنسانية منه بالعمل والفعل ، وليس بالقول والتدمير ومساندة العدوان والعدوانيين الإسرائيليين على شعب غزة الصامدين ، وقالوا له نحن سوف نستقبل الفين من الأطفال مرضى السرطان لمعالجتهم في المملكة الأردنية الهاشمية ، وبنفس الوقت كانت الطائرات الأردنية ونشامى نسور الجو الأردني يحلقون في سماء فلسطين وغزة يرسلون المساعدات من الخيم والغذاء والدواء إلى أهالي غزة ، وكانت المستشفيات الأردنية الميدانية تعج بالمصابين لمعالجتهم، هكذا هم بنوا هاشم ، وهاهي رسالتهم الإنسانية ، لقد أتعبوا من هم من قبلهم ومن بعدهم من الزعماء والقادة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي ، فلا أحد يستطيع اللحاق بهم جرأة وشجاعة وإنسانية ، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، نقطة وسطر جديد ، فهل وصلت الرسالة يا مستر ترامب ، وللحديث بقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 24 دقائق
- صراحة نيوز
يوم الاستقلال عز وفخر
صراحة نيوز ـ دلال اللواما استاذة العلوم السياسيه عضو في حزب عزم نحتفل اليوم الأحد الموافق 25/5/2025 بعيد الاستقلال الاردني التاسع والسبعين. هذا العرس الوطني المهيب الذي يزف في كافة المحافظات وقراها وجميع أرجاء الوطن. فهذه الفرحة هي مناسبه وطنيه عزيزه على قلوب كل الأردنيين والتي تجسد الاراده الاردنيه الحره والعزيمة التي لا تلين . حيث نستذكر فيها بكل الفخر والاعتزاز الامجاد و الانجازات العظيمة للبناة الاوائل طيب الله ثراهم. وأمد الله في عمر سيد البلاد وقائد المسيره الملك المعزز عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الامير الحسين. متعنا الله في ظل رأيتهم الخافقه في القمة بين الدول بكل فخر واعتزاز بما نحن عليه اليوم من تقدم وتطور و بالحياة الكريمة والأمن والأمان اللذان ننعم بهما. عام 1946 الخامس والعشرين من شهر أيار حيث اعترف البريطانيون باستقلال إمارة شرق الأردن وفي نفس هذا اليوم تم قيام المملكة الأردنية الهاشمية . هذا التاريخ كان فجراً زاهراً سُطرت فيه اولى خطوات العز والمجد في الاستقلال من الاستعمار البريطاني . ليكون الاردن اردننا اليوم حراً طليقاً . ولا يسعني هنا في هذا المقام إلا أن اقتبس مقولة سعادة المهندس زيد نفاع الأمين العام لحزب عزم (شورنا من راسنا ورغيفنا من فاسنا ). نعم بهمة الهاشميين والرجال الاشاوس الملتفين حول القيادة الهاشميه سنبقى أحراراً شامخين ومرفوعين الرؤوس وشورنا من راسنا . فالاردنييون رجالا ونساء تخرجو من مدرسة الهواشم موشحين باوسمة الفخر بالولاء والانتماء . وبهذا اليوم من كل عام نجدد العهد والولاء للوطن وقائد الوطن. فكل عام والوطن وقائد الوطن والشعب بالف الف خير .


العرب اليوم
منذ 31 دقائق
- العرب اليوم
معركة هارفارد مستمرة!
لا تزال المعركة مستمرة بين الرئيس الأمريكى ترامب والجامعات الأمريكية، خاصة جامعة هارفارد.. أتابع القضية بفضول شديد لمعرفة من ينجح فى النهاية ومن الذى ينصفه القضاء؟.. القضية ذهبت إلى المحكمة.. أحدث حلقات هذه المواجهة قرار ترامب منع الجامعة من تسجيل الطلاب الدوليين بها، ولجوء هارفارد إلى القضاء!. قالت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية، إنه لم يعد بإمكان هارفارد تسجيل الطلاب الأجانب، ويجب على الطلاب الأجانب الحاليين الانتقال إلى جامعة أخرى أو فقدان وضعهم القانونى.. وأمرت وزارة الأمن الداخلى بإنهاء اعتماد برنامج هارفارد، ورفضت الجامعة تسليم سجلات سلوك الطلاب الأجانب التى طلبتها وزارة الأمن الداخلى الشهر الماضى!. المعركة تحسب لجامعة هارفارد، تشير الأرقام إلى أن هذا القرار قد يؤثر على أكثر من ربع طلاب هارفارد، الذين غمرهم القلق والارتباك بسبب هذا الإعلان، وحذر الأساتذة من أن الهجرة الجماعية للطلاب الأجانب تهدد بخنق القدرات الأكاديمية للمؤسسة، حتى فى الوقت الذى تُناضل فيه ضد الإدارة من أجل استقلاليتها الأيديولوجية!. بينما أكد البيت الأبيض أن «تسجيل الطلاب الأجانب هو امتياز وليس حقا» واتهم قيادة هارفارد بتحويل مؤسستهم العظيمة فى السابق إلى حاضنة للمحرضين المناهضين لأميركا والمعادين للسامية والمؤيدين للإرهاب! وتشير البيانات إلى أن 6.793 