
صيدا أنجزت انتخابات بلدية حضارية... تأكيد على النهوض بالمدينة والمحاسبة
اليوم "تفرق الأحباب" عبارة قالها النائب أسامة سعد رداً على سؤال لـ"النهار"، وهو من دون أدنى شك يعبّر بوضوح عن تعدد اللوائح للانتخابات البلدية والاختيارية وعن كثرة المرشحين. وممّا قال: "في السابق كان التنافس بين لائحة ندعمها وثلاثة أطراف آخرين يدعمون اللائحة المنافسة، أما اليوم فالأحباب تفرقوا ونحن لا نزال كما كنّا ندعم لائحة رأينا فيها مواصفات مهمة للمدينة".
وإضافة إلى ما قاله، لا بدّ لنا من التأكيد أن امتناع "تيار المستقبل" وزعيمته في صيدا النائبة السابقة بهية الحريري عن المشاركة في الترشح للانتخابات، التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري، كان سبباً رئيسياً في تعدّد اللوائح وكثرة المرشحين الذين قاربوا مئة مرشح لمجلس عدد مقاعده 21 وأيضاً للمخترة التي فاقت 50 مرشحاً يتسابقون على 23 مقعداً تمثل الأحياء السكنية الـ13في المدينة.
أثبتت عملية الاقتراع ومواقف القوى الرئيسية أن اللوائح البلدية الأربع الكبرى تمثل صراحة القوى والتيارات السياسية والحزبية على رغم تجنب ممثليها التدخل المباشر فيها، وهي لائحة "نبض صيدا" برئاسة المهندس محمد الدندشلي، المدعومة بشكل خاص من النائب سعد و"التنظيم الشعبي الناصري" والحزبين الشيوعي و"الديموقراطي الشعبي" ورجل الأعمال محمد زيدان فضلاً عن "تجمّع المهندسين" وتجمع "علّ صوتك"، ولائحة "سوا لصيدا" المدعومة ضمناً من "تيار المستقبل" ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي ورئيس البلدية السابق محمد السعودي والمرشح السابق للانتخابات النيابية يوسف النقيب. كذلك أفيد أن الرئيس فؤاد السنيورة اقترع لمصلحتها أيضاً، فيما تبيّن أن لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلاني عمر مرجان، مدعومة من النائب عبد الرحمن البزري الذي اعتبر أن دعمه لها كان "لوجستياً". أما اللائحة الرابعة فهي مدعومة بشكل واضح من "الجماعة الإسلامية" وتضمّ 17 مرشحاً، فيما لم يتبيّن أيّ موقف سياسي داعم لنواة لائحة من 7 مرشحين برئاسة مازن عفيف البزري.
ومن دون أدنى شك، سيظهر بعد فرز الأصوات وجمعها وتبيان أسماء الفائزين من كل لائحة، حجم تمثيل الأطراف السياسية الأربعة.
بهية الحريري
منذ فتح صناديق الاقتراع السابعة صباحاً لغاية إقفالها السابعة مساءً، توافد الناخبون الذين يقارب عددهم 69 ألفاً إلى 13 مركزاً انتخابياً، وسط أجواء هادئة لم يعكّرها سوى إشكال محدود خارج أحد المراكز. وارتفعت نسبة المقترعين تدريجاً إلى أكثر من 24 في المئة لغاية الثالثة بعد الظهر.
النائبة السابقة بهية الحريري أدلت بصوتها في مركز اقتراع الوسطاني في متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية، وأجابت رداً على سؤال: "قلنا منذ البداية إننا لم نرشح أحداً وهذا القرار كان واضحاً، ومنذ اليوم الأول قلنا نحن مواطنون ناخبون وملتزمون الذي نراه مناسباً للمدينة" .
وهل هناك عودة لـ"تيار المستقبل" في الانتخابات النيابية المقبلة؟ أجابت: "الرئيس سعد الحريري قال إننا راجعون بالنسبة الى الانتخابات وهذا ليس سراً".
وشددت، رداً على سؤال آخر، على "أننا كلنا أولاد بلد وليست لدينا عداوات، لدينا تباين في الرأي وهذا أمر طبيعي. نحن نتمنى لهذه المدينة أن تنهض بتراكم إيجابي بمساعدة كل أبنائها وتعاونهم. ولا اعتقد أن هناك مرشحاً للبلدية لا يريد خدمة المدينة".
