
صوتٌ من أجل السلام: بين الاختلاف والخلاف يتجلى معنى السلام
شهدت باريس حدثًا استثنائيًا ومؤثرًا، تمثل في تنظيم النسخة الأولى من ملتقى "صوت من أجل السلام".
هذا الحدث نُظّم في قلب الدائرة الثامنة عشرة، في قاعة 360 باريس ميوزيك فاكتوري (360 Paris Music Factory)، حيث اجتمع قرابة 200 شخص من خلفيات ومعتقدات مختلفة ومتنوعة، مسيحيون، مسلمون، يهود،فنانون، مفكرون، ناشطون، دبلوماسيون، ومنتخبون. شبابا ومسنين. اجتمعوا من أجل هدف واحد: "إعلاء صوت السلام".
قاعة مليئة بالإيمان والفنّ والعاطفة
منذ حوالي الساعة السابعة مساءً، جلس الجمهور متحمسًا ومفعمًا بالانفعالات في أجواء فريدة من نوعها. وعلى مدار أربع ساعات، حيث توالت المداخلات المؤثرة بين الخطب، والوصلات الموسيقية، والعروض الفنية، والشهادات الملهِمة.
وكان من أبرز المشاركين في هذا الحدث الفريد:
الشيخ محمد فوزي الكركري، الشخصية الروحية التي لامست القلوب بعمق رسالته.
ألان كريف، نائب رئيس مجلس الجالية اليهودية (لجنة الحوار والثقافة)، الذي استُقبل بتصفيق حار لكلماته المفعمة بالأخوة.
جيرار تيستار، رئيس منظمة إفيسيا، الذي قدم تأملًا قويًا عن الصداقة الإسلامية-المسيحية من خلال شخصية مريم العذراء، المشتركة بين التقاليد.
الناشطة لطيفة ابن زياتن، والدة عماد الذي قُتل برصاص محمد مراح، جسّدت بحضورها قوة التسامح وكرامة النضال من أجل السلام.
رشيدة كاعوت، من المفوضية العليا للجاليات الأفريقية في فرنسا، ألقت خطابًا نابضًا عن السلام كقضية محورية للجاليات.
برنامج فني مميز
وعلاوة على الكلمات التي ألقاها هؤلاء المشاركون، عرف لقاء "صوت من أجل السلام" لحظات فنية راقية كان الفنّ فيها قلب هذه الأمسية النابض. ومن بين الفنانين الحاضرين كان هناك:
عباس، من المركز الثقافي بويا، الذي أدهش الحضور بعزفه الساحر على آلة الدف.
فريد الهيامي، سيد آلة السيتار، قدّم أداءً استثنائيًا بجماله.
الملحن لوران كوسون قدّم لحظةً ساحرة بمرافقة السوبرانو ماري جوزيه مطر، في أداء لقطعة "قبور".
فريدريك زيتون وأوديفا أثّرا القلوب بدقتهما.
فوني ديارا، مغنية أوبرا أدت النشيد الوطني الفرنسي وترنيمة مسيحية "آفي ماريا".
وفي ختام هذا الحدث، قام الفنان الكوميدي "م. هـ." من جمال كوميدي كلوب بتنشيط فقرة كوميدية لاقت استحسان الحضور حيث أبرز من خلال عرضه أن السلام يرتبط أيضًا بالابتسامة.
نظام متكامل لدعم السلام
شاركت عشرون جمعية في هذا الحدث، من بينها "مبادرات وتغيير"، إحدى أبرز الجهات الفاعلة في الحوار بين الثقافات، بالإضافة إلى الجمعية بين الأديان "سييو"، ودائرة أوجين دولاكروا التي تضم 200 مسؤول فرنسي-مغربي، وغيرها من الجمعيات الإنسانية، مثل "هامب" التي تساعد الروهينغا في ميانمار.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عرف حضور السيدة سميرة سيطايل، سفيرة المملكة المغربية في فرنسا، وأعضاء من دائرة أوجين دولاكروا، إلى جانب العديد من قادة الجمعيات.
كما حضر أيضًا مؤثرون، وصحفيون، وممثلون سياسيون، ومدرسون، ومتطوعون، ومواطنون: كان هذا الحدث مرآةً للمجتمع الفرنسي الذي اجتمع للاستماع والشعور ونقل الرسالة.
