
جماعة معارضة تهاجم محكمة إيرانية في بلوشستان المضطربة
وأعلنت «جماعة العدل» البلوشية المعارضة، التي تصنفها إيران منظمة إرهابية، مسؤوليتها عن العملية، ووصفتها بأنها «رد على الظلم الذي يتعرض له أبناء بلوشستان»، مشيرة إلى أن الهجوم جاء تحت اسم «يد العدالة».
واتهمت الجماعة السلطة القضائية بإصدار أحكام إعدام بحق أفراد من البلوش، وأوامر بهدم منازلهم، متوعدة القضاة وموظفي القضاء بأن «الموت سيلاحقهم كالظلال المرعبة».
ذكرت وسائل إعلام رسمية أن المهاجمين تنكروا في زي مراجعين وتمكنوا من دخول المبنى في نحو الساعة 08:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث بدأوا بإطلاق النار داخل المحكمة، قبل أن يتواجهوا مع قوات الأمن الإيرانية. وقالت تقارير أمنية إن المهاجمين كانوا يحملون قنابل يدوية وسترات ناسفة، دون أن يتضح ما إذا كانوا قد فجروها.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثتها وسائل الإعلام الحكومية، لحظات هلع، مع أصوات إطلاق نار وانفجارات، بينما شوهدت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى من داخل المبنى.
وأظهر مقطع فيديو بثته وكالة «مهر» الحكومية امرأة وهي تقول: «كانوا ثلاثة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً، يحملون حقائب انتحارية وبدأوا بإطلاق النار على الناس».
بدوره، زعم العميد علي رضا دليري، نائب قائد شرطة زاهدان، أن أحد المهاجمين ألقى قنبلة يدوية على قسم المراجعين، ما أسفر عن مقتل امرأة ورضيعها البالغ من العمر 6 أشهر، مشيراً إلى أن قوات الأمن تمكنت من قتل اثنين من المسلحين الآخرين في الشوارع المجاورة، لتتم تصفية المجموعة المهاجمة بالكامل، وفق ما أوردته تقرير أمني لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
سيارة إطفاء تحاول شق طريقها في شوارع زاهدان نحو موقع الهجوم في المحكمة (وكالة مهر)
ووفقاً لتصريحات رئيس السلطة القضائية في زاهدان، فقد قُتل في الهجوم ثلاثة جنود وموظف في المحكمة، إلى جانب امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً وطفل صغير، ولم تُكشف بعد هوية القتيل السادس.
وأشار رئيس جامعة العلوم الطبية في زاهدان إلى أن المصابين تلقوا الرعاية الأولية في قسم الطوارئ بمستشفى «خاتم الأنبياء»، وتم نقل اثنين منهم إلى غرفة العمليات.
وقالت منظمة «حال وش» الحقوقية، التي تغطي أخبار بلوشستان، إن الهجوم استهدف بشكل مباشر مكاتب القضاة داخل المحكمة، ونقلت عن شهود عيان تأكيدهم سقوط قتلى وجرحى بين الموظفين وعناصر الأمن.
واتهمت جماعة «جيش العدل» قوات الأمن الإيرانية بالتسبب في مقتل المدنيين، قائلة إن إطلاق النار جرى بشكل «عشوائي». في المقابل، قالت السلطات الإيرانية إن المسلحين على صلة بـ«إسرائيل»، وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من احتواء الموقف خلال وقت قصير.
ويعد إقليم بلوشستان من مناطق إيران المضطربة، ويقطنه عدد كبير من البلوش السنة الذين لطالما اشتكوا من التمييز والإقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي. وتشهد المنطقة بانتظام مواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين، إلى جانب عمليات تهريب معقدة عبر الحدود مع باكستان وأفغانستان.
وتنشط جماعة «جيش العدل» منذ سنوات، وتقول إنها تدافع عن حقوق البلوش في وجه ما تصفه بـ«الاضطهاد السياسي»، وقد تبنت سابقاً عدة هجمات استهدفت قوات «الحرس الثوري» والمؤسسات الحكومية.
