logo

حصاد زيارة ترامب الخليجية: صفقات كبرى، ومنافسة الصين

فلسطين اليوممنذ 11 ساعات

فلسطين اليوم
الكاتب: إبراهيم علوش
يصر تقرير في موقع "مجلس الأطلسي" (Atlantic Council)، في 13/5/2025، بشأن زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، بأن هدف الزيارة يتلخص بأمرين:
أ – عقد صفقات تجارية عملاقة.
ب – "اكتساب اليد العليا في المواجهة التجارية المستمرة، والمنافسة التكنولوجية، مع الصين".
وينقل تقرير "مجلس الأطلسي" عن مصادر ضالعة في التخطيط لزيارة ترامب أن التركيز الأكبر في ذلك التخطيط كان على عقد الصفقات، وأن إدارة ترامب تفضل السباحة في تيار الاستثمارات الخليجية بدلاً من الغرق في دوامة مشاكل المنطقة.
نفهم من تقرير "مجلس الأطلسي" أيضاً أن المال الخليجي يفترض أن يوظف في المنافسة مع الصين، تجارياً وتكنولوجياً، وأن وعود نقل التكنولوجيا المتقدمة، مثل أشباه الموصلات الأميركية، إلى السعودية والإمارات، ترتبط باستقطاب الدولتين بعيداً عن الصين، تحت ذريعة منع تسرب تلك التكنولوجيا إليها.
كان من ذلك مثلاً قطع شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42 صلاتها مع شركائها الصينيين من أجل نسج شراكات مع بدائلهم الأميركيين. ويذكر أن تلك الشركة أعلنت رسمياً إنشاءها مشروعاً مشتركاً مع شركة التصنيع العسكري في الكيان الصهيوني "رافاييل"، في 21/4/2021، لتسويق الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البيانات الضخمة.
الفكرة العامة توظيف رؤوس أموال خليجية في استثمارات أميركية ضخمة، بعضها في مجال الذكاء الاصطناعي، تحت عنوان "توطين التكنولوجيا خليجياً"، من أجل كسب السباق مع الصين.
سترفع إدارة ترامب الحظر، من أجل هذا الغرض، عن توريد بعض أنواع أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة إلى السعودية والإمارات (وبولندا والهند والمكسيك والكيان الصهيوني وغيره) ضمن شراكات مع الولايات المتحدة، مع شركة Humain السعودية الجديدة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي مثلاً، تتيح التفوق على الصين في نسج علاقة أوثق مع الحكام الخليجيين من الصين على الرغم من أن الأخيرة هي الزبون الأكبر لوقودهم الأحفوري، بحسب تقرير "مجلس الأطلسي".
فإذا صح التقييم أن البعد التجاري، وبُعدَ التنافس مع الصين المتضافر معه، هما البعدان اللذان ثنيا طرفي القوس الذي مرت زيارة ترامب إلى الدول الخليجية من تحته، فإن ما جرى، أو لم يجرِ، سياسياً، على هامش تلك الزيارة يصبح من الضروري قراءته من زاوية جداوه في ابتزاز دول الخليج مالياً، وإبعادها عن الصين جيوسياسياً.
لعل أهم ما قدمه ترامب للدول الخليجية هنا ورد في كلمته في منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي في الرياض، بحسب مقتطفاتها المنشورة في موقع البيت الأبيض في 13/5/2025، بشأن مستقبل "الشرق الأوسط"، وخصوصاً إدانة سعي المحافظين الجدد، أو الجمعيات الليبرالية غير الربحية، أن يعظوا الآخرين كيف يديرون شؤونهم، وكيف يحكمون بلادهم.
