logo
القس سامر عازر يكتب : هل يُصنَعُ السَلامُ بلغَةِ القُوّة؟

القس سامر عازر يكتب : هل يُصنَعُ السَلامُ بلغَةِ القُوّة؟

أخبارنامنذ 6 ساعات

أخبارنا :
القس سامر عازر
في عالمٍ يزداد توترًا، ويشهد تصاعدًا غير مسبوق في العنف والنزاعات، تتكرّر الدعوات إلى "صنع السلام". وقد جاءت إحداها على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا: "لقد حان الوقت لصنع السلام." لكنّ هذه العبارة، وإن بدت في ظاهرها نبيلة، جاءت في سياقٍ سياسيٍّ مشحون، تخلّلته مواقف أحادية، وقرارات قد تفرض بقوة النفوذ لا بقوة الحوار، ما يَطرح علينا السؤال الجوهري: هل يمكن أن يُصنَعَ السلامُ بلغةِ القوة؟
من منظور إيماني وأخلاقي ومنطقي، لا يمكن للسلام أن يولد من رحمِ القوة، ولا أن يُبنى على أنقاض الكرامة. السلام الحقيقي لا يُفرَض بالقوة، بل يُصاغ بالكلمة – بالكلمة الحيّة، الفاعلة، المبنية على الحق والعدالة والرحمة. فالكلمة، في إيماننا، ليست أداة تعبير فحسب، بل هي قوّة خلق وبناء وتجديد. لقد خلق الله العالم بالكلمة، لا بالقوة، وقال: "ليكن." فكان.
إنّ اعتماد منطق القوّة لفرض السلام هو تناقضٌ داخلي، لأنّ السلام لا يُولد إلا حين يسود المنطق لا قوة السلاح، والحوار لا الإكراه، والاعتراف المتبادل لا الإقصاء. فكم من "اتفاقيات سلام" صيغت بفرط القوة، لكنها سرعان ما انهارت لأنها لم تُبنَ على أسسٍ من العدالة والاحترام المتبادل، بل على توازنات هشّة وفرض واقعٍ بالقوّة.
السيد المسيح، رئيس السلام، لم يحمل سيفًا، ولم يفرض إرادته على أحد. بل دعا للسلام كحالة داخلية تتفجّر في العلاقات، وكقيمة روحية تنبثق من المصالحة مع الله والناس. قوّته كانت في الكلمة، في الحق، في المحبّة. دعا الجميع لأن يكونوا صانعي سلام، لا فرّاقًا، ودعاهم لأن ينتصروا بالمغفرة لا بالإنتقام.
السلام، في جوهره، لا يُقاس بقوة الجيوش وتفوُّقها العسكري، بل بعمق العدالة. ولا يُقاس بعدد الاتفاقيات، بل بقدرتها على صون الكرامة وضمان الحقوق. إنّه لا يتحقّق إلا حين يُنصَف المظلوم، وتُرفَع يد الظلم، وتُضمَّد جراح الماضي بحقيقةٍ تُقال، وعدالةٍ تُعاد، ومصالحةٍ تُبنى.
نعم، لقد آن الأوان لصنع السلام، ولكن ليس بأيّ ثمن، ولا بأيّ وسيلة. السلام المنشود لا يأتي من فوق، ولا بقراراتٍ يفرضها القوي على الضعيف، بل يولد السلام من رحم الحوار، ويُصاغ بقوة الكلمة، ويثبَّت بمنطق العدل. سلامٌ لا يَستثني أحدًا، ولا يُقصي شعبًا، ولا يُسكِتُ ألمًا، بل يفتحُ الأبوابَ للرجاء، ويبني مستقبلًا يتّسع للجميع.
فلا يمكن أبدا أن يُصنَعَ السلامُ بلغةِ القوة. بل بقوة الكلمة، وعدالة القضية، وصدق النية، يتحقّق سلامٌ حقيقيّ، عادل، شامل، ودائم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رابطة مسيحيي الشرق تستنكر الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس دمشق
رابطة مسيحيي الشرق تستنكر الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس دمشق

