
شرق أوسط جديد على غير هوى بنيامين نتنياهو
"إنه شرق أوسط جديد بالفعل، لكنه على غير هوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، كان هذا أول ما تبادر إلى الذهن بعد ذيوع صورة اجتماع الرياض المنعقد بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والسوري أحمد الشرع، على هامش القمة الخليجية الأميركية، في حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بعد، بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس".
لله في خلقه شؤون، وقد يجمع الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا، خاصة لو كانا رجلين كترامب والشرع، الأول يقف من ورائه تحالف يميني متطرف، بعض أركانه لديهم هوس بما يطلقون عليه "الخطر الإسلامي"، والثاني ماضيه الجهادي الفاقع جعله مطلوباً أميركياً وفوق رأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، ما لبثت واشنطن أن تراجعت عنها بعد وصوله إلى رئاسة البلاد، ومع هذا فالمصالح تتصالح، وثمة أحداث قد تجري على "الهامش" غير أنها تنافس "المتن"، بل قد تتفوق عليه أهمية ودلالة، فبلا شك الحدث الأبرز في زيارة ترامب الخليجية، قراره رفع العقوبات عن سورية ولقاء رئيسها، بعد وساطة خليجية تركية، تبدت في حضور تلك الصورة ذات الحمولة الرمزية العالية، والدلالات السياسية والجيواستراتيجية الآتية ضمن تقارب بين طرفين يتوقان للاستحواذ على مزيد من النفوذ داخل نظام إقليمي جديد يتشكل عبر مخاض متسارع، تحفزه تداعيات الوحشية الإسرائيلية في حربها على غزة ولبنان، وما تلاها من محاولات تمدد دولة الاحتلال على حساب الجميع عرباً وأتراكاً وإيرانيين، استثماراً للدعم الأميركي الهائل وآثار الدمار الواسع فلسطينياً ولبنانياً وسورياً، وما ارتبط به من انكماش طهران وانشغالها داخلياً ببقاء النظام وخارجياً في الحفاظ على ما تبقى من مواقعها المتقدمة في العراق واليمن.
لم يعد سراً أن نتنياهو قد سعى لدى ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض من أجل الإبقاء على العقوبات الأميركية على دمشق، إمعاناً في إضعافها أكثر، فما يجري فرصة لـ"توسيع النفوذ"، كما يقول يسرائيل كاتس وزير حربه، بالتالي يمكن استغلال الوضع السوري الهش من أجل تمدد دولة الاحتلال إقليمياً، تحقيقاً لما يصفه نتنياهو بإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بقيادة إسرائيلية، لكن على ما يبدو يصرّ ترامب، الموصوف سياسياً بـ"الرئيس غير المتوقع"، على السير في مسار منفرد، شمل وقفاً لإطلاق النار مع جماعة الحوثي، تاركاً إسرائيل لصواريخهم، بالإضافة إلى التفاوض المباشر مع حركة حماس وإيران عدوتي إسرائيل اللدودين اللتين لا حل معهما سوى القضاء التام عليهما وهو ما لا يتأتى في رأي نتنياهو بغير "القوة المفرطة والتدمير الشامل" حتى يتخلص من القيود التي تحد من توسع دولته وإدماجها في منطقة لا تزال جسداً غريباً فيها رغم كل ما قامت به.
