logo
انتقادات إسرائيلية وتحذيرات واسعة من "عربات جدعون 2"

انتقادات إسرائيلية وتحذيرات واسعة من "عربات جدعون 2"

الجزيرةمنذ 11 ساعات
القدس المحتلة- مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، المصادقة على خطة احتلال غزة وتبنيها ضمن ما تُعرف بخطة "عربات جدعون 2" التي قدمها رئيس الأركان، إيال زامير ، تصاعدت الانتقادات داخل إسرائيل من مختلف الأطياف السياسية والعسكرية والاجتماعية.
فبينما تهدف الخطة، وفق الجيش، إلى "القضاء على حماس" من خلال تهجير سكان مدينة غزة إلى الجنوب ثم التوغل العسكري، يرى العديد من القادة السابقين والخبراء أن هذه العملية قد تدخل إسرائيل في حرب استنزاف طويلة الأمد، مع تكاليف بشرية ومادية باهظة، دون ضمان تحقيق الهدف المعلن.
وعبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها البالغ من أن هذه الخطة قد تعرض حياة المحتجزين في غزة للخطر، وذكّرت بفقدان 6 أسرى خلال عملية "عربات جدعون" السابقة، وطالبت بعقد لقاء عاجل مع كاتس وزامير لتوضيح كيف ستتجنب الخطة الجديدة تكرار هذا السيناريو.
وحذر سياسيون وقادة سابقون في الأجهزة الأمنية من أن العملية قد تشبه "مصادفة الموت" للجنود وضباط الجيش، وتشكل تهديدا للمجتمع الإسرائيلي على مستويات متعددة.
في الوقت نفسه، تثير الخطة تساؤلات حول جدوى الحسم العسكري في قطاع غزة ، وسط اعتراف ضباط كبار في الجيش بعدم وضوح ما يعتبرونه "هزيمة لحماس"، فيما تشير تقديرات إلى استمرار وجود كتيبتين للحركة في المدينة ومخيمات وسط القطاع، ما يضع احتمالات صراع طويل الأمد على الطاولة.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن الجيش استدعى حتى الآن 60 ألف جندي احتياط، مع خطط لتمديد الخدمة واستدعاء دفعات إضافية خلال الأشهر المقبلة، في مؤشر على أن الحرب قد تمتد لعام كامل، ما يعكس التحديات الكبيرة أمام إسرائيل على المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية.
فخ الموت
ولعل أبرز التحذيرات من خطة احتلال غزة جاءت من رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق، إيهود باراك ، الذي لخص الخطة في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، ووصفها بـ"فخ موت".
وأوضح باراك أن تنفيذ هذه العملية قد ينقلب لصالح حماس، ويحوّل ما كان يُفترض أن يكون هزيمة للحركة إلى انتصار سياسي، مما يعكس المخاطر الكبيرة التي قد تواجه إسرائيل على المستويين العسكري والسياسي، على حد تقديره.
وسعى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد ، رئيس حزب "هناك مستقبل"، إلى نقل هذه الرسالة التحذيرية إلى الشارع الإسرائيلي، في محاولة لتصعيد الحراك ضد مخططات حكومة بنيامين نتنياهو المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
وكتب لبيد على حسابه في منصة "إكس" أن صدور أوامر الاحتياط لـ60 ألف جندي صباح الأربعاء لتحقيق ما وصفه بـ"وهم احتلال غزة" يعكس سياسة أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل، التي، بحسبه، تفرق بين الدماء وتشجع على التهرب من المسؤولية، بينما تزيد العبء على الجنود والمجتمع الإسرائيلي.
وأضاف لبيد "لن ننتصر في الحرب معهم"، مؤكدا أنه التقى نتنياهو وحذره قائلا إن "احتلال غزة فكرة سيئة للغاية، وإن غالبية الشعب لا تدعم هذه الخطوة، وشعب إسرائيل غير مهتم بهذه الحرب، وسندفع ثمنا باهظا لذلك".
انعدام الثقة