وعن تقييمها للعملية الانتخابية،: "أرى أن هناك حيوية كبيرة جداً فيها، ونحن نقدّر زيارة فخامة رئيس الجمهورية لصيدا والجنوب وهذا أمر مهم جداً ودليل على دعمه وعلى أهمية العملية الديموقراطية".
وعمّا يحكى أن هناك قوى خارجية تدعم لائحة، قالت: "ليست المرة الأولى. دعونا نعتبر أن الانتخاب محلي ومجلس محلي، وأكيد إن كان هناك تشابك من اللوائح كلها، فالاحتمال "ما يقدروا يشتغلوا مع بعض". أنا أقول دائماً لمن يسألني: إذا أنتم اخترتم اللائحة تستطيعون أن تحاسبوها، أما إذا شكّلت من كل اللوائح فلن تستطيعوا أن تحاسبوا أحداً ".
سعد
وبعد الإدلاء بصوته في مركز مهنية صيدا، قال النائب سعد: "من حق شعبنا اليوم أن يأخذ فرصه بالتنمية الحقيقية النابعة من إرادة الشعب وعوائدها تعود إليه، وأيضاً أن تكون الخدمات عامة لا خاصة قائمة على المحسوبيات، بالإضافة الى تنظيم المدينة وإدارتها وهذه أمور أساسية".
وأضاف: "نحن نؤيد لائحة "نبض البلد" برئاسة المهندس محمد دندشلي التي تتمتع بمميزات عديدة منها التنوّع العمري من السبعين الى سن الشباب الى أعمار متوسطة، وكذلك تتمتع بتنوّع الخبرات وخبرات متراكمة على مدى سنوات من النضال السياسي والاجتماعي والتنموي، وخاصة أننا نتكلم عن مدينة هي عاصمة الجنوب ولها أدوار باتجاه محيطها الجنوبي والشرقي والشمالي، وهذه المدينة تعاني من أزمات وهي تحتاج إلى مجلس بلدي ينقلها من هذا الواقع الى واقع جديد".
ورأى "أن على الناخبين مراقبة المجلس البلدي الجديد وتوجيهه، والمطلوب أيضاً من البلدية أن تكون منفتحة، وأبوابها مفتوحة للجميع ولكل الطاقات وهي كثيرة ووفيرة في البلد وخاصة جيل الشباب، الذين لهم حماستهم للترشح نتيجة ما عانوه من إحباطات سابقاً.
فاليوم نريد الانتقال من واقع مأزوم إلى واقع جديد، ونتمنى على أهلنا في صيدا، تحكيم ضميرهم، والذهاب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب بلدية تعبّر عنهم وعن إرادتهم وتطلعاتهم".
وسئل عن تنافس خمس لوائح، فأجاب: "هذا عرس ديموقراطي، ودليل صحّي وديموقراطي، في السابق كان التنافس بين لائحة ندعمها، وثلاثة أطراف أخرى تدعم اللائحة الأخرى، أما اليوم فقد "تفرق الأحباب" ونحن ما زلنا كما كنّا ندعم لائحة رأينا فيها مواصفات مهمة للمدينة".
وعن احتمال وصول فريق غير متجانس، اعتبر "أن على من يصل أن يكون محكوماً بالعمل مع الآخر كفريق، والذي لا يستطيع العمل كفريق فليستقِل".
البزري
وبعد إدلاء النائب البزري بصوته في مدرسة مرجان، قال: "اليوم تحمل اللوائح الانتخابية عناوين تعكس رغبة حقيقية في تجديد شباب المدينة، ورفض تكرار الممارسات التي أدّت إلى انهيار خدمات صيدا، حيث شهدت الشوارع مآسي تجسّدت في تراكم النفايات ودمار الصرف الصحي. لقد أضحت جبال النفايات شاهداً على الإهمال الذي عانت منه".
