logo
"يصدر في 2027".. لماذا تؤخر "العدل الدولية" الحكم في قضية ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية بغزة؟

"يصدر في 2027".. لماذا تؤخر "العدل الدولية" الحكم في قضية ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية بغزة؟

صحيفة سبقمنذ 2 أيام
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه الفلسطينيون الموت جوعًا يوميًا، تتصاعد أصوات قانونية وسياسية لمحاكمة إسرائيل على ارتكابها الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكن محكمة العدل الدولية، المسؤولة عن الفصل في هذه التهمة التي رفعتها جنوب إفريقيا، لن تصدر حكمها قبل أواخر 2027 على أقرب تقدير، فلماذا هذا التأخير؟ ومن المسؤول؟ وكيف يؤثر ذلك على ضحايا الأزمة؟
تُعرف محكمة العدل الدولية ببطئها المتعمد في اتخاذ القرارات، وهو نهج يعكس حذرها في قضايا حساسة مثل اتهامات الإبادة الجماعية، ومنحت المحكمة إسرائيل تمديدًا لستة أشهر حتى يناير 2026 لتقديم دفاعها ضد دعوى جنوب إفريقيا، بعدما ادعت الأخيرة أن مشكلات الأدلة تستدعي وقتًا إضافيًا. ويؤكد خبراء، مثل جولييت ماكنتاير من جامعة جنوب أستراليا، أن هذا الحذر ينبع من رغبة المحكمة في تجنب اتهامات بالتحيز، خاصة في ظل المناخ السياسي المشحون، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
لكن هذا التأخير أثار استياء الفريق القانوني الجنوب إفريقي، الذي اعتبر أن إطالة أمد القضية غير مبررة وسط الطوارئ الإنسانية في غزة، ومع استمرار الإجراءات، يتوقع مايكل بيكر، الخبير السابق في المحكمة، أن تمتد القضية إلى 2027، مع احتمال التأخر إلى 2028 إذا تدخلت دول أخرى.
التدابير المؤقتة
ولمعالجة الوضع الكارثي في غزة، أصدرت المحكمة في 2024 ثلاث مجموعات من التدابير المؤقتة، وجهت خلالها تعليمات لإسرائيل بوقف أعمال قد ترقى إلى الإبادة الجماعية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ووقف هجومها على رفح، لكن إسرائيل تجاهلت هذه التدابير إلى حد كبير، ووصفت الاتهامات بأنها "كاذبة وشائنة". ةفي المقابل، لم تطالب جنوب إفريقيا بتدابير إضافية، وسط تقارير عن ضغوط سياسية مكثفة، بما في ذلك قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير 2025 بوقف المساعدات عن جنوب إفريقيا، متهمًا إياها بدعم قضية "تمييزية".
وتتطلب محكمة العدل الدولية أدلة "حاسمة تمامًا" لإثبات نية الإبادة الجماعية، وهو معيار صعب لم يفضِ بعد إلى إدانة أي دولة، ومع ذلك، يرى قانونيون متزايدون أن أفعال إسرائيل في غزة قد تتجاوز هذا المعيار، وتُعد قضية ميانمار ضد الروهنغيا، المقرر نظرها في 2026، فرصة لتعديل هذا المعيار، مما قد يؤثر على قضية غزة. وتشير ماكنتاير إلى أن بطء المحكمة قد يعزز مصداقية حكمها النهائي، إذا ثبتت الإبادة الجماعية.
ورغم أهمية حكم الإبادة، يحذر خبراء مثل بيكر من أن التركيز المفرط عليه قد يصرف الانتباه عن جرائم ضد الإنسانية موثقة، فالانتظار الطويل لحكم المحكمة لا ينبغي أن يبرر تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل لوقف الانتهاكات، فهل يمكن للعدالة الدولية أن تكون فعالة إذا استمرت في التأخر بينما تتفاقم الكوارث الإنسانية؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لدعمهما «التطهير العرقي»... هولندا تمنع سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها
لدعمهما «التطهير العرقي»... هولندا تمنع سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها

الشرق الأوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق الأوسط

لدعمهما «التطهير العرقي»... هولندا تمنع سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها

منعت هولندا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، من دخول البلاد، في إطار سلسلة إجراءات للضغط على إسرائيل بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، وفقاً لما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن تقارير إعلامية هولندية. ووفق الصحيفة العبرية، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فالديكامب في رسالة إلى المشرعين الهولنديين، نقلتها صحيفة «ألجمين داجبلاد» المحلية، إن الخطوة ضد سموتريتش وبن غفير «تأتي لأنهما حرضا المستوطنين مراراً وتكراراً على العنف ضد السكان الفلسطينيين، ودعوا إلى التطهير العرقي في قطاع غزة». وتعليقاً على الحظر المفروض عليه، كتب بن غفير على موقع «إكس»: «حتى لو مُنعتُ من دخول أوروبا بأكملها، فسأواصل العمل من أجل بلدنا والمطالبة بإسقاط (حماس) ودعم مقاتلينا». ويأتي حظر دخول بن غفير وسموتريتش بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، أن حكومته «تدرس اتخاذ إجراءات وطنية» ضد إسرائيل، بالإضافة إلى دعمها مقترحاً من الاتحاد الأوروبي بتعليق جزئي لتمويل الباحثين الإسرائيليين.

زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحرب في غزة «كارثة كاملة وليست نصراً»
زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحرب في غزة «كارثة كاملة وليست نصراً»

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحرب في غزة «كارثة كاملة وليست نصراً»

دعا يائير لابيد، زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، الحكومة إلى إنهاء الحرب في غزة على الفور، واصفاً إياها بأنها «ليست نصراً كاملاً؛ بل كارثة كاملة». وقال لابيد مساء الاثنين: «إذا لم نُنهِ الحرب الآن، فلن يعود الرهائن، وسنواصل فقدان أفضل مقاتلي الجيش الإسرائيلي، وستتفاقم الكارثة الإنسانية، وسينغلق العالم في وجه الإسرائيليين»، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. كما دعا إلى أن تتولى مجموعة من الدول العربية المعتدلة، بقيادة مصر، إدارة قطاع غزة. وأضاف: «إدارة المساعدات الإنسانية في غزة انهارت، إنها ببساطة لا تعمل»، مشيراً إلى أن إسرائيل تسهم في حملة «حماس» طالما استمر تدهور الوضع الإنساني.

مقتل ناشط فلسطيني برصاص مستوطنين في الضفة الغربية
مقتل ناشط فلسطيني برصاص مستوطنين في الضفة الغربية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

مقتل ناشط فلسطيني برصاص مستوطنين في الضفة الغربية

أعلنت السلطة الفلسطينية، اليوم (الاثنين)، أنّ ناشطاً مناهضاً للاحتلال الإسرائيلي قُتل في الضفة الغربية برصاص مستوطنين، بينما أشارت الشرطة الإسرائيلية من جهتها إلى تحقيق جارٍ، لكن من دون تأكيد وقوع جريمة قتل. وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في منشور، إنّها «تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين، المعلّم في مدرسة الصرايعة الثانوية في تربية يطا». وأضافت أنّ المعلّم البالغ من العمر 31 عاماً «ارتقى برصاص مستوطنين اليوم (الاثنين)، أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير» قرب الخليل جنوب الضفة الغربية. وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق، أنها فتحت تحقيقاً في أعقاب «حادثة وقعت بالقرب من الكرمل»، المستوطنة المجاورة لقرية أم الخير. وقالت الشرطة في بيانها: «أُلقي القبض على مواطن إسرائيلي في مكان الحادث، ثم احتجزته الشرطة لاستجوابه (...). وفي أعقاب الحادث، أُبلغ عن مقتل فلسطيني. ويجري حالياً التحقّق من مدى تورطّه (الموقوف الإسرائيلي) في الحادثة». والقتيل هو من سكّان مسافر يطا الواقعة جنوب مدينة الخليل، وقد أسهم، مع جيران له، في تسليط الضوء على معاناة هذه المنطقة التي أعلنتها إسرائيل منطقة عسكرية. وبعد معركة قانونية طويلة، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية في 2022، حكماً في هذه القضية لصالح الجيش، ممهّدة الطريق بذلك لطرد سكان القرى الثماني الواقعة في هذه المنطقة. وأسهم الهذالين في الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى» الذي حاز على جائزة أوسكار بعد أن سلّط الضوء على العمل النضالي الفلسطيني في هذه المنطقة، وفقاً ليوفال أبراهام الذي شارك في إخراج هذا الفيلم. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ مقتل الهذالين سبقته مشادّة كلامية بين فلسطينيين وإسرائيليين أعقبها رشق بالحجارة. ويعيش في الضفة الغربية نحو 3 ملايين فلسطيني، إلى جانب ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي يقيمون في مستوطنات يعدّها القانون الدولي غير قانونية. وارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقُتل ما لا يقل عن 965 فلسطينياً، بينهم مسلحون وكثير من المدنيين، على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات السلطة الفلسطينية. وبحسب بيانات إسرائيلية رسمية، قُتل في الضفة ما لا يقلّ عن 36 إسرائيلياً، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store