logo
كثرةُ حفلات النجاح والتخرُّج تُرهق كاهل الأُسر.. تبدأ من رياض الأطفال حتى الدراسات العليا!

كثرةُ حفلات النجاح والتخرُّج تُرهق كاهل الأُسر.. تبدأ من رياض الأطفال حتى الدراسات العليا!

صحيفة سبقمنذ 4 ساعات

في هذه الأيام انتشرت ظاهرة حفلات النجاح والتخرج في جميع مراحل التعليم، ابتداء من رياض الأطفال حتى طلاب الجامعات والدراسات العليا. وتنوَّعت تلك الحفلات في أشكالها، والتجهيزات المصاحبة لها، وأماكن إقامتها؛ ما تسبّب في بروز مظاهر سلبية؛ تضرَّر منها الأفراد والأُسر والمجتمعات.
وحول احتفالات النجاح والتخرج تستضيف "سبق" عددًا من المهتمين وأولياء الأمور؛ لتسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات هذه الظاهرة.
في البداية، التقينا الاستشاري النفسي وأستاذ علم النفس، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المناحي، الذي قال: لا شك أن إنهاء الطلاب والطالبات العام الدراسي بنجاح، وحصول بعضهم على شهادة التخرج، أمرٌ يشترك في الفرح به الطالب وأهله وزملاؤه ومحبوه؛ لأن ذلك يُمثل نهاية مرحلة التعب والسهر والبذل، ويُمهّد للانتقال إلى مرحلة جديدة، يجني فيها ثمرة تعبه.
وأضاف: لهذا فالفرح والابتهاج بهذا التخرج أمرٌ فطري، ينسجم مع طبيعة النفس الإنسانية بصفة عامة. وإذا ارتقت هذه النفس، وعمرت بالإيمان، قرنت هذا الفرح بشيء آخر عظيم، هو الشعور بالنعمة، وشكر المُنعم سبحانه، وإدراك أن الفضل بيده -عز وجل-؛ فهو الموفق والمُعين، ولولاه ما كان الإنسان ولا نجاحه ولا اجتهاده.
عمل مذموم وسلوك سلبي
وتابع: لكن قد يتحول هذا الفرح المشروع إلى عمل ممنوع، وسلوك سلبي؛ يضر بالأسرة والمجتمع، إذا تجاوز الحد، ووصل إلى حد الإسراف والتبذير في الاحتفال، والمبالغة في التجهيزات والمآكل والملابس، وبخاصة عند الطالبات؛ إذ يُجعل لحفل التخرج لباس مُعيَّن، تُكلَّف الأسرة بشرائه، ومصيره غالبًا الرمي والإتلاف.
وأردف: قد يتجاوز الأمر ذلك إلى استئجار قاعات أو استراحات لإقامة حفلات التخرج فيها، وما يصاحب ذلك من ترتيبات وإجراءات، تُكلِّف مبالغ مالية باهظة؛ فهذا مبلغ لاستئجار القاعة، وآخر لمصمم أو مصممة الحفل، وثالث ربما لاستئجار الخدم، ورابع للهدايا والجوائز، وخامس للورود والحلويات، وسادس للأطعمة والأكلات والمشروبات.. وغير ذلك من صور الإسراف المذموم والتبذير الممنوع.
وتابع: حفلات النجاح والتخرج لم تعد قاصرة على مرحلة مُعيَّنة، بل تبدأ -من غير مبالغة- مع الإنسان من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية، أو ما بعدها.
وأضاف: حفلة للتخرج من الروضة، وحفلة للنجاح في الصف الأول الابتدائي، وحفلة في العام الذي يليه للتخرج من الصف الثاني.. وهكذا في كل صف ومرحلة، سواء من جانب الأبناء أو البنات؛ ما يزيد معاناة الأسرة، ويثقل كاهلها، إضافة إلى ما يصاحب كل احتفال من بذخ وإسراف.
معلمة: الحفلات إيجابية وتدعيمٌ.. ولكن بهذا الشرط
وأكدت المعلمة حصة المحمد أن هناك إيجابيات لتلك الحفلات إذا تمت مراعاة قواعد مُعيَّنة، لا تخرج عن الإطار المسموح به اجتماعيًّا واقتصاديًّا.. وقالت: يسعد كل منا برؤية أبنائه وبناته وهم يحملون مشعل العلم، ويرتقون لمصاف التميز والنجاح، كما كان أسلافنا بتعليمهم الجاد دون ضجيج وتبذير وإسراف.