يعني ذلك تخلي الإدارة الأميركية عن محاولة تغيير أنظمة تلك الدول بذريعة "الديموقراطية وحقوق الإنسان"، وتركها تسيّر أمورها كما ترى مناسباً لظروفها، ومن ذلك مثلاً، لا حصراً، عدم إثارة زوابع إعلامية بخصوص حالات مثل مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
ليس من الواضح إذا كان هذا التحول سينطبق فقط على أنظمة الدول التي ترى الإدارة الأميركية ضرورة الحفاظ على استقرارها، أم أنه سينسحب أيضاً على الدول المستقلة أو المناهضة للهيمنة الأميركية، لكنه تحول في توجه السياسة الخارجية الأميركية بكل تأكيد، بعيداً عن توجه إدارتي بايدن وأوباما، وحتى إدارة بوش الابن.
وليس من الحكمة أميركياً بناء استراتيجية لتجاوز الصين، وقطع طريقها وحزامها، على استثمارات طويلة المدى مع جهات تنوي الإدارة الأميركية تقويضها، على الأقل في المدى المنظور، ولا أمان للسياسة الأميركية.
يتمثل العنصر الآخر في رؤية ترامب الجديدة للحيز الجغرافي الذي سماه الاستعمار "الشرق الأوسط"، كما نقرأه في خطابه في الرياض، وفي السياق العام:
أ - التركيز على تحقيق المصالح الأميركية، بدلاً من محاولة فرض "القيم الأميركية".
ب – التركيز على الاستقرار السياسي، بدلاً من إحداث "الفوضى"، كما قال ترامب حرفياً (وكأنه كاد يضيف "الخلاقة"، لأن كلامه استهدف المحافظين الجدد والجمعيات غير الحكومية الممولة أجنبياً بصورة مباشرة).
جـ - التركيز على الازدهار الاقتصادي، تحت الرعاية الأميركية، بعيداً عن الصين طبعاً، وبالتعاون مع الكيان الصهيوني تحت يافطة "الاتفاقات الإبراهيمية".
تجلت النقطة الأخيرة بالذات في ما قاله ترامب في خطابه في الرياض: "إذا اغتنمت الدول المسؤولة في هذه المنطقة هذه اللحظةَ، ووضعت خلافاتها جانباً وركزت على المصالح التي توحدها، فسوف تندهش البشرية جمعاء قريباً مما ستراه هنا في هذا المركز الجغرافي للعالم... والقلب الروحي لأعظم معتقداته".
تبقى قصة انضمام المزيد من الدول العربية والإسلامية إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" على جدول الأعمال إذاً، وتبقى بالتالي ضرورة خلق أفضل الشروط لضمها إلى تلك الاتفاقات من خلال شطب النزعات المقاوِمة وتدجينها، ومحاولة تطويع إيران بمزيجٍ من الترهيب والترغيب.
وفيما عدا الغزو والاحتلال المباشرين، من السابق لآوانه، ضمن المعطيات الراهنة، الاستعجال في الاستنتاج أن الخيار العسكري جرت إزاحته من قائمة خيارات التعامل مع إيران، أو إزاحة خيار محاولة إحداث قلاقل داخلية فيها، أو تأسيس "ناتو شرق أوسطي" لاحتوائها، على غرار "حلف بغداد" في الخمسينات في مواجهة مصر عبد الناصر، لكنْ تحت لافتة طائفية.
وتمكن قراءة لقاء ترامب مع أبي محمد الجولاني من هذه الزاوية أيضاً: إبقاء إيران بعيدةً عن سورية، وتأسيس حلف رسمي عربي-تركي لمواجهتها، ولو أن انعقاد اللقاء في كنف محمد بن سلمان، بدلاً من رجب بن إردوغان، رجح كفة الأول على الثاني، سورياً وإقليمياً.
لكنّ الأول هو الذي يملك أن يمنح ترامب مئات مليارات الدولارات، ويبدو أنه المرشح ليكون معتمده إقليمياً، في حين يسعى الثاني إلى التحول من قوة إقليمية إلى قوة دولية من خلال اللعب على حبال التناقضات الأميركية-الروسية، وإلى لعب دور وسيط على المسرح الأوكراني، سوى أنها حبالٌ قصُرت كثيراً بعد التقارب بين الرئيسين ترامب وبوتين.
