logo
داء الإرتداد المعدي المريئي ...الفارق الخفي بين الحموضة والمرض المزمن

داء الإرتداد المعدي المريئي ...الفارق الخفي بين الحموضة والمرض المزمن

الديارمنذ 16 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظًا في أعداد المصابين بـداء الارتداد المعدي المريئي، وهو اضطراب هضمي مزمن يتسبب في تدفق أحماض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، ما يؤدي إلى الشعور بالحموضة والحرقة في الصدر. هذه الحالة لا تقتصر على إزعاج مؤقت، بل تمتد في كثير من الأحيان لتؤثر على جودة حياة الفرد اليومية، وقد تتفاقم لتترك أضرارًا حقيقية على جدار المريء في حال إهمالها. من المهم التمييز بين هذا الداء والارتجاع المريئي العارض، فبينما يُعد الأخير ظاهرة طبيعية تحدث لدى كثير من الأشخاص بعد تناول وجبة ثقيلة أو أثناء الاستلقاء، يتحوّل الأمر إلى داء عندما تتكرر هذه النوبات بشكل مزمن وتصبح مصحوبة بأعراض مستمرة تستدعي تدخلًا طبيًا.
يحدث داء الارتداد المعدي المريئي نتيجة خلل في العضلة العاصرة السفلية للمريء، وهي العضلة التي تفصل المريء عن المعدة، وتمنع عودة الأحماض إلى الأعلى. عندما تضعف هذه العضلة أو ترتخي في غير وقتها، تُفتح الطريق أمام أحماض المعدة لتصعد نحو المريء، مسببة تهيجًا والتهابًا في بطانته. وقد يساهم في ذلك عدة عوامل تتعلّق بنمط الحياة، مثل تناول الوجبات الدسمة بكميات كبيرة، أو النوم مباشرة بعد الأكل، أو تناول أطعمة معيّنة كالطماطم والحمضيات والبهارات، إلى جانب التدخين وزيادة الوزن التي تضغط على المعدة وتزيد من احتمالية حدوث الارتداد.
يظهر الفرق بين الارتجاع العارض وداء الارتداد المزمن في شدّة الأعراض ومدى تكرارها. فبينما يختفي الارتجاع المؤقت تلقائيًا دون حاجة لعلاج، يحتاج داء الارتداد إلى متابعة طبية منتظمة، إذ قد يؤدي إلى مضاعفات مثل تقرّح المريء أو تشكّل خلايا غير طبيعية في بطانته، وهي حالة تُعرف بمريء باريت، وقد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء في بعض الحالات.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لدى المصابين بداء الارتداد المعدي المريئي الشعور بحرقة في الصدر أو خلف عظم القص، خاصة بعد الأكل أو عند الاستلقاء. كما قد يشعر المريض بطعم مر أو حامض في الفم، وصعوبة في البلع، وألم في الحلق، أو بحة في الصوت. وفي بعض الحالات، تتخذ الأعراض طابعًا غير نمطي، فتتجلى في شكل سعال جاف مزمن، أو نوبات من ضيق التنفس، ما يجعل تشخيص الحالة أكثر تعقيدًا.
إنّ التعامل مع هذا الداء يتطلب تغييرًا جذريًا في نمط الحياة قبل اللجوء إلى الأدوية. تبدأ الوقاية من خلال تعديل العادات الغذائية، والحرص على تناول وجبات خفيفة مقسّمة على مدار اليوم، والامتناع عن الأكل قبل النوم بساعتين على الأقل. كما يُنصح برفع مستوى الرأس أثناء النوم لتقليل فرص رجوع الحمض إلى المريء، وتجنّب الأطعمة المحفزة للارتجاع. الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعدان بدورهما على تقليل الضغط على المعدة وتحسين كفاءة الجهاز الهضمي.
في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، يُفضّل مراجعة الطبيب الذي قد يوصي باستخدام مثبطات مضخة البروتون لتقليل إفراز الحمض، أو إجراء فحوصات مثل التنظير الهضمي لتقييم وضع المريء. أما في الحالات المستعصية التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، فقد يُلجأ إلى التدخل الجراحي لتقوية العضلة العاصرة ومنع ارتجاع الحمض.
ختاما، يشكّل داء الارتداد المعدي المريئي تحدّيًا صحّيًا لا ينبغي تجاهله، إذ لا يقتصر على أعراض مزعجة فحسب، بل قد تكون له مضاعفات طويلة الأمد. من خلال الوعي بالمرض والتمييز بينه وبين الارتجاع العارض، وتبنّي نمط حياة صحّي ومتوازن، يمكن التحكم بالأعراض بشكل فعّال، وتحقيق استقرار في عمل الجهاز الهضمي، والوقاية من المشكلات التي قد تترتب عليه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد شفائها ممثلة قديرة تُصاب من جديد بمرض السرطان
بعد شفائها ممثلة قديرة تُصاب من جديد بمرض السرطان