أضاف: "بالنسبة الى من يمثل صيدا اليوم، فإنها ترغب في التغيير، ونحن معها، إذ يتجلى العنصر الشبابي بشكل بارز، ما يعكس استقلالية كبيرة، إذ لم يكن دافع المرشحين أي قوة سياسية أخرى. هناك لوائح مدعومة من قوى سياسية، لكن بعضها يحمل طاقة غريبة تعكس ما حدث أخيراً. ومن بين هؤلاء، نجد أشخاصاً نحترمهم مثل مرشحي "سوا لصيدا".
ولدينا لوائح مدعومة من تيار سياسي يتمتع بقاعدة شعبية، وهو التنظيم الشعبي الناصري الذي لديه تحالفات مع رجال أعمال وبعض القوى التي تُعرف بالأهلية. هذه القوة الأهلية موجودة ضمن ثلاث لوائح رئيسية، بالإضافة إلى لائحة تضم 16 أو 17 مرشحاً مدعومين بالكامل من الجماعة الإسلامية، التي لها أيضاً مكانتها في المدينة.
لقد سعينا منذ البداية إلى فصل المنازعات السياسية عن هذه اللوائح، وقد وُفّقنا إلى حدّ كبير في إبعادها، بحيث إن معظم الناخبين اليوم سيختارون أشخاصاً من قوائم متعددة. ومع ذلك، يبدو أن هناك ميلاً واضحاً لدعم لائحة صيدا، وقد بدأنا نراها تتشكل، بحيث نُقدّم دعماً لوجستياً أكثر منه سياسياً في تدريب هؤلاء الشباب على كيفية إجراء الانتخابات".
ولفت إلى "نسبة ملحوظة من المرشحات للعمل البلدي والمجتمع الصيداوي"، معتبراً "أن وجود المرأة في هذا السياق لا يُعدّ مجرد حضور، بل يمثل جوهر الفعالية المجتمعية، فهي العنصر الفاعل والأكثر تأثيراً. الجمعيات التي تتمتع بوجود قوي في صيدا تُدار على نحو رئيسي من النساء، وهذا يعكس كيف أن دور المرأة في المجتمع الصيداوي يتجلى بشكل أكثر وضوحاً في مجالات العمل الأهلي والبلدي. إننا نشهد بداية لفرص أكبر للنساء والشباب في ممارسة أدوارهم".
وعن عدم توحّد القوائم الانتخابية كما هي الحال بينه وبين سعد، قال: "ناقشنا هذا الأمر معاً. فعلى رغم اختلاف وجهات نظرنا، اجتمعنا على مائدة غداء أمس، ما جعلنا ندرك أن الحوار والتفاهم قد يفضيان إلى صيغ من المحاصصة. وقد شعرنا بوجود رغبة صيداوية قويّة في تنسيق جهودنا، لذا قررنا الاستجابة لحاجات المجتمع الصيداوي. كما رأيتم، إذا توصّلنا إلى تفاهم على قوائم أقل وعدد مرشحين محدود، فسيمكننا أن نفتح المجال للشباب الطموح ليبرزوا في العمل العام".
أما بشأن الحملة ضده، فأضاف: "وجدت في أحد المواقع الإلكترونية من يتهمني بأنني وراء فتنة أهلية بسبب دعمي لإحدى اللوائح وعدم رغبتي في انضمام اللوائح الأخرى. هذا الاتهام يشكل تهديداً للأمن الأهلي، وقد تجاوزوا الخطوط الحمراء في هذا السياق، والمدّعي العام والقاضي رمضان على دراية بهذه القضية. كما توجد دعوى قضائية في إحدى المدن اللبنانية في الشمال، وأحد الأشخاص المرتبطين بقوة سياسية في مدينة صيدا له صلة بالموضوع، سواء كان ذلك عن حسن نيّة أو في محاولة لاستغلال الأصوات والدعايات الكاذبة، ما يشكل خطراً على السلم الأهلي".
أحمد الحريري
كذلك أدلى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري بصوته في مركز اقتراع ثانوية ثريا فارس أبو علفا الرسمية – حي الوسطاني، وأجاب رداً على سؤال قبل توجهه الى قلم الاقتراع، إن كان يدلي بصوته كناخب أم كداعم للائحة "سوا لصيدا": "كناخب طبعاً... جدتي من آل حجازي".
