بعد العرض الخاص للمشروع x.. كريم عبد العزيز وبيتر ميمي ثنائي نجاح في السينما والدراما
احتفل النجم كريم عبد العزيز والمخرج بيتر ميمي مساء أول أمس الأحد الموافق 18 مايو بالعرض الخاص لفيلمهما " المشروع X"، والذي يُعرض ضمن موسم أفلام عيد الأضحى 2025، مبكرًا، حيث من المُقرر عرضه في صالات السينما المصرية اعتبارًا من يوم 21 مايو الجاري، و5 يونيو المقبل في صالات السينما بالدول العربية، حيث يتضمن جرعة كبيرة من الأكشن والمطاردات.
ويسجل فيلم "المشروع X" تعاون جديد يجمع المخرج بيتر ميمي بالنجم كريم عبد العزيز ، وتواصل لسلسلة الأعمال الناجحة التي قدمها الثنائي معًا سواء في السينما أو الدراما على مدار الـ 5 سنوات الماضية، وسوف نستعرض في هذا الموضوع الأعمال التي جمعت بيتر ميمي بـ كريم عبد العزيز قبل فيلم "المشروع X".
مسلسل "الاختيار 2..رجال الظل"
بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل "الاختيار"، إذ شكل العمل ملحمة وطنية ضخمة جسد فيها بطولة الجيش المصري وموقعة كمين "البرث"، تعاون النجم كريم عبد العزيز مع المخرج بيتر ميمي في الجزء الثاني من العمل.
وقد عُرض المسلسل خلال موسم دراما رمضان 2021، وتناول قصص حياة أفراد من الشرطة المصرية قُتلوا في الفترة من 2013 وحتى 2020، كما تناول العديد من الأحداث خلال تلك الفترة وغيرها.
والمسلسل جاء من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي ، وإنتاج شركة سينرجي وبطولة كريم عبد العزيز ، أحمد مكي ، إياد نصار، بشري، إنجي المقدم، أسماء أبو اليزيد، هادي الجيار، أحمد حلاوة، أحمد شاكر عبد اللطيف، محمد علاء، إسلام جمال، أحمد سعيد عبد الغني، سلوى عثمان علي الطيب طارق صبري، عمر الشناوي، وعدد من الفنانين الشباب.
"الاختيار 3".. واستمرار لرحلة النجاح
واستمرارًا للنجاح الكبير الذي حققه المسلسل، تعاون للمرة الثانية كريم عبد العزيز مع بيتر ميمي في "الاختيار 3" والذي عُرض في رمضان 2022، ودارت أحداث المسلسل حول ما شهدته مصر خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، والأزمات التي لحقت بها في تلك الفترة حتى ثورة 30 يونيو.
"الاختيار 3" من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، إنتاج شركة سينرجي وبطولة أحمد السقا ، كريم عبد العزيز ، أحمد عز، ياسر جلال، خالد الصاوي، عبد العزيز مخيون، بيومي فؤاد، صبري فواز، إيمان العاصي، سمر مرسي، أمير المصري، محمود البزاوي، آدم الشرقاوي، دنيا المصري، ناردين عبد السلام وعدد كبير من الفنانين الذين يشاركون في البطولة والذين يظهرون كضيوف شرف خلال الحلقات.
أطلعوا على
فيلم "بيت الروبي".. وإيرادات مرتفعة
كما قدما معاً فيلم "بيت الروبى" الذى عُرض فى موسم عيد الأضحى 2023، وحقق إيرادات وصلت إلى 130 مليون جنيهًا، وشارك في بطولته كلا من نور اللبنانية، كريم محمود عبد العزيز ، تارا عماد، شريف دسوقي، حاتم صلاح، محمود السيسي، وضيوف الشرف محمد عبد الرحمن توتا، منى الشاذلي، مصطفى أبو سريع، وقصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش وإخراج بيتر ميمي.
وقد تناول الفيلم قصة المهندس إبراهيم الروبي الذي تتعرض زوجته لأزمة ضخمة يلجأ بعدها للهروب من المدينة والابتعاد إلى مكان منعزل، ويعيش لسنوات ولكنه يعود مجددًا بسبب ظروف طارئة على حياته، مما يجعله يتعرض لكثير من المواقف الصعبة التي تغير مسارات حياته ويعود شبح الأزمة القديمة لمطاردته وزوجته.