منذ ما يُعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية في عام 2020 ورئيس الوزراء الإسرائيلي يسرف في الحديث عن "نقطة تحول تاريخية"، و"بداية الشرق الأوسط الجديد"، تحقيقاً لإعادة تشكيل المنطقة عبر التطبيع، وهو في ذلك لا يعد الأول بين أقرانه من رؤساء وزراء الاحتلال، سبقه بها شمعون بيريز (تولى المنصب مرتين، الأولى من عام 1984 إلى 1986، والثانية لسبعة أشهر بين 1995 إلى 1996)، ولديه كتاب بالعنوان ذاته The New Middle East صدر عام 1993 بعد اتفاقية أوسلو، وخلاصته أن دمج إسرائيل في النظام الإقليمي ممكن بواسطة السلام والتعاون الاقتصادي، وهو ما ثبت فشله عربياً من خلال النموذج المصري السابق لتلك الفترة، إذ يمكن اعتبار زيارة الرئيس أنور السادات إلى القدس المحتلة عام 1977 ومن بعدها اتفاقية السلام في عام 1979 ومشاريع التطبيع الاقتصادي المتوالية، بداية ونهاية المشروع هذا، إذ لم يتغير شيء على أرض الواقع بالقاهرة، وظلت إسرائيل العدو الأول للشعب المصري، وهو ما تحافظ عليه الأنظمة المصرية المتوالية، بل وتستثمره داخلياً وخارجياً، ويعلم نتنياهو ومن سبقه جيداً أن الشعوب وإن كانت صامتة عن العلاقات مع دولة الاحتلال إلا أنها لا تقرّ حكامها على اتفاقاتهم، خاصة بعد الهمجية الواسعة وقتل آلاف الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان وسورية.
على ضوء ما سبق، يتضح أن كثيراً من المسلمات السابقة لما قبل السابع من أكتوبر 2023، لم تعد بالقدر ذاته من الفعالية، فإسرائيل لم تعد البوابة الحصرية للباب العالي الأميركي، والنفوذ المالي والسياسي الخليجي والتركي قادران في حال اتحادهما على مواجهتها، خاصة أنها في أسوأ حالاتها اليوم، ولم تستعد قوة الردع التي كانت تحتال بها على المنطقة، وتبين خواؤها أمام خصم لا يمتلك شيئاً مقارنة بها، كما خسرت سياسياً على مستوى العالم وتراجعت حتى لدى بعض الدوائر في واشنطن، وباتت تستشعر ثقل وتكلفة أفعالها وحتى أفكارها مثل الحديث عن طرد أهالي غزة ونهب أرضهم، وكلها فرقعات لم تنجح بالرغم من سياسة القوة العارية ضد المدنيين العزل، وإنما أدخلتها في صدامات متكررة مع مصر والأردن أول وأقدم دولتين عقدتا معها اتفاقية سلام، تلاها تطبيع اقتصادي، وكل هذا يوسّع من التناقضات، بل ويخصم من علاقات دولة الاحتلال مع الأنظمة التي طبّعت معها ويعزلها أكثر عن محيطها الذي تحلم بإعادة تشكيله وقيادته وليس مجرد الاندماج فيه.
السؤال الآن هل يتكرر التعاون العربي التركي ويتعمق أكثر؟، وتحديداً في القضية الفلسطينية أهم ملفات المنطقة، فلم يعد "البعبع" الإيراني قائماً، وأميركا ترغب في الانسحاب وترك الشرق الأوسط في يد أهله، تركيزاً على ملف الصين، والتكامل بين العرب والترك، يعظم من مكاسبهما ويقلل من حجم ونفوذ دولة الاحتلال، وهو ما يمكن الاستفادة منه في الضغط عليها وعلى أميركا لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف تمدد الاحتلال على ما تبقى من أرضه. إنها فرصة أخيرة قد تمثل نوراً نخرج به من النفق، وإن لم تستغلها هذه الأمة وتستيقظ من سباتها وفرقتها، فإنها ذاهبة إلى حيث رحل الشاعر حافظ إبراهيم، بعد إشكال مع زوج والدته، استدعى أن يترك له البيت، فكتب له بيتين من الشعر قائلاً: "ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية... فافرح فإني ذاهب متوجه في داهية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
إدارة ترامب تحجب مجدداً تمويلاً عن هارفارد بسبب دعم فلسطين
