
دعوات لحراك هادئ داخل حزب التقدم والاشتراكية لإزاحة بنعبد الله
في مشهد سياسي متشابك، أطلق عدد من النشطاء السياسيين داخل حزب التقدم والاشتراكية دعواتٍ صريحة لتغيير جذري في قيادة الحزب، وذلك في إطار حراك هادئ يعمل على إحياء الحزب وانتشاله من الأزمة التي يمر بها.
هذا التحرك، الذي يطالب بالتصحيح الداخلي، يعكس حالة من الاستياء العميق الذي يسود داخل الحزب الشيوعي بعد سنوات من قيادته من طرف نبيل بنعبد الله، الأمين العام الحالي.
– الحركة التصحيحية: الماضي يصرخ في الحاضر
الحديث عن 'حركة تصحيحية' داخل الحزب ليس بالجديد، ففي مراحل سابقة، كان حزب التقدم والاشتراكية، الذي تأسس على مبادئ الشيوعية والماركسية، قد شهد توترات داخلية كبيرة بسبب الخلافات بين قياداته، ما دفع عددًا من المناضلين لإطلاق ما سُمي بـ 'الحركة التصحيحية'، تلك الحركات كانت تستهدف تصحيح المسار داخل الحزب، إلا أن النتيجة كانت غالبًا مزيدًا من التشرذم والتشكيك في القدرة على التغيير.
لكن هذه المرة يبدو أن الدعوات تحمل طابعًا مختلفًا، فالنشطاء داخل الحزب يطالبون بـ 'حراك هادئ' يستند إلى الحكمة والتأني، بعيدًا عن الانزلاقات البلطجية والعنف السياسي، ويسعى لخلق قاعدة أوسع من التضامن بين الأعضاء بعيدًا عن الأجندات الشخصية.
– الانتخابات المقبلة: فرصة لتغيير موازين القوى؟
يبدو أن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تمثل اختبارًا حقيقيًا للحزب، وخصوصًا لنبيل بنعبد الله الذي استمر في قيادة الحزب على مدى سنوات طويلة، فبعد سلسلة من الانتكاسات السياسية والخلافات الداخلية، ومع تاريخ مثقل ببعض القرارات التي كانت مثار جدل، مثل تدبيره لمشروع 'الحسيمة منارة المتوسط'، يُطرح السؤال: هل ستكون الانتخابات المقبلة نقطة انطلاق لتغيير هادئ يعيد للحزب بريقه؟.
– من 'أزمة الحسيمة' إلى أزمة القيادة
من أبرز النقاط التي أثارت الشكوك حول استمرارية نبيل بنعبد الله في قيادة الحزب هو تقرير الديوان الملكي حول مشروع 'الحسيمة منارة المتوسط'، الذي حمل المسؤولية المباشرة له في بعض من جوانب الفشل، وبالرغم من ذلك، ظل الرجل في منصبه، وهو ما أثار تساؤلات حول قدرته على تحقيق التغيير داخل الحزب، خاصة في ظل حالة من الغموض التي تكتنف علاقته مع بعض الفاعلين السياسيين والدولة.
إلى جانب ان الحزب لم يقدم اي إنجازات داخل المعارضة بل ظل حبيس بيانات لا تعكس مساره السياسي، مما اظهر الحزب في عدد من المحطات النضالية انه مصيره هو الزوال إذا لم تتجدد نخبه بنفس جديد .
– دعوات للرحيل: رسالة إلى نبيل بنعبد الله
عدد من القياديين والنشطاء في الحزب لم يترددوا في الدعوة إلى مغادرة نبيل بنعبد الله للقيادة، محملين إياه مسؤولية ما وصل إليه الحزب من تراجع في شعبيته، وقد أشاروا إلى أن فترة حكمه أصبحت مليئة بالانتهازية، و'ابتزاز الدولة' لم يعد يغطي على الفشل الذي لازم الحزب في السنوات الأخيرة. هذه الدعوات تشمل أيضًا استعادة الحزب من 'سماسرة السياسة' و'طفيليات الريع'، الذين أصبحوا يشوهون سمعة الحزب ويخنقون آمال المناضلين المخلصين.
في هذا السياق، يطرح النشطاء عبر صفحات فايسبوكية تتبعتها جريدة ' هبة بريس' شعارًا جديدًا يعبّر عن فلسفة العمل في المرحلة المقبلة: 'فكر بهدوء واضرب بقوة'، وهذا الشعار، الذي يعكس رغبة في تجنب التصعيد وتفادي الممارسات السياسية التي تضر بالحزب، يتناغم مع الدعوات لقيادة جديدة وأسلوب نضالي مستند إلى الحكمة والعمل الصامت بعيدًا عن الأضواء.
