
29 فلسطينياً قُتلوا خلال اعتداءات مستوطنين في الضفة الغربية منذ قرابة عامين، آخرهم الناشط عودة الهذالين
عودة الهذالين، واحد من تسعة وعشرين فلسطينياً قُتلوا خلال اعتداءات مستوطنين في الضفة الغربية، منذ أحداث السابع من أكتوبر/ل 2023، وفق ما صرّح به عبد الله أبو رحمة مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية لبي بي سي.
وكان الهذالين من أبرز النشطاء المناهضين للتوسع الاستيطاني في منطقة جنوب الخليل، كما عمل مدرساً للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية ببلدة يطا، وهو أب لثلاثة أطفال.
وقالت وزارة الصحة، إن عودة البالغ من العمر31 عاماً، توفي صباح يوم الثلاثاء الماضي، متأثراً بطلق ناري أصابه في صدره مساء الاثنين، في قرية أم الخير شرق يطا.
بدوره، أوضح علاء الهذالين، ابن عم الضحية، أن جثمانه لا يزال محتجزاً لدى السلطات الإسرائيلية، ومن المقرر نقله للتشريح في معهد الطب العدلي "أبو كبير" في تل أبيب.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق، أنها تحقق في "حادث وقع قرب الكرمل"، وهي مستوطنة مجاورة لأم الخير.
وجاء في بيان للشرطة: "تم احتجاز مواطن إسرائيلي في مكان الحادث، ثم اعتقلته الشرطة للاستجواب".
وأضاف البيان: "اعتقل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي أربعة فلسطينيين على خلفية الحادث، بالإضافة إلى سائحين أجنبيين كانا في مكان الحادث".
وتابعت الشرطة: "بعد الحادث، تأكدت وفاة فلسطيني، ويجري التحقق من تورطه الدقيق في الحادث".
ويقول نشطاء إن المستوطن الذي أطلق النار يُدعى "ينون ليفي"، وهو مدرج بالفعل على قائمة العقوبات الأوروبية والبريطانية، وفقاً لموقع تتبع عقوبات الاتحاد الأوروبي.
مقتل 6 فلسطينيين في الضفة الغربية على يد مستوطنين خلال 2025
وأفاد نشطاء من منطقة مسافر يطا، بأن الناشط عودة هذالين قُتل جرّاء اقتحام مجموعة من مستوطني "كرمائيل" والبؤرة الاستيطانية "شمعون" محيط منازل المواطنين، وتنفيذهم أعمال حفر استفزازية، استكمالاً لمحاولات سابقة لتوسيع السيطرة على أراضي القرية.
وخلال محاولة الشبان منع المستوطنين من الاقتراب، قام أحدهم بدهس الشاب أحمد الهذالين بمقدمة حفّار، ما أدى لإصابته برضوض وكدمات وُصفت بالمتوسطة، نُقل إثرها إلى مستشفى يطا الحكومي.
لاحقاً، أطلق أحد المستوطنين النار على عودة هذالين، وأصابه في صدره، فيما منعت القوات الإسرائيلية طواقم الإسعاف من الوصول إليه، قبل أن يُنقل إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، حيث أُعلن عن وفاته.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن شاهد عيان أنه قدّم إسعافات أولية للهذالين الذي كان فاقداً للوعي، وأنه حاول إنعاشه عدة مرّات قبل أن يصل إسعاف إسرائيلي، لكن الإصابة كانت قاتلة.
واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية ، أن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية هي "أعمال إرهابية" بعد عملية "قتل" ناشط نسبت إلى مستوطنين.
وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلاً عن كل أعمال العنف المتعمدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية"، مضيفاً أن "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية".
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفّذ المستوطنون أكثر من 2.153 اعتداء خلال النصف الأول من العام الجاري، تسببت بمقتل 6 فلسطينيين على الأقل.
ويعيش في الضفة الغربية حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني إلى جانب ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي يقيمون في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وفي حادثة أخرى، أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أن الشاب محمد الجمل (27 عاماً) قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدخل مدينة الخليل الشمالي، حيث احتجز جثمانه.
وفي بيان للجيش الإسرائيلي، قال إن الشاب ألقى حجراً باتجاه الجنود خلال "نشاط عملياتي" في المدينة، وأن الجنود "أطلقوا النار عليه لإزالة التهديد. تم تحييده، دون وقوع إصابات في صفوف قواتنا"، وفق تعبير البيان.