ويُلمح مما رشح في الإعلام إلى أن تغيب بوتين وترامب عن مفاوضات إسطنبول بشأن أوكرانيا جاء بتفاهم روسي-أميركي. فلماذا يعطيان زيلنسكي وزناً أكبر من حجمه بحضورهما، في حين أن المطلوب أن يشعر بالضعف كي يقدم تنازلات تنهي الحرب؟
لكن أثر تغيبهما يبقى إضعاف وساطة النظام التركي موضوعياً، وشطب مساعيه للسمسرة في صفقة دولية. ولم يكن من المرجح أن يحضر ترامب إلى إسطنبول، إذا لم تكن المفاوضات ستسفر عن اتفاق لإنهاء الحرب الأوكرانية لما يجهز زيلنسكي له بعد.
تُقرأ إشارة ترامب إلى معاناة الغزيين خلال زيارته الخليجية، على صعيدٍ آخر، وعدم زيارته الكيان الصهيوني في الطريق، ذهاباً أو إياباً، وتجاوزه لنتنياهو في عقد صفقة مباشرة للإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، بينما كان في طريقه إلى السعودية، إلى أمرين، برأيي المتواضع:
أ – إدراك ترامب، بإحساس رجل الأعمال، ضرورة عدم إحراج زبائنه الخليجيين الذين يسعى إلى عقد صفقات معهم بمئات مليارات الدولارات. وهي مناورة تكتيكية، لا تمس التزام ترامب بضم الجميع إلى "الاتفاقات الإبراهيمية"، كما رأينا من خطابه في السعودية، أو في لقائه مع الجولاني، ولا تمس التزامه بأمن العدو الصهيوني وبدعمه، مالياً واستخبارياً وعسكرياً، بموارد يأتي بعضها من الأنظمة العربية.
ب – إدراك ترامب، بإحساس رجل الأعمال، أن نتنياهو وفريقه يلعبون بمنطق أيديولوجي متشدد، في حين أراد ترامب، البراغماتي، من نتنياهو، المرتهن لتحالف صعب في حكومته، أن يخفف الضغط على غزة إبان زيارته الخليجية، وأن يتناغم نتنياهو، بصورة عامة، مع ترامب في تحويل موقفه 180 درجة عند الضرورة، أو في رفع أو خفض التصعيد باتجاهٍ ما. لذلك، كان لا بد من تلقينه درساً "تربوياً".
ليست هذه المرة الأولى التي يقوض فيها ترامب منزلة نتنياهو "إسرائيلياً" وإقليمياً، وسبق أن رأينا ترامب يرده خائباً في زيارته لواشنطن في نيسان/ إبريل الفائت بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات "الإسرائيلية".
ولا يعني ذلك أبداً تخلّي إدارة ترامب عن الكيان الصهيوني، بل يعني امتلاك ترامب للعبة "سياسة الصورة" image politics، أي هندسة انطباعات وبثها إلى الداخل الأميركي بأنه صاحب الحل والربط، وإنتاج انطباعات لدى العرب، أنظمةً وأمةً، بأنه يعمل بوحي المصلحة الأميركية، لا تحت وطأة سيطرة الحركة الصهيونية، حتى وهو يدعوهم إلى الانضمام إلى جوقة التطبيع مع العدو الصهيوني، أو يوظف مواردهم في خدمة ذلك العدو.
