حكاية أطفال الأنابيب (2)
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد السعودية
حكاية أطفال الأنابيب «٣»
كيف نستخرج الحيوانات المنوية و البويضات و نجري تخصيبها؟ تحدثنا عن تنشيط المبيض بهدف إنتاج مجموعة بويضات، جرعات و نوع الأدوية التى تعطى للأخوات تختلف من واحدة لأخرى، إعطاء الأدوية مسألة تحتاج إلى متابعة و دقة ليتم تفادى حدوث حالة من فرط استثارة المبايض، فرط استثارة المبيض (OHSS )، حالة ينشأ عنها توليد عدد كبير من البويضات، تنشأ أكياس تؤدى إلى زيادة حجم المبيض مصحوبا بالٱم فقط في الحالات الخفيفة، و لكن المسائل قد تتجاوز ذلك بظهور مواد تؤثر على أوعية الدم في الجسم، ممّا يؤدى إلى تجمعات سوائل في البطن وحول الرئة واضطراب في وظائف الكلى وجلطات في الدم، و بحمد الله فقد أصبحت هذه الحالة نادرة الحدوث، بفضل تطور أساليب التحكم في أدوية تنشيط المبايض والمتابعة الدقيقة لتأثيرها، حيث يقوم الطبيب بمتابعة استجابة المبيض بإجراء سونار بين وقت وٱخر، عن طريقه يمكن تحديد عدد البويضات التي تنمو و حجمها، و بناء عليه يزيد الطبيب جرعة الدواء أو ينقصها، و قد يدعم الطبيب متابعته للحالة أحيانا بحساب مستوى هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الذي تنتجه خلايا الجريبات التي تحيط بالبويضة النامية. عندما نجد أن المبيض قد أنتج عدد اثنين على الأقل من الجريبات الحاوية للبويضات ، قطر كل منا ١٧ ملم، يًرتب لإعطاء الحقنة الحافزة لخروج البويضة من الجريب، و تسمى عند البعض إبرة التفجير، توقيت إعطاء هذه الحقنة يكون قبل ست وثلاثين ساعة من موعد التقاط البويضات. يجري التقاط البويضات في المعمل، حيث تُعطى السيدة مهدئا خفيفا، العملية ليست مؤلمة عادة، يتم تحديد موقع البويضات بالسونار، و هنا يكون السونار موصولا بإبرة تُمرر لتصل لموقع البويضة الناضجة ، و من ثم يتم سحبها، و في العادة يمكن الحصول على أكثر من بويضة مما ظهرت عليه علامات النضج. كذلك يتم التعامل مع أسباب العقم أن كانت من الزوج، مثلا في بعض حالات العقم يتبين فيها عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي مطلقا، تتم عدة فحوصات لمعرفة السبب، وقد نحتاج إلى إعطاء هرمونات لتنشيط الخصية، أو إجراء جراحة لإصلاح حال الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية إلى خارج الجسم إن كانت مسدودة، وإذا لم يتبين وجود علاج، يتم تحصيل الحيوانات المنوية مباشرة من الخصية، عن طريق إمرار إبرة صغيرة تدخل إلى الخصية، وتقوم بسحب أنسجة منها، ثم يجري تفتيش الأنسجة للحصول على الحيوانات المنوية واستخدامها. أما في حالات كون الزوج طبيعيا ، فيتم في نفس وقت سحب البويضات من الزوجة الحصول على السائل المنوي ، وفحصه لاستخراج الحيوانات المنوية النشيطة و التخلص من العوالق و الحيوانات المنوية الميتة. نختار البويضة الناضجة ، وهي البويضة التي أخرجت الجسم القطبي خارجها، و الجسم القطبي ينشأ من انقسامات البويضة، و ليس قابلا للتخصيب، و لكنه وجوده مؤشر على نضج البويضة وقابليتها للتخصيب. تتم عملية الحقن في طبق المعمل، حيث يتم التحكم في البويضة عن طريق أنبوب زجاجى له بصيلة ماصة، و يؤخذ حيوان منوي مثبت على إبرة نحيفة جدا. تثقب الإبرة جدار البويضة ويحقن الحيوان المنوي في السيتوبلازم، والسيتوبلازم هو مادة سائلة توجد داخل الخلية و تحيط بالنواة. لذا فإن الترجمة الدقيقة لهذه العملية التى يرمز لها بالحروف الانجليزية ( ICSI ) هي حقن الحيوان المنوي داخل السيتوبلازم، واستسهالاً تسمى الإخصاب المجهري، لأنها تتم بمساعدة المجهر ( الميكروسكوب). و بأذن الله يحدث اتحاد المادة الجينية الداخلة مع الحيوان المنوي والتى تحتويها نواة البويضة.


