
إيجابيات تسبق «جلسة السلاح» وتشديد على تفادي الاصطدام مع المجتمع الدولي
سادت أجواء رخاء وطغت إيجابيات قبل ساعات من انعقاد جلسة الحكومة المخصصة لمناقشة ملف السلاح، والتأكيد على حصريته بيد السلطات الشرعية اللبنانية.
ويتحدث الجميع في البلاد عن ضرورة تفادي الاصطدام مع المجتمع الدولي، والإفادة من الدعم العربي والتفهم الفرنسي، وضرورة تأكيد الدولة اللبنانية الوفاء بالتزاماتها وقدرتها على تأمين ما يطلبه المجتمع الدولي منها، في سعيها إلى الحصول على ضمانات بانسحاب عسكري إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الضربات الإسرائيلية اليومية على البلاد.
وعلمت «الأنباء» أن اتصالات مكثفة أمنت توفير مخرج ملائم لجلسة الحكومة، بحيث تخرج قراراتها بالإجماع، وتعكس الاتفاق الشامل في البلاد بعيدا من الانقسام والتشرذم في هذه المرحلة الحساسة. وبذلت للغاية جهود مكثفة مع «الثنائي» شارك فيها وبفاعلية أحد طرفيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وأكـد مـصـدر رسـمـي
لـ «الأنباء» أن جلسة مجلس الوزراء غدا أو «جلسة السلاح» كما ينظر إليها اللبنانيون من سياسيين وغير سياسيين، «هي أمر واقع وليست خيارا. وعلى هذا الأساس سيكون النقاش والمعيار في التعاطي مع هذا الملف. وقد اتخذت الحكومة هذا القرار بعدما أقفلت كل منافذ التأجيل، وأصبحت الدولة اللبنانية مكشوفة أمام الجميع في الخارج والداخل، وعليها أن تحدد موقفها». وأضاف المصدر: «المفاوضات وتبادل الردود حول المطلوب من لبنان وما يريده لبنان مقابل سحب السلاح وصلوا إلى نهاية الطريق، وعلى هذا الأساس سيكون النقاش. ومن هنا فإن عودة الموفد الأميركي توماس باراك أو من سبقته مورغان أورتاغوس، لم تعد قضية مفصلية، فالنقاط وضعت على الحروف، ومتابعة التنفيذ إذا حصل الاتفاق على تحديد آلية وجدول زمني لسحب السلاح، فيمكن متابعته من قبل أي ديبلوماسي أميركي، وقد يكون هناك دور بارز في هذا الإطار للسفير الجديد في بيروت اللبناني الأصل ميشال عيسى، والذي أبدى حماسة كبيرة لتولي هذه المهمة المتعلقة بسحب السلاح خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي. ويبدو أن تعيينه خلفا للسفيرة ليزا جونسون هي مسألة وقت ليس أكثر».
وفي المقابل، فإنه في حال لم تتم الموافقة على سحب السلاح ولم تستطع الحكومة التوصل إلى اتفاق أو قرار ووضع جدول زمني لهذه العملية تحت السقوف الدولية المحددة والتي تنتهي في نهاية السنة الحالية، فإن لبنان في هذه الحالة سيكون في مواجهة المجتمع الدولي ولن تعد تفيد الردود، مع استمرار خطر الحرب الإسرائيلية الماثلة أمام الجميع.
وقالت مصادر نيابية
لـ «الأنباء» إن «الحديث عن استراتيجية دفاعية أو غيرها من الأسماء، كمبرر لإنهاء وجود السلاح ودوره ليس هو الحل، وهي شعارات ضبابية لكسب الوقت، فالجيش اللبناني كأي جيش في العالم مهمته الدفاع عن الحدود والمواطنين وحماية هذه الحدود، ومسألة تزويده بالسلاح مهما كان حجم هذا السلاح وقوته لن يحدث التوازن. وبالتالي فإن حماية لبنان تكون بضبط الأمن والحدود من أية خروقات، بالتعاون مع القوات الدولية الموجودة في لبنان منذ العام 1978 لهذه الغاية».
