
معتمد عبد الغني يكتب: عندما يحب عادل إمام
أعجب كثيرًا بتجارب عادل إمام حين قدم نفسه كبطل رومانسي، متخليًا عن منطقته الآمنة في الكوميديا، ليذهب إلى تجارب فنية جديدة تحمل في طياتها تحديًا، وأثبتت أنه ليس مجرد نجم كوميدي فقط، فحين يحب عادل إمام، لا تكون قصة الحب ناعمة كالحرير، بل تنسج في ظروف غير مألوفة، عاشق ملثم يلهث في مطاردة بوليسية، وسجين حالم في الزنزانة، ومنقذ لحبيبة تائهة في دوامات الجنون.
من أحب تلك التجارب إلى قلبي، مشهد التعارف عبر المنديل بين فايزة وصلاح في فيلم حب في الزنزانة، أحد أغرب المشاهد التي عبرت عن الحب دون أن تنطقه، أن تنجذب لروح الآخر قبل أن ترى ملامحه، تلك كانت رسالة المشهد، حتى حين التقيا لاحقًا في مشهد تسليم الخبز، لم تكن هناك حاجة لوصف أو علامة، فقط نظرات التقت، فعرف كل منهما الآخر، ابتسامة عادل إمام في تلك اللحظة كانت بريئة، أقرب إلى ابتسامة طفل، أمام خجل السندريلا وبهجة عينيها، من دون أي حوار، انتقل إلينا شعور كامل بأنهما وقعا في الحب، ربما استطاع رجل الأعمال الفاسد - الشرنوبي، أن يسلب من صلاح حريته، ويغريه بشقة وماكينة خراطة، لكنه لم يستطع أن ينتزع منه مشاعره.
النصف الثاني من الفيلم، لم يحتفظ بالحالة الشعورية ذاتها، فبمجرد خروجهما من السجن ودخولهما إلى ملعب الشرنوبي (الذي جسده جميل راتب ببراعة)، تحولت الحكاية من قصة حب حالمة إلى صراع لإثبات البراءة والسعي للانتقام، اختفى المنديل الأخضر، الذي كان رمزًا للحب البريء، وكأن تلك الرومانسية النقية لم تعد متاحة في عالم الشرنوبي.
أما في "خلي بالك من عقلك"، وائل طالب الماجستير في الطب النفسي، يقع في حب سلوى المريضة النفسية، وحتى الآن، لا أزال أحاول تقبل اسم "وائل" مع ملامح عادل إمام، فالاسم يوحي بشاب في مطلع العشرينيات، حديث التخرج، من الواضح أن الدور كُتب في الأصل لشاب أصغر سنًا، لكن التعديلات التي طرأت على السيناريو أغفلت تغيير الاسم.
لنغض الطرف عن كونه في الخامسة والأربعين حين جسد شخصية طالب جامعي اسمه وائل، هناك مشهدان في هذا الفيلم أستعيدهما دائمًا، الأول عندما ذهب إليها عند الشباك وشبك أصابعه بأصابعها من خلف الحاجز، والثاني في عنبر النساء، حين تظاهر بأنه عريس يحمل منديلاً أخضر، كما لو أن فايزة، صاحبة المنديل الأخضر في حب في الزنزانة، عادت خلسة لتشهد هذا الحب الجديد.
ومشهد الزفة في مستشفى الأمراض النفسية، الذي كان حلمًا آخر لا يختلف كثيرًا عن حلم المنديل، لكن العقبة هذه المرة لم يكن الشرنوبي الفاسد، بل القانون الصارم، متمثلًا في دكتور توفيق (جلال الشرقاوي)، الذي وقف في وجه شاب مندفع تحركه مشاعره لا حساباته، تستوقفني لحظة مؤثرة، حين تشبثت سلوى بوائل بينما حاول طاقم التمريض فصلهما، تمسكت به بقوة، مزقت قميصه، كما لو كان طوق النجاة الأخير الذي تتشبث به، في لحظة فقدان العقل.
أما التجربة الثالثة التي خاضها عادل إمام على خط الرومانسية غير النمطية، فكانت في النمر والأنثى، يبدأ الفيلم مباشرة بعد التتر بمشهد يظهر فيه البطل يتابع فيلم الرجل الثاني، ولم يكن هذا الاختيار عبثيًا، فكل مشهد من الفيلم الكلاسيكي كان يقابله رد فعل من الضابط وحيد، يكشف جانبًا من شخصيته.
في لقطة يظهر فيها الرجل الثاني رشدي أباظة، كان وحيد في التوقيت ذاته ينظف سلاحه، وكأن الحذر والخطر رفيقان دائمان له، وحين غنّت صباح لصلاح ذو الفقار معلنة حبها، تجاهل وحيد اللحظة، وأغرق نفسه في قراءة الجريدة، وفي المشهد الختامي للرجل الثاني، ابتسم بسخرية من الضابط الذي وقع في حب المرشدة الحسناء في الفيلم، وكان تعبير وجهه يقول: "سيما أونطة"، لكنه لم يكن يعلم أن السيناريو سيقوده هو نفسه إلى تلك النهاية التي استهزأ بها، وقع في حب المرشدة نعيمة، وصار النمر الذي روضته الأنثى.