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

رابطة مسيحيي الشرق تستنكر الهجوم الإرهابي في كنيسة مار الياس دمشق

عمون - أصدرت رابطة مسيحيي المشرق في الأردن بيانا استنكرت الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسيحيين داخل كنيسة مار الياس في دمشق يوم الأحد . وجاء في البيان: "نستنكر هذا العمل الجبان الذي لا يمثل إلا خيانة للإنسانية، وسقوطا في مهاوي العدم". وأكد أن مسيحيي المشرق، بجذورهم الضاربة في عمق هذه الأرض، لا تزعزعهم الأعاصير، ولا تقلقهم المحن، فهم ليسوا عابري طريق، بل أبناء هذه الأرض، حراس الزيتون وسدنة الرجاء. وتاليًا نص البيان : "حين يعجز الحزن عن استيعاب فظاعة الإرهاب ، يتكلم الغضب بلسان الضمير " بقلوبٍ يعتصرها الأسى ، ونفوسٍ ينهشها الألم ، تلقّينا في رابطة مسيحيي المشرق في الأردن خبر الفاجعة الأليمة التي أدمت حيّ الدويلعة في دمشق ، حيث امتدّت يد الإرهاب الآثمة لتطال كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس ، وتُغرق المكان المقدّس بدماء المصلّين ، في لحظةٍ من لحظات الرجاء والسجود أمام مذبح المحبة. وإذ نستنكر هذا العمل الجبان الذي لا يُمثّل إلا خيانةً للإنسانية وسقوطًا في مهاوي العدم ، نرفع صلواتنا من أجل الشهداء الذين ارتقوا وهم في حضرة الله ، ونتقدّم بأحرّ التعازي إلى أهالي الضحايا ، وإلى أبناء الشعب السوري الشقيق ، وإلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ، وعلى رأسها صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي ، راجين من الرب أن يسكب عليهم تعزياته السماوية. وفي وجه هذا الشرّ العاري ، نتمسّك بما وعدنا به الرب يسوع: "سيُسلِّمونكم إلى ضيق ويقتلونكم ، وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص" (متى 24: 9–13). إن مسيحيي المشرق ، جذورٌ ضاربةٌ في عمق هذه الأرض ، لا تزعزعها الأعاصير، ولا تقتلعها المحن ، لأنهم ليسوا عابري طريق ، بل أبناء الحقل ، وحراس الزيتون ، وسدنة الرجاء . لم يغادروها في السلام ، ولن يتخلّوا عنها في العاصفة . ففي كل كنيسة تُقصف ، ينبضُ إيمانٌ لا يُقهر، وفي كل جدار يُهدم ، يرتفعُ صرحٌ من الرجاء . ونقولها بملء الصوت : إنّ الدماء التي أُريقت لن تذهب سدى ، بل ستُزهر صلاةً ، وتصمد إرادةً ، وتُثمر وفاءً لهذه الأرض التي تقدّست بدم الشهداء. عمان 23/6/2025 المسيح قام .. حقًا قام"

افتتاح مسجد خالد بن الوليد في لواء المزار الجنوبي بتمويل قطري
افتتاح مسجد خالد بن الوليد في لواء المزار الجنوبي بتمويل قطري

