
غزة بين حرب التجويع وصمت الوفرة!أشجان الجرموزي
أشجان الجرموزي*
يَجِنّ الليل، ويَبزغ الفجر، وتُبدد أشعة الشمس ذاك الظلام الدامس المُحمّل بثقل الألم والخوف، دون فرحة أو راحة، بل ببطون خاوية من قلة الأكل، وشفاه مشققة من شدة الظمأ، وأرواح يملؤها الإعياء، كل ما تراه سراب على أمل أن يكون حقيقة، لكن الحقيقة مؤلمة، مُضنية، مُنهكة، لم تعد المُقل قادرة على إخراج الدمع، القلوب دامية متفطّرة في ظل صمتٍ مُخزٍ، وأفئدة لا تلين لرؤية دم أو كفن أو حتى مجاعة، وكأن السماء أعلنت العزاء الأبدي لموت الضمائر، ولشحّة المشاعر، وذهب البصر مع البصيرة إلا من قلة قليلة…
هدير الطوفان أسمع من بهم صمم، أرى فاقد البصيرة أين مكمن الخلل، أقام الحجة ورفع الشكوى، ما يقارب العامين وغزة تحت وطأة الحرب والغارات والحصار، ومن لم تناثر جسده شظايا الغارات، سُلبت الحياة منه بالجوع والعطش، أطفال، نساء، شيوخ، جميعهم يرون الموت في كل لحظة ماثلًا أمامهم، يُخبرهم أن إخوة الدين لا يهمهم أمركم، لا يسمعون أنينكم وصراخكم، بطونهم متخمة، وبطونكم خاوية، استشرى السرطان الإسرائيلي ونخر في جسد الأمة العربية، لم يشعروا منه بألم، بل استقبلوه بالسمع والطاعة، عدا إخوان الصدق، أبطال القول والفعل، أنصار اليمن، جنود ابن البدر، لا يخافون في الله لومة لائم، حسينيو النهج، زيديو الثورة والهوية، ثوار أحرار، أحفاد حيدر الكرار، ثائرون ضد الظلم والطغيان بفضل الله وعلى منهج كتاب الله.
رغم الحصار المفروض على اليمن، إلا أنها بشعبها وقائدها الفذ، منذ شرارة الطوفان الأولى، كانت السند والمدد لأهل غزة ومقاومتها، تحركوا متوكلين على الله، آخذين بمحكم آياته، والله غالب على أمره، استطاعوا بفضل الله فرض حصار بحري وجوي، وتسديد ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، لم تستطع أعتى جيوش العالم العربي أن تُخسر رصاصة واحدة في سبيل نصرة المظلوم، خنعت الأعراب وذلّت واستكانت تحت أقدام من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، ولم تُحرّك دماء وأشلاء أهل غزة فيهم ساكنًا، واليوم وقد بلغت المجاعة أوجها، والحرب تستعرض ذروتها، ومن لم يمت بالغارات، مات جوعًا.
سيحل غضب رب السماء على تلك الأمم الصامتة قريبًا، فإن الله يُمهل ولا يُهمل، وسيمهلهم قليلًا حتى يزداد إثم صمتهم وخنوعهم، فيكون العقاب شديدًا، وينقلب حُلو الحياة مرًّا سعيرًا، ويستبدل الله بهم، ويومئذٍ لن تنفعهم شفاعة، ولن تذود عنهم أمريكا وإسرائيل، وسيقطع جوع أهل غزة أمعاءهم بما صمّوا آذانهم عن سماع مناجاتهم، وأعموا بصرهم عن رؤية أشلائهم، وصمتوا حين رأوهم يتضوّرون ويموتون جوعًا، فصاروا خصومًا لهم إلى قيام الساعة.
