
أخبار العالم : في حواره مع "الفجر".. أشرف بهجات: الذكاء الاصطناعي استثمار استراتيجي لبناء تعليم ذكي ومعلم حديث
الأحد 20 أبريل 2025 06:55 صباحاً
نافذة على العالم - في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات تطوير نظم التعليم وإعادة هيكلة مكوناته الأكاديمية والبحثية ضرورة استراتيجية تفرضها متطلبات العصر الرقمي.
وفي إطار سعي المؤسسات التعليمية في مصر لمواكبة هذه التغيرات وتسليط الضوء على مستقبل التعليم في ضوء هذه التقنيات الحديثة، نظمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة مؤتمرها الدولي العاشر، بالتعاون مع الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في مناهج العلوم.
جاء المؤتمر تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار بالتعليم وتحسين جودة الإنتاج البحثي"، برعاية من الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتورة غادة أحمد عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية، الدكتورة وفاء مصطفى كفافي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للدراسات المتقدمة.
المؤتمر، الذي شهد حضورًا علميًا واسعًا من أساتذة وباحثين ومتخصصين من مصر والدول العربية، سعى إلى مناقشة سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العملية التعليمية والبحثية، وكيفية التغلب على التحديات المرتبطة به، واستثمار فرصه الواعدة في تطوير أداء المعلمين، وتحديث المناهج، وتحسين جودة التقييم، بما يعزز من كفاءة النظم التعليمية.
وفي هذا الإطار، أجرت "الفجر" حوارًا موسعًا مع الدكتور أشرف بهجات، وكيل كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، للوقوف على أبرز مخرجات المؤتمر، ورؤيته حول الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في دعم تطوير التعليم وإعادة بناء القدرات المهنية للمعلمين، واستشراف مستقبل المؤسسة التعليمية في ضوء التحولات الرقمية المتسارعة.
"الفجر" التقت الدكتور أشرف بهجات، وكيل كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، للحديث عن المؤتمر، مخرجاته، والتحديات المستقبلية، وخاصة ما يتعلق بتوظيف الذكاء الاصطناعي في دعم المنظومة التعليمية وبناء القدرات البشرية.
بدايةً.. ما أهمية هذا المؤتمر في ظل هذه المرحلة الدقيقة من تطور التعليم؟
المؤتمر يمثل محطة مهمة في مسار تطوير التعليم والبحث العلمي، وقد سعدت بالمشاركة في التحضير له حتى فبراير الماضي. نحن الآن أمام لحظة فاصلة، تتطلب منّا جميعًا – كصناع قرار، وباحثين، وممارسين في حقل التعليم – أن نتعامل مع تحديات العصر الجديد بقدر من المسؤولية والتخطيط المدروس. المؤتمر ركز على هدفين استراتيجيين في غاية الأهمية: الأول هو رفع مستوى الإنتاجية البحثية داخل المؤسسات التعليمية والبحثية في الوطن العربي، والثاني هو تعزيز الاستثمار في العنصر البشري، وهو في رأيي الاستثمار الأكثر ربحًا على المدى الطويل، لأنه يرتبط بجودة المخرجات التعليمية والبحثية.
أشرتم إلى تحديات العصر.. ما طبيعة هذه التحديات تحديدًا؟
أبرز هذه التحديات هو الذكاء الاصطناعي، الذي أراه "الغول القادم". وصف قد يبدو صادمًا للبعض، لكنه يعكس إدراكي العميق لحجم التغيرات التي سيُحدثها هذا الكيان غير المرئي. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو منظومة فكرية وإدارية وعملية قادرة على إعادة تشكيل ملامح التعليم كليًا، من طريقة إعداد المعلم إلى أساليب التدريس والتقييم، بل وحتى إلى كيفية التفكير في المحتوى ذاته.
وكيف تعامل المؤتمر مع هذا "الغول القادم" كما وصفتموه؟
المؤتمر سعى لإيجاد إجابات على عدد من الأسئلة الجوهرية: كيف نواكب هذا التحول الجذري؟ ما أدواتنا للتكيف؟ كيف نستثمر الذكاء الاصطناعي بشكل يضمن لنا فرصًا تنموية حقيقية، ويقلل من مخاطره المحتملة؟ وقد استعرض المؤتمر تجارب متنوعة من مصر ودول عربية أخرى، كما ناقش آليات دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة التعليم المختلفة، بدءًا من التعليم الأساسي وحتى الجامعي.
