لماذا قُرعت أجراس زحلة وكسروان احتفاء بـ"تسونامي" القوات؟
يحق للقوات اللبنانية أن تعتبر فوزها بانتخابات بلدية زحلة تكريساً لزعامتها في الوسط المسيحي. فهي خاضت الانتخابات وحيدة، إلاّ من تراكم مواقفها وخطابها السياسي، في وجه تحالفات واسعة داخل المدينة وخارجها.
لكن للنصر المدويّ، الذي كان كثر من القواتيين أنفسهم يشككون به، أسباب وخلفيات، منها ما يتصل بالسياسة ومقارباتها، ومنها ما ينسحب على الاجتماع.
أي دور للعهد؟
في السياسة نجحت القوات في تعبئة مساحة واسعة عند "الرأي العام المسيحي المحايد". وهي فئة صار معروفاً أنها تميل إلى من يجسد في لحظة معينة تطلعاتها، أو يرفع تحدياتها، أو يطمئنها إلى غدها.
سبق لميشال عون أن حقق "تسونامي" مشابهاً، كانت سنوات ست من الأخطاء والخطايا كافية لإنهاكه وإنهائه.
تصويت زحلة بالأمس للقوات، هو في أحد وجوهه، تكريس تفويضها في هذه اللحظة التعبير عن تطلعات المسيحيين. وهو ضمناً، يغمز من قناة رئيس الجمهورية الذي، وإن لم يكن معنياً بالانتخابات البلدية بالمباشر، إلاّ أن الانحياز الكبير للقوات يفهم من رسائله الضمنية غياب الرهان الكبير على العهد، الذي يبدو في كثير من المحطات يقدم ويحجم معاً.
كذلك تكشف نتائج بلدية زحلة ضعف خصوم القوات فيها، أحزاباً ومستقلين. باكراً استشعر التيار الوطني الحر "موجة" القوات المرتفعة، لكنه لم ينجح في عقد تحالف معها. فهو يعرف مكانة زحلة في أدبيات القوات، فحاول رفع سقف مطالبه. لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق مما زاد في إرباك قواعد التيار، التي لم تكن متحمسة للائحة أسعد زغيب وتحالفاته.
فصوّت عدد من مناصري التيار للائحة القوات لاعتبارات منها سياسية وأخرى محلية.
وجاء الكلام عن "إقبال شيعي" على التصويت بعد الظهر، ليدفع بمناصري القوات إلى دقّ أجراس الكنائس بعد أن "دقّ الخطر عَ البواب" وصار متداولاً أن "عاصمة الكثلكة في الشرق يقرر نتائجها الصوت الشيعي". فمن كان متردداً حسم أمره.
ولمرة، منذ سنوات طويلة جداً كان عنصر المال وشراء الأصوات في زحلة، ضعيفاً جداً. ويصبّ ذلك في صالح القوات، التي تستند إلى العصب الحزبي والطائفي، في مواجهة العصب المالي.
"زحلة النجم اللي ما بينطال"
إضافة إلى السياسة، لم تغب عوامل أخرى عن الإسهام في فوز القوات بهذه النتيجة "كما يحبها الزحالنة تلتين بتلت"، على ما سرت التعليقات في أوساط القوات. وفي ذلك تلميح إلى العرق، المشروب الأشهر في زحلة، الذي يخلط، عادة "تلت" منه مع "تلتين" من الماء.
فوقوف القوات وحيدة في مواجهة الجميع من حلفاء مفترضين كالكتائب والأحرار والنائب ميشال ضاهر، إضافة إلى كل خصومها التقليديين خلق تعاطفاً شعبياً حول "الضحية التي تقاوم ولا تستسلم".
كما أن الزحالنة، كالكثير من اللبنانيين عموماً، يحبون التغيير والوجوه الجديدة وينتقدون من كان في السلطة، سواء أصاب أو أخطأ، وهذا ما انسحب على المرشح الخصم أسعد زغيب ولائحته.
ويبقى أخيراً لا آخراً، مكانة زحلة في الوجدان القواتي- المسيحي. مكانة مرتبطة بشكل خاص بمحاصرة الجيش السوري المدينة عام 1981 وقطع كل الإمدادات عنها، وقصفها لمدة ثلاثة أشهر. ومع ذلك لم تستسلم المدينة.
منذ تلك الأيام تحولت زحلة في خطاب القوات إلى "أيقونة" مقاومة، لم تعطَ هالتها لأي من مدن الأطراف.
هذا يفسر انتقال نواب القوات من مختلف المناطق اللبنانية إلى زحلة أو إلى معراب للاحتفال بفوز لائحة "زحلة بالقلب". وهو ما لم يحصل مع أي بلدة أو مدينة أخرى.
