
«دوار الساعة».. توقيت دبي ينبض بعراقة التاريخ
وهذا، على وجه التحديد،هو المفتاح الأول لفهم أهمية «دوار برج الساعة» في ديرة، بدبي، المشيّد في العام 1963.
وقد أشارت إلى ذلك، سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي في تغريدة نشرتها على موقع التدوينات القصيرة «إكس»، حيث قالت سموها: «دوار الساعة في منطقة ديرة، كان أول معلم بارز يراه زوّار دبي في أوائل الستينيات».
حيث لعب دوراً محورياً في مسيرة دبي التنموية .. ومع مرور الوقت، أصبح هذا المعلم جزءاً من هوية المدينة، ورمزاً لحضارتها التي تتعاقب عليها الأجيال».
أما أن هذا المعْلَم جاء ساعة ميدان عامة، فسيعطيه معنى رمزياً آخر يشير إلى توقيت دبي، الذي ينبض بعراقة التاريخ.
وأصبح مع مرور الوقت، جزءاً من هوية المدينة، ورمزاً لمكانتها الحضارية، ويمثل لحظة هامة تشير إلى تطلعاتها التنموية والعمرانية، ولفت الأنظار إليها كنموذج حديث صاعد بين اقتصادات المنطقة؛ فقد أدرج مرتين ضمن أجمل 17 برج ساعة حول العالم إلى جانب برج ساعة بيغ بن في لندن، وبرج ساعة بلدية براغ، وبرج ساعة الحميدية في بيروت، الذي بني في عام 1897 إلى جانب برج الساعة في مكة المكرمة.
وتشكل ذكريات هؤلاء عن تلك الأوقات والأحداث. ومن هؤلاء المهندس إدغار بوبليك.
وهذه الساعة، التي يُعتقد أنه تم شراؤها في مانشستر بالمملكة المتحدة، المعروفة حينها بصناعة الساعات، كانت تعتبر بمعايير ذلك الوقت ضخمةً جداً، لدرجة أن الاحتفاظ بها في مكان مغلق يعتبر هدراً لقيمتها.
إلا أن الحمصي قدم اقتراحاً مختلفاً؛ اقترح أن يكون الشكل أكثر انسيابية، وأن يأتي تصميم البرج بحيث يكون مواجهاً لأربعة طرق، ويمكن مشاهدته من أي اتجاه، ومفتوحاً على الشوارع التي يربطها، فحظي اقتراحه بالقبول، وتم تكليفه عام 1962 بوضع التصميم، ثم أُعطِى توجيهات ببدء التنفيذ.
ووفق ما أوضح الحمصي، فإنه قام بتنفيذ بناء البرج من خلال المكتب الهندسي، الذي كان يعمل فيه، واستغرق بناؤه عشرة أشهر كاملة؛ وكان البرج بناءً معقداً يتطلب تمويلاً وموارد هائلة وقوى عاملة.
وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك مقاولو بناء يمتلكون القدرة على بناء مشروع بهذا الحجم، فاضطر القائمون على المشروع إلى اتباع نهج «اصنعها بنفسك».
فكان العاملون في المشروع يأخذون أوامر التنفيذ مباشرة من مكتب «والد دبي». ويتذكر الحمصي أن البرج كان محط الأنظار، فلم يكن الكثير من الناس يتوقعون إنجازاً كهذا في ذلك الزمن.
وقد أظهر الناس وأهل دبي الحب للبرج، حيث كانوا يتجمعون حوله، وينظرون إليه بدهشة وإعجاب شديدين، حتى قبل أن ينتهي البناء، وكان أكثر شيء يثير الفضول هو شكل البرج، وكذلك الساعة.
وفي ذلك الوقت، لم تكن هناك إشارات مرور، وكان يتم اللجوء إلى تشييد دوار على العقد المرورية، لا سيما أن الدوار هو أسلوب بريطاني في الحلول المرورية.ويضيف المهندس بوخش: المشروع عهد إلى مكتب هندسي نمساوي هو مكتب «أيه. إس. تي».
وهذا المكتب سبق له أن عمل في مشروع تعميق الخور، فعهد إليهم تصميم مشروع دوار الساعة. وفكرة الساعة فكرة جميلة وقديمة لدى الأمم.
ويمكن أن نلاحظ، مثلاً، أن العثمانيين كانوا يحرصون على تشييد برج ساعة في أهم المدن التي تقع تحت سلطتهم. وعلى الصعيد المعماري، تم اعتماد الأقواس الإسلامية، بأسلوب التداخل.
وهكذا، كان لدينا أربعة أعمدة قوسية في الأسفل، وأربعة في الأعلى، وهو ما يذكر بالفكرة المعمارية في مسجد قرطبة، القائمة على تكرار القوس نفسه، ولكن الأقواس السفلية، هي ما يحمل المبنى. ويؤكد المهندس بوخش: وبهذا، كانت النتيجة جميلة.
وأيقونية فعلاً. والآن، تم تسجيل برج الساعة في قائمة التراث الحديث لإمارة دبي ودولة الإمارات. وذلك ضمن جهود وزارة الثقافة وجمعية التراث العمراني، اللتين تعملان على تسجيل التراث الحديث.
