
العبادلة.. رموز العلم والفقه في صدر الإسلام (ابن الزبير أول مولود في الهجرة)
تطلق تسمية "العبادلة" على أربعة من صغار الصحابة اشتهروا بالعلم الغزير، والفقه، وكانوا مدار العلم والفتيا والرواية عنهم لتأخر وفاتهم، وهم: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.. عبد الله بن الزبير بن العوام.. عبد الله بن عمر بن الخطاب.. عبد الله بن عمرو بن العاص.
( 4 )
عبد الله بن الزبير
رابع "العبادلة" هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي.
ولد عام الهجرة، وكان أول مولود للمسلمين بالمدينة المنورة، وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صغير، وكانت خالته السيدة عائشة، رضي الله عنها، تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: أم عبد الله؛ لأنها لم تنجب ولدًا، وكان من شجعان الصحابة، وانشغل بالجهاد فلم يُكثر من الرواية، وكان لا ينازع في ثلاثة: الشجاعة والعبادة والبلاغة، وكان يكنى بأبي بكر.
وكان عبد الله بن الزبير رجلًا شجاعًا مثل أبيه، كان كذلك من طفولته، حتى أنه ذات مرة دعا النبى الصبية ليعلمهم فتراجعوا وأقدم عبد الله، فقال صلى الله عليه وسلم "هو ابن أبيه".
قدّر لعبد الله بن الزبير أن يهاجر مع المهاجرين وهو لم يخرج إلى الدنيا بعد.
وما كادت أمه ذات النطاقين، أسماء بنت أبى بكر الصديق، رضي الله عنهما، تبلغ قباء عند مشارف المدينة، حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين إلى أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من أصحاب رسول الله !!
أول مولود في الهجرة
وحُمل أول مولود في الهجرة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في داره بالمدينة فقبّله وحنّكه، وكان أول شيء دخل جوف عبد الله بن الزبير ريق الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم.
وأذَّن الصديق فى أذنه حين ولد، وطاف به فى المدينة ليشتهر أمر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود.
واحتشد المسلمون في المدينة، وحملوا الوليد في مهده، ثم طوّفوا به في شوارع المدينة كلها مهللين مكبّرين.
ذلك أن اليهود حين نزل الرسول وأصحابه المدينة كُبتوا واشتعلت أحقادهم، فأشاعوا أن كهنتهم قد سحروا المسلمين وسلطوا عليهم العقم، فلن تشهد المدينة منهم وليدا جديدا.
فلما أهلّ عبد الله بن الزبير، كان وثيقة دمغ بها القدر إفك يهود المدينة وأبطل كيدهم وما يفترون.
وعندما انتقل رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى بارئه لم يكن عبد الله قد بلغ مبلغ الرجال.
بطولاته
ولكنه حقق بعد ذلك بطولات ضخمة، ففي فتح إفريقية والأندلس، والقسطنطينية.. كان وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوح الخالدين.
وفي معركة إفريقية بالذات وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألفا.. ودار القتال، وغشي المسلمين خطر عظيم.
وألقى عبد الله بن الزبير نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوتهم. وما كان هذا المصدر سوى ملك البربر وقائد الجيش، يصيح في جنوده ويحرضهم بطريقة تدفعهم إلى الموت دفعا عجيبا.
وأدرك عبد الله أن المعركة الضارية لن يحسمها سوى سقوط هذا القائد العنيد.
فنادى بعض إخوانه، وقال لهم: "احموا ظهري، واهجموا معي".
وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم صامدا نحو القائد، حتى إذا بلغه، هجم عليه في كرّة واحدة فهوى، ثم استدار بمن معه إلى الجنود الذين كانوا يحيطون بملكهم وقائدهم فصرعوهم.. ثم صاحوا "الله أكبر".
ورأى المسلمون رايتهم ترتفع، حيث كان يقف قائد البربر يصدر أوامره ويحرّض جيشه، فأدركوا أنه النصر، فشدّوا شدّة رجل واحدة، وانتهى كل شيء لصالح المسلمين.
وعلم قائد الجيش عبد الله بن أبي سرح بالدور العظيم الذي قام به ابن الزبير فجعل مكافأته أن يحمل بنفسه بشرة النصر إلى المدينة وإلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
عبادته
أما عن عبادته، فقد قال عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير.. فقال: "والله ما رأيت نفسا رُكِّبت بين جنبين مثل نفسه.. ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها.. وكان يركع أو يسجد، فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله،لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارا، أو ثوبا مطروحا.. ولقد مرّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسّ بها ولا اهتز لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجل ركوعه".
