logo
حرية التعبير ليست رخصة لدهس المقدسات..

حرية التعبير ليست رخصة لدهس المقدسات..

وجدة سيتيمنذ 15 ساعات
في زمنٍ تتداخل فيه المفاهيم وتُخلط فيه القيم، خرجت واقعة تربط الذات الإلهية ب'المثلية الجنسية' لتفجر جدلاً واسعاً حول حدود حرية التعبير. لم تكن مجرد صورة عابرة، بل كانت استفزازاً متعمداً لمشاعر ملايين المسلمين داخل المغرب وخارجه، واعتداءً صارخاً على جوهر العقيدة، تحت غطاء الحداثة والانفتاح.
الواقعة كشفت عن خلل عميق في فهم الحرية، وعن نزعة متزايدة لتوظيفها في إذلال المقدسات. فحين يُختزل اسم الله في 'ميول جنسية' من طرف امرأة شاذة –أقصد الشذوذ الفكري – وبئيسة – أقصد بؤسا ثقافيا -، لا يمكن اعتبار ذلك رأياً أو تعبيراً فنياً، بل هو تطاول فجّ وجرأة سمجة ، لا تندرج تحت أي مظلة قانونية أو أخلاقية. حتى أعتى خصوم الدين عبر التاريخ، من طغاة وملاحدة، لم يجرؤوا على هذا الربط السخيف. لم يقل فرعون إن الله 'مثلي'، ولم يزعم النمرود أن الذات الإلهية يمكن اختزالها في ميول جنسية. حتى إبليس رمز الشر الكوني كان حين يُخاطب الله كان يخاطبه بتوقير واحترام ( فبعزّتك….) فهل بلغنا من 'التحرر' أن نُزايد على الكفر نفسه؟
المدافعون والمنافحون عن الواقعة يرفعون شعار 'الحق في التعبير'، لكنهم يتجاهلون أن هذا الحق ليس مطلقاً. المواثيق الدولية نفسها، التي يتغنون بها، تنص على أن حرية التعبير مقيدة بعدم المساس بحقوق الآخرين، وبالآداب العامة، وبالرموز الدينية. فهل من الحرية أن تُهان عقيدة مليار ونصف مسلم؟ وهل من التعبير أن يُربط المقدس بما يُعتبر في الدين محرّماً؟
في كل ثقافة، هناك خطوط حمراء. في الغرب، 'الهولوكوست' لا يُناقش. في الهند، البقرة لا تُمس. في الصين، الحزب الحاكم لا يُنتقد. في كوريا الشمالية من يتجرّأ على الزعيم المقدّس كيم جونغ أون يُعدم في الساحات العامة، وفي العالم الإسلامي، الله والأنبياء والمقدسات الدينية لا تُهان. ليس لأننا نرفض النقاش، بل لأننا نؤمن أن هناك ما لا يُناقش، لأنه فوق الجدل، ومحل إجماع روحي وثقافي. من يظن أن حرية التعبير تعني حرية الإساءة، فليجرب أن يرفع لافتة في برلين تقول 'المحرقة كذبة'، أو أن يهتف في نيودلهي 'البقرة ليست مقدسة'، أو أن يسخر من المسيح في جادة الشانزيليزي بباريس. حينها، لن يُقال إنه يمارس حقه، بل سيُجرّ إلى المحاكم، وربما يُنبذ اجتماعيا، وربّما رحمة به قد يودع بمصحّة للأمراض العقلية في ألطف الأحوال.
الحرية لا تعني أن تقول كل شيء، بل أن تقول ما لا يُهين أحداً. أن تعبّر دون أن تجرح. أن تختلف دون أن تستفز. أن تناقش دون أن تذبح المعنى. أن تكتب دون أن تدوس على القلوب. ما حدث ليس تعبيراً، بل عدوان. ليس رأياً، بل إساءة. ليس اختلافاً، بل استفزازاً.
الذين يبررون الواقعة يخلطون بين النقد والإهانة، بين التعبير والعدوان. النقد مشروع، والاختلاف مقبول، لكن الإهانة ليست رأياً، والتطاول ليس حرية. لا أحد يمنع أحداً من أن يختلف، أو أن يناقش، أو أن يعبّر عن رأيه، لكن حين يتحول التعبير إلى خنجر مسموم يُغرس في خاصرة العقيدة، فإن الأمر لم يعد حرية، بل عدواناً.
الذين يظنون أن الدفاع عن الواقعة هو دفاع عن الحرية، ينسون أن التعبير لا يُمارس في الفراغ، بل في مجتمع له قيمه، ودين، وشعور جمعي. ينسون أن الرأي لا يُقاس بمدى الصدمة، بل بمدى الاحترام. ينسون أن الإنسان لا يُقاس بما يقول، بل بما يحترم.
الواقعة لم تكن نقاشاً فكرياً، بل استفزازاً متعمداً. لم تكن تعبيراً رمزياً، بل إهانة مباشرة. لم تكن رأياً، بل إعلاناً عن سقوط المعايير وقيّم النقاش. وإذا كان من يدافع عنها يظن أنه يُمارس حرية التعبير، فليجرب أن يُمارسها في غير الإسلام، وسيرى أن العالم كله سيقف ضده. أما حين تكون الإساءة موجهة إلى المسلمين – وهذا قدرنا -، فحينها فقط يُقال: 'دعونا نحترم الرأي الآخر'.
لكننا نقول: لا رأي في الإساءة، ولا حرية في التطاول، ولا حداثة في العبث بالمقدسات. ومن أراد أن يُمارس حرية التعبير، فليبدأ باحترام مشاعر الآخرين، قبل أن يطلب احترام رأيه.
https://respress.maالمصدر:
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدكتور بنطلحة يكتب: ثورة الملك والشعب
الدكتور بنطلحة يكتب: ثورة الملك والشعب

