
نافذة - وزير الشؤون الإسلامية يوقّع البرنامج التنفيذي في المجالات الإسلامية مع رئيس الاتحاد الإسلامي ومفتي الديار في جمهورية مقدونيا الشمالية
وقّع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بمكتبه في جدة اليوم الأربعاء 26 / 2 / 1447هـ، البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم في المجالات الإسلامية مع رئيس الاتحاد الإسلامي ومفتي الديار في جمهورية مقدونيا الشمالية الشيخ الحافظ شاكر فتاحو، وذلك في إطار العلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مقدونيا الشمالية.
ويأتي البرنامج تنفيذًا لمذكرة التفاهم الموقعة سابقًا بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة والرئاسة الإسلامية العليا في مقدونيا الشمالية بمدينة سكوبيه بتاريخ 15 / 1 / 1446هـ، حيث تضمن البرنامج إقامة الدورات العلمية لتأهيل الأئمة والدعاة والخطباء والمؤذنين، وتنفيذ برامج دعوية لتعزيز الوسطية والاعتدال والتعريف بسماحة الإسلام ومواجهة الغلو والتطرف، وتزويد المشيخة الإسلامية بإصدارات الوزارة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إلى جانب تبادل الدعوات للمؤتمرات والندوات والمسابقات القرآنية، وعقد لقاء علمي في المدينة المنورة، والترتيب لزيارة أحد أئمة الحرمين إلى جمهورية مقدونيا الشمالية.
وعقب مراسم التوقيع، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله –، تسعى دائمًا وتعمل بإخلاص لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.
وأشار معاليه إلى أن ما تقوم به المملكة من جهود إنما هو منطلق من الدعوة الإسلامية الصحيحة، لنشر منهج الوسطية والاعتدال الذي جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والذي يدعو إلى الرحمة والتسامح والعدل، وينبذ العنف والتطرف، ويعزز قيم العيش المشترك، ليكون المسلم داعيًا للهدى والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة. ونوّه معاليه بالعلاقات الأخوية التي تجمع المملكة بجمهورية مقدونيا الشمالية، مثمنًا زيارة سماحة رئيس المشيخة الإسلامية، مؤكّدًا أن هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المتواصلة للمملكة لتعزيز القيم الإسلامية السمحة، ونشر العلم الشرعي الصحيح وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وفهم السلف الصالح.
من جهته، أشار رئيس الاتحاد الإسلامي ومفتي الديار في جمهورية مقدونيا الشمالية الشيخ الحافظ شاكر فتاحو، إلى ما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، مُقدِّرًا عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – بدعم الأعمال الدعوية والخيرية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مستقبل وطن
منذ ساعة واحدة
- مستقبل وطن
وزير الأوقاف: مصر سباقة في مواجهة الإرهاب بالفكر والقانون وإكرام ذكرى ضحاياه
في الواحد والعشرين من أغسطس كل عامٍ، يتجدد إحياء اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ٢٠١٧، بهدف تكريم ذكرى ضحايا الإرهاب ورعاية الناجين منه. وتزامنًا مع هذا اليوم الدولي، يؤكد الوزير أن الإرهاب جريمة نكراء تصدر عن نفوس مريضة مضطربة، وتناقض القيم والأخلاق، وتنال من أمن المجتمعات واستقرارها، وتمزق النسيج الإنساني؛ داعيًا إلى حشد كل الطاقات وتفعيل كل المؤسسات لمواجهة فكرية جريئة ضد الإرهاب وأفكاره ومنطلقاته، ومؤكدًا أنه بات من فضلة القول إن الإرهاب لا دين له ولا وطن، فهو اعتداء آثم على النفس البشرية التي كرمها الله تعالى، يقول سبحانه: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". والوزارة إذ تجدد تقرير تلك الحقائق فقد انطلقت في مواجهة التطرف والإرهاب بالفكر والتوعية وبناء الوعي الصحيح الذي يحصن العقول من دعاوى التطرف، ويرسخ قيم الرحمة والتعايش واحترام كرامة الإنسان، مشددة على أن رسالة الأديان السماوية قائمة على حفظ النفس وصون الأوطان وازدياد العمران، ودعم مسيرة السلام بين البشر. وفي هذا السياق، تدين الوزارة بأشد العبارات الإرهاب الممنهج الذي يمارسه المستوطنون