وكتب وزير الدفاع السابق، موشيه يعلون، على حسابه في منصة "إكس" قائلا "تحدثت مع جنود الاحتياط الذين نشروا أمس رسالة تدعو إلى إنهاء الحرب، وذلك بناءً على طلبهم الشخصي. كما التقيتُ مواطنين وطنيين من مختلف الخلفيات، يمثلون نحو 40% من الصهاينة المتدينين وسكان المدن والقرى، وقد خدموا مئات الأيام ويستدعون مجددا بعد قرار مجلس الوزراء باحتلال غزة".
وأضاف أن كلمات هؤلاء الجنود والمواطنين عكست انعدام الثقة بالقيادة السياسية وحيرة شخصية حول ما يعتبر التصرف الصحيح لوقف حرب الاستنزاف. وطلبوا منه توزيع الرسالة لتصل إلى جنود الاحتياط الآخرين الراغبين في الانضمام إلى دعوتهم.
واستذكر يعلون ما تسمى عملية "الجرف الصامد" (العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2018)، حيث سأل رئيس الوزراء نتنياهو جميع الوزراء: من يؤيد احتلال غزة؟ وكان جميعهم ضده، لكن بعض الوزراء استمروا في ترديد شعارات بلا أساس من الصحة. وأكد أن هذه سياسة خطيرة، وأن مسألة القرار يجب أن تناقش بحذر وهدوء ومسؤولية.
أثمان باهظة
لم تقتصر الأصوات المعارضة لخطة احتلال غزة على قادة المعارضة أو المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية، بل شملت أيضا باحثين ومختصين ومراكز أبحاث الأمن القومي، التي تناولت في معارضتها الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية المتعلقة بالأمن القومي لإسرائيل، بما في ذلك السيطرة على نحو 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.
وقد عبّر عن هذه المخاوف عيران شامير بورير، مدير مركز الأمن القومي والديمقراطية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. وأكد للإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن احتلال قطاع غزة سيجعل إسرائيل مسؤولة عن جميع جوانب حياة أكثر من مليوني غزي، بما يشمل إعادة إعمار القطاع، وسيكلفها ثمنا سياسيا باهظا في ظل عالم لا يبدي أي تسامح مع الاحتلال والسيطرة على شعب آخر.
وأشار إلى أن هذا القرار ليس مجرد مرحلة أخرى في حرب مستمرة منذ عامين، بل يحمل تبعات مباشرة تشمل تكثيف المقاطعة الدولية، وارتفاع تكلفة المعيشة، وتضرر الخدمات الأساسية للمواطنين الإسرائيليين.
ولفت إلى أن الخطة، التي سيمولها دافعو الضرائب الإسرائيليون "المنهكون أصلا"، كان لا بد من اتخاذها بعد نقاش إستراتيجي مهني وشفاف مع الرأي العام.
تداعيات كبيرة
الطرح ذاته تبناه نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، عيران عتصيون، الذي أعد تقديرا لخطة احتلال غزة، محذرا من تداعياتها الكبيرة منها: تهديد حياة المحتجزين، وخسائر جسيمة بين الجنود، وفقدان الشرعية الدولية جراء طرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وزيادة استنزاف الجيش والاحتياط.
ولفت في حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية العسكرية لاحتلال غزة ستقلل ثقة الجمهور الإسرائيلي بالحكومة والقيادة العسكرية العليا، وتخلق سابقة خطيرة لتسييس القرارات الأمنية، الأمر الذي يشكل تهديدا على مكانة الجيش.
وأشار عتصيون إلى أن القرار اتخذ دون أي عملية ديمقراطية، رغم وجود بدائل مثل صفقة إطلاق سراح المحتجزين، وأنه اتخذ من قِبل حكومة أقلية مشكوك في شرعيتها، ما يجعله غير مشروع.
وأكد أن الحد الأدنى الواجب هو التوجه للشعب عبر الانتخابات أو استفتاء قبل اتخاذ مثل هذا القرار الحاسم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رويترز: موانئ تركيا تطلب من السفن إعلان عدم ارتباطها بإسرائيل
رويترز: موانئ تركيا تطلب من السفن إعلان عدم ارتباطها بإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