لطيفة بنت محمد: «دوار الساعة» جزء من هوية دبي ورمز لحضارتها
أسماء مناطق دبي.. دلالات ومعانٍ تروي سيرة حاضرة تاريخية فريدة
بلدية دبي تحتفي بالأيقونات المعمارية التراثية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 39 دقائق
- صحيفة الخليج
فئتان للتنافس الإبداعي بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي
خصصت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في دورتها ال 12 جوائز للتنافس الإبداعي في التواصل الذكي ضمن فئتي «تحدي الجامعات» و«مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي»، وذلك لتعزيز الابتكارات التكنولوجية والرقمية في مجال الاتصال الحكومي. وتستهدف فئة «تحدي الجامعات» المسابقة الإبداعية التي تمتد لثلاثة أيام بالتعاون مع جامعة الإمارات، طلبة جامعات دول الوطن العربي ومجلس التعاون الخليجي لتقديم مشاريع اتصالية مبتكرة. بينما يشكل «مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي» المقرر تنظيمه بالتعاون مع مركز ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا، بيئة إبداعية لتعزيز المهارات التطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي للتركيز على إنتاج وإدارة المحتوى الحكومي والإعلامي باستخدام التقنيات الذكية. وأكدت علياء بوغانم السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حرص الجائزة على دعم التنافس الإبداعي في التواصل الذكي، وتكريم أصحاب التجارب البارزة في الاتصال الرقمي والتوظيف الفعال للتقنيات الحديثة في الاتصال التفاعلي مع الجمهور بما يتماشى مع المتغيرات التكنولوجية المتلاحقة التي باتت تشكل ركناً أساسياً في عمليات الاتصال الحكومي. ولفتت إلى أن هذه الفئات تشجع طلبة الجامعات على الابتكار وتدعم الأفكار البناءة والاستراتيجيات ما يسهم في تعزيز جودة وفاعلية الاتصال الحكومي، كما تعزز من توسع الجائزة لإتاحة الفرصة لأكبر شريحة ممكنة للمشاركة في الجائزة بما يخدم قطاع الاتصال الحكومي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وتتضمن الجائزة 23 فئة مُقسمين على القطاعات الرئيسية التي تضم الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، والجوائز الفردية، وجائزة التنافس الإبداعي في التواصل الذكي، وجوائز لجنة التحكيم، وجوائز الشركاء. كما تفتح الجائزة التقديم على فئاتها المختلفة حتى 24 يوليو المقبل، على أن يتم الإعلان عن الفائزين في شهر سبتمبر من العام الجاري.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
محمد الشرقي يؤكد أهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين شعوب العالم
ودور المؤسسات الدينية في تعزيز مفاهيم الإخاء بين الأديان السماوية كافة. كما أشار سموه إلى وثيقة الأخوة الإنسانية في دولة الإمارات 2019، والتي وقّع عليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا الراحل فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لتكون نموذجاً لحوار الأديان ومعاني السّلام والعيش المشترك والأخوة الإنسانية. وأكد سمو ولي عهد الفجيرة، أهمية حفظ التراث الإنساني بكافة أشكاله وضرورة تناقله بين الأجيال، لافتاً إلى حرص إمارة الفجيرة على حفظ التراث الثقافي ونشره عبر المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية النوعية.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
المعجم التاريخي للغة العربية.. إنجاز خالد بقيادة سلطان الثقافة
في زمن تتسارع فيه التحولات وتضعف فيه أولويات المشاريع الثقافية لدى كثير من الدول، تواصل الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أداء دورها الريادي في حماية اللغة والهوية. ففي حفل رسمي أقيم بمقر منظمة اليونسكو في باريس، تسلّم سموه تكريماً خاصاً بمناسبة إدراج المعجم التاريخي للغة العربية ضمن مكتبة اليونسكو، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى وتحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة». وخلال الحفل، عبّر سموه عن عمق المعنى الإنساني لهذا المشروع قائلاً: «حين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم»، مضيفاً: «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير». المعجم، الذي تتبّع تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، يُعد من أضخم المشاريع العلمية في العالم العربي. وقد كان لصاحب السمو الدور المحوري في إطلاقه ورعايته ومتابعته علمياً، حيث سخّر له الموارد والطاقات، وجعل منه مشروعاً حضارياً يخدم الأجيال القادمة. وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعاً في الاهتمام بالمشاريع اللغوية والثقافية، تُثبت الإمارات والشارقة أنهما في المقدمة دوماً، لا في حفظ الإرث فقط، بل في تصديره إلى المستقبل بأجمل وأكمل صورة. إن إدراج المعجم في اليونسكو لا يمثّل إنجازاً علمياً فقط، بل هو رسالة حضارية من العالم العربي إلى الإنسانية، بأن لغتنا ما زالت تنبض بالحياة والمعرفة. شكراً لوالدنا سلطان الثقافة، الذي لم يحمِ فقط ماضي اللغة، بل وضع لها أساساً راسخاً للمستقبل، وأكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الكلمة.