وقال حماد بن زيد، عن ثابت البنانى قال: كنت أَمُرُ بعبد الله بن الزبير وهو يصلى خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك.
وقال الأعمش: عن يحيى بن وثاب: كان ابن الزبير إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه إلا جذم حائط.
وقال غيره: كان ابن الزبير يقوم ليله حتى يصبح، ويركع ليله حتى يصبح، ويسجد ليله حتى يصبح.
وقال بعضهم: ركع ابن الزبير يوما فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه.
وقال الحميدي: عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر قال: لو رأيت ابن الزبير يصلى كأنه غصن شجرة يصفقها الريح، والمنجنيق يقع هاهنا وهاهنا.
قال سفيان: كأنه لا يبالى به ولا يعده شيئا.
سئل عنه ابن عباس فقال، على الرغم مما كان بينهما من خلاف: "كان قارئا لكتاب الله، متبعا سنة رسوله.. قانتا لله، صائما في الهواجر من مخافة الله.. ابن حواريّ رسول الله.. وأمه أسماء بنت الصديق.. وخالته عائشة زوجة رسول الله.. فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله ".
خلق عبد الله بن الزبير
وعن قوة خلقه وثبات سجاياه، فأثناء نزاعه مع الأمويين زاره الحصين بن نمير قائد الجيش الذي أرسله يزيد لإخماد ثورة بن الزبير.. إثر وصول الأنباء إلى مكة بموت يزيد.
وعرض عليه أن يذهب معه إلى الشام، ويستخدم الحصين نفوذه العظيم هناك في أخذ البيعة لابن الزبير.. فرفض عبد الله هذه الفرصة الذهبية، لأنه كان مقتنعا بضرورة القصاص من جيش الشام جزاء الجرائم البشعة التي ارتكبها رجاله خلال غزوهم للمدينة.
وعندما هاجمه الحجاج بجيشه، وفرض عليه ومن معه حصارا رهيبا، كان من بين جنده فرقة كبيرة من الأحباش، كانوا من أمهر الرماة والمقاتلين.
وسمعهم يتحدثون عن الخليفة الراحل عثمان، رضي الله عنه، حديثا لا ورع فيه ولا إنصاف، فعنّفهم وقال لهم: "والله ما أحبّ أن أستظهر على عدوي بمن يبغض عثمان" !!
ثم صرفهم عنه في محنة هو فيها محتاج للعون، حاجة الغريق إلى أمل!!
وضوحه مع نفسه، وصدقه مع عقيدته ومبادئه، جعلاه لا يبالي بأن يخسر مائتين من أكفأ الرماة، لم يعد دينهم موضع ثقته واطمئنانه، مع أنه في معركة مصير طاحنة، وكان من المحتمل كثيرا أن يغير اتجاهها بقاء هؤلاء الرماة الأكفاء إلى جانبه !!
وكان صموده في وجه معاوية وابنه يزيد بطولة خارقة حقا.
فقد كان يرى أن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين، بل لا يصلح على الإطلاق.. وهو محق في رأيه، فـ يزيد هذا كان فاسدا في كل شيء.. لم تكن له فضيلة واحدة تشفع لجرائمه وآثامه التي رواها لنا التاريخ.. فكيف يبايعه ابن الزبير؟!
وأرسل إلى ابن الزبير يتوعده بشرّ مصير. هناك قال ابن الزبير: "لا أبايع السكّير أبدا".
وظل ابن الزبير أميرا للمؤمنين، متخذا من مكة المكرّمةعاصمة خلافته، باسطا حكمه على الحجاز، واليمن والبصرة والكوفة وخراسان والشام كلها ما عدا دمشق بعد أن بايعه أهل الأمصار جميعا..
ولكن الأمويين لا يقرّ قرارهم، ولا يهدأ بالهم، فيشنون عليه حروبا موصولة، يبوءون في أكثرها بالهزيمة والخذلان.
الحجاج.. السفاح
حتى جاء عهد عبد الملك بن مروان فانتدب لمهاجمة عبد الله في مكة واحدا من أشقى بني آدم وأكثرهم إيغالا في القسوة والإجرام..
