logo
«مراسلون بلا حدود»: الصحافة تختنق في ليبيا

«مراسلون بلا حدود»: الصحافة تختنق في ليبيا

الوسط١٧-٠٢-٢٠٢٥

أعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» عن قلقها إزاء الهجمات التي تلاحق الصحفيين، ما يحرم الليبيين من حقهم في الحصول على المعلومات، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات لضمان حمايتهم.
وعدّدت المنظمة غير الحكومية، في تقرير لها اليوم الإثنين، مظاهر التضييق من الاعتقال التعسفي والمضايقات القضائية إلى مصادرة المعدات أو إتلافها؛ إذ يستمر القمع الشديد الذي استهدف الصحفيين في عام 2024.
اعتقالات تعسفية لصحفيين ليبيين
ففي ليبيا لا يتراجع القمع ضد الصحفيين، والذي كان شديدًا في عام 2024، حسب «مراسلون بلا حدود»، التي استحضرت عدة حوادث من بينها اعتقال الصحفي ومالك موقع «صدى» أحمد السنوسي في يوليو 2024 في طرابلس؛ بسبب نشره وثائق تكشف عن مخالفات لوزير الاقتصاد والتجارة بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة».
وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال التعسفي جرى إطلاقه، وبحسب المعلومات التي جمعتها «مراسلون بلا حدود»، تعرض خيرالله إبراهيم للتهديد من قبل أشخاص مجهولين، كما خضع لمراقبة دقيقة من قبل الميليشيات، وذلك لدعمه زميله الصحفي المسجون عبر إطلاق حملة دعم. وأمام خطر الاعتقال، غادر البلاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى فيها استهداف إبراهيم خيرالله، ففي عام 2014 أضرم مجهولون النار في سيارته في طرابلس؛ بسبب تغطيته الصحفية للاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الليبية آنذاك، حسب المنظمة.
أما في 7 يناير فأُضرمت النيران في مكاتب «راديو لام» في طرابلس، وبعد سرقة المعدات كافة، انقطع البث التلفزيوني بشكل كامل، سواء عبر الإنترنت أو على الترددات الأخرى. ولم تستأنف المحطة الإذاعية بثها حتى الآن، ولا تزال تنتظر نتائج التحقيق من قبل السلطات.
وفي 13 يناير، اقتحم مسلحون مجهولون مقر جريدة «الوقت» الأسبوعية التابعة للهيئة العامة للصحافة في طرابلس. وتعرض الموظفون للتهديد وأجبروا على إخلاء المبنى، ثم جرى الاستيلاء عليه. وبعد انقطاع دام أسبوعًا بسبب الهجوم، تمكنت هيئة التحرير من استئناف عملها بفضل المبنى الجديد الذي وفرته لها الهيئة العامة للصحافة.
المساهمة في مناخ القمع
وإلى جانب إفلات مرتكبي الاعتداءات على مكاتب التحرير من العقاب، تتهم «مراسلون بلا حدود» السلطات بالمساهمة في مناخ القمع من خلال زيادة عدد الاعتقالات التعسفية للصحفيين، فقد جرى اعتقال وسجن ما لا يقل عن خمسة صحفيين في عام 2024، بما في ذلك صالح الزروالي الذي لا يزال قيد الاحتجاز.
ومن بين حالات الاعتقال التعسفي والمضايقة القضائية والمراقبة المسيئة للصحفيين من قبل السلطات التي حدثت في العام الماضي، تشير المنظمة إلى اعتقال الصحفي المستقل عايد عبدالجليل في نوفمبر 2024 بعد انتقاده لمسؤول محلي في غرب البلاد. وبعد أيام من الاحتجاز في تاورغاء في ظروف غير إنسانية، جرى الإفراج عنه، ولكن تحت الإشراف القضائي. وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى استهدافه فيها، إذ سبق أن سُجن مرتين في أوائل عام 2024 بسبب منشوراته التي تندد بالفساد والتمييز العنصري في البلاد.
كما اعتقل رئيس تحرير موقع «الحياة» الإخباري في نوفمبر 2024 في بنغازي واحتجازه قرابة ثلاثة أسابيع. وترى المنظمة غير الحكومية أن أكثر الصحفيين استهدافا الذين يحققون في قضايا الفساد أو سوء الإدارة أو إساءة استخدام السلطة بشكل خاص.
وتعرض الصحفي إسلام الأطرش، الذي يعمل مع العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، لمصادرة معداته من قبل مجموعة مسلحة في طرابلس أثناء محاولته إعداد تقرير في ديسمبر 2024.
ترهيب الصحفيين الليبيين
واعتبر مكتب «مراسلون بلا حدود» في شمال أفريقيا، أن «هناك مناخا من الخوف والترهيب للصحفيين في ليبيا؛ إذ إن القمع الذي يمارسه كلا طرفي الصراع يعكس بيئة خانقة لحرية الصحافة»، وطالب المجتمع الدولي بزيادة الضغوط على السلطات الليبية لإنهاء هذا القمع وضمان حق الصحفيين في ممارسة مهنتهم بحرية، كما لا ينبغي أن يظل الإفلات من العقاب هو القاعدة.
وفي تنديدها بقمع حرية الصحافة في ليبيا، قالت إنه أصبح واقعا يوميا، مع وقوع هجمات على الصحفيين وعائلاتهم.
وتحتل ليبيا المرتبة 143 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 الذي نشرته «مراسلون بلا حدود».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«وسط الخبر» يناقش: يوم الصحافة.. هل سنبقى هنا؟
«وسط الخبر» يناقش: يوم الصحافة.. هل سنبقى هنا؟

