
أخبار العالم : علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل للمرشد الأعلى "أنا على قيد الحياة"؟
الجمعة 20 يونيو 2025 06:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
"كل هويتي مستمدة من هذه الثورة، ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفها"
قبل ساعة واحدة
أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن علي شمخاني، المستشار السياسي البارز للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في حالة مستقرة بعد إصابته بجروح بالغة جرّاء ضربة إسرائيلية.
وجاء ذلك بعد أيام من معلومات متضاربة حول مقتله بضربة إسرائيلية. فمن هو شمخاني؟ وماذا نعرف عن تدرجه في سلم الحكم في إيران؟
وقال علي شمخاني في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، الجمعة: "أنا على قيد الحياة ومستعد للتضحية بنفسي".
لمعرفة آخر تطورات التصعيد بين إسرائيل وإيران، تابعنا على واتساب (اضغط هنا).
وجاء في رسالته التي نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية: "النصر قريب، وسيُخلد اسم إيران في أعالي التاريخ كعادته".
كان علي شمخاني (1955) من المؤسسين الأوائل للحرس الثوري الإيراني، ومن كبار قادته خلال الحرب الإيرانية-العراقية.
شمخاني، الذي شغل منصب المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي، وكان أميناً سابقاً للمجلس الأعلى للأمن القومي، ظل شخصية بارزة في المجالين العسكري والأمني في الجمهورية الإسلامية، وغالباً ما وصف بألقاب من قبيل القائد، والأدميرال، والاستراتيجي، والدبلوماسي. كان يعتبر نفسه "ابن الثورة"، وصرّح ذات مرة: "كل هويتي مستمدة من هذه الثورة، ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفها".
اعتبر من الشخصيات "المعتدلة" في المؤسسة العسكرية، وأحد القلائل الذين بقوا فاعلين في ميادين السياسة والأمن والعسكر منذ بدايات النظام.
لكن في السنوات الأخيرة، طغت ملفات تتعلق بأنشطة أقربائه الاقتصادية على تاريخه العسكري والسياسي. فقد أثارت وسائل الإعلام انتقادات واسعة حول "الثروة الأسطورية لأبنائه وحفل زفاف ابنته الباذخ في فندق إسبيناس بالاس في مايو/أيار 2024". ولم يُسأل علناً قط عن مصادر هذه الثروة أو نمط حياته الفاخر المزعوم، وفق تقرير لبي بي سي فارسي.
من جماعة "منصورون" إلى تأسيس الحرس الثوري
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
شارك في تأسيس جماعة "منصورون" المسلحة عام 1975، ولعب دوراً محورياً في بناء الحرس الثوري بعد الثورة، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى أدوار قيادية في السياسة والأمن.
وُلد علي شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز، وهو عربي من محافظة خوزستان، وله أربعة أبناء.
كان ناشطاً سياسياً ضد نظام الشاه قبل الثورة واعتقل عدة مرات. وفي عام 1975، شارك إلى جانب محسن رضائي، وغلام علي رشيد، ومحمد باقر ذو القدر، ومحمد جهان آرا، وإسماعيل دغاغي وآخرين في تأسيس جماعة "منصورون" المسلحة. قتل بعض أعضاء الجماعة قبل الثورة، وبعد انتصارها في 1979، ساهم شمخاني ورفاقه في تأسيس الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب كتاب "الحركات والتنظيمات الدينية السياسية في إيران" لرسول جعفريان، نشأت جماعة منصورون في خوزستان حوالى عام 1971، وأعيد تنظيمها عام 1975 لتضم شخصيات مثل شمخاني ورضائي، قبل أن تتوسع لتشمل مدناً أخرى كطهران، وأصفهان، وقم، وكاشان، وأراك.
نفّذت الجماعة عدة عمليات مسلحة في عامي 1977 و1978، وقال بعض أعضائها إنهم كانوا على تواصل مع رجال دين كبار عبر حسين راستي الكاشاني من رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم.
بعد الثورة، ساهم شمخاني في تأسيس "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية" عبر دمج عدة مجموعات (أمة واحدة، توحيدي بدر، توحيدي صف، فلاح، فلق، منصورون، موحدين) لمواجهة منظمة مجاهدي خلق. لكن بعد أمر الخميني بمنع العسكريين من الانخراط السياسي، انسحب شمخاني ومجموعته من المنظمة، التي تفككت لاحقاً بسبب الانقسامات الداخلية، قبل أن يُعاد إحياؤها عام 1991.
الحرس الثوري والقيادات العسكرية
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
قاد الحرس الثوري في ذروة الحرب مع العراق
كان شمخاني من مؤسسي الحرس الثوري وقادته الأبرز خلال الحرب الإيرانية-العراقية. تولى قيادة فرع خوزستان، ثم أصبح نائب القائد العام للحرس الثوري بين عامي 1981 و1989، مع تولّيه في الوقت نفسه قيادة القوات البرية للحرس، ومنصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الاستخبارات والعمليات. شغل لفترة قصيرة منصب "وزير الحرس الثوري" في حكومة مير حسين موسوي، قبل أن تدمج الوزارة بوزارة الدفاع.