السلطات الأمنية في زاهدان جنوب شرقي إيران قالت إن مدنيين كانوا يراجعون المحكمة أصيبوا في الهجوم (وكالة مهر)
وتأتي هذه العملية بعد نحو عامين على أحداث في زاهدان عام 2022، التي قتل خلالها عشرات المدنيين خلال مظاهرات احتجاجية على مقتل شاب على يد الشرطة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، قُتل خمسة عناصر على الأقل من قوات الأمن الإيرانية، في مواجهات مع مسلحين في محافظة بلوشستان المضطربة جنوب شرقي البلاد. وحينها، قالت وكالة أنباء «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن «خمسة أفراد من قوات الأمن قُتلوا في هجوم إرهابي في ضواحي سيركان بالقرب من مدينة سراوان المحاذية للشريط الحدودي مع باكستان».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 8 دقائق
- صحيفة سبق
مأساة على السكة في ألمانيا.. قطار ينقلب وسط الغابات ويحصد أرواح 4 أشخاص
أعلنت الشرطة الألمانية مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة عدد غير معروف، إثر خروج قطار إقليمي عن مساره في منطقة غابات جنوب غرب البلاد، مساء الأحد. وأكد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أن الحادث أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، مضيفًا أن "عدة أشخاص أصيبوا". وخرجت على الأقل عربتان من القطار عن السكة بالقرب من مدينة ريدلينجن في ولاية بادن-فورتمبيرج، مما أدى إلى توقف حركة القطارات في قطاع يمتد نحو 40 كيلومترًا. وأعلنت شركة "دويتشه بان" عن وقوع "عدة قتلى وعدد كبير من الإصابات"، مؤكدة أن "السبب لا يزال مجهولًا" والسلطات تحقق في ملابسات الحادث. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الانهيار الأرضي ربما كان سبب الحادث، في ظل العواصف الرعدية العنيفة التي اجتاحت المنطقة مؤخراً. من جهته، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن "حزنه العميق وتعاطفه مع الضحايا وأقربائهم"، وقال عبر منصة "إكس" إنه يتابع تطورات الحادث بالتنسيق مع وزيري الداخلية والنقل، ووجّه بتوفير كل الموارد اللازمة لفرق الإنقاذ. وفي موقع الحادث، عملت فرق الإطفاء على تحريك العربات المنقلبة في منطقة يصعب الوصول إليها، فيما أُرسلت طائرات مروحية لإجلاء الجرحى إلى المستشفيات القريبة.


الشرق السعودية
منذ 9 ساعات
- الشرق السعودية
هجوم مسلح لمتمردين على صلة بـ"داعش" في شرق الكونغو يودي بحياة 21 شخصاً
أودى هجوم مسلح استهدف مبنى كنيسة بشرق الكونغو ونفذه متمردون على صلة بتنظيم "داعش"، بحياة ما لا يقل عن 21 شخصاً، بحسب ما أفاد به أحد قادة المجتمع المدني لوكالة "أسوشيتد برس". ونفذ عناصر من "القوات الديمقراطية المتحالفة" (ADF) الهجوم قرابة الساعة الواحدة من صباح الأحد، داخل مجمع كنيسة كاثوليكية في بلدة كومندا بشرق الكونغو، وأحرقوا عدداً من المنازل والمتاجر. وقال ديودوني دورانتابو، منسق المجتمع المدني في كومندا، للوكالة: "سقط أكثر من 21 شخصاً بالرصاص داخل المبنى وخارجه، وسجلنا وجود ثلاث جثث متفحمة على الأقل وعدداً من المنازل المحترقة، لكن عمليات البحث لا تزال مستمرة". وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتلت الجماعة