رميات التماس السلاح المنسي في كرة القدم الحديثة
فعالية ما عرف بـ"تخصص ديلاب" حين كان يقذف الكرة بيديه إلى داخل منطقة الجزاء من على الخط الجانبي كانت تثير الرعب في دفاعات الخصوم.
ومع ذلك، وباستثناء تلك الفترة القصيرة التي جعل فيها ديلاب هذا الأسلوب علامة فارقة في حقبة ستوك، بقيت رميات التماس إحدى الموارد غير المستغلة في كرة القدم.
لأظهر ديلاب ما يمكن فعله بها، لكن من المؤكد أن هناك إمكانات تكتيكية أكبر لهذه الكرة الثابتة التي تقع خارج نطاق قانون التسلل وحتى قانون لمسة اليد.
ففي كل مباراة، يحصل لاعب ميداني على فرصة تنفيذ نحو 35 رمية تماس، غالبا من موقع قريب بشكل تقريبي فقط من المكان الذي خرجت منه الكرة. والأغرب من ذلك ولأسباب غير مفهومة أنه لا يوجد تسلل في هذه الحالة.
وربما يفسر هذا الطابع الغريب سبب تجاهل رميات التماس تقريبا وعدم تطويرها طوال القرن الماضي. وكأنها حالة شاذة عن اللعبة، لا ننظر إليها كجزء أساسي من كرة القدم، بل كاستراحة غريبة تسبق استئناف اللعب الحقيقي.
ومهما كان السبب، فإن اللافت أن قانون رميات التماس لم يتغير منذ القرن التاسع عشر، وأن مظهر هذا الموقف وشكله لم يتطوران على عكس كل شيء آخر في كرة القدم، سواء من الناحية التكتيكية أو الفنية.
وفيما يأتي، خمس أفكار لإعادة ابتكار رميات التماس:
إتقان أسلوب ديلاب
كانت رميات ديلاب الطويلة والدقيقة أشبه بالسهام وأحيانا مرعبة. واجهت الدفاعات صعوبة في التعامل مع سرعة تمريراته وانخفاض مسارها، لدرجة أن بواز مايهيل، حارس مرمى هال سيتي، فضل ذات مرة إخراج الكرة إلى ركلة ركنية على أن يمنح خصمه رمية تماس.
وخلال أربع سنوات، سجل ستوك 25 هدفا من رميات تماس نفذها ديلاپ. إنها سلاح يمكن أن تستفيد منه كل الفرق، ومع ذلك لم ينجح أحد في تقليد أسلوبه في التنفيذ.
لكن لماذا؟ صحيح أن ديلاپ مارس رياضة رمي الرمح في شبابه، وهو ما ساعده على تطوير أسلوبه الفريد، لكن لا بد من وجود مساحة لتدريب اللاعبين على الاقتراب من مدى وسرعة رمياته.
يمكن تجهيز أحد الظهيرين عبر برنامج تدريبي خاص في صالة الألعاب الرياضية، لتقوية عضلات الذراعين والوركين وأي عضلات أخرى ضرورية، ليصبح الفريق أمام سلاح جديد كليا.
إنهاء التحيز ضد رميات التماس الطويلة
حان الوقت لوضع حد لهذا التحيز. فبسبب دور روري ديلاب في فريق ستوك سيتي تحت قيادة المدرب توني بوليس، أصبحت رميات التماس الطويلة مرتبطة حصريا بأسلوب لعب مباشر، قبيح، ودفاعي.
لكن علينا أن نتساءل عن منطق هذا التصور. أولا، نادي آرسنال يعيد الاعتماد على الكرات الثابتة إلى الواجهة (ميكيل أرتيتا سبق وأن اعتبر المقارنات مع ستوك بوليس "مديحا")، كما أن مدربي الكرات الثابتة أصبحوا "موضة" رائجة في الوقت الحالي.
والأهم من ذلك، أن رمية التماس الطويلة لا تختلف في جوهرها عن إرسال كرة ركنية مباشرة إلى منطقة الجزاء. فلماذا تعتبر الركنيات الطويلة أمرا مقبولا بينما ترى الرميات الطويلة على أنها أسلوب بدائي؟
مرة أخرى، يعود السبب إلى غرابة رمية التماس ومكانتها كفكرة ثانوية في اللعبة. فاستغلالها إلى الحد الأقصى ينظر إليه أحيانا على أنه تحايل على القوانين أو على الأقل كسر لروح اللعبة.
