
أخبار مصر : هل صلاة الشروق في البيت مثل المسجد ثوابها كامل؟.. بهذه الحالة
نافذة على العالم - لعل ما يطرح هل صلاة الشروق في البيت مثل المسجد ثوابها كامل ؟ ، هو أنها إحدى السُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتي جاء فيها كثير من النصوص والوصايا التي تحث على اغتنامها والفوز بها ، ومن ثم ينبغي البحث عن أسرارها وفي صدارتها هل صلاة الشروق في البيت مثل المسجد ثوابها كامل ؟ ، لأنه يعبر عن حال الكثيرين ممن يدركون جيدًا فضل صلاة الشروق ويحرصون على اغتنام ثوابها كاملاً، لكن تمنعهم الظروف عن المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر، وكذلك تحدد موقف أولئك الذين يصلون الفجر في البيت وليس في المسجد سواء جماعة أو منفردين هل صلاة الشروق في البيت أفضل أم في المسجد ؟ وهل تخص من صلى الفجر بالمسجد فقط ، وحتى لا يفوتهم فضل صلاة الشروق ، لذا ينبغي معرفة هل صلاة الشروق في البيت أفضل أم في المسجد ؟.
هل صلاة الشروق في البيت؟
ورد في مسألة هل صلاة الشروق في البيت مثل المسجد وثوابها كامل ؟ ، أنه قد ثبت في صحيح مسلم (670) : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا ) ، ولم يذكر فيه أنه صلى هاتين الركعتين.
وقد سئل عنه الشيخ ابن باز رحمه الله ، فقال : "هذا الحديث له طرق لا بأس بها ، فيعتبر بذلك من باب الحسن لغيره ، وتستحب هذه الصلاة بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، أي بعد ثلث أو ربع ساعة تقريبا من طلوعها " .
ورد أن ظاهر الحديث أن ذلك مختص بمن صلى الصبح في جماعة ، والمقصود جماعة المسجد التي جاءت في فضلها الأحاديث ، لكن إذا كان المسلم في بلد تغلق فيه المساجد بعد الصلاة مباشرة ، فعاد المصلي إلى بيته وقعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، فإنه يرجى له الثواب الوارد في الحديث ؛ لأنه معذور .
صلاة الشروق
فقد ورد أن صلاة الضحى هي نفسها صلاة الشروق ، ولكنها تُسمّى صلاة الشّروق إن صُلّيَتْ بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدرَ رمحٍ، وتسمى بصلاة الضّحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضًا: صلاة الأوابين هي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار، وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتي عشرة ركعة.
ورد عن صلاة الشروق ، ومن حيث كونهما من النوافل فلا فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضّحى فقد داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وحثّ عليها الصّحابة –رضوان الله تعالى عنهم-، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد ورد في صلاة الضحى أسماء أُخرى، منها: صَلاة الإشرَاق.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى
ويمكن تمييز الفرق بينهما بأن صلاة الضحى قد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
ورد في حديث النبي: "من صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعد يَذكُرُ اللهَ عزّ وجل حتى تطلعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتين؛ كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ قال: قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: تامَّةٍ تامَّةٍ" إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى ، فهي مثل صلاة الضحى لكن الفرق، الشروق: أن تصلي الفجر في جماعة وتظل في مجلسك تذكر الله حتى تطلع الشمس ثمّ تصلي ركعتا الشروق، وهي أفضل من أن تصلي الضحى حين يشتدّ وقوف الشمس.
حكم صلاة الشروق
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صلاة الشروق أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سُنَّةٌ مؤكدةٌ عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبه في مذهب أبي حنيفة، صلَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها، ورغَّب فيها، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتي عشرة ركعة على خلاف بين الفقهاء في ذلك، وقد سُمّيت بصلاة الإشراق والضحى بسبب وقت صلاتها.
رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
كما رُوي أيضًا عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: «أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ».
ورد أن الملائكة تشهد صلاة الشروق ، لما ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ».
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
فضل صلاة الشروق
1- من صلى بعد شروق الشمس فله مثل ثواب الحاج والمُعتمر.
2-تُجْزِئُ عن الصّدقة المطلوبة عن كل مفصل من مفاصل جسم الإنسان الثّلاث مئة وستّين في كل يوم يُصْبِح فيه العبد.
