
مجمع الفقه الإسلامي الدولي يدعو إلى نصرة فلسطين ماديًا وسياسياً وإعلاميًا وقانونيًا
الدوحة- معا- أصدر مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي بياناً خاصاً بشأن فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة وتطهير عرقي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبالذات في قطاع غزة، يدعو فيه المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى نصرة فلسطين مادياً وسياسياً وإعلامياً وقانونياً.
وجاء في البيان الصادر عن المؤتمر الدولي لمجمع الفقه الإسلامي في دورته السادسة والعشرين والتي انعقدت على مدار أربعة أيام في العاصمة القطرية الدوحة أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأعضاءه وهيئاته، يعبرون عن الغضب الشديد، والرفض، والقلق البالغ لما يتعرض له الشعب الفلسطيني عامة، وفي قطاع غزة خاصة، من عدوان سافر وغير مسبوق، تصاعدت فيه المجازر والفظائع، وتجاوز عدد الشهداء والجرحى والمفقودين المائة وثمانين ألفاً، وحرم فيه الناس من الماء والدواء والغذاء، وفُقدت جثامين الشهداء تحت الأنقاض، وتدمّرت المدارس والمستشفيات والمساكن على رؤوس أهلها، واستُهدف المدنيون، نساءً وأطفالاً، ولم تسلم المساجد والكنائس من القصف، في مشهد دموي يهزّ الضمائر ويؤلم القلوب، ويثير القهر.
وأدان مجمع الفقه الإسلامي الدولي بأشد العبارات ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، واستهتار بالقرارات الدولية، وخرق سافر للمواثيق والمعاهدات الدولية، وقتل المدنيين، واستهداف المستشفيات ودور العبادة، ويحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل هذه الجرائم.
وأكد مجمع الفقه الإسلامي في بيانه بشأن نصرة فلسطين أن هذه الجرائم المتكررة إنما تهدف إلى تهجير أهل الأرض، وطمس هويتهم، وفرض الأمر الواقع بالقوة والإرهاب، والعدوان المستمر على الأماكن المقدسة، والدعوات المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أنها كلها أعمال ترمي إلى تحويل الصراع إلى حرب دينية، وتغذي خطاب الكراهية، وتؤجج مشاعر الحقد، وتزعزع السلم والأمن الدوليين.
وإزاء هذا المشهد المؤلم، فإن مجمع الفقه الإسلامي يحيي صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري، رغم الجراح، وتمسكه بأرضه وحقه، ورفضه للاحتلال، ومقاومته للعدوان، وتمسكه بالمبادئ، وعدالة قضيته، وبحقه في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وبأنه لن يتنازل عن حقوقه، ولن يقبل المساومة على ثوابته، رغم بشاعة العدوان.
وثمّن مجمع الفقه الإسلامي جهود اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمة منظمة التعاون الإسلامي، مشيداً بدور دولة قطر الشقيقة، وجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي قدمت الدعم للشعب الفلسطيني، وسعت لتخفيف المعاناة، وفتح المسارات الإنسانية، وتوفير الدعم السياسي والحقوقي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وانطلاقاً من حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
ودعا مجمع الفقه الإسلامي المجتمع الدولي، وأحرار العالم، للقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتحرك الفوري لوقف هذا العدوان، وإنقاذ الأبرياء، والضغط على الاحتلال، لوقف آلة الحرب، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. مؤكداً أن مشهد الظلم هذا لا يمكن أن يستمر، وأن الاحتلال إلى زوال، وأن الدماء الزكية لن تذهب سدى، وأن الشعب الفلسطيني سينتصر بإذن الله، وستُستعاد الحقوق، ويرتفع الظلم، ويعم السلام، بإذن الله.
يذكر أن الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية والشيخ محمد حسين مفتي فلسطين يشاركان في أعمال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي التي انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة المئات من رجال الدين وقادة المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي لبحث آخر المستجدات التي تواجه الشعوب الإسلامية وكيفية مواءمتها وأحكام الشريعة الإسلامية، حيث التقى خلالها العديد من ممثلي الدول الإسلامي ورؤساء الهيئات الدينية والعلماء والمفكرين من مختلف دول العالم الإسلامي واطلعهم على مستجدات الأوضاع في فلسطين في ظل استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وبالذات في قطاع غزة وتصاعد المخططات الإسرائيلية العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك لفرض حالة أمر واقع جديدة في مدينة القدس تسعى لتهويد المدينة وطمس معالمها العربية والإسلامية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 4 ساعات
- شبكة أنباء شفا
جبهة التحرير العربية تنعى القائد الوطني وليد عساف
شفا – نعت جبهة التحرير العربية القائد الوطني الكبير وليد عساف ، وقالت 'الجبهة' في بيان لها ، بمزيد من الحزن والأسى ، وبقلوب محتسبة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، يتقدم الرفيق ركاد سالم ابو محمود الامين العام لجبهة التحرير العربية واعضاء اللجنة المركزية وكوادر وانصار الجبهة في الوطن والشتات من الرئيس محمود عباس ابو مازن رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ، واعضاء اللجنة المركزية، وكوادر وانصار الحركة في الوطن والشتات بالتعزية والمواساة بوفاة المناضل الوطني الكبير رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان السابق المرحوم وليد عساف (ابو علاء) والذي وافته المنية يوم الاحد الموافق 25/5/2025 بعد حياة حافلة بالنضال الوطني والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية . وأضافت جبهة التحرير العربية في بيانها ، وأننا إذ نشاطر آل الفقيد ورفاق دربه وعموم شعبنا الفلسطيني الأحزان بهذا المصاب الجلل، لنسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، انا لله وانا اليه راجعون. شاهد أيضاً في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين: سجن بلا قضبان وليل لا ينام …