في فلسطين المحتلة برعاية رسمية من حكومتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وما يصاحبه من قتل وتشريد وحرق للمزارع والمنازل، كما تدين بشدة كل جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل ضد المدنيين العزل والأعيان المدنية بالاستهداف العشوائي والتدمير الجارف والتهجير القسري؛ مشددةً أنه قد آن الأوان للتحول عن إحصاء ضحايا الإرهاب إلى إكرام ذكراهم ورعاية الناجين منه، وصد ممارسي الإرهاب ومحاصرة أسباب استعلائهم. وإن الوزارة لتعتز أيما اعتزاز بتضحيات المصريين في مواجهة الإرهاب، والسبق المصري في هذا المضمار بالقانون والفكر؛ دفاعًا عن أمن مصر القومي وحماية للإنسانية كلها من شرور التطرف والإرهاب، وتتعهد بمواصلة دورها الرائد في نشر الفكر المستنير وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، وتفنيد الفكر المتطرف، ومجابهة الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا لتبرير العنف؛ كما أنها على العهد لتجديد الفكر الديني بما يتناسب مع متطلبات العصر. ولا يفوتنا في هذا المقام التقدم بأسمى آيات الإعزاز والاحترام والتبجيل لأرواح شهدائنا الذين اصطفاهم الله ليكونوا جسرًا لحلول الأمان وانتشار التنمية في مصر الغالية وفي سائر المنطقة، كما تتقدم الوزارة بأجمل عبارات التضامن والإكرام لذوي الشهداء، والدعاء موصول أن يخفف عن أخوتنا في فلسطين، وأن يمن عليهم بنصره، وأن يحفظ كل بلاد الدنيا المحبة للسلام.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
دار الإفتاء: سب الصحابة حرام ومن كبائر الذنوب وأفحش المحرمات
أجابت دار الافتاء على سؤال ورد إليها جاء نصه :ما حكم سبّ الصحابة الكرام؟ فإن أحد الأشخاص يطلق لسانه بسبِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويصفهم بأشنع الأوصاف وأقبحها؟ فما قولكم في هذا؟، وجاء رد الدار كالآتى: إن توقيرَ الصحابةِ رضوان الله عليهم، وتعظيمَ شأنهم، وصيانةَ حرمتهم، فريضةٌ شرعيةٌ دلَّت عليها نصوصُ الوحي، وأجمع عليها علماءُ الأمة، فهُم حملةُ العلم، ونَقَلةُ الشريعة، وخِيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أطبق أهل العلم في سائر الأعصار والأمصار على حرمة سبِّهم أو الانتقاص من قدرهم، وعدُّوا ذلك من كبائر الذنوب، وأفحش المحرَّمات، فكان الواجبُ صونَ الألسنة عن ذكرهم بسوء، وتلقِّي فضائلهم بالإجلال، والاعتراف بسابقتهم في الإسلام، والاقتداء بهديهم وسيرتهم، والإمساك عمَّا شجر بينهم، جريًا على طريقة سلفنا الصالح.بيان عظيم شأن صحابة النبي صلى الله عليه وسلمتوقيرُ الصحابةِ رضوان الله عليهم وتعظيمُ شأنهم وصيانةُ حرمتهم فريضةٌ شرعية، أوجبتها نصوصُ الوحي الشريف، وأجمع عليها علماءُ الأمة، إذ هم حملةُ العلم، ونقلةُ الشريعة، وخيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، بهم حفظ الله الملة، وأظهر الحق، ونصر الدين، فكان لهم على الأمة حقُّ التبجيل والوفاء، والاعتراف بالفضل والسابقة، قال الله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: 59].قال الأئمة: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وسفيان الثوري -كما في "الجامع لأحكام القرآن" للإمام شمس الدين أبي عبد الله القُرطُبِي -: [هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم] .وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمِع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فقال: «أَكرِمُوا أَصحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم» أخرجه الإمام النسائي في "السنن الكبرى"، وفي رواية عند الإمام ابن ماجه: «احفَظُونِي فِي أَصحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم».وعن عياض الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «احفَظُونِي فِي أَصحَابِي وَأَصهَارِي، فَمَن حَفِظَنِي فِيهِم حَفِظِهُ اللهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن لَم يَحفَظنِي فِيهِم تَخَلَّى اللهُ مِنهُ، وَمَن تَخَلَّى اللهُ مِنهُ أَوشَكَ أَن يَأخُذَهُ» أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير".قال القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" : [ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم: توقير أصحابه، وبرهم، ومعرفة حقهم، والاقتداء بهم، وحسن الثناء عليهم، والاستغفار لهم، والإمساك عما شجر بينهم، ومعاداة من عاداهم، والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلَّال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحد منهم، وأن يلتمس لهم فيما نُقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسنَ التأويلات، ويخرج لهم أصوب المخارج، إذ هم أهل ذلك، ولا يُذكَر أحد منهم بسوء، ولا يغمص عليه أمر، بل تُذكَر حسناتُهم وفضائلهم وحميد سيرهم، ويُسكَت عما وراء ذلك] وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في "الاقتصاد في الاعتقاد" : [اعلم أن كتاب الله مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار، وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ مختلفة.. وما من واحد إلا وورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله، فينبغي أن تَستَصحِب هذا الاعتقادَ في حقهم، ولا تُسيء الظن بهم] وقال الإمام ابن أبي حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" : [أمَّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهُم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا أعلامًا وقدوة، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عز وجل، وما سَنَّ وشرع وحكم وقضى وندب وأمَر ونهى وحظَر وأدَّب، ووَعَوه وأتقنوه، ففَقِهوا في الدِّين، وعَلِموا أمر الله ونهيه ومراده بمعايَنَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتِهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقُّفِهم منه واستنباطهم عنه، فشرَّفهم الله عز وجل بما منَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز.. فكانوا عُدول الأمة، وأئمة الهدى، وحُجج الدِّين، ونقلة الكتاب والسُّنة] التحذير الشديد من سب الصحابة رضوان الله عليهمقد تواترت نصوص الشرع الشريف في التحذير الشديد من سبِّ أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو الحطِّ من أقدارهم، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب وكبائر الآثام؛ لما فيه من انتهاك حرمتهم المصونة، وإخلال بحق صحبتهم الجليلة، وجرأة على مقام النبوة، ومجاهرة بمعاداة الله ورسوله، فجعل الشرع ذلك من أشنع الجرائم وأفحش الموبقات، صيانةً لجنابهم الشريف من كل انتقاص وافتراء.قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].قال الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" : [فقد أخبر الله العظيم أنَّه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم، أو أبغض أو سبَّ بعضهم] .وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِن أَصحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُم لَو أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلَا نَصِيفَهُ» متفق عليه.قال الإمام عون الدين بن هُبَيرَة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" : [في هذا الحديث ما يدل على تشديد التحريم لنيل الصحابة بسبٍّ أو قذعٍ أو أذى، ولقد أتى في هذا النطق ما يخبر أن درجاتهم لا تبلغ تقليل، وأنَّ أحدهم لا يقال له قليل، حتى إنَّ أحدنا لو أنفق مثل الأرض ذهبًا لما بلغ من جنس الإنفاق ما يكون مقداره مُدًّا واحدًا من الصحابة أنفقه أحدُهم، ولا نصف ذلك المد، وهذا إنَّما ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلًا في النفقات، فيُقاس عليه الصلواتُ والصيامُ والحج والجهاد وسائر العبادات، فإنها في معناه] .وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اللهَ اللهَ فِي أَصحَابِي، اللهَ اللهَ فِي أَصحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُم غَرَضًا بَعدِي، فَمَن أَحَبَّهُم فَبِحُبِّي أَحَبَّهُم، وَمَن أَبْغَضَهُم فَبِبُغضِي أَبْغَضَهُم، وَمَن آذَاهُم فَقَد آذَانِي، وَمَن آذَانِي فَقَد آذَى اللهَ، وَمَن آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَن يَأْخُذَهُ» أخرجه الإمامان: أحمد، والترمذي.