
"تشات جي بي تي" تقلب سوق البحث عبر الإنترنت بميزة جديدة
في خطوة جريئة قد تعيد رسم خارطة البحث على الإنترنت، أزالت شركة OpenAI جميع القيود عن ميزة البحث في "تشات جي بي تي"، ما يجعلها متاحة للجميع دون الحاجة إلى تسجيل الدخول أو إنشاء حساب.
هذه الخطوة تضع "تشات جي بي تي" في مواجهة مباشرة مع عمالقة البحث التقليديين، وعلى رأسهم "غوغل".
كانت ميزة البحث في "تشات جي بي تي" قد أطلقت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لكنها كانت متاحة في البداية فقط للمستخدمين المشتركين في الخدمة المدفوعة.
ومع حلول ديسمبر/كانون الأول، أصبحت متاحة للجميع، والآن، لم يعد هناك أي عوائق أمام أي شخص يرغب في استخدامها، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
ما يميز محرك البحث داخل "تشات جي بي تي" هو عدم احتوائه على إعلانات، مما يجعله أكثر سلاسة مقارنة ببحث "غوغل" الذي غالبًا ما يكون مليئًا بالإعلانات.
لكن المنافسة لن تكون سهلة، خاصة مع وجود محرك Gemini من "غوغل" الذي يعتمد أيضًا على الذكاء الاصطناعي ولا يعرض إعلانات.
هل تغير "غوغل" استراتيجيتها؟
تشير التقارير إلى أن "غوغل" تخطط لتحويل البحث بالكامل إلى مساعد ذكاء اصطناعي بحلول عام 2025، مما يعني أن سوق البحث على الإنترنت على وشك أن يصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى.
ومع ذلك، فإن قرار "OpenAI" بجعل البحث متاحًا مجانًا للجميع قد يمنحها ميزة مبكرة في هذا السباق المحموم.
كيف يعمل بحث "تشات جي بي تي"؟
على غرار محركات البحث التقليدية، يسمح لك "تشات جي بي تي" بإدخال استفساراتك والحصول على إجابات فورية.
لكن بدلاً من تقديم قائمة بالروابط، يقوم بإنشاء ملخص يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع الإشارة إلى المصادر التي استقى منها المعلومات، ما يمنح المستخدمين خيار التحقق من دقة الإجابة بأنفسهم.
ومع أن هذه الميزة تعد طفرة في عالم البحث، إلا أن دقتها ليست مثالية بعد، كما رأينا في المشكلات التي واجهتها "غوغل" عندما أطلقت ملخصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لأول مرة، لذلك، لا يزال هناك مجال واسع للتحسين لضمان الموثوقية والدقة.
مع تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن عام 2025 سيكون نقطة تحول رئيسية في كيفية وصول المستخدمين إلى المعلومات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
تخطط لاختراق سوق الأجهزة.. مصمم "أبل" الشهير يقود أعمال التصميم في "OpenAI"
استحوذت شركة OpenAI على شركة io، الشركة الناشئة في مجال الأجهزة، والتي عمل عليها الرئيس التنفيذي سام ألتمان ومصمم "أبل" الشهير جوني إيف بصمت لمدة عامين، في صفقة أسهم كاملة تُقدّر قيمة الشركة الناشئة بـ 6.5 مليار دولار، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال". وكجزء من الصفقة غير المسبوقة التي أُعلن عنها يوم الأربعاء، سيقود إيف وشركته للتصميم العمل الإبداعي والتصميمي في "OpenAI". وقال ألتمان في منشور على منصة إكس: "سعيد بالشراكة مع جوني، أعظم مصمم في العالم، متحمس لمحاولة ابتكار جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي". يضع تعاون "OpenAI" مع إيف أحد رؤساء التصميم السابقين في "أبل"- المشهور بتصميم العديد من أجهزة آيفون وآيبود وآيباد وساعات "أبل" - في طليعة أحدث موجة تقنية، وهي الذكاء الاصطناعي التوليدي. منذ إطلاق شات جي بي تي في عام 2022، عززت "OpenAI" أعمالها الاستهلاكية بشكل كبير. في وقت سابق من هذا الشهر، عيّنت الشركة المدير التنفيذي السابق في "ميتا" والرئيس التنفيذي لشركة Instacart، فيدجي سيمو، لقيادة تطبيقاتها الاستهلاكية. يمكن لـ إيف مساعدة "OpenAI" على منافسة "أبل" مباشرةً في مجال الأجهزة الاستهلاكية، مما يزيد الضغط على صانع آيفون. في