نقل لاحقاً إلى الجيش النظامي، حيث تولى قيادة البحرية بين 1989 و1997، إضافة إلى قيادته البحرية التابعة للحرس الثوري منذ عام 1990.
"أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
في كتابه المقتضب "أنقذونا!"، اعترف بأنه كان يفتقر للمعرفة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية
برز اسم شمخاني خلال الحرب بخطابه الشهير "أنقذونا!" الذي وجّهه للمسؤولين في بدايات الحرب، وجاء فيه: "أنقذونا! ما هذه المؤسسة الرسمية التي لا تملك حتى سلاحاً فردياً؟ لم تُدرّبوا الحرس الشهداء... من بين 150 من حراس المحمرة، لم يبقَ سوى 30. يمكننا أن نصمد بثلاثين قذيفة هاون لثلاثة أشهر... شهداؤنا الذين سقطوا قبل 25 يوماً ما زالوا دون دفن. أنقذونا. نحتاج سلاحاً وإمدادات".
في كتابه المقتضب "أنقذونا!"، اعترف بأنه كان يفتقر للمعرفة العسكرية في تلك المرحلة، وأنه لم يكن يعرف حتى معنى الأسهم على خرائط العمليات، وكان يظن أن رجلاً قوي البنية يحمل رشاشاً على السطح قادر على إسقاط طائرات عراقية.
أثار جدلاً بتصريحه أن "أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً، بل كانت له رؤية مختلفة"، ما أزعج دوائر في النظام. وأوضح في الكتاب أنه كان على تواصل شخصي مع بني صدر، الذي كان ودوداً لكنه "لم يرسل سلاحاً أبداً".
وأبو الحسن بني صدر هو أول رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران بعد الثورة عام 1979، وأقيل من منصبه عام 1981 بسبب خلافات حادة مع رجال الدين، ثم عاش في المنفى بفرنسا حتى وفاته عام 2021.
الترشح للرئاسة والمناصب التنفيذية
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
من الأوسمة إلى صناديق الاقتراع... شمخاني بين المؤسسة والعزلة
بحسب مذكرات هاشمي رفسنجاني، ترشح شمخاني للانتخابات الرئاسية عام 2001 "بتشجيع من قادة الحرس". نال رتبة الأدميرال عام 1999، ووسام "الفتح" ثلاث مرات من المرشد الأعلى. تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس محمد خاتمي، وحصل عام 2000 على وسام الملك عبد العزيز من السعودية، وهو أعلى وسام سعودي.
ترشح عام 2001 في مواجهة خاتمي، لكنه نال أقل من مليون صوت (نحو 2.5٪) وخسر بفارق كبير. ورغم خيبة أمل الإصلاحيين، بقي في منصبه وزيراً للدفاع.
أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي والعودة إلى الواجهة
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
عقد من الأمن القومي... بين الأزمات والوساطات
في 10 أيلول/سبتمبر 2013، عُيّن شمخاني أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي خلفاً لسعيد جليلي. كتب حسن روحاني لاحقاً أن خياريه الأول والثاني، علي أكبر ناطق نوري ومحمد فروزنده، رفضا المنصب، فاقترح شمخاني رغم تردد خامنئي، وأكد أنه ندم لاحقاً على التعيين لكنه لم يتمكن من التراجع.
ومن أبرز الأحداث التي شهدها عهده:
- إسقاط الطائرة الأوكرانية على يد الحرس الثوري
- احتجاجات ديسمبر 2017، نوفمبر 2019، صيف 2021، واحتجاجات مهسا أميني في 2022
- موجات احتجاجات نقابية وطلابية
في أزمة الطائرة الأوكرانية، حاول شمخاني تبرئة قادة الحرس، قائلاً إن الأمر يعود إلى "وحدة خارجة عن السيطرة"، واصفاً الحدث بأنه "ألم غير مسبوق لقيادة الحرس".
قلل من أهمية احتجاجات 2017، واعتبرها "محدودة جداً"، متهماً السعودية ودولاً أخرى بالتحريض الإلكتروني. أما في 2019، فاتهم المعارضة بتزوير أعداد الضحايا.
وفي آذار/مارس 2023، لعب دوراً محورياً في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية. ومع تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة عام 2021، راجت شائعات متكررة عن استقالته، حتى أُعلن في مايو 2023 عن تعيين علي أكبر أحمديان بديلاً له، لتنتهي بذلك فترة استمرت عقداً من الزمن.
وفي الوقت نفسه، عيّنه خامنئي عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشاراً سياسياً، ليبقى داخل دائرة النظام.
"ثروة أسطورية" لعائلته
وسط مسيرته الطويلة في الأمن والسياسة والعسكر، ظل الجدل قائماً حول "الثروة الأسطورية" لعائلة شمخاني، مع تداول واسع لصور منازل فاخرة منسوبة إليه وإلى صهره.
رد شمخاني وحلفاؤه بأن هذه الاتهامات مدفوعة سياسياً. ولم يعلّق علناً على أي من هذه المزاعم.