View this post on Instagram
A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)
مسلسل "الحشاشين".. العمل الأضخم إنتاجيًا
مسلسل "الحشاشين" العمل الذي يُعد الأضخم إنتاجيًا في تاريخ صناعة الدراما المصرية، حيث تم تصويره بين مصر وسوريا ولبنان والمغرب وكازاخستان، وعُرض خلال موسم دراما رمضان 2024، وتصدر قائمة الأعلى مشاهدة خلال عرضه.
مسلسل "الحشاشين" تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى ، وإنتاج شركة سينرجى، وبطولة كريم عبد العزيز ، فتحى عبد الوهاب ، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال، نيقولا معوض، سامى الشيخ، ميمى جمال، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، نور محمود، أحمد كشك، ياسر علي ماهر، بالإضافة إلى عدد من الفنانين ضيوف الشرف من بينهم محمد رجب وأمينة خليل.
تدور الأحداث في إطار تاريخي، في القرن الحادي عشر ميلادي، حول طائفة دينيَّة من الشِّيعة الإسماعيليَّة تُدعى الحشَّاشُون، والتي أسسها حسن الصَّبَّاح، وعن قيادته للفرقة التي اشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيالات دموية لشخصيات مرموقة في تلك المرحلة. فدخلت في عداوات ومعارك مع الخلافتين العبَّاسيَّة، والفاطميَّة، وكذلك مع السَّلاجقة، والأيوبيين، والصَّليبين.
View this post on Instagram
A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)
فيلم "المشروع x ".. وأحدث التقنيات
يُعاني كريم عبد العزيز خلال أحداث فيلم "المشروع X" من اضطرابات نفسية، والذي يُجسد شخصية عالم آثار يُدعى "يوسف الجمال"، فيما يكتشف أسرارًا قديمة مرتبطة بالحضارة، قد تُغير مصادر الطاقة في العالم كله، الأمر الذي يُغير حياته رأسًا على عقب، ويُصبح هدفًا لإحدى المنظمات الدولية الغامضة، التي تسعى لاستهدافه، حتى لا يضر بمصالحها.
وتسعى تلك المنظمة الغامضة، لاستهداف كريم عبد العزيز ، خلال أحداث الفيلم لقتله، قبل أنّ يُزيح الستار عن الأسرار التي اكتشفها، وأنّ تظل سرًا مدفونًا، ليعيش حالة من المطارات الكثيرة، فمن ينتصر على الآخر؟.
عرض "المشروع X" بـ4 تقنيات
فيلم "المشروع X" يُعد أحد أضخم الإنتاجات في تاريخ السينما المصرية والعربية، حيث تم تصويره في خمس دول هي: مصر، الفاتيكان، إيطاليا، تركيا، والسلفادور، إضافة إلى مدينة الجونة الساحلية المصرية، ويتميز باستخدامه لأحدث تقنيات العرض السينمائي العالمية، مثل IMAX، 4DX، Dolby Atmos، وScreenX، ليمنح الجمهور تجربة بصرية وصوتية غير مسبوقة في العالم العربي.
قصة وأبطال فيلم "المشروع X"
فيلم "المشروع X" يأتي من بطولة: كريم عبد العزيز ، ياسمين صبري ، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، عصام السقا، إلى جانب مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف خلال مشهد أو مشهدين، أبرزهم هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبدالعزيز، مصطفى غريب، فدوى عابد، والفيلم قصة وإخراج بيتر ميمي وشارك في التأليف أحمد حسني وإنتاج تامر مرسي.