شارك المقال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الجريدة 24
صوتٌ من أجل السلام: بين الاختلاف والخلاف يتجلى معنى السلام
شهدت باريس حدثًا استثنائيًا ومؤثرًا، تمثل في تنظيم النسخة الأولى من ملتقى "صوت من أجل السلام". هذا الحدث نُظّم في قلب الدائرة الثامنة عشرة، في قاعة 360 باريس ميوزيك فاكتوري (360 Paris Music Factory)، حيث اجتمع قرابة 200 شخص من خلفيات ومعتقدات مختلفة ومتنوعة، مسيحيون، مسلمون، يهود،فنانون، مفكرون، ناشطون، دبلوماسيون، ومنتخبون. شبابا ومسنين. اجتمعوا من أجل هدف واحد: "إعلاء صوت السلام". قاعة مليئة بالإيمان والفنّ والعاطفة منذ حوالي الساعة السابعة مساءً، جلس الجمهور متحمسًا ومفعمًا بالانفعالات في أجواء فريدة من نوعها. وعلى مدار أربع ساعات، حيث توالت المداخلات المؤثرة بين الخطب، والوصلات الموسيقية، والعروض الفنية، والشهادات الملهِمة. وكان من أبرز المشاركين في هذا الحدث الفريد: الشيخ محمد فوزي الكركري، الشخصية الروحية التي لامست القلوب بعمق رسالته. ألان كريف، نائب رئيس مجلس الجالية اليهودية (لجنة الحوار والثقافة)، الذي استُقبل بتصفيق حار لكلماته المفعمة بالأخوة. جيرار تيستار، رئيس منظمة إفيسيا، الذي قدم تأملًا قويًا عن الصداقة الإسلامية-المسيحية من خلال شخصية مريم العذراء، المشتركة بين التقاليد. الناشطة لطيفة ابن زياتن، والدة عماد الذي قُتل برصاص محمد مراح، جسّدت بحضورها قوة التسامح وكرامة النضال من أجل السلام. رشيدة كاعوت، من المفوضية العليا للجاليات الأفريقية في فرنسا، ألقت خطابًا نابضًا عن السلام كقضية محورية للجاليات. برنامج فني مميز وعلاوة على الكلمات التي ألقاها هؤلاء المشاركون، عرف لقاء "صوت من أجل السلام" لحظات فنية راقية كان الفنّ فيها قلب هذه الأمسية النابض. ومن بين الفنانين الحاضرين كان هناك: عباس، من المركز الثقافي بويا، الذي أدهش الحضور بعزفه الساحر على آلة الدف. فريد الهيامي، سيد آلة السيتار، قدّم أداءً استثنائيًا بجماله. الملحن لوران كوسون قدّم لحظةً ساحرة بمرافقة السوبرانو ماري جوزيه مطر، في أداء لقطعة "قبور". فريدريك زيتون وأوديفا أثّرا القلوب بدقتهما. فوني ديارا، مغنية أوبرا أدت النشيد الوطني الفرنسي وترنيمة مسيحية "آفي ماريا". وفي ختام هذا الحدث، قام الفنان الكوميدي "م. هـ." من جمال كوميدي كلوب بتنشيط فقرة كوميدية لاقت استحسان الحضور حيث أبرز من خلال عرضه أن السلام يرتبط أيضًا بالابتسامة. نظام متكامل لدعم السلام شاركت عشرون جمعية في هذا الحدث، من بينها "مبادرات وتغيير"، إحدى أبرز الجهات الفاعلة في الحوار بين الثقافات، بالإضافة إلى الجمعية بين الأديان "سييو"، ودائرة أوجين دولاكروا التي تضم 200 مسؤول فرنسي-مغربي، وغيرها من الجمعيات الإنسانية، مثل "هامب" التي تساعد الروهينغا في ميانمار. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عرف حضور السيدة سميرة سيطايل، سفيرة المملكة المغربية في فرنسا، وأعضاء من دائرة أوجين دولاكروا، إلى جانب العديد من قادة الجمعيات. كما حضر أيضًا مؤثرون، وصحفيون، وممثلون سياسيون، ومدرسون، ومتطوعون، ومواطنون: كان هذا الحدث مرآةً للمجتمع الفرنسي الذي اجتمع للاستماع والشعور ونقل الرسالة. شارك المقال


LE12
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- LE12