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجباً جديداً قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد بسبب ما اعتبرته تقاعساً منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد التظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين. وفي منشور على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، أفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية بأنها ستحجب تمويلاً فيدرالياً كان مخصصاً لجامعة هارفارد بقيمة نحو 60 مليون دولار "لحماية الحقوق المدنية في التعليم العالي". وزعمت الوزارة أنّ هارفارد التي برزت بين الجامعات التي شهدت تظاهرات داعمة لفلسطين، "فشلت في التعامل مع المواقف المعادية للسامية والتمييز القائم على أساس العرق". HHS is taking decisive action to uphold civil rights in higher education. Due to Harvard University's continued failure to address anti-Semitic harassment and race discrimination, HHS is terminating multiple multi-year grant awards—totaling approximately $60 million over their… — (@HHSGov) May 20, 2025 وتستخدم الإدارة الأميركية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع التظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين. إذ سبق لإدارة ترامب أن هددت بتجميد التمويل الفيدرالي لعدد من الجامعات، بينها هارفارد، مستندةً في ذلك إلى احتجاجات طلابية متضامنة مع فلسطين داخل الحرم الجامعي. وأعلنت وزارة التعليم الأميركية، مطلع مايو/ أيار الجاري، أنها لن تمنح جامعة هارفارد أي تمويل فيدرالي جديد إلى حين تلبية الأخيرة مطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم منعها التظاهرات الداعمة لفلسطين. وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض فتح تحقيق للتأكد من أن المنح التي تتجاوز قيمتها 8.7 مليارات دولار والتي تتلقاها جامعة هارفارد من مؤسسات مختلفة، تُستخدم بما يتوافق مع قوانين الحقوق المدنية. طلاب وشباب التحديثات الحية جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب تجميد التمويل وفي مواجهة هذا التهديد الفيدرالي، أعلنت جامعة هارفارد رفضها لمطالب ترامب المتعلقة بـ"إجراء إصلاحات" داخل الجامعة. كذلك رفع عدد من أساتذة الجامعة دعاوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب التحقيق في التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة. وفي إبريل/ نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت في جامعة كولومبيا الأميركية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. (الأناضول)

العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
إعلام إسرائيلي: ترامب قد يطلب من نتنياهو تحديد موعد لإنهاء حرب غزة
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الثلاثاء، بأن صبر الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ ينفد وأنه قد يطالبه بتحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 15 يناير 2025 في 15 يناير/ كانون الثاني 2025، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطرية مصرية أميركية. ، وسط تقارير رصدت أخيراً توتراً في العلاقات بين إدارة ترامب وحكومة الاحتلال دون أن يعني ذلك توقف دعم واشنطن لتل أبيب. واعتبرت الصحيفة العبرية أن ترامب لم ينتقد إسرائيل علناً بعد، لكن كل المؤشرات تدل على أن البيت الأبيض على وشك تغيير نبرته، ونقلت عن مصادر، لم تسمها، قولها إن مقرّبين من ترامب يتحدثون عن تحديد موعد لإنهاء الحرب على غزة، وحتى عن دعوة "استفزازية" إلى البيت الأبيض لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، الذي تمنحه استطلاعات الرأي حظوظاً كبيرة في حال ترشحه للانتخابات الاسرائيلية المقبلة. وبحسب مصادر، وصفتها الصحيفة بأنها تعمل على خط تل أبيب واشنطن، سيطلب ترامب