تدور أحداث الفيلم في إطار من الإثارة والتشويق الذي يتخلله بعض مشاكل الأكشن، حول يوسف الجمال عالم المصريات الذي يخوض رحلة موت بصحبة فريقه من مصر للفاتيكان لأمريكا اللاتينية للبحر المفتوح، بهدف إثبات نظرية غريبة!! تتمثل في اكتشاف سر بناء الهرم الأكبر، فهل يستطيع الوصول إلى هذا السر والتغلب على العقبات التى سيواجهها في رحلته؟
View this post on Instagram
A post shared by Tamer Mursi (@tamermursi)
يمكنكم قراءة
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«هيئة الكتاب» تستعيد مسرحيتين من تراث سعد الدين وهبة
ضمن إصدارات سلسلة «أدباء القرن العشرين»، التي تهدف إلى إعادة إحياء تراث كبار المبدعين المصريين، وتعريف الأجيال الجديدة بإبداعاتهم المؤثرة، أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدار مسرحيتين للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، أحد رواد المسرح المصري والعربي، وتمثل أعماله جسراً بين الفن والفكر، وتمزج بين الهمّ السياسي والاجتماعي والطرح الدرامي. المسرحية الأولى «المسامير» تدمج بين التوثيق التاريخي والرؤية الفنية، واستلهم الراحل أحداثها مباشرة من وقائع ثورة 1919، تحديداً القمع الهمجي الذي مارسته سلطات الاحتلال البريطاني ضد الفلاحين المصريين في كفر الشيخ ونزلة الشوبك بوسط دلتا مصر، الذين شاركوا بفاعلية في تلك الثورة الشعبية. وتصور الإجراءات القمعية لقوات الاحتلال البريطاني لإخماد روح الثورة، ففي كفر الشيخ، نهب الجنود المدينة، واستولوا على المؤن والمأكولات، وفرضوا ضريبة تعسفية، فضلاً عن الجلد اليومي لعدد من سكان المدينة والقرى المجاورة. وقد بلغ القمع ذروته في نزلة الشوبك، حيث تم القبض على عدد من الأهالي، ودُفنوا حتى منتصف أجسادهم في الأرض، قبل محاكمتهم صورياً وإعدامهم رمياً بالرصاص. إضافة إلى سرد الوقائع التاريخية، تبرز «المسامير» الصراع الأبدي بين الشعوب المضطهدة وقوى الاستعمار والطغيان، وتتميز بأنها لا تقدم سرداً مثالياً أو انفعالياً للأحداث، بل تقدم نسيجاً درامياً موضوعياً يفرق بين الشخصيات والوقائع وفقاً لمواقعها الاجتماعية والطبقية، ما يمنح النص عمقاً واقعياً وإنسانياً في آنٍ واحد. المسرحية الثانية التي أصدرتها الهيئة في هذ الإطار هي «كوابيس في الكواليس»، التي سبق عرضها على المسرح القومي في مايو (أيار) 1967، إخراج كرم مطاوع، وتمثيل كل من شفيق نور الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد السلام محمد، توفيق الدقن، عباس فارس، رجاء حسين، عبد المنعم إبراهيم. وفيها يعمد وهبة إلى كسر الجدار الرابع، فيقدم نفسه داخل النص بوصفه مؤلفاً وممثلاً في الوقت ذاته، لخلق تداخل متعمد بين الواقع والخيال، بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المسرحي، وبين الكواليس وما يُعرض على الخشبة. ويُشرك الجمهور في اللعبة المسرحية، ويجعلهم طرفاً في الحدث وليس مجرد متفرجين. وتعكس «كوابيس في الكواليس» قدرة وهبة على اللعب بين الجدية والهزل، طارحاً أسئلة عميقة حول الإبداع، والرقابة، وتقدير الفن في المجتمع. وتتكون من ثلاثة فصول: الأول يعرض كواليس كتابة النص المسرحي، والثاني يتناول مرحلة تنفيذ العرض على خشبة المسرح، والثالث يناقش كيفية تلقي الجمهور والنقاد للعمل المسرحي والحكم على نجاح المؤلف من عدمه. ويعد هذا البناء جزءاً من فكرة أوسع أراد بها المؤلف تقديم ما يشبه «السيرة الذاتية الكوميدية»، إذ يسخر من كل عناصر العملية المسرحية، ويتجاوز ذلك إلى الصحافة والنقد أيضاً، ما يعد توثيقاً ساخراً لمعاناة الفنان وسط منظومة متشابكة من الأدوار والتوقعات.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصطفى الضبع: كثير من النقاد يفتقر إلى الذائقة والعمق