ابنه، حسين شمخاني، يقال إنه يدير شركة "أدميرال شيبّينغ". وفي فبراير 2022، أثار احتجاز سفينة تدعى "كابل" تابعة للشركة ضجة إعلامية، إذ أفادت وكالة إيلنا أن "إخوة شمخاني" يمتلكون الشركة، فيما أعلنت وكالة فارس لاحقاً أن العائلة رفعت دعوى قضائية ضد إيلنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟
الجمعة 20 يونيو 2025 08:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مشهد من غرفة معيشة مبنى سكني في طهران دُمّر في هجوم إسرائيلي في 13 يونيو/حزيران 2025 في إيران. Article Information Author, داليا حيدر Role, بي بي سي نيوز عربي Reporting from لندن قبل 35 دقيقة بعد مرور أسبوع على المواجهات بين إسرائيل وإيران، يسود الترقب لما يمكن أن تؤول إليه هذه المواجهة، خاصة إذا انضمت واشنطن لمساندة إسرائيل. بالتأكيد هذه ليست حرب إسرائيل الأولى في الشرق الأوسط، فلطالما هاجم الجيش الإسرائيلي أذرعاً إيرانية في الدول العربية، لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الهدف المعلن للهجوم: الدولة الإيرانية. هذه الحقيقة بحد ذاتها كانت مادة للفكاهة والتندر بين بعض المواطنين العرب. فالعديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين أبدوا ارتياحهم حيال وجودهم في موقع "المتفرِّج" هذه المرة، بدلاً من أن يكونوا تحت القصف، كما هو الحال في غزة اليوم، وكما كان في لبنان وسوريا حتى وقت قريب جداً. يتحدث يحيى برزق من غزة عما يسميه "نوعاً من الفرحة بصراحة، أن نشاهد بعض المآسي التي تسببت بها إسرائيل لنا تحدث الآن لديهم"، لكنه قلق في ذات الوقت، "هذه الحرب تحرف الأنظار عن الوضع في القطاع، وللأسف أصبحنا حدثاً ثانوياً". يتفق معه معاذ العمور، نازح في خان يونس، قائلا إن "التغطية الإعلامية في كل العالم وفي كل القنوات تركت غزة وتحولت لتغطية إسرائيل وإيران وهذا يشكل خطراً كبيراً علينا في القطاع"، متمنياً أن "تنتهي حرب إيران سريعاً وتكون نهايتها في اتفاق يشمل قضية غزة." ولم تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بالرغم من التطورات الأخيرة، ووفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى 55,637 والإصابات إلى 129,880، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتدعم إيران حركات مسلحة فلسطينية في وجه إسرائيل من بينها حماس. جيران إسرائيل باستثناء مصر والأردن، اللذَين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا تتمتع الدولة العبرية بعلاقات طيبة مع جوارها. فبينما تتصدى تل أبيب للصواريخ الإيرانية تتوغل معداتها العسكرية في الجنوب السوري، والذي أعلنت أجزاء منه منطقة عسكرية بمجرد انهيار النظام السوري السابق في نهاية العام الماضي، وما تلاه من تدمير إسرائيلي للمنظومة العسكرية الدفاعية للبلاد. لم أجد بين أي من السوريين الذي تحدثت إليهم تعاطفاً مع إسرائيل، وبالنسبة للبعض، ولا حتى مع إيران. فيعتقد كثيرون أن نظام الرئيس السابق بشار الأسد لم يكن ليصمد في وجه الحراك المتمرد السوري لولا مساعدة إيران، إلى جانب روسيا، التي أرسلت الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه لدعم القوات الحكومية في حرب طاحنة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، دبابات وجرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تقتحم موقع أبو دياب العسكري في 19 مارس/آذار 2025، على المشارف الجنوبية لمدينة القنيطرة السورية الحدودية. وتعلق ليلى الجابري من سوريا ، "لست متعاطفة مع أي من الجانبين، فأنا كسورية، لي موقف سلبي تجاه النظام الإيراني والذي عاث فسادا في بلدي ، لكنني بالتأكيد أتعاطف مع الشعب الإيراني البريء الذي سيدفع الثمن عن نظامه الراديكالي الذي لم يقدم له طوال عقود، الحد الأدنى من العيش الكريم وممارسة الحريات المدنية والسياسية، التي ينشدها كل شعب حر، وأخص هنا حقوق المرأة الإيرانية". أما بالنسبة لإسرائيل، تتابع، "لست متعاطفة. فهي أيضاً تحتل أراضينا العربية في سوريا وفلسطين وتقوم بحرب إبادة، لكنني أتمنى السلامة لكل الأبرياء في الأراضي المحتلة". بدوره يقول أحمد، إنه "ضد إسرائيل التي "لم تترك بقعة إلا ونشرت سمّها فيها،" مضيفاً أنهم سيضربون سوريا " بأي فرصة تتاح لهم." لكنه بذات الوقت يعتقد أن إيران "تسعى لتحقيق مصلحتها بأي وسيلة كانت". وفي حين لم تصدر الحكومة السورية موقفاً رسمياً من الحرب، تحدثت تقارير دولية عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين. "لأول مرة أجلس في موقع المتفرجة" أما في لبنان، حيث تنتشر مقاطع