مغرب الزوايا.. الزاوية الكركرية. تحقيق مقام الإحسان (الحلقة 19)
لعلّ الطريقة الكركرية، التي يتزعّمها محمد فوزي الكركري، هي ' تقديم -عبد الرزاق المراكشي le12 'المغرب بلد الأولياء الصّالحين'.. مقولة تعكس المكانة الخاصّة التي يحظى بها التصوّف في .. لو كنت مواطنا مغربيا، لربّما ساقتك الأقدار لأن تُجاوِر أحدَ هذه المباني الصّغيرة المسمّاة 'الزّاوية'. فيها تقام الصّلوات الخمس في أوقاتها، باستثناء صلاة الجمعة. كما يُتلى في هذه 'الرّباطات' القرآن وتقام العديد من العبادات التعبّدية الأخرى . بمناسبة شهر رمضان المبارك، تقترح عليكم ' رحلة تاريخية في رحاب أشهر الزّوايا والطرق الصّوفية في المغرب . من صور يظهر فيها وهو نائم في يخت في عرض البحر، إلى صور تُظهره وهو مُستلق وسط البحر على متن قارب، إلى أخرى يظهر فيها مستمتعا بالثلوج في كندا مداعب أزرار 'بيانو'، يُعلن 'الشيخ' محمد فوزي الكركري نفسه زعيما لطريقة ليست مثل كل الطرق والزوايا التي يضمّ منها المغرب العشرات، تقوم 'فلسفتها' على القناعة والزهد والتقشف، بخلاف هذه الطريقة الملوّنة، التي لا يتحرّج 'زعيمها' في نشر صوره وهو 'يتفطّح' في المنتجعات والفنادق والفنادق المصنّفة حول العالم . لعلّ الطريقة الكركرية، التي يتزعّمها محمد فوزي الكركري، هي 'الطريقة' الأكثر إثارة للاستغراب في مغرب يعجّ بالطرق والزوايا والأضرحة.. والزاوية الكركرية حديثة المنشأ في المغرب ويوجد مقرها في مدينة العروي (إقليم الناظور) ويعرف أتباعها بـ'الفقراء' ويتميزون بأرديتهم المرقّعة بألوان الطيف، والتي يقومون بخياطتها بأيديهم . وقد وصف 'الشيخ' محمد فوزي الكركري هذه الطريقة 'الغريبة' يصفها قائلا 'طريقتنا طريقة المشاهدة، من لم يشاهد لست بشيخه وليس بمريد، كما أنها تجمع جميع مدارس التصوّف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه وتصوف العابد وتصوّف المنطقي والحكيم والطبيعي '. ترتكز هذه الطريقة على 'رؤية النور الرّباني ومشاهدة الأنبياء ودخول السماء السابعة'، وبالتالي فهي من الطرق التربوية التي تهدف إلى إيصال العباد الى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكّنوا من الجمع بين العبادة والشهود، أي أن تعبد الله كأنك تراه . وما يُميّز هذه الطريقة 'الملونة' أنها لم تحصل على الترخيص إلا أواخر 2010، والتي تم الترخيص لها لتأسيس فروع أخرى داخل أرض الوطن وخارجه، أن الكثير من اتباعها جاؤوا من مختلف أقطار العالم لمعرفة المزيد من شيخها محمد فوزي الكركري وأتباعه. ويقول مسؤولوها إنها من الطرق الرّائدة في مجال المساعدات الانسانية، سواء في مجال بناء المساجد أو حفر الأبار أو بناء مدارس تعليمية وترميمها. كما تبادر إلى نشر الوعي الديني في إفريقيا، حيث لها عدد مهم من المريدين خاصة في تونس والجزائر . وتطال انتقادات كثيرة 'شيخ' هذه الطريقة 'الطريفة' تذهب إلى حد اتهامه بأنه يمارس السحر والشعوذة لجذب المريدين ويعيش حياة باذخة وقد بدأت الطريقة في الانتشار قبل سنوات عديدة، غير أن 'شهرتها' والجدل الذي أثارته بدآ عندما انتشرت صور لرجل بلحية طويلة يتخللها الشيب ويرتدي ملابس كثيرة الألوان، بينما يتحلق حوله عدد كبير من الأشخاص مرتدين أيضا ملابس زاهية كثيرة الألوان . ووُلد 'الشيخ' الكركري، وفق الصفحة الرسمية للطريقة على الإنترنت، في