logo
دعاةُ عصر مضى

دعاةُ عصر مضى

العرب اليوم٠١-٠٥-٢٠٢٥

تستحق الكتب المنشورة حديثًا الكتابة عنها، إما لأنها تضيف جديدًا إلى المعرفة، أو لأنها تراجع معارف معينة وتقدم أخرى جديدة قد تتجاوزها أو تدفع إلى إعادة التفكير فيها. وتتوافر هذه المقومات فى كتاب الصديق المجتهد وائل لطفى «دعاة عصر مبارك.. سيرة سنوات التسعينيات» الصادر حديثًا عن دار الحكمة للاستثمارات الثقافية. أختلفُ مع المؤلف فى الخط الأساسى للكتاب، ولكن أجد فيه مناقشة جادة لقضية مهمة بأسلوبٍ جيد يجمع بين الكتابة الصحفية والبحثية. وتزداد أهمية الكتاب لأن المؤلف يواصل فيه ما بدأه قبل أكثر من عقدين، الأمر الذى أتاح له تحقيق تراكم معرفى عبر كتبه التى توالت منذ مطلع الألفية بدءًا بكتاب «ظاهرة الدعاة الجدد»، ثم كتاب «دعاة السوبر ماركت – الجذور الأمريكية للدعاة الجدد»، وبعدها كتاب «دعاة عصر السادات – كيف نمت صناعة التشدد». والاتفاق مع مؤلف كتاب أو آخر ليس ضروريًا للكتابة عنه، والاختلاف معه ليس مدعاة للانصراف عنه.
والحال أننى مختلف مع لطفى فى الخط العام للكتاب، وتحديدًا فى طريقة تناوله لمن اعتبرهم دعاة عصر الرئيس الراحل حسنى مبارك، وفى وضعهم كلهم فى سلة واحدة، وفى أحكام قطعية أصدرها بحق بعضهم. ولا يمنع هذا الاختلاف اتفاقًا مع طروحات قدمها، ولعل أهمها تكييفه للأجواء العامة فى الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات. قد لا أتفق معه فى استخدام تعبير الركود، وأفضل القول إنهاء حالة تبريد كانت ضرورية جدًا بعد السخونة الشديدة التى سادت عقد التسعينيات، خاصة نصفه الثانى. ولذلك أُتفق مع وصفه الدقيق لتلك الحالة بأن البلد أُدخِل فى ثلاجة كبيرة بعد عقد السبعينيات المُلتهب.
ولكن الاختلاف مع المؤلف أو الاتفاق معه لا يقلل أهمية الكتاب الذى يعيد مناقشة قضية مهمة كان لها آثارها الثقافية والاجتماعية، والسياسية أيضًا. ولكن اجتهاده فيها كان ممكنًا أن يفيد أكثر لو أنه نحى جانبًا انحيازه المُسبق الذى غلبه فى بعض المواضع. ومع ذلك مازال فى إمكانه أن يجعل من المعارف التى راكمها مشروعًا فكريًا مهمًا إذا تمكن من ضبط هذا الانحياز عند مستوى لا يؤثر فى تناوله لها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبد الهادي راجي المجالي : معارض السيارات
عبد الهادي راجي المجالي : معارض السيارات