المسألة مسألة تسويق، ولن يطول الوقت قبل أن يصدر انطباعاتٍ أخرى مخالفة، باتجاه الكيان الصهيوني أو اليهود الأميركيين، عندما يجد ذلك مناسباً، بل إنه صدّرها قبل وصوله إلى السعودية. وربما يظن البعض أنه سجل نقاطاً بعقد اتفاق مع ترامب لإطلاق سراح عيدان إلكسندر (مجاناً، كما تقول إدارة ترامب) من وراء ظهر نتنياهو، لكنّ ذلك، من وجهة نظر إدارة "سياسة الصورة"، حقق لترامب أمرين:
أ – إبراز "جبروته" شخصياً، والجبروت الأميركي، في الحصول على شيء في مقابل لا شيء، فقط لاسترضائه، إذا افترضنا أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر لم يكن أحد الأثمان المدفوعة قطرياً من أجل جلوس ترامب مع الجولاني، إضافةً إلى الصفقات التجارية وعمولة الطائرة الرئاسية بـ 400 مليون دولار.
ب – تعزيز النزعات المساوِمة، على حساب تلك المقاوِمة، في الشأن الفلسطيني، تماماً كما جرى مع منظمة التحرير الفلسطينية التي لهثت خلف "الاعتراف الأميركي" حتى خسرت جوهرها. ومن قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس أدان ترامب عملية "طوفان الأقصى" المجيدة مجدداً، وتحدث عن تحويل غزة إلى "منطقة حرية" برعاية أميركية، وأن حماس "لا بد من التعامل معها"، وهو قول قد يحمل معنىً مزدوجاً عسكرياً أو سياسياً، بحسب رغبة السامع، لكنه يعني، في أحسن الأحوال، تدجين حماس سياسياً في مقابل "اعتراف أميركي".
لم يكن مستغرباً أن يحاول ترامب تهميش موضوع العدوان على غزة في سعيه لابتزاز مئات المليارات من الدول الخليجية، بل المستغرب هو استعداد الدول الخليجية منحها له في ظل العدوان على غزة.
يشكك الإعلام الأميركي بالأرقام التي أعلنها ترامب لصفقاته في السعودية وقطر والإمارات، والتي زعم أنها تبلغ ترليونات الدولارات. انظر مثلاً تقرير وكالة "رويترز" في 16/5/2025، "ما هي "تريليونات" الخليج التي يقول ترامب إنها ستعزز الاقتصاد الأميركي؟"، والذي أظهر أن حسابات الوكالة تدل أن الصفقات المعقودة فعلياً بلغت قيمتها أكثر من 700 مليار دولار فقط.
ذكرت "نيويورك تايمز"، من جهتها، في 16/5/2025، أن هناك مبالغات في قيم الصفقات المعلنة، مثل صفقة طائرات "بوينغ" لقطر، والتي قال ترامب إن قيمتها تبلغ 200 مليار دولار، في حين أن تقريراً للبيت الأبيض أظهر أن قيمتها هي 96 مليار دولار، كما أن كثيراً من "التريليونات" المزعومة جاءت في صورة "مذكرات تفاهم" مبدئية غير ملزِمة قانونياً.
وأورد تقرير في موقع CNN، في 16/5/2025، بعنوان "ما حصلت عليه دول الخليج العربية، وما لم تحصل عليه، من زيارة ترامب"، أن السعودية أرادت اتفاق حماية أمنية مع الولايات المتحدة، والحق في تخصيب اليورانيوم، ولم تحصل عليهما، مع تلميح أن العائق هو تأخرها عن الانضمام إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" رسمياً. لكنها التزمت باستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، من ضمنها صفقة شراكة دفاعية بقيمة 142 مليار "يمكن أن تمهد الطريق لاتفاقٍ أوسع".
لفت تقرير لوكالة "أسوشييتد برس"، من جهته، في 13/5/2025، أن البلدان الثلاثة التي يزورها ترامب تنشط فيها "منظمة ترامب"، أي شركته التجارية التي يديرها ابناه، في إنشاء مشاريع عقارية كبيرة: برج في جدة، وفندق فاخر في دبي، وملعب غولف و"مجمع فيللات" في قطر، في تلميح إلى تضارب مصالح محتمل بين دور ترامب كرئيس ودوره كصاحب شركة عقارية ضخمة.
