logo
مستشار أمريكي: غياب الرؤية الاستراتيجية وغموض القرار السياسي في "العدوان الأمريكي على اليمن"

مستشار أمريكي: غياب الرؤية الاستراتيجية وغموض القرار السياسي في "العدوان الأمريكي على اليمن"

في تحليل سياسي عميق، ألقى 'برايان فينوكين'، المستشار الأول للولايات المتحدة الأمريكية، الضوء على الجوانب غير المدروسة التي طبعت الحملة الجوية الأمريكية المتجددة ضد الحوثيين في اليمن.
ونشرت 'مجموعة الأزمات الدولية' مقالًا لفينوكين بعنوان 'صراع إدارة ترامب المتجدد مع الحوثيين'، حيث رأى الكاتب أن التحديات والتساؤلات الكبرى التي تحيط بهذه العملية العسكرية تستحق الاهتمام أكثر من الجدل حول تسريبات 'سيجنال جيت'.
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، استأنفت إدارة ترامب أعمالها العدائية ضد الحوثيين في اليمن. واستؤنفت حملة القصف الأمريكية، التي أطلق عليها البنتاغون اسم 'عملية الفارس الخشن'، بعد فترة توقف قصيرة تزامنت مع وقف إطلاق النار في غزة.
ويرى الكاتب أن التركيز يجب أن يكون على الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالاستراتيجية والقانونية التي تحكم هذا التصعيد العسكري، بدلاً من الانشغال بالتسريبات الإعلامية.
وتساءل الكاتب عن غموض الأهداف الاستراتيجية لهذه الحملة، مشيرًا إلى أن بعض التسريبات كشفت أن الهدف الأساسي قد يكون مجرد 'إرسال رسالة' إلى الحوثيين، كما وصفه نائب الرئيس حينها. ومع ذلك، تظهر أهداف أخرى أكثر تعقيدًا مثل استعادة حرية الملاحة البحرية وإعادة بناء الردع العسكري الأمريكي.
ويرى الكاتب أن القيادة المركزية الأمريكية حصلت على تفويض أوسع لمهاجمة مجموعة متنوعة من الأهداف، بما في ذلك قادة الحوثيين ومواقع استراتيجية مثل ميناء رأس عيسى. لكنه يتساءل كيف يمكن لهذه الحملة الأكثر شراسة أن تحقق هذه الأهداف المتباينة، خاصة وأنها تتطلب تحويل الموارد العسكرية المحدودة من مسارح أخرى ذات أولوية استراتيجية.
زضحك مراقبي الحكومة الأمريكية في اليمن منذ فترة طويلة، كما يشير الكاتب، عندما سُئل عما إذا كانت هذه الضربات المتجددة ستتمكن من ردع الحوثيين أو وقف هجماتهم. ويؤكد الكاتب أن الحوثيين قد تعلموا من التجارب السابقة، حيث تعرضوا للقصف من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة، لكنهم استمروا في التكيف والصمود. وبالفعل، استمرت هجماتهم حتى بعد استئناف الضربات الأمريكية، مما يثير شكوكًا حول مدى فعالية هذه الاستراتيجية.
على الصعيد القانوني، يرى الكاتب أن هناك تساؤلات خطيرة حول الأساس الذي تستند إليه إدارة ترامب لتنفيذ هذه الحملة. فالبيت الأبيض يدير هذه العمليات دون الحصول على تفويض واضح من الكونغرس، وهو ما يثير المخاوف بشأن الالتزام بالقيود الدستورية وقرار صلاحيات الحرب الذي يفرض مهلة 60 يومًا على أي عمل عسكري غير مصرح به.
ويرى الكاتب أن الإدارة تعتمد على النظريات القانونية التي طورتها إدارة بايدن، والتي تعتبر أن هذه الضربات دفاعية بطبيعتها، وبالتالي لا تخضع للمهل الزمنية المنصوص عليها في القرار. لكنه يتساءل عن مدى صحة هذا التفسير القانوني الذي يتطلب 'إشراك' القوات الأمريكية مباشرة في الأعمال العدائية.
أخيرًا، يسلط الكاتب الضوء على نقاط ضعف خطيرة في عملية صنع القرار داخل السلطة التنفيذية الأمريكية من خلال حادثة 'SignalGate'. عادةً، يتبع الرئيس الأمريكي إجراءات صارمة عند اتخاذ قرار استخدام القوة، حيث يستمع إلى كبار مستشاريه في الأمن القومي، بما في ذلك وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ونائب الرئيس، قبل تسجيل القرار كتابيًا.
ولكن في هذه الحالة، يرى الكاتب أن الأمور تبدو مرتبكة وغير واضحة. وتشير المحادثات المسربة إلى وجود نقاشات حول الضربات، لكنها لا توضح ما إذا كان الاجتماع الرسمي قد تم بالفعل أو ما إذا كان الرئيس نفسه قد أعطى موافقته بشكل مباشر.
وفي حين أن نائب رئيس الأركان ذكر أن الرئيس كان واضحًا في منح 'الضوء الأخضر'، يتساءل الكاتب عن الغموض الذي يكتنف هذه الموافقة وما إذا كانت جاءت نتيجة دراسة متأنية أم ضغوط داخلية.
ويرى الكاتب أن كل هذه التساؤلات ترسم صورة مقلقة حول كيفية إدارة الصراعات العسكرية الأمريكية في الخارج، وتكشف عن حاجة ملحة لإعادة النظر في الآليات القانونية والاستراتيجية التي تحكم استخدام القوة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بناءً على معلومات استخباراتية.. (سي إن إن): إسرائيل تجهز لضرب إيران
بناءً على معلومات استخباراتية.. (سي إن إن): إسرائيل تجهز لضرب إيران