من إسرائيل في مرحلة معينة تحديد موعد لإنهاء الحرب، وأنه غير مستعد لاستمرارها إلى الأبد. كذلك أوضح مسؤول أن التفكير في دعوة نفتالي بينت هو للتعبير عن مدى إحباط الإدارة الأميركية من نتنياهو. ونقلت يسرائيل هيوم عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن "هذه الإدارة (الأميركية) داعمة (لإسرائيل)، ولكن لا يدور الحديث عن الأشخاص أنفسهم الذين كانوا في الولاية الأولى (لترامب)"، مضيفاً أنّ "على إسرائيل أن تدرك ذلك". وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يقوم فيه ترامب بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، فإن إسرائيل لا تزال غير قادرة على هزيمة حماس، فيما يبدو أن صبر الرئيس الأميركي بدأ ينفد، وهو الذي أراد منذ البداية أن تكون إسرائيل جزءاً من الشرق الأوسط الجديد، ولكن عندما تأخّرت، تقدّم من دونها. ولفتت إلى أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب بخصوص إدخال المساعدات إلى غزة باتت شبيهة بتلك التي كانت في فترة جو بايدن، حين أُجبرت إسرائيل على إدخال المساعدات إلى غزة "حتى وهم يعلمون أن جزءاً منها سيصل إلى حركة حماس". تقارير عربية التحديثات الحية لم تشملها زيارة ترامب.. إسرائيل مستاءة لكنها تلتزم الصمت الحكومة كذبت وعزلت إسرائيل من جهته، قال الصحافي والمعلّق نداف إيال، في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن حكومة نتنياهو "فشلت وتواصل الفشل في تأمين قنوات الإمداد والحفاظ على الحلفاء، والأهم الحفاظ على الخط الدقيق الذي يجعل الحرب مشروعة في نظر المجتمع والعالم، وهي أمور تتطلبها الحرب". وأشار إلى أن جميع استطلاعات الرأي أظهرت عدم ثقة الجمهور بالحكومة الإسرائيلية وأنه "لا يعتقد أن اعتبارات رئيس الوزراء موضوعية، بل يراها تتعلق بالحفاظ على الائتلاف الحكومي. وتشعر عائلات المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، التي تعد أكثر الفئات معاناة في المجتمع الإسرائيلي حالياً، بأن الحكومة تزدريها". وأضاف الكاتب أنه فور إطلاق سراح المحتجز عيدان ألكسندر "أعلنت حماس أن جزءاً من اتفاق الإفراج عنه يتضمن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. ونفت الحكومة الإسرائيلية ذلك، وكذبت. وقبل يومين، اتضح أن رئيس الحكومة (نتنياهو) اضطر إلى تنفيذ الاتفاق الذي توصّل إليه البيت الأبيض، من أجل إعادة مواطن أميركي، وهو أيضاً جندي إسرائيلي، إلى وطنه". وفي ما يتعلق بالشرعية الدولية، اعتبر الكاتب أنه "يمكن الاستغناء عن التحليل المطول. إسرائيل بقيت وحدها في العالم، مع دعم محدود ومتزعزع من الولايات المتحدة، ثم جاءت رسالة من كندا وفرنسا وبريطانيا. وهذه دول حليفة لإسرائيل رغم سيل الشتائم من الائتلاف الحالي. وكانت الرسالة قاسية، بعد المجاملة اللفظية عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والمطالبة بإعادة المختطفين". ويرى أن الحكومة الحالية تقود إسرائيل نحو مأزق. "الحكومة المتعطشة للدم أبعدت ترامب وأغضبت العالم المتحضر" من جانبه، كتب يوسي فيرتير في صحيفة هآرتس العبرية اليوم، أن الحكومة الإسرائيلية أبعدت إدارة ترامب وأثارت غضب العالم المتحضر. وأضاف أن "الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مثال على الدجل الذي يلتقي بالغباء: صفر استراتيجية يؤدي إلى أقصى ضرر، وتنتهي بتراجع مذهل وعرض من مقاطع الفيديو والخطابات الطفولية من قبل صانعي (اللا) سياسة لدينا". وأردف الكاتب بأنه "تم اتخاذ قرار وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة في الكابينت الإسرائيلي، 2 مارس /آذار، كان المنطق وراءه أن الإدارة الأميركية الجديدة ستكون غير مبالية بالعواقب المروّعة. لكن