أحضر ترامب معه في زيارته الخليجية رتلاً كاملاً من المديرين التنفيذيين للشركات الأميركية الكبرى، كما رأينا. والعبرة هنا إفهام هؤلاء أنه كرئيس راعٍ لمصالحهم وأن ولاءهم، وكل ما يملكونه من نفوذ، يجب أن يلقى خلفه وخلف مشروعه السياسي، وخصوصاً أن معظم الصفقات التجارية ومذكرات التفاهم وقعت خليجياً مع تلك الشركات، لكنْ ضمن الإطار الاستراتيجي العام الذي رسمته إدارة ترامب، وبإشرافها، وخصوصاً في القطاعات الحساسة مثل صناعة السلاح وأشباه الموصلات المتقدمة.
وليس مهماً أن يتحدث ترامب عن صفقات بقيمة تريليوني دولار، أو ثلاثة تريليونات، أو أربعة، في حين أن قيمتها أقل من ثلاثة أرباع التريليون، لأن التريليونات المقصودة هدفها حصد مليارات الإعجابات أميركياً ودولياً، من خلال إدارة "سياسة الصورة" لتسويق ترامب شخصياً ومشروعه لاستعادة هيمنة الولايات المتحدة في مواجهة الصين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: "ترامب مُحبَط من الحرب على غزة ويضغط على نتنياهو لإنهائها"
تقرير: "ترامب مُحبَط من الحرب على غزة ويضغط على نتنياهو لإنهائها"

معا الاخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • معا الاخبارية

تقرير: "ترامب مُحبَط من الحرب على غزة ويضغط على نتنياهو لإنهائها"

واشنطن - معا- أعربت مصادر في البيت الأبيض عن استيائها من الحكومة الإسرائيلية، متهمة إياها بأنها "الطرف الوحيد الذي لا يعمل على دفع صفقة شاملة" للإفراج عن الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت). وقالت تلك المصادر في حديث مع ممثلين عن عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، بحسب ما أورد "واينت"، اليوم الثلاثاء، إن "الجميع يعمل لإتمام صفقة شاملة، ما عدا إسرائيل". وأضافت المصادر أن "الإدارة الأميركية تبذل كل ما في وسعها للتوصل إلى صفقة تنهي الحرب في غزة، بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس دونالد ترامب"، مشيرة إلى أن "قادة العالم يحترمون مساعي ترامب لحل النزاعات". وبحسب المصادر، فإن زعماء العالم "لا يرون سببًا منطقيًا لعدم تجاوب الحكومة الإسرائيلية مع هذا التوجّه"؛ في حين نقلت صحيفة "تايمز" البريطانية، عن مصدر مطلع أن "الرئيس ترامب قلق من معاناة الفلسطينيين في غزة". وأضاف أن "ترامب فقد صبره على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ولا يكن له ودًّا. لقد بنى نتنياهو مسيرته السياسية على الحوم حول رؤساء الولايات المتحدة، لكن زعماء العالم باتوا أكثر حذرًا في التعامل مع ترامب، لأنه متقلّب المزاج". في المقابل، نفى مبعوث ترامب الخاص لشؤون الأسرى، آدم بولر، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، ما تردد عن توجيه ترامب تهديدًا بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال لم توقف الحرب، واصفًا هذه التقارير بـ"الأخبار الزائفة". وقال بولر إن "الرئيس ترامب يواصل دعمه القوي لإسرائيل؛ قد يقول: 'دعونا نحاول إنهاء الحرب'، لكنه يبقى ملتزمًا تجاه إسرائيل بشكل لا يتزعزع". "ترامب مُحبَط من الحرب في غزة ويضغط على نتنياهو لإنهائها" وأفاد موقع "واللا" نقلًا عن مسؤولَين في البيت الأبيض، أن ترامب "مُحبَط من الوضع في غزة"، و"مصدوم من معاناة الأطفال الفلسطينيين"، وقد وجّه رسائل إلى نتنياهو عبّر فيها عن رغبته في أن "يسعى لإنهاء الحرب". ورغم تأكيد المسؤولين أن دعم ترامب لإسرائيل لا يزال "قويًا"، ونفيهم وجود تهديد بـ"التخلي" عن تل أبيب، أقرّوا بوجود "فجوات متزايدة" بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو بشأن إدارة الحرب على غزة. ونقل الموقع عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله: "لا شك أن الرئيس مُحبَط مما يحدث في غزة. إنه يريد إنهاء الحرب، يريد عودة الأسرى إلى ديارهم، يريد دخول المساعدات الإنسانية، ويريد بدء إعادة إعمار غزة". وأضاف مسؤول آخر أن ترامب يعتبر زيارته الأخيرة للشرق الأوسط "نجاحًا كبيرًا"، لكنه يرى في الحرب على غزة "أزمة تؤخر تنفيذ خططه الإقليمية". وتابع: "الرئيس يرى فرصة حقيقية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط، لكن الحرب في غزة هي آخر نقطة مشتعلة، ويريد أن تنتهي". وأشار إلى أن الحرب باتت تشكّل "تشتيتًا" لمساعي ترامب في دفع مشاريع أخرى في المنطقة، وقال إن "هناك الكثير من الإحباط من استمرار هذا النزاع لوقت طويل". وأضاف أن قرار ترامب بالتحرك بشكل أحادي للإفراج عن عيدان ألكسندر، بدلًا من انتظار اتفاق شامل بين إسرائيل وحماس، "نابع من هذا الإحباط المتراكم".

عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف محادثات أميركية مع حماس
عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف محادثات أميركية مع حماس

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين أون لاين

عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف محادثات أميركية مع حماس

غزة/ فلسطين أون لاين وصل الوسيط الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مهمة جديدة لدفع المحادثات غير المباشرة بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، في ظل تحركات حثيثة لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وقالت قناة "12" العبرية إن بحبح، الذي يُعرف بعلاقاته المتينة داخل دوائر صنع القرار الأميركي، وصل ليل أمس إلى الدوحة، حيث يجري اتصالات مباشرة مع قيادة حركة "حماس"، وينسق تقاريره بشكل مباشر مع ستيف ويتكوف، المكلّف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدارة العلاقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفق مراسل قناة i24NEWS العبرية، فإن بحبح يتولى قناة تفاوض مستقلة عن القناة القطرية الرسمية، ويقود تلك الجهود بصفته رئيس لجنة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، مستفيدًا من شبكة علاقات تمتد بين الجانبين الأميركي والفلسطيني. برز اسم بشارة بحبح مؤخراً كأحد الشخصيات المحورية في الوساطة الجارية بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، بعد نجاحه في لعب دور أساسي في صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر، ما جعله محط أنظار صانعي القرار والدوائر الإعلامية، وسط حديث عن جولات تفاوضية جديدة يقودها من العاصمة القطرية الدوحة. جذور مقدسية ونكبة مبكرة ينحدر بحبح من عائلة فلسطينية مقدسية اضطرت للنزوح إلى الأردن إبان نكبة 1948، قبل أن تعود لاحقاً إلى القدس القديمة، حيث وُلد عام 1958. هذا النشوء في بيئة سياسية مشبعة بالنكسة والنكبة، سيشكّل لاحقاً خلفيته الأكاديمية والمواقف التي تدرّج فيها مع تحولات السياسة الأميركية والشرق أوسطية. مسار أكاديمي رفيع سافر بحبح إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، حيث التحق بجامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتاه، ثم حصل على منحة مكّنته من استكمال دراسته العليا في جامعة هارفارد المرموقة، متخصصاً في العلوم السياسية والاقتصاد، وحاز على درجة الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه في قضايا الأمن الإقليمي عام 1983. عمل لاحقاً أستاذاً ومحاضراً في جامعة هارفارد، واشتغل مديراً مساعداً لـ"معهد الشرق الأوسط" فيها، وشارك بصفته الأكاديمية والسياسية