
الملك يواجه جنون القوة بخطاب أخلاقي إنساني
اضافة اعلان
في ظل العدوان الذي شنته إسرائيل على إيران، وتعاظم المخاوف من توسع نطاق الحرب في الإقليم اختار الملك أن يوجه رسائله للعالم من على منصة البرلمان الأوروبي.البرلمان الأوروبي قد يكون المكان الأمثل لإعادة طرح القضايا الإنسانية، والحقوقية على الطاولة، بعد أن أصبحت الانحيازات الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب مقلقة، ومستفزة جدا، وساهمت في إطلاق شرور دولة الاحتلال لتستمر في حرب الإبادة على غزة، ولتفتح طاقة الجحيم في حرب لا يعرف حدودها مع إيران، والحقيقة الواضحة أن الأردن في قلب العاصفة.تحكم دول الاتحاد الأوروبي مجموعة مصالح، ولكن هذا التكتل السياسي الأكبر يعلن في خطابه التزامه بالقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإن كانت ممارسات بعض دوله تغرد خارج هذه المنظومة أحيانا، لكن برلمانه الذي يمثل مصالح الناس يبدي قدرا كبيرا من الالتزام بمنظومة أخلاقية عند معاينته للصراعات، ولديه بوصلة في اتخاذه للمواقف.في هذا الوقت العصيب لم يتحدث الملك للبرلمان الأوروبي عن المصالح المشتركة بين أوروبا والأردن فقط، وإنما علق الجرس محذرا من تساقط المنظومة الأخلاقية، وتآكلها، وركز في خطابه على مجموعة نقاط لا بد من إعادة عرضها، والتعليق عليها.يقول الملك «نحن نعيش موجة تلو الأخرى من الاضطرابات دون توقف، فلا عجب أننا نشعر بأن عالمنا قد ساده الانفلات، وكأنه قد فقد بوصلته الأخلاقية، فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة، والكراهية والانقسام يزدهران، والاعتدال والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي».ويضيف جلالته بشكل واضح، وصريح «في خضم هذه الفوضى، يهددنا خطر نسيان هويتنا وقضايانا التي ندافع عنها، ولكن هذه المنعطفات التاريخية هي فعليا اللحظات الحرجة التي تتطلب منا أن نتشبث بقيمنا ولا نتخلى عنها، فعندما يفقد العالم قيمه الأخلاقية، نفقد حينها قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل، وبين ما هو عادل وما هو قاسٍ، الأمر الذي يولّد الصراع».ويتابع «استنتجت أوروبا في أعقاب الحرب أن الأمن الحقيقي لا يكمن في قوة الجيوش، بل في قوة القيم المشتركة، وأن السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدا».ويقدم الملك الحقيقة الموجعة حين يتحدث عما جرى في غزة «اليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة، يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها».منذ السابع من اكتوبر تحرك الأردن ليكشف المخاطر المتزايدة من اليمين الصهيوني في إسرائيل الذي داس بأقدامه على الاتفاقيات الدولية، وصار القتل اليومي للفلسطينين نهجا، ولم يعد هناك أي أثر محتمل للسلام، فهذا لم يعد من أبجديات القيادة الحاكمة في دولة الاحتلال.يسعى الملك في خطابه أمام البرلمان إلى بناء تحالف دولي يحاول أن يفرمل جنون القوة الذي يسيطر على دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيرى أنه لا ضوابط لاستخدام قوتها لتغيير العالم وفق مصالحها، وهو ما يتبجح به نتنياهو علنا، وزاد غروره بعد الضربات الموجعة التي وجهها الطيران الإسرائيلي لطهران وتسبب في قتل العديد من قادته.يدرك الأردن أن خطابة أمام البرلمان لن يصنع وقائع جديدة بين ليلة وضحاها، ويذكر الملك أنها ليست المرة الأولى الذي يدق فيها ناقوس الخطر، ويكشف الغطاء عن الاختلالات الجوهرية في منظومة القيم العالمية حين تتعاطى مع القضايا العادلة، فتطغى المصالح على المبادئ، وفلسطين نموذجا صارخا للمعايير المزدوجة، والانتقائية.الملك يعمل على حماية مصالح الأردن أولا، وتعظيم المنافع التي تحقق التنمية والازدهار لشعبه، لكن نفخر حين تكون البوصلة لقيادتنا السياسية وفي مقدمتها الملك أخلاقية، إنسانية، حقوقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 40 دقائق
- رؤيا نيوز
عودة الكهرباء إلى شمال طهران بعد انقطاعها عقب ضربة إسرائيلية
عادت الكهرباء، الاثنين، إلى شمال طهران بعد انقطاعات تسببت بها غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق من اليوم، بحسب ما أفاد الإعلام المحلي. وذكرت وكالة 'تسنيم' نقلا عن شركة الكهرباء الإقليمية بأنه 'تم حل مسألة الانقطاعات بالكامل في شمال طهران'.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