وفي سياق منفصل، نفّذت القوات الإسرائيلية فجر يوم الثلاثاء حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وبحسب مصادر محلية، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال ثلاثة من السجناء المحررين في صفقة التبادل الأخيرة بين حماس وإسرائيل، وهم: سعيد ذياب وسامح الشوبكي وسائد الفائد، بعد اقتحام منازلهم في مدينة قلقيلية.
إلى ذلك، أدانت السعودية مطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية وغور الأردن، وما تُمثله من تقويض لجهود السلام، مشددة على رفضها التام لانتهاكات السلطات الإسرائيلية للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأكد مجلس الوزراء السعودي يوم الثلاثاء الماضي، تطلع المملكة إلى أن يسهم "المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية"؛ في كل ما من شأنه تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإرساء مسار توافقي لتنفيذ حل الدولتين، وتعزيز أمن دول المنطقة واستقرارها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 13 ساعات
- الأنباء
6.5 ملايين دينار إجمالي تبرعات الحملة الإغاثية العاجلة لدعم غزة
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن إجمالي التبرعات المالية في حملتها الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي اختتمت مساء أمس الأول الثلاثاء بلغ 6.546.078 دينارا (نحو 21.4 مليون دولار أميركي). وقال المتحدث باسم الوزارة يوسف سيف لـ «كونا» عقب ختام الحملة التي أقامتها «الشؤون» لثلاثة أيام بالتعاون مع وزارة الخارجية ومشاركة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعيات خيرية ومبرات كويتية إن الحملة شهدت مساهمات كبيرة من جهات عدة أبرزها الأمانة العامة للأوقاف التي ساهمت بنصف مليون دينار (نحو 1.6 مليون دولار) وجمعية «إنسان» الخيرية بـ 1.5 مليون دينار (نحو 4.9 ملايين دولار). وعن حصيلة التبرعات عبر الرابط الإلكتروني الذي أتاحته وزارة الشؤون في حملتها «الكويت بجانبكم - فزعة لغزة»، أفاد بأنها بلغت 2.515.795 دينارا (نحو 8.2 ملايين دولار) بعدد متبرعين 63501. وذكر أن صندوق إعانة المرضى قدم تبرعا بـ 476.01 ألف دينار (أكثر من 1.5 مليون دولار) وجمعية العون المباشر 1.318 مليون دينار (نحو 4.3 ملايين دولار) وجمعية إحياء التراث الإسلامي 235.44 ألف دينار (نحو 776.8 ألف دولار). وبين أن هذه الحملة الإغاثية العاجلة لدعم أهلنا في غزة جاءت استجابة للدور الإنساني لدولة الكويت في إطار دعمها المستمر للقضايا الإنسانية ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في القطاع وهدفت إلى توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية للمتضررين هناك. وأشار إلى استقبال الحملة أيضا التبرعات الغذائية العينية وفق الضوابط المعتمدة على أن يتم شراء المواد الغذائية حصرا من (شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية) تطبيقا لقرار مجلس الوزراء رقم 1461 مع قيام الهلال الأحمر الكويتي بتنسيق تسليم المساعدات إلى الجهات الإغاثية المختصة في مصر والأردن وفلسطين.


