
الذكاء الاصطناعي يهيمن على الأجواء: ملخص مؤتمر Google I/O 2025
الأسبوع الماضي، عقدت جوجل مؤتمرًا خاصًا للمرة الأولى تحت عنوان "Android Show: I/O Edition"؛ شاركتنا فيه أبرز ملامح نظام Android 16 الذي كان يُفترض أن يطل علينا في الحدث السنوي الأهم بالنسبة للشركة، وهو حدث Google I/O 2025. لكن، ونظرًا لطغيان الذكاء الاصطناعي على كل شيء اليوم، قررت جوجل أن تفعل الآتي:
في مؤتمر "Android Show: I/O Edition"، وكما يتبين من الاسم، ركزت جوجل على نظام الأندرويد وتحديدًا على 3 محاور أساسية فيه وهي واجهته الجديدة (التي تحمل اسم Material 3 Expressive)، وميزات الأمان وحماية البيانات، وأخيرًا وليس آخرًا التوسع في دعم Gemini.
أما في المؤتمر الثاني، والأكبر، فقررت جوجل أن تُكرّسه للذكاء الاصطناعي، وذلك يُبرّر بتصريح المدير التنفيذي ساندر بيتشاي الذي قال في نسخة العام الماضي من المؤتمر إن الشركة دخلت "حقبة جيميناي".
أهم ما تم الكشف عنه في Google I/O 2025
1. مشروع Starline.. نقصد Google Beam!
منصة Google Beam - المصدر: Google
منذ أن أعلنت جوجل عن مشروع "Starline" لأول مرة في عام 2021، بدا كأنه تجربة مستقبلية أكثر من كونه منتجًا قابلًا للتطبيق. فكرة هذا المشروع أنه عبارة عن "كشك فيديو" ثلاثي الأبعاد مُعقد ومكلف؛ لكنه يجعل الاجتماعات عن بُعد تبدو كأنها حقيقية أكثر من أي وقت مضى.
بعد 4 سنوات تقريبًا من الإعلان عن المشروع؛ قررت جوجل أخيرًا أن تكشف عنه النقاب وتخبرنا باسمه الحقيقي، وهو Google Beam.
يأتي هذا الجهاز مزودًا بكاميرات وأجهزة استشعار لتلتقط الصورة من أكثر من زاوية وتبني نموذجًا واقعيًا ثلاثي الأبعاد كما هو موضح بالفيديو، بحيث تتحدث مع الآخرين افتراضيًا وكأنك جالس معهم في نفس المكان.
تقول جوجل إن الجهاز سيطرح قريبًا بالتعاون مع HP وستكون تكلفته قريبة من تكلفة الأنظمة المشابهة، لكن الرهان ليس على جهاز Google Beam نفسه، وإنما على بنية جوجل التحتية.
2. الترجمة الفورية في Google Meet
بما أننا نتحدث عن الحلول المبتكرة لتسهيل اللقاءات الافتراضية، فدعونا نُعرّفكم بهذه الميزة.
توجد هذه الميزة في خدمة Google Meet وتتيح الترجمة الفورية للكلام المنطوق إلى لغة الطرف الآخر في المحادثة. الميزة، التي تعتمد على تقنيات Gemini المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لا تكتفي بترجمة الكلمات، بل تحاول الحفاظ على نبرة الصوت وتعابير المتحدث قدر الإمكان.
صحيحٌ أنها ليست مجانية، حيث تتوافر حاليًا للمشتركين بخطة "AI Pro" وكذلك خطة "AI Ultra"، لكنها مفيدة للغاية في حال كنت تتعامل مع الأجانب كثيرًا.
3. الردود الذكية في Gmail
تدعم خدمة Gmail الذكاء الاصطناعي منذ فترة ليست بقصيرة، وأغلب الظن أن من يستخدم هذه الخدمة ضمن الخطط المدفوعة يعلم ذلك. قبل هذا التحديث، كان بإمكانك أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لترد على الإيميلات بسهولة، لكن رُغم ذلك، كانت الردود بسيطة وسطحية نوعًا ما، لا سيما مع الإيميلات المعقدة.
الآن، تم تعزيز قدرة الذكاء الاصطناعي في Gmail بحيث يقدم ردودًا أكثر اتساقًا ودقة مع أسلوبك في الكتابة، مع إمكانية التخصيص بالشكل الذي تريده بالطبع.