رويترز: موانئ تركيا تطلب من السفن إعلان عدم ارتباطها بإسرائيل

نقلت وكالة رويترز عن مصدرين في قطاع الشحن قولهما إن سلطات الموانئ التركية بدأت تطلب بشكل غير رسمي من وكلاء الشحن تقديم خطابات تفيد بأن السفن غير مرتبطة بإسرائيل ولا تحمل شحنات عسكرية أو خطرة متجهة إلى هناك. وقال المصدران إن مكتب رئيس الميناء أصدر تعليمات شفهية لوكلاء الموانئ بتقديم تأكيدات مكتوبة، وأضافا أن السلطات لم تصدر تعميما رسميا بشأن هذه المسألة. وقال أحد المصدرين إن التعليمات تنطبق على الموانئ في أنحاء تركيا. وقال المصدر الثاني إن رسالة الضمان يجب أن تنص على أن مالكي السفن ومديريها ومشغليها ليس لهم أي علاقة بإسرائيل وأن بعض أنواع الشحنات، ومنها المتفجرات والمواد المشعة والعتاد العسكري، ليست على متن تلك السفن في طريقها إلى إسرائيل. وأوقفت تركيا في مايو/ أيار 2025 جميع الصادرات والواردات من إسرائيل بسبب "تفاقم المأساة الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية. ووفق الإعلان الصادر آنذاك: "تم وقف معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات.. تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة".

إعلام إسرائيلي: نتنياهو فاقم معاداة السامية ويحاول التنصل من المقترح الجديد
إعلام إسرائيلي: نتنياهو فاقم معاداة السامية ويحاول التنصل من المقترح الجديد

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إعلام إسرائيلي: نتنياهو فاقم معاداة السامية ويحاول التنصل من المقترح الجديد