وتابعت: من الضروري تدعيم نتائج سلوك الطالب/ الطالبة، الذي أنهى دراسته بالنجاح أو التخرج. لكن قبل إقامة حفلة التخرج للطالب/ الطالبة بين أهله وأسرته يجب أن يتفق الاحتفال مع قدرات وظروف الأسرة المالية الاقتصادية.
أما المواطن محمد الشعلان فقال: بعض الأُسر لا تستطيع أن تقيم حفلاً لأبنائها الناجحين؛ إذ إن ظروفها الاقتصادية لا تسمح بذلك. وهنا يمكن أن يُستبدل بالحفل المُكلِّف هدية أو مكافأة تقديرية، تُعبِّر به الأُسرة عن شكر الطالب أو الطالبة بعد عام كامل من الجد والاجتهاد.
فيما قالت المشرفة التربوية عواطف العبدالعزيز: يسعد كل منا برؤية أبنائه وبناته وهم يحملون شهادات النجاح، وتبتهج الأسرة بعمل المدارس حفلاً مبسطًا في نهاية العام، يتخلله كلمات وشهادات شكر دون مبالغة أو إسراف أو حتى مَطالب بملابس مُعيَّنة منعًا لإحراج بعض الأُسر ذات الدخل المحدود.
وأضافت: لذا نجد أن النظام قد وحَّد الزي المدرسي للطالبات منعًا للتفاخر والتباهي بين أفراد المجتمع، ومراعاة لمشاعر الآخرين وحالاتهم الاقتصادية؛ لكي لا تحمل الأسر ما لا تطيق من تكاليف اقتصادية.
مواطنة: سلوكيات تكسر قلوب ذوي الحاجة
أما المواطنة سارة العتيبي فقالت: للأسف، نجد بعض المدارس وأولياء الأمور يقيمون احتفالات يصحبها التبذير، ويُحمِّلون الطلاب والطالبات تكاليفها، ويبالغ الأغنياء في البذخ، وينكسر قلب ذوي الحاجة.. وفي المقابل، يستنفع من تلك الأموال أصحاب المحال التجارية.
وطالبت بضرورة التصدي للمبالغة في حفلات النجاح والتخرج، ووضع حد لها؛ حتى لا تتفاقم، ولاسيما أننا رأينا أن احتفالات التخرج بدأت تنتقل للاستراحات وللصالات وقاعات الفنادق، وتجر معها الكثير من التبعات والسلبيات الاجتماعية والاقتصادية.
مديرة مدرسة: تؤثر سلبًا في سلوكيات أبناء الأُسر الغنية
ورأت مديرة إحدى المدارس أن حفلات التخرج بدأت تتخذ مسارًا خاطئًا عن هدفها الحقيقي، وقالت: تسمّت حفلات التخرج والنجاح هذه الأيام في غالبها بسمت المبالغة في التحضيرات والتجهيزات؛ وهذا قد يولد سلوكًا سلبيًّا لدى أفراد المجتمع؛ إذ إن العوائل الغنية تسرف في حفلات أبنائها، وتبالغ في الإنفاق عليهم والاحتفاء بهم؛ ما ينعكس سلبًا على أبنائهم، ويؤثر على علاقاتهم بزملائهم وتحصيلهم العلمي مستقبلاً.
فيما قال المختص التربوي راشد الخالدي: الاحتفاء بالإنجاز والنجاح مما تحبه النفوس، ويُشعرها بالرضا عما تم تحقيقه، كما يدفعها أيضًا لمواصلة السير في محطات العمر المختلفة، سواء على المستوى العلمي أو العملي والوظيفي.
وأضاف: من صور هذا الاحتفاء ما تشهده هذه الأيام من حفلات التخرج في مختلف مراحل التعليم العام والجامعي، لكن يؤسفنا أنها خرجت عن أمرها الطبيعي والمعتاد بالمبالغة والتوسع في إقامتها في مراحل مبكرة. ولا نعلم ما هو الهدف وراء ذلك، وإلا فما هي فائدة حفل تخرج طالب أو طالبة من الروضة للمرحلة الابتدائية، أو من المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة؟ وما هو الإنجاز في ذلك؟!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حينما تنطـق العراقــة
حينما تنطـق العراقــة

