logo
ثقافة بلا حدود مبادرة تقرّب الكتاب من كل بيت في الشارقة

ثقافة بلا حدود مبادرة تقرّب الكتاب من كل بيت في الشارقة

الشارقة 24منذ 4 أيام
النشأة والتأسيس: رؤية حاكمة لنشر المعرفة
انطلقت مبادرة ثقافة بلا حدود عام 2008 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمتابعة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وقد جاءت هذه المبادرة لتحقق هدفاً نبيلاً يتمثل في نشر المعرفة والثقافة عبر إيصال الكتب إلى كل منزل إماراتي.
وقد استهدفت المبادرة إنشاء مكتبات منزلية متكاملة تضم مؤلفات متنوعة في الأدب والعلوم والثقافة العامة وأدب الأطفال، حيث نجحت في الوصول إلى آلاف الأسر الإماراتية عبر توزيع مجموعات مختارة بعناية من الإصدارات العربية، الأمر الذي ساهم في
لدى جميع أفراد المجتمع وإثراء معارفهم، وترسيخ مكانة الشارقة منارةً للعلم والثقافة.
التأثير والانتشار: ثقافة القراءة تطال الجميع
يُعد مشروع "ثقافة بلا حدود" من المبادرات الثقافية الرائدة في الشارقة، فقد أطلق عدداً من المبادرات المهمة التي كان لها أثر ملموس في تعزيز الثقافة المجتمعية، من أبرزها "المكتبة المتنقلة" التي تجوب الأحياء والمؤسسات لنشر عادة القراءة، و"عربة الثقافة" التي تصل بالكتب إلى المرضى في المستشفيات، إلى جانب مبادرات أخرى أسهمت في ترسيخ
كعادة يومية في حياة الأفراد بمختلف فئاتهم، من بينها ما يأتي:
نادي أصدقاء ثقافة القرائي: تجارب ثقافية تفاعلية
أطلقت مؤسسة ثقافة بلا حدود في مارس 2022 نادي أصدقاء ثقافة القرائي ضمن فعاليات شهر القراءة الوطني، حيثُ احتضن النادي خمسين قارئاً في جلسة نقاشية حول كتاب "رسائل جوهرية" لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إذ تمَّ استعراض أبرز محاور الكتاب وجمالياته الأدبية واللغوية.
كما نظم النادي جلسات
لمناقشة تحديات نوادي القراءة الثقافية وآليات تطويرها، ويهدف النادي إلى بناء قاعدة بيانات شاملة لمحبي المطالعة واستقطاب فئات جديدة مثل المتقاعدين وربات البيوت، علاوة على تقديم عضويات متدرجة للأعضاء تعتمد على ساعات القراءة والمشاركة الثقافية لترسيخ دور المثقف المؤثر في المجتمع.
الشباب وثقافة القراءة: نحو جيل واعد من القُراء
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للشباب عام 2021، بادرت مؤسسة ثقافة بلا حدود إلى توزيع مكتباتها على مجالس الشباب في دولة الإمارات، وذلك بهدف نشر ثقافة المطالعة بين الشباب ودعم الخطة الوطنية للقراءة، كما تسعى هذه المبادرة إلى تحفيز الشباب على تبني القراءة كنمط حياة يومي واستثمار قدراتهم الإبداعية، بحيث يصبحوا شركاء فاعلين في بناء المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة للوطن.
بين يديك كتاب: المعرفة طريق للإصلاح
أطلقت مؤسسة ثقافة بلا حدود في عام 2021 بالتعاون مع المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة مبادرة "بين يديك كتاب"، والتي استهدفت تطوير القدرات المعرفية للنزلاء وتعزيز عادة المطالعة.
وقد تضمنت المبادرة أربع جلسات ثقافية نوعية استضافت نخبة من المختصين والكتاب لإثراء المحتوى الفكري للمشاركين، كما سعت لخدمة أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة والمساهمة في تقوية اقتصاد المعرفة، وركزت بشكل أساسي على إعداد النزلاء للاندماج الإيجابي في المجتمع وتحويلهم إلى عناصر فاعلة ومنتجة تساهم في التطوير والنمو الوطني.
سافر مع كتاب: المعرفة ترافق المسافرين
