
هل يمكن أن تساعد الكولا والبطاطا المقلية في علاج الصداع النصفي؟
Getty Images
يُصيب الصداع النصفي أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة. ويُمكن لذلك أن يُغير مستقبلهم، ويُنهي مسيرتهم المهنية، ويُضيّق عليهم عالمهم. لذا، عندما يظهر حل يُزعم أنه يُمكنه "الشفاء"، أو على الأقل الوقاية من الصداع النصفي، فسيُجربه الناس.
وعلى الرغم من وجود علاجات طبية، إلا أنه لا يوجد علاجٌ شافٍ وكافٍ للصداع النصفي. يُمكن أن تكون الأدوية الموصوفة فعالة للغاية، لكنها لا تُجدي نفعاً دائماً. وبالنسبة للكثيرين، لا يوجد حل بسيط.
وقد يكتشف البعض طرقهم الخاصة للتعامل مع الألم المُنهك مثل: تسليط مجفف الشعر على جانب الوجه، أو الجلوس في حمام ساخن مع وضع كيس ثلج على مكان الألم وشرب عصير.
ولكن مؤخراً، انتشر حل جديد فجأة وعلى نطاق واسع - وجبة "ماك مايغرين ميل" مع مشروب كولا كامل الدسم مع حصة من البطاطس المقلية المملحة - يُجدي نفعاً لمئات الأشخاص الذين يُشيدون بفوائده على تيك توك.
وإذا كان هناك أي دليل علمي وراء هذه الحيل، فما تأثيرها على الجسم؟
نيك كوك، من أوكسفوردشاير، يحمل معه "محفظة مليئة بالأدوية" تحسباً لنوبة صداع نصفي. يقول إنه "سيجرب أي شيء" لتخفيف الألم.
ويضيف "عندما تتعايش مع هذه الحالة، وتعمل خمسة أيام في الأسبوع وتحتاج إلى الاستمرار، ستجرب أي شيء".
وفي أسوأ حالاته، قد يشعر نيك بالألم حول محجر عينه كما لو أن مقلة عينه تُسحق. يقول إن الكافيين والسكر الموجودين في الكولا هما ما يُساعدانه.
ويضيف "أحياناً إذا تمكنت من اكتشاف الأمر مبكراً، فقد يُجدي العلاج نفعاً أحياناً، عندما تُصبح رؤيتي ضبابية وأشعر باقتراب نوبة".
و يُؤكد نيك أن شُرب الكولا لا يُغني عن أقراص أميتريبتيلين - مسكنات الألم اليومية التي يتناولها للوقاية من الصداع النصفي - ولكنه يُساعده أحياناً على "البقاء حتى نهاية اليوم دون ألم".
أما بالنسبة لكايلي ويبستر، البالغة من العمر 27 عاماً والتي عانت من الصداع النصفي المزمن طوال حياتها، فإن الملح الموجود على رقائق البطاطس قد يُبطئ نوبة الصداع النصفي.
تقول بحذر "قد يُساعد، لكنه بالتأكيد ليس علاجاً".
وتضيف "الصداع النصفي حالة عصبية معقدة، ولا يُمكن علاجه بقليل من الكافيين والملح والسكر في وجبة سريعة".
وقد جرّبت كايلي مزيجاً من الأدوية المختلفة، ووضع قدميها في ماء ساخن، ووضع قطعة قماش على مؤخرة رأسها، والوخز بالإبر، والحجامة، لكن لم يُؤدِ ذلك إلى أي نتائج تُذكر.
ومن العلاجات القليلة التي خففت من ألمها البوتوكس الطبي، حيث حُقِنَت عشرات الحقن في رأسها ووجهها ورقبتها. ولا يزال من غير الواضح كيف يعمل البوتوكس لعلاج الصداع النصفي، ولكن يُعتقد أنه يمنع إشارات الألم القوية المُنطلقة من الأعصاب.
الصداع النصفي - الذي قد يستمر لأيام - يختلف تماماً عن الصداع، الذي عادةً ما يكون قصير الأمد، ويُمكن علاجه بسهولة أكبر باستخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول. ويُمكن أن يُسبب الصداع النصفي ألماً في الرأس والرقبة، وخدراً، وتشوشاً في الرؤية، وقد يُؤثر حتى على الكلام والحركة.