قبيلة 'تمسمان' في 1974، وخرج سائحا في أرض المغرب وزار مدنا عديدة، ودامت غربته عشر سنوات، عاد بعدها إلى مسقط رأسه. وخلف عمّه في مشيخة الطريقة في 2007 وارتبط اشتهارها به، حتى بات لها وجود في عدد من البلدان، كتونس والجزائر ومصر، وممثلون لها في كندا والولايات المتحدة الأمريكية . وكان شريط لمؤذّن جزائري بُثّ في 2017 يحكي عن تجربته ضمن 'الطريقة الكركرية' قد أثار جدلا واسعا في الجزائر، دفع عددا من رجال الدين في البلاد يهاجمون هذه الطريقة، واصفين إياها بأنها طائفة لا تمتّ بصلة للمذهب المالكي بصلة وتريد أن تفتن الناس . وافتتح أتباع هذه الطريقة المغربية فرعا لهم في مصر، وتحديدا في محافظة الإسماعيلية. وفي تونس تُعرّف الطريقة نفسها بأنها 'طريقة صوفية متصلة السند برسول الله، مالكية المذهب، أشعرية العقيدة، جنيدية المسلك'. ولا يُخفي فرع الطريقة في تونس على صفحته الرسمية فخره بأعداد من 'أخذو البيعة من الشيخ '. وإضافة إلى اتهام 'الطريقة' بالابتعاد عن الدين، تطال الانتقادات شيخها الكركري، مُتّهمة إياه بأنه أنه يمارس السحر والشعوذة لجذب المريدين ويعيش حياة باذخة. وتُبثّ صور للشيخ تُظهر حياة البذخ التي يعيش في كنفها، فمن صوره وهو نائم في يخت في عرض البحر إلى صوره مُستلقيا وسط البحر على متن قارب، إلى صوره يستمتع بالثلوج في كندا ويداعب مفاتيح البيانو . ولا يخفي كثيرون استغرابهم كيف يعيش 'الشيخ' هذه الحياة بينما اعتاد أتباع الطريقة الكركرية ارتداءَ ملابس ملونة ومرقعة، في ما يُحيل من آداب الزهد والتقشف. وفي الوقت الذي تطال الشيخَ وطريقته الانتقادات، يقول أتباعه إنها تقوّيهم أمام معارضيهم .


أريفينو.نت
١١-٠٢-٢٠٢٥
- أريفينو.نت
الكركرية.. طريقة صوفية ناظورية تثير الجدل بالمغرب بسبب بذخ 'الشيخ' وتقشف 'الأتباع'!
حنان سلامة عادت الطريقة الكركرية لإثارة الجدل في المغرب، بعدما انتشرت مقاطع فيديو وصور تُظهر شيخها محمد فوزي الكركري، في مظاهر من البذخ والاحتفالات الفاخرة، ما فتح الباب أمام انتقادات واسعة حول التناقض بين هذه المشاهد وتعاليم الزهد والتقشف التي يدّعيها أتباع هذا التيار الصوفي. الطريقة الكركرية، التي تتخذ من مدينة العروي بالناظور مقراً لها، باتت معروفة بلباسها المميز ذي الألوان الزاهية، ولكنها اليوم أصبحت محل تساؤلات حول مصادر تمويلها، خاصة مع ظهور شيخها وأتباعه في سيارات فاخرة ومواكب احتفالية باهظة التكاليف. وتداول ناشطون مقاطع فيديو تُظهر شيخ الطريقة يمارس أنشطة ويعيش حياة الأغنياء في سفرياته حول العالم، وصفها البعض بأنها 'استعراض للثراء'، في وقت يعاني فيه العديد من المغاربة من ظروف معيشية صعبة. وسرعان ما تحولت هذه المشاهد إلى مادة دسمة للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر منتقدوها أن هذا السلوك يتناقض مع مبادئ التصوف الحقيقي الذي يقوم على الزهد والتواضع. إقرأ ايضاً في المقابل، يرى أتباع الكركرية أن هذه الانتقادات ما هي إلا حملة تستهدف شيخ طريقتهم، مشيرين إلى أن الاحتفالات والمواكب ما هي إلا تعبير عن الفرح الروحي والانتماء لهذا النهج الصوفي، دون أن يكون للأمر علاقة بالبذخ أو الترف. ويطرح هذا الجدل تساؤلات حول طبيعة هذه الطريقة الصوفية، وأهدافها الحقيقية، خصوصاً مع تصاعد الانتقادات حول مدى التزامها بمبادئ التصوف التقليدي في المغرب.