وتابعت المصادر: «أضف إلى ذلك أن قدرة الحزب العسكرية قد تراجعت بشكل كبير بحيث لم يعد يملك القدرة على المواجهة الفعلية مع قطع طرق الإمداد عنه بسقوط النظام في سورية، إضافة إلى تسليم السلاح جنوب الليطاني، ما ينهي دور المواجهة المباشرة».
وأشارت المصادر أخيرا إلى أن حلفاء «الحزب» لم يعودوا إلى جانبه في الدفاع عن استمرار السلاح كقوة ردع في مواجهة اسرائيل، بحيث كانت نتائج الحرب الأخيرة كارثية على الحزب ولبنان على مختلف المستويات.
في غضون ذلك، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، في عظة أمس الأحد من المقر الصيفي للبطريركية بالديمان: «لبنان لا يقسم المواطنين بين أقليات وأكثريات. فمثل هذا المنطق يخفي نزعة نحو السيطرة والغلبة، لا المشاركة الحقيقية، لأن دولتنا المدنية لا تفرز المواطنين إلى أكثريات وأقليات، فالأساس يبقى المواطنة الشاملة».
في شق آخر، فإن اليوم الاثنين هو يوم حداد وطني رسمي في لبنان في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، حيث يتطلع لبنان وأهالي الضحايا إلى العدالة والمحاسبة بدءا بإنجاز المحقق العدلي القاضي طارق البيطار قراره الظني في الملف والذي ينتظر الانتهاء من أكثر من نقطة عالقة، منها الحصول على أجوبة من دول في الخارج ومن بينها جورجيا (مصدر شحنة نيترات الأمونيوم المتفجرة) على استنابات كان أرسلها إليها القاضي البيطار.
وفي المناسبة، سيكون قداس في كنيسة مار يوسف في مدرسة الحكمة بالأشرفية في العاصمة بيروت عند الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر، يترأسه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر ممثلا الراعي، على أن يتولى النقل المباشر وللمرة الأولى «تلفزيون لبنان» الرسمي الذي سيقوم بتوزيع الصورة على كامل المحطات التلفزيونية.
أما بالنسبة إلى التحرك الشعبي إحياء للذكرى، فقوامه تجمع في نقطتين عند الساعة الرابعة، الأولى في ساحة الشهداء والثانية عند فوج إطفاء بيروت، قبل انطلاق المسيرتين والوصول عند الخامسة والنصف أمام إهراءات المرفأ حيث ستتلى أسماء الضحايا وتلقى كلمات باسم الأهالي.
وكان أهالي ضحايا المرفأ وبعد زيارات لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري الاقتصاد والثقافة، قد حصلوا على موافقتهم بتحويل جزء من إهراءات المرفأ المدمرة بفعل الانفجار إلى معلم يكون بمثابة ذاكرة جماعية وفق ما ينص عليه الدستور اللبناني. وسيصار إلى إدراج الإهراءات على لائحة الجرد العام من قبل وزارة الثقافة، قبل البدء بتنفيذ مشروع تحويل جزء من منطقة الإهراءات إلى معلم تولى أهالي الضحايا العمل عليه مع صندوق النقد الدولي، ووفرت دولة الكويت التمويل له.
ومن المفارقات الجديرة بالذكر أن وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة الحالية حنين السيد هي من جرحى انفجار المرفأ، وقد أصيبت خلاله بجروح وكسور فيما خسرت والدتها بفعله. وهي بادرت أخيرا إلى التواصل مع أهالي الضحايا، فزارها وفد منهم وكان لقاء مؤثرا.
ووقع وزير الثقافة غسان سلامة أمس، قرارا يقضي بإدراج إهراءات مرفأ بيروت على لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية في لبنان، وذلك استجابة لطلب رسمي تقدم به أهالي الضحايا.