أطلقت ثقافة بلا حدود عام 2020 مبادرة "سافر مع كتاب" بمطار الشارقة لإثراء تجربة السفر معرفياً، إذ قدمت للمسافرين 250 إصداراً بالعربية والإنجليزية شملت الأدب والروايات وكتب التنمية الذاتية والدين والتربية والتاريخ.
بينما دعمت المبادرة مكتبة العاملين بالمطار بـ 150 كتاباً إضافياً، كما استحدثت "عربة الثقافة" كمنصة معرفية متحركة تحوي مجموعة واسعة من المؤلفات متعددة اللغات، مما يتيح للمسافرين من جميع الخلفيات الثقافية تحويل فترات الانتظار إلى فرص قرائية مثمرة والاستفادة من المصادر الثقافية المتوفرة.
قهوة وكتاب: فرصة لتعديل المزاج المعرفي
تُعدّ مبادرة "قهوة وكتاب" من المبادرات الثقافية المبتكرة التي أطلقتها "ثقافة بلا حدود"، وتقوم على فكرة وجود عربة تحتوي على مجموعة من الكتب، وتُقدّم القهوة أيضاً؛ لتمنح القارئ تجربة ممتعة تجمع بين متعة القراءة وأجواء القهوة الدافئة.
وقد جابت هذه العربة أماكن متعددة في إمارة الشارقة، ورافقتها فعاليات مميزة ومسابقات تهدف إلى تشجيع الجمهور على القراءة، والتفاعل مع الكتاب في الفضاءات العامة، مما يُعزّز ثقافة المعرفة ويُحبّب الكتاب إلى أفراد المجتمع، في أجواء يختلط فيها عبق القهوة مع كنوز الفكر، فتُفتح العقول على ما تحتويه الكتب من معلومات قيّمة وثقافة متنوعة.
خذ كتاباً واترك كتاباً: تشجيع التبادل المعرفي
أطلقت ثقافة بلا حدود مبادرتها "خذ كتاباً واترك كتاباً" في عام 2018 سعياً لتوسيع نطاق أنشطتها الثقافية في المجتمع، وتتمحور فكرة المبادرة حول توزيع صناديق كتب في أربع مناطق متفرقة بإمارة الشارقة.
ولعلَّ أبرز ما يميّز هذه التجربة الثقافية طابعها التفاعلي؛ إذ تشجع الزوار على الاستفادة من المعرفة المتاحة من خلال اختيار كتاب يناسب اهتماماتهم وترك كتاب آخر بدلاً منه، كما تحتوي الصناديق على مؤلفات متنوعة تغطي مختلف المجالات المعرفية، في حين تحرص المبادرة على تحديث محتوياتها بشكل مستمر لضمان تجدد وثراء المادة الثقافية المقدمة للجمهور.
التحول المؤسسي: من مبادرة إلى مؤسسة متكاملة
أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في أكتوبر من عام 2022 مرسوماً أميرياً يحمل الرقم 63 -في خطوة هامة نحو تطوير القطاع الثقافي- يقضي بإنشاء وتنظيم مؤسسة ثقافة بلا حدود كهيئة مستقلة، حيث عُهدت رئاسة هذه المؤسسة إلى الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي.
وتسعى هذه المؤسسة إلى دعم وتطبيق الرؤية الثقافية الشاملة لدولة الإمارات وترسيخ المكانة الإماراتية ضمن المشهد الثقافي والإنساني على الصعيد الدولي، كما تركز جهودها على
وحفز عمليات تأليف وطباعة وتوزيع المؤلفات عبر أنحاء البلاد، في حين تهتم بتقوية أواصر التواصل وتبادل المعارف والتجارب بين الأوساط الثقافية والنشر المحلية والعالمية.
ختاماً،
تثبت مبادرة ثقافة بلا حدود أنَّ الكتاب يمكن أن يكون أساساً لحياة متجددة، فمع كل مكتبة تُفتَح في بيت إماراتي تُزرَع بذرة وعي تُثمر مجتمعاً أكثر انفتاحاً ومعرفة، ولعب هذا التأثير المجتمعي العميق دوراً محورياً في نشر ثقافة القراءة ودعم مشروع حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب، مما رسّخ مكانتها الثقافية عالمياً.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, مبادرة «ثقافة بلا حدود»
[2] sharjah24.ae, "ثقافة بلا حدود" تفتح نادياً للقراء وتناقش كتاب "رسائل جوهرية"
[3] web.khda.gov.ae, انطلاق مشروع «ثقافة بلا حدود»
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين في البرنامج التعليمي بجامعة إكستر
حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين في البرنامج التعليمي بجامعة إكستر