أخبارنا

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبارنا

عبد الهادي راجي المجالي : معارض السيارات

أخبارنا : .. هل الأردن فقير؟.. يكفيك أن تمشي في السيارة، من الشارع الممتد بين صرح الشهيد وحتى بنك القاهرة عمان في آخر وادي صقرة، وتنظر لليمين ولليسار.. وستشاهد مئات السيارات الفارهة المتروسة على جوانب الطريق. أتذكر أننا أنتجنا ممرا تاريخيا في حدائق الحسين يحكي قصة الأردن، في ذات الوقت أنتجنا ممرا لمعارض السيارات، أظن أنه ربما الأطول في الشرق الأوسط... سؤالي: حين يأتي المواطن العربي لدينا، حتما سيسأل.. عن بلد يعاني من الظرف الاقتصادي الصعب، وجزء من ميزانيته تقوم على المنح والقروض، وتحمل أعباء اللجوء، ومازال يعاني من وطأة الديون الخارجية.. سيسأل هل الأردني يحتاج لهذا الكم الهائل من معارض السيارات؟ هذا تشويه للجغرافيا، وأيضا تزييف لحقيقة الأردني.. نحن أصلا لا نحتاج لهذا الكم من الترف، لا نحتاج لإعلان على سيارة (جي كلاس) يتجاوز ثمنها الـ (200) ألف دينار، ولا نحتاج لإعلان على سيارة رنج روفر.. نحتاج لمن يجدول لنا قروضنا، ولمن يوفر لنا زيادة في الراتب. الغريب أن هذا الشارع لا يوجد فيه معلم ثقافي، أو حديقة.. أو حتى استراحة، لا يوجد فيه لوحة أو جدارية تتحدث عن تاريخ الأردن، لا يوجد فيه أي نصب تذكاري يشير إلى معركة، مجرد محلات متروسة بالسيارات، وبلا أرصفة.. وزبائن يفاوضون، وسيارت قديمة تمر وينظر من فيها لهذه المعارض بعين الحزن والحسرة. في دبي حين تريد شراء سيارة، تذهب لخارج المدينة، فهناك ساحات ومواقف خاصة لتجار السيارات، وفي مصر بدأوا ينظمون المسألة أيضا، في الرياض يوجد سوق خاص بهذه التجارة، لدينا أكبر شوارع عمان وأكثرها إنفاقا من الأمانة والحكومة، على إنشاء الأنفاق والجسور والتوسعة... ناهيك عن الباص السريع، كلها متروسة بمعارض السيارات.. في النهاية هذه البنية تشعر بأنها لم تخلق لخدمة المواطن بقدر ما وجدت لخدمة صاحب المعرض، فالرصيف مباح له... والشارع هو الآخر مباح للزبائن، والأزمات تحدث أحيانا نتيجة تكدس العرض..وفي النهاية حين تسأل كم تشكل هذه التجارة من الناتج المحلي، ستعرف أنها لا تشكل شيئا..لأنها عملية عرض وطلب وبيع، وليست إنتاج.. هي تشبه السوبرماركت لا أكثر ولا أقل. تجارة السيارات ليست مهنة، فالكل يستطيع ممارستها... وأظن أن التفكير بحلول لحماية الشوارع، وتنظيم هذا الأمر يحتاج منا أن نفكر بالبديل.. القصة ليست مرتبطة فقط بالتكدس الهائل لهذه المعارض، ولكنها مرتبطة أيضا بجمالية العاصمة، بحيوية الشوارع، بالأزمات بروح العاصمة ذاتها.. ترى متى نصحو على شوارع، خالية من معارض السيارات.