مراكش الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • مراكش الآن

الدكتور بنطلحة يكتب: ثورة الملك والشعب

إن المكانة البارزة لثورة الملك والشعب، تجد سندها في الدلالة الرمزية التي تمثلها هذه الذكرى في الوعي الوطني، والتي تُظهِر قوة الالتحام بين العرش والشعب في إطار رباط مقدس من أجل استقرار المغرب. ففي 20 غشت 1953، تفجرت مظاهرات واحتجاجات عارمة في مختلف المدن والقرى، ما أدى إلى اندلاع ثورة شعبية مسلحة ضد المستعمر الفرنسي، حيث أبرزت تلاحم الشعب مع الملك في سبيل استعادة السيادة الوطنية، ومهدت الطريق لعودة السلطان محمد الخامس. ونجد أن الدلالة الرمزية الكبرى لثورة الملك والشعب تتجسد في البيعة بين العرش والشعب، ما يبرهن للعالم بأسره تعلق الشعب المغربي الدائم بالعرش العلوي المجيد، وهو ما أشار إليه المغفور له الحسن الثاني في خطابه بمناسبة الذكرى الـ19 لثورة الملك والشعب عام 1963، واصفا هذه العلاقة المتينة بالرابطة التي نسج التاريخ خيوطها بعواطف المحبة المشتركة، والأهداف الموحدة التي قامت على تقوى من الله ورضوانه، يقول المغفور له الحسن الثاني. من جهة أخرى، يعبر ولاء الشعب المغربي لملكه عن إجماع واضح حول تشبث المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة ورغبتهم في صون حرمتها، وهو ما يتجسد حاليا في الدفاع عن الوحدة الترابية الوطنية، حيث يقف الشعب المغربي وراء ملك البلاد محمد السادس للدفاع عن الثوابت وعن الوحدة الترابية للمملكة، في إطار بلورة سياسة اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تغيير وجه المغرب، باعتباره بلدا صاعدا تواجهه العديد من التحديات. لقد نجح المغرب بفضل القرارات الجريئة والمبادرات الخلاقة لجلالة الملك محد السادس في أن يصبح قوة إقليمية لها مكانتها، ورسخ مسار البناء الجماعي لمغرب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ما بوّء المغرب مكانة محورية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتبقى ذكرى ثورة الملك والشعب، على الدوام، تجسيدا للرباط المقدس الذي يربط بين العرش والشعب على مر التاريخ.

