
أخبار مصر : أحمد الأشعل يكتب: الانتقاد حق.. لكن التآمر خيانة
نافذة على العالم - في لحظات فارقة من عمر الأوطان، يصبح الصمت خيانة، والحياد عارًا، والمجاملة جريمة لا تُغتفر. نحن لا نعيش زمنًا عاديًا، ولا نمر بمرحلة هادئة تستوعب الترف في النقاش. نحن في قلب معركة بناء شرسة، ومع كل مشروع جديد تُفتتح أبوابه، هناك من يغلق نوافذه عمداً ليبث السواد.
وها نحن أمام مشهد متكرر، وكأن السيناريو يُعاد بغير ملل: حادث مؤلم – نعم – يسقط فيه ضحايا أبرياء، يُشعل الشارع حزنًا، فتتسابق المنصات للتشهير، وتتفنن الأصوات في توزيع التهم، وتتحول وزارة النقل إلى ساحة صيد لكل من يحمل سهمًا أو رمحًا. وكأننا لسنا أمام وزارة تخوض أعقد معارك البنية التحتية، بل أمام خصم يجب إسقاطه بأي ثمن!
لا أحد ينكر أن في بعض الحوادث تقصيرًا بشريًا أو إداريًا. ولا أحد يطلب إعفاء أي مسؤول من المحاسبة. بل على العكس، المحاسبة هي صمام الأمان لكل نظام جاد. لكن ما نراه اليوم ليس نقدًا بقدر ما هو اصطياد، وليس مساءلة بقدر ما هو استهداف. لقد اختلطت النوايا، وتداخلت الأصوات، فأصبح من يريد الإصلاح لا يُسمع، وسط ضجيج من يريد الانقضاض.
ولنتحدث بلغة الأرقام لا العواطف. قطاع النقل في مصر كان لعقود خاليا من الرؤية، يعاني من انهيار بنيوي، وديون متراكمة، وعشوائية في الإدارة والتشغيل. السكة الحديد كانت مرتعًا للترهل، والطرق القومية تُحصد فيها الأرواح، والموانئ تُدار بأساليب ما قبل العصر الرقمي. فجاءت خطة الدولة الطموحة لإعادة الهيكلة من الجذور: تحديث القطارات والعربات والجرارات، بناء شبكة طرق قومية بأطوال غير مسبوقة، إنشاء محاور عملاقة تربط الدلتا بالصعيد، إدخال نظم الإشارات الحديثة، إطلاق مشروع القطار الكهربائي، تطوير الموانئ والمراكز اللوجستية، وإعداد كوادر جديدة. كل ذلك لم يكن أحلامًا، بل وقائع ملموسة بتكلفة تفوق التريليون جنيه.
وسط هذا المشهد، أليس من الإنصاف أن نتحدث عن الصورة الكاملة؟ أن نقول إن مصر الآن تُدار وفق رؤية استراتيجية، وإن وزير النقل الحالي لا ينام – حرفيًا – ويتنقل من موقع إلى آخر، يلاحق المهندسين في الورش والمقاولين في الميادين؟ ألا نُقدّر أن الرجل لم يختبئ يومًا خلف مكتبه، ولم يلقِ باللوم على غيره، بل تحمّل المسؤولية كاملة في كل أزمة، وقالها صراحة: 'أنا في مكاني وسأظل فيه حتى آخر نفس… مش هسيبها وأمشي'.
هذه ليست لغة التبرير، بل لغة التوازن. لأن الوطن ليس ملكًا للمنتقدين فقط، بل هو ملك أيضًا لكل من يبني ويُصلح ويضحي. ولسنا في موقع الدفاع عن وزير، بل نحن ندافع عن منطق الدولة، عن احترام المؤسسات، عن الخط الفاصل بين المعارضة الوطنية، وبين حملات التشويه الممنهجة التي لا تبحث عن الحقيقة بل عن الفوضى.