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

افتتاح مسجد خالد بن الوليد في لواء المزار الجنوبي بتمويل قطري

الكرك -الدستور- منصور الطراونه اكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور محمد الخلايلهة، ان العلاقات الاردنيه القطرية بنيت على أسس الاخوة والتعاون الوثيق في مختلف المجالات وبتوجيه مباشر من قيادتي البلدين ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واخيه سمو الشيخ تميم بن حمد بن جاسم آل ثاني وقال الخلايلة خلال افتتاحه مسجد خالد بن الوليد في حي الجعفرية بلواء المزار الجنوبي بحضور الشيخ صالح المري المستشار للجمعية المشرف العام لمكتب الاردن مندوبا عن سفير قطر في عمان الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني الذي نفذ بتمويل من جمعية قطر الخيريه الممول من جمعية قطر الخيرية ممثلة برئيسها التنفيذي الشيخ يوسف الكواري، ان اعمار مساجد الله تعالى ماديا ومعنويا لايتاتى الا من قبل رجال جندوا انفسهم لخدمة ديننهم مثمنا عاليا الدور الكبير لدولة قطر الشقيقه في التعاون مع الاردن في المجالات المختلفة اقتصاديا ودينيا وثقافيا ومجتمعيا لافتا الى ان بناء هذا المسجد الذي نأمل ان يعمر بذكر الله ماهو الا جزء يسير مماتقدمه قطرالشقيقة للاردن سائلا الله العلي القدير أن يكون في ميزان حسنات المسلمين المحسنين من جمعية قطر الخيرية واوضح الخلايلة ان التعاون بين وزارة الاوقاف الاردنيه والمؤسسات القطريه تعاون وثيق مبني على الاحترام المتبادل الشيخ صالح المري مستشار الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيريه مشرف مكتب الاردن، شدد على اواصر الاخوة وصدق العلاقات بين البلدين الشقيقين وقيادتيهما والتي تسهم دائما في جلب الخير والعطاء للشعبين الشقيقين مستعرضا العديد من المشروعات الدينية والإنسانية التي نفذتها الجمعية في الاردن واستمرارها في تقديم خدمات متنوعه تخدم الانسان الاردني لافتا الى اللحمة الاخوية بين الشعبين الشقيقين في قطر والاردن معربا عن امله ان تتمكن الجمعيه من تنفيذ العديد من المشروعات في الاردن مبديا استعداده لاستكمال اية احتياجات للمسجد المفتتح والقى النائب السابق الدكتور طالب الصرايرة كلمة توجه فيها الى الله تعالى ان يحفظ قطر الشقيقة ورجالاتها من كل سوء وان يحفظ وطنتا الاردني بقيادته الهاشمية الحكيمة مثمنا دور وزارة الاوقاف ممثلة بوزبرها الدكتور محمد الخلايله في توطيد اواصر التعاون مع المؤسسات الدينية القطرية بماينعكس ايجابا على الشعبين الشقيقين وخدمة الدين الاسلامي عملا باحكام ديننا الحنيف لايجاد منارات علمية دينية يهتدى بها ويوجه نحو الشباب للاستفادة من احكام دينهم واوضح الصرايرة دور دولة قطر بشكل عام وجمعية قطر الخيريه في اخراج هذه الصروح الدينية الى حيز التنفيذ من باب الوفاء وصدق الاخوة والعلاقات الوثيقة بين البلدين الدكتور احمد الشمايله مدير اوقاف المزار الجنوبي اكد ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلاميه لاتالوا جهدا في رعاية بيوت الله وجعلها منارات دينية للاجيال المتعاقبه وخدمة شريعتنا الاسلامية وتماشيا مع روح العصر الحديث ومواكبة التطورات العالمية شاكرا دولة قطر الشقيقة على هذه الاضافة النوعية لمساجد اللواء وبناء مسجد يشمل كافة الخدمات المساندة التي توفر الراحة للمصلين ومرتادي المسجد ممن يتلون القران الكريم رئيس لجنة المسجد التي اشرفت على البناء الدكتور علي ابو نواس، القى كلمة نيابة عن عضوي اللجنه المهندس احمد القطاونه وداوود الجعافره والمواطنين في حي الجعفريه شدد فيها أن عمارة المساجد وتهيئتها للركع السجود وبناءها وصيانتها والحفاظ عليها من اوجب الاعمال الى الله وازكاها لانها بيوت الله واحب البقاع اليه لافتا إلى أن المسجد اقيم على ثراء معركة مؤته الخالده التي رويت بدماء الشهداء الصحابة الاطهار مبينا ان المسجد يحمل اسم قائد من قادتها خالد بن الوليد سيف الله المسلول وبين ابو نواس ان تكاتف المؤسسات الرسمية والأهلية والمحسنين حيث كان لجمعية قطر الخبرية الفضل والاحسان من الاهل في دولة قطر الشقيقة التي نسال الله ان يحفظها قيادة وشعبا وامنا وحدودها من كل مكروه وان يديم عليها عزها وامنها حيث يزخر هذا البلد المعطاء بالايادي البيضاء التي تحرص على البذل والعطاء ابتغاء رحمة الله وكرمه وفي ختام الحفل قدمت لجنة المسجد وأهالي الحي دروعا تذكارية سلمها وزير الاوقاف بحضور محافظ الكرك الدكتور قبلان الشريف لسعادة سفير قطر في عمان الشيخ سعود بن ناصربن جاسم ال ثاني والشيخ صالح المري والشركة المنفذة للمسجد شركة معمرجي ممثلة بالمهندس ادهم عاطف الطراونه وأبناء المرحوم عبدالله سليمان الجعافره الذين تبرعوا بقطعة ارض تم بناء المسجد عليها للسيد علي الجعافره دروعا تذكارية تقديرا لجهودهم