3-تقوم مقام التّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
4-يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه، ويفوز بمحبته عز وجل، باعتبارها من النوافل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عادَى لي وليًّا فقَد بارَزني بالمحارَبةِ، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افتَرضتُه عليْهِ، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمَعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطِشُ بها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها، فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يسعى، ولئن سألني لأعطينَّهُ، ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ، وما تردَّدتُ عَن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن قَبض نفسِ عَبدي المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأكرَهُ مَساءتَهُ، ولابد لَهُ منْه».
5- ومن فضل صلاة الشروق جلب الرزق والبركة فيه .
6- صلاة الشروق من النوافل التي حرص عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
7- صلاة الشروق غنيمة عظيمة: هي من الصلوات التي يغنم المُصلّي بها الكثير من الغنائم، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة».
صلاة الشروق كم ركعة
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الشروق ركعتان، من يُصليهما فله ثواب عمرة تامة، وطلوع الشمس يُسمى الشروق ، وعندما ترتفع الشمس في السماء قدر رمح، والذي يُعادل ثلث ساعة تمامًا -عشرين دقيقة -.
موعد صلاة الشروق اليوم
ورد فيه أن وقت صلاة الشروق اليوم يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح، والمقصود بقيد رمح أي خمس درجات، عندما تصعد الشمس في كبد السماء ثم تميل مرة أخرى، فهذه تُسمى درجات، وتخطو الشمس الدرجة في أربع دقائق، وعليه فإن وقت صلاة الضحى اليوم يبدأ بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة.
موعد صلاة الشروق اليوم ، فيما ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ».
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
لماذا سميت صلاة الشروق بهذا الاسم
لماذا سميت صلاة الشروق بهذا الاسم قد سُمّيت بصلاة الإشراق والضحى بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
ماذا يقرأ في صلاة الشروق
لعله من الأمور التي يبحث عنها أولئك الذين عرفوا فضل صلاة الشروق ، والتمسوا أفضل وقت لها وسعوا لاغتنام أكبر ثواب لها، فيُسنُّ أن تصلّى كل ركعتين مَثْنى مَثْنى ويُسلّم بعد كل ركعتين.
ورد أنه يُقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة بعدها سورة قصيرة مثل سورة الضّحى أو سورة الشّمس أو غير ذلك من السّور أو الآيات حتّى لو بلغت آية واحدة، أي أن سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن هي أفضل إجابة عن سؤالماذا يقرأ في صلاة الشروق بعد سورة الفاتحة.
جاء أنه قد صلّاها النّبي صلّى الله عليه وسلّم ركعتين، وأربعًا، وثماني ركعات ومن زاد على ذلك فصلّى عشْرًا أو اثنتي عشرة ركعة فلا بأس لكن يجب ألا تقل عن الرّكعتين، وبما أنّها تُصلّى في النّهار فلا يُجْهَرُ بها بل تُقرأ الفاتحة وما يليها سرًا، ويجوز أن تُصلّى جماعةً لكن دون المُداومة على ذلك لأنّ ذلك غير مشروع، ولا تُقْضى إن فات وقتها لأنّها ليست من السّنن الرواتب التابعة للفرائض إنّما هي مقيّدة بوقتها فإن فات وقتها فاتت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
أمين الفتوى: بر الوالدين من أعظم العبادات ولا ينتهى بوفاتهما (فيديو)
كتب - علي شبل: أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن بر الوالدين من أعظم الواجبات التي أمر بها الإسلام، وجعلها في المرتبة التالية لعبادة الله، كاشفا عن كيفية البر بهما في حياتهما وبعد مماتهما. وأشار أمين الفتوى إلى أن الأم تتحمل أعباء الحمل والرضاعة والتربية، بينما يبذل الأب جهده في العمل والإنفاق، ورغم ذلك قد يغفل الأبناء عن رد الجميل، فجاءت النصوص القرآنية لتؤكد وجوب الإحسان إليهما في القول والفعل. وأضاف عثمان، خلال لقائه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن البر لا يتوقف عند حياة الوالدين، بل يستمر بعد وفاتهما بالدعاء لهما، وتنفيذ وصاياهما، وصلة الرحم التي كانت تربطهما، موضحًا أن مجرد كلمة تضجر مثل أف تُعد من صور العقوق التي نهى عنها الشرع. وتابع: أن البر لا يقتصر على المواقف الكبرى، بل يشمل الكلمة الطيبة، والابتسامة، والخدمة المباشرة، معتبرًا أن هذا السلوك يُعد عند الله أعظم من كثير من النوافل التي يتقرب بها المسلم. ودعا الأبناء إلى إدراك قيمة البر والعمل على إرضاء الوالدين في حياتهما وبعد رحيلهما، باعتباره طريقا للفلاح في الدنيا والآخرة، ومصدرا للرضا الإلهي.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