وتُظهر جماجم يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد أن المصريين القدماء عانوا من الصداع النصفي، ولكن على الرغم من هذا التاريخ الطويل، لا يزال السبب الدقيق له مجهولاً.
ويُعتقد أن مستقبلات الألم في الأوعية الدموية والأنسجة العصبية المحيطة بالدماغ تُرسل إشارات خاطئة تُشير إلى وجود خلل. لكننا لا نعرف لماذا يُعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة في الجهاز العصبي، ولماذا يتفاعل مع بعض الأشياء دون غيرها.
يقول الخبراء إنه لا توجد أبحاث كافية حول سبب إصابة بعض الأشخاص فقط - حوالي واحد من كل سبعة - بالصداع النصفي، أو ما الذي يُمكن أن يُساعد بالفعل في الإصابة به.
تقول الدكتورة كاي كينيس، عضو مجلس أمناء مؤسسة الصداع النصفي وطبيبة عامة مُتخصصة في الصداع النصفي، إنه على الرغم من وجود عناصر في وجبة "ماك مايغرين" يُمكن أن تُساعد في الوقاية من النوبة، إلا أن هذه العناصر ليست متواجدة بشكل رئيسي في "ماكدونالدز".
وتضيف "يمكن أن يعمل الكافيين الموجود في الكولا كمُعطّل للأعصاب، فهو مادة تؤثر على نشاط الأعصاب. وتقول الدكتورة كينيس: "بالنسبة للبعض، يكون هذا الاضطراب إيجابياً".
وتوضح كاي "هناك بعض مسكنات الألم التي يتناولها الناس لعلاج الصداع النصفي والتي تحتوي على الكافيين - وبعضها يستجيب جيداً لذلك - لكننا لا نعرف السبب تماماً".
Getty Images
قد تُساعد المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين في إدارة الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، ولكن قد يكون الكافيين أيضاً مُحفزاً لهذا الصداع، وفق الدكتورة كاي كينيس، عضو مجلس أمناء مؤسسة الصداع النصفي وطبيبة عامة مُتخصصة في الصداع النصفي.
لكنها تحذّر من استخدام المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، مثل الكولا، كوسيلة لإدارة الصداع النصفي بانتظام.
وتقول الدكتورة كينيس "قد يكون الإفراط في تناول الكافيين محفزاً أيضاً - وقد ينتهي بك الأمر في وضع أسوأ على المدى الطويل".
وتوضح أن المكونات الأخرى في الوجبات السريعة، مثل الملح الموجود على رقائق البطاطس، يمكن أن تؤثر على نشاط الأعصاب، لكنها تضيف أن آثار الصوديوم على الصداع النصفي لم تُختبر بعد.
كما تحذّر من أن الوجبات السريعة غالباً ما تكون مُعالَجة بشكل مفرط ولا تُناسب نظاماً غذائياً صحياً، بل قد تحتوي أيضاً على مستويات عالية من التيرامين، وهو مركب طبيعي شائع في العديد من الأطعمة، والذي قد يُسبب في الواقع صداعاً نصفياً شديداً.
أما بالنسبة لإيلويز أندروود، فلا تُجدي أيٌّ من الحلول السريعة على وسائل التواصل الاجتماعي نفعاً.
إذ تبحث إيلويز، المصابة بالصداع النصفي المزمن، عن "مزيج سحري" منذ سبع سنوات - فقد رأت الناس يوصون بوضع القدمين في ماء ساخن (لا يَنصح به الخبراء لأنه قد يكون خطيراً)، أو شرب القهوة الساخنة (لا يُنصح بها أيضاً إذ قد يكون الكافيين مُحفِزاً)، أو أجهزة اهتزازية مُختلفة لم تُؤدِ إلى أي نتائج تُذكر.
وتوضح إيلويز "هناك العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت التي تستغل اليأس الذي نشعر به جميعاً".
وقد تركت إيلويز العديد من الوظائف - غالباً بسبب الإضاءة والضوضاء في بيئة المكتب التي تُحفِز الصداع النصفي. وتوقفت مؤخراً عن العمل كمصممة ديكور داخلي، وأطلقت الآن مشروعاً لضغط وتأطير زهور الزفاف من منزلها.
عادة ما ترتدي سماعات أذن دائرية لتقليل حدة الأصوات من حولها، وتُقيّد حياتها الاجتماعية.