السنوات الأخيرة، واجهت "أبل" صعوبة في تطوير ميزات ذكاء اصطناعي تواكب أحدث تقنيات "OpenAI" و"غوغل". انخفض سهم "أبل" بنسبة 2% يوم الأربعاء بعد الإعلان عن تعاون "OpenAI" مع إيف. يضم فريق عمل "Io" حوالي 55 مهندسًا وعالمًا وباحثًا وفيزيائيًا ومتخصصًا في تطوير المنتجات، وجميعهم سينضمون إلى "OpenAI". العديد من موظفي "Io" هم مصممون سابقون في "أبل"- بمن فيهم سكوت كانون وإيفانز هانكي وتانغ تان - ساهموا في بناء أشهر منتجات الشركة. يحتفظ إيف بسيطرته على شركة التصميم الخاصة به، LoveFrom، والتي ستواصل العمل بشكل مستقل. ستُطوّر شركة Io، تحت مظلة "OpenAI"، أجهزة استهلاكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مشاريع أخرى. ويُقال إن ألتمان وإيف يعملان على جهاز يُمكّن المستهلكين من تجاوز حدود الشاشات. وأفادت "بلومبيرغ" أن أول أجهزة لآيف وألتمان من المقرر إطلاقها عام 2026. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيف سيتولى دورًا واسع النطاق، حيث سيُساهم في تطوير الإصدارات المستقبلية من شات جي بي تي وغيرها. وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، امتلكت "OpenAI" بالفعل حصة 23% في "io" كجزء من اتفاقية بين الشركتين العام الماضي. هذا يعني أن "OpenAI" ستدفع 5 مليارات دولار للاستحواذ الكامل على "io"، مما يمثل أكبر عملية استحواذ على الإطلاق للشركة المصنعة لـ شات جي بي تي. يُذكر أن صندوق "OpenAI" للشركات الناشئة استثمر بشكل منفصل في "io" العام الماضي. في مقطع فيديو نشرته "OpenAI"، قال ألتمان إن مهمة "io" هي إنشاء مجموعة من أجهزة الذكاء الاصطناعي التي ستتيح للناس استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج "جميع أنواع الأشياء الرائعة". قال إيف إنه مقتنع بأن كل ما تعلمه "على مدار الثلاثين عامًا الماضية قد قادني إلى هذه النقطة وهذه اللحظة". وأضاف أن أول جهاز ذكاء اصطناعي تعمل عليه "io" "استحوذ تمامًا" على خيال إيف. كان ألتمان من أوائل المستثمرين في شركة هيومين، وهي شركة أخرى متخصصة في أجهزة الذكاء الاصطناعي أسسها موظفون سابقون في شركة أبل، والتي حققت نجاحًا باهرًا بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي. بعد سلسلة من التعثرات، بيعت هيومين لشركة إتش بي، وتوقفت أجهزتها عن العمل. في الوقت نفسه، أظهرت أشكال أخرى لأجهزة الذكاء الاصطناعي واعدة أكبر. فقد حققت نظارات "ميتا" الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تطورها بالتعاون مع عملاق صناعة النظارات إيسيلور لوكسوتيكا، مبيعات قوية وانتشارًا واسعًا بين المستهلكين. هذا الأسبوع، كشفت "غوغل" عن نسختها من نظارات الذكاء الاصطناعي الذكية التي تطورها بالتعاون مع "سامسونغ" و"واربي باركر" وشركاء آخرين. في نهاية المطاف، ليس من الواضح شكل أجهزة "OpenAI". أشار ألتمان إلى أن استخدام جهاز كمبيوتر محمول أو هاتف ذكي للوصول إلى شات جي بي تي كان مرهقًا للغاية. بدلًا من ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI إنه يفضل استخدام جهاز أكثر تكاملًا مع حياته اليومية.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"OpenAI" تتوقع أن يعزز جهازها الذكي المقبل اشتراكات شات جي بي تي
قالت سارة فريار، المديرة المالية لشركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI"، إن الشركة تراهن على أن "عصرًا" جديدًا في الحوسبة سيبرر قرارها بإنفاق مليارات الدولارات على أجهزة مُصممة خصيصًا لتتوافق معها. وأعلنت "OpenAI"، مطورة روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، يوم الأربعاء عن خططها لشراء "io"، وهي شركة ناشئة متخصصة في الأجهزة وتابعة لمصمم هواتف آيفون جوني إيف، مقابل حوالي 6.4 مليار دولار. وتأسست "io" قبل عام تقريبًا، وليس لديها أي منتج في السوق