قال الإمام شرف الدين الطِّيبي في "شرح المشكاة" : [أي: اتقوا الله ثم اتقوا الله في حق أصحابي، لا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم، أو التقدير: أذكركم الله وأنشدكم في حق أصحابي وتعظيمهم وتوقيرهم، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق أولادي] .وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سَبَّ أَصحَابِي فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ» أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير".قال الإمام الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" : [أي: يَلحقه كلُّ لعن صادر عن هؤلاء؛ لأنَّه سبَّ مَن أمر الله بالدعاء لهم وسؤال المغفرة.. وأثنى الله عليهم في عدة آيات من كتابه، فسبهم مضاد لأمر الله].بيان أن سبّ الصحابة رضوان الله عليهم من كبائر الذنوبقد درج علماء الأمة الإسلامية في سائر الأعصار، وتواترت كلمتهم في مختلف الأمصار، على تحريم سبِّ الصحابة رضوان الله عليهم، وعدِّه من كبائر الذنوب وعظائم الآثام بلا نزاع، وأطبقوا على وجوب صون الألسنة عن الطعن فيهم، وحفظ مقامهم الجليل من كل إساءة أو انتقاص.قال الإمام أبو العباس الحَمَوي في "غمز عيون البصائر" : [وفي "السراج" أيضًا: إنَّ سبَّ الصحابة كبيرة].وقال الإمام الحَطَّاب في "مواهب الجليل" : [وسبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتنقُّصُهم أو واحد منهم من الكبائر المُحرَّمات] .وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم" : [وسبُّ أصحاب النبي عليه السلام، وتنقُّصُهم أو أحد منهم من الكبائر المُحرَّمة، وقد لعن النبي عليه الصلاة والسلام فاعلَ ذلك، وذكر أنه مَن آذاه وآذى الله فإنه لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدل] .وقال الإمام القُرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" : [لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَن سبَّ أصحابه، فالمكذِّب لأصغرهم -ولا صغير فيهم- داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألزمها كلَّ مَن سبَّ واحدًا من أصحابه أو طعن عليه] .وقال شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" : [وقد صرَّح الشيخان وغيرهما أنَّ سبَّ الصحابة كبيرة، قال الجلال البُلقيني: وهو داخلٌ تحت مفارقة الجماعة، وهو الابتداع المدلول عليه بترك السُّنة، فمن سبَّ الصحابة رضي الله عنهم أتى كبيرةً بلا نزاع] .وقال الإمام الكرمي في "غاية المنتهى" في تعداد كبائر الذنوب بعد أن عرَّفها بأنها ما فيه حدٌّ في الدنيا أو وعيدٌ في الآخرة: [وسب صحابة، وإصرار على معصية] .وعقد الإمام الخطيب البغدادي فصلًا في كتابه "الكفاية"، ذكر فيه بعض النصوص الدالة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم، ثم ختم الباب بما أخرجه بسنده عن الإمام أبي زُرعة الرازي -وهو من كبار المحدثين- قال: [إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زِنديق؛ وذلك أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌّ، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتابَ والسُّنةَ، والجرحُ بهم أَولى، وهم زنادقة] .الخلاصةفإن توقيرَ الصحابةِ رضوان الله عليهم، وتعظيمَ شأنهم، وصيانةَ حرمتهم، فريضةٌ شرعيةٌ دلَّت عليها نصوصُ الوحي، وأجمع عليها علماءُ الأمة، فهُم حملةُ العلم، ونَقَلةُ الشريعة، وخِيرةُ الله من خلقه بعد نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أطبق أهل العلم في سائر الأعصار والأمصار على حرمة سبِّهم أو الانتقاص من قدرهم، وعدُّوا ذلك من كبائر الذنوب، وأفحش المحرَّمات، فكان الواجبُ صونَ الألسنة عن ذكرهم بسوء، وتلقِّي فضائلهم بالإجلال، والاعتراف بسابقتهم في الإسلام، والاقتداء بهديهم وسيرتهم، والإمساك عمَّا شجر بينهم، جريًا على طريقة سلفنا الصالح.