الذكاء الاصطناعي هنا أصبح يستطيع الوصول إلى محتوى البريد الوارد وملفات Google Drive وليس فقط نص المحادثة الجارية، ومن ثم تعزيز جودة الردود وتخصيصها.
4. مشروع أسترا Project Astra (Search Live)
مشروع أسترا، ببساطة شديدة، هو عبارة عن تقنية ذكاء اصطناعي تُعطي لهاتفك عينًا ليرى بها الأشياء التي تسمح له برؤيتها، ومن ثم يساعدك في أي شيء تريده. أعلنت جوجل أن هذه التقنية (التي تُسمى Search Live) ستُتاح الآن في خدمات البحث وتطبيق Gemini وستتميز باستجابتها الفورية والذكية.
في الفيديو أعلاه، يظهر شخص يستعرض قدرات هذه التقنية التي تساعده على إصلاح الدراجة خاصته. في الفيديو، نرى الشخص يضع الهاتف على الطاولة وهو يصلح الدراجة ويطلب من الذكاء الاصطناعي أن يجلب له دليل الاستخدام، ثم إيجاد القسم الخاص بالفرامل في الدليل، وعندما يواجه مشكلة مع أحد المسامير، يطلب من الذكاء الاصطناعي أن يبحث له في فيديو على يوتيوب عن الحل.
بعد ذلك، يطلب الشخص من Astra مراجعة البريد الإلكتروني لمعرفة مقاس صامولة محددة يحتاج إليها (وهو يستخدم الكاميرا ليُري الهاتف ما يريده بالضبط)، وبالفعل، يُنجز الذكاء الاصطناعي المهمة له.
5. "Flow".. أداة جديدة من جوجل لصناعة الفيديوهات
ننتقل بعد ذلك إلى أداة أخرى، وهذه المرة لصناعة أو توليد الفيديوهات بسهولة عن طريق الذكاء الاصطناعي. الأداة التي نتحدث عنها تُدعى "Flow"، وتأتي ضمن حزمة تحديثات تشمل نموذج جديد من جوجل لتوليد الفيديوهات يُسمى "Veo 3"، إلى جانب إصدار جديد من نموذج الصور Imagen 4.
باستخدام Flow، ستستطيع أن تُنشئ أي مقطع فيديو تريده تقريبًا بسهولة، وذلك عن طريق كتابة الأوامر كما تفعل مع ChatGPT أو Gemini أو غيرهما. مدة الفيديو تكون 8 ثوانٍ فقط، لكن يمكنك أن تزوّد النموذج بمجموعة من الصور لتساعده على تجميعها في مشاهد أطول وأكثر ترابطًا.
الأداة تبدو جيدةً جدًا للمبتدئين والمحترفين على حدٍ سواء، لكن التجربة هي التي ستحكم.
6. كروم سيغير كلمات السر الضعيفة تلقائيًا (بعد استئذانك)!
من أكثر المزايا المفيدة والعملية في متصفح جوجل كروم أنه يستطيع الاحتفاظ بكلمات المرور وإدارتها من خلال "مدير كلمات المرور" أو ما يُعرف بـ "Google Password Manager". أعلنت جوجل عن تعديل صلاحيات هذا "المدير" بحيث يستطيع الآن رصد كلمات المرور غير الآمنة أو الضعيفة واقتراح إصلاحها تلقائيًا على المستخدم عندما يسجل الدخول إلى أي موقعٍ كان.
الميزة الجديدة مصممة لجعل حماية الحسابات أسهل وأقل إزعاجًا، خاصة وأن تغيير كلمات المرور يدويًا غالبًا ما يكون عملية مملة يتجنبها الكثيرون. لكن لا تقلق، سيطلب المتصفح إذنك قبل أن يغير أي شيء من تلقاء نفسه، لكن نصيحتنا أن توافق على طلبه بتغيير كلمة المرور لأنك قد تندم لاحقًا!
7. ميزة Try it on
من أبرز الأشياء التي نراعيها في مجلة الرجل هي الموضة والأزياء. ولأننا جميعًا نُريد أن تكون الملابس وكأنها مُفصَّلة علينا تفصيلًا، قررت جوجل أن تختبر نسخةً أكثر تخصيصًا من ميزة "Try it on" التي تتيح للمستخدمين رفع صورة شخصية لرؤية كيف قد يبدو هذا التيشرت أو ذاك القميص عليهم بشكل مباشر دون الحاجة إلى ارتدائها في الواقع.