حتى الآن. الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي تخطط لاختراق سوق الأجهزة.. مصمم "أبل" الشهير يقود أعمال التصميم في "OpenAI" وبعد هذا الإعلان، قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI" إن الشركة تعمل على جهاز ذكاء اصطناعي بدون شاشة يدرك محيط مستخدمه ولن يكون قابلًا للارتداء. وستستهم أجهزة الذكاء الاصطناعي الجديدة في إيصال تكنولوجيا "OpenAI" إلى عدد أكبر من المستخدمين، مما سيؤدي إلى نمو الاشتراك ومعدلات الارتباط بخدمة الشركة، بحسب ما قالته فراير، لشبكة CNBC" يوم الخميس. وأفادت فراير أن "شات جي بي تي" سجل آخر مرة 500 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، لكن عدد المستخدمين النشطين شهريًا أعلى، بحسب ما نقله تقرير للشبكة، اطلعت عليه "العربية Business". وأضافت: "عندما تبدأ بالتفكير في الأمر على أنه يتجاوز مجرد الهاتف، فإنه يبدأ في إثارة الخيال"، وقالت: "إذا استطعنا إثارة حماس الناس حول العالم لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فلدينا العديد من الطرق للبدء في التفكير في نموذج أعمال قائم على ذلك. قد يكون ذلك اشتراكًا بشات جي بي تي نامٍ وأكبر". تتوافق تعليقات فراير مع آراء آخرين في قطاع التكنولوجيا قالوا إن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تُغير وجه الحوسبة، وتُهدد هواتف آيفون. كان إيدي كيو، كبير مسؤولي الخدمات لدى "أبل"، صرح في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يعتقد أن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تحل محل هواتف آيفون في غضون عشر سنوات. وفي حين تعمل "OpenAI" مع "أبل" على دمج الذكاء الاصطناعي في آيفون والمساعد الصوتي سيري، قالت فراير إن شركتها لا تزال ترى حاجة إلى امتلاك أجهزتها الخاصة. وقالت فراير: "نريد العمل مع العديد من الشركاء. عندما نعتمد على مسار واحد، لا نعتقد أن ذلك يُحفّز الابتكار إلى أقصى حد"، مضيفة: "نواصل العمل بشكل وثيق مع أبل على أجهزتهم، ونود أن نرى المزيد من الإنجازت بالذكاء الاصطناعي... لكننا نرغب أيضًا في مواصلة تحفيز الابتكار على نطاق واسع". وألمحت فراير إلى الأجهزة الجديدة بدون شاشات لمس. ورفضت الإفصاح عن تفاصيل حول شكلها المحتمل. يأتي هذا، فيما أشارت توقعات محلل على اطلاع على سلسلة توريد "أبل" إلى أنه المقرر أن يبدأ الإنتاج الضخم لهذا الجهاز في عام 2027، بحسب تقرير لموقع "9TO5Mac" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وأضاف المحلل مينغ-تسي كو أن عملية تجميع وشحن الجهاز المقبل ستتم خارج الصين، في محاولة لتقليل المخاطر الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن فيتنام تُعد في الوقت الحالي الموقع الأكثر احتمالًا لعملية التجميع.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا... فما الذي يستحق تعلمه؟
أكبر كذبة سمعتها من مدرس طوال سنوات دراستي هي ضرورة أن أتقن خطوات القسمة المطولة، في الواقع نشأ جيل كامل من التلاميذ على هذا الاعتقاد الخاطئ، انطلاقاً من فكرة مغلوطة مفادها بأننا حينما نكبر لن نجد في متناولنا آلات حاسبة. آنذاك، كان ضرباً من خيال أن نتصور أننا جميعاً سنحمل في جيوبنا يوماً ما جهازاً ليس آلة حاسبة إلكترونية فحسب، بل يكتنز في قلبه كل المعرفة التي بلغها الإنسان. هكذا، عند ظهور الهواتف الذكية المحمولة وضعت معظم الرياضيات التي تعلمتها أيام الدراسة في تسعينيات القرن الـ20 وأوائل الألفية الثانية في زاوية منسية من ذاكرتي، التي لم أعد أفتش فيها أيضاً عن تواريخ الأحداث الكبرى ولا الظواهر الجغرافية والمعادلات العلمية، من دون أن يطرح ذلك أدنى ثأثير في مجريات حياتي اليومية. ولكننا اليوم أمام تكنولوجيا جديدة لا تكتفي بتحديد ما ينبغي لنا اكتسابه من معارف ومهارات، بل تتجاوز