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

بعد شفائها ممثلة قديرة تُصاب من جديد بمرض السرطان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت الممثلة السورية القديرة حنان اللولو عن إصابتها من جديد بمرض السرطان بعد شفائها منه أوّل مرّة. وتحدثت حنان عن الصعوبات التي تواجهها بسبب قلة العمل وتأثرت أثناء الحديث عن فقدانها لشعرها نتيجة الجرع الكيميائية التي أخذتها. وقالت انها خضعت لعملية استئصال الورم وثلاثة أرباع معدتها وليس لديها القدرة على تحمل تكاليف بقيّة العلاج.

دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال
دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال

الديار

timeمنذ 8 ساعات

  • الديار

دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لطالما شكل الفرق في الطول بين الرجال والنساء أحد أكثر الفوارق الجسدية وضوحا بين الجنسين، حيث يبلغ متوسط الفرق نحو 13 سم لصالح الرجال. وبينما كان يعزى هذا الفرق تقليديا لتأثير الهرمونات الجنسية، إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون أميركيون ونشرت في مجلة PNAS، كشفت عن آليات جينية معقدة تلعب دورا أساسيا في هذه الظاهرة، بمعزل عن العوامل الهرمونية. واعتمدت الدراسة على تحليل ضخم شمل بيانات 928605 مشاركا بالغا من ثلاث قواعد بيانات جينية رئيسية، بما في ذلك 1225 شخصا يعانون من اضطرابات في عدد الكروموسومات الجنسية. ومن خلال استخدام نماذج إحصائية متقدمة، تمكن الباحثون من عزل تأثير الكروموسومات الجنسية عن تأثير الهرمونات الذكرية، ليخلصوا إلى اكتشاف مفاده أن الكروموسوم Y يساهم في زيادة الطول بشكل أكبر مقارنة بالكروموسوم X الإضافي، حيث قد يفسر وجوده ما يصل إلى 22.6% من الفرق في الطول بين الجنسين. ويكمن السر الجيني في منطقة PAR1 الصغيرة من الكروموسومات الجنسية، وهي المنطقة الوحيدة التي تتشابه فيها تسلسلات الكروموسومين X وY. وتحتوي هذه المنطقة على جين SHOX الحاسم في تنظيم النمو، والذي يظهر تعبيرا مختلفا بين الجنسين بسبب آلية تعطيل الكروموسوم X في الإناث. فبينما يتمتع الذكور بنسختين نشطتين من الجين (واحدة على X والأخرى على Y)، فإن الإناث لديهن نسخة واحدة نشطة بالكامل والأخرى معطلة جزئيا، ما يؤدي إلى مستويات أقل من بروتين SHOX في أنسجتهن العضلية الهيكلية. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة عند دراستها في سياق الاضطرابات الكروموسومية. فالذكور الذين يحملون كروموسوم Y إضافيا (النمط النووي 47,XYY) - في ما يعرف بمتلازمة XYY - يظهرون زيادة ملحوظة في الطول، بينما الإناث اللاتي يعانين من متلازمة تيرنر (45,X) - عندما يمتلكن نسخة واحدة فقط من الصبغة X في خلاياهم - يقصرن بشكل واضح. كما أن الطفرات في جين SHOX تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، ما يؤكد الدور المركزي لهذا الجين في الفروق الجنسية للطول. ولا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على فهم الفروق في الطول فحسب، بل تمتد لتشمل مضامين أوسع في مجال الطب الدقيق. فالفهم الأعمق للآليات الجينية الكامنة وراء التباينات بين الجنسين يمكن أن يلقي الضوء على أسباب الاختلافات في معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية النفسية، والاستجابات المختلفة للعلاجات الدوائية بين الرجال والنساء. كما تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في دراسة تأثير الجينات الموجودة في المنطقة الزائفة الذاتية PAR1 على السمات والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالجنس.

