logo
تصفيرٌ على جانبي فاصلة!

تصفيرٌ على جانبي فاصلة!

الدستور٢٣-٠٤-٢٠٢٥

كم تباهينا بتقديم الصفر إلى العالم. تناسى بعضنا أن قيمة الأصفار ليس في عددها بل في موقعها من الفاصلة. يسارا أم يمينا هي أصفار تعني المدققين الماليين ولا سياسة ولا دين وخطابة في الأمر. حفظ الحسابات وتدقيقها يقوم على الأرقام التي تصنع الحقائق، حيث لا مكان للعواطف ولا حتى للعقائد والمقدسات التي نفديها بالمهج والأرواح ليس شعرا ونثرا بل دما في ساحات الوغى.في لحظات فارقة، في حياتنا الخاصة أو العامة، ثمة حاجة لا غنى عنها تتمثل بالتوقف أو الوقوف لغايات التقييم والتقويم. نسميها استراحات أو مراجعات، لإعادة النظر وتصحيح المسار في حال الانحراف عن البوصلة أو ضياعها، لا قدّر الله. في تلك اللحظة يقوم العاقل بالتصفير، لا صفيرا كما في «صفير البلبل» رائعة الأصمعي، بل تصفير لما تم عدّه أو احتسابه من أصفار يمين الفاصلة ويسارها. يهدف الحكيم حينها إلى الحرص على جمع الأصفار يمينا إلى يمين الفاصلة، لا خلفها متوارية الأنظار في اليسار!في العلاقات الدولية، يرمز إلى ذلك التصفير بزر إعادة البدء من على مسافة واحدة بعد أو قبل تصفير جميع المشاكل أو الشوائب التي تعيق تقدم علاقة سوية صحية بين طرفين أو عدة أطراف. استخدمت ذلك الرمز وزيرة الخارجية الأسبق المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون خلال لقاء جمعها عام 2009 في جنيف بنظيرها الروسي سيرجي لافروف الذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بعد ذلك بوزير الدفاع لا الخارجية كناية عن تشدده فيما يخص الأمن القومي الروسي، ومصالح روسيا العليا.بعيد الكشف عن شبكة الخلايا الإرهابية الأربع كتبت لسي إن إن مقالة تساءلت فيها إن كان «الإخوان» أمام مفترق طرق أم فراق؟ وللأسف موقف حزبهم أكد أن «الجماعة والجبهة» شيء واحد، لا كما في مقولة وجهين لعملة واحدة بل للفاصلة المستترة التي تحركها القيادة الحقيقية السرية لجميع أذرع وأدوات فكر مؤسس الجماعة حسن البنّا ومنظرها الأكثر خطورة سيد قطب في «المَنشَط والمَكرَه» كما في قسم الولاء للمرشد وهي التسمية ذاتها -سبحان الله- المعتمدة في نظام ملالي طهران حيث «المرشد الأعلى» -بدلا من «المرشد العام» أو «المراقب العام»- دعا ما كان يسميه «الشيطان الأكبر» إلى استثمارات لا تقل عن ستة تريليونات دولار وهي -يا للمصادفة- الرقم الذي خسرته أمريكا على حروب الشرق الأوسط في ثلاثة أرباع قرن، (ستة إلى سبعة تريليون دولار) وفق تقديرات الرئيس دونالد ترامب التي كررها في ثلاث حملات انتخابية رئاسية.الفاصلة المرتقبة لتصفير العلاقة مع أي تنظيم ديني أو غير أردني الانتماء والولاء في المطلق، لا تقف عند القرار السياسي، الأمني أو القانوني. الفاصلة المرجوة هي فاصلة ثقافية، تربوية-تعليمية، إعلامية ومن ثم اجتماعية، حتى تصير حقيقة واقعة في الانتخابات التمثيلية الحقيقية للناس -حيث لا تغيب الأغلبية الصامتة- انتخابات ديمقوراطية لا تقتصر على الترشيح والانتخاب وعملية الاقتراع، بل تشمل بحق مدخلات ومخرجات العملية الديموقراطية كلها.لا يستقيم قياس الروحي بالمادي، ولا العالمي ولا حتى القومي بالوطني. مادامت الانتخابات أردنية، لا يجوز مشاركة أحد فيها سوى الأردنيين. ليس المشاركة فقط بل والتأثير أيضا في الخطاب المستخدم في الحملات الانتخابية. لا يعقل أن يكون نظام ولاية الفقيه وأدواته وثقافته حاضرا في بلاد لا شيعة فيها. على من تزاود بعض الجماعات؟ وفينا في القلوب والعيون قيادتنا الهاشمية الاي يتساوى فيها الولاء بين الأردني المسلم والأردني المسيحي. كما لا يستقيم فتح استمرار غض الطرف عن دعاة أحزاب وفصائل جلبت الدمار على أوطانها وقضاياها. قد نتفهم مثلا دعوة أحدهم للقومية العربية أو للاقتصاد الاشتراكي في برنامجه الانتخابي، لكن من غير المعقول الدعوة إلى نهج قادة لا زالت الأيام تثبت أن خياراتهم لا بل وطروحاتهم ومنهجيتهم وتجاربهم جميعها كانت كارثية.الفاصلة التي فيها الفراق لا مفترق الطرق فقط، تكمن في استرداد مدنية الدولة بكل مؤسساتها، وفقا للدستور والمنطق الذي يسود دول العالم، بما فيها تلك النظم التي تحاول اختراق ساحات وطنية لأهداف ثبت خبثها وخباثتها. الفاصلة التي نحتاجها بشدة هي الفيصلية الهاشمية التي يعرفها هذا الهلال الذي كان خصيبا بحضاراته العريقة وعروبته وبعاطفته الروحية الطاهرة النقية.ما زلت ألهج بالدعاء، بأن اللهم محبة وحكمة وقوة. اللهم مجلسا وطنيا استشاريا يكون في اختياره المعيار الأمني والمعرفي أولا وآخرا، بمعنى الانتماء والولاء، وما يملك الفرد لتقديمه في هذه المرحلة بالغة الأهمية من عمر المئوية الثانية المباركة لمملكتنا الأردنية الهاشمية. اللهم نقابات لا مكان فيها إلا للمهنة، وجامعات لا مكان فيها إلا للعلم، وقنوات ومنابر تحرر نفسها من شباك يحيكها غير الأردنيين في قضايا أردنية، وعندما يتعلق الأمر في الأماكن التي يبثون منها خارج الأردن تراهم، صما بكما عميانا. بوقاحة وصفاقة يتنمر من لا يملك مظهرا واحدا من مظاهر التعددية والديموقراطية علينا، ونحن من احتمل نتائج سياساتهم الكارثية إرهابا ومخدرات وأشياء أخرى، قد يأتي أوان ذكرها إن أذِنَ المنبر وسمح المقام..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في حجم بعض الورد
في حجم بعض الورد