ذكرى ثورة الملك والشعب استحضار لصور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني
ذكرى ثورة الملك والشعب استحضار لصور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني

المغربية المستقلة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغربية المستقلة

ذكرى ثورة الملك والشعب استحضار لصور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني

المغربية المستقلة : في أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة المستمرة، يخلد الشعب المغربي، ومعه نساء ورجال الحركـة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يوم الأربعاء 20 غشت 2025، الذكـرى 72 لملحمة ثورة الملك والشعب الغراء التي جسدت أروع صور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي الوفي بقيادة العرش العلوي الأبي في سبيل حرية الوطن واستقلاله ووحدته. وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه الملحمة المباركة اندلعت يوم 20 غشت 1953 حينما امتدت أيادي المستعمر الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية والوحدة وبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه لنفيه وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متوهمة أنها بذلك ستخمد جذوة الكفاح الوطني وتفكك العرى الوثيقة والترابط المتين بين عرش أبي وشعب وفي؛ إلا أن هذه الفعلة النكراء كانت بداية النهاية للوجود الاستعماري وآخر مسمار يدق في نعشه، حيث وقف الشعب المغربي صامدا في وجه هذه المؤامرة الدنيئة، مضحيا بالغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة الوطن، وصون سيادته وهويته وعودة الشرعية والمشروعية بعودة الملك الشرعي مظفرا منتصرا حاملا لواء الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية. وأضاف البلاغ أن ثورة الملك والشعب كانت محطة تاريخية بارزة وحاسمة في مسيرة النضال الوطني الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لصد التحرشات والاعتداءات الاستعمارية، فقدموا نماذج رائعة وفريدة في تاريخ تحرير الشعوب من براثن الاستعمار، وأعطوا المثال على قوة الترابط بين مكونات الشعب المغربي، بين القمة والقاعدة، واسترخاصهم لكل غال ونفيس دفاعا عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية وهويتهم المغربية. ومن ثم، فإن ملحمة ثورة الملك والشعب لها في قلب كل مغربي مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة لما ترمز إليه من قيم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والتضحية والالتزام والوفاء بالعهد وانتصار إرادة العرش والشعب. وهكذا، واجه المغرب والمغاربة الأطماع الأجنبية وتصدوا بإيمان وعزم وإصرار للتسلط الاستعماري على الوطن. وفي هذا المقام نستحضر أمجاد وروائع المقاومة المغربية في مواجهة الاحتلال الأجنبي بكافة جهات الوطن، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، معركة الهري بالأطلس المتوسط سنة 1914، ومعركة أنوال بالريف من 1921 إلى 1926، ومعركة بوغافر بورزازات، ومعركة جبل بادو بالرشيدية سنة 1933، وما إليها من الملاحم والمعارك البطولية. وتواصل العمل السياسي الذي ظهرت أولى تجلياته في مناهضة ما سمي بالظهير البربري سنة 1930 الذي كان من أهدافه شق الصف الوطني والتفريق بين أبناء الشعب المغربي الواحد لزرع بذور التمييز العنصري والنعرات القبلية والطائفية. وتلا ذلك تقديم سلسلة من المطالب الإصلاحية ومنها برنامج الإصلاح الوطني. كما استمرت التعبئة الوطنية وإشاعة الوعي الوطني والتربية على القيم الدينية والوطنية ونشر التعليم الحر الأصيل وتنوير الرأي العام الوطني وأوسع فئات الشعب المغربي وشرائحه الاجتماعية بالحقوق المشروعة وبعدالة المطالب الوطنية. وتوج هذا العمل الدؤوب بتقديم الوثيقة التاريخية، وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 