ما أبرز أوجه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية؟
هناك مكاسب عديدة إذا تم استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل واعٍ. من أبرزها تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، وتحقيق مستويات أعلى من التفاعل داخل الفصول الدراسية عبر أدوات تعليمية ذكية تساعد المعلم على إيصال المعلومة بطرق أكثر جذبًا للطلاب. أيضًا هناك جانب التقييم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير أدوات تقييم إلكترونية دقيقة وشاملة، سواء للامتحانات الحضورية أو عبر الإنترنت، بما يضمن الموضوعية والشفافية ويعزز العدالة بين الطلاب.
هل ترى أن هناك جانبًا أكثر إلحاحًا من غيره في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
بلا شك، تنمية المعلم وتطويره المهني تأتي على رأس الأولويات. أنا أرى أن المعلم هو الركيزة الأساسية في أي منظومة تعليمية ناجحة، ومهما تطورت التكنولوجيا، فإن دور المعلم سيظل محوريًا. ومن هنا، فإن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُوظف في إعداد برامج تدريبية متطورة للمعلمين، تساعدهم على تنمية مهاراتهم التدريسية والمعرفية والتقنية.
لكن في مصر لدينا أعداد كبيرة من المعلمين.. كيف يمكن تدريبهم جميعًا بفعالية؟
هذا ما يجعل الذكاء الاصطناعي ضرورة وليس رفاهية. يمكن من خلاله تحليل الاحتياجات التدريبية لكل معلم بشكل فردي، وتصميم برامج تدريب إلكترونية مخصصة وفقًا لهذه الاحتياجات. كما يمكن للمنصات الذكية أن توفر التدريب في أي وقت وأي مكان، مما يسهل الوصول إلى المعلمين في المناطق النائية دون الحاجة إلى التجمعات الكبيرة أو تعطيل الجدول الدراسي.
هل هناك خطوات عملية بدأت في هذا الاتجاه؟
نعم، ابتداءً من العام المالي الجديد في يوليو، سيتم تطبيق منظومة جديدة لتدريب المعلمين تعتمد على تقديم برامج تدريبية بشكل سنوي، بدلًا من النظام التقليدي الذي كان يقتصر على دورة واحدة كل خمس سنوات. هذه البرامج ستكون متنوعة، تشمل الجوانب التربوية، والمهنية، والتخصصية، بالإضافة إلى تنمية المهارات الحياتية. وسيتم دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم وتنفيذ هذه البرامج، لضمان أعلى جودة ممكنة وتحقيق أكبر استفادة للمعلمين.
وكيف يمكن للمعلم أن يستفيد فعليًا من هذه البرامج الذكية؟
سيجد المعلم نفسه أمام برامج تفاعلية تراعي مستواه ومجاله وتخصصه واحتياجاته، وتزوده بتغذية راجعة فورية، وتقترح عليه سبلًا للتطور المهني المستمر. الذكاء الاصطناعي سيتيح أيضًا تقييم الأداء التدريبي للمعلم بدقة، وتقديم توصيات مستقبلية لتحسين الأداء داخل الفصل.
في الختام، ما رؤيتكم لمستقبل التعليم في ظل هذه التحولات الكبرى؟
أنا متفائل جدًا، لكن بشرط أن نتحرك بسرعة وبخطى ثابتة. لدينا العقول والإرادة، وما ينقصنا فقط هو التنظيم والرؤية الاستراتيجية الشاملة. إذا استطعنا تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم وليس العكس، فسوف نحقق طفرة حقيقية، وننقل نظامنا التعليمي إلى آفاق جديدة تليق بتاريخ مصر وريادتها.
شكرًا جزيلًا دكتور أشرف على هذا اللقاء المهم.