تقول إيلويز "يعتقد الناس أن الصداع النصفي مجرد صداع - وهذا مجرد أحد أعراضه". بالنسبة لي، الصداع النصفي تجربة جسدية شاملة".
وتضيف "لقد ضيّق الصداع النصفي عليّ حياتي تماماً".
Getty Images
يقول البروفيسور بيتر غودسبي، طبيب أعصاب في منشأة الأبحاث السريرية التابعة للمعهد الوطني للأبحاث الصحية في جامعة كينغز كوليدج، إن الأبحاث بدأت تُحقق نتائج إيجابية بعد سنوات من نقص التمويل.
وتُظهر أحدث دراساته أن الأدوية المعروفة باسم "جيبانت" يمكنها حجب مجموعة من مستقبلات الألم الخارجية في الفترة التي تسبق نوبة الصداع النصفي، ما يُخفف الألم قبل أن يبدأ.
تقول إيلويز "أي علاج جديد هو بصيص أمل. صحيح أنهم يقولون إنه لا شيء يُجدي نفعاً مع جميع الناس، ولكن هناك علاج واحد يُجدي نفعاً مع شخص ما".
يوضح البروفيسور غودسبي أن تغيير نمط الحياة يُمكن أن يُحدث فرقاً أيضاً. وقد يكون الأمر مملاً، كما يقول، ولكن باختصار "انتبه لعقلك".
ويقول "أنت تريد أن تكون منتظماً، وتتجنب التقلبات. إذا شعرت بعلامات التحذير - التثاؤب، والنعاس، وتقلب المزاج، وزيادة التبول، وحتى الرغبة الشديدة في تناول الملح والسكر - فاستمع إلى جسدك. استمع لجسدك - لا تستمع لتيك توك، هذه نصيحتي".
نيك يفعل ذلك تماماً. قد يلجأ أحياناً إلى الكولا والبطاطس المقلية المملحة، لكنه عدّل حياته كلها ليتمكن من التعامل مع صداعه النصفي.
يقول "لا أشرب الكحول، أرتدي نظارات شمسية حتى لو كان الجو غائماً. وعندما نسافر أنا وصديقتي، فإن نِصف الأدوية التي نتناولها تكون لمساعدتنا في التعامل مع صداعنا النصفي".
وفي عطلة نهاية أسبوع عزوبية مؤخراً، لاحظ نيك الفرق بين حياته وحياة أصدقائه.
يقول نيك "لقد سهروا طوال الليل يشربون حتى الساعات الأولى من الصباح. أما أنا قد جئتُ ومعي وسادتي الخاصة، والتفاح، والموز، وحلوى ويتابيكس، وأي وجبات خفيفة أحتاجها، لأن الجوع قد يكون سبباً رئيسياً للصداع النصفي".
ويضيف "أخلد إلى السرير بحلول منتصف الليل - وأصدقائي يعرفون ذلك عني، وهذا أمرٌ طبيعي، لأن هذه هي الطريقة التي يجب أن أعيش بها حياتي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
نصائح للحجاج قد تساعد في الحفاظ على صحتهم أثناء أداء مناسك الحج
Getty Images أدى فريضة الحج حوالي 1.8 مليون مسلماً الموسم الماضي في كل عام، يخرج ما يقرب من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم في رحلة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، لأداء فريضة الحج واستكمال أحد أركان الإسلام الخمسة. وتبدأ هذه الرحلة الروحانية في شهر ذي الحجة، الشهر الأخير من العام الهجري، ويتوافق موسم الحج هذا العام مع الفترة ما بين 4 إلى 9 يونيو/ حزيران من التقويم الميلادي، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من مليون مسلم. لكن الرحلة لا تقتصر على شعائر روحانية فقط، فقد تتطلب قوة بدنية للقيام بها. فبين حرارة الصحراء، والحشود الكبيرة، والوقت الطويل الذي يقضيه الحجاج في أداء الشعائر، يحتاج الجسم إلى بذل أقصى جهد لديه. وأشارت بيانات رسمية سعودية إلى أن موسم الحج الماضي شهد وفاة 1300 شخص، معظمهم قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام وسط ارتفاعٍ حادٍ في درجات الحرارة. وقدرت إحصائيات عدد الحجاج العام الماضي بحوالي 1.8 مليون حاج. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد الحاج أثناء أداء هذه الفريضة الدينية. على كل من يسافر لأداء الحج أن يستعد جيداً حتى قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية. ويوصي خبراء الصحة بإجراء فحص كامل للجسم، خاصة للحجاج المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو الربو أو السرطان أو أمراض القلب. ويجب التأكد من تلقي جميع اللقاحات الإلزامية التي تفرضها الحكومة السعودية، بما في ذلك لقاح الاتهاب السحائي، ولقاح كوفيد19 قبل عشرة أيام على الأقل من موعد الحج. كما يجب على المسافرين من البلدان التي تعاني من شلل الأطفال والحمى الصفراء التأكد أيضاً من تلقي جرعات منشطة من اللقاحات المضادة لتلك الأمراض. استعدادات ما قبل السفر Getty Images حجاج يتوجهون لأداء المناسك الأخيرة للحج عام 2024 نظراً للعدد الكبير من الحجاج، تتحمل المنشآت الطبية في السعودية أعباءً تفوق قدراتها التشغيلية، لذا يجب على الحاج الاعتماد على نفسه قدر الإمكان. وإذا كان الحاج يتناول أدوية تحت إشراف الطبيب، يجب عليه التأكد من أن تكون متوفرة طوال مدة الرحلة. وينصح الخبراء بحمل حقيبة طبية واحدة تحتوي على مسكنات الألم، وأدوية الإسهال، ومستلزمات الإسعافات الأولية للإصابات الطفيفة، ومعقمات اليدين، وأقنعة الوجه. كما يُنصح بممارسة تمارين رياضية، خاصة بالنسبة لمن لم يعتادوا على المشي لمسافات طويلة في درجات حرارة مرتفعة. ويتضمن الحج سلسلة من المناسك موزعة على مواقع مختلفة حول مكة المكرمة. وفي المتوسط، يقطع الحاج مسافة تتراوح بين خمسة وثلاثة عشر كيلومتراً يومياً بين هذه المشاعر المقدسة. التعامل مع الحرارة الشديدة Getty Images على من يعانون من أمراض مزمنة أن يحملوا أدويتهم معهم باستمرار أثناء الحج وتصل درجات الحرارة في السعودية إلى 51 درجة مئوية. وفي طبيعة الحال، لا يتحمل جسم الإنسان الوقوف أمام فرن بدرجة حرارة مرتفعة. إذ يبدأ الجسم في بذل مجهود شاق حتى يبرد نفسه مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدٍ كبيرٍ، مما قد يؤدي إلى تشنجات حرارية، وإرهاق، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بضربة شمس. وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة السعودية بتجنب التعرض للحرارة والحفاظ على رطوبة الجسم، إلا أن العديد من الحجاج يصابون بالإجهاد الحراري وضربات الشمس. وقالت الحكومة السعودية هذا العام إنها ستوسع قدرات العاملين في مجال الصحة علاوة على إنشاء 400 مبرد مياه بالإضافة إلى زيادة عدد أجهزة رش المياه لمساعدة الحجاج على تحمل مع درجات الحرارة المرتفعة. وقال وكيل وزارة الصحة السعودية لشؤون السكان عبدالله عسيري لوكالة أنباء فرانس برس "هذا العام، لم نركز على الظروف المرتبطة بالحرارة، لأن الحج يتزامن مع حرارة شديدة. مؤشر الحرارة هذا العام بلغ أعلى مستوياته". Getty Images فُرض الحج على كل مسلم مرة واحدة في الحياة ويُنصح أيضاً بترطيب الجسم باستمرار عن طريق شرب الماء حتى دون الشعور بالعطش، وإن أمكن، حمل زجاجات معزولة أو نحاسية للحفاظ على برودة الماء. كما يُنصح بتنظيم الأنشطة على مدار اليوم لتفادي الخروج في ساعات الذروة، والتي عادةً ما تكون بين الحادية عشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبحث باستمرار عن الظل أو الأماكن جيدة التهوية. ويُنصح باستخدام واقي من أشعة الشمس (SPF) بمعامل حماية 30 درجة أو أكثر مع إعادة وضعه على البشرة كل ساعتين لتجنب حروق الشمس. كما تُساعد الملابس فاتحة اللون والمسامية على تبريد الجسم لأنها تعكس أشعة الشمس. ويُنصح أيضاً بارتداء أحذية جيدة التهوية مع دعم جيد لأخمص القدم. وتعتبر المظلات فاتحة اللون أو العاكسة للأشعة من الأشياء التي تساعد على إبعاد الحرارة الشديدة عن الجسم. ولا ينبغي تجاهل أي علامات للتعب أو الدوار أو الغثيان، لأنها قد تكون مؤشراً على حالات خطيرة. Getty Images تكتظ المشاعر