التي جسدت وضوح الرؤيا والأهداف وعمق وقوة إرادة التحرير لدى العرش والشعب، وهي من إرادة الله والتي تمت بتشاور وتوافق بين بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وقادة الحركة الوطنية، وشكلت منعطفا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني من أجل حرية المغرب واستقلاله وطموحاته المشروعة وتطلعاته لبناء مستقبل واعد. وفي يوم 9 أبريل 1947، قام جلالة المغفور له محمد الخامس بزيارة الوحدة التاريخية لمدينة طنجة حيث ألقى خطابه التاريخي الذي حدد فيه مهام المرحلة الجديدة للنضال الوطني، مؤكدا رحمه الله جهارا على مطالبة المغرب باستقلاله ووحدته الوطنية. وقد شكلت تلك الزيارة الميمونة، زيارة الوحدة محطة تاريخية جسدت إرادة حازمة وقوية في مطالبة المغرب بحقه المشروع في الحرية والاستقلال وتأكيده على وحدته وتشبثه بمقوماته التاريخية والحضارية والتزامه بانتمائه العربي والإسلامي وتجنده للدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية وهويته الحضارية والثقافية والاجتماعية والإنسانية. وكان من نتائج هذه الزيارة الملكية الميمونة احتدام الصراع بين القصر الملكي وسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية التي وظفت كل أساليب التضييق على رمز الوحدة المغربية والسيادة الوطنية، محاولة الفصل بين الملك وشعبه وطلائع الحركة الوطنية والتحريرية. ولكن كل ذلك لم يثن العزائم والهمم، فاحتدم الصراع والنزال وارتفع إيقاع المواجهة المباشرة مع السلطات الاستعمارية. وهكذا، وأمام التحام العرش والشعب والمواقف البطولية لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه الذي ظل ثابتا في مواجهة مخططات الإقامة العامة للحماية الفرنسية، لم تجد السلطات الاستعمارية من اختيار لها سوى الاعتداء على رمز الأمة وضامن وحدتها ونفيه هو والعائلة الملكية في يوم 20 غشت 1953، متوهمة بأنها بذلك ستقضي على روح وشعلة الوطنية والمقاومة. لكن المقاومة المغربية تصاعدت وتيرتها واشتد أوارها لتبادل ملكها حبا بحب وتضحية بتضحية، ووفاء بوفاء، مثمنة عاليا الموقف الشهم لبطل التحرير والاستقلال الذي آثر المنفى على التنازل بأي حال من الأحوال عن العرش أو على التراجع عن قناعاته واختياراته في السيادة الوطنية وفي صون عزة وكرامة الشعب المغربي. وفي حمأة هذه الظروف العصيبة، اندلعت أعمال المقاومة والفداء التي وضعت كهدف أساسي لها عودة الملك الشرعي وأسرته الكريمة من المنفى إلى أرض الوطن وإعلان الاستقلال. وتأججت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وأعمال المقاومة السرية والفدائية، وتكللت مسيرة الكفاح الوطني بانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال البلاد في فاتح أكتوبر من سنة 1955. وبفضل هذه الثورة المباركة والعارمة، لم يكن من خيار للإدارة الاستعمارية سوى الرضوخ لإرادة العرش والشعب، فتحقق النصر المبين، وعاد الملك المجاهد وأسرته الشريفة في 16 نونبر 1955 من المنفى إلى أرض الوطن، لتعم أفراح العودة وأجواء الاستقلال وتباشير الخير واليمن والبركات سائر ربوع وأرجاء الوطن، وتبدأ معركة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي لبناء وإعلاء صروح المغرب الحر المستقل وتحقيق وحدته الترابية. وتواصلت مسيرة التحرير واستكمال الاستقلال الوطني باسترجاع طرفاية يوم 15 أبريل 1958 وسيدي افني في 30 يونيو 1969، لتتوج هذه الملحمة البطولية بتحرير ما تبقى من الأجزاء المغتصبة من الصحراء المغربية بفضـل التحام العرش والشعب وحنكة وحكمة مبدع المسيرة الخضراء المظفرة جلالة المغفور له الحسن الثاني، بتنظيم المسيرة الخضراء التي تعتبر نهجا حكيما وأسلوبا حضاريا في النضال السلمي لاسترجاع الحق المسلوب، والتي حققـت الهدف المنشود والمأمـول منها بجـلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية في 28 