timeمنذ ساعة واحدة

بناءً على معلومات استخباراتية.. (سي إن إن): إسرائيل تجهز لضرب إيران

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن معلومات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قولهم إن معلومات مخابرات جديدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضربة محتملة على منشآت نووية إيرانية. وقال مسؤولون أمريكيون، بحسب "سي إن إن" إن تنفيذ مثل هذه الضربة سيكون خرقًا صارخًا لموقف الرئيس دونالد ترامب، وقد يؤدي أيضًا إلى إشعال صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لتجنّبه منذ أن تسببت حرب غزة في تصاعد التوترات بدءًا من عام 2023. وحذّر المسؤولون من أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن القادة الإسرائيليين قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأشاروا إلى وجود خلافات عميقة داخل الإدارة الأمريكية بشأن احتمالية أن تقدم إسرائيل على تنفيذ الضربة في نهاية المطاف. ويرتبط ما إذا كانت إسرائيل ستنفّذ الهجوم، وكيف، بما ستتوصل إليه من تقييم لمفاوضات الولايات المتحدة مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال مصدر مطّلع على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن الملف: "فرصة قيام إسرائيل بضربة ضد منشأة نووية إيرانية قد زادت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأضاف: "واحتمال أن يتوصل ترامب إلى اتفاق مع إيران لا يُزيل كل اليورانيوم الإيراني يزيد من إمكانية تنفيذ الضربة". وتستند هذه المخاوف المتزايدة إلى رسائل علنية وخاصة من مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى تفيد بأنهم يدرسون خيار الضربة، إضافة إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها وتحركات عسكرية إسرائيلية رُصِدت وقد توحي بهجوم وشيك، بحسب عدة مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية. وامتنعت السفارة الإسرائيلية في واشنطن عن التعليق على التقرير. وأوضح مسؤول أمريكي رفيع أن الولايات المتحدة كثّفت جهود جمع المعلومات الاستخباراتية استعدادًا لتقديم الدعم في حال قررت إسرائيل تنفيذ الضربة. لكن مصدرًا مطّلعًا على توجهات إدارة ترامب أشار إلى أن واشنطن لن تساعد في تنفيذ مثل هذه الضربة في الوقت الحالي، ما لم تقدم طهران على استفزاز كبير. وأشار المصدر أيضًا إلى أن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون دعم أمريكي مباشر، بما في ذلك التزود بالوقود جوًا والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت العميقة تحت الأرض، وهو ما أكدته تقارير استخباراتية أمريكية سابقة. وتأتي المعلومات في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة مساعي التوصل لاتفاق نووي مع إيران. وكانت واشنطن قد حددت "خطا أحمر" في المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، بينما أكدت طهران من جانبها عدم الالتزام بشرط وشنطن. و قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأحد الماضي، إن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن "عدم تخصيب اليورانيوم". وقال ويتكوف خلال مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) "حددنا خطا أحمر واضحا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة واحد بالمئة من قدرة التخصيب". وأضاف أنه من وجهة نظر إدارة ترامب، فكل شيء يبدأ "باتفاق لا يتضمن التخصيب. لا يمكننا قبول ذلك. لأن التخصيب يتيح التسلح. ولن نسمح بصنع قنبلة". وردت طهران سريعا إذ نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله اليوم الأحد "التوقعات غير الواقعية توقف المفاوضات، التخصيب في إيران ليس شيئا يمكن إيقافه". وقال عراقجي عن ويتكوف "أعتقد أنه بعيد تماما عن واقع المفاوضات"، مضيفا أن "التخصيب سيستمر". وكان ترامب قد هدّد علنًا باللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد يحد من برنامج طهران أو يقضي عليه. لكنه حدد أيضًا إطارًا زمنيًا محدودًا للمسار الدبلوماسي. ففي رسالة بعث بها إلى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي منتصف مارس/أذار الماضي، حدد ترامب مهلة 60 يومًا لنجاح هذه الجهود، وفقًا لمصدر مطلع على المراسلات. وقد مرّت الآن أكثر من 60 يومًا على تسليم تلك الرسالة، و38 يومًا منذ انطلاق الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع اجتمع بالرئيس الأمريكي مؤخرًا إن ترامب أبلغه بأن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات أسابيع فقط للنجاح قبل أن تلجأ إلى الضربات العسكرية. ومع ذلك، تظل السياسة الحالية للبيت الأبيض قائمة على الدبلوماسية. هذا الوضع وضع إسرائيل في "موقف صعب"، بحسب جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي أمريكي سابق مختص بالمنطقة. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا مزدوجة: من جهة، لرفض أي اتفاق أمريكي-إيراني لا تعتبره إسرائيل كافيًا، ومن جهة أخرى، لتجنّب تعريض علاقته مع ترامب للخطر، خاصة بعدما اختلف الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في ملفات أمنية أساسية في المنطقة