الشكر لكم ولصحيفة "الفجر" على تسليط الضوء على قضايا التعليم، ودعمكم المستمر للنقاش العلمي البنّاء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 9 ساعات
د. عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية لـ"الأهرام":لتعليم المرتكز على «المهارات الرقمية» ضرورة لا تحتمل التأجيل
4 جامعات مصرية فى المراتب العشر الأولى بالتصنيف العربى 60% من الوظائف مهددة بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعى مشروع «الجيل الرابع» بجامعة القاهرة نموذج للتحول الذكى أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبق، أهمية تطوير مناهج التعليم بالجامعات العربية، بما يتواكب مع سوق العمل وتطورات علوم المستقبل. وأوضح أن الجامعات التكنولوجية فى العالم العربى تُعد ركيزة أساسية لبناء منظومة تعليمية متقدمة، قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة التى تهدد بالاستغناء عن نحو %60 من الوظائف التقليدية المتعارف عليها بسبب الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والروبوتات، والاقتصاد الرقمي. وقال الدكتور عمرو عزت سلامة فى حوار مع «الأهرام»، على هامش المؤتمر الـ 57 لاتحاد الجامعات العربية الذى عقد مؤخرا بالكويت، إن العالم يشهد اليوم ثورة معرفية غير مسبوقة، وإن التعليم التقليدى لم يعد كافياً لتأهيل خريجين قادرين على التفاعل مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، مشيرا إلى أن التحول إلى التعليم المرتكز على المهارات الرقمية والتطبيقية بات ضرورة استراتيجية لا تحتمل التأجيل. وعبر عن اعتزازه بإطلاق بنك المعرفة العربي، الذى سيمكن الجامعات الأعضاء من الوصول إلى أكثر من 100 مليون مادة معرفية من دور نشر دولية وإقليمية ومحلية... والى نص الحوار: فى البداية، حدثنا عن مؤتمر اتحاد الجامعات، ما أهميته وأهدافه؟ يمثل هذا المؤتمر منصة مهمة لتحديث الخطة الاستراتيجية 2030-2020، لتعزيز التعاون الإقليمى والأكاديمى بين الجامعات ومناقشة مستقبل التعليم العالى العربى فى ظل التحول الرقمى المتسارع، وتبادل الخبرات فى مجالات التعليم والبحث العلمى والحوكمة ومواجهة التحديات الإقليمية المشتركة. وما دور الجامعات العربية في التحول الرقمى وتحقيق التنمية المستدامة، وكيف يمكن توحيد الجهود العربية بهذا الشأن؟ يولى اتحاد الجامعات العربية اهتماما استراتيجيا متناميا بدور التعليم العالى فى قيادة مسارات التحول الرقمى وتحقيق التنمية المستدامة، ويعمل الاتحاد على تعزيز التعاون والتكامل بين الجامعات الأعضاء من خلال مبادرات وبرامج نوعية تسهم فى توحيد الجهود العربية وتفعيل دور التعليم العالى فى تحقيق الأهداف التنموية المشتركة. وشهدت الجامعات العربية خلال الأعوام الأخيرة قفزات نوعية فى اعتماد التكنولوجيا وتوظيف أدوات التعليم الذكى، بدعم مباشر من الاتحاد وبرامج التعاون مع شركاء إقليميين ودوليين. فعلى سبيل المثال، دشنت جامعة القاهرة مشروع «جامعة الجيل الرابع» كنموذج للتحول نحو الحرم الجامعى الذكي. كما أطلقت جامعة الملك سعود فى المملكة العربية السعودية نظاماً تعليمياً رقمياً متكاملاً يخدم أكثر من 70 ألف طالب، وطورت الجامعة الأمريكية فى بيروت (AUB) منصة تعليم مفتوح (MOOCs) موجهة للمنطقة العربية، وتجاوز عدد مستخدميها 100 ألف خلال عام واحد. ما انعكاسات هذا التوجه على تحقيق التنمية وتأهيل الخريجين لسوق العمل والإنتاج؟ يُواصل الاتحاد جهوده الحثيثة لتعزيز دور الجامعات فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة SDG، حيث تُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن تحقيق أهداف أجندة 2030 يتطلب مضاعفة الجهود التعليمية والعلمية فى العالم العربي، لاسيما فى مجالات مثل: الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، والمياه، التى تُعد من أبرز التحديات الإقليمية. وفى هذا الإطار، بادرت العديد من الجامعات العربية إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة، حيث أطلقت جامعة السلطان قابوس فى سلطنة عُمان مبادرة «الجامعة الخضراء»، ونجحت فى تقليص استهلاك الطاقة بنسبة %30، بينما قامت جامعة زايد فى دولة الإمارات بدمج مفاهيم الاستدامة فى أكثر من 40 مقرراً جامعياً خلال العامين الماضيين. وتُظهر هذه النماذج التزاماً متزايداً من الجامعات العربية بمسئولياتها تجاه البيئة والمجتمع، ودورها الفاعل فى دعم أجندة التنمية المستدامة على المستويين الوطنى والإقليمي. ما أهمية «التصنيف العربى للجامعات»، وما ترتيب الجامعات المصرية به؟ هو مبادرة استراتيجية تهدف إلى تطوير الأداء الأكاديمى والمؤسسى للجامعات العربية، ورفع مستوى التنافسية بينها على المستويين الإقليمى والدولي. وصدر بالشراكة مع جامعة الدول العربية واتحاد مجالس البحث العلمى العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو»، وصدرت حتى الآن نسختان شملتا حوالى 400 جامعة عربية، ويستند إلى مجموعة من المؤشرات الرصينة المستوحاة من التجارب العالمية، وتراعى خصوصية السياق العربي، مثل جودة التعليم، والبحث العلمي، والانفتاح الدولي، والحوكمة، وخدمة المجتمع. والهدف ليس فقط ترتيب الجامعات، بل دفعها نحو تطوير برامجها الأكاديمية، وتحفيز البحث العلمي، وتعزيز الشراكات الدولية بما يخدم خطط التنمية الشاملة فى الدول العربية، وتوجيه السياسات التعليمية والبحثية نحو التحسين المستمر، كما يُسهم فى تعزيز التكامل والتعاون بين الجامعات العربية، من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، ورافعة لتحقيق نظام تعليمى عربى حديث، منفتح، وفعال قادر على تلبية احتياجات الاقتصادات الوطنية، وخدمة أهداف التنمية المستدامة، وبرزت جامعات مصرية مثل: القاهرة وعين شمس والإسكندرية والمنصورة فى المراتب العشر الأولى فى النسخة الثانية من التصنيف العربي، مما يشعرنا بالفخر، كما يعكس تطوراً ملموساً فى جودة التعليم والبحث العلمى فى هذه المؤسسات. ما رؤيتكم لآلية التعاون العربى بمجال البحث العلمى وانعكاساته على التنمية؟ التعاون بين الجامعات ومراكز البحث العلمى عنصر جوهرى لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية كالتغيرات المناخية، والأمن الغذائى، والطاقة المستدامة. ومن خلال الشراكات البحثية والتكامل بين الجامعات العربية، يمكن تحقيق نتائج ملموسة تُسهم بشكل مباشر فى تنمية المجتمعات العربية وتعزيز أهداف التنمية المستدامة. ولا تتجاوز مساهمة العالم العربى ــ وفقاً لتقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية ــ فى الإنتاج البحثى العالمى 1.2% من إجمالى النشر العلمى الدولى، مما يُظهر فجوة كبيرة فى حجم الإنتاج البحثى مقارنة بمناطق أخرى مثل آسيا الشرقية التى تسهم بنسبة 30% من الناتج العالمى فى البحث العلمى. لذا، يصبح من الضرورى توجيه الجهود نحو تطوير البنية التحتية للبحث العلمى وتعزيز التعاون بين الدول العربية لتقليص هذه الفجوة وتحقيق تقدم علمى حقيقى. وكيف تسهم الجامعات التكنولوجية فى التأهيل لسوق العمل والذكاء الاصطناعى، وهل يوجد تنسيق وتعاون بينى عربى بهذا الشأن؟ تُعد الجامعات التكنولوجية فى العالم العربى ركيزة أساسية لبناء منظومة تعليمية متقدمة، قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة فى مجالات الذكاء الاصطناعي، علوم البيانات، الروبوتات، والاقتصاد الرقمي. فالعالم يشهد اليوم ثورة معرفية غير مسبوقة، ولم يعد التعليم التقليدى كافياً لتأهيل خريجين قادرين على التفاعل مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، حيث بات التحول إلى التعليم المرتكز على المهارات الرقمية والتطبيقية ضرورة استراتيجية لاتحتمل التأجيل. وتشير تقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية إلى أن نحو 60% من الوظائف فى العالم العربى معرّضة للتغير أو الاندثار خلال العقدين المقبلين بفعل التحول الرقمى والتوسع فى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يُحتم على الجامعات العربية إعادة هيكلة مناهجها، وتطوير طرق التدريس والتقويم، والتركيز على الكفاءات المستقبلية مثل التفكير النقدي، والابتكار، والبرمجة المتقدمة، وقد بادرت عدة جامعات عربية إلى اتخاذ خطوات رائدة فى هذا الاتجاه، مثل جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية فى المغرب التى طورت بيئة تعليمية ذكية ومراكز بحثية متقدمة فى الذكاء الاصطناعى. وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) فى السعودية التى أصبحت مركزاً إقليميا للأبحاث التطبيقية فى علوم المستقبل، وجامعة زايد فى دولة الإمارات التى دمجت تخصصات الأمن السيبرانى وعلوم البيانات فى برامجها الجامعية، وأطلقت شراكات دولية فى هذا المجال، والتعاون بين الجامعات العربية فى هذا المجال يشهد تطوراً متسارعاً، من خلال مبادرات لتبادل التجارب الأكاديمية، وتأسيس شبكات عربية للجامعات التقنية، وإطلاق منصات بحثية مشتركة فى مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي. كما يعمل الاتحاد حالياً على إعداد ثلاثة مشاريع محورية فى الإطار العربى المشترك للمؤهلات الذى يضمن مواءمة المهارات التعليمية مع متطلبات سوق العمل. وميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعى فى التعليم العالي، لحوكمة استخدام هذه التقنيات بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على القيم الأكاديمية. وتمثل الجامعات التكنولوجية، وتخصصاتها الحديثة وتوجهها العملي، قاطرة التحول المعرفى والرقمى فى الوطن العربي، ويواصل اتحاد الجامعات العربية جهوده لتعزيز مكانتها، ودعم تكاملها، وضمان ريادتها فى صناعة مستقبل التعليم العربى القائم على الذكاء، والابتكار، والاستدامة.