صنع الدكتور مصطفى الضبع اسمه بوصفه واحداً من أهم النقاد والأكاديميين المصريين، عبر كثير من الكتب والدراسات النقدية، وأشهرها «استراتيجية المكان» و«فلاح الرواية - رواية الفلاح» و«سردية الأشياء» وغيرها من الكتب المهمة، كما أن له حضوراً كبيراً في المشهد النقدي، عبر ما يقدمه في الندوات والمؤتمرات، حتى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي حوَّلها إلى ما يشبه منتدى مفتوحاً، يقدم فيها دائماً الكثير من الأطروحات النقدية والبحثية، فضلاً عن تقديمه نصائح للباحثين الشبان، وملاحظات على الحالة الأكاديمية المصرية. في كتابه الأخير «كلمات متقاطعة» يبتعد قليلاً عن النقد، ويستعيد المبدع القديم داخله، مستأنفاً شغفه بكتابة القصة القصيرة، بعد أن طغى عليها العمل النقدي والأكاديمي لسنوات طوال. عن هذه العودة للإبداع، ورؤيته للمشهد النقدي والإبداعي، ومشكلات الجامعات والبحث العلمي كان لنا معه هذا الحوار. * كتابك الأحدث «كلمات... متقاطعة» مجموعة قصصية وليس كتاباً نقدياً... ما الذي أيقظ المبدع القديم الآن وأعاده رغم مرور الزمن؟ - المبدع لم ينم، ولم يغيِّر قناعاته بأن نصاً واحداً إبداعياً تجاوز قيمته ومساحة بقائه عشرات الكتب النقدية. ما حدث أن العمل الأكاديمي أولاً، والمشروعات النقدية، كانت تفرض نفسها بقوة الواقع. مثلاً، مشروعات الببليوغرافيات محاولة لسد النقص في قواعد البيانات المفتقر إليها في العمل الأكاديمي العربي، لذا كان لا بد من تأسيس المشروع، وهو ما يتطلب جهداً مضاعَفاً. دخلتُ الحياة الثقافية مبدعاً (أول مجموعة قصصية 1992). ومع بداية الرحلة الأكاديمية، كان لا بد من التخطيط لمشروع الناقد الذي وجدتني مطالَباً بالقيام به، فلست أقرُّ بأستاذ الجامعة الذي يتقوقع داخل قاعة الدرس. لذا، كان عليَّ العناية بالناقد زمناً على حساب المبدع، مع الأخذ في الاعتبار أن الناقد المبدع له فتوحاته الواضحة، في مقابل الناقد غير الممتلك ذائقة المبدع أولاً، ومنهجية الناقد ثانياً. * لك كتاب شهير بعنوان «استراتيجية المكان»... كيف ترى تأثير المكان عليك أنت شخصياً في تنقلاتك وتحولات شخصيتك النقدية؟ - الأمكنة تصنعنا ولا نصنعها، نحن صنيعة أماكننا بمجالاتها الحيوية (البشر، والثقافة، والطبيعة)، فلكلِّ مكان مجاله الحيوي المؤثر. عبر حياتي تحركت في ثلاث دوائر مكانية كبرى: نشأت في بقعة هي الأجمل في حياتي بطبيعتها وناسها وثقافتها، ثم انتقلت إلى القاهرة بكل نتاجها الفكري والمعرفي والثقافي. القاهرة مدينة صانعة الأقلام والمفكرين والمبدعين. ثم الدائرة المكانية الثالثة التي أعايشها الآن في تجربة جديدة وثرية (مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية)، المدينة قدمت لي الكثير من الخبرات والمعارف والتجارب الإنسانية. وبعد هذا الزمن أظل مشدوداً إلى الدائرة الأولى، وربما لعبتْ الدائرة الثالثة دور المحفز للارتباط بموطن النشأة، حيث الشعور بالغربة حيناً، والابتعاد عن الموطن يجعلك أكثر تحفزاً وأشد حنيناً، كما أنه منحني مساحة من الوقت أستثمرها في الإنجاز. الدوائر كلها تترجم نفسها عبر الكتابة، ولديَّ اعتقاد راسخ ويقينيّ بأن الأفكار كالبشر؛ تولَد في مكان مقدَّر لها، لذا فإن كل مكان أذهب إليه هو مكان إنتاج، فالفكرة التي وُلدتْ في مكان ما، ما كان لها أن تولد في مكان آخر. * بدأت حياتك الأكاديمية ناقداً متخصصاً في الرواية... فلماذا اتجهتَ الآن إلى التركيز أكثر على الشعر والقصة القصيرة رغم حالة الإبداع الروائي اللافتة حالياً؟ - أولاً؛ لأني أضيق بالتخصص في حدوده الضيقة، وأؤمن بمقولة العقاد: «المتخصص نصف إنسان». ثانياً؛ لأن علاقتي بالتراث العربي، ومكاشفتي لتجارب الكُتاب الموسوعيين، وضعتني في مساحة الاقتداء أو محاولة الاقتداء بهم. ثالثاً؛ بسبب متابعتي (من خلال المشروع الببليوغرافي) لما وصل إليه الإنتاج النقدي، وهو ما يتبلور في مظهرين أساسيين: أحدهما العبور إلى الأنواع الأدبية الأخرى في محاولة للإنجاز أو لِنَقُلْ رأب الصدع. والآخر أكاديمية النقد العربي، التي أسستها منذ شهور، لتحقيق الهدف ذاته (المراجعة، وطرح المنجز على أُسس علمية لصناعة أجيال من النقاد قادرة على الإنجاز). * عملتَ على مشروع نقدي كبير عن حضور النيل في الأدب... ما الذي وصل إليه هذا المشروع؟ - المشروع معنيٌّ بجمع تراث النيل وتقديمه مكتوباً عبر الدراسات المتنوعة، ومرئياً عبر «يوتيوب». لديَّ الآن مادة ضخمة: الكتب المؤلَّفة عن النيل، والإبداع الخاص بالنيل، شعراً ونثراً، ولوحات تشكيلية، خصوصاً ما رسمه المستشرقون، والأغنيات، والأفلام السينمائية، وغيرها، قدمت منها نحو 100 حلقة عبر «يوتيوب»، وأستعد لتقديم سلسلة أخرى أكثر تطوراً لتكون أليق بالنيل العظيم. الهدف من المشروع يتحقق عبر ثلاثة أهداف: الأول حفظ تراث النيل للأجيال. والثاني خدمة النقد عبر تحليل نصوص بصرية وسمعية ومقروءة. والثالث وضع ببليوغرافيا تكون بمثابة قاعدة بيانات يهتدي بها كل بحث يستهدف دراسة النيل أو الكتابة عنه. * تعمل الآن على عمل بانوراما للأدب في محافظات مصر... ما الذي دفعك إلى هذا المشروع؟ - عدة أسباب؛ أولها غياب المؤسسة، وأعني المؤسسة المشروع وليست المؤسسة «الشو» أو اللقطة أو الأنشطة السطحية. وثانياً غياب دور الجامعة في محافظات مصر، يكفي أن تقف على مساحة اتصال الجامعة وانفتاحها على الساحة الأدبية في إقليمها. هناك حركة أدبية في كل محافظة مصرية وأيضاً هناك جامعة، ولكنهما لا يلتقيان. ثالثاً بسبب غياب المشروع النقدي المنظم للمتابعة النقدية، وهو مسؤولية الصحافة الأدبية في المقام الأول. * لماذا تهوى دائماً العمل على موسوعات كبرى تحتاج إلى وقت ومجهود يهرب منه كثيرون لأن أثرها ليس سريعاً ولا تجلب شهرةً أو مجداً؟ - لأني لا أبحث عن الشهرة أو المجد؛ الشهرة مؤقتة، والمجد لا يتحقق بعمل واحد، فهو نتاج مشروع ممتد. ثانياً: لا يمكننا تطوير العلم إلا بمراجعة منجزه السابق، وللأسف ليست لدينا مشروعات أكاديمية تنجز قواعد بيانات معرفية لما هو منجَز، لذا يعاني البحث العلمي من التكرار بسبب ذلك، المنطقي أن تكون هناك قواعد بيانات موسوعية يمكن للباحث العربي أن يتابع من خلالها كل ما أنجزه السابقون؛ فالبحث العلمي خاصة والكتابة عامة تبدأ من حيث انتهى الآخرون. ثالثاً: لأن المؤسسات تفتقر إلى الأفكار الفعالة في هذا الاتجاه، لذا لجأتُ إلى العمل المنفرد إيماناً بالحكمة الصينية «أنْ تُشعلَ شمعة خير من أن تلعن الظلام»، وفي ظل غياب المشروعات الأكاديمية الكبرى يكون على الأفراد تحمل العبء لتقديم ما يمكنهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. رابعاً: المشروع الأبقى هو المشروع القادر على تقديم خريطة موسوعية لمجال ما أو تخصص ما. * بصفتك أكاديمياً، وكثيراً ما تستغل صفحتك على «فيسبوك» وتوجه ملاحظات إلى الباحثين في الجامعات... ما الذي حدث للجامعات والبحث العلمي في مصر، خصوصاً في حقل النقد الأدبي؟ - حوَّلت صفحتي على «فيسبوك» إلى دار نشر، فكل ما أكتبه من سلاسل هي كتب تنشَر مسلسَلة، وفي مقدمتها مجموعاتي القصصية، ففي ظل غياب المشروع النقدي من أجندة المجلات الأدبية والثقافية، وفي ظل انتشار سطحية المقالات النقدية، لم يبقَ سوى الاكتفاء بمساحة أجتهد أن تكون فاعلة ومضيئة. الذي حدث في الجامعات كارثيٌّ. أسبابه نعلمها، ونتائجه نتغاضى عنها (والعكس بالعكس). طالب الأمس الضعيف والسطحي أصبح أستاذ اليوم، ذلك الذي يُخرِّج أجيالاً من الباحثين، ويحكِّم في جوائز. يمكنك النظر إلى أقسام اللغة العربية أولاً، وأقسام اللغات المختلفة ثانياً، وجميعها معنية بدراسة الأدب بلغاته المختلفة، كيف حالها؟ وماذا تقدم من نتاج علمي؟ منطقياً -وهذا أضعف الإيمان- أن كل جامعة يخرج منها ولو ناقد واحد، أستاذ حقيقي ولو كل خمس سنوات، فأين هؤلاء؟ آفتان ضربتا النقد الأدبي في الجامعات: الأولى غياب الذائقة وسطحية المنتج، والأخرى السرقات العلمية. * بصفتك ناقداً، ما رأيك في ظواهر مثل «البيست سيلر» وكثرة الجوائز الأدبية وما أفرزته إيجاباً وسلباً؟ - ظاهرة «البيست سيلر» لا تصنع أديباً، وهي ظاهرة مزيَّفة، وأعرف كيف يديرها الناشرون. أما كثرة الجوائز، فكان من المفترض أن تكون ظاهرة صحية، ولكنها فقدت كثيراً من منطقيتها لأسباب عدة من أبرزها التحكيم؛ التحكيم هو الحلقة الأضعف في كثير من الجوائز. سأضرب لك مثالاً هو ليس فرداً: عندما تجد باحثاً أول رواية قرأها في حياته هي الرواية التي قرر الاشتغال عليها في رسالته العلمية أو بحثه الأكاديمي، أو أول رواية قرأها في حياته هي الروايات التي يكلَّف بتحكيمها في واحدة من الجوائز... بالله عليك كيف سيكون وضعه مع التحكيم؟ أعني تحكيم الجوائز أو تحكيم رسالة علمية أو الإشراف عليها! تاريخ قراءة الشعر لدينا متحقق مع الجميع بحكم دراستنا للشعر عبر كل مراحل الدراسة، لكن الأمر يختلف تماماً في الرواية. في حالة الشعر ربما لا يكون الباحث مطالباً بتوسيع دائرة معرفته بالشعر العالمي مثلاً، لكن في الرواية إنْ لم تكن دائرة وعيك منفتحة على الرواية في دوائرها الثلاثية: محلياً وعربياً وعالمياً، فلا يمكن أن أعوِّل عليك في التعامل النقدي مع رواية. وهذا واحد من أسباب ضعف نقد الرواية وضعف التعامل معها أكاديمياً. * كيف ترى المشهد الأدبي والنقدي حالياً سواء مصرياً أو عربياً؟ - المشهد ليس بخير (تعبير مخفف عن تعبير: المشهد كارثي)، ففي ظل غياب النقد والمراجعة تفشَّت عدة ظواهر (كارثية): أولاها ضعف المنتج الأدبي المروَّج له، في معظمه ضعيف المستوى إلى حد كبير. وثانيتها غياب النقد وافتقار كثير من النقاد (سمِّهم هكذا مجازاً) إلى الذائقة والعمق. وثالثتها غياب المشروع النقدي ممتد الأثر، وهو ترجمة لغياب المؤسسة الثقافية القادرة على تقديم مشروع يليق باللحظة التاريخية.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«فوات الأوان»... ديوان يمزج السخرية بالتجريب