‏الأمة العربية: عوائـق الوحـدة
‏الأمة العربية: عوائـق الوحـدة

الانباط اليومية

timeمنذ 2 ساعات

  • الانباط اليومية

‏الأمة العربية: عوائـق الوحـدة

الأنباط - ‏الأمة العربية: عوائـق الوحـدة ‏الدكتور نضـال راشد المساعيد ‏إن حالة الضعف والهوان التي تعيشها الأمة العربية في الوقت الراهن ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج تراكمات سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية على مدى عقود. وبالرغم من ذلك، لا يمكن اعتبار هذا الواقع قدراً لا مفر منه، فالتاريخ علمنا أن الأمم تمر بمراحل ضعف وقوة. فبعد أن نهضت الأمة الإسلامية، وسارت شوطا طويلا وصلت حدودها من الصين إلى الأندلس، بدأت تخور قواها، ثم تضعف وتنهزم ثم تشظت إلى دويلات صغيرة، فأصبح حالها حال العجوز العاجزة عن رد الأذى عن نفسها، ولم يبق لها في هذه الحياة هدف سوى أن تنتظر مصيرها وهي تتغنى باسمها الجميل (عروبة). ‏ ‏وبالنظر أيضا إلى بعض الدروس بالتاريخ الإسلامي، فإننا سنجد العديد من الدروس التي تحدثنا عن زمن الفاتحين الذين خلدهم التاريخ، ولنا في ذلك قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الخلفاء الراشدين، وأيضا على سبيل المثال لا حصر أبوجعفر المنصور، خالد بن الوليد، طارق بن زياد، عبدالرحمن الداخل، ألب أرسلان السلجوقي، نورالدين زنكي، صلاح الدين الأيوبي، وغيرهم الكثيرين. ‏أما الواقع العربي الإسلامي الحالي وكما أسلفت المقسم إلى دول عربية تحت مسميات مختلفة، فإنه يقوم على قيادة تلك الدول ملوك أو أمراء ورؤساء جمهوريات، ففي الحالة الأولى أي الملكية، فهي نتاج لتاريخ عائلي قامت به عائلة معينة بإنشاء دولة نتيجة لتضحياتها، أو نتيجة وجود قبيلة معينة في منطقة جغرافية معينة، فقامت بإنشاء دولة على الأرض التي تعيش فيها، أما الجمهوريات فمن المفترض أن يقوم أعضاء الحزب بانتخاب رئيس للحزب، ثم يكون رئيسا للدولة من خلال الانتخابات. ‏وفي تلك الحالتين، ظهرت العديد من الآراء التي تدعم كل حالة من الحالات، وكنت قد قرأت مقالة لصديق من السعودية الدكتور طلق المسعودي بعنوان (الحكم الملكي وديموقراطية الشعوب المزعومة) والذي يرى فيه بأن الحكم الملكي يوفر الاستقرار اللازم للوحدة الوطنية المطلوبة في أي دولة يسود فيها ذلك النظام حيث إن وجود شخص حاكم مدى حياته؛ وبالتالي يأتي بعده شخص معروف سلفا وهو ابنه، فهذا يعزز الوحدة الوطنية، ويحد من تكون الأحزاب السياسية، ويوفر الرخاء الاقتصادي للمواطنين في تلك الدول. ‏من ناحية أخرى يرى الدكتور المسعودي بأن ما ينتج عن الأنظمة الجمهورية هو الانقسام والصراع داخل تلك الجمهوريات، والذي كان من أوائل الداعمين له جمال عبدالناصر، ويؤكد المسعودي على أن العلاقة بين الشعوب والحكومات الجمهورية علاقة مضطربة، إضافة إلى حالة الفقر والجوع والبطالة والانحدار الاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن أن معظم هذه الجمهوريات تحولت إلى نظام ملكياً من خلال محاولة توريث الأبناء للحكم كما كان الحال في سوريا، ومحاولات حسني مبارك بتوريث أبنائه للحكم، وما يحدث حاليا في السودان وبعض دول [المغرب العربي، وقد عزز المسعودي رأيه هذا بأدلة منطقية وواقعية. وباسترسال بسيط من وجهة نظري، فإن تلك الحالتان هما نتاج دعم غربي مقصود لتحقيق مصالح الغرب السياسية بأن تبق الأمة مقسمة وممزقة لتبقى ضعيفة يسهل السيطرة عليها، ولتحقيق مصالحهم الاقتصادية المتمثلة باستنزاف خيرات البلاد المختلفة ولتبقى الأمة مصدرا للاستهلاك وذلك من خلال سياسة فرق تسد. ‏ ‏وقد تلت هذه المرحلة الأطماع القومية لليهود والفرس والأتراك، محاولين السيطرة على المنطقة لتحقيق مصالح سياسية مختلفة. ‏إن الشعوب العربية تتعرض لأذى كبير، فحالة الهوان التي تعيشها الأمة العربية بسبب عدوين رئيسين، الأول يتمثل بالخطر اليهودي ممثلا باللوبي الصهيوني الذي زرعه الغرب في فلسطين وهو حاليا مدعوم من الأمريكان بسبب وجود نسبة كبيرة من اليهود يعيشون في أمريكا، وهم أداة ضاغطة على الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل كلها لتحصل على أصوات وأموال اليهود في أمريكا، وما يحدث حاليا في فلسطين عامة وغزة خاصة أكبر دليل على ذلك، إضافة إلى عقيدتهم وإيمانهم بدولتهم الممتدة من النيل إلى الفرات. أما العدو الثاني، فهو الخطر الفارسي الذي أصبح له امتداد في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ‏أما حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها الشعوب العربية، فسببها أن غالبية الحكام العرب يخشون التشدد الإسلامي والتنظيمات الإسلامية ذات الحضور الجماهيري بوصفها تشكل خطرا على وجودهم وكراسيهم ولكن عليهم النظر إلى التاريخ، فالكرسي لا يدوم، وكم من أمم هلكت ولم يبق منهم أحد، ويبقى التاريخ يسجل، والتاريخ له طريقتان بالتسجيل، إما أن يخلد من يستحق التخليد، وأما أن يضعك في الجانب المظلم منه. ‏ ‏وفيما يتعلق بغالبية الشعوب العربية من الناحية الدينية، فإنها تنبذ الطائفية والفرقة، فديننا الحنيف يستوعب كل الأطياف والديانات كلها، ويقف مسافة واحدة من الجميع، فلماذا لا ننبذ القومية الضيقة، ونتبع الطريق الديموقراطي، وتكون لدينا الغيرة من الدول المتقدمة كما هو الحال في أمريكا أو على أقل تقدير كما يحدث في أوروبا. ‏إن الشعوب العربية في العصر الحديث بحاجة إلى إيجاد حل مثالي يرقى بها لتأخذ مكانها بين الأمم، فلا خيار أمام تلك الشعوب إلا الاتحاد الكامل الشامل تحت مظلة دولة واحدة قوية، هذا الاتحاد يتطلب من بعض الحكام العرب التنازل عن عروشهم والتخلص من حالة الحفاظ على اسم القبيلة التي يسعى الحاكم أن تستمر بالسلطة، فعليهم تسجيل أسمائهم تحت مظلة زمن المتحدين. ‏في الختام، فإن ما عرضته من حل استراتيجي حقيقي يتطلب تحول عقائدي بطريقة التفكير عند أصحاب القرار العرب من خلال تبني نظام ديموقراطي حقيقي، فعلى الجميع أن يدرك بأن الخطر القادم لن يستثني أحدا، وأن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، سيكون لنتائجها تداعيات خطيرة بحال انتصار أي طرف على الآخر، وإن لم نتحد سنبقى عبيدا للإمبريالية الغربية أو الشرقية على حد سواء. ‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store