الأنباء
منذ 18 ساعات
- الأنباء
مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بحادثة انقلاب شاحنات مساعدات أثناء محاولتهم الحصول على غذاء
Reuters قُتل 20 فلسطينيا على الأقل يوم الأربعاء 6 اغسطس الجاري، وأصيب العشرات في حادثة انقلاب شاحنات مساعدات عليهم، أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية في قطاع غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الحادث نجم عن انقلاب شاحنة واحدة "وسط ظروف كارثية وفوضى مفتعلة عمداً" من جانب إسرائيل، لكن جهاز الدفاع المدني التابع لحماس أصدر بياناً، في وقت لاحق، يفيد بأن إجمالي عدد الشاحنات التجارية المنقلبة بلغ أربع شاحنات، وهو ما يُعزى إلى "وعورة الطرق وخطورتها"، حسب البيان. وأفادت جمعية نقل محلية بأن 26 شاحنة كانت تحمل بضائع لتجار غزة، بعد أن وافقت إسرائيل على السماح بدخول البضائع من تجار إسرائيليين إلى القطاع لأول مرة منذ شهور. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في التقارير، وطلبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التعليق من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على دخول المساعدات إلى غزة. يذكر أن الحكومة الإسرائيلية لا تسمح لوسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك بي بي سي، بدخول غزة لتغطية الأحداث بحرية. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان له، أن شاحنة تحمل غذاء انقلبت على منتظري المساعدات بعدما "أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرّضت للقصف ولم يُعد تأهيلها للمرور، ما يكشف عن تعمّد الاحتلال الزج بالمدنيين في مسارات الخطر والقتل ضمن هندسة الفوضى والتجويع" بحسب نص البيان. واتهم المكتب الإعلامي إسرائيل بـ"تعمُّد منع تأمين شاحنات المساعدات ومنع تسهيل وصولها لمستحقيها، وإجبار السائقين على سَلك مسارات مكتظة بالمدنيين الجائعين الذين ينتظرون منذ أسابيع أبسط مقومات الحياة، ما يؤدي إلى مهاجمة تلك الشاحنات وانتزاع محتوياتها". Reuters وطالب المكتب الإعلامي، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، بالتدخل العاجل لوقف "هذه الجريمة، وفرض فتح المعابر بشكل كامل وآمن ومستدام، وضمان تدفّق المساعدات الغذائية والطبية ووقود الحياة دون عراقيل أو اشتراطات سياسية"، مشيراً إلى أن الوضع في قطاع غزة "تجاوز كل الخطوط الحمراء، وما يجري من جريمة ممنهجة هو فشلٌ في الاستجابة، وتورّطٌ مباشر أو غير مباشر في تعميق الجريمة عبر الصمت أو التواطؤ أو التغاضي" بحسب نص البيان. ودعا مسؤولون أمميون إلى تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة "على الفور" بحجّة استغلالها المساعدات "لأجندات عسكرية وجيوسياسية خفيّة". ورأى المسؤولون في بيان مشترك، أن "تورُّط الاستخبارات الإسرائيلية مع متعاقدين أمريكيين وكيانات غير حكومية ضبابية يعكس الحاجة المُلحّة إلى إشراف دولي قويّ وتدابير برعاية الأمم المتحدة" لإيصال المساعدات في غزة. وكان الدفاع المدني في غزة قد أفاد بأن 68 فلسطينياً قتلوا، بنيران إسرائيلية، بينهم 56 كانوا ينتظرون قرب مراكز لتوزيع المساعدات خصوصاً في خان يونس جنوبي القطاع، وفي منطقة زيكيم الواقعة شمالي القطاع التي يدخل عبرها جزء من المساعدات المصرّح بها إسرائيلياً. ما موقف ترامب من "احتلال غزة"؟ رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإفصاح عن موقف واضح حول توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة وإقرار "احتلاله" حسبما رجحت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الثلاثاء 5 اغسطس الجاري. وقال ترامب للصحفيين مساء الثلاثاء، إن تركيز إدارته ينصبّ على زيادة وصول الغذاء إلى غزة، و"فيما يتعلق ببقية الأمر، لا أستطيع الجزم بذلك. الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير". وتأتي تصريحات ترامب بعد ساعات قليلة من انتهاء "نقاش أمني محدود" أجراه نتنياهو مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إضافة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير واستمرّ ثلاث ساعات - وفق رويترز - واستعرض خلاله "خيارات مواصلة الحملة في غزة". وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول في مكتب نتنياهو، أن رئيس الوزراء يميل للسيطرة على كامل قطاع غزة. ويقول موقع إكسيوس، إن قوات الجيش الإسرائيلي تردّدت في مهاجمة تلك المناطق خوفاً من قتل الرهائن عن طريق الخطأ. وحذر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي إيال زامير، ومسؤولون أمنيون كبار آخرون، نتنياهو من مثل هذه العملية. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، أبلغ زامير نتنياهو أن مثل هذه الخطوة ستعرّض الرهائن للخطر، الأمر الذي دفع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للتعليق على منصة "إكس" بأن رئيس الأركان زامير يجب أن يلتزم بتوجيهات الحكومة حتى لو اتخذت قرار السيطرة على غزة بالكامل. وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو يعمل على "تحرير الرهائن من خلال هزيمة حماس عسكرياً" لاعتقاده أن "حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق" وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعاً يوم الخميس، لطرح خطة "احتلال غزة بالكامل". إذ جاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي "مستعد لتنفيذ أي قرار سيتخذه مجلس الوزراء السياسي الأمني". "خلاف بين نتنياهو وزامير" شهد الاجتماع الأمني رفيع المستوى، الذي عُقد الليلة الماضية لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، توتراً ملحوظاً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير، على إثر الخلافات بشأن الخطة العسكرية في غزة واستراتيجية ما بعد الحرب. وخلال الجلسة، حذّر زامير من أن التحركات الجارية في غزة قد تقود إلى "مصيدة عسكرية"، وفق تعبيره، مشدداً على ضرورة التخطيط الدقيق. وتطرق زامير خلال الاجتماع إلى ما وصفه بحملة إعلامية منظمة ضده، خاصة من حسابات مرتبطة بمقربين من يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، معبراً عن استغرابه من استمرار هذه الهجمات خلال فترة الحرب، وانتقاده لتسريب معلومات تستهدفه شخصياً. ونشب خلاف بين نتنياهو وزامير بسبب منشور على منصة إكس نشره يائير نجل نتنياهو، الذي لا يشغل أي منصب حكومي، وجّه فيه انتقادات لاذعة لـ زامير، واتهمه بالضلوع في "تمرد ومحاولة انقلاب عسكري، تليق بجمهوريات الموز في أمريكا الوسطى خلال السبعينيات"، على حد تعبيره. ورد نتنياهو على ملاحظات زامير، بانتقاد التلويح بالاستقالة عبر وسائل الإعلام، معتبراً أن هذا النهج يتكرر كلما لم تُقبل خطط رئيس الأركان. كما رفض تحميل نجله يائير مسؤولية أي تصريحات، مشدداً على أنه يتحدث باسمه كشخص بالغ. وطلب نتنياهو من رئيس الأركان تقديم خطة محدثة ومفصلة لاحتلال قطاع غزة، أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، بينما أشار زامير إلى أن الخطة الحالية سبق عرضها وهي المعتمدة حتى الآن، غير أن نتنياهو أصر على ضرورة تعديلها وتحسينها قبل عرضها مجدداً. "تداعيات كارثية" حذّر مسؤول رفيع المستوى بالأمم المتحدة من توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة، معتبراً أن ذلك يهدّد بـ"تداعيات كارثية"، وذلك في ضوء التقارير التي أفادت بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينظر في احتلال كامل للقطاع المدمّر. وقال ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأمريكتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "إن القانون الدولي واضح في هذا الشأن، إنّ غزة جزء ويجب أن تظل جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية". وشدّد ينتشا على أنّ توسيع نطاق الحرب "يهدد بتداعيات كارثية على ملايين الفلسطينيين، وقد يشكل خطراً أكبر على أرواح من تبقى من الرهائن الإسرائيليين في غزة". وأضاف المسؤول الأممي: "ما من حلّ عسكري للنزاع في غزة أو للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الأوسع نطاقاً". وعُقد اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك بطلب من إسرائيل، لمناقشة قضية الرهائن في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وخلال الاجتماع، جدّد ينتشا الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "للإفراج فوراً وبدون شروط عن جميع الرهائن". وأعرب عن أسفه إزاء مواصلة إسرائيل "فرض قيود مشدّدة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، لافتاً إلى أنّ "ما يُسمح بدخوله لا يكفي الاحتياجات على الإطلاق". وقال إنّ "الجوع في كل مكان في غزة، يظهر بادياً على وجوه الأطفال ويأس الآباء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى الاحتياجات الأساسية". ما الذي يعنيه الاحتلال الكامل لغزة؟ ويتطلب الاحتلال العسكري الكامل إرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية، للسيطرة على بقية الإقليم، بما في ذلك القطاع الساحلي والمنطقة الوسطى والعاصمة مدينة غزة. ويشمل الساحل منطقة المواصي، وهي "منطقة آمنة" مدنية خصّصتها إسرائيل، حيث يأوي ما يصل إلى نصف مليون فلسطيني في ظروف مكتظة وقاسية. سيؤدي أي عمل عسكري في مناطق أخرى حتماً إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين. وسيشمل ذلك أيضاً التوغل في معاقل حركة حماس المتبقية، بما في ذلك المناطق التي يُعتقد أن الرهائن محتجزون فيها. وتخشى عائلات الرهائن الإسرائيليين من أن يزيد هذا من احتمالية قتل الرهائن على أيدي خاطفيهم. في أغسطس/آب الماضي، عُثر على ستة رهائن مقتولين، ويُعتقد أنهم أُطلق عليهم النار قبيل وصول جيش الدفاع الإسرائيلي إلى موقعهم. ومن وجهة نظر الأمم المتحدة، كانت غزة بالفعل تحت الاحتلال الإسرائيلي - حتى بدون وجود عسكري على الأرض - قبل الغزو الذي أعقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتقول الأمم المتحدة إن الاحتلال، الذي بدأ عام 1967، لم ينتهِ بسحب إسرائيل جميع قواتها ومستوطنيها من القطاع عام 2005، لأن إسرائيل احتفظت بالسيطرة على المجال الجوي والمياه الساحلية والحدود المشتركة لغزة.


