« » ترصد ميدانيًّا عمليات التشغيل والإنتاج والتطوير
وسط ظروفٍ مناخيَّة صعبة، تسابق الأيادي السعوديَّة الزَّمن، عبر عمليات تطوير مستمرَّة في حقل الشيبة النفطيِّ، الذي يسهم بحوالى 11.5% من إنتاج المملكة النفطيِّ حاليًّا. ملحمةٌ سعوديَّةٌ من العمل الشَّاق تكتبُ فصولها على الأرض، في الربع الخالي، على مدار أكثر من 80 عامًا، ولهذا لم يكنْ مستغربًا أنْ تحظى هذه المنظومة بإشادةِ وتقدير وزير الطَّاقة الأمريكي، الذي زار أوَّل حقلٍ نفطيٍّ في الشيبة مؤخَّرًا، رفقة وزير الطَّاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان. «المدينة» زارتْ حقل الشيبة، على مدار يوم كامل، ضمن وفد رؤساء تحرير الصُّحف المحليَّة؛ بهدف الاطِّلاع على مرافق «أرامكو»، والتَّعريف بمشروعاتها الكُبْرى، في إطار منظومتها، وتحوُّلها الإستراتيجيِّ؛ لمواكبة المتغيِّرات في أسواق الطَّاقة العالميَّة. وعلى مدار عدَّة ساعات، قدَّم فريق «أرامكو» من العلاقات العامَّة والاتِّصال المؤسس والتَّدريب، تحت إشراف الأستاذ عبدالعزيز الشلفان (مدير العلاقات العامَّة والإعلام والتواصل التنفيذيِّ) شرحًا متكاملًا للوفد عن حقل الشيبة، والمرافق الخدميَّة المختلفة، وضم الفريق، الأستاذ حسين حبظاظة (مدير العلاقات العامة)، والأستاذ سعيد العمودي (مدير قسم التشغيل)، والأستاذين خالد الحارثي، وفيصل بوبشيت، وغيرهم، ولهذا وجب تقديم الشُّكر لهم، على حماستهم وعملِهم المتقن؛ لرفعة شأن «أرامكو» عملاق صناعة النفط العالميِّ. البداية 500 ألف برميل وبحسب فريق «أرامكو»، لم تكن رحلة الاكتشاف النفطيِّ في حقل الشيبة سهلةً، أو مفروشةً بالورود، إذ بدأت في ثلاثينيَّات القرن الماضي، ولكن لم تتطوَّر بالشكل المحلوظ في ذلك الوقت؛ نظرًا لإمكانات الحفر المحدودة، وفيما تواصلت المحاولات الإنتاجيَّة في ستينيَّات القرن الماضي، إلَّا أنَّ النتائج كانت محدودةً -أيضًا- وكان من الضروريِّ الانتظار 30 عامًا أُخْرى للتغلُّب على تحدِّيات التنقيب على نطاق واسع، باستخدام التقنيات الحديثة، وبعض العقبات اللوجستيَّة. وتبلورت الرُّؤية بالكامل في 1998، عندما افتتح الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الحقل، بطاقة إنتاجيَّة بلغت حوالى 500 ألف برميل نفط يوميًّا. وعلى مدى السنوات التالية، توالت عمليَّات التطوير؛ ليصل الإنتاجُ حاليًّا إلى 1.150 مليون برميل نفط، و250 ألف برميل من الغاز المُسال. وفيما يتميَّز إنتاج حقل الشيبة بأنَّه من الخام العربيِّ الخفيف، عالي القيمة، تمَّ إنشاء 4 معامل لفصل الغاز المُسال عن النفط، ورفع الإنتاجإلى 750 ألف برميل في عام 2009، وإلى أكثر من مليون برميل في عام 2016، يجري إنتاجها من 400 بئرٍ -حاليًّا- بعضها على عمق يصل إلى 5 آلاف قدم، أي حوالى 2 كم. والحقيقة أنَّ «أرامكو» لم تعمل فقط، على استخراج النفط من الشيبة فقط، وإنَّما عملت على تطوير البنية التحتيَّة بالمنطقة، وإمدادها بالمرافق والخدمات اللازمة من مياه وكهرباء، بشكلٍ مستقلٍّ عن الشبكة الوطنيَّة، وذلك لإقامة مجتمعٍ متكاملٍ على مدار الساعة. وفي هذا الصدد، قال سعيد العمودي (مدير قسم التشغيل) إنَّ سكن العاملين في المشروع يستوعبُ 3 آلاف شخص، يتم توفير كافة الخدمات لهم بالمجان، وهو عبارة عن منتجع 5 نجوم، يستمر العمل فيه على مدار 24 ساعة. إنتاج مبكِّر من الشيبة ويقع حقل الشيبة النفطي في الربع الخالي، وهو نتاج عمليَّات بحث واستكشاف امتدَّت لعقود طويلة، تعود إلى حقبة الأربعينيَّات، التي بدأت باكتشاف حقل الغوار، وهو أكبر حقل نفطيٍّ في العالم. وترى شركة «أرامكو» أنَّ اكتشافه جاء ضمن جهود البحث والاستكشاف في المملكة، التي تُعدُّ موطنًا لبعض أفضل الطبقات الأرضيَّة الجيولوجيَّة في العالم، والتي