لقد أحدث ديلاب ثورة قصيرة في عالم رميات التماس، لكنه لم يلمس سوى جزءا بسيطا من إمكاناتها. وهناك مساحة أكبر بكثير للتطوير.
إعادة توظيف خطط الركنيات
حول مدربو الكرات الثابتة الركلات الركنية والركلات الحرة الحديثة إلى أشكال منظمة أشبه بخطط كرة القدم الأميركية. فلماذا لا يحدث الأمر نفسه مع رميات التماس؟
هناك عدد لا يحصى من استراتيجيات الركنيات وخطط التصدي لها، ومع ذلك، لم ينعكس أي من هذا التطور على رميات التماس، التي ما تزال تبدو جامدة وارتجالية إلى حد كبير.
إن غياب الابتكار في هذا الجانب مدهش، خصوصا إذا ما قورن بحجم التطورات التي شهدتها مجالات أخرى في كرة القدم.
والابتكار ليس أمرا معقدا فقط أزل التحيز، واجعل الرميات الطويلة قاعدة أساسية (تماما كحال الركنيات الجديدة)، ثم انقل خطط الكرات الثابتة بالكامل لتطبيقها على رميات التماس.
وهناك ميزة إضافية لذلك: عندما يتأقلم الخصوم ويملؤون منطقة الجزاء، ستتحول الرميات القصيرة إلى ما يشبه الركنيات القصيرة، مما يخلق مواقف تفوق عددي (2 ضد 1) وفرصا مثالية للعرضيات.
وبمجرد كسر الحاجز النفسي، ستصبح الاحتمالات بلا حدود.
كسر مصيدة التسلل
حتى الآن، ركزنا فقط على تحسين تقنية الرميات الطويلة، لكن مع المسار الحاد على طريقة ديلاب، يمكن تحقيق ما هو أكثر بكثير من مجرد قذف الكرة نحو المرمى.
فقانون التسلل يعد حجر الأساس في كرة القدم، ومن دونه يمكن ببساطة إرسال الكرة مباشرة نحو المهاجمين المتمركزين قرب المرمى، حيث ستكون المساحات واسعة لدرجة تلغي الحاجة إلى أي خطط تكتيكية، وهذا بالضبط ما يحدث تقريبًا في كل رمية تماس.
المثير للدهشة أن قانون التسلل لا يطبق عند تنفيذ ضربات المرمى أو رميات التماس، والأكثر غرابة أن الأندية لا تستغل هذه الميزة لصالحها.
شاهدنا حارس مانشستر سيتي إيدرسون يستغل ذلك في بعض المناسبات، أشهرها حين صنع هدفا لسيرجيو أجويرو عبر تمريرة طويلة، أثناء قيامه بجولة خلف خط الدفاع.
فلماذا لا يطبق الأمر نفسه في رميات التماس؟ يمكن للاعب واحد أو أكثر التمركز في موقع تسلل، إما لإجبار خط الدفاع المنافس على التراجع إلى عمق أكبر وفتح المساحات في الأمام، أو ببساطة للانفراد بالمرمى.
على سبيل المثال، في خسارة ليفربول 1-0 أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، كان اللافت في إحدى اللقطات أن لويس دياز قام بجري "عادي" على الجناح، وكأن فكرة أنه لا يمكن أن يكون متسللا لم تخطر بباله.
مثل هذه المواقف تتكرر مرارا، ومع ذلك لا يفكر أحد في التمركز قرب المرمى. وربما يكون ذلك مبررا إذا لم تكن هناك رمية طويلة آتية لكن تخيل ما يمكن أن يفعله لاعب مثل ديلاب في تلك الحالة.
المخاطرة بالرميات العرضية الطويلة
الرميات التي تكسر مصيدة التسلل يمكن أن تفتح عقولنا لتصور طرق جديدة للتفكير خارج الصندوق في كرة ثابتة غالبا ما ترتبط بمواقف مقيدة.