الاتحاد

timeمنذ 2 أيام

  • الاتحاد

حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين في البرنامج التعليمي بجامعة إكستر

التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة خورفكان، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، أبناءه وبناته طلبة جامعة خورفكان الملتحقين بالبرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار، والذي ينفَّذ في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة. وألقى سموه خلال اللقاء كلمةً أبوية وجهها إلى أبنائه وبناته، ثمّن فيها جهودهم ومثابرتهم في طلب العلم في جامعة إكستر، معرباً عن سعادته بالاستفادة المرجوة من الشراكة المثمرة في تأهيل الطلبة وتزويدهم بالعلم النافع والمهارات اللازمة في مجال علوم البحار. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة:«أنتم تمثلون قمة البحث العلمي الذي نحتاج إليه، خاصة في منطقة شواطئ خورفكان، نحن نحافظ على البيئة من أشجار وجبال ونحافظ على ما في البحر، الذي فيه كنوز وحياة لا نشاهدها، وهناك أماكن لم يغطس بها الإنسان، ونحن نهيب بكم لتكونوا الأوائل الذين يرتادون هذه الأماكن». ووجه سموه لأبنائه وبناته الطلبة عدداً من النصائح المرتكزة على الثقة بالنفس والشخصية والبلد وقال: «وصيتي لكم بوصفي كنت طالباً مثلكم سواء في المدرسة أو الجامعة أو في الدراسات العليا بالثقة بالنفس والاعتماد عليها بالعلم، فأنت من ستحتوي هذا العلم ليس في الدفاتر، وإنما في عقلك، فبقدر ما تكون نشيطاً في التحصيل وذكياً في الحفظ لا تفوتك حتى الصغيرة ستستطيع أن تُكَوّن مخزناً للعلم والمعرفة، ولا تقول أدرس في الجامعة فقط، بل ادرس حتى خارجها وتَفَهّم الدنيا». وأضاف صاحب السمو رئيس جامعة خورفكان: «شخصيتك يجب أن تكيفها لكيلا تؤثر فيك أي ظروف أو معوقات تحصل سواء في المنزل أو خارجه وتلهيك أو تبعدك عن الدراسة أو تشتت تركيزك، وتفاعل مع الجامعة وأنشطتها مثل المحاضرات والندوات والملتقيات، ولتكن جامعتك بيتك الثاني». وقال سموه: «كل مدينة عندي يعلم الله أنني أنقشها بالألوان بمشاريع تضيف إليها، وتزيد من ترابط أهلها وانتمائهم واعتزازهم بها سواء المشاريع التعليمية أو السياحية أو الاجتماعية أو البيئية وبشكل دقيق يضفي على جمالها جمالاً، وعلى سكانها ألفة وتفاعلاً أكبر، وترون خورفكان في تقدم من إنجازات علمية وفكرية واجتماعية، ولدينا السيدة فاطمة المغني شعلة نشاط منذ صغرها، وعندما أنشأنا السوق القديم في خورفكان عملت به ملتقى يلتقي فيه كل الزائرين، وتُعرف من خلاله بتراث وماضي المدينة، ونريدكم أنتم أيضاً أن ترتقوا ببلدكم بمشاركتكم في الأندية والمراكز المعنية بالشباب والفتيات وتفاعلكم مع المجتمع». ونوه إلى أهمية التركيز على البحث العلمي، الذي تتميز به أيضاً جامعة إكستر، بالإضافة إلى مركز الشارقة لأبحاث علوم البحار الذي تصل تكلفته إلى 100 مليون درهم، مؤكداً أنه لا يبخل على العلم، وعند اكتماله سَيُمَكّن المركز طلبة علوم البحار من تعلم الغوص واستخدام المعدات والبحث في البحر الذي هو مجال اختصاصهم. وثمّن الطلبة الدعم الكبير والاهتمام، الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لهم ومتابعته المستمرة لأوضاعهم خلال الدراسة مؤكدين حرصهم على تنفيذ نصائحه والسير على خطاه في التزود بالعلم النافع والمهارات اللازمة والتفاعل مع المجتمع للارتقاء به ورفع اسم دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة عالياً بالعلم والبحث العلمي. يأتي البرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار، الذي نُفّذ في المملكة المتحدة، وشارك به 26 طالباً وطالبة ضمن إطار التعاون الأكاديمي بين جامعتي خورفكان وإكستر البريطانية. استهدف البرنامج تقديم تجربة علمية متكاملة تجمع بين التأهيل النظري والتطبيقي لطلبة كلية علوم البحار والأحياء المائية بجامعة خورفكان وفق أعلى المعايير الأكاديمية. وشمل البرنامج سلسلة من الأنشطة الميدانية والنظرية استمرت على مدار أسابيع من شهر يوليو، وتتمثل في ورش عمل تخصصية عقدت داخل المختبرات التعليمية، تضمّنت موضوعات متعددة كتحليل البيانات البيئية، وإعداد التجارب، ورصد الكائنات البحرية في بيئاتها الطبيعية، ومحاضرات نظرية قدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء، إلى جانب زيارات تعليمية لمواقع حيوية طبيعية في المملكة المتحدة مكّنت الطلبة من ربط المفاهيم النظرية بالتجارب الواقعية، وأثرت معرفتهم حول أهمية الاستدامة والتنوع البيولوجي في المناطق الساحلية. وفي ختام اللقاء التقط صاحب السمو حاكم الشارقة صورة تذكارية مع طلاب وطالبات جامعة خورفكان متمنياً لهم التوفيق والسداد والعودة بسلام إلى بيوتهم وأسرهم.