المقدسة في مكة والمدينة وغيرها من المناطق بمئات الآلاف من الحجاج، مما يزيد من خطر الإصابة بأي عدوى بسهولة سلامة الحشود وكلما زاد عدد الحجاج، زاد خطر الإصابة بالعدوى، إذ أن إهمال النظافة قد يحول السعال البسيط إلى عدوى متفشية. وللحد من انتشار الأمراض، يُنصح الحجاج بغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين. ويُنصح أيضاً بارتداء الكمامات لتجنب انتشار أي عدوى تنفسية. كما أن العديد من الأماكن المغلقة مُكيّفة، لذا من السهل ارتداء الكمامة في الأماكن الباردة. وينبغي أيضاً متابعة أي إعلانات من السلطات السعودية باستمرار. وقال مسؤولون سعوديون إنهم سوف يستحدثون نُطُم جديدة لتقديم تنبيهات صحية وتنبيهات بأحوال الطقس عند تعرض البلاد لدرجات حرارة شديدة أو عند الازدحام. وينبغي أن يحمل الحجاج باستمرار بطاقات للتاريخ المرضي تحتوي على بيانات الاتصال في حالات الطوارئ. كما ينبغي أن يعرفوا أماكن المرافق الطبية القريبة منهم. الحج رحلة فُرضت على المسلمين مرةً واحدةً في العمر، وعلى الرغم من أن الجميع يسعى لأدائها، لكن الخبراء ينصحون بالاستماع إلى الجسم وإعطاء الأولوية للصحة.


الوسط
منذ 16 ساعات
- الوسط
الاستخدام المفرط للمنصات الرقمية قد يسبب «تعفّن الدماغ»
في زمنٍ أصبحت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من يوميات الأطفال والبالغين، يتصاعد جدل صحي وعلمي حول الآثار العميقة للاستخدام المفرط للمنصات الرقمية، وخصوصًا ما يسمى بـ«تعفّن الدماغ» أو Brain Rot، وهو المصطلح الذي اختارته جامعة أكسفورد للنشر ليكون «كلمة العام» في 2023، دلالة على القلق المتزايد من التأثيرات المعرفية والنفسية للانغماس الرقمي. يعرف «تعفّن الدماغ» بأنه التدهور العقلي أو الفكري المحتمل نتيجة الإفراط في استهلاك محتوى سطحي أو غير محفّز، وهي ظاهرة باتت مألوفة في عصر «التمرير المستمر» على منصات مثل «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك»، حيث يغيب الوعي ويتحوّل التصفح إلى عادة تلقائية، وفقا لـ «يورنيوز». تقول الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة ساوث كارولينا، الدكتورة أندريانا بينيتيز، الطبية، إن هذا النمط من الاستهلاك يشبه «الوجبات السريعة العقلية»، مضيفة أن الجرعة الزائدة من المحتوى الرديء قد تؤدي إلى إرهاق ذهني وفقدان الحس الإدراكي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الآلية العصبية لتأثير الشاشات لا تزال غير مفهومة بالكامل، وأن الأدلة العلمية ما زالت غير قاطعة. - - - وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يقضي نصف المراهقين الأميركيين ما لا يقل عن أربع ساعات يوميًا أمام الشاشات، بينما يبلغ المعدل اليومي لدى البالغين أكثر من ست ساعات. وعلى الرغم من عدم وجود إرشادات فدرالية دقيقة تحدد سقفًا «آمنًا» لاستخدام الشاشات، فإن بعض البيانات تشير إلى ارتباط بين الاستخدام المفرط ومشكلات صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الانتباه، خاصة بين المراهقين. اضطرابات معرفية وسلوكية تحليلٌ حديث صدر ضمن مشروع «التطور المعرفي والدماغي لدى المراهقين»، وهو أضخم دراسة طويلة المدى حول نمو الدماغ في الولايات المتحدة، كشف أن الاستهلاك المكثف للشاشات منذ الطفولة قد يرتبط باضطرابات معرفية وسلوكية، فضلًا عن أعراض جسدية كالألم والغثيان والدوخة. وتربط دراسات أخرى بين الإفراط في استهلاك المحتوى الرقمي وانخفاض التفاعل العاطفي، والتعب الذهني، وضعف الذاكرة، وتراجع القدرة على اتخاذ القرار. يشير مدير معهد فايل للبحوث العصبية والعقلية، الدكتور كونستانتينو إيدوكولا، إلى