فعندما تأتي رمية التماس في الثلث الدفاعي أو حتى على خط الوسط، غالبا ما تكون مزعجة. وإذا قرر الخصم الضغط على الفريق المستحوذ، يميل المنفذ إلى إرسال كرة عالية وطويلة على الخط الجانبي على أمل الأفضل.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن تنفيذ الرمية يتطلب أسلوبا فنيا غريبا ونادر التدريب، وجزئيا إلا أن اللاعبين لا يريدون المخاطرة. لكن في زمن أصبح فيه تمرير الكرة من الخلف بأسلوب مخاطرة عالية اتجاها تكتيكيا شائعا، بهدف استدراج الخصم للأمام ثم كسر الضغط، فقد حان الوقت لتغيير هذه العقلية، حيث يمكن للفرق أن تتدرب على رميات طويلة عرضية أو قطرية تخترق خطوط الضغط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ملاعب
منذ 6 ساعات
- ملاعب
200 مليون إسترليني صفقات مانشستر يونايتد لاستعادة الأمجاد
بعد تقديمه أسوأ موسم منذ 51 عاماً، يعول مانشستر يونايتد على الخط الأمامي هذه المرة ويحظى المدرب روبن أموريم بدعم المشجعين لإحداث تغيير في ظل وجود قوة هجومية جديدة بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني. طالما قال أموريم إنه لو امتلك الخيار منذ البداية لما تولى المهمة الضخمة المتمثلة في إيقاظ النادي الأكثر نجاحاً في كرة القدم الإنجليزية من سباته عندما فعل ذلك في منتصف الموسم. اضافة اعلان وأكد المدرب البرتغالي أنه تلقى إنذاراً أخيراً مفاده "الآن أو لا" قبل أن يتولى المهمة خلفاً لإريك تن هاغ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ليقود الفريق الذي كان أداؤه ضعيفاً إلى أدنى مستوياته ويحقق أسوأ نهاية ويتكبد أكبر عدد من الهزائم ويجمع أقل عدد من النقاط وأقل عدد من الأهداف في تاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي الممتاز. وطلب أموريم من الجماهير الحكم عليه بعد حصوله على فترة إعداد كاملة للموسم الجديد لغرس أفكاره بشكل صحيح. ويحظى المدرب البرتغالي بثلاثة مهاجمين جدد يمنحونه عوامل أكبر للنجاح. ويأتي هذا الإنفاق بمثابة مفاجأة إذ أصر السير جيم راتكليف، الشريك الجديد في ملكية النادي، في مارس (آذار) الماضي على أن النادي كان يعاني من نقص شديد في السيولة عندما اشترت شركته إنيوس حصة أقلية في أواخر 2023. وأعلن مانشستر يونايتد اليوم التعاقد مع بنيامين سيسكو مهاجم رازن بال سبورت لايبزيغ وقد يجاوره في المباراة الافتتاحية للموسم المقبل أمام آرسنال المهاجمان المثيران للاهتمام ماتيوس كونيا وبريان مبيومو اللذان يمتلكان شيئاً افتقر إليه مهاجمو يونايتد في الآونة الأخيرة وهو تسجيل الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأنهى يونايتد الموسم الماضي في المركز 15 إذ استقبلت شباكه 54 هدفاً وهو ثالث أسوأ سجل دفاعي للفريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن عجز الفريق عن التسجيل كان أكثر ضرراً فقد أحرز رقماً قياسياً منخفضاً في الدوري بلغ 44 هدفاً أي أقل بخمسة أهداف عن أي موسم في الدوري الإنجليزي. وقال أموريم للصحافيين خلال جولة الفريق بالولايات المتحدة استعداداً للموسم الجديد: "تمثل أصعب جزء في الموسم الماضي في المشاركة بالمباريات في ظل معرفة أننا لن نكون منافسين". وأضاف "أنا أفضل حالاً وأكثر حماساً الآن. أعتقد أيضاً أني تعلمت الكثير. سنكون فريقاً أفضل. ليس فقط لأني أعتقد حقاً أننا يمكن أن نكون أفضل لكني أظن حقاً أني سأكون أفضل في الإدارة هذا الموسم". وتابع: "نحن الآن في وضع أفضل، لكننا في البداية فحسب. علينا أن نقدم أداء جيداً. وأنا حقاً أحب الضغط. إذا كان لدي شعور قبل المباراة بأننا سنكون قادرين على المنافسة، سنكون على ما يرام. أنا فقط لا أريد العودة إلى ذلك الشعور بأننا نعتقد أن فرص الفوز بالمباراة ليست متكافئة". شعر المشجعون بالارتياح لأن الصفقات الجديدة لم تتأثر بحقيقة أن يونايتد لن ينافس في أي بطولة أوروبية هذا الموسم للمرة الأولى منذ 11 عاماً. قيل إن الكثير من الأندية الأخرى مهتمة بضم مبيومو وسيسكو لكن يونايتد لا يزال يحظى بالجاذبية رغم عدم إحرازه لقب الدوري منذ 2013. وقال مبيومو بعد التوقيع "كنت أرغب في الانضمام إلى هذا النادي الكبير منذ البداية". وأضاف "أنا هنا الآن، أنا سعيد حقاً. إنه أكبر ناد في العالم بالنسبة لي. المشجعون رائعون والملعب مذهل. كل لاعب يريد اللعب هنا".


