
"بينالي الشارقة": أعمال فنّية تُحاكي الحياة ورسوم بعيون فنّان ضرير (صور)
بين الحفاظ على طابعها التراثي ومواكبة النهضة العمرانية التي حقّقتها دولة الإمارات خلال العقدَين الأخيرَين، نجحت إمارة الشارقة في تصدير تاريخها وحاضرها إلى الجيل الجديد، معزّزة بذلك مكانتها على لائحة الوجهات الثقافية الأهمّ في الشرق الأوسط.
فقد انكبّت جهود "مؤسسة الشارقة" الحكومية على نشر ثقافة الفن المعاصر في مدن الإمارة، من خلال أهم المعارض الموسمية التي تستقطب الزائرين العرب والأجانب، وأبرزها "بينالي الشارقة"، الذي يُقام كلّ عامَين، منذ انطلاقته عام 1993.
بدورته الـ16 هذا العام، والممتدّة من 6 شباط / فبراير إلى 15 حزيران / يونيو، يُشارك في معرض "بينالي الشارقة" أكثر من 200 فنان، ويضمّ أكثر من 600 عمل فنيّ يجري تقييمها من 5 فنانين أجانب، هم: السينغافورية البحرينية أمل خلف، الأندونيسية عليا سوستكا، النيوزيلندية مايغن تماتي، الهندية نتاشا جنوالا والتركية زينب أوزي.
يتميّز "بينالي الشارقة" بكونه "الغاليري" الوحيد في الشارقة الذي يتألّف من طبقتَين، ولا يزال يحافظ على أسسه العمرانية القديمة على الرغم من محيطه الحديث، بعدما افتُتحت 6 مبانٍ حديثة في الدورة الـ11 لـ"البينالي" عام 2013.
"النهار" جالت داخل أروقة المعرض الذي يضمّ ثلاثة أجنحة لفنانين عرب وأجانب، تجمع ما بين الفن المعاصر والقديم، وتضمّ قطعاً فنية ولوحات رسم، تحمل كلّ منها قصة وعبرة وتُشكّل رسالة من صاحبها إلى الزائرين.
"رسوم بعيون فنان ضرير"
اللوحات التي تُزيّن جدران الطبقة الثانية من "بينالي الشارقة" رُسِمَت بريشة فنان لا يُبصر الضوء، لكنّه يُبصر معنى الفن ويشعر بالألوان.
ناصر اليوسف، فنان بحريني، فقد بصره عام 1995، لكنّه لم يستسلم، ودفعه شغفه للرسم إلى ممارسة عمله بمساعدة زوجته في اختيار الألوان المناسبة وتقنيات الرسم.
رسوم اليوسف تعكس ثقافة البحرين للمشاهِد وتنقله إلى البلد حيث هو، يعود بعضها إلى الأعوام ما بين 1998 و2001، حينما كان ضريراً، قبل أن يُفارق الحياة عام 2006.
تروي الفنانة الفليبينية الكندية ستيفاني كوميلانغ قصص الغواصين في العصر القديم، وتُجسّد من خلال عمل مركّب بالفيديو والخشب، معاناة الغوص لجمع اللؤلؤ، قبل أن تتأثّر هذه الحرفة بالتجارة العالمية والتكنولوجيا.
يعكس العمل دور السياقات الاجتماعية والثقافية في تشكيل الوعي حول العمالة والهجرة، والبحث عن الحياة في رحلة صيد اللؤلؤ وإنتاجه صناعيّاً في الخليج العربي والفيليبين والصين.
وفي العمل، شاشتان تعرضان بثّاً مباشراً من سوق اللؤلؤ الصيني وستارة مكوّنة من 6 آلاف حبّة لؤلؤ مصنّعة، إلى جانب قطعة خشبية لعمل الغواصين في الماضي.
على شكل صدفة معلّقة في سقف المعرض، تُعالج الفنانة الكويتية أميرة القادري أزمة التلوّث البيئي الذي تُسبّبه أدخنة المصانع ومخلّفاتها على الطبيعة والبحر.