الحوادث المروعة تستحق الغضب، لكن الغضب لا يجب أن يُستثمر سياسيًا. إن من يربط كل حادث بوجود وزير بعينه، هو ذاته من صمت دهورًا أمام خراب القطاع، وهو ذاته من لا يرى كل ما تحقق إلا سرابًا، لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يصدّق أن هذا الوطن قادر على النهوض. هؤلاء لا يغضبون لأجل الضحايا بقدر ما يتلهفون على استغلال آلامهم في معاركهم الصغيرة. هؤلاء لا يبكون على فاجعة، بل يرقصون على دمائها.
هل نعفي المسؤول من المحاسبة؟ قطعًا لا. بل العكس، يجب أن تكون المحاسبة شفافة، وعادلة، ومستمرة. لكن المحاسبة لا تكون بالصراخ على شاشات الإعلام، ولا بتريندات مضللة على السوشيال ميديا، ولا باستغلال المصائب لتصفية الحسابات. بل تكون من خلال تحقيقات نزيهة، ومجالس رقابية محترفة، وجهات مسؤولة تعرف الفارق بين المسؤولية السياسية، والمسؤولية الجنائية أو الفنية.
نحن في دولة تحترم القانون، وتحترم النقد، لكنها ترفض المؤامرة. الدولة التي تحاسب مسؤوليها، وتحاكم المتورطين في الإهمال، هي نفسها التي تحمي وزراءها من التشويه، وتحمي إنجازاتها من السقوط في بئر التحريض.
كامل الوزير ليس مجرد اسم، بل نموذج للمقاتل الذي اختار أن يحمل على كتفيه إرثًا ثقيلاً ويواجه تلالًا من الفساد والإهمال المتراكم. اختلف معه كما تشاء، انتقد أداء وزارته بأدوات العقل والمنطق، لكن لا تكن سهمًا في خاصرة وطنك، ولا تكن شاهد زور في معركة لا تحتمل الخيانة.
المعارضة الوطنية شرف… لكن المعارضة التي تسعى للهدم تحت غطاء النقد، هي خيانة مستترة. نحن لا ندافع عن فرد، بل ندافع عن حق الدولة في الاستمرار، وحق المؤسسات في العمل، وحق المواطن في أن يسمع الحقيقة كاملة.
فلتُفتح الملفات، وليُحاسَب الجميع، لكن لا تُغتال الروح الوطنية بحملات مسمومة. لأن الوطن لا يحتمل المزيد من السهام في ظهره. لأن الانتقاد حق… لكن التآمر خيانة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 14 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : متوسط أسعار العملات الأجنبية في مصر مستهل تعاملات اليوم
الاثنين 7 يوليو 2025 06:40 صباحاً نافذة على العالم - تباينت أسعار العملات الأجنبية في مصر، بداية تعاملات الأسبوع الجاري، واصل الدولار تراجعه بشكل طفيف مقارنة بسعر إغلاق الخميس الماضي، فيما ارتفعت العملات الأوروبية، واستقرت الآسيوية. ويستعرض موقع 'صدى البلد'، متوسط أسعار العملات الأجنبية في مصر، خلال مستهل تعاملات اليوم الإثنين 7 يوليو 2025، وفقًا لآخر تحديثات الموقع الإلكتروني للبنك الأهلى المصري. سعر صرف الدولار في مصر اليوم الإثنين سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 49.29 جنيه. سعر البيع:49.39 جنيه. وسجل سعر الدولار الأسترالي أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 32.26 جنيه. سعر البيع: 32.49 جنيه. وسجل سعر الدولار الكندي أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 36.19 جنيه. سعر البيع: 36.40 جنيه. أسعار العملات الأوروبية في مصر اليوم الإثنين بلغ سعر العملة الأوروبية (اليورو) أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 57.93 جنيه. سعر البيع: 58.21 جنيه. وسجل سعر الجنيه الإسترليني مقابل الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 67.21 جنيه. سعر البيع: 67.57 جنيه. بلغ سعر الفرنك السويسري أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 61.33 جنيه. سعر البيع: 62.96 جنيه. أسعار العملات الآسيوية في مصر اليوم الإثنين سجل سعر اليوان الصيني أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 6.87 جنيه. سعر البيع: 6.89 جنيه. وسجل سعر 100 ين ياباني أمام الجنيه المصري اليوم: سعر الشراء: 34 جنيها. سعر البيع: 34.25 جنيه.