- انتي عملتي اللي مفيش واحدة ست قدرت تعمله فيا
= عملت إيه؟؟
- خلتيني أحبك، خليتي للدنيا طعم.. طعم حلو.
هكذا قالها الظابط المتمرد وحيد، وهو الذي لطالما ظن أن قلبه محصن ضد الانجذاب لامرأة، وأن مهمته كضابط لا تسمح له برفاهية الحب، لكن مع نعيمة، لم تكن المسألة رفاهية، بل قدرًا، تمامًا كما حدث مع فايزة، وكما حدث مع سلوى.
ثلاث تجارب حب، بثلاث ألوان مختلفة، وفي أماكن لا علاقة لها بالرومانسية التقليدية، زنزانة مغلقة، مستشفى للأمراض النفسية، قصص حب مشاغبة، تحمل توقيع عادل إمام الذي نعرفه، وليس فقط في تلك الثلاثية التي خاضها عشق مختلف، بل أيضًا في أفلام مثل المشبوه، والبعض يعيش مرتين وغيرها، هذه الأفلام تؤكد أن الحب عند عادل إمام ليس فقط شعورًا، بل موقف وتمرد على كل القوالب التقليدية، لهذا هو الزعيم حتى عندما يحب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ ساعة واحدة
- جريدة المال
«أمازون مصر» تطلق مهرجان عروض الصيف بمجموعة واسعة من المنتجات
أعلنت أمازون مصر عن انطلاق "مهرجان عروض الصيف" خلال الفترة من 27 إلى 31 مايو الحالي. ويوفر هذا الحدث للعملاء فرصة الاستفادة من مئات الآلاف من العروض على مجموعة واسعة من المنتجات من أكثر من 30 فئة مختلفة، تشمل الإلكترونيات، الأزياء، الأدوات الرياضية، المستلزمات المنزلية، الجمال، مستلزمات السفر، الألعاب، وغيرها من أبرز العلامات التجارية المحلية والعالمية مثل سامسونج، شاومي، إتش بي، تورنيدو، أديداس، نيو بالانس، ديفاكتو، مينترا، ليجو، فافلين، هيلثي سبريد، وألبا فارما – وبأسعار تنافسية لتقديم قيمة مميزة للعملاء ودعم العلامات التجارية المحلية وشركاء البيع لنمو أعمالهم والوصول إلى قاعده أكبر من العملاء. سيتمكن عملاء أمازون من الاستفادة بخصم 10% بحد أقصى 150 جنيهًا عند الدفع باستخدام بطاقات بنك مصر، وخصم 10% بحد أقصى 100 جنيه لعملاء فودافون. وتتضمن خيارات الدفع المرنة أيضًا خطط تقسيط بدون فوائد أو مصاريف إدارية لمدة 6 أشهر عبر البنك التجاري الدولي (CIB) وبنك مصر، وتقسيط لمدة 3 أشهر من خلال ڤاليو (بدون أي فوائد أو رسوم إدارية). كما سيحظى أعضاء برنامج أمازون برايم على عدد من المزايا الإضافية خلال موسم التخفيضات، من بينها إمكانية التسوق المبكر للعروض لمدة 24 ساعة ابتداءً من 27 مايو . وخلال فترة التسوق المبكر، سوف يستفيد الأعضاء من عروض حصرية تشمل خصم ١٠٪ بحد أقصى ١٥٠ جنيها من بنك مصر، وخصم ١٠٪ بحد أقصى ١٠٠٠ جنيه من فاليو. ويمكن للعملاء الاشتراك في برنامج أمازون برايم مقابل ٢٩ جنيهًا شهريًا أو ٢٤٩ جنيهًا سنويًا . وعلق عمر الصاحي، المدير العام لشركة أمازون مصر، قائلاً: "إطلاق موسم "مهرجان عروض الصيف" يُجسد التزامنا بفهم وتلبية احتياجات العملاء في مصر على وجه التحديد. ومع استعداد العائلات للاحتفال وقضاء أوقات مميزة في تجمعاتهم العائلية، ندرك أن العملاء يبحثون عن القيمة والراحة خلال هذا الوقت المهم من العام." وأضاف: "من خلال توفير مجموعة واسعة من العلامات التجارية المحلية والعالمية وبأسعار تنافسية، نلبي هذه التطلعات، وندعم في الوقت نفسه الاقتصاد الرقمي المتنامي في مصر، إلى جانب تمكين الشركات المحلية التي تُشاركنا هذه الرحلة".