الميزة متوفرة حاليًا كميزة تجريبية في الولايات المتحدة، لكن بمجرد توفرها لديك، تستطيع البحث عن أي قطعة من الملابس ورؤية كيف ستبدو عليك. علاوة على ذلك، ستستطيع حفظ الصورة أو مشاركتها بسهولة مع الآخرين.
8. نظارات الواقع الممتد Android XR
من داخل إحدى غرف العرض الصغيرة في ماونتن فيو، كاليفورنيا، تجمَّع عدد من الصحفيين المتخصصين في التكنولوجيا لتجربة نظارات جوجل الذكية، ضمن مشروع "Moohan"، والمدعوم بتقنية الواقع المختلط من أندرويد Android XR.
أنجزت جوجل هذا المشروع بالتعاون مع سامسونج، ولمن يسمع به لأول مرة، فهو شبيه بنظارات Apple Vision Pro، حيث يتيح لك الانتقال إلى أي مكان في العالم -افتراضيًا بالطبع- والتفاعل مع مساعد Gemini لطرح الأسئلة أو فتح المواقع والتطبيقات بناءً على ما تراه على الشاشة دون أن تحرك تلمس شيئًا أو تحرك يديك.
9. وضع البحث بالذكاء الاصطناعي AI Mode
لا يخفى على أحد مدى جاذبية استخدام ChatGPT مقارنةً ببحث جوجل التقليدي، حيث يجلب لك الأول المعلومة التي تريدها بالضبط -عادةً- في خطوة واحدة على عكس جوجل الذي يعرض أمامك عشرات نتائج البحث ويتركك تبحث عن الإجابة بنفسك.
أضافت جوجل مؤخرًا تبويبًا جديدًا داخل محرك البحث يحمل اسم "AI Mode"، ويبدو أنه خطوة جدية نحو إعادة تشكيل تجربة البحث بالكامل. التبويب يدمج نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini في واجهة البحث، بشكل مشابه لتجربة ChatGPT، مما يسمح للمستخدم بالحصول على الإجابات المركزة التي يحتاج إليها، وطرح أسئلة للمتابعة، أو حتى طلب تلخيص وتحليل معلومات بطريقة يصعب الوصول إليها عبر صفحات الإنترنت التقليدية.
حتى الآن، لا يزال هذا الوضع خيارًا إضافيًا ضمن واجهة البحث، لكن هذا قد لا يستمر طويلًا، حيث أعلنت الشركة أنها بدأت تعميم الوضع الجديد تدريجيًا على جميع المستخدمين في الولايات المتحدة، مع إدخال ميزات إضافية على المنصة.
وفي تصريحات لمسؤولي البحث في جوجل، كانت الرسالة واضحة: من يريد أن يرى مستقبل محرك البحث الأكثر استخدامًا في العالم، عليه فقط أن يجرّب هذا التبويب الجديد.
10. Gemini، ثم Gemini، ثم Gemini
مميزات Gemini الجديدة - المصدر: Google
كان ذلك ملخصًا لأبرز ما جاء في حدث Google I/O 2025؛ دون التركيز على كل التحديثات التي طرأت على Gemini بشكل منفرد كما فعلنا مع غيرها، وذلك لأننا لو فعلنا ذلك فسنحتاج مثل ما احتجناه للوصول إلى هذه النقطة! فكل شيء متعلق بالذكاء الاصطناعي والتحديثات التي جلبتها جوجل له يرتبط بـ Gemini، في الواقع؛ الذكاء الاصطناعي بالنسبة لجوجل يُمكن أن يُترجم إلى Gemini.
لكن إجمالًا، وكما أشار ساندر بيتشاي في قوله بأن الشركة "دخلت عصر جيميناي"، فإن هذا الذكاء الاصطناعي هو شغل جوجل الشاغل في الفترة الحالية والمستقبلية.