الوسط

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

«وسط الخبر» يناقش: يوم الصحافة.. هل سنبقى هنا؟

يسلط برنامج «وسط الخبر» على قناة «الوسط» (Wtv)، في العاشرة مساء اليوم السبت بتوقيت ليبيا، الضوء على واقع الصحافة في ليبيا، في ضوء التقارير الدولية التي ترصد استمرار الهجمات المتكررة ضد استقلالية وسائل الإعلام بالبلد. وفي وقت سابق، السبت، أشارت منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى تقدم طفيف بواقع 6 مراكز في مؤشر حرية الصحافة العالمي، حيث احتلت ليبيا المرتبة 137 دولياً، لافتة إلى تدهور حال الصحفيين منذ العام 2011، حين غرقت البلاد في أزمة عميقة. ويتطرق البرنامج إلى واقع وسائل الإعلام التي لم تعد تلعب دورها في ضمان معلومات حرة ومستقلة ومتوازنة تعكس القضايا الحقيقية التي يواجهها المجتمع الليبي بفعل ضغوط طرفي الصراع على تلك المؤسسات. وحول هذا الملف يفتح البرنامج نقاشا مع عدد من المختصين والمهتمين بالشأن الصحفي والإعلامي لمعرفة مستقبل الصحافة في ليبيا. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7

«حكومة الدبيبة» تعزي في ضحايا انفجار ميناء بإيران
«حكومة الدبيبة» تعزي في ضحايا انفجار ميناء بإيران

الوسط

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

«حكومة الدبيبة» تعزي في ضحايا انفجار ميناء بإيران

أعربت وزارة الخارجية في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، اليوم الأحد، عن تعازيها في ضحايا حادث انفجار ميناء مدينة بندر بن عباس في إيران. وقدمت الوزارة مواساتها إلى أسر الضحايا، مؤكدة «تضامن ليبيا مع إيران حكومة وشعبا في هذا المصاب، ومتمنية الشفاء للمصابين»، حسب بيان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». انفجار ميناء «شهيد رجائي» بمدينة بندر بن عباس أمس السبت، شهد ميناء «شهيد رجائي» بمدينة بندر بن عباس الساحلية جنوب إيران انفجارا هائلا، حتى شعر السكان في المنطقة المحيطة بهزة أرضية. - - وقد أعلنت السلطات الإيرانية وصول عدد ضحايا الانفجار في الميناء إلى 25 قتيلا ونحو 800 مصاب. وفي حين لم يتضح بعد سبب الانفجار، ألقت منظمة «إدارة الأزمات» الإيرانية باللوم في الحادثة على «التخزين غير الآمن» للمواد الكيميائية داخل حاويات في الميناء.

سكان غزة يكافحون لإيجاد كسرة خبز مع اشتداد الحصار الإنساني
سكان غزة يكافحون لإيجاد كسرة خبز مع اشتداد الحصار الإنساني