ترامب يقلّل من أهمية الحشد الروسي قرب فنلندا: "لست قلقًا على الإطلاق"
ترامب يقلّل من أهمية الحشد الروسي قرب فنلندا: "لست قلقًا على الإطلاق"

timeمنذ 4 ساعات

ترامب يقلّل من أهمية الحشد الروسي قرب فنلندا: "لست قلقًا على الإطلاق"

قلّل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من شأن التقارير التي تشير إلى وجود حشد عسكري روسي على طول الحدود مع فنلندا، مؤكدًا أنه "لا يشعر بأي قلق على الإطلاق" تجاه هذه التحركات. وجاء تصريح ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، حين سُئل عن الموقف الأمريكي من التعزيزات الروسية بالقرب من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال الرئيس الأمريكي بلهجة مقتضبة: "لا، أنا لست قلقًا بشأن ذلك على الإطلاق"، من دون أن يقدّم أي تفاصيل إضافية بشأن طبيعة التقديرات الاستخباراتية أو الردود المحتملة من واشنطن أو الحلف الأطلسي. وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات بين روسيا والدول الغربية، خصوصًا بعد انضمام فنلندا رسميًا إلى الناتو في أبريل 2023، ما أنهى عقودًا من الحياد العسكري وأثار قلق موسكو التي اعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. ويرى مراقبون أن لهجة ترامب تعكس رغبة في عدم التصعيد مع روسيا في هذا الملف تحديدًا، في وقت يواجه فيه تحديات أخرى على جبهات دولية متعددة، بما فيها أوكرانيا والشرق الأوسط.

ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"
ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"

timeمنذ 4 ساعات

ترامب يكشف عن "القبة الذهبية"

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، عن تفاصيل مشروع دفاعي جديد يحمل اسم "القبة الذهبية"، والذي يُنتظر أن يدخل الخدمة قبل نهاية ولايته الحالية. وأوضح ترامب أن المشروع، الذي وصفه بـ"التاريخي"، يأتي ضمن جهود الإدارة لتعزيز القدرات الدفاعية الاستراتيجية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التكلفة الإجمالية للمنظومة تبلغ نحو 175 مليار دولار. وأكد الرئيس الأمريكي أن مشروع القانون المقترح أمام الكونغرس سيشمل 25 مليار دولار كتمويل مباشر للمنظومة، بينما ستوزّع بقية التكلفة على مراحل التطوير والبنية التحتية المرتبطة بها، دون أن يقدّم تفاصيل تقنية عن طبيعة النظام أو الجهة المُنفذة. ويُعتقد أن "القبة الذهبية" ستكون امتدادًا لتوجهات أمريكية سابقة نحو أنظمة الدرع الصاروخي، وسط تساؤلات من الأوساط الدفاعية حول أهداف المشروع، خاصة في ظل غياب الشفافية التقنية وظهوره في توقيت سياسي حرج قبيل الانتخابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store