
الفزّاعة في مهبّ الريح!ميسر السردية
الفزّاعة في مهبّ الريح!
كتبت :ميسر السردية
ما يجري هذا الأسبوع في أوروبا ليس مجرد رد فعل سياسي عابر، بل علامة فارقة في التحوّل العالمي تجاه واحدة من أكثر الأدوات قمعًا للعدالة والوعي: قانون معاداة السامية، الذي طالما استُخدم لتكميم الأفواه، وتحويل الاحتلال إلى ضحية، والضحية إلى جلاد.
مواقف حكومية وبرلمانية متتابعة، واعتصامات شبابية وطلابية في كبرى الجامعات، واستدعاءات رسمية لـ'سفراء نتنياهو' بعد استهداف دبلوماسيين أوروبيين في مخيم جنين، تُشكل معًا لوحة متكاملة لما يمكن وصفه بلحظة الانكشاف الرمزية لهذا القانون.
ولأول مرة، يتم استدعاء سفراء تل أبيب بهذه الصورة شبه الجماعية، من أكثر من دولة غربية في آن واحد، في مشهد غير مسبوق يعكس تغيرًا في طبيعة وشكل العلاقة ومستقبلها ما بين 'اللقيط والمتبني'.
لأول مرة منذ عقود، يُفتح الباب أمام نقد تصرفات 'الكيان' دون أن يوصف ذلك بأنه تحريض على كراهية اليهود أو انتهاك لمقدسات التاريخ. الشعوب سبقت حكوماتها، والوعي تجاوز خطاب الحالة المعادة، فحتى لغة البيانات الدبلوماسية باتت أكثر صراحة في تسمية المعتدي والمعتدى عليه.
ما يحدث اليوم ليس ضربة لحل 'العقدة الغوردية' التي خلقها الاستعمار في بلادنا، لكنه إعلان صريح أن سيف الصمت لم يعد قادرًا على الملاحقة والوصاية، وأن قانون معاداة السامية لن يظل فزّاعة تلوّح في وجه كل من ينتقد الاحتلال. وها هم رسميّو أوروبا، التي بدأت اليوم بمراجعة لتحيّزها غير العادل، ينطلقون من عقالهم الذي كبّلهم لعشرات العقود.
العالم يتغير، والقداسة المصطنعة تنهار.2025-05-22
The post الفزّاعة في مهبّ الريح!ميسر السردية first appeared on ساحة التحرير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
الفزّاعة في مهبّ الريح!ميسر السردية
الفزّاعة في مهبّ الريح! كتبت :ميسر السردية ما يجري هذا الأسبوع في أوروبا ليس مجرد رد فعل سياسي عابر، بل علامة فارقة في التحوّل العالمي تجاه واحدة من أكثر الأدوات قمعًا للعدالة والوعي: قانون معاداة السامية، الذي طالما استُخدم لتكميم الأفواه، وتحويل الاحتلال إلى ضحية، والضحية إلى جلاد. مواقف حكومية وبرلمانية متتابعة، واعتصامات شبابية وطلابية في كبرى الجامعات، واستدعاءات رسمية لـ'سفراء نتنياهو' بعد استهداف دبلوماسيين أوروبيين في مخيم جنين، تُشكل معًا لوحة متكاملة لما يمكن وصفه بلحظة الانكشاف الرمزية لهذا القانون. ولأول مرة، يتم استدعاء سفراء تل أبيب بهذه الصورة شبه الجماعية، من أكثر من دولة غربية في آن واحد، في مشهد غير مسبوق يعكس تغيرًا في طبيعة وشكل العلاقة ومستقبلها ما بين 'اللقيط والمتبني'. لأول مرة منذ عقود، يُفتح الباب أمام نقد تصرفات 'الكيان' دون أن يوصف ذلك بأنه تحريض على كراهية اليهود أو انتهاك لمقدسات التاريخ. الشعوب سبقت حكوماتها، والوعي تجاوز خطاب الحالة المعادة، فحتى لغة البيانات الدبلوماسية باتت أكثر صراحة في تسمية المعتدي والمعتدى عليه. ما يحدث اليوم ليس ضربة لحل 'العقدة الغوردية' التي خلقها الاستعمار في بلادنا، لكنه إعلان صريح أن سيف الصمت لم يعد قادرًا على الملاحقة والوصاية، وأن قانون معاداة السامية لن يظل فزّاعة تلوّح في وجه كل من ينتقد الاحتلال. وها هم رسميّو أوروبا، التي بدأت اليوم بمراجعة لتحيّزها غير العادل، ينطلقون من عقالهم الذي كبّلهم لعشرات العقود. العالم يتغير، والقداسة المصطنعة تنهار.2025-05-22 The post الفزّاعة في مهبّ الريح!ميسر السردية first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 6 أيام
- ساحة التحرير
الكويت: حين تبكي على 'الغزو' وتضحك على خراب العراق… الذاكرة الناقصة!حسن ضمد