الأنباء
منذ 18 ساعات
- الأنباء
ستون سيدة فلسطينية يضربن عن الطعام للمطالبة بدفن جثمان شاب قُتل برصاص مستوطن في الضفة
تواصل ستّون سيدة من تجمع خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة إضرابهن عن الطعام منذ عدة أيام، للمطالبة بدفن جثمان عودة الهذالين - الذي قُتل برصاص مستوطن إسرائيلي نهاية شهر يوليو الماضي في قريته - بجنازة لائقة ودون شروط. ووفق عائلة الهذالين، عرضت السلطات الإسرائيلية عدة خيارات لدفنه، من بينها نقله إلى مدينة الخليل أو "مسافر يطا" ومنع دفنه في مسقط رأسه، إضافة إلى حظر إقامة بيت عزاء أو جنازة أو أي تجمع. كما طرحت خياراً آخر يتيح دفنه في أم الخير، بشرط ألا يتجاوز عدد المشاركين في التشييع 15 شخصاً، وأن يتم الدفن ليلًا تحت حراسة مشددة ومن دون مراسم عزاء. وبحسب نشطاء في "مسافر يطا"، فقد أفرجت السلطات الإسرائيلية مؤخراً عن المستوطن إينون ليفي المتهم بقتل الهذالين، وقد شوهد في تجمع أم الخير خلال الأيام الماضية. خلفية القصة في خربة أم الخير، إحدى القرى الصغيرة في جنوب الضفة الغربية، يسود صمت قاتل منذ أن سُمع صوت الرصاصة التي وضعت حداً لحياة الشاب الفلسطيني عودة الهذالين، 31 عاماً، أحد أبرز النشطاء ضد الاستيطان. مرّت أربعة أيام على مقتله، لكن جثمانه ما يزال محتجزاً لدى السلطات الإسرائيلية، بينما أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن المشتبه بقتله وهو المستوطن يونن ليفي، بقرار من محكمة الصلح في مدينة القدس، وتم تحويله للحبس المنزلي. "عودة لم يكن شخصاً عادياً في محيطه، بل كان معلماً للغة الإنجليزية، وأباً لثلاثة أطفال، وناشطًا ملتزماً عن منطقة مسافر يطا"، هذا ما يوضحه ابن عمه علاء الهذالين الذي يقول إنه كان شاهداً على واقعة مقتله. في ذلك اليوم، كما يروي علاء، حاول أهالي القرية التصدي سلمياً لجرافة يقودها المستوطن ليفي، كانت تعمل على تجريف أراضيهم. "كنا نعرفه، نعرف عنفه وتاريخه"، يقول علاء بصوت مثقل بالحزن متحدثاً عن المستوطن الإسرائيلي، "لكنه لم يتردد، ترجل من الجرافة وسحب سلاحه. أطلق النار مرتين، واحدة لم تصب أحداً، والثانية أصابت قلب عودة مباشرة". ويضيف علاء في حديث لبي بي سي: "الرصاصة أصابت قلب عودة وهو في ساحة المركز المجتمعي التابع للخربة، كان في الطريق لمساندتنا". وقع عودة أرضاً والدماء تغطي صدره، حاولنا إنقاذه لكن الرصاصة كانت قاتلة، حسب علاء. وأضاف، بعد وقت قصير اقتحمت القوات الإسرائيلية الخربة، احتجزت جثمان عودة، واعتقلت خمسة شبّان، بينهم طبيب حاول إسعافه. وشوهد المستوطن ليفي يقف بجانب الجنود، ويعتقد أنه لم يعتقل فوراً. وفي اليوم التالي، حين حاولت العائلة إقامة بيت عزاء، داهم الجيش الإسرائيلي خربة أم الخير مجدداً، وأجبرهم على إزالة خيمة العزاء، وطرد النشطاء والمعزين والصحفيين. وتقول عائلة الهذالين إن الجيش الإسرائيلي فرض شروطاً "مهينة" لتسليم الجثمان: دفنه خارج قريته، وتحديد عدد المشيعين بـ 15 شخصاً فقط، ومنع إقامة خيمة عزاء قرب المنزل. "وتابع علاء: حتى بعد الموت، يلاحقوننا". حملة اعتقالات في أم الخير EPA وعلى مدى الأيام الماضية، داهمت القوات الإسرائيلية خربة أم الخير عدة مرات، ونفّذت حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 