في هذا العمل، تتحدّث القادري عن كيفية تأثير المواد الكيميائية التي تُستَخدم لصناعة السفن في تحويل جنس الأصداف البحرية من الإناث إلى الذكور، وكيف تتسبّب هذه المواد بقتل الأصداف عند الالتصاق بها أسفل السفن، ممّا يؤثّر على تكاثرها وحياتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
"بينالي الشارقة": أعمال فنّية تُحاكي الحياة ورسوم بعيون فنّان ضرير (صور)
بين الحفاظ على طابعها التراثي ومواكبة النهضة العمرانية التي حقّقتها دولة الإمارات خلال العقدَين الأخيرَين، نجحت إمارة الشارقة في تصدير تاريخها وحاضرها إلى الجيل الجديد، معزّزة بذلك مكانتها على لائحة الوجهات الثقافية الأهمّ في الشرق الأوسط. فقد انكبّت جهود "مؤسسة الشارقة" الحكومية على نشر ثقافة الفن المعاصر في مدن الإمارة، من خلال أهم المعارض الموسمية التي تستقطب الزائرين العرب والأجانب، وأبرزها "بينالي الشارقة"، الذي يُقام كلّ عامَين، منذ انطلاقته عام 1993. بدورته الـ16 هذا العام، والممتدّة من 6 شباط / فبراير إلى 15 حزيران / يونيو، يُشارك في معرض "بينالي الشارقة" أكثر من 200 فنان، ويضمّ أكثر من 600 عمل فنيّ يجري تقييمها من 5 فنانين أجانب، هم: السينغافورية البحرينية أمل خلف، الأندونيسية عليا سوستكا، النيوزيلندية مايغن تماتي، الهندية نتاشا جنوالا والتركية زينب أوزي. يتميّز "بينالي الشارقة" بكونه "الغاليري" الوحيد في الشارقة الذي يتألّف من طبقتَين، ولا يزال يحافظ على أسسه العمرانية القديمة على الرغم من محيطه الحديث، بعدما افتُتحت 6 مبانٍ حديثة في الدورة الـ11 لـ"البينالي" عام 2013. "النهار" جالت داخل أروقة المعرض الذي يضمّ ثلاثة أجنحة لفنانين عرب وأجانب، تجمع ما بين الفن المعاصر والقديم، وتضمّ قطعاً فنية ولوحات رسم، تحمل كلّ منها قصة وعبرة وتُشكّل رسالة من صاحبها إلى الزائرين. "رسوم بعيون فنان ضرير" اللوحات التي تُزيّن جدران الطبقة الثانية من "بينالي الشارقة" رُسِمَت بريشة فنان لا يُبصر الضوء، لكنّه يُبصر معنى الفن ويشعر بالألوان. ناصر اليوسف، فنان بحريني، فقد بصره عام 1995، لكنّه لم يستسلم، ودفعه شغفه للرسم إلى ممارسة عمله بمساعدة زوجته في اختيار الألوان المناسبة وتقنيات الرسم. رسوم اليوسف تعكس ثقافة البحرين للمشاهِد وتنقله إلى البلد حيث هو، يعود بعضها إلى الأعوام ما بين 1998 و2001، حينما كان ضريراً، قبل أن يُفارق الحياة عام 2006. تروي الفنانة الفليبينية الكندية ستيفاني كوميلانغ قصص الغواصين في العصر القديم، وتُجسّد من خلال عمل مركّب بالفيديو والخشب، معاناة الغوص لجمع اللؤلؤ، قبل أن تتأثّر هذه الحرفة بالتجارة العالمية والتكنولوجيا. يعكس العمل دور السياقات الاجتماعية والثقافية في تشكيل الوعي حول العمالة والهجرة، والبحث عن الحياة في رحلة صيد اللؤلؤ وإنتاجه صناعيّاً في الخليج العربي والفيليبين والصين. وفي العمل، شاشتان تعرضان بثّاً مباشراً من سوق اللؤلؤ الصيني وستارة مكوّنة من 6 آلاف حبّة لؤلؤ مصنّعة، إلى جانب قطعة خشبية لعمل الغواصين في الماضي. على شكل صدفة معلّقة في سقف المعرض، تُعالج الفنانة الكويتية أميرة القادري أزمة التلوّث البيئي الذي تُسبّبه أدخنة المصانع ومخلّفاتها على الطبيعة والبحر. في هذا العمل، تتحدّث القادري عن كيفية تأثير المواد الكيميائية التي تُستَخدم لصناعة السفن في تحويل جنس الأصداف البحرية من الإناث إلى الذكور، وكيف تتسبّب هذه المواد بقتل الأصداف عند الالتصاق بها أسفل السفن، ممّا يؤثّر على تكاثرها وحياتها.