يوجد معظمها في أماكن نائية ووعرة. ويُعدُّ العام 1968 هو تاريخ اكتشاف النفط في حقل الشيبة، إذ نجحت أعمال الاستكشاف في التوصُّل إلى حقل واسع، تحيط به كثبان رمليَّة باللَّونين الأحمر والذهبيِّ، يبلغ ارتفاعها 333 مترًا، وتبعد بأكثر من 500 ميل من مقرِّ شركة «أرامكو» في الظهران. وقدَّرت الشركة احتياطيَّات حقل الشيبة بنحو 13.6 مليار برميل من النفط الخام العربي الخفيف عالي القيمة، بالإضافة لما يصل إلى 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وفي عام 1995، أطلقت شركة «أرامكو» شرارة بدء العمل، من خلال تنفيذ الأعمال الإنشائيَّة، التي تضمَّنت نقل نحو 13 مليون متر مكعب من الرِّمال، بجانب شق 386 كيلومترًا من الطُّرق عبر الصحراء، وخط أنابيب بطول 645 كيلومترًا، يمتد إلى مرافق المعالجة في الشمال، وكذلك إنشاء مطار بطَّاقة تشغيليَّة كاملة. ويتولَّى مركز العمليَّات الموحَّد في الظهران، مراقبة كافَّة العمليَّات المتعلِّقة بالتشغيل والعمليات، والفصل في موقع الشيبة العملاق، من أجل ضمان جودة الأداء، ومعالجة أيِّ إشكاليَّات أوَّلًا بأوَّل. وبنبرة من الفخر والاعتزاز، تحدَّث مسؤولو «أرامكو» عن جهود الشباب السعوديِّ المدرَّب في الحفاظ على استمرار الإنتاج دون انقطاع، إبَّان الاعتداء على منشآت بقيق، وخريص النفطيَّة قبل عدَّة سنوات. حماية بيئة حقل الشيبة وفي إطار رُؤيتها للمسؤوليَّة الاجتماعيَّة، والحرص على مكتسبات الوطن، وتعظيمها، لم تتوقَّف «أرامكو» على إنتاج النفط، وإنَّما عملت على تعزيز البيئة المحيطة بحقل الشيبة، وبدا ذلك للوفد الصحفيِّ في القسم الثاني من الجولة في محميَّة الشيبة، إذ واصلت الشركة استثماراتها في التَّثقيف والتَّوعية البيئيَّة، والمحافظة على البيئات الطبيعيَّة، وحدَّدت عشرة مواقع كمناطق لحماية التنوُّع الحيوي على مساحة 950 كيلومترًا مربعًا. وتُسهم هذه المواقع مجتمعةً، في حماية أكثر من 500 نوع من النباتات والحيوانات، وتغطِّي هذه المحميَّات العشر الممتدة من الشيبة في الجنوب، إلى رأس تناقيب في الشمال، ومن أبوعلي في الشرق، إلى أبها في الغرب مجموعة متنوِّعة من النظم البيئيَّة الفريدة في المملكة. وبهدف استعادة الموائل المتضرِّرة، نجحت «أرامكو» في إعادة بعض من الأنواع المنقرضة محليًّا إلى محميَّة الحياة الفطريَّة في الشيبة، التي افتتحت في عام 2016م، وتتكوَّن المحميَّة من منطقة مسيَّجة تبلغ مساحتها 637 كيلومترًا مربعًا بالقرب من الموائل البكر في صحراء الربع الخالي، الواقعة على بُعد 11 كيلومترًا غرب مجمع الشيبة السكنيِّ والصناعيِّ. ووصلت أعداد غزلان المها العربي إلى 130 غزالًا، وغزلان الرِّمال إلى 120، وطيور النَّعام ذي الرقبة الحمراء إلى أربعة في المنطقة، وذلك بعد انقراضها بشكل شبه كليٍّ في سبعينيَّات القرن الماضي. وتشهد المرحلة الثانية من المشروع، وصول المزيد من الحيوانات إلى أنْ تبلغ أعداد الأنواع داخل المحميَّة المستوى المنشود. أعمال التطوير بدأت منذُ أربعينيَّات القرن الماضي انطلاق الإنتاج بـ500 ألف برميل في 1998 رفع الطاقة الإنتاجيَّة إلى الضعف خلال 11 عامًا أرامكو تحمي 500 نوعٍ من الحيوانات والنباتات برامج تدريب مكثَّفة لرفع كفاءة الكوادر الوطنيَّة احتياطيات حقل الشيبة 13.6 مليار برميل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سويفت نيوز
منذ 3 ساعات
- سويفت نيوز
مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تفوز بـ'جائزة القصيم للتميز البيئي'
جيزان – واس : حصلت الهيئة الملكية للجبيل وينبع ممثلة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية على جائزة القصيم للتميّز البيئي؛ وذلك تقديرًا لدورها البارز في حماية البيئة وتعزيز الغطاء النباتي الساحلي، وتتويجًا لمسيرتها في تبنّي الممارسات البيئية المستدامة.واستحقت المدينة هذا الفوز لمشروعها البيئي الرائد 'المانجروف'، الذي أطلقته بالشراكة مع 'أرامكو السعودية'، مستهدفًا زراعة (19) مليون شجرة 'مانجروف' على امتداد سواحل المدينة، حيث أُنجز منه حتى الآن زراعة أكثر من (11) مليون شجرة، في خطوة نوعية تسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة 'السعودية الخضراء' التي تطمح إلى زراعة أكثر من (100) مليون شجرة 'مانجروف' في المملكة بحلول عام 2030.وتبرز أهمية هذا المشروع في أثره البيئي الإيجابي، إذ تمتاز أشجار 'المانجروف' بقدرتها العالية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون؛ مما يساعد على الحد من آثار التغير المناخي، إلى جانب دورها في حماية السواحل من العواصف والتآكل عبر تشكيلها حواجز طبيعية، فضلًا عن دعمها الكبير لـ'التنوع البيولوجي' من خلال توفير موائل آمنة للأسماك والطيور المهاجرة. وبهذه المناسبة تؤكد الهيئة الملكية للجبيل وينبع، التزامها المستمر بتعزيز الاستدامة البيئية من خلال إطلاق مبادرات مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزز التكامل بين التنمية الصناعية والحفاظ على البيئة. مقالات ذات صلة


أرقام
منذ 5 ساعات
- أرقام
الأهلي المالية تُحدد توصيتها والسعر المستهدف لسهم لوبريف
شعار شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس - لوبريف حددت شركة الأهلي المالية توصيتها والسعر المستهدف لسهم شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- الشرق الأوسط
وسط ضغوط من القطاعات الرئيسية... السوق السعودية تتراجع لأدنى مستوياتها في 6 أسابيع
أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسية جلسة يوم الأربعاء على تراجع بنسبة 1.18 في المائة، وبفارق 134.50 نقطة، ليقفل عند مستوى 11303، مسجلاً أدنى مستوى له منذ نحو 6 أسابيع (أي منذ تاريخ 10 أبريل «نيسان» 2025). ويأتي ذلك في وقت واجهت فيه معظم الأسواق الأخرى في منطقة الخليج صعوبة في تحديد الاتجاه، حيث تباينت إغلاقاتها بين ارتفاع وانخفاض، وسط قلق المستثمرين من الضغوط المالية المتزايدة في الاقتصادات الكبرى. وفي ختام جلسة الأربعاء، سجل قطاع المرافق العامة تراجعاً بنسبة 3.49 في المائة، يليه قطاع التأمين بانخفاض بلغ 2.48 في المائة، فيما هبط مؤشرا البنوك والطاقة بنسبة 1.26 في المائة و0.37 في المائة على التوالي. كما انخفض سهم «أرامكو السعودية» بنسبة 0.38 في المائة إلى 26.10 ريال. وتراجع سهم «أكوا باور» بنسبة 4.40 في المائة إلى 274 ريالاً، وذلك بعدما وافقت هيئة السوق المالية على طلب الشركة زيادة رأسمالها من خلال طرح وإدراج أسهم حقوق أولوية بقيمة إجمالية تبلغ نحو 7.12 مليار ريال (نحو 1.9 مليار دولار). في المقابل، تراجعت أسهم «البنك الأهلي السعودي» و«مصرف الراجحي» و«البنك السعودي للاستثمار» بنسب 2.36 في المائة و1.44 في المائة و1.33 في المائة، على التوالي. أما على صعيد الشركات الأكثر ارتفاعاً، فقد تصدرت القائمة أسهم «المصافي» و«توبي» و«سهل» و«الأهلي ريت 1» و«زجاج» بنسب 4.38 في المائة و3.37 في المائة و2.22 في المائة و1.60 في المائة و1.35 في المائة، على التوالي. بينما جاءت أسهم «جبسكو» و«أكوا باور» و«تكافل الراجحي» و«أسمنت تبوك» و«معادن» في مقدمة الشركات الأكثر انخفاضاً، بنسب بلغت 4.76 في المائة و4.40 في المائة و4.17 في المائة و4.10 في المائة و3.95 في المائة، على التوالي. من جانب آخر، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً 110.94 نقطة، ليقفل عند مستوى 27417 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها 25 مليون ريال، وبكمية أسهم متداولة تجاوزت مليوني سهم.