وأشار سلامة إلى أن إدراج الإهراءات ضمن الأبنيشة التاريخية يهدف إلى «حمايتها من أي قرار بالهدم، وتثبيت رمزيتها في الذاكرة الجماعية اللبنانية».
وبموجب هذا القرار، تصبح الإهراءات خاضعة للقوانين التي ترعى حماية التراث المعماري، ما يمنع أي تغيير أو إزالة من دون موافقة وزارة الثقافة، ويمنحها صفة «موقع ذي قيمة تاريخية ووطنية خاصة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 37 دقائق
- الأنباء
لأول مرة في تاريخ اتحاد الجمعيات التعاونية.. امرأة في منصب القيادة
تعيينها في منصب مدير الاتحاد لمدة عام أو لحين انتخاب مجلس إدارة جديد أيهما أقرب في خطوة غير مسبوقة تعكس توجه الدولة نحو تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجالات القيادية، أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة قرارا بتكليف مريم العوض بمنصب المدير المؤقت لاتحاد الجمعيات التعاونية، خلفا لعبدالعزيز المطيري، وذلك لمدة عام أو لحين انتخاب مجلس إدارة جديد، أيهما أقرب. ويعد هذا التعيين سابقة تاريخية، حيث تعتبر العوض أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد، ما يعكس إيمان الوزارة بأهمية إشراك الكفاءات النسائية في مواقع اتخاذ القرار، خاصة في قطاع العمل التعاوني. وقد قوبل القرار بإشادة واسعة من مختلف الأوساط التعاونية والاجتماعية، التي اعتبرته خطوة نوعية نحو ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين، وتأكيدا على قدرة المرأة الكويتية على قيادة المؤسسات بكفاءة واقتدار. هذا التعيين يمثل علامة فارقة في مسيرة العمل التعاوني في الكويت، وخطوة جديدة في طريق تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار وتحقيق التوازن المؤسسي.


الأنباء
منذ 38 دقائق
- الأنباء
إلى متى؟
منذ عام 2007 يعيش قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي خانق، حوّل المنطقة إلى سجن مفتوح يقطنه أكثر من مليوني إنسان، لا كهرباء مستقرة، لا مياه صالحة للشرب، لا حرية تنقل، لا اقتصاد حقيقيا، ولا حتى أدنى مقومات الحياة الكريمة، كل ذلك تحت أعين العالم، وداخل صمت دولي يزداد ثقله مع مرور السنين. الحصار ليس مجرد منع للسلع أو إغلاق للمعابر، أو تقييد لحركة البضائع والأشخاص، بل سياسة ممنهجة لكسر إرادة شعب بأكمله، الكهرباء لا تصل إلا ساعات معدودة، المياه غير صالحة للشرب، الخدمات الصحية تنهار، المستشفيات تعمل بما توفره من فتات، والأدوية تحسب بالقطرة، الاقتصاد مشلول، الطلاب يمنعون من السفر والمرضى يموتون على المعابر، والصيادون يطاردون في بحرهم، ومعدل البطالة يقترب من 50%، أما الأمل فقد أصبح سلعة نادرة يتداولها الناس بين جدران من الانتظار، هل يعقل أن يتحول البقاء إلى مقاومة يومية؟ ما يحدث في غزة اليوم ليس «أزمة» كما تصفه بعض الجهات، بل جريمة طويلة الأمد ترتكب بحق شعب أعزل، يحاسب جماعيا على خيارات سياسية لا يملك معظم سكان القطاع فيها يدا، فكيف يعقل أن يعاقب طفل لم يتجاوز العاشرة لأنه ولد في غزة؟ ورغم كل شيء، تقف غزة شامخة، تعلمنا كل يوم درسا في الصبر، وفي رفض الاستسلام، شبابها يبدعون، يكتبون، يدرسون، ويواصلون الحياة رغم الخراب، ومع ذلك تبقى الحقيقة مرة، لا يمكن أن تستمر الحياة تحت الحصار، ولا يمكن للسلام أن يولد من رحم الظلم. العالم مطالب اليوم، قبل الغد بكسر صمته، رفع الحصار عن غزة ليس مطلبا إنسانيا فحسب، بل ضرورة أخلاقية وسياسية، لأن استمرار الحصار يعني استمرار الجرح الفلسطيني المفتوح، ويعني أن الإنسانية ما زالت تنتهك على مرأى من الجميع. فإلى متى؟ إلى متى يترك طفل بلا دواء؟