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

حينما تنطـق العراقــة

الخيل.. القهوة.. الدرعية.. فخر واعتزاز.. في مشهد تاريخي اتجهت أنظار العالم نحوه بترقب: ماذا سيحدث في العالم؟ ترقب سياسي واقتصادي بين قوى تسعى لإدارة الحياة الإنسانية، وتنميتها على وجه الأرض.. نطق مشهد آخر يحكي قوة وحضارة، متباهيًا بالثقافة العريقة.. مشهد قصير جمع تفاصيله صورتان؛ ماضٍ عريق ومستقبل مزهر.. إنها السعودية العظمى.. أصالة ومجد قرون دوّن حضارتها التاريخ.. ففي استضافة المملكة العربية السعودية للزيارة الأولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه منصب الرئاسة، كان الاستقبال بأبهى صورة، تحكي ذوقًا رفيعًا.. وعمقًا أصيلًا.. صورة تتباهى بدقة تفاصيل الحضارة، لتكشف للعالم أن القوة تكون بعمق الجذور وتأصلها.. والفخر بها.. ومواكبة التقدم والنمو المتسارع الذي يعيشه العالم.. حكت صورة الاستقبال للعالم كله أننا أبناء اليوم بقلوب الأمس.. فقوتنا تنبض من أعماقنا.. من مجدنا الذي أصّل جذوره مؤسسو دولتنا العظيمة.. فأين للبصر أن يسرح في صورة حيّة جمعت بين البساطة، والعراقة، والاعتزاز، والفخر! فالقوة بالخيل العربية التي رافقت الموكب.. تخطف القلوب بجمالها وأناقتها التي تبطن قوة أقامت مجدًا.. والسجادة التي امتدت لهم ترحيبًا.. تنشر عبق الخزامى من أرض السعودية.. وقد أبت أن تكون صورة منسوخة من أعراف العالم.. ولأن كرم الحفاوة والضيافة له أعرافه العريقة، وإرثه الثقافي الذي نما مع الأجيال، وتأصل فيهم كانت القهوة السعودية في استقبال الضيوف، بنكهتها الخاصة، ورائحة الهيل الذي يفوح من فنجانها.. لتكشف عادات وتقاليد أصيلة في إكرام الضيف منذ أن يطأ بقدمه الدار.. واستقبال بالزي السعودي الناطق بأدق التفاصيل السعودية، وبالنظام (البروتوكول) في الديوان الملكي؛ إذ لكل يوم من أيام الأسبوع لون (مشلح) خاص، فكانت الصورة أن اللون الأسود هو اللون الرسمي ليوم الثلاثاء. ويكتمل المشهد باستقبال ولي العهد للرئيس الأمريكي في الدرعية، باللباس السعودي دون رسمية مكلفة، وترحيب شعبي يؤكد على قيمة الثقافة والترويح عن النفس لدى المجتمع السعودي منذ القِدم. وباحت الرحلة البسيطة بين جدران التاريخ بأن دولتنا كانت وما تزال ذات قوة ومجد يوقد المهابة والعزّ كلما توجهت الأنظار إليه.. ولم يكتفِ المشهد بالاعتزاز بالوطن وجذوره فقط، بل امتد إلى العروبة بأن كانت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- باللغة العربية.. هويتنا الإسلامية.. ليقول للعالم إننا دولة قوية تعتز بعروبتها فهي من العرب وقوة للعرب.. لقد استطاع هذا المشهد أن يصور لمحة عميقة عن هوية المملكة وحضارتها، وصورة من ثقافتها التي هي من مقومات جودة حياتها، وأنها وجهة سياحية لكل أقطاب العالم، ويخبر العالم رؤيتها بأن المملكة العربية السعودية قوية بعمقها العربي والإسلامي، وأنها قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط قارات العالم.

زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي

استوقفني، كما استوقف العالم، تفاصيل الترتيبات رفيعة المستوى التي قدمتها المملكة العربية السعودية خلال مراسم استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية. وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل. وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة. أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية. كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر. لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية. *وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود

اللغة الأدبية.. في قلب التحول
اللغة الأدبية.. في قلب التحول

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

اللغة الأدبية.. في قلب التحول

في عالم الأدب لا تقاس قوة النص بجمال مفرداته فقط، بل بمدى قربه من القارئ وقدرته على ملامسة واقعه ومع تطور أساليب الكتابة وتبدل اهتمامات الجمهور، بدأت العامية تفرض نفسها كلغة حضور لا يمكن تجاهلها، إلى جانب الفصحى التي احتفظت بمكانتها التاريخية واللغوية، وهذا الحضور الجديد لم يأت على حساب اللغة الأم، بل كشكل من أشكال التعبير المتنوع الذي يعكس تحولات الثقافة والمجتمع، كما أن العامية بما فيها من بساطة ومرونة، لم تأت لمنافسة اللغة العربية الفصحى أو لتقليص دورها، بل ظهرت كأداة تعبير بديلة في بعض النصوص، قادرة على نقل مشاعر، وفي الرواية مثلاً تمنح اللغة العامية الشخصيات صوتًا حقيقيًا، وتجعل الحوار بين الأبطال أقرب إلى الواقع، فيشعر القارئ وكأنه يستمع إليهم لا يقرأ عنهم وفي الشعر خاصة الشعبي منه، تحولت العامية إلى وسيلة لإيصال القضايا اليومية والمواقف الشخصية بلغة سهلة وعاطفية، لكن استخدام العامية لا يخلو من تساؤلات: هل هي مجرد موجة عابرة؟ هل استخدامها يقلل من قيمة النص الأدبي؟ أم أنها تفتح للأدب بابًا جديدًا للتنوع والتجديد؟ يرى بعض النقاد أن الإفراط في العامية قد يؤدي إلى إضعاف الذائقة اللغوية، بينما يعتقد آخرون أن تنوع الأدوات اللغوية يغني النص ويمنحه طابعًا عصريًا وشخصيًا، وفي المملكة بدأت تظهر أعمال أدبية تدمج اللهجة المحلية في السرد، خصوصًا في النصوص التي تحاول استحضار ثقافة المجتمع، دون أن تتخلى عن القيم الفنية أو الرسائل العميقة، وهذا ما يمنح القارئ إحساسًا بالأصالة والانتماء، ويعيد تعريف العلاقة بين اللغة والأدب، كما أن الكتابة ليست مجرد التزام بقواعد لغوية بل هي أيضًا اختيار لصوت يعبر ويقنع القارئ، ليرسم الكاتب باللغة جسوراً للإبداع والأحاسيس، ويجد الكاتب نفسه كذلك بين الفصحى والعامية أمام خيارات متعددة، لكل منها طاقته التعبيرية وجماله الخاص، حيث إن تلك الخيارات تشكل الأدب الحديث بما يحمله من رغبة في الوصول إلى القارئ بأقرب الطرق وأصدق الكلمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store