"ربع قرن" تعزز قدرات أعضاء البرلمان العربي للطفل عبر 6 برامج هادفة
"ربع قرن" تعزز قدرات أعضاء البرلمان العربي للطفل عبر 6 برامج هادفة

الشارقة 24

timeمنذ 3 أيام

  • الشارقة 24

"ربع قرن" تعزز قدرات أعضاء البرلمان العربي للطفل عبر 6 برامج هادفة

الشارقة 24: في مشهد تفاعلي مفعم بالإبداع، استقبل مركز ناشئة الشارقة، التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل، في أولى محطات أعمالهم ضمن أعمال الجلسة الثانية من الدورة البرلمانية الرابعة، وذلك بتنفيذ باقة من البرامج التعليمية والتطبيقية المتنوعة التي جمعت بين الفنون والمهارات التقنية والمهنية، وهدفت إلى صقل مهاراتهم وبناء قدراتهم في بيئة تعليمية متقدمة. وتأتي هذه الاستضافة التي جرت صباح اليوم الخميس ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها البرلمان العربي للطفل في إمارة الشارقة لأعضاء البرلمان العربي للطفل، في سياق رؤيتها المتكاملة التي أرساها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الطفولة العربية وصناعة أجيال واعية ومؤثرة، مؤهلة لصياغة مستقبلها بعلم ووعي ومسؤولية. وشملت هذه البرامج مجموعة متكاملة من الورش التخصصية التي توزعت على عدة مسارات، كان أبرزها محور "استوديو الناشئة"، الذي احتوى على برنامج "الرسوم المتحركة"، حيث خاض المشاركون سلسلة من الورش التي تعرّفوا فيها على أهمية التغذية البصرية وأساسيات الرسم، إلى جانب تعلم استخدام برنامج "بروكرييت" وإنتاج مشاهد أنيميشن بطريقة احترافية، ما عزز قدراتهم الفنية وربطهم بالتقنيات الرقمية الحديثة. أما ورشة "عالم مصغر" فقد فتحت أمام الأطفال البرلمانيين آفاق التصوير الفوتوغرافي، حيث تلقوا تدريبًا على مهارات التقاط الصور، والتحكم بالإضاءة والزوايا، والتعبير البصري باستخدام الكاميرا، إلى جانب تعزيز الإبداع والخيال لديهم في إنتاج صور تعبّر عن رؤيتهم الخاصة للجمال واللحظة. وفي مسار الكتابة الإبداعية، خاض البرلمانيون تجربة "كتابة القصة القصيرة" ضمن برنامج "المتحدث"، حيث تعلموا كيفية التعبير عن أفكارهم وتجاربهم بأسلوب أدبي جذاب، مع التدريب على تقنيات التكثيف والاختزال وصياغة السيناريو، مما أتاح لهم فرصة الدخول إلى عالم التأليف والكتابة بوعي واحتراف. وفي المجال الفني، شهدت الورش الفنية تنوعًا ثريًا، كان من أبرزها ورشة "التشكيل بالفخار"، التي أتاحت للمشاركين