الفيديو من الأعراس والنوادي الليلية التي تظهر في خلفيتها الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، فلا يخفي بعض الناس ابتهاجهم برؤيتها، إذ أن بلدهم خرج للتو من حرب قاسية استمرت ثلاثة أشهر، ألحقت فيها إسرائيل أضراراً كبيرة بحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، والذي يعتبر نفسه خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل. وكانت إسرائيل قد اغتالت أمينه العام حسن نصر الله وعدداً من قياداته البارزة. وبعد أسبوع من المواجهات، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الحزب "ليس على الحياد" في ما يجري من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنهم "سيتصرفون في الوقت وبالطريقة التي يرونها مناسبة". أما السلطات اللبنانية فأدانت الهجوم. بالنسبة للمواطن اللبناني شربل برباري ما يهم في هذه الحرب "هو تحييد المدنيين"، لكنه يعتقد أنه من "الأفضل ألا يكون أي من الطرفيين قوياً، فكلاهما لديه الرغبة بالسيطرة على الشرق الأوسط وعلى لبنان"، ويضيف "إذا انتصر أحد الطرفين سيحكم المنطقة على طريقته، وكلبنانيين سنشهد موجة هجرة جديدة لأوروبا". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تقول دانيا "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب اسرائيل على أرضنا أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز" أما الشاب اللبناني آلان، فيعتبر أن منطق الحرب "مرفوض بالمطلق، لكن إيران تحصد ما زرعت،" فبرأيه إيران صدرت إلى دول الجوار "السلاح، والايديولوجيا والإرهاب. ودمرت بلدنا، لذلك لا آسف على النظام الإيراني، وسقوطُه سيريح دول المنطقة وعلى راسها لبنان الذي دفع الفاتورة الأغلى". من جهتها تعرب دانيا عن عدم اكتراثها بمن "سيفوز" وتتابع "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب إسرائيل على أرضنا. أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز ولكن بدون الشعور بالخوف والتوتر والقلق على عائلتي ووطني". لكن بالنسبة لـ بلال (اسم مستعار) فإن سقوط إيران "لا يعني فقط سقوط محور المقاومة، وإنما سقوط خط الدفاع الأول عن المستضعفين والمناهضين للسياسيات الأميركية وإسرائيل ودول الغرب". تتمتع إيران بنفوذ كبير في سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال دعم وتسليح حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الأخرى في العراق. وهذا ما أثار بعض الجدل والانقسامات حول مواقف شعوب هذه الدول من الحرب الحالية. انقسام في العراق في العراق، يقول علي من محافظة البصرة إنه مع هذه الحرب، "ليس لأنني أحب الدم، بل لأننا تعودنا أن نرى الظلم ونسكت. إسرائيل لا تحتل فقط الأراضي الفلسطينية بل هي سبب خراب المنطقة." ويضيف أن إيران هي الدولة الوحيدة "التي وقفت معنا يوم لم ينفعنا أحد، وأرسلت سلاحاً للحشد الشعبي حتى يقف بوجه داعش." ويتابع "أنا مع الحشد، ومع المقاومة، ومع كل من يرد كرامة شعوبنا". لكن بالنسبة لعمر، من محافظة الأنبار فإن إيران "تقول إنها تدعم المقاومة، لكن نحن بالعراق رأينا كيف استغلت الوضع بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ودعمت جماعات فرّقتنا، وخربت بيوتنا بحجة محاربة الإرهاب". يرى الصحفي العراقي، مصطفى ناصر، أن هذه الحرب كانت متوقعة و"مؤجلة منذ أكثر من سبع سنوات"، ويضيف أنه "مع تنامي حالة الكره إزاء السياسات الإيرانية في العديد من البلدان العربية ولا سيما في سوريا ولبنان والعراق، اعتبرت إسرائيل هذه الحالة فرصة معززة للهجوم على إيران". وأدان العراق الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق قسماً كبيراً من مجاله الجوي مؤقتاً، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مقاتل من جماعة عصائب أهل الحق الشيعية يقف خارج مقر الميليشيا في 18 مايو/أيار 2015 في مدينة البصرة ذات الأغلبية الشيعية في جنوب العراق. "لا نريد أن نجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل" في موقف موحّد، أدانت بدورها دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها". وتقول مروة، من السعودية، إنها تشعر "بالخوف من هذه الحرب، لأنها قد تمتد لدول الخليج، ونحن هنا لدينا استثمارات واستقرار نسبي، ولا نريد أن ننجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، وتضيف أنها "من ناحية المبدأ ضد إسرائيل بسبب عدوانها المتكرر على غزة، لكنها ليست العدو الوحيد في المنطقة. إيران لا تقل خطرا عنها، فقد رأينا كيف تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونشرت الطائفية". ولطالما كانت العلاقات الإيرانية الخليجية، متذبذبة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بين العوامل الطائفية، والطموحات الإقليمية، والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة الجزر الثلاث التي ضمتها إيران في عام 1971، وتطالب بها الإمارات. ثم أدت ثورات ما عٌرف بالربيع العربي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة، حيث دعمت إيران الحركات الشيعية في البحرين واليمن، بينما دعمت السعودية والإمارات الحكومات السنية، وقد أثارت التدخلات الإيرانية في اليمن، لا سيما دعم جماعة أنصار الله الحوثي، قلق السعودية والإمارات. قلق تحول إلى تدخل عسكري في اليمن عام 2015. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رجل في طهران يحمل صحيفة محلية تنشر على صفحتها الأولى تقريرا عن الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين إيران والمملكة العربية السعودية لاستعادة العلاقات، والذي تم توقيعه في بكين في اليوم السابق، 11 مارس/آذار 2023. في ذات الوقت، حاولت إيران إحداث تغيير في دول شمال افريقيا، لما بدا أنه سعي لإرساء بديل "للإسلام السياسي" وإنشاء وكلاء جدد لما يسمّى "محور المقاومة" في القارة السمراء. وبالرغم من الجدل الذي أثاره ذلك حينها، يقول من تحدثنا إليهم، أن موقفهم سيبقى "تاريخياً" ضد إسرائيل، بغض النظر عن الطرف الآخر. يُذكر أن العلاقات بين المغرب وإيران على سبيل المثال كانت متوترة تاريخياً، وشهدت قطيعة دبلوماسية أكثر من مرة بسبب اتهامات بدعم جماعات تهدد الأمن المغربي. بالنسبة لسمير من الجزائر فإن "إسرائيل كيان غاصب، وهي المسؤولة عن نكبة شعبنا الفلسطيني. ولذلك، من الطبيعي أن ترى معظم الجزائريين يقفون مع كل من يعادي هذا الكيان، بما في ذلك إيران". ويضيف أنه يتعاطف مع إيران في هذه الحرب "لأنها تتعرض لضربات متكررة، وتُحاصر اقتصادياً بسبب مواقفها. الصراع ليس سياسياً فقط، بل مبدئي أيضاً. من يقف ضد إسرائيل، يقف إلى جانب العدالة، حتى لو اختلفنا معه في ملفات أخرى".


نافذة على العالم
منذ 4 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل للمرشد الأعلى "أنا على قيد الحياة"؟
الجمعة 20 يونيو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، "كل هويتي مستمدة من هذه الثورة، ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفها" قبل ساعة واحدة أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن علي شمخاني، المستشار السياسي البارز للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في حالة مستقرة بعد إصابته بجروح بالغة جرّاء ضربة إسرائيلية. وجاء ذلك بعد أيام من معلومات متضاربة حول مقتله بضربة إسرائيلية. فمن هو شمخاني؟ وماذا نعرف عن تدرجه في سلم الحكم في إيران؟ وقال علي شمخاني في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، الجمعة: "أنا على قيد الحياة ومستعد للتضحية بنفسي". لمعرفة آخر تطورات التصعيد بين إسرائيل وإيران، تابعنا على واتساب (اضغط هنا). وجاء في رسالته التي نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية: "النصر قريب، وسيُخلد اسم إيران في أعالي التاريخ كعادته". كان علي شمخاني (1955) من المؤسسين الأوائل للحرس الثوري الإيراني، ومن كبار قادته خلال الحرب الإيرانية-العراقية. شمخاني، الذي شغل منصب المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي، وكان أميناً سابقاً للمجلس الأعلى للأمن القومي، ظل شخصية بارزة في المجالين العسكري والأمني في الجمهورية الإسلامية، وغالباً ما وصف بألقاب من قبيل القائد، والأدميرال، والاستراتيجي، والدبلوماسي. كان يعتبر نفسه "ابن الثورة"، وصرّح ذات مرة: "كل هويتي مستمدة من هذه الثورة، ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفها". اعتبر من الشخصيات "المعتدلة" في المؤسسة العسكرية، وأحد القلائل الذين بقوا فاعلين في ميادين السياسة والأمن والعسكر منذ بدايات النظام. لكن في السنوات الأخيرة، طغت ملفات تتعلق بأنشطة أقربائه الاقتصادية على تاريخه العسكري والسياسي. فقد أثارت وسائل الإعلام انتقادات واسعة حول "الثروة الأسطورية لأبنائه وحفل زفاف ابنته الباذخ في فندق إسبيناس بالاس في مايو/أيار 2024". ولم يُسأل علناً قط عن مصادر هذه الثروة أو نمط حياته الفاخر المزعوم، وفق تقرير لبي بي سي فارسي. من جماعة "منصورون" إلى تأسيس الحرس الثوري صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، شارك في تأسيس جماعة "منصورون" المسلحة عام 1975، ولعب دوراً محورياً في بناء الحرس الثوري بعد الثورة، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى أدوار قيادية في السياسة والأمن. وُلد علي شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز، وهو عربي من محافظة خوزستان، وله أربعة أبناء. كان ناشطاً سياسياً ضد نظام الشاه قبل الثورة واعتقل عدة مرات. وفي عام 1975، شارك إلى جانب محسن رضائي، وغلام علي رشيد، ومحمد باقر ذو القدر، ومحمد جهان آرا، وإسماعيل دغاغي وآخرين في تأسيس جماعة "منصورون" المسلحة. قتل بعض أعضاء الجماعة قبل الثورة، وبعد انتصارها في 1979، ساهم شمخاني ورفاقه في تأسيس الحرس الثوري الإيراني. وبحسب كتاب "الحركات والتنظيمات الدينية السياسية في إيران" لرسول جعفريان، نشأت جماعة منصورون في خوزستان حوالى عام 1971، وأعيد تنظيمها عام 1975 لتضم شخصيات مثل شمخاني ورضائي، قبل أن تتوسع لتشمل مدناً أخرى كطهران، وأصفهان، وقم، وكاشان، وأراك. نفّذت الجماعة عدة عمليات مسلحة في عامي 1977 و1978، وقال بعض أعضائها إنهم كانوا على تواصل مع رجال دين كبار عبر حسين راستي الكاشاني من رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم. بعد الثورة، ساهم شمخاني في تأسيس "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية" عبر دمج عدة مجموعات (أمة واحدة، توحيدي بدر، توحيدي صف، فلاح، فلق، منصورون، موحدين) لمواجهة منظمة مجاهدي خلق. لكن بعد أمر الخميني بمنع العسكريين من الانخراط السياسي، انسحب شمخاني ومجموعته من المنظمة، التي تفككت لاحقاً بسبب الانقسامات الداخلية، قبل أن يُعاد إحياؤها عام 1991. الحرس الثوري والقيادات العسكرية صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قاد الحرس الثوري في ذروة الحرب مع العراق كان شمخاني من مؤسسي الحرس الثوري وقادته الأبرز خلال الحرب الإيرانية-العراقية. تولى قيادة فرع خوزستان، ثم أصبح نائب القائد العام للحرس الثوري بين عامي 1981 و1989، مع تولّيه في الوقت نفسه قيادة القوات البرية للحرس، ومنصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الاستخبارات والعمليات. شغل لفترة قصيرة منصب "وزير الحرس الثوري" في حكومة مير حسين موسوي، قبل أن تدمج الوزارة بوزارة الدفاع. نقل لاحقاً إلى الجيش النظامي، حيث تولى قيادة البحرية بين 1989 و1997، إضافة إلى قيادته البحرية التابعة للحرس الثوري منذ عام 1990. "أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، في كتابه المقتضب "أنقذونا!"، اعترف بأنه كان يفتقر للمعرفة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية برز اسم شمخاني خلال الحرب بخطابه الشهير "أنقذونا!" الذي وجّهه للمسؤولين في بدايات الحرب، وجاء فيه: "أنقذونا! ما هذه المؤسسة الرسمية التي لا تملك حتى سلاحاً فردياً؟ لم تُدرّبوا الحرس الشهداء... من بين 150 من حراس المحمرة، لم يبقَ سوى 30. يمكننا أن نصمد بثلاثين قذيفة هاون لثلاثة أشهر... شهداؤنا الذين سقطوا قبل 25 يوماً ما زالوا دون دفن. أنقذونا. نحتاج سلاحاً وإمدادات". في كتابه المقتضب "أنقذونا!"، اعترف بأنه كان يفتقر للمعرفة العسكرية في تلك المرحلة، وأنه لم يكن يعرف حتى معنى الأسهم على خرائط العمليات، وكان يظن أن رجلاً قوي البنية يحمل رشاشاً على السطح قادر على إسقاط طائرات عراقية. أثار جدلاً بتصريحه أن "أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً، بل كانت له رؤية مختلفة"، ما أزعج دوائر في النظام. وأوضح في الكتاب أنه كان على تواصل شخصي مع بني صدر، الذي كان ودوداً لكنه "لم يرسل سلاحاً أبداً". وأبو الحسن بني صدر هو أول رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران بعد الثورة عام 1979، وأقيل من منصبه عام 1981 بسبب خلافات حادة مع رجال الدين، ثم عاش في المنفى بفرنسا حتى وفاته عام 2021. الترشح للرئاسة والمناصب التنفيذية صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، من الأوسمة إلى صناديق الاقتراع... شمخاني بين المؤسسة والعزلة بحسب مذكرات هاشمي رفسنجاني، ترشح شمخاني للانتخابات الرئاسية عام 2001 "بتشجيع من قادة الحرس". نال رتبة الأدميرال عام 1999، ووسام "الفتح" ثلاث مرات من المرشد الأعلى. تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس محمد خاتمي، وحصل عام 2000 على وسام الملك عبد العزيز من السعودية، وهو أعلى وسام سعودي. ترشح عام 2001 في مواجهة خاتمي، لكنه نال أقل من مليون صوت (نحو 2.5٪) وخسر بفارق كبير. ورغم خيبة أمل الإصلاحيين، بقي في منصبه