تحديثات جيميناي في نقاط:
- جيميناي قادم إلى جوجل كروم
- ميزة Gemini Live قادمة إلى الأندرويد والآيفون اليوم
- طرح نموذج Gemini Robotics لصناعة روبوتات أكثر ذكاءً
- نموذج Gemini 2.5 Pro Deep Think قادم في الطريق
- طرح نموذج Gemini 2.5 Flash
- نموذج Gemini 2.5 Pro سيتمكن من الترجمة الفورية قريبًا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
"Open AI" تستحوذ على شركة لأجهزة الذكاء الاصطناعي
مباشر: أعلنت "أوبن إيه آي"، الأربعاء، استحواذها على شركة "آي أو" الناشئة للأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مقابل 6.4 مليار دولار، في صفقة شاملة تشمل حصتها الحالية في الشركة. وأوضحت الشركة في بيان، أن مؤسس الشركة "جوني آيف" وهو مسؤول سابق لدى "آبل"، سيتولى مهام الإبداع والتصميم العميق في "أوبن إيه آي"، مضيفة أن الشركتين ستندمجان لكن شركة "LoveFrom" التابعة لـ "آيف" ستظل مستقلة. وشغل "آيف" في السابق منصب كبير مصممي جوالات "أيفون" في شركة "آبل"، ووفقًا للاتفاق الجديد، من المقرر أن يتولى هو وفريقه تطوير أجهزة استهلاكية ومشاريع أخرى ستشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي، لصالح "أوبن إيه آي".


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
جوجل تتبنى استراتيجية شاملة للنظارات الذكية
كشفت شركة جوجل عن رؤيتها لمستقبل الأجهزة الذكية القابلة للارتداء من خلال تبنّي استراتيجية شاملة للنظارات الذكية، مشيرة خلال مؤتمرها للمطورين IO 2025 إلى سعيها للعودة إلى سوق النظارات الذكية من خلال نظارة واقع مختلط، أو نظارات الواقع المعزز (AR). وأشارت الشركة، في بيان رسمي، إلى تعاونها مع شركة سامسونج ليشمل تطوير منصة برمجية ومكونات تقنية خاصة بالنظارات، تتيح إنشاء منظومة متكاملة للمطورين تساعدهم على تصميم نظارات ذكية بمستوى عالٍ من الأداء والكفاءة. ويأتي هذا التعاون ضمن خطة أوسع تستهدف إطلاق منتجات جديدة معتمدة على Android XR في وقت لاحق من العام الجاري. كما تتعاون جوجل وسامسونج مع كوالكوم لتقديم مشروع نظارة واقع ممتد (Project Moohan)، والذي من المنتظر خروجه للنور في نهاية العام الجاري. وتأتي النظارة الجديدة بواجهة عرْض لا نهائية، وتجربة غامرة مدعومة بقدرات جيميناي التي تمكّنها من فهم ما يراه المستخدم واتخاذ قرارات تلقائية لمساعدته. وأوضحت الشركة أنها تتعاون كذلك مع علامات بارزة في صناعة النظارات مثل Gentle Monster، وWarby Parker، بهدف تقديم نظارات تعتمد على منصة Android XR، توفر مزيجاً متوازناً من الأناقة والقدرات الذكية. وتُعد منصة Android XR أول نظام تشغيل من نوعه مبني خصيصاً لـ"عصر جيميناي"، وصُممت لدعم منظومة متنوعة تشمل النظارات الذكية، والسماعات، وأجهزة الواقع الممتد. وتعتمد هذه المنصة على تكامل عميق مع مساعد جوجل الذكي جيميناي، الذي يواكب المستخدم في كل لحظة، يرى من زاويته الخاصة، ويفهم السياق المحيط به، ما يسمح بتقديم المساعدة بشكل تلقائي دون الحاجة لأي تدخل يدوي. مواصفات نظارات Android XR وتبني جوجل مشروعها في مجال النظارات الذكية على خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات، إذ تسعى من خلال Android XR إلى تحقيق قفزة تقنية جديدة. وتم تزويد النظارات بكاميرا وميكروفونات ومكبرات صوت، ما يسمح لها بالعمل بتكامل مباشر مع الهاتف الذكي، وتتميز أيضاً بعدسة عرْض داخلية اختيارية تُظهر المعلومات بشكل خاص وفي الوقت المناسب. ويُضيف التكامل مع جيميناي بُعداً ذكياً للتجربة، إذ تتمكن النظارات من فهم سياق الاستخدام، وتذكّر بما يهم المستخدم، وتقدّم المساعدة عند الحاجة بدقة وسرعة. وعرضت جوجل مؤخراً حالات استخدام واقعية لهذه النظارات في مجالات متعددة، منها إرسال الرسائل، وجدولة المواعيد، وتقديم إرشادات التنقل، والتقاط الصور، وحتى ترجمة المحادثات الفورية بين شخصين بلغتين مختلفتين، ما يعزز قدرتها على كسر الحواجز اللغوية من خلال عرض ترجمات فورية للنصوص في العالم الحقيقي.