ولعل الفرصة لا تزال قائمة، فإما نجاة ونصرة، وإلا عذاب وحسرة،
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون…
#اتحاد_كاتبات_اليمن
2025-07-24
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
مقامة الرويبضة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( سيأتي على الناس سنوات خدّاعات , يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق , ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين , وينطق فيها الرويبضة )) , قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : (( الرجل التافه يتكلم في أمر العامة )) , وفي لفظ عند أحمد (( الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ )) , وفي رواية : (( الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة )) , يصف الرسول ﷺ الزمن الذي يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخدّاعات , ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة , فالصادق يُكذَب والكاذب يُصدَّق , والأمين يُخَون والخائن يُؤتًمن , وينطبق حديث الرويبضة على التافهين الذين لا يملكون أي خلفية عن العلوم العقلية ولا الإنسانية , ولا أي قابلية للتجديد ولا يعرفون المصالح , إنّما حفظوا مذهباً قديماً ثم خرجوا يرددونه في الناس بلا بصيرة يزعمون أنّه العلم , فهل رأيتم أتفه منهم يتحدث في شأن العامة . ويُعرف الرويبضة بأنه الإنسان العاجز الذي رَبَض عن معالي الأُمور, أي قعد عن طلبها , وهي تصغيرٌ لكلمة رابضة , وقيل : هو الرجل الذي لا يُنظرُ إليه , ولا قيمة له , ويتكلّم في ما شاء من أمور العامة , ويرفع من يشاء من الناس , ويحطّ من يشاء منهم , ويحوّل الرأي العام بما يتناسب مع جهله وهواه , ومما ورد في صفات الرويبضة : الفسق , ومع ذلك يتكلّم في أمر الجماعة والعامة مع عدم قُدرته على ذلك , أتفه وأصغر الناس وأخسّهم , ضعف في العلم والقدْر والعقل , السُّعادة بالمناصب المال وكثرة الكلام , والتوسّع فيه من غير احتياطٍ أو احتراز , حتى إن النبيّ (ص) قال: (( وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ )) . هذا حديث صادر عن نبي أمي منذ خمسة عشر قرنا (15) لم يدخل لا مدرسة ولم يلتحق بجامعة , وبعد كل هذه السنين يصدر (( آلان دونو)) وهو دكتور في الفلسفة من جامعة باريس وأستاذ محاضر في علم الاجتماع بجامعة (( كيبك )) التابعة لقسم العلوم السياسية , كتابه (( نظام التفاهة La médiocratie سنة 2015 , وفي الحقيقة ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سطرين حاول الكاتب شرحه في 366 صفحة (بمعدل 8400 سطر تقريبا) , فأنت تقلب صفحات كتاب (( نظام التفاهة )) وكأنك تقرأ (( حديث الرويبضة )) بتفصيل , حيث يتمثل (( نظام التفاهة )) في أن النظام السائد أدّى إلى سيطرة التافهين على مواقع أساسية من الخريطة الاجتماعية , يكفي أن تنظر حولك , يقول (( آلان دونو)) , لترى هؤلاء وقد اخترقوا السياسة والإعلام والتعليم والفن , وهو واقع يصفه بتسيّد شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية , لكن (( دونو)) يقف على معنى فريد لكلمة Mediocre التي باتت تفيد ما هو سيئ سليلة جذر يشير إلى معاني التوسّط , وبذلك فإن المتواضع والتافه هو المتوسط , أي ذلك الذي لا يلمع في أي مجال , بعبارة شائعة اليوم , هو ذلك الذي هو بلا موهبة وبلا مهارات. يشرح (( دونو )) كيف جرى هزّ معايير