وهذا يفسر أن يعلن سمير جعجع فوز اللائحة وهو يستهل كلامه ويختمه بكلام أغنية تصدح في معراب، وتقول "ع زحلة ما بفوتو...زحلة النجم اللي ما بينطال".
كما يفسر ذلك أن يكتب نائب كسروان شوقي الدكاش على موقع "إكس" أن "أجراس كسروان تقرع فرحاً لزحلة. زحلة التي لم تخذل لبنان يوماً ولا خذلت القوات. ونحن أيضاً لم نخذلها، تشهد جبال عيون السيمان على ذلك، كما تشهد أجساد رفاق تجمدت على الثلج في الطريق إليها".
انتهت انتخابات بلدية زحلة بفوز كبير للقوات اللبنانية و"خطها" السياسي. ويطيب لمناصريها ترداد كلمة "تسونامي" في وصف ما حققوه.
ومع ذلك، هي محطة ومؤشر في مسار طويل سبق أن عبره كثيرون، ليس آخرهم التيار الوطني الحرّ.
وإذا كان من عبرة فهي أن "الوسط المسيحي"، على عيوبه ومخاوفه وهجرة نخبه، لا يزال ينبض، يقيّم، ينجرف وينسحب، يولي ويعارض وينتخب ويحاسب أو يكافئ في الصناديق. وهذه تُحسب له، وتحسب لزحلة؛ وتفرض على القوات وسائر القوى السياسية أن تجيد دوماً قراءة الوقائع والحسابات وهواجس الناس وتطلعاتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
هل أنهى "حزب الله" خصومته مع "القوات"؟
التحالف الإنتخابي بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" خلال الانتخابات البلدية في بيروت فاجأ الكثيرين. حتماً، تحققت المصلحة الإنتخابية وفاز إئتلاف الأحزاب الذي يشمل "الحزب" و"القوات" بغالبية المقاعد البلدية مع خرقٍ حققه المرشح محمود الجمل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سينحسبُ التحالف البلدي على التحالف النيابي بين الطرفين؟ الخصومة بين "القوات اللبنانية" والحزب عميقة جداً ولن تنتهي بـ"معركة بلدية"، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24"، ذلك أنَّ حجم "القوات اللبنانية" لا يُعتبر مستمداً من الحزب ولا حتى من حلفائه، والدليل على ذلك انتخابات زحلة التي كسرت فيها "القوات" معادلات الآخرين شعبياً وإنتخابياً وأثبتت بالأرقام فوزاً كاسحاً تخطى اللائحة التي شكلها المرشح أسعد زغيب. المسألة التي تنطبق على "القوات"، تتوافق أيضاً مع "حزب الله" الذي يضمنُ لنفسه المناطق التي يريدها. وعليه، فإنّ التحالف المرحلي في بيروت سببه أنَّ تنوع الأطراف فيها وغياب "رافعة" واضحة فيها، أدى إلى تململ الأحزاب وبالتالي اختيار التحالف الذي أثار حيفظة الكثيرين، وفاجأ المناصرين المؤيدين لـ"حزب الله" بشكلٍ خاص. تلفت المصادر أيضاً إلى أنَّ الإنتخابات النيابية ستكونُ على نحو مُختلف تماماً حتى في بيروت، فالتحالف الذي تكرس هذه المرة لن يكون قائماً في العاصمة ذلك أن كل طرفٍ يحتاج إلى "إثبات وجوده" وتأكيد قوته إنطلاقاً من حجمه التمثيلي في البرلمان، وهناك تكمن نقطة القوة والتأثير. بحسب المصادر، فإنه من مصلحة الأحزاب الحفاظ على قوتها الآن للإبقاء على نفسها سياسياً، إذ لا مصلحة لأي طرفٍ بانكسار آخر لاسيما أن الأمر سيؤدي إلى حساسية داخلية والذهاب نحو ما يُقال عن "إقصاء"، وتضيف: "إذا انكسرت القوات أو أي طرف آخر لاسيما الحزب بلدياً، عندها ستكونُ هناك معارك فعلية قد تؤدي إلى توترات شعبية وداخلية في المدن والقرى وسيكون ذلك أشبه بفتيل أزمة يصعب إخمادها بسهولة. في المقابل، فإنَّ خسارة أقطاب سياسية أو شخصيات فردية للمعارك البلدية هو أمرٌ يمكن تحمله وحصوله، لكن ما لا يمكن تحمله هو خسارة أحزاب وانكسارها شعبياً". لهذا السَّبب، تكتلت الأحزاب حفاظاً على نفسها وعلى بعضها البعض نظراً إلى أنَّ المعركة الإنتخابية البلدية "خطيرة في أبعادها"، لكنه لا يمكن اسقاط نتائجها على الإنتخابات النيابية التي تعتبرُ أوسع وأشمل، فالأخيرة قابلة لأن تتحمل الكباش والخطاب السياسيّ، كما أن خسارة بعض النواب عددياً، يمكن تعويضه بتحالفات وتكتلات، والأمر هذا لا يحصل في البلديات. على أساس كل ذلك، فإنَّ التوافق البلدي هو عُملة لوجهين، الأول وهو "حفاظ الأحزاب على بعضها" ومقدّمة لـ"النزال النيابي لإثبات الوجود"، وفي الوقت نفسه تجديد للدماء السياسية التي اعتاد عليها النظام اللبناني منذ اتفاق الطائف إلى الآن. وحتى إذا تم تعديل قانون الإنتخاب، فإنَّ "التفصيلة" التي ستنتجها الأحزاب ستكون على قياسها حُكماً، ما يعني الاستمرار بالحلقة نفسها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 21 ساعات
- النهار
تداعيات "الاكتساح القواتي" تبدأ باعتراف "التيار"... ملف التعديلات على قانون الانتخاب يُفتح اليوم
تجاوزت أصداء نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع تلك التي سبقتها في الجولتين الأولى والثانية، نظراً إلى اكتساب هذه النتائج طابعاً سياسياً أكبر وأوسع من العوامل السياسية – العائلية التي انتهت إليها انتخابات جبل لبنان والشمال. وبدا بديهياً أن تحتل نتائج انتخابات مدينة زحلة وبلدات القضاء أولوية المتابعات والاهتمامات في ظل الاكتساح المدوي الذي حققه حزب "القوات اللبنانية" في عاصمة البقاع ومعظم البلدات المسيحية في قضاء زحلة وعدد من بلدات البقاع الشمالي، بحيث شكل هذا الاكتساح حدثاً تجاوز إطار الانتخابات البلدية ليطاول ما يشبه الاستفتاء لاتساع شعبية "القوات" وقواعدها. وهو الأمر الذي يُعد بمثابة رسالة "ميدانية" في الشارع المسيحي برسم الحلفاء والخصوم وكل اللاعبين المحليين قبيل سنة من الانتخابات النيابية في أيار المقبل بعدما فازت "القوات" في زحلة بقوة الضعفين على شريحة ائتلافية واسعة من معظم الأحزاب والقوى والشخصيات الأخرى ومن بينها حلفاء أساسيين لها. أما بيروت، فلم تتبدل نتائج انتخاباتها التي ضمنت عامل المناصفة، ولكن سجل مع عمليات الفرز المتقدمة خرقٍ للمرشح على لائحة "بيروت بتحبك" محمود الجمل بـ100 صوت في انتظار استكمال عمليات الفرز. ومع أن الخلاصات التي أفضت وستفضي إليها الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية لا تنطبق بمجملها على الحسابات المتصلة بالانتخابات النيابية المقبلة، فإنها ستساهم في وضع ملف قانون الانتخابات النيابية على مشرحة الجدل السياسي والنيابي بسرعة، خصوصاً في ظل بدء اللجان النيابية المشتركة اليوم تحديداً درس اقتراحات قوانين تتعلق بتعديلات على القانون النافذ، كما أن امام اللجان اقتراحاً يتعلق بإنشاء مجلس الشيوخ. وهذا الملف سيطلق جدلاً واسعاً حول ما يمكن تعديله في قانون الانتخابات، علماً أنه يستبعد التوافق على تعديلات جوهرية من مثل البند المتعلق بالصيغة النسبية والصوت التفضيلي الواحد، ولكن لا بد من بت موضوع تصويت المغتربين و"الميغاسنتر" وبعض البنود الأخرى. وكانت النتائج النهائية غير الرسمية في زحلة أظهرت فجر أمس تقدّم سليم غزالة مرشح لائحة "قلب زحلة" لرئاسة البلدية، بحصوله على 14341 صوتًا، فيما جاء أسعد زغيب، مرشح لائحة "زحلة رؤية وقرار" لرئاسة البلدية، في المراكز الأخيرة من لائحته بـ7886 صوتاً. وأطلّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع فجر الإثنين من المقر العام للحزب في معراب عبر الشاشة على المتجمهرين في ساحة الشهداء في زحلة، ليرفع نخب الفوز المدوي ويعلن في حضور النائبة ستريدا جعجع وأعضاء المجلس المركزي في الحزب: "ع زحلة ما بيفوتوا، ع زحلة لا فاتوا، ولا رح بيفوتوا، لا هلأ ولا بعدين". وقال: "اليوم زحلة، طلعت قد الكل وحدها، من دون أي لبس أو غموض، زحلة اختارت التقدّم والتغيير والحضارة والسيادة والشهداء ولبنان". وتوجّه لكل من آثروا منذ سنوات الكلام على "قرار زحلة"، بالقول: "هل رأيتم اليوم قرار زحلة أين؟ هل تأكدتم اليوم من هم قرار زحلة؟ وهل تأكّدتم اليوم "إنو مش زحلة قوات" لا بل إن "القوّات" هي زحلة؟". وختم "مبروك لزحلة، الآن انتهت المعركة الإنتخابيّة، وغداً يوم جديد في زحلة، زحلة النجم الما بينطال". وبرز اعتراف صريح لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حول معركة زحلة بأنه "كان واضحاً أن القوات اللبنانية هي القوة الأكبر ونعترف بذلك بكل موضوعية وبرافو عليهم. وهم قدموا عرضاً لميريام سكاف ثم اختلفت معهم، وهناك نائب من خارج المدينة وحده كان وراء ترشيح أسعد زغيب، واعتقدوا أنهم قادرون على الربح من دون التيار". وقال: "حاولت اللائحتان استمالتنا وكان البعض يقول: "بدنا نخسر القوات"، لكن نحن لا نعمل بهذا المنطق من النكد وقررنا في اليوم الأخير إجراء استطلاع، وبنتيجته أكد المؤكد، وسألنا الناس والتياريين، وكان رأي الناس بنسبة 40 % أن نترك الخيار، وداخل التيار كان الرأي بنسبة 60 %، ولذلك قررنا احترام خيار الناس، مع الرسالة المباشرة لشخص زغيب بسبب أداءه المتعالي". وقال: "لدينا مسؤولية مراجعة لأدائنا السياسي والشعبي في زحلة، ونحن نشكل القوة الشعبية الثانية بعد القوات بفارق كبير، وعلينا مسؤولية استنهاض قوتنا ونرفض الأداء الإلغائي". اما في بيروت، فاستبق النائب فؤاد مخزومي إعلان فوز لائحة "بيروت بتجمعنا" رسمياً، وتوجه إلى أهل بيروت قائلاً، إن اللائحة "تتجه إلى فوز كبير، ونتوجه إليكم بكلمة واحدة "بتكبروا قلب" لقد أكدتم أنكم الضمانة لبيروت وللعيش معًا". واعتبر "أن بيروت ربحت بكل أبنائها وجميع مرشحيها وليس هناك رابح أو خاسر، داعيًا الجميع إلى التعاون معًا لأن الانتخابات انتهت ويدنا ممدودة إلى الجميع". وفيما شكلت نتائج بيروت ضربة قاسية للنواب التغييريين، اعتبر النائب وضاح الصادق "أن الانتخابات البلدية أسقطت كل الأوهام وكشفت غرور البعض وعقلياتهم المتحجرة، وحررتني نهائيًا من أثقال كنت قد ألقيتها منذ سنتين. سقطوا في حفرة تعاليهم، ورسموا الحد الفاصل بين النفاق والوضوح، وبين الجبن وشجاعة المواجهة. لن أزيح عن قناعاتي قيد أنملة، تاركًا الحكم للناس". عون والسيسي في غضون ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون زياراته الخارجية وأجرى أمس محادثات رسمية في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت الوضع في لبنان والمنطقة، ودعا خلالها عون "المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَائيلَ بِتَنْفِيذِ اتفاق وقف إطلاق النار". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري: "الاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامِ دائم والسلامُ الدائم، لا يُبنى إلا على العدالة والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد: ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابها. وهذا ما أقرته الدولُ العربية في مبادرةٍ بيروتَ للسلام سنة 2002 وهذا ما نتطلعُ إلى تجسيده في أقربِ وقت". وأكد "أنّ لبنانَ، كلَ لبنان، لا يمكنُه أن يكونَ خارجَ معادلةٍ كهذه وأنْ لا مصلحةً لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارٍ سلامٍ شاملٍ عادل". وتابع: "سلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةٍ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ الُّلبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها، لذلك ندعو المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَانِيلَ بِتَنْفِيذِ الاِتِّفَاقِ الَّذِي تَمّ التَّوَصُلُ إِلَيْهِ بِرِعايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّة، وَالإنْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً. وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة. كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِيا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكَةٍ. وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِ النَّازِحِينَ السُّورِيّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلَادِهِمْ". من جهته، قال السيسي: "شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها". وأعلن أن "مصر تواصل مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني، فى فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني".


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
مُفاجآت من العيار الثقيل في انتخابات بيروت وزحلة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قد تكون نتائج الانتخابات البلدية في مدينتي بيروت وزحلة، اكثر النتائج المفاجئة منذ انطلاق الجولات الانتخابية مطلع ايار الحالي. ففي بيروت كانت توقعات الخبراء الانتخابيين تشير الى ان تعدد اللوائح سيطيح المناصفة، وان لائحة الاحزاب الائتلافية ستُخرق بحوالى نصف اعضائه، لتأتي النتائج وتدحض هذا السيناريو. ولم تنحصر مفاجآت العاصمة بنجاح الاحزاب في تجييش مناصريها، تحت عنوان الحفاظ على المناصفة والعيش المشترك، انما شكل غياب لائحة "بيروت مدينتي" عن المنافسة الفعلية، بعدما شكلت عام 2016 المفاجأة الكبرى في المشهد اللبناني العام، تطور يفترض التوقف عنده، وبخاصة ان النتائج التي حققتها لوائح المجتمع المدني على صعيد كل لبنان أتت مخيبة، ما يستدعي استنفار هذه القرى قبل اقل من عام على الانتخابات النيابية المقبلة، لاثبات وجودها وحضورها من جديد. لكن ما حصل في بيروت شيء، وما شهدته زحلة شيء آخر تماما، بحيث فجّر حزب "القوات اللبنانية" قنبلة من العيار الثقيل بوجه اخصامه، الذين تكتل معظمهم في لائحة واحدة ترأسها أسعد زغيب. فكانت المفاجأة بفوز اللائحة "القواتية" بفارق ٦ آلاف صوت بين متصدري اللائحتين. وقد شكلت هذه النتائج مفاجأة "للقواتيين" أنفسهم، الذين كانوا يتوقعون بأفضل الاحوال ان يخرقوا بمقعد او اثنين، فجاءت الارقام لتحقق صدمة في الشارع "القواتي" قبل غيره من الشوارع. وفيما رد البعض ما حصل الى ان "التيار الوطني الحر" صبّ عدد من اصواته لمصلحة "القوات"، او عدم التزام بعض الاحزاب والفعاليات الزحلاوية بتعهداتهم التصويت لمصلحة لائحة زغيب، ترجح المعطيات ان يكون ما حصل نتيجة عدم الانسجام بين مكونات لائحة زغيب، وعدم الاعداد الجيد للاستحقاق. ويعتبر الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين ان "حصول حزب "القوات" على اكثر من ١٣ الف صوت في مدينة زحلة يفترض التوقف عنده، باعتباره رقما كبيرا جدا يزيد على عدد الاصوات الذي حصل عليه خلال الانتخابات النيابية الماضية، والذي كان 11 الفا، في حين ان نسبة الاقتراع تراجعت في المدينة"، مرجحا في حديث لـ "الديار" ان "تكون هناك احزاب اعلنت دعمها اللائحة التي كان يرأسها أسعد زغيب، ولكنها من تحت الطاولة دعمت لائحة "القوات". ولفت شمس الدين الى انه "في المدن والقرى الشيعية، استطاع "الثنائي الشيعي" تأكيد سيطرته. ففي مدينة بعلبك، حيث كان هناك حديث ان المجتمع المدني سيُحدث خرقا في عدد من المقاعد، اتت النتائج خلاف ذلك، بحيث وصل متوسط اصوات اللائحة المدعومة من "الثنائي" الى نحو 12 الف صوت، في حين حصدت لائحة المجتمع المدني 5500 صوت، ما يعني ان المجتمع المدني حافظ على اصواته، لكن بالمقابل "الثنائي" ضاعف اصواته". اضاف: "اما في قرى شمال بعلبك المسيحي، فخسر حزب "القوات" بلدة رأس بعلبك، فيما حافظ على بلدة القاع". وتابع: "في قرى البقاع الغربي السنية حصل انقسام، على اساس عائلي لا سياسي مع غياب تيار "المستقبل"، وتركزت المعارك في غزة والمرج وغيرهما. وفي راشيا شهدنا منافسة بين لائحة للحزب "التقدمي الاشتراكي" ولائحة لـ "المجتمع المدني" انتهت بفوز الاول". ورأى شمس الدين انه، وباستثناء بيروت وزحلة، يمكن القول ان اكثرية المعارك الانتخابية التي شهدناها الاحد، كانت معارك ضمن الاطر العائلية البعيدة عن الاطر الحزبية، وهو ما يُرجح ان ينسحب على انتخابات الجنوب والنبطية.