اعتذار أمل طالب عن العنصرية ضد الأثيوبيات: جيّد، ولكن...
قدمت الكوميدية أمل طالب اعتذاراً بعد نشر مقطع مسيء في برنامج "والله لنكيف" الذي يعرض على قناة "الجديد"، حيث اعتبرت ضيفتها المغنية دانا الحلبي، بأن منظر الأثيوبيات في منطقة "الزيتونة باي" في بيروت، لا يشبه وجه لبنان الحقيقي.
وفيما يبدو أن الاعتذار يمهد لفكرة "عفا الله عما مضى" لدرجة تعويم أن الموضوع ككل ليس جديراً بالنقاش أو العرض، لكن واقع الإعلام اللبناني يستدعي الرد على تلك السردية لأن المشكلة ليست فقط التراخي والاستسهال في الإعداد والتقديم، بل مشكلة عامة في الإعلام اللبناني الذي بات هوسه الأكبر تأطير القضايا بشكل تسويقي وإطلاق برامج تسفه الواقع بدلاً من التركيز على التنشئة المجتمعية السليمة، وباتت التلفزيونات مع هذه المقاربة السطحية أشبه بشاشة "تيك توك" كبيرة.
وباتت عبارة "خانني التعبير" هي الأشهر على ألسنة لبنانيين يستنجدون بها بنيّة الحصول على صك براءة من دون استجواب، وحضرت طبعاً على لسان طالب حين استدركت الخطأ بعد الانتقادات التي طاولتها وبرنامجها في مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أن الحلقة مازالت موجودة في منصات قناة "الجديد" مع العنوان العنصري الذي يحاول جذب الجمهور والنقرات.
ويعني ذلك أن الاستدراك ما كان ليحصل لولا امتعاض الرأي العام، الذي كان من المفترض، حسب النية الحقيقية لأصحاب البرنامج، أن يضحك على كل التهريج الذي تقدمه طالب. لكن قبل التعبير تقع الفكرة، فالموضوع حقيقةً يستحق النظر لا بالمفردات التي تخرج الى العلن فحسب، وإنما في الصور النمطية التي تتلطى خلفها، والتي ينتجها المجتمع من ثم يكرسها الإعلام ويعيد انتاجها الأخير حسب التوقيت الذي يرتئيه، ليبدو المجتمع اللبناني متجانساً في اطلاق الأحكام وتغريب الآخر وإظهار العنصرية تجاهه.
وفي العادة تُحدد هوية الضيف بحسب الغرض من الحلقة، ويُخطط لذلك مسبقاً، ونجمة الحلقة كانت المؤدية دانا الحلبي التي عرفت منذ عقد من الزمن وأكثر بأغانيها التي أدت فيها عروضاً ايحائية اتخذت فيها من جسد المرأة نقطة جذب وتجاذب (أنا دانا، أنا دندن، فتّح عينك، تاكل ملبن).
لا مشكلة في ذلك، فـ"الفن" بكل أشكاله يقوم على الحرية، لكن الازدواجية في المعايير خارج الإطار الفني تجعل أقل ما يقال فيها أنها قلة حياء، خصوصاً حين ترتبط بكلام عنصري اعتباطي يساوي بين كرامة الإنسان ووجوده المحض كـ"تشويه للمشهد العام"!
صحيح أن دانا قالت إن المشكلة في جنسيتهم، لكنها كررت في كلامها عبارة "الأثيوبيات" مراراً للتدليل عليهم والتعميم، وللإيحاء بأن الفتيات الأثيوبيات يقمن بأعمال قد تكون غير مناسبة أخلاقياً. والمشكلة أيضاً ليست وحدها في الضيفة، وانما كيفية الاختيار والتمادي معه من قبل المقدمة، كأن تعيد صياغة السؤال مراراً: "قصدك ما بيناسب الوجه الحضاري للبنان تبقى هلقد عجقة"، مع ضحكة مفتعلة لمحاولة إضفاء جو النكتة من دون إعادة تدوير الزوايا ومحاولة إصلاح الموقف، ما يشجع الضيف على الاسترسال في الهذر المجاني وكأن شيئاً لم يكن.