24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
وزير الأوقاف: ندين الإرهاب الممنهج الذي يمارسه المستوطنون في فلسطين.. وآن الأوان للتحول عن إحصاء الضحايا لإكرام ذكراهم
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ، أن الإرهاب جريمة نكراء تصدر عن نفوس مريضة مضطربة، وتناقض القيم والأخلاق، وتنال من أمن المجتمعات واستقرارها، وتمزق النسيج الإنساني؛ داعيًا إلى حشد كل الطاقات وتفعيل كل المؤسسات لمواجهة فكرية جريئة ضد الإرهاب وأفكاره ومنطلقاته. وأضاف وزير الأوقاف، في تصريحات بمنسابة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، أنه بات من فضلة القول إن الإرهاب لا دين له ولا وطن، فهو اعتداء آثم على النفس البشرية التي كرمها الله تعالى، يقول سبحانه: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". وأوضح أن الوزارة إذ تجدد تقرير تلك الحقائق فقد انطلقت في مواجهة التطرف والإرهاب بالفكر والتوعية وبناء الوعي الصحيح الذي يحصن العقول من دعاوى التطرف، ويرسخ قيم الرحمة والتعايش واحترام كرامة الإنسان، مشددة على أن رسالة الأديان السماوية قائمة على حفظ النفس وصون الأوطان وازدياد العمران، ودعم مسيرة السلام بين البشر. وزير الأوقاف يدين الهجوم على مسجد في نيجيريا: الاعتداء على بيوت الله جريمة نكراء فوز مرشح الأوقاف بالمركز الأول في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن بالسعودية وزير الأوقاف: ندين الإرهاب الممنهج الذي يمارسه المستوطنون في فلسطين وآن الأوان للتحول عن إحصاء الضحايا لإكرام ذكراهم وفي هذا السياق، تدين الوزارة بأشد العبارات الإرهاب الممنهج الذي يمارسه المستوطنون في فلسطين المحتلة برعاية رسمية من حكومتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وما يصاحبه من قتل وتشريد وحرق للمزارع والمنازل، كما تدين بشدة كل جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل ضد المدنيين العزل والأعيان المدنية بالاستهداف العشوائي والتدمير الجارف والتهجير القسري؛ مشددةً أنه قد آن الأوان للتحول عن إحصاء ضحايا الإرهاب إلى إكرام ذكراهم ورعاية الناجين منه، وصد ممارسي الإرهاب ومحاصرة أسباب استعلائهم. وأوضحت أن الوزارة لتعتز أيما اعتزاز بتضحيات المصريين في مواجهة الإرهاب، والسبق المصري في هذا المضمار بالقانون والفكر؛ دفاعًا عن أمن مصر القومي وحماية للإنسانية كلها من شرور التطرف والإرهاب، وتتعهد بمواصلة دورها الرائد في نشر الفكر المستنير وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، وتفنيد الفكر المتطرف، ومجابهة الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا لتبرير العنف؛ كما أنها على العهد لتجديد الفكر الديني بما يتناسب مع متطلبات العصر. وتابعت: لا يفوتنا في هذا المقام التقدم بأسمى آيات الإعزاز والاحترام والتبجيل لأرواح شهدائنا الذين اصطفاهم الله ليكونوا جسرًا لحلول الأمان وانتشار التنمية في مصر الغالية وفي سائر المنطقة، كما تتقدم الوزارة بأجمل عبارات التضامن والإكرام لذوي الشهداء، والدعاء موصول أن يخفف عن أخوتنا في فلسطين، وأن يمن عليهم بنصره، وأن يحفظ كل بلاد الدنيا المحبة للسلام. يذكر أنه في 21 أغسطس من كل عامٍ، يتجدد إحياء اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، بهدف تكريم ذكرى ضحايا الإرهاب ورعاية الناجين منه.