اتضح أن الرئيس ترامب إنساني، (وفقاً لستيف ويتكوف) ومصدوم مما يراه عبر شاشة التلفزيون ولا يتوقف عن الحديث عن المعاناة وعن الأشخاص الذين يموتون جوعاً. ووزير الخارجية ماركو روبيو، اليميني المتطرّف، اتصل بنتنياهو ثلاث مرات خلال 24 ساعة بشأن المساعدات. أما أعضاء مجلس الشيوخ الودودون، فهم يمينيون ومؤيدون، لكن اتضح أنهم ليسوا متعطشين للدماء مثل ممثلي اليمين المتطرف المسياني في الحكومة (الإسرائيلية)". ولفت الكاتب أيضاً إلى أن نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، "الذي كان في طريقه إلى إسرائيل، جائزة ترضية عن تخطي ترامب لزيارتها الأسبوع الماضي" ألغى زيارته، وذلك "على الأرجح بسبب تجدد الحرب وغياب صفقة لإطلاق سراح المختطفين". رصد التحديثات الحية واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب بوهلر ينفي تقرير واشنطن بوست وفي السياق، نفى المبعوث الخاص لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، لقناة فوكس نيوز الأميركية ما أوردته واشنطن بوست في تقرير عن تهديدات ترامب بالتخلي عن إسرائيل معتبراً أنها "أخبار كاذبة، ونقلت القناة في موقعها الإلكتروني عن بوهلر قوله: "يبدو لي هذا الخبر كاذباً. أعتقد أن الرئيس حافظ على دعمه القوي لإسرائيل"، وأضاف: "قد يقول: 'اسمعوا، دعونا نحاول إنهاء الحرب'، وقد يكون كلامه قوياً، لكنني أعتقد أن دعم الرئيس الأميركي، وتحديداً الرئيس ترامب، لإسرائيل لا يتزعزع". وقال بوهلر في المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزالم بوست في نيويورك، الثلاثاء، إن التوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين الإسرائيليين "أقرب من أي وقت مضى"، وأكد أن التركيز الرئيسي للحكومة الأميركية لا يزال منصباً على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الـ58 الذين لا يزالون لدى حماس، وأضاف: "أعتقد أن هناك جدلاً مستمراً. وقد أوضح الرئيس بجلاء أنه يريد التوصل إلى حل"، وأضاف: "أعلم أنه وستيف (ويتكوف) يبذلان جهوداً حثيثة حالياً لمحاولة تحقيق ذلك. تركيزنا الأساسي ينصب على الرهائن، ثم على أمن إسرائيل". أما فيما يتعلق بالإطار الزمني لصفقة تبادل الأسرى، أعرب بوهلر عن تفاؤل حذر قائلاً: "أعتقد أن التوصل إلى اتفاق يقترب أكثر فأكثر"، كما أشاد بالعمليات البرية الإسرائيلية الأخيرة في زيادة الضغط على حماس، قائلاً: "أعتقد أننا أقرب من أي وقت مضى. ويعود جزء من ذلك إلى تحركات إسرائيل والجيش الإسرائيلي على الأرض". First on @FoxNews : Special envoy Adam Boehler tells me the Washington Post report claiming Trump threatened to abandon Israel is 'fake news.' 'The President may be saying, 'Hey, listen, let's try to end the war,' he might speak strongly… But his support is ironclad." — Efrat Lachter (@EfratLachter) May 20, 2025


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
الفيليبين تضع شرطاً مقابل شراء الأسلحة الإسرائيلية
بلغ النزاع بين الفيليبين والصين حول بحر الصين الجنوبي طاولة الحكومة الإسرائيلية، إذ يُصر الفيليبينيون على أن تعترف إسرائيل رسميًا بسيادتهم على المجال البحري المتنازَع عليه، مقابل استمرار التعاون العسكري بين البلدين. وتُظهر إسرائيل، من جهتها، "حيادًا" في هذا الصراع، لكن شركات الصناعات الأمنية الإسرائيلية هي من تدفع ثمن هذا الحياد، بحسب ما أوردته صحيفة "كلكاليست" الاقتصادية، اليوم الثلاثاء، إذ ربطت وزارة الدفاع الفيليبينية توقيع صفقات تسليح جديدة باعتراف سياسي إسرائيلي بالسيادة الفيليبينية. ووفق الصحيفة، فإن العلاقات بين إسرائيل والفيليبين شهدت توسعًا في العقد الأخير