ولا يعني ذلك تذنيب مقدمة البرنامج بعد اعتذارها، فالاعتراف بالخطأ فضيلة. لكن كان الأجدى بها ألا تتوافق مع مضمون البرنامج وأسلوب العرض منذ البداية، كما أن نقد البرنامج وطرحه لا يعني محاولة لتصيد البرامج الكوميدية في حين أن اللبنانيين بحاجة ماسة للنقد والتنفيس، لكن لا بد من التساؤل في هذا الوقت بالذات عن دور الكوميديا في المجتمع اللبناني، خصوصاً تلك التي تبتذل الشاشات وتصبح متاحة للجميع بسهولة.
ولا يحتاج السؤال الى كثير من التفكير، لأن الهدف من الكوميديا ببساطة هو إزالة الهم والتمويه والتفكير بشكل ابداعي في هموم الحياة التي تجمع البشر وترجمتها بشكل يقرب وجهات النظر. لكن إذا تحولت الكوميديا، كما الحالة في حلقة أمل ودانا، إلى مجال للسخرية من الآخر على أساس شكله أو لونه، فإنها لا تغدو كوميديا وانما منصة عنصرية، وهو أمر تتكرر في الإعلام اللبناني على مدى سنوات مع اختلاف المُستهدَفين بالعنصرية، لا أكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 5 ساعات
- سيدر نيوز
ما هي دمية 'لابوبو' التي تغزو العالم، وكيف تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي؟
Jaydee انتشرت دمية 'لابوبو' بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد الجنون الدائر حول الرغبة في امتلاكها من قبل المشاهير والكبار قبل الصغار. لابوبو هي شخصية وحش غريب الأطوار ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ المولود في هونغ كونغ، واشتهرت من خلال التعاون مع متجر الألعاب 'بوب مارت' البائع الرئيسي لها. وأصبحت هذه الدمية رائجة على 'تيك توك' بعد أن امتلكتها نجمات مثل ريهانا ودوا ليبا، وجعلتها جزءاً من الموضة الخاصة بهن. وفي العالم العربي، اقتحمت الدمية عالم الموضة من أوسع أبوابه، وتحول في وقتٍ قياسي إلى إكسسوار أساسي وهوس عالمي، وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع. ووثق الفنان المصري أحمد سعد ردة فعله بعد الحصول على الدمية عبر مقطع فيديو طريف نشره على منصاته الرسمية، ظهر فيه وهو يحمل 'لابوبو'، مُعلناً مشاركته في الترند الذي اجتاح منصات التواصل، خلال الآونة الأخيرة. وأضاف أحمد سعد ضاحكاً: 'الحمد لله لاقيته'، في إشارة ساخرة إلى صعوبة العثور على هذه الدمية. بدأت دمية 'لابوبو' كإكسسوار عصري، ثم تحولت إلى رمز فني وأيقونة موضة عالمية، وهو ما جعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد مظهرها ويصفه بالـ 'مخيف' ولا يرغب في الحصول على الدمية. ظهرت 'لابوبو' لأول مرة في عام 2015، ضمن سلسلة 'The Monsters' المستلهمة من الأساطير الإسكندنافية، لكنها اكتسبت شهرتها العالمية في عام 2024 بعد ظهورها مع عضوة فرقة 'بلاكبينك' ليزا، وهو ما جعلها جزءاً من أسلوب حياة المشاهير في جميع أنحاء العالم. 'لابوبو هي طفلي'، قالتها ليزا في مقابلة مع مجلة (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية. وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رغبتهم في الحصول على الدمية، مطالبين بتوفيرها بشكل أكبر وأسهل. تتميز دمية 'لابوبو' بعيونها الواسعة، وآذنيها المدببتين، وأسنانها البارزة، مما يمنحها مظهراً فريداً يجمع بين 'اللطف والغرابة'، بحسب ما يصفها محبوها. تُباع دمى 'لابوبو' في عبوات تُعرف بـ'الصناديق العمياء أو العشوائية'، حيث يظل محتوى العلبة مجهولاً للمشتري حتى لحظة فتحها. وتتراوح أسعار هذه الدمى في المتاجر الآسيوية بين 13 و16 دولاراً. ومع ذلك، فإنها تُعرض حالياً على منصات مثل 'StockX' و'eBay' بأسعار مرتفعة بشكل لافت، تتجاوز التوقعات. تُعرض بعض النماذج الشهيرة للدمية بسعر يصل