الشكوى هدية
لماذا تعتبر الشكوى هدية لأنها تمثل رسالة صادقة من العميل أو المريض أو المستفيد تعكس تجربة لم تكن بالمستوى المتوقع إنها مؤشر على أن هناك خللاً ما يستدعي التصحيح أو على الأقل جانبًا بحاجة إلى تطوير وتحسين والأهم من ذلك أن الشخص الذي يشتكي ما زال مهتمًا بالخدمة وإلا لاختار الصمت أو الانسحاب.
الشكوى تفتح لنا نافذة على منظور العميل أو المريض وتُعرّفنا بما يشعر به وما يحتاجه فعلًا وليس فقط ما نقدمه نحن من وجهة نظرنا وعندما نتعامل معها بعقلية منفتحة وروح إيجابية، فإننا نُحوّل هذا النقد إلى وقود للتطوير.
عند تلقي شكوى لا يجب أن يكون رد الفعل دفاعيًا أو مبررًا بل يجب أن يبدأ أولًا بالاستماع الفعّال والاعتراف بالمشكلة وتقديم اعتذار صادق يعكس الاحترام والتقدير وهذه الخطوة البسيطة تترك أثرًا عميقًا في نفس صاحب الشكوى وتُعيد بناء الثقة بين الطرفين.
في قطاع الرعاية الصحية قد تكون الشكوى من مريض أو ذويه أمرًا حساسًا ولكنه غاية في الأهمية لأننا نتعامل هنا مع أشخاص في حالات ضعف وألم مما يجعلهم أكثر حساسية للتعامل البشري والتواصل والرعاية.
من خلال تحليل الشكاوى وملاحظات المرضى نستطيع الوصول إلى الأسباب الجذرية للمشاكل سواء كانت في التواصل أو النظافة أو دقة المواعيد أو توفر المعلومات أو حتى الكفاءة الطبية.
كل شكوى هي فرصة لتحسين تجربة المريض وتعزيز جودة الخدمات والاهتمام الحقيقي يبدأ عندما يشعر المريض بأنه مسموع ومفهوم وهذا هو الطريق إلى بناء علاقة ثقة متبادلة تؤدي إلى تحسن ملحوظ في النتائج الصحية ورضا المرضى من الشكوى إلى التحسين المستمر.
بتطبيق المبادئ التي وردت في كتاب "الشكوى هدية" يمكننا تحويل بيئة العمل إلى مساحة تعليم وتطور مستمر وتصبح الشكاوى وسيلة لبناء ثقافة احترافية تُشجع على الشفافية والانفتاح والمسؤولية.
إن تحسين تجربة المريض لا يقتصر فقط على الجانب الطبي بل يشمل أيضًا الاحترام الإنصات التفاعل الإنساني وسرعة الاستجابة وكل شكوى تُحل بشكل إيجابي هي خطوة نحو بناء سمعة قوية وتحقيق رضا داخلي حقيقي لدى فريق العمل والمرضى معًا.
ختامًا.. إن النظر إلى الشكوى كهدية هو تحول في الفكر والسلوك وإذا ربطنا هذا بالسعي للارتقاء المهني والنية الطيبة فإننا نُدرك أن كل تطوير نقوم به هو أيضًا قربة إلى الله تعالى كما قال في محكم كتابه
"وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
رائد عماش الحربي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
المستشار الكاف و الشخصية الاجتماعية العامري يطمئنان على شاعر الدان الحضرمي الشتوي
قام مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ حسن علوي الكاف ومعه الشخصية الإجتماعية الشيخ خالد عبدالله العامري نائب مدير عام الشؤون الصحية والسكان بالوادي والصحراء بزيارة المقدم الشاعر عبد سعدالله الشتوي عضو الهيئة الإدارية لفرقة الدان الحضرمي بمديرية تريم للاطمئنان عن حالته الصحيه و تم تبادل الحديث عن الثقافة والدان والذكريات الرائعة التي جمعتهم ، ويعد الشاعر الشتوي من الشعراء الدان الحضرمي المخضرمين على الساحة ، فقد أتحفنا بالعديد من الأعمال الرائعة في مساجلات الدان الحضرمي و المطالع السنوية التي تقام بتريم وكذا المشاركات في المهرجانات داخل الوطن وخارجه وبالقنوات الفضائية. ، بدوره شكر الشاعر الشتوي المستشار الكاف والشخصية القديرة العامري وقال الشاعر الشتوي اشكر الله كثيرا على التحسن الكبير في الصحة و تغمرني السعادة بزيارتكم الطيبة لمنزلي وللاطمئنان على صحتي والسؤال عني واعتبرها تكريم وتقدير ورفع من معنوياتي . و الجدير بالذكر بأن الشاعر الشتوي ترك فراغا كبيرا في جلسات الدان بعد العارض الصحي الذي ألم به قبل عامين ويتمتع بحضور فاعل في مسامرات الدان الحضرمي ومثابرته المعهودة في الإهتمام في إبراز الموروث الثقافي والتراثي الحضرمي والحفاظ عليه ومنها المطلع السنوي في حافة المحيضرة بتريم …


حضرموت نت
منذ 9 ساعات
- حضرموت نت
وعكة صحية مفاجئة تصيب الموسيقار أحمد بن غودل
تعرّض الموسيقار الكبير أحمد صالح بن غودل، مدير عام مكتب الثقافة في العاصمة عدن، لأزمة صحية حادة أثناء تواجده في مقر عمله، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى منزله للراحة الأولية، قبل أن يتم نقله لاحقًا إلى إحدى العيادات الطبية الخاصة، حيث خضع للفحوصات والتحاليل اللازمة. وأظهرت نتائج الفحوصات أن سبب الأزمة المفاجئة يعود إلى مضاعفات مرتبطة بمرض القلب الذي يعاني منه منذ فترة، بالإضافة إلى هبوط حاد في ضغط الدم. وبحسب الطبيب المختص الذي أشرف على الحالة، فقد أوصى بضرورة إجراء عملية قسطرة قلبية عاجلة لتحديد أسباب التدهور الصحي المفاجئ، مع ضرورة الالتزام بالراحة التامة خلال الفترة القادمة. ويُعد الأستاذ أحمد بن غودل واحدًا من أبرز رموز الساحة الثقافية والفنية في عدن، ومن الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في اكتشاف ورعاية أجيال من المواهب الفنية، ما جعله يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط الثقافية اليمنية. بدورها، تتمنى الأوساط الثقافية والفنية وجمهور الفنانين للموسيقار القدير الشفاء العاجل، وتمام الصحة والعافية، سائلين الله أن يمنّ عليه بالشفاء التام، ويعود إلى عطائه الفني والإداري المعتاد في القريب العاجل.