فبراير 1976 واسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979. وإن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد الذكرى 72 لملحمة ثورة الملك والشعب العظيمة التي تقترن ببشائر أفراح الذكرى 62 لعيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتتوخى تنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة بقيم هذه الملحمة الكبرى واستلهام معانيها ودلالاتها العميقة في مسيرات الحاضر والمستقبل على هدي التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى التزود من ملاحم كفاحنا الوطني الطافح بالدروس والعبر. وهي رسالة نبيلة وأمانة ومسؤولية على عاتق جميع المغاربة، ما فتئ جلالته حفظه الله يدعو لها ويؤكد عليها. كما تغتنم مناسبة تخليد هذه الذكرى العطرة، لتجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتعلن عن استعدادها الكامل وتعبئتها المستمرة وراء قائد البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية. وقد حظي هذا المشروع بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة. وفي هذا المضمار، تستحضر وتثمن عاليا ما ورد في الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ليوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025 بمناسبة الذكرى 26 لتربع جلالته على عرش أسلافه الغر الميامين، والذي أكد فيه حرص بلادنا على الانفتاح على محيطها وتمسكها بالصرح المغاربي، وبمواصلة سياسة اليد الممدودة للنظام والشعب الجزائري الشقيق، حيث قال حفظه الله مخاطبا شعبه العزيز ومن خلاله العالم أجمع: 'بموازاة مع حرصنا على ترسيخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي وخاصة جوارنا المباشر في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق. وبصفتي ملك المغرب فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك. لذلك حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين. وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويًا على تجاوز هذا الوضع المؤسف. كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة. ومن جهة أخرى فإننا نعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية. وفي هذا الإطار، نتقدم بعبارات الشكر والتقدير للمملكة المتحدة الصديقة وجمهورية البرتغال على موقفهما البناء الذي يساند مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب على صحرائه، ويعزز مواقف العديد من الدول عبر العالم. وبقدر اعتزازنا بهذه المواقف التي تناصر الحق والشرعية، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف'.

تهنئة عبدالعزيز الدرويش إلى صاحب الجلالة بمناسبة عيد الشباب المجيد
تهنئة عبدالعزيز الدرويش إلى صاحب الجلالة بمناسبة عيد الشباب المجيد

بالواضح

timeمنذ ساعة واحدة

  • بالواضح

تهنئة عبدالعزيز الدرويش إلى صاحب الجلالة بمناسبة عيد الشباب المجيد

تـــهـــنـــئــة بمناسبة عيد الشباب المجيد بمناسبة الذكرى الثانية الوستين لميلاد مولانا صاحب الجلالة الملح محمد السادس حفظه الله. يتشرف خديم الأعتاب الشريفة عبد العزيز الدرويش رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، اصالة عن نفسه ونيابة عن جميع أعضاء الجمعية، بأحر التهاني وأطيب الأماني للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده، متمنياً لجلالته موفور الصحة ودوام العافية وطول العمر. أهل الله هذا العيد السعيد على مولانا أمير المؤمنين باليمن والخير والبركات، وحفظه بما حقق به الذكر الحكيم وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن والأميرة الجليلة للا خديمة، وشد أزر جلالته بصاحب السمو الملكي الأمير مولای رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب. عبدالعزيز الدرويش رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store