لنحو 300 دولار، في حين قد تصل قيمة الإصدارات النادرة إلى 1580 دولاراً على موقع 'بوب مارت'. أما نموذج 'سيكريت' النادر جداً، والذي تبلغ فرصة الحصول عليه 1.4 في المئة فقط، فيُباع في المزادات الإلكترونية بسعر يصل إلى 1920 دولاراً. ومن ناحية أخرى، تباع نسخة 'بيغ انتو إنيرجي' على متجر أمازون بسعر 167 دولاراً للعلبة التي تحتوي على عدة دمى، أو 101 دولاراً للدمية الفردية. وعلى أمل الحصول على دمية نادرة أو حصرية، يصطف العديد من الأشخاص في طوابير طويلة تمتد لساعات أو حتى أيام. وبحسب صحف عالمية، اعتمدت شركة 'بوب مارت' استراتيجية تسويقية ذكية تقوم على مبدأ الإصدارات المحدودة وخلق شعور بالندرة، على غرار ما حدث مع دمى 'بيني بيبيز' في تسعينيات القرن الماضي. إذ تطلق كل مجموعة جديدة بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يعزز الطلب ويجعل من سوق المقتنيات جزءاً محورياً في خطط الشركة التسويقية. وما يميز 'لابوبو' هو أنها لا تستهدف الأطفال، بل تلقى رواجاً كبيراً بين البالغين. وتتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وعلى منصات مثل تيك توك وإنستغرام، تحصد مقاطع 'فتح الصناديق' ملايين المشاهدات، بينما تنتشر وسوم مثل #Labubu لتوثيق تلك المقاطع، وغالباً ما تكون مزودة بأحذية بلاستيكية تُباع بسعر 22 دولاراً، وملابس مصممة خصيصاً. في بريطانيا، أبدى محبو دمى 'لابوبو' المنتشرة على نطاق واسع غضبهم عبر الإنترنت بعد أن سحبت الشركة المصنعة لها الألعاب من جميع المتاجر عقب تقارير عن تشاجر العملاء عليها. وقالت شركة بوب مارت لبي بي سي إنها أوقفت بيعها في جميع متاجرها الستة عشر حتى يونيو/حزيران 'لمنع أي مشاكل محتملة تتعلق بالسلامة'. قالت فيكتوريا كالفرت، إحدى الراغبات بشراء الدمية، إنها شهدت فوضى في متجر ستراتفورد بلندن. وأضافت: 'من المثير للسخرية أن تجد نفسك في موقف يتشاجر فيه الناس ويصرخون، وتشعر بالخوف'. 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


الشرق الجزائرية
منذ 9 ساعات
- الشرق الجزائرية
طلاق مصوّر بين فنان ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي
نشر الممثل حسين مقدم فيديو عبر حسابه على «انستغرام»، وهو برفقة زوجته إيمان نور الدين. وأعلن مقدم ونور الدين أنّهما اتّخذا قراراً بالإنفصال عن بعضهما. وتوجّه حسين لإيمان قائلا: «لوين رايحين هلق؟»، لتُجيبه «رايحين نطلق». وفي الفيديو، ظهر الثنائيّ برفقة شيخ، وقالت له إيمان «مولانا جربنا الزواج ما مشي الحال، هلق منجرب الطلاق». وقال مقدم في نهاية الفيديو: «تمّ الطلاق بين الطرفين برضا وقناعة كاملة من كلا الجانبين، دون أيّ خلاف، ونسأل الله التوفيق لكلّ منا في قادم الايام». وتجدر الإشارة إلى أنّ حسين وإيمان عمدا قبل فترة إلى حذف الصور التي تجمعهما، ليُعلنا اليوم عن إنفصلاهما رسميّاً.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بالفيديو : مع صيحات "الله أكبر".. محتجون يمنعون حفلا غنائيا في إدلب ويحطمون معداته
شهدت مدينة سرمدا في ريف إدلب مشهدا غريبا لاقتحام صالة أفراح وتحطيم معداتها. وفي التفاصيل، أقدمت مجموعة أشخاص على اقتحام صالة أفراح كان سيحييها المطرب محمد الشيخ' وحطمت الأثاث وسط صرخات 'الله أكبر'، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو احتكاك بين المواطنين. هذا المشهد أثار جدلا واسعا بين المتابعين، وتساءل البعض عن الدوافع وراء هذا التصرف، وتباينت ردود الأفعال بين من اعتبره تعبيرا عن الغضب، وبين من رأى فيه تصرفا غير مبرر، تكمن وراءه دوافع دينية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News