سعورس
منذ 11 ساعات
- سعورس
مشاري محمد بن دليلة نشر في الرياض يوم 03 - 07
إن آفة القرن الواحد والعشرين على مستوى العالم هي المخدرات، التي تفتك بالبشرية ما لا تفتكه الأمراض الصحية الأخرى، ومنذ أن وعينا على هذه الدنيا والكل يحذر من تلك الآفة، لأن ضررها يطول ليس المتعاطي فقط بل الأسرة والمجتمع والوطن، إن مريض الإدمان يبدأ بشهوة ورغبة في تغيير الحال وينتهي بعواقب وخيمة نفرة من المجتمع ومفارقة للحياة، الله -عز وجل- لما خلق الإنسان وركبه جعل لكل عضو في جسمه خاصية من تنظيف السموم وتدفق الدم ومكافحة الفيروسات وغيرها وتلك الأعضاء عندما تواجه خطراً عظيماً تتعرض له تبدأ بالإنذار والاستنفار والحرب على ذلك الخطر ولكن لن تستطيع الاستمرار وسوف ترفع علم الاستسلام أمام ذلك العدو الذي سينهك الجسد ويفسده، إن من الضروريات الكلية الخمس في ديننا الحنيف كان منها حفظ العقل وحفظ النفس والشارع الحكيم يعلم أن بحفظ هذين تستقر الحياة وتستمر وتعمر الأرض، ولكن مروجي المخدرات ضعاف النفوس ومحبي الشهوات هدفهم الرئيس تدمير الأوطان من خلال الزج بالشعوب إلى براثن الرذيلة والإدمان لأنهم يعلمون إذا وقع الضعيف في المخدرات فسوف يكون في حلقة لن يخرج منها إلا بعزيمة صادقة وسوف يكون ضرره متعدياً، إن الدراسات التي تناولت مرضى الإدمان كان أهم العوامل المؤثرة على التعاطي تأثير الأقران، المشاكل الأسرية، الضغوط النفسية، سهولة الحصول على المواد، وكانت التوصيات تكثيف برامج التوعية والوقاية، تعزيز دور الأسرة في المراقبة والتوجيه، أهمية التدخل المبكر، تطوير استراتيجيات وقائية شاملة، إن المسؤولية الكبرى تقع على الأسرة التي ينبغي لها التوعية الشاملة لأبنائها والاحتواء والتنشئة الحسنة، كلما عززنا التوعية في وقت مبكر وخاصة في الصغر كان أثرها في المستقبل البعيد محكماً ومقاوماً لكل خطيئة، ولذلك الرؤية الوطنية 2030 كان مرتكزاتها الرئيسية مجتمع حيوي والذي كان يهدف إلى تمكين حياة صحية وعامرة وكان أحد مؤشراته الفرعية تعزيز حصانة المجتمع تجاه المخدرات، وهذه الرؤية الطموحة تستثمر في أبنائها وتحسن جودة الحياة وتجنبهم كل خطر وسوء حتى يكونوا مؤثرين وفاعلين، والكل مشارك مع تلك الرؤية الوطنية الطموحة من القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي، وكان من توفيق الله لنا حضور ذلك المؤتمر العلمي الثاني الرائع والجميل بمنطقة جيزان برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد آل سعود وكان عنوانه "مستجدات الوقاية والعلاج من إدمان المخدرات" وذلك بتنسيق من جمعية التوعية بأضرار المخدرات بمنطقة جازان في يونيو لعام 2025، شارك في ذلك المؤتمر ثلة من الوجهاء والعلماء والأكاديميين والمتخصصين، وكان من أبرز جلساته، التدخلات الدوائية لعلاج الإدمان، التدخلات النفسية لعلاج الإدمان، الآثار النفسية والجسدية للإدمان، الوقاية من الإدمان، المخدرات والجوانب الأمنية، المنظور الشرعي للمخدرات، وصاحب ذلك المؤتمر ورش عمل تثري العقل من منظور أكاديمي وتجارب واقعية، فجزيل الشكر والامتنان لقيادتنا الحكيمة على تمكينها للقطاع غير الربحي لتقديم رسالته العظيمة والشكر أجزله لسمو أمير منطقة جازان لرعايته لذلك الموضوع الحيوي والشكر موصولة أواصره للعاملين في جمعية التوعية بأضرار المخدرات وكذلك الرعاة للمؤتمر والمشاركين من القطاعات والضيوف، ونسأل الله أن يحفظ قادتنا وعلماءنا وشعبنا العظيم من كيد الكائدين.