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

في حجم بعض الورد

يحقّ للأردن والأردنييّن الاحتفال بيوم استقلالهم العظيم، فهو يوم عزّ وفخار، يومٌ مجيدٌ مُنيرٌ في صفحات التّاريخ، فقد جاء نتيجةً حتميّة لنضال الأجداد والآباء، فقد ناضلوا حتّى نالوا هذا الاستقلال، وإنْ لم تحتفل الدُول بأيام مجدّها فبمَ تحتفلُ؟إنّ الأردنييّن وقيادتهم الهاشميّة الحكيمة أدركوا مِنَ اليوم الأوّل للاستقلال أنّ المُحافظة على هذا الاستقلال وتقويته هو السبيل الوحيد لبناء الأردن الّذي يطمحون إليه، فالتفّ الشعب حول القيادة وبذلت القيادة والدولة كلّ جهدٍ لتحقيق هذا الطموح وهذه الأماني.وعلى مرّ العقود الثمانية من الاستقلال واصل الأردنيّون البناء في كلّ المجالات وحقّقوا الكثير ممّا يسعون إليه بالرغم من قلة الموارد ومن الظروف الصعبة المُحيطة في الأردن، إلّا أنّ استثمارهم في الإنسان واعتباره أغلى وأعظم مورد في البلاد وهذا ما أكّده الحسين الباني – يرحمه الله- حين قال: " الإنسان أغلى ما نملك" هذا ما جعلهم يكونون منارة في المنطقة يُهتدى بها في مجالات عديدة؛ ففي السياسة يُمثّل الأردن نموذجا يُحتذى داخليا وخارجيا، فقد حافظ على دولة ديمقراطية قوية في منطقة مُشتغلة، وخارجيا لعب الأردن وما زال دورا إقليميا ودوليّا جعله مِحجا للكثير من دُول العالم، فسياسته المُتزنة المُنطلقة من مصالحه العُليا ومصالح أمّته مشهود لها، ودور جلالة الملك وأثره في المحافل الدوليّة معروف واضح لا يُنكره أحد.أمّا مسيرة التعليم في الأردن فقد شهدت منذ الاستقلال حتّى هذه اللحظة تطوّرات ملحوظة؛ فالنظام التعليمي أكّد على إلزامية التعليم الأساسيّ ووفّر للطلاب كلّ الوسائل التي تُساعدهم في تحصيلهم، وتابع هذا حتّى أسس عشرات الجامعات الّتي خرّجت للأردن ولعالمنا العربيّ وللعالم مئات الآلاف من أهل العلم في كافة الاختصاصات.ونحنُ إذا نتذكّر يوم الاستقلال وبعضا من الانجازات العظيمة لا بُدّ من الحديث عن كيفية المُحافظة على استقلانا قويّا، فلكي يبقى الأردن منيعا قويّا يجب أن تظل جبهته الداخلية قويّة، وقُوتها مُستمدّة من التفاف الشعب حول القيادة، ومن تحقيق القيادة لمطالب الشعب، وهذا ما تسعى إليه الدولة الأردنية قاطبة فهي تسعى جاهدة لتمكين الجبهة الداخلية وتقوية الانتماء وروح المُواطنة، فتعمل على إحقاق الحقوق والعدل بين المُواطنين.ولكي يظلّ الأردن قويًّا عصيّا التف الأردنيون حول قيادتهم وأجهزتهم الأمنية ووثقوا بما تقوم به من إجراءات في كافّة الأمور، فلا قُوّة للوطن إلّا بقوّة أمنه.إنّ النهضة التي يسعى إليها الأردن وقد قطع فيها شوطًا كبيرًا مُنذ الاستقلال مُستمرة ولن يُوقفها أحد، وسيظلّ الأردنّ عصيّا منيعا سائرا في ركْب التطّور والازدهار، وسيظلّ شوكة في حلق الحاقدين.