فلسطين اليوم
منذ 6 ساعات
- فلسطين اليوم
عشية ذكرى احتلال القدس مستوطنون يقتحمون ساحة البراق ويرفعون علم الاحتلال
اقتحم مستوطنون، مساء اليوم الأحد، ساحة البراق في المسجد الأقصى المبارك، حيث قاموا برفع علم الاحتلال في خطوة تصعيدية تسبق ذكرى احتلال القدس. وأفادت محافظة القدس بأن قوات الاحتلال شددت إجراءاتها الأمنية في محيط باب العمود بالبلدة القديمة، ونشرت حواجز حديدية استعدادًا لـ"مسيرة الأعلام الاستفزازية" التي يعتزم المستوطنون تنظيمها يوم غد الاثنين. ومن المقرر أن تنطلق المسيرة من ساحة البراق، مرورًا بباب العمود وحي الواد، وهي مناطق فلسطينية مكتظة بالسكان. وأعربت محافظة القدس عن مخاوفها من تداعيات خطيرة على المدينة المحتلة، مؤكدة أن هذه الأنشطة التهويدية تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية بالقوة، في انتهاك واضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وفي بيان لها، شددت المحافظة على أن هذه المسيرة، التي تترافق عادة مع اعتداءات على المواطنين المقدسيين وترديد شعارات عنصرية بحق المسلمين والمسيحيين، تجري تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، التي ستفرض إغلاقًا كاملًا على المنطقة ابتداءً من الساعة 12:30 ظهر غد. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الأمر الذي يفاقم التوتر في القدس المحتلة


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
دعوات مكثفة للرباط في الأقصى غدًا... و"مسيرة الأعلام" تهدد بتفجير الأوضاع في القدس
الضفة الغربية/ فلسطين أون لاين تتواصل الدعوات الشعبية الفلسطينية للتواجد المكثف والرباط في باحات المسجد الأقصى المبارك يوم غد الإثنين، في مواجهة ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، التي تنظمها جماعات استيطانية سنويًا في ذكرى احتلال الشق الشرقي من القدس. من جانبه، حمّل الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التوتر المتصاعد في القدس، مؤكدًا أن مسيرات المستوطنين تمثل استعراضًا استفزازيًا للقوة، ومحاولة لفرض الطابع الاحتلالي على المدينة المقدسة. وقال صبري إن هذه المسيرات، التي تمر أحيانًا في البلدة القديمة، تتم تحت حماية شرطة الاحتلال، وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المدينة، داعيًا العالم الإسلامي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه القدس التي وصفها بـ"أمانة في أعناق المسلمين جميعًا". كما وحذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من التصعيد الإسرائيلي المتزايد في الأقصى، داعية جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلى التحرك العاجل دفاعًا عن المسجد، والتصدي بكل الوسائل لمحاولات التهويد المستمرة. وأكدت الحركة في بيان لها أن اقتحامات المستوطنين، وقيامهم مؤخرًا بأداء "طقوس السجود الملحمي" داخل ساحات المسجد، تشكل تصعيدًا خطيرًا في الحرب الدينية التي تشنها إسرائيل ضد القدس ومقدساتها، ومحاولة فاشلة لفرض واقع تهويدي بقوة الأمر الواقع. وشددت على أن هذه الاقتحامات لن تغيّر من الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، ولن تمنح أي شرعية لوجود الاحتلال فيه، محذرة من أن استمرار هذا العدوان يستفز مشاعر المسلمين في العالم، ويكشف غياب موقف حازم من الأمة العربية والإسلامية. ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، بالإضافة إلى الأمة العربية والإسلامية، إلى التحرك العاجل لنصرة الأقصى، والتصدي لمخططات التهويد والعدوان بكل الوسائل الممكنة. يأتي ذلك، بعد نشر ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" مقطعاً تحريضياً يضم 13 حاخاماً من أبرز قادة الصهيونية الدينية، وهم يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى، غدًا الإثنين، في إطار حرب الاحتلال الدينية المستمرة لتهويد مدينة القدس. وعشية الذكرى الـ58 لاحتلال الشطر الشرقي من القدس في يونيو/حزيران 1967، نظم مئات المستوطنين مسيرات استفزازية في عدة شوارع بالمدينة، رفعوا خلالها أعلام الاحتلال، ورددوا شعارات معادية للفلسطينيين والعرب. وتجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات "الموت للعرب" ويرقصون حاملين الأعلام "الإسرائيلية". ويموّل المسيرة جمعية "عام كالبيا" الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم "الإسرائيلية" وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار. ووفق مصادر مقدسية، جابت إحدى المسيرات شارع الواد في قلب البلدة القديمة، وسط دعوات استيطانية لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى يوم الإثنين. كما أطلقت ما تُعرف بـ"مدرسة جبل الهيكل" الاستيطانية دعوة مفتوحة لأداء الطقوس التوراتية العلنية داخل المسجد. وفي تطور خطير، يروّج المستوطنون لوضع ما أسموه "حجر الأساس للهيكل المزعوم" على أنقاض المسجد الأقصى، بمشاركة رمزية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في مشهد أثار استياءً واسعًا لدى الأوساط الفلسطينية والدولية. وأكدت مصادر محلية أن هذه الفعاليات تأتي ضمن مشروع ممنهج للتهويد، يشمل فرض الحصار، ومنع تنقل المقدسيين، واستهداف الصحفيين، وتقويض الوجود الفلسطيني في المدينة، خاصة مع تسارع تنفيذ خطة "القدس الكبرى" الهادفة لفصل المدينة عن امتدادها الفلسطيني من خلال ضمّ المستوطنات وشقّ طرق استراتيجية.