ملاعب
منذ يوم واحد
- ملاعب
البريمير ليج ينتظر 5 نجوم في الموسم الجديد .. التفاصيل الكاملة
مع بدء العد التنازلي لموعد انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2025-2026 تترقب الجماهير نجاح 5 نجوم في تقديم مستويات مميزة وصناعة الحدث وكتابة التاريخ في أنديتهم الجديدة. اضافة اعلان وفرض الميركاتو الصيفي في عالم أندية الدوري الإنجليزي تعاقدات مثيرة لكبار الأندية مع لاعبين باتوا في عيون الجماهير حاليا أمل أنديتهم في تقديم مستويات مميزة وصناعة المنافسة على اللقب. ويعتبر الألماني فلوريان فيرتز نجم ليفربول هو المرشح الأول للتألق والتوهج وهو قادم من ليفركوزين الألماني في صفقة تخطت 150 مليون دولار ويمثل فيرتز الورقة الرابحة حاليا في ليفربول والعقل المفكر في تشكيلة المدرب أرني سلوت وتضم تشكيلة ليفربول حامل لقب بطل البريمير ليج في الموسم الماضي نجما ثانيا جديدا هو إيكيتيكي رأس الحربة الجديد الذي كبد الريدز أكثر من 100 مليون دولار وهو نجم كبير مرشح للتألق. ثنائي أرسنال في الصورة يظهر في كادر النجوم المنتظر لهم التألق في البريمير ليج وسباق الدوري الإنجليزي نجمين كبيرين هما لاعب الوسط الإسباني مارتن زوبيمندي قادمًا من ريال سوسيداد مقابل 60 مليون جنيه إسترليني إلى جانب فيكتور جيوكيريس هداف لشبونة البرتغالي الوافد مقابل أكثر 60 مليون جنيه إسترليني وهو هداف خطير يعول عليه أرسنال الكثير في الموسم المقبل. نجم البلوز في الحسابات من الصفقات الجديدة المنتظر لها الانفجار في البريمير ليج والدوري الإنجليزي يلمع اسم جيمي جيتنز من بوروسيا دورتموند إلى تشيلسي مقابل 48.5 مليون جنيه إسترليني وهو ورقة رابحة لدى المدرب ماريسكا يعول عليه في كتابة الحدث خلال الموسم المقبل.


ملاعب
منذ يوم واحد
- ملاعب
فابينيو يكشف عن مفاجأة مدوية عقب الاعتزال ويروي "كواليس" انتقاله إلى الاتحاد
تحدث البرازيلي فابينيو لاعب وسط فريق كرة القدم بنادي الاتحاد، حول كواليس رحيله عن صفوف ليفربول ورؤيته أيضًا لمستقبله في الملاعب، وذلك في مقابلة أجراها صباح اليوم. وفي تصريحات لصحيفة "الجارديان"، بدأ البرازيلي قائلاً: "أنا سعيد في نادي الاتحاد وأحب اللعب في السعودية، نعم الدوري البرازيلي متاح لي ويزداد قوة يوماً بعد يوم، لكن إذا كان عليّ المُغادرة أرغب بالعودة إلى أوروبا والمنافسة على دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي الأفضل بالعالم ولكني سأختار فرصة لعب في مكان لم ألعب فيه مسبقاً ". وحول أفضل مدرب عمل معه فابينيو، رد بقوله: "سأختار دائماً من حققت معه أكبر عدد من البطولات "يورغن كلوب"". اضافة اعلان وبشأن مستقبله عقب اعتزال كرة القدم، أفاد اللاعب قائلاً: "أحب مشاهدة المباريات ومراقبة ودراسة الخطط التكتيكية، لا أعرف هل هذا سيجعلني مدرباً؟ ولكن سأعمل عليه وسألتحق بدورة تدريبية لأصبح مدرب". وحول كواليس الانتقال إلى العميد: "لم يعجبني تصرف ليفربول عندما وصلهم عرض نادي #الاتحاد، تركوني أتخذ قراري بـمفردي دون التمسك بي.". واختتم: "سأسعى جاهداً في نادي #الاتحاد حتى أحقق هدفي بـالمشاركة في كأس العالم المُقبل مع البرازيل، لازلت أمتلك الموهبة الكبيرة وأرى بإمكاني مُساعدة بلادي".