نافذة على العالم
منذ 14 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مصر: بعد وفاة العشرات على طريق سريع.. الداخلية تكثف حملاتها وتوجيهات السيسي بإغلاقه
الاثنين 7 يوليو 2025 07:10 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتخذت مصر، قرارات صارمة بشأن حركة المرور على الطريق الدائري الإقليمي، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإغلاق المناطق التي تشهد أعمال رفع الكفاءة والصيانة، ووضع البدائل المناسبة والآمنة، وأجرت الشرطة، حملات مرورية وضبطت 744 مخالفة خلال 24 ساعة وثبوت تعاطي 48 سائق مواد مخدرة. جاء ذلك بعدما شهد الطريق حادثتين خلال أسبوع، تسببت الأولى في وفاة 18 فتاة وشابًا، نتيجة تصادم سيارة نقل بأخرى للركاب، وتسببت الثانية في وفاة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، نتيجة تصادم سيارتين لنقل الركاب بسبب السرعة الزائدة. وتعتزم الحكومة، صرف تعويضات تصل قيمتها 38 مليون جنيه (771.4 ألف دولار) بدء من غدًا الإثنين، لأسر ضحايا الحادث الأول، بعد تبرع من رجل أعمال مصري بالمبلغ، فيما تصرف مبلغ 300 ألف جنيه (6090.33 دولار) لأسرة كل وفاة في الحادث الثاني، وفق بيانات رسمية. ويعد الطريق الدائري الإقليمي من بين أطول الطرق في منطقة الشرق الأوسط، ويمتد لمسافة 400 كيلو متر، ويحيط بالقاهرة الكبرى ويربطها مع عدد من المحافظات، وذلك بهدف تخفيف التكدس المروري داخل القاهرة، وفق بيانات رسمية. وقال أمين سر لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب المصري، سيد عوض، إن اللجنة في انعقاد دام للتحقيق في وقائع تكرار حوادث مؤلمة على الطريق الدائري الإقليمي، ومتابعة تنفيذ توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بغلق الطريق الدائري في المناطق التي تشهد أعمال رفع الكفاءة والصيانة، لضمان الحفاظ على سلامة المواطنين، وفي الوقت نفسه سرعة إنجاز أعمال الصيانة. ووجّه السيسي، الحكومة بدراسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الطريق الدائري الإقليمي في المناطق التي تشهد أعمال رفع الكفاءة والصيانة، مع وضع البدائل المناسبة والآمنة، وذلك حفاظًا على سلامة المواطنين وضمان إنجاز الأعمال في أسرع وقت. كما وجّه السيسي، وزارة الداخلية بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية ضد المخالفين وتكثيف جهودها خلال الفترة المقبلة لفرض الانضباط والالتزام بالقانون على كافة الطرق، خاصة من حيث السرعة والحمولة للحفاظ على أرواح وأموال المواطنين. وأرجع عوض، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، المشكلة الرئيسية وراء تكرار الحوادث على الطريق الدائري الإقليمي إلى عدم تأهيل العنصر البشري- السائقين- قبل الحصول على رخص القيادة، مؤكدًا وجهة نظره بأن مصر أنجزت واحدة من أفضل شبكات الطرق في العالم، وتعمل باستمرار على إجراء صيانة دورية لهذه الطرق، وفق أحدث الأساليب المتبعة، غير أن الأخطاء البشرية تسببت في الحوادث خلال الفترة الماضية. وتقدمت مصر 100 مركز في مؤشر جودة الطرق الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لتحتل المركز 18 عالميًا عام 2024 مقارنة بالمركز 118 عام 2015، وذلك بفضل المشروع القومي للطرق، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 6500 كيلومتر من إجمالي 7000 كيلومتر، وتم تطوير ورفع كفاءة 8500 كيلومتر من الطرق من إجمالي 10 آلاف كم مستهدفة، بالإضافة إلى تنفيذ 18 محورا على النيل من إجمالي 35 محورًا مستهدف إنشاؤه، وفق بيانات رسمية لمجلس الوزراء المصري. وشدد سيد عوض، على ضرورة تكثيف الحملات المرورية وزيادة عدد الأكمنة لضبط المخالفين، وتطبيق إجراءات رادعة فورية لضمان الالتزام بالقواعد المرورية، للحفاظ على أرواح وأموال المواطنين، مؤكدًا أن الطرق المصرية يتم تنفيذها وفق كود البناء المصري، ووفق أعلى المعايير العالمية لضمان جودة وسلامة الطرق، وتنظيم حركة المرور. وفي بيان رسمي، كشفت وزارة الداخلية، عن نتائج حملاتها المرورية والإنضباطية بمناطق الأعمال بالطريق الدائرى الإقليمي خلال 24 ساعة، وتمكنت من ضبط 744 مخالفة مرورية متنوعة تضمنت (سير عكس الاتجاه، تحميل ركاب، مخالفة شروط التراخيص، أمن ومتانة)، وكذا فحص عدد 355 سائق وإيجابية عدد 48 حالة تعاطى مواد مخدرة منهم، وضبط 36 محكوما عليه بإجمالي 136 حكما، كما تم التحفظ على عدد 7 سيارات لمخالفتها قوانين المرور.