عشرات الأشخاص في إيتوري، في هجوم وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بـ"حمام دم". وأكد الملازم جول نجونجو، المتحدث باسم الجيش الكونغولي في مقاطعة إيتوري، حيث تقع بلدة كومندا، سقوط 10 أشخاص. وقال نجونجو: "ما نعرفه هذا الصباح هو أن رجالاً مسلحين يحملون سواطير اقتحموا كنيسة غير بعيدة عن كومندا، حيث قُتل نحو 10 أشخاص وذُبحوا، وأُضرمت النيران في بعض المتاجر". جماعة متمردة وتُعد "القوات الديمقراطية المتحالفة"، المرتبطة بتنظيم "داعش"، جماعة متمردة تنشط في المناطق الحدودية بين أوغندا والكونغو، وتشن باستمرار هجمات ضد السكان المدنيين. وقال دورانتابو: "نشعر بخيبة أمل حقيقية، فمن غير المعقول أن يقع مثل هذا الهجوم في بلدة يتمركز فيها جميع المسؤولين الأمنيين"، مضيفاً أن بعض السكان بدأوا بالفرار من المنطقة باتجاه مدينة بونيا. وتابع: "نطالب بتدخل عسكري عاجل، لأننا أُبلغنا بأن العدو لا يزال قريباً من بلدتنا". "القوات الديمقراطية المتحالفة" وتأسست "القوات الديمقراطية المتحالفة" في أواخر تسعينيات القرن الماضي من مجموعات صغيرة متفرقة في أوغندا، وذلك على خلفية ما قيل إنه استياء من حكم الرئيس يوري موسيفيني. وبعد تعرضها لهجمات عسكرية من القوات الأوغندية في عام 2002، نقلت الجماعة نشاطها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، ومنذ ذلك الحين تعلن مسؤوليتها عن قتل آلاف المدنيين. وفي عام 2019، أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش"، ويطمح قادتها إلى إقامة "حكم إسلامي" في منطقة شرق إفريقيا. تواجه القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ فترة طويلة صعوبات في محاربة هذه الجماعة المتمردة، وتجد نفسها حالياً في مواجهة شبكة معقدة من الهجمات منذ تجدد الاشتباكات مع حركة "M23" المدعومة من رواندا، وفق "أسوشيتدبرس".


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
إيران تعدم عضوين من جماعة «مجاهدين خلق» بتهمة استهداف بنية تحتية
أعلنت السلطة القضائية في إيران أن عضوَين من جماعة «مجاهدين خلق» المعارضة المحظورة أُعدما بتهمة الهجوم على بنية تحتية مدنية بمقذوفات بدائية الصنع، وسط انتقادات من «منظمة العفو الدولية» التي وصفت المحاكمة بأنها «جائرة على نحو صارخ». وأشارت السلطة القضائية إلى أنّهما أرادا من خلال هذه العمليات «الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المواطنين الأبرياء للخطر». وقد قُدِّما إلى السلطة على أنّهما ينتميان منذ فترة طويلة إلى منظمة «مجاهدين خلق» التي تصنّفها طهران «إرهابية». وأفادت وكالة «ميزان»، التابعة للسلطة القضائية في إيران، الأحد، بأن مهدي حسني وبهروز إحساني إسلاملو، «العنصرين النشطين» في جماعة «مجاهدين خلق»، حُكم عليهما بالإعدام، في قرار أيدته المحكمة العليا، طبقاً لوكالة «رويترز». ووجهت للمتهمَين تهم «الحرابة» وتدمير الممتلكات العامة و«الانتماء إلى منظمة إرهابية بهدف الإخلال بالأمن الوطني». وجاء في التقرير أن «الإرهابيين، بالتنسيق مع قادة (مجاهدين خلق)... أسسا منزلاً لفريق في طهران، حيث صنعا قاذفات وقذائف (مورتر) تُحمل باليد، بما يتماشى وأهداف