الكفاءة , إذ يشير إلى أن تحصيل التافهين للمواقع لأي سبب من الأسباب يجعلهم يبحثون عن أشخاص تافهين مثلهم لتحصين موقعهم , وعلى أساس هذا التخوّف على الموقع تُبنى بالتدريج شبكة من التافهين تُحصّن فيها كل نقطة بقية النقاط في الخريطة الاجتماعية , ومن ثمّ إسباغ التفاهة على كل شيء , ويضرب المؤلف هنا أمثلة شتّى من التربية إلى الاقتصاد , مصداقا لقول الشاعر: (( خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها * * * وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ * * * وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ * * * حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ )) . الحديث الشريف عن (( زمن الرويبضة )) يصف سنوات عصيبة تنقلب فيها الموازين وتتبدل القيم , حيث يرتفع شأن التافه وينحط قدر الأمين والصادق , هذا الوصف , وإن كان نبوءة شاملة لأزمان قادمة , إلا أنه يجد صدىً مؤلمًا في واقع العراق بعد عام 2003, لقد شهد العراق تحولات جذرية بعد الاحتلال , أدت إلى فوضى عارمة في كثير من الأحيان , وتآكل في بنية الدولة والمجتمع , ويمكننا أن نلمس ملامح (( سنوات خداعات )) في عدة جوانب , كأنقلاب المفاهيم والقيمفقد اختلط الحابل بالنابل في العراق , ومن كان يتبوأ مكانة اجتماعية أو سياسية مرموقة بناءً على خبرته أو كفاءته , قد يُهمّش أو يُتهم بالولاء للنظام السابق, بينما قد يبرز أشخاص بلا خلفية أو خبرة حقيقية , مستغلين الوضع الجديد أو مستندين إلى ولاءات طائفية أو حزبية , هذا الوضع يصدق فيه وصف (( يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق , ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين )) . لعل أبرز تجليات هذا الحديث في العراق هو صعود (( الرويبضة )) ففي غياب المؤسسات الرصينة وضعف سلطة القانون , وجد الكثير من الأشخاص (( التَافهين )) أو غير المؤهلين , الفرصة للبروز والتحدث في (( أمر العامة )) , هؤلاء قد لا يمتلكون رؤى حقيقية أو حلولاً واقعية , ولكنهم يستغلون الإعلام أو المنابر السياسية لبث الأكاذيب والشائعات أو اتخاذ قرارات مصيرية تضر بالمصلحة العامة , يمكن رؤية هذا في الخطاب الطائفي والتحريضي, وفي انتشار الفساد الإداري والمالي الذي يمارسه أفراد لا يمتلكون أي مؤهلات سوى الولاءات الضيقة , وأصبحت (( السنوات الخداعات )) واقعًا مريرًا في العراق , حيث غالبًا ما يتم تضليل الرأي العام بالأكاذيب والوعود الزائفة , فبدلاً من التركيز على بناء الدولة وتحقيق التنمية , يغرق المجتمع في صراعات جانبية أو قضايا هامشية تُبعده عن التحديات الحقيقية, وقد يكون هذا التضليل ممنهجًا من قبل بعض الجهات التي تسعى للحفاظ على مصالحها على حساب استقرار العراق وتقدمه. إن واقع العراق بعد 2003 , بمشاكله المتراكمة وفساده المستشري , يمثل للأسف تجسيدًا حيًا لكثير مما ورد في حديث (( زمن الرويبضة )) , فالمشهد السياسي والاجتماعي غالبًا ما يشهد تقديم غير الأكفاء , وإقصاء أصحاب الخبرة والكفاءة , وغلبة المصالح الشخصية على المصالح الوطنية , ولكن , هل هذا هو قدر العراق؟ الحديث الشريف هو تحذير, وليس حكمًا نهائيًا , فإدراكنا لهذا الواقع المرير هو الخطوة الأولى نحو تغييره , لا يزال هناك أمل في أن يتمكن أبناء العراق المخلصين من إعادة ترتيب الأوراق , وإعلاء صوت الحكمة والعقل , وتهميش (( الرويبضة )) من أجل بناء مستقبل أفضل .