ممارسة أحد الفنون التشكيلية المهمة والمكملة لفن الخط العربي، حيث تعلموا تشكيل الفخار بأساليب إبداعية يمكن تطبيقها على لوحات أو مجسمات، ما أضفى بعدًا جماليًا جديدًا على مهاراتهم الحرفية. كما شارك الأطفال في تنفيذ مجسمات هندسية عبر ورشة "الماكيت المعماري"، حيث صمّموا نماذج ثلاثية الأبعاد لمبانٍ واقعية باستخدام رقائق الخشب، ما مكّنهم من التفاعل مع مفاهيم التصميم والبناء، وربط الخيال بالواقع العمراني، وغرس لديهم مهارات التفكير الهندسي والتخطيط المكاني. أما في مجال العلوم والتكنولوجيا، فقد خاض البرلمانيون تجربة تكنولوجية فريدة من نوعها ضمن ورشة "روبوتات LEGO"، التي ركزت على تعريفهم بكيفية تصميم وبناء الروبوتات، والتعامل معها بشكل عملي، مما نمّى مهاراتهم في البرمجة، وربطهم بعالم التقنية الحديثة والتفكير المنطقي. وفي الجانب المهني، تلقى الأطفال تدريباً عملياً في ورشة "ميكانيكا السيارات"، التي عرّفتهم على مهارات الصيانة المنزلية، من أعمال السباكة والنجارة إلى التصليحات الفنية، ضمن إطار تدريبي يربطهم بالمهارات الحياتية اليومية التي تعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات البسيطة في محيطهم اليومي. وقد تفاعل أعضاء البرلمان العربي للطفل بشكل كبير مع هذه الورش، وأبدوا حماسة لافتة واستعدادًا لتعلم كل جديد، حيث شكّلت هذه الفعاليات أرضية خصبة لاكتشاف الذات وتوسيع الآفاق المعرفية، بما يعكس النهج المتقدم الذي تتبناه مؤسسة ربع قرن ومركز ناشئة الشارقة في رعاية الأطفال والناشئة. وفي هذا السياق، عبّر سعادة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، عن اعتزازه بهذا التعاون النوعي مع مؤسسة ربع قرن، مؤكداً أن هذه البرامج تمثّل انطلاقة قوية في لقائهم على أرض الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أعمال الجلسة الثانية للدورة الرابعة من البرلمان، وتترجم بوضوح رؤية الشارقة في تمكين الطفل العربي من خلال أدوات التعلم والابتكار والإبداع. وقال الباروت: ما شهدناه في مركز ناشئة الشارقة من تنظيم وبرامج نوعية يعبّر عن رؤية قيادية تستثمر في الطفولة، وتمنح أبناءنا وبناتنا البرلمانيين الفرصة لاكتساب مهارات متقدمة سترافقهم في مسيرتهم المستقبلية. إن الشراكة بين البرلمان العربي للطفل ومؤسسة ربع قرن تثمر اليوم برامج واقعية تبني العقول وتحفّز الطاقات في بيئة تفاعلية ملهمة.