الميادين
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- الميادين
معرض تونس الدولي للكتاب: الصين ضيف شرف
تحت شعار "نقرأ لنبني"، تنطلق يوم الجمعة المقبل، في 25 نيسان/أبريل الجاري، فعاليات الدورة الــ 39 من "معرض تونس الدولي للكتاب" بمشاركة 29 دولة، فيما تحل الصين ضيف شرف. مدير الدورة الجديدة للمعرض، محمد الصالح القادري، قال في مؤتمر صحفي أمس الخميس بمدينة الثقافة إن دورة هذا العام التي تستمر حتى 4 أيار/مايو المقبل، ستكون بمشاركة 313 عارضاً 147 من تونس و166 من الخارج. وأضاف أن زوار المعرض على موعد مع ما لا يقل عن 109300 عنوان كتاب وإصدار، فضلاً عن 20 جناحاً رسمياً للوزارات والمؤسسات والهياكل الوطنية والإقليمية والدولية وغيرها. وأوضح القادري أن الصين ستكون ممثلة من خلال 40 دار نشر ونحو 100 شخصية، مشيراً إلى أن حضور الصين سيتوج بإبرام العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في إطار تعميق الشراكة ودعم التبادل الثقافي الثنائي. وتشهد الدورة الجديدة حضور ضيوف من دول مختلفة من بينهم: ساو نون شوان من الصين، وأنطونيو تريخيليو من فنزويلا، ومحمد مصباح من تونس، وإبراهيم الكوني من ليبيا، وحبيب عبد الرب سروري من اليمن، وأسامة مسلم من السعودية. ويشمل برنامج المعرض نحو 50 فعالية بين ندوات ولقاءات وأمسيات وورش وعروض فنية إضافة إلى أنشطة الأطفال. وتكريساً للقرب الثقافي وبهدف تقريب الكتاب بشتى أنواعه، تم برمجة 61 رحلة و50 قافلة ستجوب مختلف محافظات تونس بالتعاون مع عدة شركاء على غرار مندوبيات التعليم والثقافة ونوادي الأطفال. وكشف القادري عن الجوائز التي يقدمها المعرض هذا العام قائلاً إنه: "سيتم إسناد 8 جوائز تغطي ميادين الإبداع في الرواية والأقصوصة والكتابات الفلسفية والدراسات الإنسانية والاجتماعية والشعر والترجمة وجائزة النشر للأطفال واليافعين وجائزة الناشر"، مضيفاً أن عدد الترشيحات شهد زيادة ملموسة بنسبة 50%، إذ وصلت إلى 126 مقارنة مع 84 في الدورة السابقة. ويعهد بالتحكيم في الجوائز إلى لجان مشكلة من متخصصين ونقاد وأكاديميين مع إعلان أسماء الفائزين في حفل يقام يوم 30 نيسان/أبريل الجاري.


النهار
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
حور القاسمي تتقلّد وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب
في مشهد يُجسّد التقاء الإبداع الثقافي العربي بالاعتراف العالمي، نالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة "مؤسسة الشارقة للفنون"، وسام "الفنون والآداب" (برتبة ضابط) من الجمهورية الفرنسية. الوسام، الذي يُعدّ أحد أرفع الأوسمة الثقافية في فرنسا، جاء تتويجاً لإسهاماتها العميقة في تطوير الفن المعاصر، محلياً ودولياً، وتثبيت حضور إمارة الشارقة على الخريطة العالمية للفنون. جرى حفل التكريم صباح اليوم في مبنى "الطبق الطائر" بالشارقة، حيث قلّد السفير الفرنسي لدى دولة الإمارات نيكولا نيمتشينو الوسام إلى الشيخة حور، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، في مقدّمهم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، والشيخة نوار القاسمي، وجان كريستوف باري، والشيخة نورة المعلا، والشيخة راد فاهم القاسمي، إلى جانب مستشارات ثقافيات من السفارة الفرنسية والرابطة الفرنسية في الشارقة. السفير نيمتشينو لم يخفِ إعجابه بمسيرة القاسمي التي وصفها بـ"المليئة بالعطاء"، مؤكداً أن هذا التكريم يمثل تعبيراً عن امتنان الجمهورية