تشكل السخرية ملمحاً بارزاً من ملامح ديوان «فوات الأوان» للشاعر محمد أبو زيد، الصادر حديثاً في القاهرة عن «دار ديوان»، حيث تتسع لتشمل رؤيته للعالم والبشر والأشياء من حوله، كما يصل فيها الشاعر إلى حد انتقاد نفسه كشاعر وانتقاد زملائه الشعراء، بل السخرية من فكرة الشعر نفسها. في قصيدة «جد عجوز فاض به الكيل لا يحتمل أحداً» تمتزج السخرية بمحاولة التجريب في الشكل من خلال بداية تبدو هجومية النبرة، قصصية الطابع، تجمع بين الفصحى والعامية الدارجة ينادي فيها «الشاعر - الراوي» على عدد من الشخصيات مستنكراً مواقفهم الحياتية، كما تعيد قراءة التراث العالمي المتمثل في قصتي «السندريلا» و«الشاطر حسن» من منظور مختلف. يقول الشاعر: «هاهاها. والله أنت طفل مسخرة. هل صدقت حكاية الشاطر حسن الذي سيتزوج الأميرة في نهاية القصة؟ وأنت؟ هل فعلاً تعتقدين أن سندريلا لم تتناس الحذاء؟ الأحمق الذي يفكر في المستقبل هناك أخبرني أولاً لماذا ننزلق إلى قاع البالوعة؟ أين عقولكم؟ ماذا تتعلمون في المدرسة؟ أنتِ؟ أليس من الأولى أن تفكري في غسل الصحون المتراكمة في المطبخ؟ وأنتَ لماذا تأخر راتبك حتى الآن؟ هل سيستغنون عنك؟». ويسخر الشاعر من فكرة التجديد في شكل كتابة القصيدة حيث يبدي نوعاً من الحنين للشكل الكلاسيكي العمودي قائلاً: «لا أفهم لماذا يكتب الشعراء قصائدهم بهذه الطريقة! كان السطران مريحين أكثر، أضع رأسي في واحد وأمدد قدمي في الآخر. أتغزل في فتاة لا أعرفها أول القصيدة وأمدح رجلاً لا أعرفه في منتصفها وأملأ جيبي بصرة دنانير وأنا أغلق درفتي دولابها خلفي». وتمتزج السخرية بالمأساة في قصيدة «كم أنت جميل أيها الموت»، فرغم رهبة المقابر، فإنها تتحول هنا إلى مباراة عبثية بين اثنين من «الحانوتية» يتنافسان على أيهما قام بدفن جثة أجمل من الأخرى: «أمام مقبرتين متجاورتين، قال الحانوتي لزميله: جثتي أجمل من جثتك رد الزميل: تؤتؤ جثتي أجمل - لكن جثتي عيناها خضراوان كطحالب بركة آسنة - لجثتي عينان سوداوان كحقل قمح محروق - جثتي شعرها أطول من لسانك.. انظر»، ويستشهد الشاعر في مقدمة ديوانه بكلمة كان قد قالها في ديوانه «سوداء وجميلة»، الصادر 2015، تتعلق بعنوان ديوانه الحالي وحيثيات اختياره له جاء فيها: «أفكر أن أسمي كتابي القادم (فوات الأوان) لكنني لم أحدد هل أضيف في البداية (قبل) أم (بعد)، لكن أياً ما يكون الأمر سأكون قد أطلقت صرختي الأخيرة وأنا راض تماماً. يتحدث ميلان كونديرا على أن الحياة لا تتكرر ويسخر من فكرة نيتشه عن العود الأبدي، لكنني لست بحاجة إليه لأدرك أنني عرفت هذا بعد فوات الأوان، فكل شيء أدركه بعد أن تكون قدمي وصلت إلى الحافة وتأرجح جسدي في الهواء». يشار إلى أن محمد أبو زيد شاعر وصحافي مصري، وهو مؤسِّس ورئيس تحرير «موقع الكتابة الثقافي». ولد بمحافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1980، وتخرَّجَ في كلية التجارة بجامعة الأزهر، وعمل بالصحافة أثناء دراسته الجامعية بمكتب صحيفة «الشرق الأوسط» بالقاهرة، ثم بجريدة «التحرير» المصرية. أصدر عدداً من الدواوين الشعرية، منها «قوم جلوس حولهم ماء»، «مديح الغابة»، «طاعون يضع ساقاً فوق الأخرى وينظر للسماء». وصدرت له أعمالٌ سردية، منها رواية «أثر النبي»، «عنكبوت في القلب» و«ملحمة رأس الكلب». فازت روايته «ممر طويل يصلح لثلاث جنازات متجاورة» بجائزة يحيى حقي بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر 2003، وفي عام 2005 حصل على جائزة سعاد الصباح في الشعر عن ديوانه «أمطار مرت من هنا».