logo
ما أصل "العيديّة"، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟

ما أصل "العيديّة"، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟

سعورس٣١-٠٣-٢٠٢٥

لكن ما هو الأصل التاريخي للعيديّة، وكيف ظهرت، ومتى بدأت قصتها؟
تشير بعض الروايات التاريخية إلى أن كلمة "عيديّة" مشتقة من كلمة "عيد" والتي تعني "المنح والعطاء" وهو لفظ اصطلح على تسميته بين الناس.
وأشارت هذه الروايات إلى أن العيديّة ظهرت في العصر الفاطمي في مصر أواخر القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، إذ كانت تُوزع النقود والثياب على عامة الشعب، وكان للعيدية أسماء مختلفة مثل "الرسوم" و"التوسعة"، وكانت تُقدم للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، وهدايا ونقود للأطفال.
العصر الفاطمي "مولد العيدية"
بحسب مؤرخي العصر الفاطمي، كالأمير عزّ الملك المسبحي، وتقيّ الدين المقريزي، نجد تفصيلاً لطقوس ومظاهر احتفال الخلفاء الفاطميين بالأعياد، ومن تلك الطقوس كانت "العيديّة"، التي ظهرت آنذاك لأول مرة كهبة مستقلة عن سائر العبادات. وكان ذلك منذ عهد الخليفة المعزّ لدين الله الفاطمي، الذي أراد حينها أن يستميل أفئدة المصريين في مبتدئ حكم دولته لبلادهم؛ فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد، وتوزيع النقود، والهدايا، والكسوة التي كانت تُصنع قبل شهر ونصف الشهر لتكون جاهزة ليلة العيد، وبلغت النفقات المخصصة لغاية صناعة الكسوة في القرن السادس الهجري مبلغاً مقداره نحو عشرين ألف دينار ذهبي، على رجال الدولة وعامة الرعيّة
وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامي الدكتور أيمن فؤاد خلال حديثه لبي بي سي: "إن معظم الاحتفالات الدينية تعود بنسبة كبير جداً إلى العصر الفاطمي في مصر، وكان العالم الإسلامي يحتفل بمناسبتين مهمتين هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وعندما جاء الفاطميون إلى مصر أضافوا كثيراً من المواسم والرسوم والاحتفالات الدينية، ففكرة العيديّة بالمصطلح الحالي لم تكن موجودة ولكن إذا رجعنا إلى المصادر التاريخية سنجد أنه عندما يبدأ غرة رمضان كان أرباب الرُتب والخدم وجميع الناس المحيطين بالخليفة ولكل من نساء الخليفة وأبنائه يُقدّم لهم طبق مكون من حلوى بوسطه (صُرّة) من ذهب، وكذلك كان أهل الدولة ينالون من الحب جانباً فكانت هذه هي (التوسعة) التي تتم في العصر الفاطمي".
وأضاف: "إن الفاطميين هم من ابتدعوا فكرة دار الفطرة بمناسبة العيد وتفرقة الفطرة (الكعك وما شابه) وتفرقة الكسوة (توزيعها) وعمل الأسمطة (وهي عبارة عن مائدة الطعام التي كانت تُمد في قاعة الذهب بالقصر الفاطمي) التي تُجهز في أول أيام العيد وتُوزّع على الناس".
فقد عُرف عن الفاطميين هذا التقليد الذي كانوا يدعونه باسمه المعروف اليوم "العيديّة"؛ كما كان الخليفة في ذلك الوقت يهدي بنفسه دراهم فضية مخصصة للفقهاء والقُرّاء والمؤذنين، مع انتهاء ختمة القرآن ليلة العيد. ويبدو أن حتى الملوك كانوا يتلقون "عيديّات" بلَبوس هدايا في الأعياد يقدمها رجالات بلاطهم؛ فهذا ابن دحية (633ه/1235م) يخبرنا- في كتاب (المُطرب) أنه "أهدى الناس في يوم عيد إلى السلطان المعتمد ابن عباد (488ه/1095م) مما يُهدَى للملوك في الأعياد".
لذلك ظهرت "العيديَة" بشكلها الأولي على ما عُرف في ذلك العصر ب "التوسعة" كمبلغ مالي يُوزَع بمناسبة حلول العيد، فكان الخليفة يُشرف من قصره صبيحة يوم العيد، وينثر الدراهم والدنانير الذهبية على من أتى من عامة الناس للمعايدة.
من "التوسعة" إلى "الجامكيّة" في العصر المملوكي
بدأت العيديّة تأخذ الشكل الرسمي في العصر المملوكي، والتي عُرفت حينها ب "الجامكيّة"، إذ كانت تُوزّع على الكبار والصغار، ولم تكن مخصصة للأطفال فحسب.
وكانت "الجامكيّة" عبارة عن مبلغ مالي يُصرف بأمر مباشر من السلطان كمُرتّب خاص بمناسبة حلول العيد، يُمنح لموظفي الدولة من الجند وحتى الأمراء وكبار الموظفين.
و"الجامكيّة" كلمة مشتقة من "الجامة" وهي مفردة تركية تعني الثوب واللباس، ويقصد ب"الجامكيّة" المال المخصص للملابس؛ حيث كان الهدف منها إعانة الرعيّة وتمكينهم من شراء كسوة جديدة خاصة بالعيد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨
أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨

رعى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك ، مساء اليوم ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال 38. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل بفندق جراند ملينيوم بتبوك ، رئيس جامعة تبوك رئيس اللجنة العليا للجائزة الدكتور عبد العزيز بن سالم الغامدي وأعضاء لجنة الجائزة. وبدأ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم، ثم القيت كلمة المتفوقين والمتفوقات في التحصيل العلمي القاها نيابة عنهم الطالبة حنين عيد الحويطي عبّرت من خلالها عن سعادتها وزملاءها الطلاب والطالبات بنيل الجائزة، مؤكدة بأنها منحتهم دافعاً للعطاء، وشجعتهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل نيل هذا الشرف اليوم. عقب ذلك ألقى رئيس جامعة تبوك رئيس اللجنة العليا للجائزة كلمة أعرب من خلالها عن شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة على تشريفه ورعايته للجائزة، مؤكداً أن بناء مستقبل الإنسان يبدأ ببناء الإنسان، من حيث الاهتمام بالمتميزين، ورعاية المواهب وتنمية القدرات البشرية، مضيفاً أن جائزة سمّوه تمثل رسالة سامية تجسد معاني الرعاية والاعتناء لأبناء وبنات المنطقة، وصورة مشرقة لاهتمام سموه بالجوانب العلمية من تفوق وإبداع وابتكار. بعد ذلك كرّم سموه الفائزين والفائزات في الجائزة، حيث فاز في مجال التميز بالإبداع والابتكار الدكتورة غدير بنت حسن البلوي والدكتورة عواطف بنت محفوظ عبدالمجيد نظير إسهاماتهم في العديد من المجالات البحثية والعلمية والابتكارية في مجالات تعزيز الاستدامة البيئية وتطوير الحلول التقنية في معالجة المياه، وتعزيز السلامة البيئية والأمن الغذائي لتحسين الملوحة باستخدام مركبات كيميائية في الزراعة. وفي مجال الخدمة المجتمعية ( أفراد )، فاز كل من الدكتور منصور بن علي الغامدي، والأستاذ فهد بن عياضه العنزي، والدكتور محمد تنفير رازا نظير إسهاماتهم في العديد من المجالات المجتمعية والخيرية في جوانب برامج التعافي الإرشادية، وبرامج التنمية الأسرية والتوعوية للفتيات، والرعاية الصحية ، وفي مجال التميز بالخدمة المجتمعية ( منشآت )، فازت جمعية طفلي الطبية بمنطقة تبوك. ثم كرم سموه الفائزين والفائزات في مجال التفوق العلمي البالغ عددهم ( 27 ) فائزاً وفائزة، متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد، في خدمة دينهم ثم مليكهم والوطن. وقال سمو أمير منطقة تبوك في تصريح صحفي بهذه المناسبة:"الفرحة كبيرة اليوم، خاصة ونحن نشاهد المتخرجين والمكرمين من أبناء هذا البرنامج الممتد منذ 38 عامًا، ممن أصبحوا اليوم أطباء ومهندسين وضباطًا وطيّارين، بل وحتى رجال أعمال ناجحين في مختلف مجالات الحياة، إنها لحظة فخر حقيقية، ونسأل الله لهم دوام التوفيق والاستمرار في هذا الطريق المشرف.

الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يطلع على مكونات حيّ حراء الثقافي والمقتنيات النادرة
الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يطلع على مكونات حيّ حراء الثقافي والمقتنيات النادرة

سويفت نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • سويفت نيوز

الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يطلع على مكونات حيّ حراء الثقافي والمقتنيات النادرة

مكة المكرمة – واس : زار معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند أمس، حي حراء الثقافي بمكة المكرمة. واطلع معاليه على مكونات الحي وفي مقدمتها معرض الوحي الذي يعرض قصص نزول الوحي على الأنبياء عليهم السلام، ومتحف القرآن الكريم الذي يعرف بكتاب الله ويبرز عظمته ومظاهر العناية به عبر مجموعة من المقتنيات النادرة ووسائل العرض المتنوع، مبديًا إعجابه بالإرث التاريخي الذي جسد بأحدث التقنيات والجهود القيمة والرسائل الهادفة المقدمة في سبيل إثراء تجربة الزوار الدينية والثقافية. مقالات ذات صلة

أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها الـ 38
أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها الـ 38

المدينة

timeمنذ 12 ساعات

  • المدينة

أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها الـ 38

رعى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، مساء اليوم ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها الـ 38. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل بفندق جراند ملينيوم بتبوك، رئيس جامعة تبوك رئيس اللجنة العليا للجائزة الدكتور عبد العزيز بن سالم الغامدي وأعضاء لجنة الجائزة.وبدأ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم، ثم القيت كلمة المتفوقين والمتفوقات في التحصيل العلمي القاها نيابة عنهم الطالبة حنين عيد الحويطي عبّرت من خلالها عن سعادتها وزملاءها الطلاب والطالبات بنيل الجائزة، مؤكدة بأنها منحتهم دافعاً للعطاء، وشجعتهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل نيل هذا الشرف اليوم. عقب ذلك ألقى رئيس جامعة تبوك رئيس اللجنة العليا للجائزة كلمة أعرب من خلالها عن شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة على تشريفه ورعايته للجائزة، مؤكداً أن بناء مستقبل الإنسان يبدأ ببناء الإنسان، من حيث الاهتمام بالمتميزين، ورعاية المواهب وتنمية القدرات البشرية، مضيفاً أن جائزة سمّوه تمثل رسالة سامية تجسد معاني الرعاية والاعتناء لأبناء وبنات المنطقة، وصورة مشرقة لاهتمام سموه بالجوانب العلمية من تفوق وإبداع وابتكار.بعد ذلك كرّم سموه الفائزين والفائزات في الجائزة، حيث فاز في مجال التميز بالإبداع والابتكار الدكتورة غدير بنت حسن البلوي والدكتورة عواطف بنت محفوظ عبدالمجيد نظير إسهاماتهم في العديد من المجالات البحثية والعلمية والابتكارية في مجالات تعزيز الاستدامة البيئية وتطوير الحلول التقنية في معالجة المياه، وتعزيز السلامة البيئية والأمن الغذائي لتحسين الملوحة باستخدام مركبات كيميائية في الزراعة.وفي مجال الخدمة المجتمعية ( أفراد )، فاز كل من الدكتور منصور بن علي الغامدي، والأستاذ فهد بن عياضه العنزي، والدكتور محمد تنفير رازا نظير إسهاماتهم في العديد من المجالات المجتمعية والخيرية في جوانب برامج التعافي الإرشادية، وبرامج التنمية الأسرية والتوعوية للفتيات، والرعاية الصحية ، وفي مجال التميز بالخدمة المجتمعية ( منشآت )، فازت جمعية طفلي الطبية بمنطقة تبوك. ثم كرم سموه الفائزين والفائزات في مجال التفوق العلمي البالغ عددهم ( 27 ) فائزاً وفائزة، متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد، في خدمة دينهم ثم مليكهم والوطن.وقال سمو أمير منطقة تبوك في تصريح صحفي بهذه المناسبة:"الفرحة كبيرة اليوم، خاصة ونحن نشاهد المتخرجين والمكرمين من أبناء هذا البرنامج الممتد منذ 38 عامًا، ممن أصبحوا اليوم أطباء ومهندسين وضباطًا وطيّارين، بل وحتى رجال أعمال ناجحين في مختلف مجالات الحياة، إنها لحظة فخر حقيقية، ونسأل الله لهم دوام التوفيق والاستمرار في هذا الطريق المشرف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store