قال محللون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية يحاول التنصل من الصفقة الجديدة القابلة للتنفيذ، في حين أكد مراسلون وصحفيون أن رئيس الحكومة تسبب في تفاقم معاداة السامية ونبذ إسرائيل دوليا. فقد أكدت محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 دانا فايس أن نتنياهو يوحي للمقربين منه أن الاتفاق المطروح حاليا "لم يعد يشغل اهتمامه"، ويقول المحيطون به إنهم "لا يتعاملون مع المقترح، ويناقشون خطة احتلال غزة"، رغم تأكيد فايس أن فريق التفاوض لا يزال يبحث المقترح ويتواصل مع الوسطاء. ونقلت فايس عن أحد المطلعين على التفاصيل أن احتمال التوصل إلى اتفاق وفق صيغة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"سيكون كبيرا إذا كانت هناك رغبة سياسية"، مشيرة إلى أن موقف نتنياهو انقلب 180 درجة خلال 3 أشهر. والحديث نفسه أكده محلل الشؤون العسكرية في قناة كان روعي شارون بقوله إن نتنياهو طلب صفقة جزئية ورفض التبادل الشامل، ثم ذهب إلى الحديث عن صفقة شاملة ورفض التبادل الجزئي، واليوم بعد المقترح الجديد عاد ليغير موقفه مرة أخرى. ولفت شارون إلى أن نتنياهو قال قبل عام إن إسرائيل أصبحت على بعد خطوة من الانتصار، وبعدها قال إنها قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، واليوم يقول إنها في المرحلة النهائية من عملية القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف "نتنياهو يقول إنه إذا كان هناك من يصدّق الحديث عن النصر المطلق فسأبيعه له". أما القائد السابق للدفاع الجوي إيلان بيتون فقال إن حديث نتنياهو عن رعب حماس من عملية غزة لا يختلف عن أحاديثه السابقة عن ردعها، في حين الأكثر توترا هي حكومة إسرائيل التي ألقت حماس بالكرة في ملعبها. وفي تلويح جديد بالتصعيد، قال حاجاي أنفريست -وهو والد أسير بغزة- إن نتنياهو "مشغول ببقائه السياسي منذ بداية الحرب، وهو يضحي بالأسرى وبالجنود الذين يقاتلون في غزة، وحوله رجال متطرفون لا يهتمون إلا بالاستيطان". وأضاف "أقول لرئىس الحكومة إن هذا لن يفيده، لأن ما فعلناه الأحد الماضي هو نموذج مصغر لما سنفعله في عموم البلاد، وذلك في إشارة إلى الإضراب الذي شارك فيه مئات الآلاف للمطالبة بوقف احتلال غزة واستعادة الأسرى". تفاقم معادة الإسرائيليين وفي تطور آخر متعلق بالحرب، قال مراسل القناة الـ14 في أوروبا ناتي لينفرمان إن نتنياهو بعث رسالة أمس الأربعاء إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربط فيه بين سعي الأخير للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية وبين انفجار معاداة السامية في باريس ، متهما ماكرون بتأجيج هذه الظاهرة. لكن الفرنسيين ردوا على هذا الكلام بأنهم "لن يتلقوا دروسا في معاداة السامية، وأن السبب الأكبر لتفاقم هذه الظاهرة هو عمليات إسرائيل في غزة وما يريد جيشها أن يفعله". والأمر نفسه أكده الصحفي الإسرائيلي تشيكو منشيه بقوله إن زميلة له أخبرته بأن عائلتها طُردت من مطعم في إسبانيا قبل أيام، وذلك بعد طُردت عائلة أخرى من مركبة عمومية بالنمسا. وقال منشيه إن هذا "لم يعد حدثا استثنائيا، وإنما واقع الإسرائيليين الجديد، لأن نتنياهو فشل في إدارة الحرب سياسيا وإعلاميا، وفي النهاية ندفع كلنا الثمن عبر طرد السياح من الدول ووصف شركات إسرائيلية بأنها "منبوذة عالميا"، مضيفا "عندما تنكشف صورة غزة سيقول نتنياهو إنها حملة جديدة لليسار".

الشيخ عكرمة صبري: إسرائيل تحاول بسط سيطرتها الكاملة على الأقصى
الشيخ عكرمة صبري: إسرائيل تحاول بسط سيطرتها الكاملة على الأقصى

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الشيخ عكرمة صبري: إسرائيل تحاول بسط سيطرتها الكاملة على الأقصى

قال إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري إن المسجد يتعرض لاقتحامات مكثفة وتصعيد مبرمج من أجل فرض واقع جديد وبسط السيادة الإسرائيلية. وأضاف الشيخ عكرمة في مقابلة مع الجزيرة أن هذه الاقتحامات التي تزايدت من حيث العدد والمسؤولين الذين يشاركون فيها تؤكد رغبة إسرائيل في إنهاء سلطة الأوقاف الإسلامية على المسجد. وأكد أن المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين يؤدون صلوات تلمودية داخل المسجد تحت حراسة مشددة لإثبات أنه ملك لهم، مشيرا إلى أن هذا التصعيد في الاقتحامات زاد منذ وصول الحكومة الحالية المتطرفة للحكم. وشدد صبري على أهمية توعية الأجيال الجديدة بأحقية المسلمين في المسجد الأقصى، وناشد الفلسطينيين شد الرحال إلى الأقصى، كما ناشد المسلمين في أنحاء العالم الدفاع عنه، لأنه شأنه شأن الكعبة والمسجد الحرام. ومع حلول الذكرى الـ56 لحريق الأقصى أكد صبري على أهمية تعريف العالم بما يتعرض له المسجد منذ 1969 من اقتحامات يشارك فيها وزراء وأعضاء في الكنيست وحفريات أسفله. ولفت إلى أن الإسرائيليين يحاولون التوسع في بسط سيادتهم على المسجد خلال الفترة الحالية بعدما فشلوا في بسطها عبر البوابات الإلكترونية عام 2017.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store