الوسط

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الوسط

سكان غزة يكافحون لإيجاد كسرة خبز مع اشتداد الحصار الإنساني

هنا غزة حيث الموت في كل مكان على وقع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني منذ 18 شهرا، لكن هذا لا يكفي مجرمي الحرب الإسرائيليين، بل يزيدون من الحصار على أكثر من مليوني فلسطيني أنهكهم الموت والجوع وكل شيء، ليصبح الطحين عملة نادرة تتشارك العائلات الكميات القليلة المتوافرة منه، للاستمرار فيما الجوع يتربص بها. وتجلس فلسطينيات على الأرض ويخلطن بتأن كميات الطحين القليلة، إذ تقول أم محمد عيسى، وهي متطوعة تساعد في صنع الخبز بما توافر من موارد «لأن المعابر مغلقة، لم يعد هناك غاز، ولا طحين، ولا حتى حطب يدخل إلى القطاع»، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس». ومنذ الثاني من مارس، منعت «إسرائيل» بشكل تام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، التي كانت تصل أثناء هدنة مبرمة منذ 19 يناير، لكن قبل ذلك ومنذ السابع من أكتوبر 2024، بقي الحصار أيضا ضمن حرب شاملة تستهدف إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسط صمت دولي، ودعم أميركي غير مسبوق لكيان الاحتلال. أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع واستأنف الاحتلال في منتصف مارس حرب الإبادة التي خلفت حتى الآن أكثر من 165 ألف شهيد ومصاب ومفقود، ودمارا كاملا في كل مناحي الحياة. وتحذر الأمم المتحدة من أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع جراء توقف المساعدات لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة. وتفتقر المنظمات الإنسانية العاملة في غزة إلى السلع الأساسية من غذاء ودواء. وتقول أم محمد عيسى إن المتطوعين لجؤوا إلى حرق قطع الكرتون لإعداد خبز الصاج، مؤكدة «ستحل المجاعة. سنصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها إطعام أطفالنا». وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذرت من مجاعة وشيكة خلال حرب الإبادة المتواصلة منذ 18 شهرا. «الخبز ثمين جدا» وحتى نهاية مارس الماضي، كان سكان القطاع يقفون في طوابير كل صباح أمام مخابز قليلة كانت لا تزال تعمل، على أمل الحصول على بعض الخبز. لكن، بدأت الأفران الواحدة تلو الأخرى توقف عملها مع نفاد مكونات الخبز الأساسية من طحين وماء وملح وخميرة. وحتى المخابز الصناعية الكبيرة الأساسية لعمليات برنامج الأغذية العالمي، أغلقت أبوابها بسبب نقص الطحين والوقود اللازم لتشغيل المولدات. وقالت منظمة «المطبخ المركزي العالمي» الخيرية الأربعاء إن الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم. وكتبت عبر منصة «إكس»، «الخبز ثمين جدا، وغالبًا ما يحل محل وجبات الطعام العادية حيث توقف الطهي». ومخبز هذه المنظمة الخيرية هو الوحيد الذي لا يزال يعمل في قطاع غزة، وينتج 87 ألف رغيف يوميا. ويقول رب العائلة بكر ديب البالغ 35 عاماً من بيت لاهيا في شمال القطاع «بنيت فرناً من الطين لأخبز فيه الخبز وأبيعه». وعلى غرار معظم سكان القطاع نزح «ديب» بسبب الحرب، وهو الآن في مدينة غزة. لكنه يقول «هناك نقص حاد في الطحين الآن.. وهذا فاقم أزمة الخبز أكثر». «نحن نموت حرفياً من الجوع» وتوقف بيع الطعام في بسطات على جوانب الطرق فيما الأسعار في ارتفاع مستمر يجعل غالبية السكان غير قادرين على شراء السلع. وظنت فداء أبو عميرة أنها عقدت صفقة رابحة عندما اشترت كيسا كبيرا من الطحين في مقابل مئة دولار في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال القطاع، لكنها تقول بحسرة «ليتني لم أشتره. كان مليئاً بالعفن والديدان. وكان طعم الخبز مقززاً». وقبل الحرب، كان الكيس نفسه، زنة 25 كيلوغراماً، يُباع بأقل من 11 دولارا. وتقول تسنيم أبو مطر من مدينة غزة «نحن نموت حرفياً من الجوع». وأضافت، وهي تبلغ من العمر 50 عاماً «نحسب ونقيس كل ما يأكله أطفالنا، ونقسم الخبز ليكفي لأيام" مؤكدة "يكفي! فقد وصلت القلوب الحناجر». الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح في الحرب ويبحث أشخاص بين الأنقاض عما يسدّ جوعهم، بينما يسير آخرون مسافة كيلومترات إلى نقاط توزيع المساعدات أملاً في الحصول على القوت لعائلاتهم. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أكثر من 250 مركز إيواء في غزة افتقر الشهر الماضي إلى الطعام الكافي أو لم يتوافر لديه أي طعام على الإطلاق. وتتهم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الاحتلال الإسرائيلي باستخدام التجويع كسلاح في الحرب، فيما طوّر سكان غزة قدرتهم على الصمود خلال هذه الحرب وعلى مر مواجهات سابقة مع «إسرائيل»، لكنهم يقولون إنهم غالبا ما يشعرون بأن هذه الطرق المبتكرة للتكيّف تعيدهم قرونا إلى الوراء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store