معارض السيارات*عبد الهادي راجي المجالي
معارض السيارات*عبد الهادي راجي المجالي

Amman Xchange

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • Amman Xchange

معارض السيارات*عبد الهادي راجي المجالي

الراي .. هل الأردن فقير؟.. يكفيك أن تمشي في السيارة، من الشارع الممتد بين صرح الشهيد وحتى بنك القاهرة عمان في آخر وادي صقرة، وتنظر لليمين ولليسار.. وستشاهد مئات السيارات الفارهة المتروسة على جوانب الطريق. أتذكر أننا أنتجنا ممرا تاريخيا في حدائق الحسين يحكي قصة الأردن، في ذات الوقت أنتجنا ممرا لمعارض السيارات، أظن أنه ربما الأطول في الشرق الأوسط... سؤالي: حين يأتي المواطن العربي لدينا، حتما سيسأل.. عن بلد يعاني من الظرف الاقتصادي الصعب، وجزء من ميزانيته تقوم على المنح والقروض، وتحمل أعباء اللجوء، ومازال يعاني من وطأة الديون الخارجية.. سيسأل هل الأردني يحتاج لهذا الكم الهائل من معارض السيارات؟ هذا تشويه للجغرافيا، وأيضا تزييف لحقيقة الأردني.. نحن أصلا لا نحتاج لهذا الكم من الترف، لا نحتاج لإعلان على سيارة (جي كلاس) يتجاوز ثمنها الـ (200) ألف دينار، ولا نحتاج لإعلان على سيارة رنج روفر.. نحتاج لمن يجدول لنا قروضنا، ولمن يوفر لنا زيادة في الراتب. الغريب أن هذا الشارع لا يوجد فيه معلم ثقافي، أو حديقة.. أو حتى استراحة، لا يوجد فيه لوحة أو جدارية تتحدث عن تاريخ الأردن، لا يوجد فيه أي نصب تذكاري يشير إلى معركة، مجرد محلات متروسة بالسيارات، وبلا أرصفة.. وزبائن يفاوضون، وسيارت قديمة تمر وينظر من فيها لهذه المعارض بعين الحزن والحسرة. في دبي حين تريد شراء سيارة، تذهب لخارج المدينة، فهناك ساحات ومواقف خاصة لتجار السيارات، وفي مصر بدأوا ينظمون المسألة أيضا، في الرياض يوجد سوق خاص بهذه التجارة، لدينا أكبر شوارع عمان وأكثرها إنفاقا من الأمانة والحكومة، على إنشاء الأنفاق والجسور والتوسعة... ناهيك عن الباص السريع، كلها متروسة بمعارض السيارات.. في النهاية هذه البنية تشعر بأنها لم تخلق لخدمة المواطن بقدر ما وجدت لخدمة صاحب المعرض، فالرصيف مباح له... والشارع هو الآخر مباح للزبائن، والأزمات تحدث أحيانا نتيجة تكدس العرض..وفي النهاية حين تسأل كم تشكل هذه التجارة من الناتج المحلي، ستعرف أنها لا تشكل شيئا..لأنها عملية عرض وطلب وبيع، وليست إنتاج.. هي تشبه السوبرماركت لا أكثر ولا أقل. تجارة السيارات ليست مهنة، فالكل يستطيع ممارستها... وأظن أن التفكير بحلول لحماية الشوارع، وتنظيم هذا الأمر يحتاج منا أن نفكر بالبديل.. القصة ليست مرتبطة فقط بالتكدس الهائل لهذه المعارض، ولكنها مرتبطة أيضا بجمالية العاصمة، بحيوية الشوارع، بالأزمات بروح العاصمة ذاتها.. ترى متى نصحو على شوارع، خالية من معارض السيارات.

ألبانيزي يفوز بولاية ثانية رئيساً لوزراء أستراليا.. والعمال يشكلون حكومة أغلبية
ألبانيزي يفوز بولاية ثانية رئيساً لوزراء أستراليا.. والعمال يشكلون حكومة أغلبية

جو 24

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • جو 24

ألبانيزي يفوز بولاية ثانية رئيساً لوزراء أستراليا.. والعمال يشكلون حكومة أغلبية

جو 24 : أعلن أنتوني ألبانيزي فوزه في الانتخابات الفدرالية لعام 2025، حيث من المقرر أن يحكم حزب العمال لولاية ثانية بأغلبية أكبر. وقال: «بإحساس عميق بالتواضع وشعور عميق بالمسؤولية، فإن أول شيء أفعله الليلة هو أن أقول «شكرًا» لشعب أستراليا على فرصة الاستمرار في خدمة أفضل دولة على وجه الأرض». «اليوم، صوت الشعب الأسترالي للقيم الأسترالية: من أجل الإنصاف والطموح والفرص للجميع. «لقد صوت الأستراليون لمستقبل يتوافق مع هذه القيم، مستقبل مبني على كل ما يجمعنا معًا.» هذا وسيحكم حزب العمال بعدد أكبر من المقاعد في البرلمان حيث تمكن من الفوز في عدة ولايات. ومن بين المكاسب التي حققها حزب العمال مقعد زعيم المعارضة بيتر داتون في ديكسون في كوينزلاند. ومن بين السياسات التي أعلنها ألبانيزي السماح لجميع مشتري المنزل الأول بدخول سوق العقارات بدفعة أولى بنسبة 5 في المائة، مع التعهد بإنفاق 10 مليار دولار لبناء ما يصل إلى 100 ألف منزل جديد. كما تعهد بتقديم 8.5 مليار دولار لتوفير 18 مليون زيارة إضافية مدعومة لأطباء الصحة العامة كل عام كجزء من تعزيز الرعاية الطبية. كما خصص حزب العمل 2.3 مليار دولار لدعم البطاريات المنزلية لتخزين الطاقة الشمسية، بينما تعهد أيضًا بالحد من التلاعب بالأسعار من قبل محلات السوبر ماركت. تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store