– 'إذا ذهب نبيل، سأعود إلى حزبنا'
هذه العبارة التي انتشرت على بعض صفحات الفيسبوك، تعكس مدى الإحباط الذي يشعر به العديد من المناضلين السابقين، الذين انسحبوا من الحزب بسبب تراجع دوره وضعف قيادته، فالعودة إلى الحزب تحت قيادة جديدة، هي أمل مشترك للعديد منهم، الذين يأملون في إعادة الحزب إلى مساره الصحيح واستعادة بريقه السياسي.
– إعادة بناء الحزب: مشروع نضالي جماعي
في المقابل، يُعرب بعض النشطاء عن تفاؤلهم بأن الانتخابات المقبلة ستشهد انهيارًا آخر لنبيل بنعبد الله، إذ لا يمكن لأعيان الريع أو المكاسب السياسية الزائلة أن تعوض عن تدهور الأوضاع داخل الحزب، اصوات من المناضلين يصرون على أن الطريق نحو إعادة بناء الحزب يبدأ بمحاكمة القيادة الحالية واسترجاع الحزب من أيدي الذين 'خدموا مصالحهم الشخصية على حساب المصالح العامة'.
فالتحديات التي يواجهها حزب التقدم والاشتراكية في هذه الفترة الانتقالية قد تكون الفرصة الحاسمة لإحداث تغيير حقيقي، باعتبار أن الحراك الهادئ الذي يشهده الحزب الآن قد يكون بداية لولادة جديدة لقوة سياسية قادرة على تقديم أجوبة للمواطنين بعيدًا عن الحسابات الضيقة والرهانات السياسية العابرة، فإذا كانت الانتخابات المقبلة تمثل بالفعل اختبارًا، فإن الفائز فيها سيكون أولئك الذين يمتلكون القدرة على إعادة التوازن، واسترجاع دور الحزب في خدمة الوطن والمواطنين، بعيدًا عن النفوذ المشبوه و'طفيليات الريع'.
قد تكون هذه هي اللحظة التي يحتاج فيها حزب التقدم والاشتراكية إلى إجراء مراجعة جذرية، إذا أراد الحفاظ على دوره في الحياة السياسية المغربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 6 ساعات
- هبة بريس
لماذا "يكره" زعماء الأحزاب إدريس لشكر؟
هبة بريس- عبد اللطيف بركة على الرغم من أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، يعد واحدا من وجوه السياسة المغربية المؤثرة في المشهد، فإن سيرة هذا الرجل السياسي تمتزج بالكثير من الجدل والانتقادات الحادة داخل حزبه و من مختلف زعماء الأحزاب السياسية، ذلك أن لشكر، الذي يسعى حاليًا إلى ولاية رابعة على رأس الحزب، لا يحظى بتقدير واسع في أوساط زملائه في المشهد السياسي، بل يُعَدُّ في كثير من الأحيان مصدرًا للقلق، والإزعاج، وربما 'الكره' داخل الدوائر الحزبية المختلفة، هذا 'الكره' يتجاوز الانتقادات المعتادة ليأخذ طابعًا شخصيًا وعلنيًا في تصريحات العديد من قادة الأحزاب، الذين لا يترددون في مهاجمته أمام الرأي العام، فما الذي جعل لشكر محطَّ هذا الكم الهائل من العداء؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء هذه العداوات المتعددة بينه وبين بعض الزعماء السياسيين؟ جريدة ' هبة بريس' تسلط الضوء على هذا الوضع وتنقل بعض من المواجهات بين زعماء أحزاب مغربية ضد لشكر . – إدريس لشكر في مرمى سهام خصومه السياسيين – عبد الإله بنكيران – 'العدو اللدود' للشكر من أولى المواجهات التي شهدت تصعيدًا علنيًا بين إدريس لشكر وزعماء الأحزاب كان الهجوم العنيف من طرف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. بنكيران، الذي يصف نفسه في أكثر من مناسبة بـ'الناقد الجريء' للحكومة، لا يتوانى عن توجيه الانتقادات الحادة لشكر في أي فرصة سانحة، في واحدة من تصريحاته الشهيرة قال بنكيران: 'إلى دخلتي، الشكر إلى الحكومة أنا ماشي بنكيران'، وهو تصريح يحمل في طياته تحذيرًا مبطّنًا لشكر واتهامًا ضمنيًا له بمحاولة الالتفاف على المبادئ الأساسية التي نشأ عليها الحزب. – عبد اللطيف وهبي – 'لغة السخرية والهجوم المباشر' أما عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، فله نصيب كبير من الهجوم على لشكر، الذي لم يتردد في التصويب باتجاهه في العديد من المناسبات، في أحد خطاباته الموجهة إلى مجلس الوطني للحزب، صرح وهبي قائلاً: 'لا مكان في الديمقراطية المغربية لأساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية'، في إشارة مبطنة إلى الأسلوب السياسي الذي يتبناه لشكر. وهو بذلك يضعه في خانة أولئك الذين يتخذون المواقف السياسية بغاية 'استغلال الأوضاع'، مع تلميحات إلى بعض السياسات التكتيكية التي