على جمعة: النبي الكريم بشر الرفيق اللين السهل بالنجاة من النيران
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية إن لله سبحانه وتعالى صفات كمال وجمال وجلال والتعلق والتحقق بهذه الصفات أسس الإيمان من حب ورجاء وخوف، فالعبد يحب الله لصفات كماله، ويرجوه لصفات جماله، ويخافه لصفات جلاله، والعبد يتخلق بصفات الجمال، ويعلم أن الله يحب أن يرى منه في خلقه وسلوكه تلك الصفات، والمؤمن بالعلم والحلم والعقل والعمل والرفق واللين والصبر يحظى الفضائل ويصل إلى ربه سالما إن شاء الله. وأضاف عبر صفحته الرسمية قائلا: الرفق صفة جمال من صفات ربنا سبحانه وتعالى أخبر بذلك النبي ﷺ وهو يعلم السيدة عائشة ويحثها على التخلق بها. فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» (رواه مسلم).وقد يظن بعض الناس عن طريق الخطأ أن العنف محمود في شريعة الإسلام وأن الله يعطي على العنف أجرا وثوابا وإنما العنف المذكور في الحديث هو الشدة في مواجهة المعتدين وذلك على نحو قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح:29]، وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة:123]، وقوله سبحانه: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا) [الإسراء:5]. وأوضح قائلا: فالشدة والبأس لا تطلب من المسلم إلا في أوقات قليلة وهي أوقات الالتحام في المعارك كما بينا أما الرفق فهو المطلوب في كل الأوقات والمطلوب في كل الأشياء وهو لا يزيد الشيء إذا دخل فيه إلا جمالا وزينة وإذا خرج منه كان الشيء مشينا غير مستساغ ولذا أخبر النبي ﷺ ذلك لعائشة وهو يعلمها فضل الرفق فقال: «يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شأنه» (رواه مسلم وأبو داود واللفظ له)، وقال ﷺ: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» (رواه البخاري ومسلم). وتابع قائلا: لذا من حرمه الله الرفق فلا خير فيه وهو محروم من كل الخير لأن الرفق باب الخير ولذا نرى رسول الله ﷺ يعلمنا ذلك فيقول: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» (مسلم). وأخبر بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقال ﷺ: «يا عائشة إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة» (أحمد)، وعنه ﷺ في توصيته للسيدة عائشة رضي الله عنها: «ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق» (رواه أحمد). واستطرد: قد بشر النبي ﷺ الرفيق اللين السهل بالنجاة من النيران فقال ﷺ: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار، تحرم على كل هين لين سهل»، وفي رواية «إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل» (ابن حبان) وكان يطلب في دعائه ﷺ الرفق لمن رفق بأمته فكان يقول: «ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به» ( مسلم). وأوضح: ولم يقتصر الرفق على أمور الدنيا وحدها بل امتد طلبه حتى في التوغل في الدين والاستزادة منه فأمرنا رسول الله ﷺ بالرفق في ذلك فقال: «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» (رواه أحمد والبيهقي في الشعب)، وأقرب سبيل للوصول إلى الرفق كظم الغيظ وعدم إنفاذه ويعلمنا رسول الله ﷺ ذلك ويحثنا عليه فيقول: «من كظم غيظًا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعا كساه الله حلة الكرامة ومن زوج لله توجه الله تاج الملك» (رواه أبو داود في سننه). وقال ﷺ: «ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانا» (ابن أبي الدنيا)، فكظم الغيظ والحلم سبيل الرفق. والرفق من فضائل الأخلاق.


الجمهورية
منذ 3 ساعات
- الجمهورية
ماذا قال الشرع عن بر الوالدين؟هل يُكفر الذنوب؟
، ومن هذا الأحاديث الواردة في هذا الشأن قولُ النبي ﷺ: «من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (متَّفق عليه). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ قال: «هل لك من أم؟» قال: لا. قال: «وهل لك من خالة؟» قال: نعم. قال: «فبرَّها» (رواه الترمذي). أشارت إلى أنه ينبغي على الإنسان ألَّا يغترَّ بهذه الفضيلة المذكورة فينهمِكَ في المعاصي؛ اتِّكالًا على أنَّها يكفِّرُها برُّ الوالدين -وغيره من الأعمال الصالحة-، دونَ الندم والاستغفار والتوبة، بل عليه أن يبادر بها.