ثقافة بلا حدود مبادرة تقرّب الكتاب من كل بيت في الشارقة
ثقافة بلا حدود مبادرة تقرّب الكتاب من كل بيت في الشارقة

الشارقة 24

timeمنذ 4 أيام

  • الشارقة 24

ثقافة بلا حدود مبادرة تقرّب الكتاب من كل بيت في الشارقة

النشأة والتأسيس: رؤية حاكمة لنشر المعرفة انطلقت مبادرة ثقافة بلا حدود عام 2008 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمتابعة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وقد جاءت هذه المبادرة لتحقق هدفاً نبيلاً يتمثل في نشر المعرفة والثقافة عبر إيصال الكتب إلى كل منزل إماراتي. وقد استهدفت المبادرة إنشاء مكتبات منزلية متكاملة تضم مؤلفات متنوعة في الأدب والعلوم والثقافة العامة وأدب الأطفال، حيث نجحت في الوصول إلى آلاف الأسر الإماراتية عبر توزيع مجموعات مختارة بعناية من الإصدارات العربية، الأمر الذي ساهم في لدى جميع أفراد المجتمع وإثراء معارفهم، وترسيخ مكانة الشارقة منارةً للعلم والثقافة. التأثير والانتشار: ثقافة القراءة تطال الجميع يُعد مشروع "ثقافة بلا حدود" من المبادرات الثقافية الرائدة في الشارقة، فقد أطلق عدداً من المبادرات المهمة التي كان لها أثر ملموس في تعزيز الثقافة المجتمعية، من أبرزها "المكتبة المتنقلة" التي تجوب الأحياء والمؤسسات لنشر عادة القراءة، و"عربة الثقافة" التي تصل بالكتب إلى المرضى في المستشفيات، إلى جانب مبادرات أخرى أسهمت في ترسيخ كعادة يومية في حياة الأفراد بمختلف فئاتهم، من بينها ما يأتي: نادي أصدقاء ثقافة القرائي: تجارب ثقافية تفاعلية أطلقت مؤسسة ثقافة بلا حدود في مارس 2022 نادي أصدقاء ثقافة القرائي ضمن فعاليات شهر القراءة الوطني، حيثُ احتضن النادي خمسين قارئاً في جلسة نقاشية حول كتاب "رسائل جوهرية" لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إذ تمَّ استعراض أبرز محاور الكتاب وجمالياته الأدبية واللغوية. كما نظم النادي جلسات لمناقشة تحديات نوادي القراءة الثقافية وآليات تطويرها، ويهدف النادي إلى بناء قاعدة بيانات شاملة لمحبي المطالعة واستقطاب فئات جديدة مثل المتقاعدين وربات البيوت، علاوة على تقديم عضويات متدرجة للأعضاء تعتمد على ساعات القراءة والمشاركة الثقافية لترسيخ دور المثقف المؤثر في المجتمع. الشباب وثقافة القراءة: نحو جيل واعد من القُراء في إطار الاحتفال باليوم العالمي للشباب عام 2021، بادرت مؤسسة ثقافة بلا حدود إلى توزيع مكتباتها على مجالس الشباب في دولة الإمارات، وذلك بهدف نشر ثقافة المطالعة بين الشباب ودعم الخطة الوطنية للقراءة، كما تسعى هذه المبادرة إلى تحفيز الشباب على تبني القراءة كنمط حياة يومي واستثمار قدراتهم الإبداعية، بحيث يصبحوا شركاء فاعلين في بناء المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة للوطن. بين يديك كتاب: المعرفة طريق للإصلاح أطلقت مؤسسة ثقافة بلا حدود في عام 2021 بالتعاون مع المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة مبادرة "بين يديك كتاب"، والتي استهدفت تطوير القدرات المعرفية للنزلاء وتعزيز عادة المطالعة. وقد تضمنت المبادرة أربع جلسات ثقافية نوعية استضافت نخبة من المختصين والكتاب لإثراء المحتوى الفكري للمشاركين، كما سعت لخدمة أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة والمساهمة في تقوية اقتصاد المعرفة، وركزت بشكل أساسي على إعداد النزلاء للاندماج الإيجابي في المجتمع وتحويلهم إلى عناصر فاعلة ومنتجة تساهم في التطوير والنمو الوطني. سافر