17 فلسطينياً من عائلة هذالين، بينهم شقيقا عودة، أحمد وعزيز، إضافة إلى خمسة نشطاء أجانب وإسرائيليين، أُفرج عنهم لاحقاً، وفقاً لنشطاء في مسافر يطا. وبحسب المصادر ذاتها، أُفرج عن اثنين من المعتقلين الفلسطينيين، فيما عُرض تسعة آخرون على المحكمة، بعد أن اعتُقلوا مساء الثلاثاء الفائت. وأمرت المحكمة بالإفراج عن بعضهم، من بينهم أحمد الهذالين، شقيق عودة، بشروط مقيّدة تقضي بمنع الالتقاء لستين يوماً وعدم الاقتراب من مستوطنة "كرمئيل" التي تقع بالقرب من أم الخير، ودفع غرامة مالية تقدر بـ 150 دولاراً (500 شيكل). في المقابل، لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتجز ستة فلسطينيين، يواجهون تهماً تتعلق بـ"رشق مركبات لمستوطنين بالحجارة"، في اتهامات وصفها النشطاء بأنها محاولة لتجريم الاحتجاج السلمي على مقتل الهذالين، وطمس المطالبة بالعدالة له. فيلم "لا أرض أخرى" كان يؤمن بالكاميرا كما بالكلمة، وشارك في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حصد جائزة الأوسكار العام الماضي، مؤمناً بأن الصورة يمكن أن تنقل للعالم ما يعجز عنه الصوت المحاصر في هذه الأرض، حسبما يقول مخرج الفيلم باسل عدرة لبي بي سي. عودة لم يُقتل فقط برصاص مستوطن. يقول لبي بي سي الصحفي الإسرائيلي وناشط حقوق الإنسان أندريه كراسنوفسكي الذي كان صديقاً مقرباً له: "عوده قُتل نتيجة مشروع كامل، مستمر منذ عقود، لتفريغ هذه الأرض من سكانها". وأضاف: "ليفي لم يأتِ فقط ليقتل، بل جاء ليهدم الأشجار وأنابيب المياه، كانت الرصاصة مجرد فصل أخير في تدمير الخربة". ويونن ليفي المشتبه به بقتل الهذالين مستوطن إسرائيلي يقيم في بؤرة استيطانية غير قانونية تُدعى "ميترِيم"، أسسها بنفسه عام 2021 في جنوب محافظة الخليل. يعيش في هذه البؤرة مع أسرته وقطيع من الماشية، ويُعرف باتخاذه تدابير أمنية مشددة تشمل كاميرات مراقبة وأنظمة حماية ذاتية. في عام 2024، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على ليفي بسبب تورطه في شن اعتداءات عنيفة على فلسطينيين في جنوب الخليل، شملت "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ليفي للتحقيق، لكنها أطلقت سراحه بعد يوم واحد، وفرضت عليه إقامة جبرية. ووجهت له تهماً مخففة، منها "التسبب بالموت نتيجة الإهمال، فيما قال محاميه للمحكمة إنه استخدم الرصاص للدفاع عن نفسه ضد إلقاء الحجارة من الفلسطينيين. ولم يُقدم أي استئناف ضد القرار. وبحسب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، فقد شن المستوطنون أكثر من 2150 اعتداء منذ بداية العام 2025، بينها 448 اعتداء في مسافر يطا وحدها. كما قُتل 30 فلسطينياً في اعتداءات المستوطنين منذ أكتوبر 2023، بينهم ثمانية منذ مطلع العام الحالي. خربة أم الخير، التي يسكنها 210 أفراد موزعين على 32 عائلة، تواجه خطر الهدم الكامل. القرية محاطة بمستوطنة "كرمئيل" التي أُقيمت على أراضيها عام 1980، وقد تعرضت خلال العقدين الأخيرين لعمليات هدم متكررة طالت المنازل والبنية التحتية والمواشي. وفي عام 2022، أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قراراً يسمح بتهجير سكان مسافر يطا تحت ذريعة تحويلها إلى منطقة تدريب عسكري، ما يهدد بإخلاء نحو 1200 فلسطيني من قراهم.