الجماعة، وأطلقا قذائف، بلا ضمير، على مواطنين ومنازل ومرافق خدمية وإدارية ومراكز تعليمية وخيرية». ولم يُكشَف عن تاريخ وتفاصيل اعتقالهما، غير أنّ رئيسة «المجلس الوطني للمقاومة» أشادت بـ«3 سنوات من المقاومة في مواجهة التعذيب والضغوط والتهديدات». وذكرت «منظمة العفو الدولية» أن إحساني إسلاملو وحسني اعتقلا في عام 2022، وأنهما شددا على براءتهما خلال المحاكمة التي وصفتها المنظمة بأنها «جائرة على نحو صارخ، وشابتها مزاعم التعذيب وانتزاع الاعترافات بالإكراه». وقالت المنظمة في يناير (كانون الثاني) الماضي: «وفقاً لمصادر مطلعة، فقد استجوبهما ضباط دون حضور محامين، وتعرضا للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، مثل الضرب والحبس الانفرادي لفترات طويلة، لانتزاع اعترافات تجرمهما». وأكد «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، وهو هيئة في المنفى تعارض الحكومة الإيرانية، الأحد، أنّ «إعدام رجُلين بسبب ارتباطهما بمنظمة (مجاهدين خلق)» لهو «جريمة وحشية» من شأنها أن «تؤجج غضب» الشعب تجاه الحكومة، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». و«المجلس»، الذي يتخذ من فرنسا مقراً، هو تحالف سياسي يضم جماعات معارضة إيرانية تلتف حول جماعة منظمة «مجاهدين خلق». وقالت رئيسته، مريم رجوي، في منشور على منصة «إكس»، إنّ «هذه الجريمة لا تؤدي إلا إلى تأجيج غضب وكراهية الشعب الإيراني ضد الفاشية الدينية، وتعزّز تصميم الشباب الإيراني الشجاع على إطاحة هذا النظام». وأضافت رجوي: «ندعو الأمم المتحدة ودولها الأعضاء وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضدّ هذه الجريمة الوحشية». وفيما عدّت أنّ «الإدانات اللفظية لم تعد كافية»، أشارت إلى أنّ «الوقت قد حان لاتخاذ قرارات ملموسة وفعّالة ضدّ نظام الإعدامات والتعذيب هذا». وقالت إنّ «عدم القيام بأي عمل لا يؤدي سوى إلى تشجيع هذا النظام الدموي - الذي بات أكثر ضعفاً من أي وقت مضى - على مضاعفة جرائمه وإعداماته». وتقول منظمات غير حكومية إنّ السلطات الإيرانية اعتقلت مئات الأشخاص وأعدمت عشرات آخرين في حملة قمع جديدة بعد الحرب مع إسرائيل التي استمرّت 12 يوماً في يونيو (حزيران) الماضي، متهمة طهران بـ«بث الخوف لإخفاء نقاط ضعفها في هذا الصراع». وتُنفَّذ عقوبة الإعدام في إيران على مجموعة من الجرائم الخطرة. ووفقاً لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان»، فقد ارتفع عدد من أُعدموا في إيران إلى 901 على الأقل عام 2024، وهو أعلى رقم منذ 2015. وتحتل البلاد المرتبة الثانية في العالم بعد الصين من حيث عدد عمليات الإعدام، وفقاً لمنظمات حقوقية؛ من بينها منظمة العفو الدولية. وكانت «مجاهدين خلق» جماعة إسلامية يسارية قوية شنت حملات تفجير ضد حكومة الشاه وأهداف أميركية في السبعينات، لكنها في نهاية المطاف اختلفت مع الفصائل الأخرى المؤيدة للثورة عام 1979 بعد تبني «الجمهورية الإسلامية» أساساً لنظام الحكم. ومنذ ذلك الحين، عارضت جماعة «مجاهدين خلق» الجمهورية الإسلامية وتتمركز قيادتها بالمنفى في باريس. وصنفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجماعة «منظمة إرهابية» حتى عام 2012.