الفرنسية لما قدّمته القاسمي من جسور ثقافية تربط بين فرنسا والإمارات. وأشاد تحديداً بدور "مؤسسة الشارقة للفنون" و"بينالي الشارقة" كمساحتين مفتوحتين للتعبير الفني الحر، يحتضنان تنوعاً ثقافياً غنياً وينقلان صوت الفن العربي إلى الساحة الدولية. من جهتها، عبّرت الشيخة حور عن سعادتها بهذا التكريم، معتبرةً أن الوسام لا يُتوّج جهودها الشخصية فحسب، بل هو أيضاً تقدير لمسار جماعي بدأته بدعم والديها، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. وقالت: "إنه لشرف كبير استقبله بكل امتنان وسرور، ليس لنفسي فقط، بل لكل من وقف إلى جانبي وساندني ووجهني وألهمني طوال مسيرتي". وأعادت القاسمي التأكيد على أن هذه اللحظة، رغم رمزيتها، لا تمثل نهاية لمسار بل امتداداً له، في سعيها المستمر لتعزيز التعاون الثقافي بين الشارقة وفرنسا، ودعم المبدعين من مختلف الأجيال. وذكّرت بأنّها "منذ أكثر من ثلاثة عقود، كرست حياتها لشغفها العميق بالفنون، وبشكل خاص الفن المعاصر، بكل أشكاله ومجالاته"، معتبرة أنّ "منحي هذا الوسام هو في المقام الأول اعتراف بالعمل الذي تم إنجازه، واحتفاء بالالتزام الجماعي الذي يمكنني من دعم وتشجيع عالم الإبداع في الشارقة". مسيرة ممتدة من الشغف والعمل ولدت حور القاسمي مع شغف بالفن والثقافة، ونجحت في ترسيخ اسمها كأحد أبرز القيّمين الفنيين في العالم العربي. منذ تأسيسها لـ"مؤسسة الشارقة للفنون" عام 2009، عملت على توسيع نطاق المؤسسة لتشمل معارض دولية وبرامج إقامة للفنانين، ودعم التكليفات الفنية، والبحث في العمارة والترميم، إلى جانب برامج تعليمية للفئات العمرية المختلفة. وأشرفت على تقييم بينالي الشارقة 15 عام 2023، كما تولت إدارة البينالي منذ عام 2003، ما جعله منصة دولية بارزة للفن المعاصر. وفي عام 2017، انتُخبت رئيسة لرابطة البينالي الدولية، وتم نقل مقرها إلى الشارقة. تشغل القاسمي أيضاً مناصب مؤثرة أخرى، منها: رئيس معهد إفريقيا، ورئيس مجلس إدارة ترينالي الشارقة للعمارة، والمدير الإبداعي لعلامة "قاسمي" للأزياء، كما ستتولى في 2025 منصب المدير الفني لترينالي آيتشي في اليابان. وفي 2023، عُيّنت رئيسة لجامعة الدراسات العالمية في الشارقة. معارض عالمية وعضويات مرموقة عملت القاسمي على تقييم معارض بارزة مثل "حسن شريف: فنان العمل الواحد"، و"الرفيق قبل الطريق"، و"حين يصبح الفن حرية"، كما شاركت في معارض كبرى حول العالم، في برلين، باريس، لندن، أمستردام، فالنسيا، وكوريا. واختيرت عضواً في مجالس فنية واستشارية مرموقة، أبرزها الجمعية اللبنانية "أشكال ألوان"، ومعهد كونست فركيه في برلين، ومجلس الفنون المستقلة في لندن. وحازت على شهادات مرموقة من أبرز الجامعات الفنية في لندن، ونالت الدكتوراه الفخرية من جامعة الفنون الإبداعية في المملكة المتحدة (2023). مؤسسة الشارقة للفنون: حاضنة للإبداع تُعد "مؤسسة الشارقة للفنون" اليوم من أبرز المنصات الفنية في العالم العربي، عبر مبادرات مثل "بينالي الشارقة"، و"لقاء مارس"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الفنان المقيم"، وتعمل على تشجيع الحوار الفني المتعدد الثقافات، والبحث في الهويات المتنوعة، وتشجيع التجريب والابتكار في الفنون البصرية. بهذا الوسام الفرنسي، تُتوّج مسيرة الشيخة حور القاسمي التي استطاعت عبر التزامٍ حقيقي بالرؤية الثقافية أن تُعيد تشكيل علاقة الشارقة بالفن، وأن تمنح الحراك الفني العربي بُعداً عالمياً يليق بطموح المبدعين فيها.