الأنباء
منذ 38 دقائق
- الأنباء
محمد بن زايد وبوتين بحثا التعاون الثنائي والأمن الإقليمي
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن العلاقات بين بلاده وروسيا تتطور بشكل متسارع، مؤكدا سعي أبوظبي الدائم إلى تعزيز جسور التعاون مع موسكو. وأكد رئيس الإمارات خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في «الكرملين» أمس، أهمية تبادل وجهات النظر حول الأمن في منطقة الشرق الأوسط في سياق تعزيز الاستقرار الإقليمي والتنسيق السياسي المشترك. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مخاطبا بوتين: «سعيد بوجودي في بلدكم العظيم ذي التاريخ العريق». ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري مع روسيا بلغ 11 مليار دولار، معربا عن الأمل في مضاعفة هذا الرقم في المستقبل القريب. من جهته، قال الرئيس الروسي في مستهل لقائه مع نظيره الإماراتي: «أنا سعيد جدا برؤيتكم مجددا في عاصمة روسيا. نولي أهمية خاصة لعلاقاتنا مع الإمارات العربية المتحدة، فهي دولة صديقة لنا»، مؤكدا أهمية «تبادل الآراء في مجال الأمن الدولي». وأضاف بوتين: نحافظ على مستوى سياسي رفيع من الاتصالات. والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور سواء في مجال التجارة أو الاستثمار. كما أن الاستثمارات المتبادلة في نمو مستمر. وتابع: العلاقة بين صندوقكم السيادي والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة شهدت تطورا جيدا، ونشكركم على ثقتكم في خبراء الاستثمار الروس. واستطرد بالقول: بلغ تفاعلنا في المجال الإنساني، بما في ذلك علاقاتنا في مجالي التعليم والثقافة، مستوى جيدا، مضيفا أن دولة الإمارات أبدت اهتماما بعمل مركز «سيريوس» للأطفال الموهوبين في مدينة سوتشي الروسية. وأعلن الرئيس الروسي أن الإمارات قد تستضيف قمته المرتقبة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب. وقال بوتين «لدينا العديد من الأصدقاء المستعدين لمساعدتنا على تنظيم فعاليات من هذا النوع. ومن بين أصدقائنا، رئيس الإمارات العربية المتحدة»، مضيفا أن دولة الإمارات «ستكون من بين الأماكن المناسبة جدا» لعقد هذه القمة. وقد بحث رئيسا روسيا والإمارات سبل تعزيز التعاون الثنائي وتبادلا وجهات النظر بشأن قضايا الأمن الإقليمي. وقال «الكرملين» في بيان إن الرئيس بوتين أكد خلال اللقاء في موسكو أن روسيا تولي أهمية خاصة للعلاقات مع الإمارات وأن البلدين يتفاعلان بنشاط على المنصات الدولية بما في ذلك ضمن إطار مجموعة «بريكس» و«الاتحاد الاقتصادي الأوراسي». وتأتي هذه الزيارة في وقت تعرف فيه العلاقات الروسية- الإماراتية تطورا متسارعا في حين يحافظ قادة البلدين على تواصل مستمر من خلال الزيارات الدورية المتبادلة لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات. جدير بالذكر أن رئيس الإمارات كان قد زار روسيا في أكتوبر الماضي، حيث شارك في قمة «بريكس» بمدينة «قازان». وقام الرئيس الروسي بثلاث زيارات رسمية إلى الإمارات، أعوام: 2007 و2019 و2023.