اذاعة طهران العربية
منذ يوم واحد
- اذاعة طهران العربية
مستند زيارة الأربعين
إنَّ استحباب زيارة الإمام الحسين (ع) ثابتٌ مطلقاً في تمام أيامِ السنة، وذلك ل تواتُر الرواياتِ عن أهل البيتِ (ع) الدالَّةِ صريحاً على ذلك، فاستحبابُ زيارة الحسين (ع) في اليوم المصادفِ ل يوم الأربعين من استشهاده داخلٌ في عموم ما دلَّ على استحباب زيارتِه في مُطلقِ أيام السنة، هذا مضافاً إلى ما ورد مِن استحباب زيارته في هذا اليوم بنحو الخصوص فيكون ذلك دليلاً ليس على استحباب زيارتِه في يوم الأربعين وحسب بل على تأكُّد استحبابِها في هذا اليوم. والنصُّ الذي يُمكنُ اعتمادُه في ذلك هو ما أوردَه الشيخُ أبو جعفرٍ الطوسي (رحمه الله) في التهذيب قال: "أخبرنا جماعةٌ من أصحابنا عن أبي محمَّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال: حدَّثنا محمَّد بن علي بن مَعْمر قال: حدَّثني أبو الحسن عليُّ بن محمد بن مسعدة والحسنُ بن عليٍّ بن فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمَّال قال: قال لي مولاي الصادقُ (صلوات الله عليه) في زيارة الأربعين: "تزورُ عند ارتفاعِ النهار وتقولُ: (السلامُ على وليِّ اللهِ وحبيبِه، السلامُ على خليلِ الله ونجيبِه، السلامُ على صفيِّ الله وابن صفيِّه، السلامُ على الحسينِ المظلومِ الشهيدِ، السلام على أسيرِ الكُربات وقتيلِ العبَرات .. وتُصلِّي ركعتين وتدعو بما أحببتَ وتنصرف"(1). فهذه الرواية موثَّقة من طريق الحسن بن عليِّ بن فضَّال، فمحمَّد بنُ عليِّ بن مَعْمر هو أبو الحسين بن مَعْمر الكوفي ذكره الشيخُ الطوسي في الفهرست وأفاد أنَّ له كتباً منها كتاب قرب الإسناد (2) وذكره في الرجال تحت عنوان محمَّد بن عليِّ بن معمر الكوفي، قال: ويُكنى أبا الحسين صاحب الصبيحي، سمِع منه التلعكبري سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وله منه إجازة (3). وعنونه ابنُ النديم البغدادي (4) في فقهاء الشيعة ومحدِّثِيهم وعلمائهم بلفظ (أبو الحسين بن معمّر الكوفي) قائلاً: وله من الكتب كتابُ قرب الإسناد (5) فالرجل إذن من المعاريف، ولم يرد فيه قدحٌ فهو ثقة. وأمَّا سعدان بن مسلم فهو من المعاريف ومن أصحاب الأصول وهو من مشايخ صفوان بن يحيى البجليِّ الذي لا يروي ولا يُرسِلُ إلا عن ثقة، وقد وثَّقه عليُّ بن ابراهيم القميِّ في تفسيره ضِمن توثيقِه العام لرجال أسناده في التفسير، وأمَّا بقيةُ رجال السند فهم من الثقات الأجلاء، ولذلك فالرواية معتبرةٌ سنداً. وهي من حيثُ الدلالة صريحةٌ في أنَّ ل يوم الأربعين زيارةً خاصَّة يُزارُ بها الإمام الحسينُ (ع) عند ارتفاع النهار، وذلك يقتضي تأكُّد الاستحباب، إذ أنَّ أصلَ الاستحباب ثابتٌ في مطلق أيام السنة فإذا تمَّ النصُّ على يومٍ بالخصوص كيوم عرفة فإنَّ ذلك يكونُ ظاهراً ظهوراً بيِّناً في أنَّ لهذا اليوم خصوصيَّةً يتأكَّدُ بمقتضاها الاستحباب. كما هو الشأنُ في مثل الصوم فإنَّه مستحبٌ في مطلق أيام السنَّة فإذا تمَّ النصُّ على يومٍ مخصوص فإنَّ ذلك يقتضي تأكُّد استحبابِه، وهكذا هو الشأنُ في الصلاة فإنَّها خيرُ موضوعٍ -كما