ضمن الوفد الفلسطيني في محادثات السلام المتعددة الأطراف حول نزع السلاح والأمن الإقليمي بين عامي 1991 و1993. من الديمقراطيين إلى "العرب من أجل ترامب" شهدت مسيرة بحبح تحولات حزبية لافتة؛ إذ بدأ داعماً للحزب الديمقراطي، لكنه انقلب على توجهاته عقب سياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط. عام 2016، صوّت لصالح دونالد ترامب، وأسّس لاحقاً حملة "العرب الأميركيون من أجل ترامب" دعماً له في الانتخابات، معبّراً عن رفضه لتوجهات الحزب الديمقراطي التي رأى أنها منحازة لـ"إسرائيل". رغم اعتراضه لاحقاً على قرارات ترامب بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان، إلا أنه عاد عام 2024 ليؤسس منظمة جديدة تحمل الاسم ذاته، رداً على ما وصفه بـ"انحياز إدارة بايدن الكامل لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر". عاد اسم بحبح بقوة إلى الواجهة بعد أن كشف عن دوره الوسيط بين الإدارة الأميركية و"حماس"، في سياق محاولة لإطلاق صفقة تبادل أسرى والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وتقول مصادر مطلعة إن بحبح هو من شجّع سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، على لعب دور رمزي في مبادرة إنسانية أفضت للإفراج عن الأسير "ألكسندر"، بهدف تمهيد الطريق لتقارب تفاوضي أكبر، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. وذكر موقع والا العبري، أنه ورغم وجود فرق تفاوض إسرائيلية في الدوحة، فإن المحادثات الحقيقية بشأن مقترح ويتكوف تجري عبر قنوات بديلة. وأوضح الموقع العبري، أن ويتكوف يتواصل مباشرة مع نتنياهو ومستشاره المقرب رون ديرمر، وكذلك مع قيادة حماس في الدوحة عبر قناة خلفية يديرها رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح. وبحسب التقارير، فإن الإفراج عن ألكسندر أثار غضب نتنياهو، الذي اعتبر الصفقة اختراقًا أميركيًا مستقلًا من دون التنسيق الكامل مع حكومته، ما دفعه لتصعيد عسكري مفاجئ في غزة، في محاولة لإفشال جهود الوساطة الأميركية. يُشار إلى أن "كتائب القسام" أفرجت عن ألكسندر في 12 مايو/أيار الجاري، في بادرة وُصفت بأنها "حسن نية" من حركة حماس تجاه واشنطن، ضمن جهود الوسطاء لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.

عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف المحادثات الأميركية مع حماس
عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف المحادثات الأميركية مع حماس

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين أون لاين

عرّاب صفقة "عيدان" يصل الدوحة لاستئناف المحادثات الأميركية مع حماس

غزة/ فلسطين أون لاين وصل الوسيط الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مهمة جديدة لدفع المحادثات غير المباشرة بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، في ظل تحركات حثيثة لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وقالت قناة "12" العبرية إن بحبح، الذي يُعرف بعلاقاته المتينة داخل دوائر صنع القرار الأميركي، وصل ليل أمس إلى الدوحة، حيث يجري اتصالات مباشرة مع قيادة حركة "حماس"، وينسق تقاريره بشكل مباشر مع ستيف ويتكوف، المكلّف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدارة العلاقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفق مراسل قناة i24NEWS العبرية، فإن بحبح يتولى قناة تفاوض مستقلة عن القناة القطرية الرسمية، ويقود تلك الجهود بصفته رئيس لجنة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، مستفيدًا من شبكة علاقات تمتد بين الجانبين الأميركي والفلسطيني. برز اسم