طالبًا دوليًا يشكلون 27.2٪ من إجمالى عدد المسجلين فى العام الدراسى 2024-2025... لجأت هارفارد إلى المحكمة لمقاضاة إدارة ترامب لمنع هذه الخطوة، وكتب الدكتور آلان م. جاربر، رئيس الجامعة هارفارد رسالة للطلاب، قال فيها: »ندين هذا الإجراء غير القانونى وغير المبرر«، مضيفًا أنه »يعرض مستقبل آلاف الطلاب والباحثين فى هارفارد للخطر، ويمثل تحذيرًا لعدد لا يُحصى من الطلاب والباحثين فى الكليات والجامعات فى جميع أنحاء البلاد ممن قدموا إلى أمريكا لمتابعة تعليمهم وتحقيق أحلامهم!. وتعد هذه المرة الثانية التى تقاضى فيها هارفارد الحكومة الفيدرالية فى غضون أسابيع، وكانت الدعوى الأولى بسبب تقليص مليارات الدولارات من المخصصات الفيدرالية للجامعة!. الحقيقة أن تدخلات ترامب فى الجامعات خاصة هارفارد يعتبر اعتداء على قدسية الحرم الجامعى واعتداء على أحلام الطلاب والباحثين، وإساءة إلى اسم أمريكا وسمعتها، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب منذ تنصيبه، سعى إلى استخدام كل ما تملكه الحكومة الفيدرالية تقريبًا من أدوات لإجبار الجامعات، وخاصةً هارفارد، على الانصياع لإرادته. باختصار «تسييس التعليم» خطر كبير وضربة قاصمة لسمعة جامعة كانت من أوائل الجامعات فى العالم، وجاء ترامب يسخر منها ويرى أنها لا تستحق مكانتها فى العالم، فلا هى أولى، ولا هى من الأوائل.. مأساة كبرى!.


العرب اليوم
منذ 31 دقائق
- العرب اليوم
أوراق القوة
أكد الحوار الذى دار فى البيت الأبيض بين رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الأمريكى على أن حضور الدول وتأثيرها فى الساحة الدولية لا يقاس فقط بقدراتها أو ثرائها المالى إنما أيضا أو أساسًا بكفاءة نظامها السياسى واعتزازها بتاريخها الوطنى. لقد رفض الرئيس الجنوب إفريقى بقوة وثبات مزاعم ترامب بوجود جرائم إبادة جماعية ضد البيض فى جنوب إفريقيا خاصة بعد أن اتضح أن هذه الصور التى عرضها الرئيس الأمريكى لا تخص جنوب إفريقيا، وإن بعضها كان صورا لجرائم حدثت فى بلدان إفريقية أخرى، وقد رد الرئيس الجنوب إفريقى قائلا إن بلاده لا تستطيع أن تهديه طائرة رئاسية فعلق ترامب دون حرج إنه يتمنى أن تفعل ذلك. وهناك بلدن أخرى ليست نفطية مثل تركيا ولا يمكنها أيضا أن تهدى ترامب طائرة رئاسية بمئات الملايين من الدولارات أو توقع عقد بصفقة تجارية مع شركة بيونج بحوالي 200 مليار دولار، إنما هى تبنى قاعدة صناعة قوية وصناعة سلاح متطورة، ناهيك عن حضور ثقافى وسياحى بات هو الأول بين البلاد الشرق أوسطية كما امتلكت أوراق ضغط فى سوريا وليبيا حتى وصلت لحد بلدان إفريقية كثيرة. كل هذه الأوراق جعلت تركيا غير النفطية فى وضع القادر على الحضور والتأثير الأول فى بلد مثل سوريا وجعلتها فى حالة توازن ردع مع إسرائيل التى تتعاون وتتفاهم معها فى جوانب وتختلف فى أخرى، وتهاجمها فقط إعلاميًا وسياسيًا وتمارس أحيانا ضغط محسوب عليها لا يؤدى إلى اندلاع مواجهه شاملة فى غير صالح البلدين، وهو يتطلب شروط وتوازنات دقيقة تختلف عن المواجهات غير المحسوبة التى شهدتها المنطقة أكثر من مرة مع إسرائيل وكانت نتائجها وخيمة. إن أوراق القوة ليست مرتبطة فقط بالثراء المالى إنما بالأساس هى أوراق قوة اقتصادية وسياسية وصناعة وزراعة وثقافة ونخب حاكمة لديها كفاءة وخيال سياسى كل ذلك هو الذى يصنع أوراق القوة والوزن والتأثير الدولى. أما إيران «الممانعة» فهناك محاولات حثيثة لإدماجها فى المنظومة الدولية عبر المفاوضات التى تجرى مع إدارة ترامب، وأن الاختبار الحالى هو لأوراق قوتها الداخلية وقدرة نظامها السياسى على الصمود فى وجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية بعد أن أضعفت تمامًا أوراقها الخارجية وخاصة ورقة حزب الله. وهناك بلدان عربية مثل مصر والمغرب تسعى لتحسين أوضاعها الاقتصادية وامتلاك أوراق ضغط وقوة رغم أنها ليست بلدانا ثرية وهو أمر ينسحب على كثير من دول العالم التى فرضت حضورها الدولى وتأثيرها الإقليمى بأوراق قوة نابعة من كفاءه نظمها السياسية والاقتصادية، وهو تحول قد يفتح الباب فى المستقبل القريب لظهور عالم جديد متعدد الأقطاب ليس فقط بين الدول العظمى، إنما أيضا بين دول الجنوب القوية.