أفاد أهلُ البيت (ع)- فيُستحبُّ الإتيان بها في كلِّ وقت، فإذا تمَّ النصُّ على وقتٍ مخصوصٍ فإنَّ ذلك يكونُ مقتضياً لاستظهار تأكُّد استحبابِ الصلاة فيه. هذا ويُمكن تأييد تأكُّد الاستحباب لزيارة الحسين (ع) يوم الأربعين بما رواه الشيخُ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في المصباح والتهذيب مرسَلاً عن أبي محمدٍ الحسنِ العسكري (ع) أنَّه قال: "علاماتُ المؤمن خمس: صلاةُ الخمسين، وزيارةُ الأربعين، والتختُّم في اليمين، وتعفيرُ الجبين، والجهرُ ببسم الله الرحمن الرحيم"(6). ------------------- 1- تهذيب الأحكام -الشيخ الطوسي- ج6 / ص113-114، مصباح المتهجد -الشيخ الطوسي- ص788-790. 2- الفهرست -الشيخ الطوسي- ص277. 3- الأبواب (رجال الطوسي) -الشيخ الطوسي- ص442. 4- أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم الوراق توفي سنة 384ه. 5- فهرست ابن النديم -ابن النديم البغدادي- ص278. 6- تهذيب الأحكام -الشيخ الطوسي- ج6 / ص52، مصباح المتهجد -الشيخ الطوسي- ص788.


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
نزوح نحو الناصرية.. مربو الماشية يفرون من الجفاف ويستغيثون (فيديو)
شفق نيوز - ذي قار صدت كاميرا وكالة شفق نيوز، انتشار مربي الماشية وسط مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق، حيث اضطر عدد منهم للنزوح من مناطق الأهوار بسبب الجفاف وارتفاع نسبة الملوحة، في ظل غياب الدعم الحكومي، ما يهدد الثروة الحيوانية ومصدر رزقهم الوحيد. وقال أحمد عباس، أحد مربي الماشية النازحين من قضاء الجبايش جنوب المحافظة، لوكالة شفق نيوز، "نحن نازحون من الجبايش بعد أن جفت مياه الأهوار فيها وأصبحت مالحة، اضطررنا للنزوح إلى الناصرية بحثاً عن الماء، لكن الوضع هنا لا يختلف كثيراً، فالمياه مالحة أيضاً وحيواناتنا تعاني"، مبيناً أن عائلته تعتمد بشكل كامل على الماشية كمصدر وحيد للعيش. وأضاف عباس أن "غياب أي دعم حكومي يجعلهم في وضع صعب للغاية"، موضحاً أن "ارتفاع أسعار الأعلاف زاد من معاناتهم، حيث وصل سعر كيس الطحين إلى 28 ألف دينار، ما اضطرهم إلى بيع عدد من المواشي بشكل دوري لتوفير الطعام للبقية". من جانبه، قال وليد هاشم فلاح، وهو نازح آخر من الأهوار، لوكالة شفق نيوز، إن "الجفاف وتدهور حالة المياه تسببا في نفوق أعداد كبيرة من المواشي، ما دفعنا للنزوح والبحث عن أماكن بديلة، لكن الوضع صعب للغاية". وأعرب فلاح عن "خيبة أمل كبيرة نتيجة غياب الدعم الحكومي"، داعياً الجهات المعنية إلى تقديم الأعلاف أو السلف أو أي نوع من المساعدة لتحسين أوضاعهم ومنع انهيار الثروة الحيوانية، التي تمثل موردهم الوحيد. وانتقد فلاح أيضاً "استغلال التجار لحالة السوق ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه"، موضحاً أن "سعر الطحين ارتفع إلى أكثر من 25 ألف دينار لمجرد الحديث عن توتر بين إيران وإسرائيل، رغم أن ذلك لا يخصنا بشكل مباشر". واختتم فلاح حديثه بمناشدة الحكومة للتدخل العاجل، قائلاً إن "اعتمادهم الكامل حالياً على الله في ظل الظروف القاسية التي يمرون بها".