يعتمدها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي. – نبيل بن عبد الله – 'الانتقادات التاريخية والانتهازية' نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لم يكن بدوره أقل حدة في مواجهات ما وراء الكواليس مع لشكر، ففي إحدى تصرفاته، قال بن عبد الله: 'التاريخ لا يرحم والانتهازية لا تبني الديمقراطية'. هذه الكلمات، التي تنطوي على هجوم مباشر على لشكر، تعكس حجم الخلافات بين الرجلين، وتسلط الضوء على 'التذبذب السياسي' الذي يُتهم به الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بل قال في مناسبة اخرى موجها كلامه للشكر ' اللي ما وقر حزبنا … غادي يلقانا … او يلقاني أنا شخصيا '. – نبيلة منيب – 'سخرية سياسية غير مبررة' أما نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، فقد سبق لها أن استهجنت الطريقة التي يتعامل بها لشكر مع بعض القضايا السياسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُعَبِّرة عن سخطها بالقول: 'لو كنا نمارس السياسة على فيسبوك لما كان لشكر قادرًا على الاستمرار، ولكنت أنا رئيسة الحكومة!'، إن هذه التصريحات تحمل في طياتها سخرية لاذعة، كما تظهر حجم الاستياء من الطريقة التي يُدير بها لشكر الحزب والعلاقة مع الأطراف السياسية الأخرى. – عزيز أخنوش – 'تقدير محدود' عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، لم يتردد بدوره في إظهار امتعاضه من تصرفات لشكر في سياق انتخابات 2021، حيث انتقد الأخير بسبب تقديم ابنته كمرشحة للاستوزار خلال المشاورات، فأخنوش، الذي يُعتبر من أبرز وجوه السلطة التنفيذية الحالية، عبَّر عن استيائه من هذه 'الانتهازية السياسية'، حيث قال: 'العداوة ثابتة والصواب يكون'، في إشارة إلى انتقاد لشكر لأساليب التفاوض التي كان يمارسها. – محمد أوزين – 'انسحابكم عبث حقيقي' وأخيرًا، جاء الهجوم القاسي من محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي وصف انسحاب لشكر بمشروع ملتمس الرقابة بـ'العبث الحقيقي'. هذا الوصف العنيف يعكس حجم الاستياء داخل بعض الأحزاب من طريقة تعامل لشكر مع المسائل الحكومية، ويُظهر حجم 'الكره' المتراكم تجاهه على مستوى الساحة السياسية. -كره الشكر من معركته السياسية' إدريس لشكر، هذا الرجل الذي يطمع في ولاية رابعة على رأس الاتحاد الاشتراكي، أصبح محطَّ كراهية ورفض واضح من العديد من زعماء الأحزاب في المغرب، إلا أن هذه العداوات لا تعدو أن تكون جزءًا من اللعبة السياسية التي يتقنها هذا الرجل، الذي استطاع أن يحافظ على منصبه وسط صراعات داخلية وحزبية معقدة ف'الكره' الذي يكنه له خصومه السياسيون ليس سوى دليل على ' حربائية ' الرجل وقدرته على المناورة والتحكم في اللعبة السياسية، وهي صفات خلقت له منافسة شرسة في المشهد ومعارضة حتى من داخل اجهزة حزبه، وإن كانت تكلفته باهظة على مستوى العلاقات مع زملائه في السياسة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X


هبة بريس
منذ 6 ساعات
- هبة بريس
لماذا 'يكره' زعماء الأحزاب إدريس لشكر؟
هبة بريس- عبد اللطيف بركة على الرغم من أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، يعد واحدا من وجوه السياسة المغربية المؤثرة في المشهد، فإن سيرة هذا الرجل السياسي تمتزج بالكثير من الجدل والانتقادات الحادة داخل حزبه و من مختلف زعماء الأحزاب السياسية، ذلك أن لشكر، الذي يسعى حاليًا إلى ولاية رابعة على رأس الحزب، لا يحظى بتقدير واسع في أوساط زملائه في المشهد السياسي، بل يُعَدُّ في كثير من الأحيان مصدرًا للقلق، والإزعاج، وربما 'الكره' داخل الدوائر الحزبية المختلفة، هذا 'الكره' يتجاوز الانتقادات المعتادة ليأخذ طابعًا شخصيًا وعلنيًا في تصريحات العديد من قادة الأحزاب، الذين لا يترددون في مهاجمته أمام الرأي العام، فما الذي جعل لشكر محطَّ هذا الكم الهائل من العداء؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء هذه العداوات المتعددة بينه وبين بعض الزعماء السياسيين؟ جريدة ' هبة بريس' تسلط الضوء على هذا الوضع وتنقل بعض من المواجهات بين زعماء أحزاب مغربية ضد لشكر . – إدريس لشكر في مرمى سهام خصومه السياسيين – عبد الإله بنكيران – 'العدو اللدود' للشكر من أولى المواجهات التي شهدت تصعيدًا علنيًا بين إدريس لشكر وزعماء الأحزاب كان الهجوم العنيف من طرف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. بنكيران، الذي يصف نفسه في أكثر من مناسبة بـ'الناقد الجريء' للحكومة، لا يتوانى عن توجيه الانتقادات الحادة لشكر في أي فرصة سانحة، في واحدة من تصريحاته الشهيرة قال بنكيران: 'إلى دخلتي، الشكر إلى الحكومة أنا ماشي بنكيران'، وهو تصريح يحمل في طياته تحذيرًا مبطّنًا لشكر واتهامًا ضمنيًا له بمحاولة الالتفاف على المبادئ الأساسية التي نشأ عليها الحزب. – عبد اللطيف وهبي – 'لغة السخرية والهجوم المباشر' أما عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، فله نصيب كبير من الهجوم على لشكر، الذي لم يتردد في التصويب باتجاهه في العديد من المناسبات، في أحد خطاباته الموجهة إلى مجلس الوطني للحزب، صرح وهبي قائلاً: 'لا مكان في الديمقراطية المغربية لأساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية'، في إشارة مبطنة إلى الأسلوب السياسي الذي يتبناه لشكر. وهو بذلك يضعه في خانة أولئك الذين يتخذون المواقف السياسية بغاية 'استغلال الأوضاع'، مع تلميحات إلى بعض السياسات التكتيكية التي يعتمدها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي. – نبيل بن عبد الله – 'الانتقادات التاريخية والانتهازية' نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لم يكن بدوره أقل حدة في مواجهات ما وراء الكواليس مع لشكر، ففي إحدى تصرفاته، قال بن عبد الله: 'التاريخ لا يرحم والانتهازية لا تبني الديمقراطية'. هذه الكلمات، التي تنطوي على هجوم مباشر على لشكر، تعكس حجم الخلافات بين الرجلين، وتسلط الضوء على 'التذبذب السياسي' الذي يُتهم به الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بل قال في مناسبة اخرى موجها كلامه للشكر ' اللي ما وقر حزبنا … غادي يلقانا … او يلقاني أنا شخصيا '. – نبيلة منيب – 'سخرية سياسية غير مبررة' أما نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، فقد سبق لها أن استهجنت الطريقة التي يتعامل بها لشكر مع بعض القضايا السياسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُعَبِّرة عن سخطها بالقول: 'لو كنا نمارس السياسة على فيسبوك لما كان لشكر قادرًا على الاستمرار، ولكنت أنا رئيسة الحكومة!'، إن هذه التصريحات تحمل في طياتها سخرية لاذعة، كما تظهر حجم الاستياء من الطريقة التي يُدير بها لشكر الحزب والعلاقة مع الأطراف السياسية الأخرى. – عزيز أخنوش – 'تقدير محدود' عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، لم يتردد بدوره في إظهار امتعاضه من تصرفات لشكر في سياق انتخابات 2021، حيث انتقد الأخير بسبب تقديم ابنته كمرشحة للاستوزار خلال المشاورات، فأخنوش، الذي يُعتبر من أبرز وجوه السلطة التنفيذية الحالية، عبَّر عن استيائه من هذه 'الانتهازية السياسية'، حيث قال: 'العداوة ثابتة والصواب يكون'، في إشارة إلى انتقاد لشكر لأساليب التفاوض التي كان يمارسها. – محمد أوزين – 'انسحابكم عبث حقيقي' وأخيرًا، جاء الهجوم القاسي من محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي وصف انسحاب لشكر بمشروع ملتمس الرقابة بـ'العبث الحقيقي'. هذا الوصف العنيف يعكس حجم الاستياء داخل بعض الأحزاب من طريقة تعامل لشكر مع المسائل الحكومية، ويُظهر حجم 'الكره' المتراكم تجاهه على مستوى الساحة السياسية. -كره الشكر من معركته السياسية' إدريس لشكر، هذا الرجل الذي يطمع في ولاية رابعة على رأس الاتحاد الاشتراكي، أصبح محطَّ كراهية ورفض واضح من العديد من زعماء الأحزاب في المغرب، إلا أن هذه العداوات لا تعدو أن تكون جزءًا من اللعبة السياسية التي يتقنها هذا الرجل، الذي استطاع أن يحافظ على منصبه وسط صراعات داخلية وحزبية معقدة ف'الكره' الذي يكنه له خصومه السياسيون ليس سوى دليل على ' حربائية ' الرجل وقدرته على المناورة والتحكم في اللعبة السياسية، وهي صفات خلقت له منافسة شرسة في المشهد ومعارضة حتى من داخل اجهزة حزبه، وإن كانت تكلفته باهظة على مستوى العلاقات مع زملائه في السياسة.