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
موظف سابق في ميتا يكشف كيف تفوّق على 2000 مرشح للوظيفة بخمس خطوات!
كشف موظف سابق في شركة ميتا عن استراتيجية من خمس خطوات، مكّنته من تجاوز أكثر من ألفي مرشح للحصول على أول وظيفة له في عملاق التكنولوجيا. ففي عام 2018، تقدّم كيث أندرسون، الذي كان يعمل حينها كمدير برامج في يوتيوب، بطلب للحصول على وظيفة في فريق التعليم العالمي بشركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، ورغم شعوره بالإرهاق الجسدي والذهني بعد سنوات في شركات جوجل وأوبر، قرر تغيير مساره المهني والالتحاق بشركة تنسجم رؤيتها مع طموحه. وبعد ثلاثة أشهر من الصمت، تلقّى دعوة إلى فعالية مغلقة في مقر الشركة، تم اختياره خلالها كواحد من 300 متأهل من أصل أكثر من 2000 متقدم، وبدلًا من الاكتفاء بالمشاركة، اعتمد أندرسون نهجًا مغايرًا مكّنه من التميز والوصول إلى عرض التوظيف. خمس خطوات غيّرت المعادلة 1. بناء حوار فضولي لتجاوز القلق: بدأ أندرسون بالتعامل مع الحضور كزملاء لا كقادة، مستخدمًا أسئلة قائمة على الفضول مثل: "كيف تعامل فريقك مع هذا التحدي؟"، ليحول الحوار من ترويج للذات إلى نقاش قائم على اهتمام مشترك وفهم عميق. 2. إرسال رسالة متابعة دافئة: بعد الفعالية، أرسل أندرسون رسالة صوتية قصيرة إلى مسؤولة التوظيف، شكرها فيها على الفرصة، وشارك معها أداة مهنية يستخدمها فريقه الحالي، دون الضغط أو طلب أي رد، وهو ما أثار إعجابها ودفعها للرد خلال يومين وتحديد مقابلة هاتفية. 3. تحويل المقابلة الهاتفية إلى جلسة تحليل: Courtesy of Keith Anderson استغل أندرسون المقابلة لاستكشاف التحديات والفرص داخل الفريق، فطرح أسئلة دقيقة لفهم أهداف الفريق وموضع الوظيفة ضمن هيكل العمل، ما مكّنه لاحقًا من تقديم قيمة مضافة حقيقية. 4. تقديم مشروع قيمة مخصص للفريق: أنشأ عرضًا مبسطًا مكونًا من أربع شرائح، يتناول تحديًا واقعيًا يواجه الفريق، قدّم فيه تحليله ورؤيته للحل، مدعومًا بخبراته السابقة وحلول مستخدمة في شركات أخرى، ليُظهر قدرته على المساهمة لا مجرد الانضمام. 5. خلق انطباع شخصي لا يُنسى: أرسل رسائل ترحيبية لكل شخص سيقابله، وبدأ كل مقابلة بسؤال غير تقليدي: "ما أكثر ما أفرحك اليوم؟"، مما أضفى جوًا مريحًا وكسر الحواجز. النتيجة: عرض وظيفي ومكانة لا تُنسى بعد خمسة أشهر من التقديم، تلقّى أندرسون عرض التوظيف، ليتحوّل لاحقًا إلى مدير لقسم التعليم في الوكالات العالمية ضمن الشركة، وبحسب ما نقله عن مديره بعد التعيين، فإن الشركة كانت مستعدة لإعادة فتح كامل عملية التوظيف لو لم يقبل العرض، لعدم وجود مرشحين آخرين بمستوى مقارب. ويختم أندرسون بأن تجربته تُثبت أن الجرأة على كسر القواعد التقليدية، وتقديم حلول حقيقية بدلًا من الاكتفاء بالكلام النظري، يمكن أن تصنع الفارق في عالم التوظيف داخل شركات التكنولوجيا الكبرى.