أن الخطر لا يكمن فقط في ما «تفعله» الشاشات بالدماغ، بل في ما «تمنعه». فكل ساعة نقضيها أمام الشاشة تعني وقتًا ضائعًا من التفاعل الاجتماعي أو الحركة الجسدية، وهما عنصران حيويان لتطور الدماغ، خصوصًا في مراحله المبكرة. ويضيف: «الدماغ ينمو عبر خبرات متنوعة، من اللعب إلى الحوار الحقيقي، من الحواس إلى التحديات الاجتماعية. وإذا جرى استبدال هذه التجارب بعوالم افتراضية محدودة، فقد يصبح النمو المعرفي أكثر هشاشة». المدة ليست العامل الوحيد الذي يجب الانتباه إليه، فنوعية المحتوى لا تقل أهمية، بحسب بينيتيز، التي تحذر من «التعرض المتكرر لمحتوى سلبي ومشوّه قد يؤثر على نظرتنا للواقع ويُضعف التماسك الذهني». وتشبه بينيتيز الاستخدام المعتدل بـ«كيس رقائق بطاطس بين حين وآخر»، بينما يصبح الخطر حقيقيًا عندما يتحول ذلك إلى عادة مستمرة. ولذا، تدعو الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى تصميم خطط عائلية لاستخدام الشاشات، توازن بين التعلم والترفيه، وتشجع أنشطة بعيدة عن العالم الرقمي مثل الموسيقى والرياضة والرسم. كما تؤكد أهمية المحتوى الإيجابي والمحفز، باعتباره وسيلة لتعزيز الإبداع والتعلم، وليس بالضرورة سببًا للقلق. هل هناك طريق للنجاة؟ الاعتراف بوجود مشكلة هو الخطوة الأولى. تقول بينيتيز: «التوعية الرقمية لا تعني الابتعاد عن التكنولوجيا، بل تعني التعامل معها بذكاء. نحن لا نحتاج إلى مقاطعة الشاشات، بل إلى إعادة هندسة علاقتنا بها». ويختم الدكتور إيدوكولا بقوله: «لكل شيء حدّ. المشكلة ليست في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الاستخدام اللاواعي الذي قد يحوّل الأداة إلى إدمان، والتسلية إلى فوضى معرفية».


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
هزات أرضية متتالية في مصر: زلازل كريت وتركيا تثير قلقاً بين المواطنين
Getty Images زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة شهدت مصر خلال الشهر الماضي نشاطًا زلزاليًا شعر به سكان عدة محافظات، حيث سجلت الشبكة القومية لرصد الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هزتين رئيسيتين وعشرات الهزات التابعة. رصدت الشبكة القومية للزلازل هزة أرضية يوم 22 مايو/أيار بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مركز الزلزال في جزيرة كريت اليونانية على بعد 499 كيلومترًا شمال محافظة مرسى مطروح. وأكد المعهد في بيان أن الزلزال الرئيسي تبعته 33 هزة ارتدادية حتى 25 مايو/ أيار، جميعها كانت أقل من 3.8 درجة على مقياس ريختر، وشعر بها سكان بعض المناطق دون أن تُسبب أي أضرار تُذكر. وفي الساعات الأولى من يوم 3 يونيو حزيران، سجلت أجهزة الرصد هزة جديدة بقوة 5.8 درجة، كان مركزها يقع على بعد 593 كيلومترًا من مدينة مرسى مطروح غربي مصر، بالقرب من الحدود التركية الجنوبية. وقد أعقبت هذه الهزة 16 هزة ارتدادية بقوة أقل من 3.5 درجة، بحسب المركز القومي للبحوث الفلكية. BBC بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والتوابع هي هزات أرضية أقل حدة تلي للهزة الأرضية الرئيسية، حيث تساعد في تفريغ الطاقة المتبقية في الصفائح التكتونية في الأرض حتى يعود النظام الجيولوجي إلى حالة الاستقرار، بحسب بيان المركز. وتفاعل عدد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مع حدوث الهزات الأرضية الأخيرة، حيث تساءل أحدهم عن جاهزية الدولة للتعامل مع أي زلازل قوية، وضرورة وجود حملات توعية حتى يعرف الناس كيفية التصرف في هذه المواقف. بينما عبّر مستخدم آخر عن تخوّفه مما يحدث وتتابع الهزات الأرضية وقام مستخدم بالاستعانة بأحد مواقع الذكاء