عبر صفقات تسليحية بمليارات الدولارات، شملت تزويد مانيلا بمنظومة "سبايدر" الدفاعية من إنتاج شركة "رفائيل"، ومدافع "أتموس"، وطائرات مسيّرة من إنتاج "إلبيت سيستيمز"، وسفن حربية بقيمة 200 مليون دولار. وحتى في صفقة شراء طائرة تنفيذية للرئيس السابق رودريغو دوتيرتي، بلغت قيمتها 40 مليون دولار، تم التعاقد مع الصناعات الجوية الإسرائيلية لطائرة Gulfstream G280. وتولى بونغ بونغ ماركوس رئاسة الفيليبين خلفًا لدوتيرتي قبل عامين، بينما اعتُقل الأخير في مارس/ آذار الماضي في مطار مانيلا بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، منها القتل خارج نطاق القانون وتحريض الجيش على اغتصاب نساء. وكان دوتيرتي قد زار إسرائيل عام 2018، والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واستُقبل رسميًا من الرئيس الإسرائيلي آنذاك رؤوفين ريفلين. وخلال الزيارة، أعلن دوتيرتي عزمه تزويد جيش بلاده حصريًا بأسلحة إسرائيلية، لكونها لا تفرض قيودًا سياسية أو حقوقية كالتي تفرضها شركات تسليح أخرى. وتعود جذور الأزمة الأخيرة إلى توجيه وزارة الأمن الإسرائيلية شركات السلاح إلى تلبية طلبات جيش الاحتلال أولًا، في ظل الحرب على قطاع غزة، وتأجيل تسليم الطلبيات الدولية. وقد رفضت شركة "إلبيت سيستيمز" تسليم شحنات إلى الفيليبين ضمن صفقات سابقة، ما دفع مدير عام الوزارة حينها، ورئيس الأركان الحالي، أيال زامير، إلى زيارة مانيلا في محاولة لتطويق الخلاف، إلا أن مهمته باءت بالفشل. اقتصاد دولي التحديثات الحية غزة تضع صناعة الأسلحة الإسرائيلية في عين العاصفة ونقلت الصحيفة عن مصادر في قطاع الصناعات الأمنية أن الفيليبين تطالب منذ أشهر بإعلان سياسي رسمي، من رئيس الحكومة أو وزير الخارجية، يعترف بسيادتها على بحر الصين الجنوبي، على غرار اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في وقت سابق. وأكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن "مانيلا مصمّمة على هذا الاعتراف، وترى أنه شرط مسبق لأي صفقة سلاح جديدة". ورغم هذا الجمود، تستمر الصفقات الموقعة سابقًا، لا سيما اتفاق مع "أحواض بناء السفن الإسرائيلية" لتزويد البحرية الفيليبينية بتسع سفن قتالية من طراز شلداغ MK-5 المزوّدة بنظام Typhoon من إنتاج "رفائيل"، بقيمة تُقدَّر بنحو 200 مليون دولار، على أن تُسلّم السفينة التاسعة الشهر المقبل. وبحسب التقديرات، بلغ متوسط مشتريات الفيليبين من الأسلحة الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة نحو 400 مليون دولار سنويًا. وتُقدَّر إمكانات السوق الفيليبينية بمليارات الدولارات، ضمن خطة تحديث موسعة للجيش الفيليبيني. في المقابل، قال مصدر أمني مطّلع إن الطلبات المقدّمة من شركات التصنيع العسكري إلى وزارتي الأمن والخارجية لحل الأزمة لم تلقَ تجاوبًا، مضيفًا أن "المستوى السياسي في تل أبيب لا يُعير القضية اهتمامًا". فيما حذر مصدر آخر من أن "السوق الأمني لا يحتمل الفراغ، وإن لم ننافس فيه، فستنقض شركات من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا لملء هذا الفراغ"، مؤكدًا أن ترسيخ الحضور في سوق كهذه يتطلب سنوات من الجهد. من جهتها، انتقدت الخبيرة الإسرائيلية في شؤون المحيطَين الهندي والهادئ، وعضو "منتدى ديبورا"، لورين داغان-آموس، ما وصفته بـ"رؤية إسرائيل السطحية" للأزمة، قائلة: "الفيليبين تبالغ في توقعاتها، لكن إسرائيل تتعامل مع هذا الملف من منظور متخلف، يعكس ضعفًا في الفهم الاستراتيجي". وأضافت: "في وقت يشعر فيه الفيليبينيون بعزلة متزايدة بسبب تصاعد النزاع مع الصين وتسارع التسلّح الصيني، تبدو إسرائيل غير مبالية، رغم الاهتمام الفيليبيني الواضح بتعزيز العلاقة بين البلدين".