الوطن
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
أفضل الفواكه لتعزيز هرمون التستوستيرون لدى الرجال
يعد هرمون التستوستيرون عنصرًا أساسيًا في تعزيز الرغبة والقدرة الجنسية لدى الرجال، حيث يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة الجسدية والذهنية. ومن المثير للاهتمام أن النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم هذا الهرمون، خاصة عند تضمين أنواع معينة من الفواكه الغنية بالعناصر المفيدة. فواكه تساهم في رفع هرمون التستوستيرون: التوت من الفواكه الغنية بمركبات الفلافونويد، التي تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة، وتساعد في تعزيز إنتاج هرمون الذكورة بشكل طبيعي. الكرز يحتوي على مركبات طبيعية تحافظ على صحة الخلايا المسؤولة عن إنتاج التستوستيرون، مما يجعله داعمًا ممتازًا للصحة الجنسية. الرمان تناوله بانتظام يساهم في تقليل تلف الخلايا المنتجة لهرمون التستوستيرون، بفضل غناه بمضادات الأكسدة مثل الفلافونويد. الأفوكادو يمد الجسم بمجموعة من العناصر المهمة مثل الدهون الصحية، المغنيسيوم، البورون، فيتامين B6، وحمض الفوليك، والتي تساهم جميعها في دعم مستويات التستوستيرون. العنب أظهرت بعض الدراسات أن تناول كمية معتدلة من العنب يساهم في رفع نسبة التستوستيرون وتحسين جودة الحيوانات المنوية. الموز من الفواكه المفيدة جدًا، لاحتوائه على إنزيم البروميلين، وفيتامينات ب المركبة، والبوتاسيوم، والتي تلعب دورًا مهمًا في تحفيز إنتاج هرمون الذكورة. إن إدراج هذه الفواكه في النظام الغذائي اليومي لا يعزز فقط الصحة الجنسية، بل يساهم أيضًا في تحسين الحالة المزاجية واللياقة البدنية بشكل عام.


صدى الالكترونية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- صدى الالكترونية
تأثير أشعة الشمس على الإنسان عبر المراحل العمرية
يعد التعرض لأشعة الشمس له مخاطر مختلفة طوال الحياة، مما يجعل من الضروري تعديل استراتيجيات الحماية منها وفقًا لمراحل العمر المختلفة؛ حيث أنه في الطفولة، تكمن الأولوية في الوقاية من حروق الشمس، التي تزيد بشكل كبير خطر الإصابة بسرطان الجلد في وقت لاحق من الحياة. وأفادت الدراسات، أن حروق الشمس الشديدة في هذه الفترة يمكن أن تضاعف احتمالية الإصابة بالميلانوما، بينما يزيد التعرض لخمس أو أكثر من الحروق الشديدة بين سن 15 و 20 بنسبة 80%. وعندما ندخل العشرينات والثلاثينات من العمر، تكون البشرة أكثر مرونة وتستطيع إصلاح نفسها بكفاءة، مما يعني أن الأضرار الناتجة عن التعرض للشمس قد لا تكون ملحوظة على الفور، ومع ذلك، يرتبط التعرض الطويل لأشعة الشمس بالعديد من أنواع سرطان الجلد وتعاني نسبة كبيرة من النساء أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، التي يمكن أن تتفاقم بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وقد تلاحظ النساء الحوامل زيادة في حساسيتهن لأشعة الشمس، ويمكن أن يؤدي هذا إلى حالات مثل الكلف، وهو اضطراب في التصبغ ناتج عن التغيرات الهرمونية ويزيد بسبب التعرض للشمس. ويمكن أن تجعل التقلبات الهرمونية خلال سن اليأس، البشرة أكثر عرضة للتلف الناتج عن الشمس. ومع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، تصبح البشرة أرق وأكثر جفافًا وأقل قدرة على إصلاح نفسها، مما يجعلها أكثر عرضة لتلف الأشعة فوق البنفسجية. وفي مرحلة الشيخوخة، تصبح البشرة أرق وأقل مرونة، مما يؤدي إلى زيادة الجفاف، ومشاكل التصبغ، وزيادة احتمال الإصابة بآفات سرطانية محتملة، كما أن التغيرات المرتبطة بالعمر تؤدي إلى ضعف قدرة الجهاز المناعي على إصلاح الأضرار الخلوية التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.