وعن تعليقه على كلام والدته أن "تيار المستقبل" سيشارك في الانتخابات النيابية، قال: "بداية ما قالته الوالدة هو تصريح مهم اليوم، يعطي أملاً للمستقبل للأمام، لجمهورنا ولناسنا ولأهلنا. وهذا الموضوع يتابع لاحقاً بخطوات معينة. أكيد نحن موجودون على الساحة وبرهنا عن هذا الموضوع في مناسبات عدة. هذا البيت اشتغل 40 سنة للناس وقدّم دماً في هذا البلد، ودماً غالياً جداً هو دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولن نترك هذا الإرث يذهب هباءً منثوراً. وطبعاً موقف كل مناصري تيار المستقبل وكل الذين يحبون التيار وكل المنظمين فيه هو ألا يغيبوا عن هذه الاستحقاقات، لكن هذا قرار يُتخذ بالسياسة".
وشدد على "أن المعركة اليوم في صيدا هي معركة ديموقراطية، وآخر النهار ما سيعبّر عنه الناس في صناديق الاقتراع سيُقرأ في ميزان انتخابات نيابية قادمة".
وهل يدعم "تيار المستقبل" لائحة "سوا لصيدا"؟ أجاب: "أنا أصوّت لروح الحاجة هند علي حجازي (جدتي)".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
انتخابات لبنان البلدية: إغلاق صناديق الاقتراع في الجنوب والنبطية.. إليكم النسب
أغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، لتختتم بذلك العملية الانتخابية في لبنان. وبلغت نسبة الاقتراع، بحسب الأقضية، نحو: 43.01% في جزين، 46% في صيدا، و45.82% في النبطية، 40.55% في صور، 37.85% في حاصبيا، 32.19% في مرجعيون و29.15% في بنت جبيل. أكد وزير الداخلية أحمد الحجار في تصريح لـ #الميادين أن "الانتخابات تجري بشكل ممتاز"، معرباً عن أمله بأن "تفرز مجالس بلدية تُشكّل خطوة على طريق إعمار الجنوب".وشدّد الحجار على أن "الدولة متمسكة بسيادتها على كل شبر من ترابها، وتسعى بكل ما تملك من قوة لتحرير أرضها".… هذه الجولة وسط مواصلة الاحتلال الإسرائيلي قصفه على لبنان، وخصوصاً ضد القرى والبلدات الجنوبية، التي توجّه الناخبون إليها من أجل الإدلاء بأصواتهم. اليوم 09:23 23 أيار "العدو الإسرائيلي لا يزال يهدّد أمننا، وعندما يكون أمن الجنوب مهدّداً، فهذا يعني أن أمن كل لبنان مهدّد".الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري بعد الإدلاء بصوته في #صيدا #الميادين_لبنان #بلديات_العهد_الجديد المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية انطلقت صباح السبت، بعد إجرائها في محافظات بيروت، البقاع، بعلبك - الهرمل، الشمال، عكار وجبل لبنان، خلال الأسابيع الماضية. يُذكر أنّ الانتخابات افتُتحت في الـ4 من أيار/مايو، في محافظة جبل لبنان، التي بلغت نسبة الاقتراع فيها 44.59%. وفي المرحلة الثانية، في محافظتي الشمال وعكار، في الـ11 من هذا الشهر، بلغت نسبة الاقتراع 34.41% في الشمال، و45.16% في عكار. أما في الثالثة، التي شملت محافظات بيروت، البقاع وبعلبك - الهرمل، في الـ18 من الشهر نفسه، فبلغت نسبة الاقتراع 20% في العاصمة، 44.90% في بعلبك - الهرمل و42.84% في البقاع.