هو الحجاج الثقفي الذي قال عنه الإمام العادل عمر بن عبد العزيز: "لو جاءت كل أمة بخطاياها، وجئنا نحن بالحجاج وحده، لرجحناهم جميعا".
ذهب الحجاج على رأس جيشه ومرتزقته لغزو مكة عاصمة ابن الزبير، وحاصرها وأهلها قرابة ستة أشهر مانعا عن الناس الماء والطعام، كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير.
وتحت وطأة الجوع استسلم الأكثرون، ووجد عبد الله نفسه، وحيدا أو يكاد، وعلى الرغم من أن فرص النجاة بنفسه وبحياته كانت لا تزال مهيأة له، فقد قرر أن يحمل مسؤوليته إلى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج في شجاعة أسطورية، وهو يومئذ في السبعين من عمره.
حوار تاريخي
ودار بين عبد الله وأمه.. العظيمة المجيدة أسماء بنت أبي بكر، حوار تاريخي، في تلك الساعات الأخيرة من حياته..
لقد ذهب إليها، ووضع أمامها صورة دقيقة لموقفه، وللمصير الذي بدا واضحا أنه ينتظره..
قالت له أسماء: "يا بنيّ: أنت أعلم بنفسك، ان كنت تعلم أنك على حق، وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تمكّن من رقبتك غلمان بني أميّة.. وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا، فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك".
قال عبد الله: والله يا أمّاه ما أردت الدنيا، ولا ركنت إليها وما جُرت في حكم الله أبدا، ولا ظلمت ولا غدرت..
قالت أمه أسماء: "إني لأرجو أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبقتني إلى الله أو سبقتك.. اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر، وبرّه بأبيه وبي.. اللهم إني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين".
استشهاده
وبعد ساعة من الزمان انقضت في قتال مرير غير متكافئ، تلقى الشهيد العظيم ضربة الموت، في وقت استأثر الحجاج فيه بكل ما في الأرض من حقارة ولؤم، فأبى إلا أن يصلب الجثمان، تشفيا وخسّة.
وقامت أمه، وعمرها يومئذ سبع وتسعون سنة، لترى ولدها المصلوب.
وكالطود الشامخ وقفت تجاهه لا تريم.. واقترب الحجاج منها في هوان وذلة قائلا لها: يا أماه، إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا، فهل لك من حاجة؟
فصاحت به قائلة: "لستُ لك بأم.. إنما أنا أم هذا المصلوب على الثنيّة.. وما بي إليكم حاجة..ولكني أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "يخرج من ثقيف كذاب ومبير".. فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير، فلا أراه الا أنت".
وتقدم منها عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، معزيا، وداعيا إياها الى الصبر، قأجابته قائلة: "وماذا يمنعني من الصبر، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 12 دقائق
- الدستور
مواقيت الصلاة بمحافظة الإسكندرية اليوم الأربعاء 21 مايو
يحرص المواطنون بمحافظة الإسكندرية، على معرفة مواعيد الصلاة بدقة، وذلك لأداء الصلوات في أوقاتها المحددة، كما حددت الهيئة المصرية العامة للمساحة، جدول مواقيت الصلاة للمواطنين وذلك للتعرف على مواعيد كل فريضة من الفرائض الخمسة، ليوم الاربعاء 21 مايو 2025 والتي تبدأ الساعة 18: 04 صباحًا بوقت صلاة الفجر، وتنتهي الساعة 24: 09 بوقت صلاة العشاء. مواقيت الصلوات الخمس في محافظة الإسكندرية صلاة الفجْر 18: 04 ص الشروق 01: 06 ص صلاة الظُّهْر 57: 12 ص صلاة العَصر 36: 04 م صلاة المَغرب 53: 07 م صلاة العِشاء 24: 09 وكان قد شهد الدكتور نجاح عبدالرحمن راجح وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، حفل توزيع الجوائز للفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم التي أقامتها اللجنة النقابية للعاملين بنيابات ومحاكم الإسكندرية ومطروح، بنادي المهندسين بالإسكندرية، بتوجيهات من الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف. تأتي هذه المشاركة في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم وأهله والسعي الحثيث لتكريمهم، والتعاون المشترك والدعم الكامل لجميع مؤسسات الدولة من أجل نهضة المجتمع والارتقاء بعقول أبنائه فكريًا وثقافيًا. وخلال الحفل أعرب الدكتور نجاح عن سعادته الغامرة لمشاركته في هذا الحفل المبارك الذي يُكرمُ فيه أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، موجهًا الشكر لكل من ساهم أو شارك في إعداد هذا الحفل مؤكدًا أن وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف لا تألوا جهدا في خدمة القرآن الكريم وأهله ورعايتهم وتقديم كافة الدعم لهم. وكان قد التقى الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، بمفتشي جهاز المتابعة بمكتبه بديوان عام المديرية بحضور قيادات الدعوة بالمديرية. وفي بداية اللقاء وجه وكيل الوزارة الشكر لمفتشي المتابعة، مشيدًا بما حققه ويحققه جهاز المتابعة من أثر ملموس على أرض الواقع في ضبط سير العمل ومتابعة تطبيق اللوائح والقوانين المنظمة للعمل. وخلال الاجتماع أكد وكيل الوزارة على عدد من النقاط من أهمها: ضرورة تكثيف الجهد في متابعة المساجد والعاملين بها ومتابعة تنفيذ الأنشطة القرآنية والدعوية والتثقيفية المقامة بها لضمان تنفيذها على الوجه المطلوب. -التأكيد على الدور الحيوي لتفتيش المتابعة في رصد المخالفات وضبط إيقاع العمل الدعوي والإداري مما يؤدي إلى حدوث نهضة دعوية وإدارية. - وضع خطط المرور للفترة القادمة ومناقشة استراتيجيات تطبيقها على أرض الواقع بما يحقق مصلحة العمل.


فيتو
منذ 24 دقائق
- فيتو
موسم الحج 2025، الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته
أحكام الحج 2025، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول فيه صاحبه: 'هل يلزم الزوج دفع تكاليف أداء زوجته لفريضة الحج؟ وهل للزوج أن يأخذ من مال زوجته ليؤدي فريضة الحج؟" ومن جانبها أجابت دار الإفتاء المصرية كالآتي: حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته وأخذ الزوج من مال زوجته للحج وقالت دار الإفتاء : إن الزوج مكلَّف شرعًا بالنفقة على زوجته، ولا تُعَدُّ تكاليف الحج من النفقة الواجبة، ومن شروط وجوب الحج الاستطاعة. فإذا لم يكن عند الزوجة ما يكفي لنفقات حجها فليس الحج واجبًا عليها، وليس الزوج مُلزَمًا بإحجاجها من ماله، لكنه إن فعل فهو مُثابٌ على ذلك، وله حينئذٍ مثل أجر حجِّها؛ لأنه السبب فيه، أما إن كان للزوجة مال فلا يجوز لزوجها أن يأخذه منها لحجِّه إلا ما كان عن طِيب نَفْسٍ منها؛ لأن لها ذمتها المالية المستقلة شرعًا عن زوجها، فإن أعطته برضاها فبها ونِعمت، ولها مثلُ أجرِ حجه؛ لأنها تسببت فيه، أما إن أخذ من مالها رغمًا عنها فهو آكل للمال الحرام واقع في الإثم والمعصية. أحكام الحج 2025، فيتو الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الحاج أثناء تأديته مناسك الحج وفي سؤال آخر في مسائل الحج، أجابت دار الإفتاء المصرية عن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الحاج أثناء تأديته مناسك الحج. وأكدت دار الإفتاء أن الله سبحانه عبَّر عن أشهر الحج بأنها معلومات؛ لأنَّ العرب في الجاهلية كانوا يعرفونها، وهي: شهر شوال وذو القعدة والأيام العشرة الأُوَل من شهر ذي الحجة، وقد جاءت شريعة الإسلام مقررة لما عرفوه، ثم حضهم سبحانه على فعل الخير بعد نهيهم عن اجتراح الشر فقال: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197]. أي: اتركوا أيها المسلمون كل قول أو فعل لا يرضي الله تعالى، وسارعوا إلى الأعمال الصالحة خصوصًا في تلك الأزمنة والأمكنة المفضلة، واعلموا أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء من تصرفاتكم، وتزودوا بالزاد المعنوي المتمثل في تقوى الله وخشيته، وبالزاد المادي الذي يغنيكم عن سؤال الناس، وأخلصوا لي قلوبكم ونواياكم يا أصحاب العقول السليمة والمدارك الواعية. وقالت دار الإفتاء: ثم بيَّن سبحانه أنَّ التزوّد بالزاد الروحي لا يتنافى مع التزود بالزاد المادي متى توافرت التقوى فقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: 197]. أي: لا حرج ولا إثم عليكم في أن تطلبوا رزقًا حلالًا ومالًا طيبًا عن طريق التجارة أو غيرها من وسائل الكسب المشروعة في موسم الحج، وما دام ذلك لا يحول بينكم وبين المناسك، وقد نزلت هذه الآية حين تحرَّج أقوام عن مباشرة البيع والشراء في أيام الحج فأباح لهم ذلك ما داموا في حاجة إلى هذه المبادلات التجارية حتى يصونوا أنفسهم عن ذلّ السؤال. أحكام الحج 2025، فيتو وتابعت: ثم أرشدهم سبحانه إلى ما يجب عليهم عند الاندفاع من عرفات إلى غيرها فقال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 198]. أي: فإذا ما انتهيتم من الوقوف بعرفات واندفعتم منها بسرعة وتزاحمتم إلى المزدلفة فأكثروا من ذكر الله تعالى ومن طاعته عن طريق التلبية والتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء؛ ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198]. أي: واذكروا الله تعالى ذكرًا دائمًا حسنًا مماثلًا لهدايته لكم؛ فإنكم لولا هذه الهداية منه سبحانه لكم لكنتم من الباقين على جهلهم وضلالهم؛ ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]. أي: واعلموا أيها المسلمون أنَّ من الواجب عليكم أن تجعلوا إفاضتكم من عرفات لا من المزدلفة؛ فهذا هو المكان الذي اختاره الله تعالى لعباده للإفاضة، واستغفروا الله سبحانه من كل ذنب؛ فإنه عز وجل هو الكثير الغفران والواسع الرحمة، ثم بيَّن سبحانه السلوك السوي الذي يجب عليهم أن يسلكوه بعد فراغهم من أعمال الحج؛ فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200]. أي: فإذا ما انتهيتم من عبادتكم وأديتم أعمال حجكم فأكثروا من ذكر الله وطاعته كما كنتم تكثرون من مفاخر آبائكم، بل عليكم أن تجعلوا ذكركم لخالقكم سبحانه أشدّ وأعظم من ذكر مفاخر الآباء بعد انتهائهم من أفعال الحج، فالمقصود منها التحريض على الإكثار من ذكر الله تعالى والزجر عن التفاخر بالأحساب والأنساب. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 37 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : هل يجوز الحج عن المتوفى المُستطيع حتى لو تم من مال غيره؟.. الإفتاء تجيب
الأربعاء 21 مايو 2025 08:00 صباحاً نافذة على العالم - تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا من أحد المواطنين حول حكم الحج عن شخص توفي وكان مستطيعًا لأداء الفريضة في حياته، لكن لم يحج، فقامت أخته بالحج عنه بعد وفاته ومن مالها الخاص، وذلك حتى تبقى أمواله لصالح أطفاله القصر، فهل ما فعلته الأخت يعد صحيحا شرعا؟ وفي ردها ، أوضحت الإفتاء أن الحج عن الميت جائز شرعا، بل هو من الأمور المعتبرة في الفقه الإسلامي، لأن الحج عبادة تقبل الإنابة، سواء تم ذلك بمقابل مادي أو تطوعا دون مقابل. ولكن الشرط الأساسي في هذه الحالة هو أن يكون الشخص الذي ينوب عن الميت قد أدى فريضة الحج عن نفسه مسبقا. واستشهدت دار الإفتاء بقوله تعالى : ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾ [آل عمران: 97] ، وكذلك بما رواه النبي محمد حين قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» – متفق عليه. وأكدت الفتوى أن الاستطاعة لا تعني القدرة المالية فقط، بل تشمل أيضا القدرة البدنية، وتوفر الأمن أثناء السفر، وكل ما يعين المسلم على أداء الفريضة دون مشقة خارجة عن المعتاد كما ورد عن النبي قوله في الحديث الشريف: «من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا» – رواه الترمذي، وهذا تحذير شديد يبرز أهمية أداء الفريضة لمن استطاع إليها سبيلا. وعلى ذلك، فإن ما قامت به أخت المتوفى يعد عملا صحيحا ومشروعا شرعا، ويجزئ عن الميت، ولا حرج في أن يؤدى الحج عن الميت من مال الغير، خصوصا إذا كان ذلك حرصا على إبقاء ماله لأولاده القصر.