'الأمن العام' و'مؤسسة الأميرة تغريد' يوقعان مذكرة تفاهم لخدمة الشباب وفئة الأيتام
وقّعت مديرية الأمن العام ومؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، اليوم الإثنين، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات تقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية، وبخاصة للفئات الشابة من الجنسين، مع التركيز على دعم فئة الأيتام بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة. وجرى توقيع المذكرة من قبل مساعد مدير الأمن العام للإدارة والقوى البشرية العميد المهندس رامي الدباس، ومدير عام مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب الدكتورة أغادير جويحان. وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص مديرية الأمن العام على توسيع قاعدة الشراكة الفاعلة مع المؤسسات الوطنية، وترسيخاً لرؤيتها الأمنية والإنسانية المتكاملة التي تسعى إلى توفير بيئة مجتمعية آمنة وداعمة لجميع فئات المجتمع، من خلال تنفيذ برامج تنموية ومهنية وأكاديمية تسهم في تأهيل وتمكين الفئات المستهدفة، بما يتيح لهم الاندماج في سوق العمل والمشاركة الفاعلة في التنمية دون أية عوائق. وتنص مذكرة التفاهم على تبادل الخبرات وتوحيد الجهود في مجالات تقديم الخدمات المجتمعية والإنسانية، والعمل على تمكين الفئات المستهدفة عبر تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم التدريبية والإنتاجية، وفقاً لأفضل الممارسات المعتمدة في مجالات التنمية والتدريب.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
إيران تُعدم " زعيم فريق أمن إلكتروني" بتهمة التجسس لصالح الموساد
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الاثنين، تنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحق رجل أدين بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات التابع للاحتلال الإسرائيلي، وذلك في خضم التصعيد العسكري المتواصل بين إيران والاحتلال، والذي دخل يومه الحادي عشر. وقالت السلطة القضائية الإيرانية إن "محمد أمين مهدوي شايسته أُعدم صباح اليوم بعد إدانته بالتعاون الاستخباري مع الكيان الصهيوني"، مؤكدة أن المتهم كان على صلة مباشرة بجهاز الاستخبارات الخارجية للاحتلال (الموساد). كما أوضح القضاء الإيراني أن شايسته كان أيضًا على صلة بقناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية المعارضة التي تبث من العاصمة البريطانية لندن، والتي تصنّفها طهران كـ"منظمة إرهابية"، متهمة إياها بتلقي دعم من الاحتلال الإسرائيلي. وكانت وكالة "تسنيم" الإيرانية قد وصفت شايسته، الذي أُلقي القبض عليه نهاية عام 2023، بأنه "زعيم فريق أمن إلكتروني متعاون مع الموساد"، مشيرة إلى أن اعتقاله جاء في إطار حملة أمنية مكثفة تقودها طهران منذ شهور. وتزامن الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام مع استمرار الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، والتي بدأت في 13 يونيو/حزيران الجاري، في تصعيد خطير بين الطرفين. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "مهر" الرسمية عن مسؤول أمني إيراني أن السلطات اعتقلت 22 شخصًا منذ بدء الضربات الإسرائيلية، بتهم تتعلق بالتجسس و"زعزعة الرأي العام" لصالح الاحتلال الإسرائيلي. وأكد رئيس استخبارات الشرطة في إحدى المحافظات الوسطى أن جميع المعتقلين يواجهون اتهامات بالارتباط بأجهزة استخبارات أجنبية، على رأسها الموساد، مشددًا على أن الإجراءات الأمنية ستتواصل لردع أي محاولات اختراق أمني. وفي تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، قال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي إن "القضايا المتعلّقة بالأمن القومي، بما في ذلك دعم الكيان الغاصب (الاحتلال الإسرائيلي) والعمل كطابور خامس للعدو، سيتم التعامل معها بسرعة أكبر وصرامة مطلقة". وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات العسكرية في المنطقة، وسط تحذيرات دولية من تحول الصراع بين إيران والاحتلال الإسرائيلي إلى مواجهة أوسع تهدد استقرار الشرق الأوسط.