النشرة
منذ 3 ساعات
- النشرة
أحمد الحريري: عندما يكون الجنوب مهدداً فذلك يعني أن أمن لبنان كله في خطر
أدلى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري بصوته في مركز اقتراع ثانوية ثريا فارس أبو علفا الرسمية – حي الوسطاني في صيدا، مؤكداً أنه اقترع "كناخب طبعاً، فجدتي من آل حجازي"، في إشارة إلى دعمه للائحة "سوا لصيدا". وفي تعليق على تصريح والدته النائبة السابقة بهية الحريري حول مشاركة "تيار المستقبل" في الانتخابات النيابية المقبلة، لفت الحريري: الى ان "ما قالته الوالدة تصريح مهم، يعطي أملاً للمستقبل ولجمهورنا وناسنا. هذا الموضوع يتابَع لاحقاً بخطوات معينة. نحن موجودون على الساحة وأثبتنا ذلك في عدة مناسبات. هذا البيت عمل أربعين عاماً للناس وقدّم دماً غالياً هو دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولن نترك هذا الإرث يذهب هباء منثوراً. قرار المشاركة في الانتخابات النيابية هو قرار سياسي يُتخذ في حينه". وأشاد الحريري بانطلاق العملية الانتخابية، موجهاً الشكر لرئيس الجمهورية جوزيف عون، ووزير الداخلية أحمد الحجار، وكل فريق الوزارة، إلى جانب قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، على "تأمين أمن العملية الانتخابية على مدى شهر في كل لبنان"، مضيفاً: "هذه هي الانطلاقة التي كنا نتمناها للعهد". وعن المشهد الانتخابي في صيدا حيث تتنافس خمس لوائح، اعتبر أنه "مشهد جميل"، وقال: "المدينة دائماً لها رأيها، ونحن أولاد بلد واحد". وعن عدم التحالف بين القوى السياسية في المدينة، أوضح أن "السبب ليس تبايناً في وجهات النظر، بل قرار من كل فريق بدعم لائحة مختلفة"، مشيراً إلى أن "النتائج ستُقرأ في ميزان الانتخابات النيابية المقبلة". وتطرق الحريري إلى التهديدات الإسرائيلية قائلاً: "العدو لا يزال يهدد أمن لبنان، وعندما يكون الجنوب مهدداً، فذلك يعني أن أمن لبنان كله في خطر"، مشيداً بـ"جهود فخامة رئيس الجمهورية في ما يتعلق بموضوع السلاح وبحماية لبنان من الاعتداءات". وحول تفاعله مع فوز العميد محمود الجمل في انتخابات بلدية بيروت، أوضح الحريري: "ألا يحق لي أن أفرح لزميلي في تيار المستقبل؟ الجمل رافقنا في أصعب الأيام وكان معنا في 7 أيار وكل المحطات التي واجهنا فيها الخطر. أفتخر به لأنه تمكن من الخرق في وجه كل الأحزاب". وعندما سُئل مجدداً إن كان "تيار المستقبل" يدعم لائحة "سوا لصيدا"، أجاب الحريري: "أنا أصوّت لروح الحاجة هند علي حجازي (جدتي)". وخلال تصريحه، سجلت رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً سيلفانا اللقيس اعتراضها على غياب أقلام اقتراع مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن "15% من سكان صيدا لا يُسمح لهم بالاقتراع بسهولة، لأنهم يُحملون على الأدراج إلى الطوابق العليا"، ودعت إلى تخصيص طوابق أرضية لهذا الغرض، مؤكدة أن "الانتخابات تبقى مطعوناً فيها إذا لم تساوِ بين الجميع". وأبدى أحمد الحريري تأييده لمطلب اللقيس، متعهداً بمتابعته قائلاً: "سنقوم ببذل جهد معكم إن شاء الله".