هذه الحدود إلى إعادة تشكيل الطريقة التي نتعلم بها في حد ذاتها. الجيل الأحدث من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من قبيل "تشات جي بي تي" ChatGPT و"جيميناي"Gemini وروبوت الدردشة الصيني "ديب سيك" DeepSeek، يزيح عن كاهلنا عبء إتمام الواجبات المنزلية التقليدية، إذ يسعه أن يكتب مواضيع جديدة تماماً، أو أن ينجز أوراق العمل في غضون ثوان معدودة. في إعلان حديث لتطبيق الكتابة والتحرير الذكي "غرامرلي" Grammarly، ظهر تلميذ يتخبط في أداء واجباته المدرسية، ولكن ما إن يكتشف الأداة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حتى يعلق بدهشة: "يا إلهي، إنها تشبهني، ولكنها أفضل". وفيما يسارع المعلمون إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في فصولهم الدراسية، ووضع صياغة جديدة للمناهج الدراسية بما يتلاءم مع هذا التحول الجذري، يرتفع صوت بعض الفلاسفة وعلماء المستقبليات مطالبين بإعادة كتابة المناهج الدراسية من أساسها. وفق عدد متزايد من مؤيدي المقترح القائل بإعادة تعريف التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، من الأجدر أن يتحول التركيز إلى تعزيز التفكير النقدي والمنطق والاستدلال. فمن دون هذه المهارات، يلوح في الأفق خطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. إذا كانت أدوات مثل "تشات جي بي تي" تتولى جميع المهمات التي تتطلب الاستدلال والتفكير، وتحتفظ بالحقائق التي كنا نضطر إلى حفظها عن ظهر قلب في الماضي، فإننا نواجه خطر إصابة أدمغتنا بالضمور نتيجة قلة الاستخدام. في وقت سابق من العام الحالي، وجد باحثون في "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" في الولايات المتحدة أن الاعتماد المكثف على تقنيات "الذكاء الاصطناعي التوليدي" generative AI الذي يتميز بقدرته على إنشاء محتوى بناء على البيانات التي تدرب عليها مثل "تشات جي بي تي" يتسبب في فقدان العمال مهارات أساسية من قبيل الإبداع، والحكم السليم، وحل المشكلات. وذكر الباحثون في دراسة عرضت تفاصيل نتائجهم: "استخدام هذه الأشكال من التكنولوجيا بشكل غير سليم، يقود، بل إنه يقود فعلاً، إلى تدهور القدرات المعرفية والإدراكية [من تفكير وتحليل واستدلال...] التي ينبغي الحفاظ عليها من أي اندثار". وجدت دراسة نهضت بها "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيقود إلى "تدهور القدرات المعرفية" (حنا بركات صندوق كامبريدج للتنوع / صور أفضل بالذكاء الاصطناعي ) في الحقيقة، تتلخص إحدى أبرز مفارقات الأتمتة الذكية في أن إيكال المهمات الروتينية إلى الآلات، وترك معالجة الحالات الاستثنائية أو غير المعتادة للمستخدم البشري، يحرم الأخير من فرص يومية تسهم عادة في تنمية مهارات التقدير السليم لديه، وتعزيز اتخاذ القرارات الصائبة، إضافة إلى تطور قدراته الإدراكية. حتى أن أثر الذكاء الاصطناعي بات ينعكس في طريقة استخدام الناس له على وسائل التواصل الاجتماعي. مثلاً، اجتاح هذه المنصات أخيراً "ترند" يظهر المستخدمون فيه وقد وقفوا أمام مرآة وأمسكوا غرضاً ما [جهاز تحكم بالتلفزيون مثلاً] بعدما وضعوا قبالتها ورقة أو قطعة قماش تحول دون انعكاس صورة الغرض في المرآة، ثم يصورون المشهد من زواية محددة مرفقين الفيديو بتعليق ساخر يقول: "كيف للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي؟" [المغزى من هذا هو تسليط الضوء على كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا والفيزياء في حياتهم اليومية، وكيف يمكن أن تؤدي المفاهيم الخاطئة أو عدم الفهم الكامل إلى تفسيرات خاطئة أو مدهشة للظواهر البسيطة]. وفي عشرات التعليقات على مقطع فيديو نشر أخيراً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أشار المستخدمون إلى "غروك" Grok، علماً أن الأخير روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي أنشأته شركة "إكس أي آي" (xAI) التابعة لإيلون ماسك، وسألوه كيف أمكن للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي. قدم الروبوت الإجابات المطلوبة، من دون أن يضطر المستخدمون إلى شحذ أدمغتهم أو استدعاء أي معارف أساسية. وفي المستقبل الأبعد، ربما تحملنا أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة على أن نتعلم من جديد كيف نعيش في عالم تنتفي فيه معظم المهمات الموكلة إلى البشر بعد أن تتولاها الآلات المؤتمتة. البروفيسور السويدي في "جامعة أكسفورد"، نيك بوستروم، المعروف بتحذيره العالم من الذكاء الاصطناعي المنفلت العقال في كتابه الصادر عام 2014 بعنوان "الذكاء الخارق" Superintelligence، تناول هذه القضية من زاوية جديدة في أحدث مؤلفاته بعنوان "اليوتوبيا العميقة: الحياة والمعنى في عالم اكتملت فيه الحلول" Deep Utopia: Life and Meaning in a Solved World. وفيه، تخيل مستقبلاً قريباً تنجز فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات مختلف المهمات بكفاءة تضاهي أداء البشر. وكتب بوستروم: "بدلاً من تأهيل الأطفال كي يغدوا في المستقبل عمالاً منتجين اقتصادياً، علينا تنشئتهم على أن ينعموا بعيش ملؤه والرضا والتطور الذاتي. أشخاصاً يمتلكون مهارات عالية في فن الاستمتاع بالحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف: "ربما يشمل ذلك إتقان فن الحوار، وتنمية الذائقة تجاه الأدب والفن والموسيقى والدراما والسينما، والتأمل في جمال الطبيعة وعفوية البرية، وتعزيز روح المنافسة الرياضية. ومن المجدي أيضاً أن نتعلم تقنيات التأمل واليقظة الذهنية، وأن نفسح المجال أمام ممارسة الهوايات والإبداع وروح اللعب والمقالب الذكية والألعاب، لا بوصفها مجرد تسلية بل كمجال للإبداع والتجريب والمشاركة. كذلك علينا ألا نغفل عن تنمية متعة التذوق وتهذيبها، وترسيخ الحس الجمالي الرفيع، وأخيراً أن نقدر رابطة الصداقة ونحتفي بها". في حديثه لـ"اندبندنت" العام الماضي، وصف البروفيسور بوستروم هذه الاحتمالات بأنها "احتمالات مستقبلية جذرية"، وذلك عندما نصل إلى مرحلة تكتمل فيها الحلول لكل مشكلات اليوم، وتحال فيها مسؤولية التقدم المستقبلي إلى أجسام وأدمغة اصطناعية. "عندها، ربما يبتعد المجتمع عن التركيز على الكفاءة والفائدة والربح، ويتجه نحو "التقدير والامتنان والنشاط الذاتي واللعب"، يقول البروفيسور بوستروم. هكذا، سينصب تركيزنا على تعلم مهارات بدنية، أو حتى ألعاب استكشفها الذكاء الاصطناعي منذ زمن بعيد. فقد أتقنت هذه الأنظمة الشطرنج منذ 30 عاماً، ومع ذلك ما زلنا نرغب في ممارسة هذه اللعبة. تتفوق أجهزة الكمبيوتر على أبطال البشر في الشطرنج منذ أن ألحق حاسوب "ديب بلو" من تصميم شركة "آي بي أم" الهزيمة بمنافسه البطل الروسي غاري كاسباروف، واقتنص النصر قبل نحو 30 عاماً، ولكن حتى الآن ما زال الناس يستمتعون بلعب الشطرنج ومشاهدته. وعلى نحو مماثل، إذا صار الذكاء الاصطناعي متفوقاً في المعرفة، فسنظل نستمتع باكتسابها. مفاد ذلك بأنه حتى في هذا السيناريو المستقبلي، يظل للتعلم مكانته الخاصة ومقامه الأصيل. كتب البروفيسور بوستروم في كتابه "اليوتوبيا العميقة": "أعتقد أن الشغف بالتعلم يضفي عمقاً ومعنى كبيرين على حياة تغلب عليها ثقافة الترفيه. إنه انفتاح العقل على ميادين العلوم والتاريخ والفلسفة، من أجل الكشف عن السياق الأوسع للأنماط والمعاني التي تتجسد في نسيج حياتنا". يعيد هذا الكلام صدى مشاعر مماثلة عبرت عنها السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة والناشطة إليانور روزفلت قبل نحو قرن من الزمن، التي شددت على القيمة الجوهرية للتعلم، مؤكدة أنه ليس مجرد وسيلة لبلوغ غاية، بل غاية في حد ذاته. وقالت مشيرة إلى أنه لا شيء يفوقه أهمية: "التعلم هو الأساس، التعلم والعيش".