جريدة المال
منذ 2 ساعات
- جريدة المال
حجز دعوى إلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء
قررت محكمة القضاء الإداري دائرة المفوضين، اليوم، حجز الدعوى المطالبة بإلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء لإعداد تقرير بجلسة ٢٢ يونيو المقبل. تضمنت الدعوى المطالبة بعزل مصطفى كامل من منصب نقيب المهن الموسيقية، وإلغاء قرار منع الفنانة هيفاء وهبي من الغناء في مصر، مع تشكيل لجنة من وزارة الثقافة لإدارة النقابة. يذكر أن الدعوى الأصلية مرفوعة من هيفاء وهبي ضد نقابة المهن الموسيقية لإلغاء قرار منعها من الغناء بمصر. تضمنت الدعوى أن نقيب المهن الموسيقية اعتاد على ممارسات تعسفية تنتهك حرية الإبداع الفني وتعرقل السياحة الثقافية في مصر، وتشير صحيفة الدعوى إلى أن مصطفى كامل فرض قيودًا صارمة تتناقض مع الدستور المصري وتاريخ مصر الفني العريق. ومن بين هذه الممارسات، قرار منع هيفاء وهبي من الغناء بتاريخ 16 مارس الماضي وقرارات شملت عددا من الفنانين والفنانات، استنادًا إلى تعليقات غوغائية سلفية على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت الدعوى أن قرارات النقابة أضرت بالسياحة الفنية، حيث تسببت في تراجع المهرجانات الموسيقية والاحتفالات الثقافية في مصر، وتستند الدعوى إلى المادتين 65 و67 من الدستور المصري، اللتان تكفلان حرية الفكر والإبداع الفني وتحظران فرض عقوبات على الأعمال الفنية إلا عبر النيابة العامة. كما تستشهد بأحكام المحكمة الدستورية العليا، التي قضت بعدم دستورية مواد قانون نقابة المهن الموسيقية (رقم 35 لسنة 1978) التي تفرض عقوبات سالبة للحرية على الفنانين غير المقيدين بالنقابة. وتؤكد الدعوى أن قرارات النقيب تناقض أهداف النقابة المنصوص عليها في القانون، والتي تشمل النهوض بالفنون وتشجيع المبدعين. وطالبت الدعوى بوقف تنفيذ وإلغاء القرار السلبي بالامتناع عن عزل مصطفى كامل من منصبه، مع تشكيل لجنة من وزارة الثقافة لإدارة النقابة. كتبت - نجوى عبد العزيز


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
توب الهوية.. مبادرة اليوم السابع للحفاظ على أزيائنا المصرية
لم تكن الأزياء يوما مجرد غطاء لستر جسد الإنسان، بل هي أكثر من ذلك، فقد مثلت منذ عرف الإنسان الابتكار فيها واختيار ما يناسبه ويناسب ظروفه جزءًا من هوية الإنسان، وبملاحظة بسيطة، يمكن لنا بسهولة أن نعرف الناس من أزيائهم، فكل بلدان العالم لها زيها المميز، وفي مصر بلد الجمال والهوية يعد الحفاظ على الأزياء فكرة تستحق أن نتحدث عنها. بداية، نعترف أن مصر ليس بها زي واحد يمكن أن نفرضه على الجميع، لكن بها كرنفال من الأزياء، فما يرتديه الناس في الشمال يختلف عن أزياء أهل الصعيد، وما يرتديه أهل الساحل شيء لا علاقة له بأهل الصحراء، لكننا نتفق جميعا على أن هذه الأزياء، على تنوعها، هي هوية مصر البصرية. والهوية البصرية جزء أساسي من فكرة بناء الإنسان، ذلك المشروع القومي الذي أطلقته الدولة، ولا تزال تعمل عليه، وتسعى بكل الطرق لإنجاحه لأن في بناء الإنسان بناء كل شيء. وانطلاقًا من هذه الفكرة نطلق مبادرة "توب الهوية.. حفاظا على أزياء مصر" والفكرة مفادها أن نحتفي بما يمثلنا من أزياء، وأن ندفع أطفالنا ليروا في ذلك أمرا يستحق الفخر، وأن نتخلص من التشبه بالآخرين، أو الخضوع لطرقهم في الحياة، فلكل مجتمع حياته، ولكل بيئة امتداد تراثي يستحق أن يعاش . وهنا وجب القول إن التراث لا يعني أبدا أنه "فلكلور"، فهناك الكثير من التراث الذي يمكن أن نعيشه، وأن نعيد إليه الحياة مرة أخرى، وأن نرى فيه تواصلا من الآباء والأجداد، وتأكيدا على أصالتنا وهويتنا. وسنعمل بداية على نشر مبادرة "توب الهوية.. حفاظا على أزياء مصر" في جميع المحافظات، وسيتم التواصل مع جميع المؤسسات المعنية ببناء الإنسان وحياة كريمة، والجمعيات والمؤسسات المعنية بإعلاء قيمة الانتماء بما في ذلك المدارس والجامعات. "توب الهوية.. حفاظًا على أزياء مصر" هي مبادرة من أجل الشعور بالخصوصية، ومن أجل الجمال، فلا يصح في مجتمع يحب الحياة ويحتفي بها مثل مصر أن نجد المصريات يرتدين ملابس "كئيبة" لا تعبر عنهن ولا عن بيئتن، فقط لأن الآخرين فرضوا عليهن ذلك، ولا يصح أن نجد الرجال يشعرون بخجل لأنهم يرتدون زي أجدادهم، بل عليهم أن يروا الفخر فيه.. لذا معا من أجل مبادرة "توب الهوية.. حفاظا على أزياء مصر".