مع كتاب: المعرفة ترافق المسافرين أطلقت ثقافة بلا حدود عام 2020 مبادرة "سافر مع كتاب" بمطار الشارقة لإثراء تجربة السفر معرفياً، إذ قدمت للمسافرين 250 إصداراً بالعربية والإنجليزية شملت الأدب والروايات وكتب التنمية الذاتية والدين والتربية والتاريخ. بينما دعمت المبادرة مكتبة العاملين بالمطار بـ 150 كتاباً إضافياً، كما استحدثت "عربة الثقافة" كمنصة معرفية متحركة تحوي مجموعة واسعة من المؤلفات متعددة اللغات، مما يتيح للمسافرين من جميع الخلفيات الثقافية تحويل فترات الانتظار إلى فرص قرائية مثمرة والاستفادة من المصادر الثقافية المتوفرة. قهوة وكتاب: فرصة لتعديل المزاج المعرفي تُعدّ مبادرة "قهوة وكتاب" من المبادرات الثقافية المبتكرة التي أطلقتها "ثقافة بلا حدود"، وتقوم على فكرة وجود عربة تحتوي على مجموعة من الكتب، وتُقدّم القهوة أيضاً؛ لتمنح القارئ تجربة ممتعة تجمع بين متعة القراءة وأجواء القهوة الدافئة. وقد جابت هذه العربة أماكن متعددة في إمارة الشارقة، ورافقتها فعاليات مميزة ومسابقات تهدف إلى تشجيع الجمهور على القراءة، والتفاعل مع الكتاب في الفضاءات العامة، مما يُعزّز ثقافة المعرفة ويُحبّب الكتاب إلى أفراد المجتمع، في أجواء يختلط فيها عبق القهوة مع كنوز الفكر، فتُفتح العقول على ما تحتويه الكتب من معلومات قيّمة وثقافة متنوعة. خذ كتاباً واترك كتاباً: تشجيع التبادل المعرفي أطلقت ثقافة بلا حدود مبادرتها "خذ كتاباً واترك كتاباً" في عام 2018 سعياً لتوسيع نطاق أنشطتها الثقافية في المجتمع، وتتمحور فكرة المبادرة حول توزيع صناديق كتب في أربع مناطق متفرقة بإمارة الشارقة. ولعلَّ أبرز ما يميّز هذه التجربة الثقافية طابعها التفاعلي؛ إذ تشجع الزوار على الاستفادة من المعرفة المتاحة من خلال اختيار كتاب يناسب اهتماماتهم وترك كتاب آخر بدلاً منه، كما تحتوي الصناديق على مؤلفات متنوعة تغطي مختلف المجالات المعرفية، في حين تحرص المبادرة على تحديث محتوياتها بشكل مستمر لضمان تجدد وثراء المادة الثقافية المقدمة للجمهور. التحول المؤسسي: من مبادرة إلى مؤسسة متكاملة أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في أكتوبر من عام 2022 مرسوماً أميرياً يحمل الرقم 63 -في خطوة هامة نحو تطوير القطاع الثقافي- يقضي بإنشاء وتنظيم مؤسسة ثقافة بلا حدود كهيئة مستقلة، حيث عُهدت رئاسة هذه المؤسسة إلى الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي. وتسعى هذه المؤسسة إلى دعم وتطبيق الرؤية الثقافية الشاملة لدولة الإمارات وترسيخ المكانة الإماراتية ضمن المشهد الثقافي والإنساني على الصعيد الدولي، كما تركز جهودها على وحفز عمليات تأليف وطباعة وتوزيع المؤلفات عبر أنحاء البلاد، في حين تهتم بتقوية أواصر التواصل وتبادل المعارف والتجارب بين الأوساط الثقافية والنشر المحلية والعالمية. ختاماً، تثبت مبادرة ثقافة بلا حدود أنَّ الكتاب يمكن أن يكون أساساً لحياة متجددة، فمع كل مكتبة تُفتَح في بيت إماراتي تُزرَع بذرة وعي تُثمر مجتمعاً أكثر انفتاحاً ومعرفة، ولعب هذا التأثير المجتمعي العميق دوراً محورياً في نشر ثقافة القراءة ودعم مشروع حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب، مما رسّخ مكانتها الثقافية عالمياً. المراجع [1] مبادرة «ثقافة بلا حدود» [2] "ثقافة بلا حدود" تفتح نادياً للقراء وتناقش كتاب "رسائل جوهرية" [3] انطلاق مشروع «ثقافة بلا حدود»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store