إضعاف مناعة الرئتين... خطر صامت يهدّد صحّة الجهاز التنفسي
إضعاف مناعة الرئتين... خطر صامت يهدّد صحّة الجهاز التنفسي

الديار

timeمنذ 16 ساعات

  • الديار

إضعاف مناعة الرئتين... خطر صامت يهدّد صحّة الجهاز التنفسي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعد الرئتان من أهم أعضاء الجسم الحيوية، فهي المسؤولة عن تبادل الغازات وإمداد الجسم بالأوكسجين اللازم لوظائفه الحيوية. ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن للرئتين جهازًا مناعيًا خاصًا بها، يعمل على التصدي للفيروسات والبكتيريا والملوثات الهوائية التي تدخل عبر التنفس. وعندما تضعف مناعية الرئتين، تصبح عُرضة للإصابة بعدد من الأمراض التنفسية الخطيرة، وقد ينعكس ذلك على صحة الجسم بأكمله. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف مناعة الرئتين، ويأتي في مقدمتها التدخين، سواء الإيجابي أو السلبي. إذ يُعدّ استنشاق الدخان عاملاً مباشرًا في تدمير الخلايا المناعية في الشعب الهوائية، ويؤثر على نشاط الأهداب التي تطرد الملوثات من مجرى التنفس. كما تلعب الملوثات البيئية، مثل عوادم السيارات والغبار الصناعي والمبيدات الحشرية، دورًا كبيرًا في إنهاك الجهاز المناعي التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، يسهم ضعف التغذية وعدم الحصول على كميات كافية من الفيتامينات، وخصوصًا فيتامين C وD، في إضعاف الخلايا المناعية داخل الرئة. كما يمكن أن تساهم بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، في تقليل كفاءة الجهاز المناعي بشكل عام، بما في ذلك مناعة الرئتين. إن ضعف مناعة الرئتين لا يقتصر أثره على تعرض الفرد لنزلات البرد أو الإنفلونزا، بل يتعداه إلى احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية حادة، وتفاقم أمراض مزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). كما أن الرئة الضعيفة لا تقاوم العدوى بنفس الكفاءة، ما يجعل المريض أكثر عرضة للعدوى المتكررة، والتي قد تؤدي إلى تلف أنسجة الرئة بشكل دائم. ومن التداعيات الخطيرة أيضًا تراجع القدرة التنفسية واللياقة البدنية، مما يُضعف جودة الحياة بشكل عام. وقد يُصاب بعض الأشخاص بحالات خطرة عند التعرض لفيروسات مثل الإنفلونزا الموسمية أو كوفيد-19، حيث لا تستطيع الرئة الضعيفة التصدي للفيروس بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية. هذا وتتفاوت قدرة الجهاز المناعي للرئتين من شخص إلى آخر، لكن هناك فئات تُعد أكثر عرضة للإصابة بهذا الضعف. من بينها كبار السن، الذين تتراجع وظائف أجسامهم تدريجيًا، بما في ذلك الجهاز التنفسي والمناعي. كما يُعد المدخنون، سواء الحاليون أو السابقون، من أكثر الفئات عرضة، بسبب الأثر التراكمي للنيكوتين والمواد السامة في تدمير الخلايا المناعية. ولا يمكن إغفال الأطفال، الذين لا تزال أجهزتهم المناعية في طور النمو، مما يجعلهم أكثر حساسية للملوثات والأمراض التنفسية. كذلك، يُعد الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة – مثل مرضى السرطان أو مرضى زرع الأعضاء – من بين الفئات ذات الخطورة العالية. لحسن الحظ، يمكن تقوية مناعة الرئتين من خلال خطوات بسيطة وفعالة، تبدأ بالتوقف عن التدخين وتجنّب التعرض للدخان السلبي. كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخصوصًا تمارين التنفس الهوائية، مثل المشي والسباحة، التي تعزز قدرة الرئتين على التنفس بعمق وطرد السموم. إنّ التغذية الصحية الغنية بالفيتامينات، خصوصًا الخضر والفواكه الطازجة، تساهم أيضًا في دعم جهاز المناعة. كما أن الحفاظ على نظافة البيئة الداخلية، مثل تهوية المنزل وتجنب استخدام المعطرات الكيميائية والمبيدات، يعزز صحة الجهاز التنفسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store