بشارة بحبح مؤخراً كأحد الشخصيات المحورية في الوساطة الجارية بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، بعد نجاحه في لعب دور أساسي في صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر، ما جعله محط أنظار صانعي القرار والدوائر الإعلامية، وسط حديث عن جولات تفاوضية جديدة يقودها من العاصمة القطرية الدوحة. جذور مقدسية ونكبة مبكرة ينحدر بحبح من عائلة فلسطينية مقدسية اضطرت للنزوح إلى الأردن إبان نكبة 1948، قبل أن تعود لاحقاً إلى القدس القديمة، حيث وُلد عام 1958. هذا النشوء في بيئة سياسية مشبعة بالنكسة والنكبة، سيشكّل لاحقاً خلفيته الأكاديمية والمواقف التي تدرّج فيها مع تحولات السياسة الأميركية والشرق أوسطية. مسار أكاديمي رفيع سافر بحبح إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، حيث التحق بجامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتاه، ثم حصل على منحة مكّنته من استكمال دراسته العليا في جامعة هارفارد المرموقة، متخصصاً في العلوم السياسية والاقتصاد، وحاز على درجة الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه في قضايا الأمن الإقليمي عام 1983. عمل لاحقاً أستاذاً ومحاضراً في جامعة هارفارد، واشتغل مديراً مساعداً لـ"معهد الشرق الأوسط" فيها، وشارك بصفته الأكاديمية والسياسية ضمن الوفد الفلسطيني في محادثات السلام المتعددة الأطراف حول نزع السلاح والأمن الإقليمي بين عامي 1991 و1993. من الديمقراطيين إلى "العرب من أجل ترامب" شهدت مسيرة بحبح تحولات حزبية لافتة؛ إذ بدأ داعماً للحزب الديمقراطي، لكنه انقلب على توجهاته عقب سياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط. عام 2016، صوّت لصالح دونالد ترامب، وأسّس لاحقاً حملة "العرب الأميركيون من أجل ترامب" دعماً له في الانتخابات، معبّراً عن رفضه لتوجهات الحزب الديمقراطي التي رأى أنها منحازة لـ"إسرائيل". رغم اعتراضه لاحقاً على قرارات ترامب بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان، إلا أنه عاد عام 2024 ليؤسس منظمة جديدة تحمل الاسم ذاته، رداً على ما وصفه بـ"انحياز إدارة بايدن الكامل لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر". عاد اسم بحبح بقوة إلى الواجهة بعد أن كشف عن دوره الوسيط بين الإدارة الأميركية و"حماس"، في سياق محاولة لإطلاق صفقة تبادل أسرى والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وتقول مصادر مطلعة إن بحبح هو من شجّع سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، على لعب دور رمزي في مبادرة إنسانية أفضت للإفراج عن الأسير "ألكسندر"، بهدف تمهيد الطريق لتقارب تفاوضي أكبر، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. وذكر موقع والا العبري، أنه ورغم وجود فرق تفاوض إسرائيلية في الدوحة، فإن المحادثات الحقيقية بشأن مقترح ويتكوف تجري عبر قنوات بديلة. وأوضح الموقع العبري، أن ويتكوف يتواصل مباشرة مع نتنياهو ومستشاره المقرب رون ديرمر، وكذلك مع قيادة حماس في الدوحة عبر قناة خلفية يديرها رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح. وبحسب التقارير، فإن الإفراج عن ألكسندر أثار غضب نتنياهو، الذي اعتبر الصفقة اختراقًا أميركيًا مستقلًا من دون التنسيق الكامل مع حكومته، ما دفعه لتصعيد عسكري مفاجئ في غزة، في محاولة لإفشال جهود الوساطة الأميركية. يُشار إلى أن "كتائب القسام" أفرجت عن ألكسندر في 12 مايو/أيار الجاري، في بادرة وُصفت بأنها "حسن نية" من حركة حماس تجاه واشنطن، ضمن جهود الوسطاء لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store