هبة بريس
منذ 6 ساعات
- هبة بريس
بنكيران: "لن ننتقم لما وقع في 2021 وتحديات العزوف الحزبي أولويتنا"
هبة بريس – عبد اللطيف بركة في خطاب قوي ومباشر، أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب لن يتجه نحو الانتقام من الأحداث التي شهدتها انتخابات 2021، رغم ما وصفه 'بضياع حقهم'. وقال بنكيران، في تصريحات لافتة: 'لا أؤمن بالانتقام، هذه البلاد لا مكان فيها لذلك'، مضيفًا أنه ورغم التحديات التي واجهها الحزب آنذاك، فإن 'واجبنا أن نتحمل نصيبنا من المسؤولية'. وخلال اللقاء الذي جمعه بعدد من قيادات الحزب، أشار بنكيران إلى أن الهدف الأساسي في المرحلة المقبلة هو التركيز على معالجة العزوف الانتخابي الذي أصبح يُشكل تحديًا حقيقيًا أمام الحياة السياسية في المغرب. وأوضح أن 'الأحزاب يجب أن تتعاون مع وزارة الداخلية لتقليص عدد مكاتب التصويت حتى يتمكنوا من مراقبتها بفعالية، لأننا لسنا دولة ولا نمتلك إمكانياتها'. وفي سياق متصل، كشف بنكيران عن إعداد حزب العدالة والتنمية مذكرة تفصيلية لوزارة الداخلية، والتي من المتوقع أن تتناول قضايا حساسة مثل 'استعمال المال في الانتخابات وتوظيف رجال السلطة في العملية الانتخابية'. وأضاف بأن 'هذه القضايا تمس صورة الوطن ولا يمكن السكوت عنها'. وأكد بنكيران أن الحزب متمسك بمرجعيته الإيديولوجية والعقائدية، مشددًا على أن العدالة والتنمية كان دائمًا محافظًا على نزاهته المالية، وقال: 'إلى حد الآن، الناس يعترفون بأن العدالة والتنمية لم يمس المال العام، وهذه شهادة العدو قبل الصديق'. وعبر عن فخره بالإنجازات التي حققها الحزب رغم التحديات الكبيرة. وأشار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى أن الفترة المقبلة ستكون 'عامين للذكر والعبادة'، داعيًا جميع أعضاء الحزب إلى تكريس الوقت لصلاة الفروض، قراءة القرآن، وصيام النوافل. وقال: 'هذه الأدوات الروحية أساسية في استعداداتنا للمرحلة القادمة'. وفيما يخص العزوف الانتخابي، اعتبر بنكيران أن 'التحدي الأكبر' أمام الحزب يكمن في معالجة هذا الظاهرة. وأضاف: 'لدينا حوالي 400 يوم فقط قبل الانتخابات، وكل يوم يجب أن يُستثمر في تحفيز المواطنين على المشاركة في العملية الانتخابية، حتى وإن لم يصوتوا لحزبنا'. واختتم بنكيران خطابه برسالة حاسمة إلى الشبيبة المغربية قائلاً: 'الشبيبة ليست لتأثيث المشهد، هي المستقبل، ومن يعمل في صفوفها سيبرز ويصعد'. وأكد أن حزب العدالة والتنمية سيبقى ثابتًا في مواقفه ولن يتراجع عن أداء واجبه، مستشهدًا بكلمة للزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي: 'ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر المستطاع'، وأضاف: 'علينا أن نؤدي واجبنا بكل إخلاص، والباقي على الله'. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة