
صرخة جريئة من على المنبر
هذا الشيخ وقف على منبر المسجد، لا ليعدنا بالفرج والنصر والتمكين فحسب، بل ليسألنا على يد من تنتظرون النصر؟ هل على يد شعوبٍ 30 % منها لا تقرأ ولا تكتب؟ شعوب لا تصنع شيئًا بأيديها، كل ما حولها مستورد من دول تعرف قيمة الإنسان والعقل والعلم؟ أو شعوب لا تنتج جامعة واحدة تنافس جامعات العالم، في وقت يقرأ فيه الياباني 80 كتابًا في السنة، ونحن لا نقرأ صفحة! ناهيك عن أننا لا نعلم زوجاتنا وأبناءنا على القراءة! كان يقول في خطبته إن قبعته مصنوعة من نيوزلندا، ونظارته من النمسا، وحذاءه من إيطاليا، ولباسه من بريطانيا! كان صريحًا حد الوجع، فلم يُجمّل الواقع، ولم يطلب منا أن نغضّ الطرف عنه، بل حثّنا أن نواجه أنفسنا بشجاعة، أن نكفّ عن دعوات النصر إن لم نقم بأسباب النصر، وأن نراجع أنفسنا قبل أن نتذمر من حالنا.
قد يرى البعض في حديثه قسوة، لكنه لم يكن إلا مرآةً مخلصة، تعكس الواقع دون رتوش. لقد وضع يده على مفارقة مؤلمة: كيف نرجو تمكينًا من الله ونحن نُهمل العلم، ونُقصّر في العمل، ونستورد حتى إبر الخياطة وورق الكتابة؟
نحن لا نُهزم أمام العدو، بل أمام جهلنا، كسلنا، واستسلامنا لواقع نعرف أنه لا يليق بنا، ثم نلجأ إلى الدعاء كأنه حبل نجاة من تقصيرنا.
هذا الشيخ ربما لن يُكرم في وسائل الإعلام، وربما سيُهاجَم لأنه 'يحبط الناس'، لكن الحقيقة هي أن أمثاله هم من يحتاجهم المجتمع، من يقولون لنا ما نحتاج أن نسمعه، لا ما نريد أن نسمعه.
نعم، فنحن أمة لها تاريخ عظيم، وماضٍ مشرق، لكن لا يكفي أن نغني له في كل مناسبة. لابد أن نصنع حاضرًا يليق به، ومستقبلاً لا يخجل منّا أبناؤنا فيه.
لقد قالها الشيخ بوضوح: 'من لا يقرأ، لا ينهض، من لا يُنتج، لا يُحترم، من لا يُصلح حاله، لا يُنصر'. فهل نملك الجرأة لنقول لأنفسنا ما قاله لنا؟ وهل نملك العزيمة لنغيّر هذا الواقع؟ أم سنكتفي – كالعادة – بالتصفيق لمن صدق، ثم نعود إلى نومنا الثقيل؟
الخلاصة... لشيوخ الدين دور مهم ومحوري، وعليهم أن يكونوا قدوة لنا ويمتلكوا الجرأة الكافية لإلقاء خطب واضحة المعالم وتتعاطى مع قضايا الأمة بكل شفافية وصدق بعيدًا عن أية مصالح شخصية أو دينية، فكلمتهم دائمًا ما تكون مسموعة من قبل الجميع.
هذه دعوة صادقة وخالصة إلى جميع خطباء المساجد أن يحذوا حذو هذا الخطيب الذي أراه مثالًا يُحتذى به لما ينبغي أن يكون عليه شيوخ الدين، أداءً لرسالتهم على أكمل وجه. والله من وراء القصد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المردة
منذ 20 دقائق
- المردة
المكتب التربوي لـ'أمل هنأ طلّاب شهادات التّعليم المهني والتّقني بالنجاح
هنأ المكتب التربوي المركزي لحركة 'أمل' في بيان، 'النّجاح الباهر الذي حقّقه طلّاب شهادات التّعليم المهني والتّقني، هذا النّجاح الذي يشكّل جسر عبور نحو سوق العمل حاملا معه المهارات والخبرات حسب الحاجات لتحدّ من حجم البطالة ولتكون أيضا نورًا عابرًا للآفاق نحو شهادة تكمل ما تمّ حيازته لتزيد الكفاءات في وطنٍ لا ينهض إلّا بعقول أبنائه، ولتزهر الطّاقات التي لطالما سُقيت بالصّبر والسّهر، فتبني بالعلم صروحًا من نور، وترسم على جبين الوطن ملامح فجرٍ جديد، ترتفع فيه راية التقدّم ويُسطّر فيه المجتهدون حكايات المجد بأحرفٍ من ذهب'. وقال: 'ألف تحيّة وعرفان جميل لكلّ أستاذ في معهد مهنيّ ومدرسة مهنيّة ساهم في هذا النّجاح رغم كلّ الصّعوبات والشّكر موصول إلى كلّ إدارة واكبت وحصّنت طلّابها بما يلزم.. إلى أهالي الطّلاب الذين ضحّوا في سبيل تأمين العلم لأولادهم… جزاكم الله خيرًا'. وختم: 'يبقى مسك الختام لمن تولّى وواكب كلّ تفصيل حرصًا على مصلحة الطّلاب أوّلا ودائما، الحريصة على الارتقاء بمستوى الشّهادة ، المديرة العامّة للتعليم المهني والتقني د .هنادي برّي، شكرًا على ما قدّمتم.. والشكر موصول لكل القائمين على تنفيذ الامتحانات الرسمية واصدار نتائجها ، دمتم فخرًا وذخرًا للتّعليم المهنيّ في نجاحكم المميّز الذي توّج في مراتبكم الأولى والمعدّلات المرتفعة. مبارك لكم ما أنجزتم و الله وليّ التوفيق'.

عمون
منذ 20 دقائق
- عمون
جاهة صُلح بين عشيرتي الصبيحات والعُمري (صور)
عمون - توجهت جاهة عشائرية من وجهاء محافظة إربد برئاسة النائب السابق راشد الشوحة، إلى ديوان عشيرة العمري في بلدة كفر أسد، لإتمام مراسم الصلح العشائري بين عشيرتي العمري والصبيحات على خلفية مشاجرة سابقة. وكان في استقبال الجاهة النائب الأسبق نايف العمري ووجهاء العشيرة، بحضور النائب الأسبق محمود المهيدات. وأعرب الشوحة عن شكره وتقديره لعشيرة العمري على كرمهم العربي الأصيل وتنازلهم عن حقوقهم العشائرية، داعيًا الله أن يحفظ الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة.


الزمان
منذ 22 دقائق
- الزمان
الإستياء يخيّم على بيوت المتقاعدين والمالية تربط تأخير الرواتب بحوالات النفط
مواقع التواصل تشتعل بالسخرية وخبراء يعزون السبب إلى نقص السيولة الإستياء يخيّم على بيوت المتقاعدين والمالية تربط تأخير الرواتب بحوالات النفط أبدى متقاعدون، استياءً شديداً من تأخير المصارف الحكومية، باطلاق رواتبهم الشهرية تحت مسوغ الرفع التدريجي، مؤكدين إن هذا التلكؤ أصبح يُربك حياتهم ويضعهم تحت ضغوط مالية خانقة، في ظل غياب حلول جذرية من الجهات المسؤولة. وقال المتقاعدون لـ(الزمان) أمس إن (تأخير الرواتب تحول إلى أزمة مزمنة تؤثر على آلاف العوائل التي تعتمد على هذه المستحقات لتلبية احتياجاتها الأساسية، ولاسيما إن هذا الامر بدأ يتكرر بشكل ملحوظ دون اتخاذ إجراءات لمعالجة الخلل)، مضيفين إن (المدخرات نفدت والديون تتزايد، والعديد منهم اضطر إلى الاقتراض من الأقارب والجيران نتيجة تأجيل الصرف او تأخيره)، مطالبين هيئة التقاعد والمصارف المعنية بـ(صرف الرواتب فوراً ووضع حد بما وصفوه بالتلاعب بحق هذه الشريحة التي أفنت شبابها في خدمة الوطن)، وشددوا على القول إن (الجهات المعنية عن اطلاق الرواتب تبرر التأخير المستمر بـآلية الرفع التدريجي التي تعتمدها، التي باتت مسوغاً غير مقبول لتأجيل المستحقات المالية)، وتابع المتقاعدون إن (الرفع التدريجي ينبغي أن يكون جزءاً من خطة منظمة تنفذ بشكل شفاف وعادل، وليس ذريعة لتأجيل او تأخير صرف الحقوق الشهرية التي تمثل المصدر الأساسي للدخل، ولاسيما للمتقاعدين الذين لا مصادر دخل أخرى لهم). الى ذلك، حذر الخبير ضياء واجد المهندس في بيان أمس (من تداعيات هذا التأخير)، معتبرًا إن (ما يجري يعكس خللًا هيكليًا في إدارة الملف المالي)، وأوضح المهندس إن (الأسباب الحقيقية لتأخير الرواتب لا تتعلق فقط بعطلة نهاية الأسبوع أو الإجراءات التقنية، بل تمتد إلى أزمة سيولة حادة ناجمة عن سوء إدارة المال العام، وهدره في ملفات لا تمس حياة المواطنين، مثل تمويل بعض الأحزاب والنفقات الخاصة)، ولفت إلى إن (حجم الرواتب الشهرية للمتقاعدين يتجاوز 1.2 تريليون دينار، وأن استمرار هذا الضغط على المالية العامة، في ظل غياب الإصلاح الحقيقي، يفتح الباب أمام ممارسات فساد ممنهجة، وأبرز تلك الممارسات، تشمل صرف رواتب لمتوفين، وتضخيم معاملات التقاعد الخاصة بناءً على تقارير وهمية أو محسوبيات حزبية، إضافة إلى مشاريع إلكترونية لم تُفعّل، برغم صرف مليارات الدنانير عليها). من جانبه، قال الكاتب جواد التونسي أمس إن (المتقاعدين يعيشون معاناة يومية بسبب تأخر صرف رواتبهم، وبدلاً من نيل التكريم بعد عقود من الخدمة، يُجبر كبار السن على الوقوف في طوابير الانتظار أمام المصارف، في مشهد يجسد الإهمال والتخبط الإداري)، وأشار إلى إن (هذا التأخير لم يعد مجرد خلل مالي، بل تحوّل إلى أزمة إنسانية تهدد كرامة شريحة أنهكها العمل وفتك بها المرض)، وأضاف إن (الدولة التي لا تفي بالتزاماتها تجاه من خدموها، لا يمكنها بناء مستقبل قائم على العدالة والاحترام)، مؤكداً إن (تأخير رواتب أكثر من ثلاثة ملايين متقاعد لأكثر من اربعة أيام، هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان)، محذرًا من (محاولات التلاعب بحقوقهم أو استغلال أزمتهم)، داعيا إلى (وضع آلية ثابتة وواضحة لصرف الرواتب بموعد محدد شهرياً). وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة على تأخير رواتب المتقاعدين، حيث كتب أحد المدونين (ادعوا من الله يهدي الجريذية وتقبل الصفقة حتى ينقذ المتقاعدين المغضوب عليهم)، فيما تساءل آخر (هل أصبحت رواتب الشعب مرهونة برحمة الفاسدين؟)، وأضاف إن (الجريذية وافقت على إعادة 70 بالمئة من المبلغ المختلس، ما سيمهّد لصرف رواتب المتقاعدين خلال 48 ساعة). على حد تعبيرهم. في تطور، باشر مصرفا الرشيد والرافدين بصرف الرواتب بعد اطلاق وزارة المالية التمويل لهيئة التقاعد. وكانت المالية، قد اعلنت إطلاق تمويل رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين لشهر آب الجاري. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (دائرة المحاسبة في الوزارة، باشرت إطلاق تمويل رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين للشهر الجاري)، مؤكداً ان (الدائرة استكملت إجراءات تحويل مبالغ التمويل إلى هيئة التقاعد الوطنية، لصرفها من قبل المصارف المعنية وفق السياقات المعتمدة)، وأضاف إن (تأخير صرف الرواتب جاء بسبب تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع للبنوك الخارجية في إرسال أموال التحويلات المالية عن مبيعات النفط، ما أدى إلى تأجيل عمليات التحويل المالي التي تُنفذ في الأيام الرسمية فقط، والرواتب مؤمنة بالكامل لغاية نهاية السنة المالية الحالية ولا صحة لادعاءات وجود نقص في السيولة)، داعياً المتقاعدين إلى (متابعة إشعارات المصارف ابتداءً من أمس)، ولفت إلى إن (الصرف سيتم تباعاً خلال الساعات المقبلة).