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
صيدا أنجزت انتخابات بلدية حضارية... تأكيد على النهوض بالمدينة والمحاسبة
اليوم "تفرق الأحباب" عبارة قالها النائب أسامة سعد رداً على سؤال لـ"النهار"، وهو من دون أدنى شك يعبّر بوضوح عن تعدد اللوائح للانتخابات البلدية والاختيارية وعن كثرة المرشحين. وممّا قال: "في السابق كان التنافس بين لائحة ندعمها وثلاثة أطراف آخرين يدعمون اللائحة المنافسة، أما اليوم فالأحباب تفرقوا ونحن لا نزال كما كنّا ندعم لائحة رأينا فيها مواصفات مهمة للمدينة". وإضافة إلى ما قاله، لا بدّ لنا من التأكيد أن امتناع "تيار المستقبل" وزعيمته في صيدا النائبة السابقة بهية الحريري عن المشاركة في الترشح للانتخابات، التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري، كان سبباً رئيسياً في تعدّد اللوائح وكثرة المرشحين الذين قاربوا مئة مرشح لمجلس عدد مقاعده 21 وأيضاً للمخترة التي فاقت 50 مرشحاً يتسابقون على 23 مقعداً تمثل الأحياء السكنية الـ13في المدينة. أثبتت عملية الاقتراع ومواقف القوى الرئيسية أن اللوائح البلدية الأربع الكبرى تمثل صراحة القوى والتيارات السياسية والحزبية على رغم تجنب ممثليها التدخل المباشر فيها، وهي لائحة "نبض صيدا" برئاسة المهندس محمد الدندشلي، المدعومة بشكل خاص من النائب سعد و"التنظيم الشعبي الناصري" والحزبين الشيوعي و"الديموقراطي الشعبي" ورجل الأعمال محمد زيدان فضلاً عن "تجمّع المهندسين" وتجمع "علّ صوتك"، ولائحة "سوا لصيدا" المدعومة ضمناً من "تيار المستقبل" ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي ورئيس البلدية السابق محمد السعودي والمرشح السابق للانتخابات النيابية يوسف النقيب. كذلك أفيد أن الرئيس فؤاد السنيورة اقترع لمصلحتها أيضاً، فيما تبيّن أن لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلاني عمر مرجان، مدعومة من النائب عبد الرحمن البزري الذي اعتبر أن دعمه لها كان "لوجستياً". أما اللائحة الرابعة فهي مدعومة بشكل واضح من "الجماعة الإسلامية" وتضمّ 17 مرشحاً، فيما لم يتبيّن أيّ موقف سياسي داعم لنواة لائحة من 7 مرشحين برئاسة مازن عفيف البزري. ومن دون أدنى شك، سيظهر بعد فرز الأصوات وجمعها وتبيان أسماء الفائزين من كل لائحة، حجم تمثيل الأطراف السياسية الأربعة. بهية الحريري منذ فتح صناديق الاقتراع السابعة صباحاً لغاية إقفالها السابعة مساءً، توافد الناخبون الذين يقارب عددهم 69 ألفاً إلى 13 مركزاً انتخابياً، وسط أجواء هادئة لم يعكّرها سوى إشكال محدود خارج أحد المراكز. وارتفعت نسبة المقترعين تدريجاً إلى أكثر من 24 في المئة لغاية الثالثة بعد الظهر. النائبة السابقة بهية الحريري أدلت بصوتها في مركز اقتراع الوسطاني في متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية، وأجابت رداً على سؤال: "قلنا منذ البداية إننا لم نرشح أحداً وهذا القرار كان واضحاً، ومنذ اليوم الأول قلنا نحن مواطنون ناخبون وملتزمون الذي نراه مناسباً للمدينة" . وهل هناك عودة لـ"تيار المستقبل" في الانتخابات النيابية المقبلة؟ أجابت: "الرئيس سعد الحريري قال إننا راجعون بالنسبة الى الانتخابات وهذا ليس سراً". وشددت، رداً على سؤال آخر، على "أننا كلنا أولاد بلد وليست لدينا عداوات، لدينا تباين في الرأي وهذا أمر طبيعي. نحن نتمنى لهذه المدينة أن تنهض بتراكم إيجابي بمساعدة كل أبنائها وتعاونهم. ولا اعتقد أن هناك مرشحاً للبلدية لا يريد خدمة المدينة". وعن تقييمها للعملية الانتخابية،: "أرى أن هناك حيوية كبيرة جداً فيها، ونحن نقدّر زيارة فخامة رئيس الجمهورية لصيدا والجنوب وهذا أمر مهم جداً ودليل على دعمه وعلى أهمية العملية الديموقراطية". وعمّا يحكى أن هناك قوى خارجية تدعم لائحة، قالت: "ليست المرة الأولى. دعونا نعتبر أن الانتخاب محلي ومجلس محلي، وأكيد إن كان هناك تشابك من اللوائح كلها، فالاحتمال "ما يقدروا يشتغلوا مع بعض". أنا أقول دائماً لمن يسألني: إذا أنتم اخترتم اللائحة تستطيعون أن تحاسبوها، أما إذا شكّلت من كل اللوائح فلن تستطيعوا أن تحاسبوا أحداً ". سعد وبعد الإدلاء بصوته في مركز مهنية صيدا، قال النائب سعد: "من حق شعبنا اليوم أن يأخذ فرصه بالتنمية الحقيقية النابعة من إرادة الشعب وعوائدها تعود إليه، وأيضاً أن تكون الخدمات عامة لا خاصة قائمة على المحسوبيات، بالإضافة الى تنظيم المدينة وإدارتها وهذه أمور أساسية". وأضاف: "نحن نؤيد لائحة "نبض البلد" برئاسة المهندس محمد دندشلي التي تتمتع بمميزات عديدة منها التنوّع العمري من السبعين الى سن الشباب الى أعمار متوسطة، وكذلك تتمتع بتنوّع الخبرات وخبرات متراكمة على مدى سنوات من النضال السياسي والاجتماعي والتنموي، وخاصة أننا نتكلم عن مدينة هي عاصمة الجنوب ولها أدوار باتجاه محيطها الجنوبي والشرقي والشمالي، وهذه المدينة تعاني من أزمات وهي تحتاج إلى مجلس بلدي ينقلها من هذا الواقع الى واقع جديد". ورأى "أن على الناخبين مراقبة المجلس البلدي الجديد وتوجيهه، والمطلوب أيضاً من البلدية أن تكون منفتحة، وأبوابها مفتوحة للجميع ولكل الطاقات وهي كثيرة ووفيرة في البلد وخاصة جيل الشباب، الذين لهم حماستهم للترشح نتيجة ما عانوه من إحباطات سابقاً. فاليوم نريد الانتقال من واقع مأزوم إلى واقع جديد، ونتمنى على أهلنا في صيدا، تحكيم ضميرهم، والذهاب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب بلدية تعبّر عنهم وعن إرادتهم وتطلعاتهم". وسئل عن تنافس خمس لوائح، فأجاب: "هذا عرس ديموقراطي، ودليل صحّي وديموقراطي، في السابق كان التنافس بين لائحة ندعمها، وثلاثة أطراف أخرى تدعم اللائحة الأخرى، أما اليوم فقد "تفرق الأحباب" ونحن ما زلنا كما كنّا ندعم لائحة رأينا فيها مواصفات مهمة للمدينة". وعن احتمال وصول فريق غير متجانس، اعتبر "أن على من يصل أن يكون محكوماً بالعمل مع الآخر كفريق، والذي لا يستطيع العمل كفريق فليستقِل". البزري وبعد إدلاء النائب البزري بصوته في مدرسة مرجان، قال: "اليوم تحمل اللوائح الانتخابية عناوين تعكس رغبة حقيقية في تجديد شباب المدينة، ورفض تكرار الممارسات التي أدّت إلى انهيار خدمات صيدا، حيث شهدت الشوارع مآسي تجسّدت في تراكم النفايات ودمار الصرف الصحي. لقد أضحت جبال النفايات شاهداً على الإهمال الذي عانت منه". أضاف: "بالنسبة الى من يمثل صيدا اليوم، فإنها ترغب في التغيير، ونحن معها، إذ يتجلى العنصر الشبابي بشكل بارز، ما يعكس استقلالية كبيرة، إذ لم يكن دافع المرشحين أي قوة سياسية أخرى. هناك لوائح مدعومة من قوى سياسية، لكن بعضها يحمل طاقة غريبة تعكس ما حدث أخيراً. ومن بين هؤلاء، نجد أشخاصاً نحترمهم مثل مرشحي "سوا لصيدا". ولدينا لوائح مدعومة من تيار سياسي يتمتع بقاعدة شعبية، وهو التنظيم الشعبي الناصري الذي لديه تحالفات مع رجال أعمال وبعض القوى التي تُعرف بالأهلية. هذه القوة الأهلية موجودة ضمن ثلاث لوائح رئيسية، بالإضافة إلى لائحة تضم 16 أو 17 مرشحاً مدعومين