مصرس
منذ 2 أيام
- مصرس
«مشاكل فنية وتراجع كبير في مخزون المياه».. سبب إغلاق بوابات مفيض سد النهضة
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن سبب تأخر إثيوبيا في فتح بوابات مفيض سد النهضة، مؤكدًا أن إثيوبيا لا تزال تؤخر فتح بوابات مفيض سد النهضة حتى الآن رغم التشغيل الضعيف لبعض التوربينات التي تواجه مشاكل فنية في التركيب أو التشغيل بالإضافة إلى عدم جاهزية أو وجود شبكة نقل للكهرباء. وأوضح «شراقي» عبر حسابه على فيسبوك أن الصور الفضائية أظهرت حجم المخزون الذي انخفض قليلًا بمقدار 4 مليارات متر مكعب منذ 5 سبتمبر 2024، بعد انخفاض منسوب البحيرة بحوالى 2 م ووصوله إلى 636 مترا فوق سطح البحر بإجمالى تخزين 56 مليار متر مكعب.وقال إن الأمطار الخفيفة بدأت مع بداية الشهر الجارى في حوض النيل الأزرق بمعدل إيراد يومى عند سد النهضة بأكثر من 20 مليون م3، سوف تزيد إلى 60 مليون متر مكعب/ يوم بعد أسبوعين، وتشير التوقعات الأولية إلى أن معدل هطول الأمطار حول المتوسط أو أكثر قليلا.تأخير فتح بوابات التصريفوأشار إلى أن «التأخير في فتح بوابات التصريف يعود أملًا في أن ينفخ الله في صورة التوربينات وتشتغل، وأيضًا إلى عدم تصديق حقيقة التصريف الإجبارى كلما اقتربنا من موسم الأمطار دون استفادة حقيقية بالمياه التي عانت إثيوبيا كثيرًا وخاضت في سبيل تخزينها جولات عديدة من التوتر مع مصر والسودان على الأقل خلال سنوات التخزين الخمس، فهل بعد كل ذلك تُصرف المياه بهذا الشكل؟!».


الاقباط اليوم
منذ 2 أيام
- الاقباط اليوم
«مشاكل فنية وتراجع كبير في مخزون المياه».. سبب إغلاق بوابات مفيض سد النهضة
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن سبب تأخر إثيوبيا في فتح بوابات مفيض سد النهضة، مؤكدًا أن إثيوبيا لا تزال تؤخر فتح بوابات مفيض سد النهضة حتى الآن رغم التشغيل الضعيف لبعض التوربينات التي تواجه مشاكل فنية في التركيب أو التشغيل بالإضافة إلى عدم جاهزية أو وجود شبكة نقل للكهرباء. وأوضح «شراقي» عبر حسابه على فيسبوك أن الصور الفضائية أظهرت حجم المخزون الذي انخفض قليلًا بمقدار 4 مليارات متر مكعب منذ 5 سبتمبر 2024، بعد انخفاض منسوب البحيرة بحوالى 2 م ووصوله إلى 636 مترا فوق سطح البحر بإجمالى تخزين 56 مليار متر مكعب. وقال إن الأمطار الخفيفة بدأت مع بداية الشهر الجارى في حوض النيل الأزرق بمعدل إيراد يومى عند سد النهضة بأكثر من 20 مليون م3، سوف تزيد إلى 60 مليون متر مكعب/ يوم بعد أسبوعين، وتشير التوقعات الأولية إلى أن معدل هطول الأمطار حول المتوسط أو أكثر قليلا. تأخير فتح بوابات التصريف وأشار إلى أن «التأخير في فتح بوابات التصريف يعود أملًا في أن ينفخ الله في صورة التوربينات وتشتغل، وأيضًا إلى عدم تصديق حقيقة التصريف الإجبارى كلما اقتربنا من موسم الأمطار دون استفادة حقيقية بالمياه التي عانت إثيوبيا كثيرًا وخاضت في سبيل تخزينها جولات عديدة من التوتر مع مصر والسودان على الأقل خلال سنوات التخزين الخمس، فهل بعد كل ذلك تُصرف المياه بهذا الشكل؟!».