تواصل فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال بحضور جماهيري...
تواصل فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال بحضور جماهيري...

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

تواصل فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال بحضور جماهيري...

الوكيل الإخباري- تواصلت في ساحة معسكر الحسين للشباب بمحافظة عجلون، اليوم السبت، فعاليات الاحتفال بمناسبة عيد الاستقلال بحضور جماهيري كبير. اضافة اعلان وازدانت الساحات العامة والشوارع والدوائر الرسمية والبلديات والمباني والمركبات وموقع الاحتفالات الرئيسية في معسكر الحسين للشباب بعجلون بالأعلام الوطنية وصور جلالة الملك. وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات المشاركة الفاعلة في الاحتفال، والتي عبرت عن الولاء والانتماء والفخر والاعتزاز بمناسبة عيد الاستقلال والإنجازات العظيمة التي تحققت في الأردن بفضل قيادتنا الهاشمية الحكيمة التي قادت مسيرة العمل في وطننا الغالي بكل حكمة وشجاعة. وأشار مدراء التربية والتعليم والثقافة والشباب خلدون جويعد وسامر فريحات ويحيى المومني، إلى أنه في الخامس والعشرين منْ أيار يرسم الأردنيونَ لوحة من الفَخَارِ والعز والمجد والإباء، ذلكَ التاريخ الذي يحمل بين طياته أجمل ذكريات الماضيْ التي تهب نسماتها العطرة على سماء الوطن، داعين الله عز وجل أن يحفظ وطننا وقيادتنا الهاشمية وأن يديم على وطننا نعمتي الأمن والاستقرار.

الأردن في عيده التاسع والسبعين للاستقلال
الأردن في عيده التاسع والسبعين للاستقلال

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

الأردن في عيده التاسع والسبعين للاستقلال

حسام المصري مؤسس ومدير عام فريق "عزيزٌ أنت ياوطني" للعمل التطوعي في الخامس والعشرين من أيار، لا يُعدّ التاريخ رقمًا في الروزنامة، بل هو نبض وطن، وصوت شعب، وراية خُطّت بدماء الأحرار، وعرق الكادحين، وعزم القيادة الهاشمية التي صنعت من الاستقلال بوابةً للمجد، ومن التحديات جسورًا للعبور.عيد الاستقلال الـ79 ليس فقط احتفالًا بذكرى، بل تجديد للعهد مع الوطن، وتأصيل لمعنى السيادة والكرامة التي انتزعها الأردنيون بإرادتهم الحرة، وصانوها بقيادةٍ حكيمةٍ راشدة، جعلت من الأردن قصة نجاح تُروى في المحافل، ومثالًا للصمود وسط العواصف والمتغيرات.منذ عام 1946 وحتى اليوم، كتب الأردن فصوله بشرف. من معركة البناء الداخلي، إلى ميادين الدفاع عن قضايا الأمة، لم ينحرف عن البوصلة، ولم يتردد في اتخاذ الموقف، فكان واحة أمنٍ واستقرار، ومركزًا للإعتدال والإنسانية في زمن التوترات والتشظي.الهاشميون، بعروبتهم الصافية ورؤيتهم الثاقبة، قادوا المركب بحكمة، فكان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – خير من حمل الراية، وحمى السيادة، ورعى المسيرة، بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، مجسدًا قيَم الثورة العربية الكبرى، ومواكبًا لمتغيرات العصر بتوازنٍ وحكمة.وفي هذا العيد المجيد، لا نحتفل بالماضي فحسب، بل نُراهن على المستقبل. جيلٌ شاب ينهض، ومشاريعُ تنموية تُبنى، ومبادراتٌ تُطلق، ومكانةٌ تتعزز في الإقليم والعالم. فالأردن اليوم، لا يتراجع ولا يستكين، بل يمضي إلى الأمام، بعزيمة لا تلين.كل عام والأردن أقوى بجيشه، وأمنه، وشعبه.كل عام والأردن أبهى بقيادته، ووعيه، ووحدته.كل عام واستقلالنا منارة تهدي الأجيال، وتُلهم الأوطان.عاش الأردن حرًا عزيزًا شامخًا،وعاشت ذكراك يا استقلال، وكنت لنا دومًا مجدًا لا يغيب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store