بالكامل من الجماعة الإسلامية، التي لها أيضاً مكانتها في المدينة. لقد سعينا منذ البداية إلى فصل المنازعات السياسية عن هذه اللوائح، وقد وُفّقنا إلى حدّ كبير في إبعادها، بحيث إن معظم الناخبين اليوم سيختارون أشخاصاً من قوائم متعددة. ومع ذلك، يبدو أن هناك ميلاً واضحاً لدعم لائحة صيدا، وقد بدأنا نراها تتشكل، بحيث نُقدّم دعماً لوجستياً أكثر منه سياسياً في تدريب هؤلاء الشباب على كيفية إجراء الانتخابات". ولفت إلى "نسبة ملحوظة من المرشحات للعمل البلدي والمجتمع الصيداوي"، معتبراً "أن وجود المرأة في هذا السياق لا يُعدّ مجرد حضور، بل يمثل جوهر الفعالية المجتمعية، فهي العنصر الفاعل والأكثر تأثيراً. الجمعيات التي تتمتع بوجود قوي في صيدا تُدار على نحو رئيسي من النساء، وهذا يعكس كيف أن دور المرأة في المجتمع الصيداوي يتجلى بشكل أكثر وضوحاً في مجالات العمل الأهلي والبلدي. إننا نشهد بداية لفرص أكبر للنساء والشباب في ممارسة أدوارهم". وعن عدم توحّد القوائم الانتخابية كما هي الحال بينه وبين سعد، قال: "ناقشنا هذا الأمر معاً. فعلى رغم اختلاف وجهات نظرنا، اجتمعنا على مائدة غداء أمس، ما جعلنا ندرك أن الحوار والتفاهم قد يفضيان إلى صيغ من المحاصصة. وقد شعرنا بوجود رغبة صيداوية قويّة في تنسيق جهودنا، لذا قررنا الاستجابة لحاجات المجتمع الصيداوي. كما رأيتم، إذا توصّلنا إلى تفاهم على قوائم أقل وعدد مرشحين محدود، فسيمكننا أن نفتح المجال للشباب الطموح ليبرزوا في العمل العام". أما بشأن الحملة ضده، فأضاف: "وجدت في أحد المواقع الإلكترونية من يتهمني بأنني وراء فتنة أهلية بسبب دعمي لإحدى اللوائح وعدم رغبتي في انضمام اللوائح الأخرى. هذا الاتهام يشكل تهديداً للأمن الأهلي، وقد تجاوزوا الخطوط الحمراء في هذا السياق، والمدّعي العام والقاضي رمضان على دراية بهذه القضية. كما توجد دعوى قضائية في إحدى المدن اللبنانية في الشمال، وأحد الأشخاص المرتبطين بقوة سياسية في مدينة صيدا له صلة بالموضوع، سواء كان ذلك عن حسن نيّة أو في محاولة لاستغلال الأصوات والدعايات الكاذبة، ما يشكل خطراً على السلم الأهلي". أحمد الحريري كذلك أدلى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري بصوته في مركز اقتراع ثانوية ثريا فارس أبو علفا الرسمية – حي الوسطاني، وأجاب رداً على سؤال قبل توجهه الى قلم الاقتراع، إن كان يدلي بصوته كناخب أم كداعم للائحة "سوا لصيدا": "كناخب طبعاً... جدتي من آل حجازي". وعن تعليقه على كلام والدته أن "تيار المستقبل" سيشارك في الانتخابات النيابية، قال: "بداية ما قالته الوالدة هو تصريح مهم اليوم، يعطي أملاً للمستقبل للأمام، لجمهورنا ولناسنا ولأهلنا. وهذا الموضوع يتابع لاحقاً بخطوات معينة. أكيد نحن موجودون على الساحة وبرهنا عن هذا الموضوع في مناسبات عدة. هذا البيت اشتغل 40 سنة للناس وقدّم دماً في هذا البلد، ودماً غالياً جداً هو دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولن نترك هذا الإرث يذهب هباءً منثوراً. وطبعاً موقف كل مناصري تيار المستقبل وكل الذين يحبون التيار وكل المنظمين فيه هو ألا يغيبوا عن هذه الاستحقاقات، لكن هذا قرار يُتخذ بالسياسة". وشدد على "أن المعركة اليوم في صيدا هي معركة ديموقراطية، وآخر النهار ما سيعبّر عنه الناس في صناديق الاقتراع سيُقرأ في ميزان انتخابات نيابية قادمة". وهل يدعم "تيار المستقبل" لائحة "سوا لصيدا"؟ أجاب: "أنا أصوّت لروح الحاجة هند علي حجازي (جدتي)".