مصرس
منذ 21 دقائق
- مصرس
"ابنته وزوجته".. القصة الكاملة لأسباب حبس إبراهيم سعيد ورسالته من داخل السجن
يمر إبراهيم سعيد نجم منتخب مصر والأهلي والزمالك السابق، بظروف صعبة خلال الفترة الماضية، بعدما تم إلقاء القبض عليه في شهر مارس الماضي، بسبب قضايا النفقة لصالح طليقته. وكانت قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة، ألقت القبض على لاعب المنتخب الوطني السابق، يوم الأربعاء الموافق 12 مارس 2025، بعد صدور حكم نهائي بحبسه لامتناعه عن سداد النفقة المستحقة لطليقته.سبب حبس إبراهيم سعيدوسبب حبس نجم الأهلي، هو قيام زوجته داليا وبنته جوليا، برفع ما يقرب 32 قضية عليه، ومطالبته بدفع مليون جنيه نفقة وهو ما تسبب في صدور حكم ضد اللاعب، طبقا لما قاله محمد رشوان محامي اللاعب لمصراوي في وقت سابق.وأكد رشوان أيضًا، أنه نجح في إلغاء الحجز على شقته وعفشه، بالإضافة إلى تقديمه طلب للمحامي العام يطالب خلاله بإخلاء سبيل اللاعب ووقف حبسه.وكان رشوان أشار، إلى إمكانية إخلاء سبيل اللاعب خلال الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى أن قضايا النفقات بها استئناف ولكنها مؤجلة الآن لشهر 9 المقبل.رسالة إبراهيم سعيد من داخل محبسهونقلت زوجة إبراهيم سعيد الحالية، رسالة اللاعب إلى الجماهير من داخل محبسه، حيث كتبت عبر حسابه الرسمي على موقع التغريدات "X" تويتر سابقا: "أنا زوجة الكابتن إبراهيم سعيد وعندي رسالة منه بلغني اكتبها للناس".وأضافت: "في الأول عاوز أشكر كل الناس اللي وقفت جنبي من أول يوم في أزمتي الأخيرة وعاوز أقولكم إن في ناس محترمة كتير كانت دائمة السؤال عليا بالفعل وتدخلوا لحل المشكلة بكل قوة وعملوا اللي عليهم وأكثر ووقت الأزمة دائماً تقدر تعرف الأصدقاء الحقيقيين ولظروف خاصة بي رفضت المساعدة".وواصلت: "ياريت الناس اللي غاوية تعمل بلبلة تبطل تطلع إشاعات عليا لأن الظرف لا يسمح أن حد يعمل كدا وخصوصاً لما يكون الإنسان دا غير قادر إنه يرد على الكلام والإشاعات دي "عيب".واختتمت رسالة زوجها: "أخيراً عاوز أطمئن الناس أنى بخير الحمد الله وأنكم وحشتوني كتير وقريباً جداً إن شاء الله هكون معاكم".