الكويت: حين تبكي على 'الغزو' وتضحك على خراب العراق… الذاكرة الناقصة! بقلم/حسن ضمد من يقف اليوم في قصور الخليج، ويتحدث عن 'العدوان العراقي الغاشم' في 1990، عليه أن ينظر في المرآة جيدًا… ليرى أن أكثر مَن استثمر في دمار العراق ليس واشنطن، ولا طهران، بل العواصم الخليجية ذات الياقات البيضاء والولاءات المتقلبة. أمير الكويت يقف أمام دونالد ترامب، ليس ليتحدث عن مستقبل المنطقة أو مآسي الشعوب، بل ليعيد تكرار الأسطوانة المشروخة: 'لأمريكا فضل كبير لأنها حررت أرضنا من الغزو العراقي الغاشم.' عبارة لا تزال تُردّد، رغم أن الغزو انتهى منذ أكثر من ثلاثة عقود، والعراق نفسه تحوّل من 'غازٍ' إلى جريح، مسحوق، تتناوبه الجيوش والميليشيات، والمصارف الخليجية. لكن المثير للشفقة – وليس فقط للسخرية – أن الأمير ارتكب 'خطيئة لفظية'، حين ذكر 'الحكومة اليمنية الشرعية'، فتم تأنيبه من محمد بن سلمان، ليُرسل مبعوثًا يعتذر عن 'الزلة'… اعتذروا عن وصف حكومة بالشرعية، لكنهم لم يعتذروا يومًا للعراق عن 13 عامًا من الحصار، أو عن تمويل سياسي طائفي دمّر مجتمعه، أو عن إعلامٍ خليجي زرع الطائفية كالألغام. الكويت لا تُخفي ضيقها من العراق، لا لأنها تخاف تكرار الغزو، بل لأنها تخشى أن يستعيد العراق عافيته ومكانته. فوجود عراق قوي يعني نهاية كل معادلاتهم الهشة. ولذلك، كانوا – وما زالوا – في مقدمة من يدفع باتجاه عراقٍ منقسم، مدجّن، مطيع، يستورد الأمن كما يستورد الإسمنت والماء. يسمّون الغزو 'عدوانًا غاشمًا'، لكنهم لا يسمّون احتلال العراق من قبل أمريكا 'تحريرًا غاشمًا'، ولا يسمّون الطائرات التي أقلعت من قواعدهم لقصف بغداد 'عدوانًا مشتركًا'. ذاكرة الكويت قصيرة، ومشاعرها مصنوعة في البنتاغون، وصراخها لا يُسمع إلا في حضرة البيت الأبيض. أما في حضرة العراق؟ فهم يهمسون، يتحسّبون، يموّلون التخريب من خلف الستار، ثم يخرجون علينا بوجه 'الأشقاء'. وصدق من قال: 'لا استقرار للعراق ما دام الخليج مرتعًا للنفط والنفاق معًا. 2025-05-18 The post الكويت: حين تبكي على 'الغزو' وتضحك على خراب العراق… الذاكرة الناقصة!حسن ضمد first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
يومية ترامب ١٢٠٠ مليار …!نزيه منصور
يومية ترامب ١٢٠٠ مليار …! د. نزيه منصور في أول رحلة للرئيس الأميركي دامت أقل من اثنين وسبعين ساعة، بما فيها من ترفيه واستقبال غير مسبوق، وفقاً للأعراف والتقاليد العربية من خيل وجمال وفرسان والسيف والترس ورقصة الرجال، وطائرات حربية في الأجواء، حفاظاً على أمن الضيف الكبير وسيد العالم، تجاوزت الاتفاقيات الملياردية في كل من الرياض والدوحة وأبو ظبي ٣٦٠٠ مليار دولار، في حين أن ساعات التوقيع وخطاباته بلغت بمجملها خمسة عشرة ساعة تقريباً أي خمس ساعات عمل يومياً في كل من العواصم الثلاثة، فيكون بدل تعبه بالساعة ٣٦٠٠÷ ١٥= ٢٤٠ مليار، وأما البدل الشاق اليومي ٣٦٠٠÷٣= ١٢٠٠ مليار دولار أميركي…!اللافت، أن ترامب أحضر معه أصحاب الشركات العملاقة الأميركية ونظار الخزينة والخارجية والدفاع ولكل منهم مهمته، فالأول ماهر في كسب المال، والثاني دبلوماسي، والثالث حارس أمين على كل سنتيم…!مقابل هذه الصفقات الهائلة والأرقام الخيالية، منح كل من أصحاب السمو صفات الكرم والطول واللياقة والوفاء لأميركا وأجاز لهم الالتحاق باتفاقية أبراهام والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وغض النظر عن إرهابه وجرائمه في كل من غزة وسوريا ولبنان. كما كرّم فتى الإسلام والشاب الوسيم ومعشوق ترامب أسوة بزملائه من الأمراء الشباب، الجولاني والمعرّب إلى أحمد الشرع والمنصّب رئيساً لسوريا والمعفى مع براءة ذمة ترامبية لقاء الخضوع للأمر الواقع الصهيوني والدخول في لعبة التطبيع ببركة اردوغان وابن سلمان….!ينهض مما تقدم، أن ترامب أصاب باختياره الرياض لصفقة مالية لم يسبقه أي ممن سبقه من الرؤساء الأميركيين الستة والأربعين، واطمأن إلى ضم المتخلفين عن اتفاقية أبراهام وخاصة عاصمة الامويين وكرس الأمن والسلام للكيان الصهيوني بخروج سوريا من المحور وتعاطى بالملف النووي والإيراني واليمني واللبناني على قاعدة العصا والجزرة وحاول الظهور كرجل سلام عالمي بشكل عام والمنطقة بشكل خاص….!وعليه تثار تساؤلات عدة منها:١- لماذا هذه الحفاوة المتوجة بالكرم الهائل في حين يحتاج أهل غزة للماء والدواء ولقمة العيش؟٢- لماذا تغزل بالأمراء والشاب الوسيم والجذاب؟٣- لماذا تجاهل الشعب الفلسطيني في غزة واستمرار العدوان وحرب الإبادة؟٤- هل أصبحت المنطقة ملعباً أميركياً ومن دون منازع؟2025-05-15 The post يومية ترامب ١٢٠٠ مليار …!نزيه منصور first appeared on ساحة التحرير.