الاصطناعي للسؤال عن سبب تكرار الهزات الأرضية في مصر. طبيعة الحزام الزلزالي أوضح الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لبي بي سي أن حدوث الهزات الأرضية هو ظاهرة طبيعية في ضوء الموقع الجغرافي للمنطقة، حيث يقول إنه من الطبيعي حدوث هذه الهزات لأن منطقة أحزمة زلزالية تمر بشرق البحر المتوسط من جزيرة قبرص ثم جنوب كريت ثم صقلية جنوب إيطاليا. وأكد عبد الهادي أن مصر لا تقع ضمن الحزام الزلزالي النشط، موضحا أن المناطق الأكثر نشاطًا في المنطقة تشمل شرق البحر المتوسط ثم خليج السويس وخليج العقبة والمدن الساحلية على البحر الأحمر. وقال رئيس قسم الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن الحزام الزلزالي يبعد عن مصر مسافة تتراوح بين 350 إلى 450 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن "الحزام الزلزالي يعني أنه يتميز بنشاط زلزالي مركز في هذه المناطق بشكل مستمر". ويضيف عبد الهادي أن السكان في مصر يشعرون بهذه الهزات عندما تزيد قوتها عن 6 درجات على مقياس ريختر، خاصة إذا كانت عميقة المصدر عوامل تضخيم الموجات يكشف عبد الهادي عن عاملين رئيسيين يجعلان المصريين يشعرون بهذه الزلازل البعيدة، الأول يتعلق بعمق الزلزال، حيث يوضح أن "الزلازل العميقة التي تحدث على شريط البحر المتوسط تمتد لمسافات طويلة". أما العامل الثاني، فيرتبط بطبيعة التربة، حيث إن "التربة الطينية في بعض المناطق في دلتا مصر قد تؤدي إلى تكبير بعض الموجات الزلزالية عن طبيعتها". تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة يستعرض الخبير في الزلازل بعض الأحداث التاريخية المهمة، حيث يشير إلى زلزال "حقل" الذي وقع في خليج العقبة عام 1995 وبلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، لم تشعر به مصر بسبب امتصاص سيناء للصدمات، كما يتذكر زلزال خليج السويس عام 1969 بقوة 6.3 درجة، الذي تسبب في خسائر محدودة بالقرب من الغردقة. أما زلزال 1992 فيُعد أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها مصر، حيث أدى إلى مصرع العشرات وتشريد المئات، وأصاب معظم البيوت بتصدعات وأضرار فادحة، ونتج عنه وفاة المئات. Getty Images زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة نظام الرصد الزلزالي الوطني يكشف الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن تفاصيل نظام الرصد الزلزالي في مصر، موضحًا أن البلاد تمتلك حوالي 90 محطة رصد زلزالي منتشرة في مناطق النشاط الرئيسية، ويضيف "لدينا تعاون مع محطات دولية في كريت واليونان وتركيا وإيطاليا، تساعدنا في تحديد نشاط الزلازل، ومتصلة 24 ساعة". إجراءات الوقاية والبناء الآمن يتطرق رئيس قسم الزلازل إلى إجراءات الوقاية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كود بناء خاصًا بالزلازل، موضحا أن كود البناء هو عبارة عن مجموعة من المعايير والمواصفات الفنية وضعها المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، وتشارك في تحديث هذا الكود لجنة من المعهد، ومن المتوقع صدوره عام 2025 وقد نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إرشادات للمواطنين حول كيفية التصرف عند حدوث هزات أرضية قوية. BBC المصدر:المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حدود العلم في التنبؤ بالزلازل ورغم التقدم التكنولوجي، يؤكد الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن التنبؤ الدقيق بموعد وقوع الزلازل لا يزال مستحيلًا، وذلك بسبب تعقيد العوامل الجيولوجية المؤثرة، لكن أنظمة الرصد الحديثة تسمح بتحليل النشاط الزلزالي وتقييم المخاطر بشكل أفضل.