وزيراً للدفاع. أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي والعودة إلى الواجهة صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، عقد من الأمن القومي... بين الأزمات والوساطات في 10 أيلول/سبتمبر 2013، عُيّن شمخاني أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي خلفاً لسعيد جليلي. كتب حسن روحاني لاحقاً أن خياريه الأول والثاني، علي أكبر ناطق نوري ومحمد فروزنده، رفضا المنصب، فاقترح شمخاني رغم تردد خامنئي، وأكد أنه ندم لاحقاً على التعيين لكنه لم يتمكن من التراجع. ومن أبرز الأحداث التي شهدها عهده: - إسقاط الطائرة الأوكرانية على يد الحرس الثوري - احتجاجات ديسمبر 2017، نوفمبر 2019، صيف 2021، واحتجاجات مهسا أميني في 2022 - موجات احتجاجات نقابية وطلابية في أزمة الطائرة الأوكرانية، حاول شمخاني تبرئة قادة الحرس، قائلاً إن الأمر يعود إلى "وحدة خارجة عن السيطرة"، واصفاً الحدث بأنه "ألم غير مسبوق لقيادة الحرس". قلل من أهمية احتجاجات 2017، واعتبرها "محدودة جداً"، متهماً السعودية ودولاً أخرى بالتحريض الإلكتروني. أما في 2019، فاتهم المعارضة بتزوير أعداد الضحايا. وفي آذار/مارس 2023، لعب دوراً محورياً في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية. ومع تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة عام 2021، راجت شائعات متكررة عن استقالته، حتى أُعلن في مايو 2023 عن تعيين علي أكبر أحمديان بديلاً له، لتنتهي بذلك فترة استمرت عقداً من الزمن. وفي الوقت نفسه، عيّنه خامنئي عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشاراً سياسياً، ليبقى داخل دائرة النظام. "ثروة أسطورية" لعائلته وسط مسيرته الطويلة في الأمن والسياسة والعسكر، ظل الجدل قائماً حول "الثروة الأسطورية" لعائلة شمخاني، مع تداول واسع لصور منازل فاخرة منسوبة إليه وإلى صهره. رد شمخاني وحلفاؤه بأن هذه الاتهامات مدفوعة سياسياً. ولم يعلّق علناً على أي من هذه المزاعم. ابنه، حسين شمخاني، يقال إنه يدير شركة "أدميرال شيبّينغ". وفي فبراير 2022، أثار احتجاز سفينة تدعى "كابل" تابعة للشركة ضجة إعلامية، إذ أفادت وكالة إيلنا أن "إخوة شمخاني" يمتلكون الشركة، فيما أعلنت وكالة فارس لاحقاً أن العائلة رفعت دعوى قضائية ضد إيلنا.


نافذة على العالم
منذ 4 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : بعد ستة أشهر من سقوط حكم الأسد، لماذا لا يريد لاجئون سوريون في الأردن العودة لبلادهم؟
الجمعة 20 يونيو 2025 02:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، UNHCR التعليق على الصورة، مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمالي الأردن في 2024 Article Information Author, حسام العسال Role, بي بي سي عربي قبل 54 دقيقة "أحن لسوريا، لكن عندما أفكر في العواقب أقول لنفسي: خليني هون أحسن"، هكذا تعبر اللاجئة السورية في الأردن ريهام عن رفضها للعودة لبلادها حالياً وفي المستقبل القريب. وهذا هو حال اللاجئة السورية رانيا أيضاً، والتي تقول: "لا شيء يشجعني على العودة". منذ سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وحركة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم متسارعة من مختلف دول العالم، ومنها الأردن. لكن بعضهم لا يزال متوجسا من الإقدام على تلك الخطوة حاليا، والانتقال من حالة اللجوء إلى المواطنة. ويرى تقرير "الاتجاهات العالمية" الذي يقدم تصوراً سنوياً لأوضاع النازحين قسراً في العالم، الصادر منذ أيام عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الجانب المشرق الوحيد يكمن في انتعاش العودة الطوعية إلى الوطن، لا سيما إلى سوريا. وبلغ عدد الأفراد اللاجئين العائدين إلى سوريا منذ سقوط حكم الأسد، وحتى 12 يونيو/حزيران 577,266 لاجئاً. وخلال تلك الفترة، عاد أكثر من 86 ألف لاجئ سوري من الأردن إلى بلادهم. ونشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في فبراير/شباط الماضي مسحاً إقليمياً حول تصورات ونوايا اللاجئين السوريين في أربع دول، منها الأردن، بشأن العودة إلى سوريا. وأعرب فيه 27 في المئة فقط من اللاجئين السوريين المشاركين في المسح عن نيتــهم العودة خلال 12 شهراً مقبلة، مقارنة مع 1.7 في المئة في مسح العام الماضي. "بيتي على الأرض" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مبنى مدمر في مخيم اليرموك قرب دمشق، في الأول من فبراير/شباط 2025 تنحدر ريهام، وهو اسم مستعار، من قرية خربة غزالة في محافظة درعا السورية، لكنها كانت تسكن في مخيم اليرموك قرب دمشق، قبل وصولها للأردن بصحبة أفراد من عائلتها في 2013، عقب اندلاع "الثورة السورية". وسكنت ريهام (39 عاماً) في مخيم الزعتري شمالي الأردن، بعد أن فقدت زوجها برصاص قناص خلال أحداث العنف في سوريا، فبقي لها من عائلتها طفلان اصطحبتهما إلى الأردن، حيث كانت تسعى للأمان. بعد أكثر من عقد من اللجوء وأشكال معاناته، لا تفكر ريهام في العودة لبلادها بعد سقوط حكم الأسد، وتساءلت: أين سأسكن؟ "ما عندي بيت، وما عندي مصاري (مال) … بيتي في مخيم اليرموك قرب دمشق على الأرض بعد دماره بشكل كامل خلال الحرب، ومنطقة سكني لا يوجد بها أحد"، تقول ريهام لبي بي سي. ورأى 66 في المئة من اللاجئين السوريين في الأردن أن المخاوف بشأن توافر الممتلكات تمنعهم من العودة خلال عام. Getty 61 في المئة من اللاجئين السوريين يمتلكون أو أحد أفراد أسرتهم منزلاً في سوريا UNHCR أما رانيا الخالدي (45 سنة) من مدينة حلب، والتي وصلت إلى عمّان في 2012 قادمة من سوريا بعد عام من اندلاع "الثورة"، لا تبدي رغبة في العودة لوطنها لأسباب عدة. تعيل رانيا عائلتها بعد وفاة زوجها منذ عام، من خلال إكمال عمله في مجال صنع الصابون الذي تشتهر به حلب، وتقوم ببيعه في عمّان. تقول رانيا لبي بي سي: "بيتي ومشغل زوجي الخاص بالصابون في حلب مدمران بشكل كامل". "أولادي متعلقون بالأردن" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أطفال سوريون يلعبون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في 3 ديسمبر/كانون الأول 2016 تضيف رانيا: "لا شيء يشجعني على العودة، وأولادي متعلقون بالأردن… جميع أقاربي في حلب غير موجودين بسبب الوفاة أو السفر والشتات". وأشارت رانيا إلى دراسة أولادها في الأردن. أما ريهام تشير إلى أن نجلها يدرس في الجامعة في تخصص الأمن السيبراني، والآخر يدرس في الصف العاشر. وترى ريهام أن التعليم في سوريا ليس جيداً، مضيفةً: "لا يوجد في سوريا تخصص أمن سيبراني حتى يكمل ابني دراسته، ولا توجد وظائف مناسبة لتخصصه الدراسي". وعبر 41 في المئة من اللاجئين السوريين بالأردن المشاركين في المسح، أن المخاوف بشأن توافر الخدمات، مثل الصحة، والتعليم، والمياه، والكهرباء، والبنية التحتية، تمنعهم من العودة لبلادهم خلال عام. وتتواصل ريهام مع أشخاص في سوريا يخبرونها بمشاكل حالية تتعلق بالكهرباء والمياه. أما أحمد نعسان الذي يسكن عمّان، فعبر لبي بي سي عن قلقه من عدم توافر المستلزمات الطبية للعلاج والرعاية الصحية. مخاوف أمنية ولا يرى أحمد (55 عاماً) الذي وصل إلى الأردن عام 2012، أن السلم الأهلي متوافر في سوريا ومنطقته في ريف دمشق، وهو ما يثير المخاوف لديه. وتتشارك ريهام مع أحمد في المخاوف الأمنية، متحدثة عن "وجود اغتيالات وقتل" وتصفية حسابات في بلادها. وتشكل المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن مانعاً لنحو 51 في المئة من المشاركين في المسح في الأردن، من العودة لسوريا خلال عام. "مهنتي تعد من الكماليات في سوريا" صدر الصورة، ShruokArt التعليق على الصورة، من أعمال اللاجئ السوري في الأردن أحمد نعسان الذي يعمل في فن الأرابيسك يعمل أحمد في فن الأرابيسك والمشغولات اليدوية الخاصة بهذا الفن، ويبيع أعماله، ويدرب آخرين في هذا المجال، ولديه مشغل في عمّان. "لا أفكر في العودة…وقد تعرض بيتي ومشغلي في سوريا للدمار"، يقول أحمد الذي لديه أيضاً مخاوف اقتصادية. ويضيف: "مهنتي تعد في سوريا حالياً من الكماليات، لأن سوريا في مرحلة البناء". ويبدو على أحمد التعلق بالأردن، ويشير إلى أنه لا يسعى إلى قطع ارتباطه بالأردن حتى في حال عودته. وتشكل التحديات الاقتصادية في سوريا مانعاً لـ36 في المئة من المشاركين في المسح في الأردن، من العودة لسوريا خلال عام. وتعمل السلطات السورية الجديدة، بعد رفع عقوبات غربية عن البلاد، على دفع عجلة التعافي الاقتصادي تمهيداً لبدء مرحلة الإعمار الذي تقدّر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 400 مليار دولار، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس. ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في نهاية يناير/كانون الثاني، المجتمع الدولي إلى دعم إعادة الإعمار في سوريا لتسهيل عودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى ديارهم. قرار "طوعي" صدر الصورة، UNHCR التعليق على الصورة، ماريا ستافروبولو ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن وتؤكد ماريا ستافروبولو ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، لبي بي سي، أن قرار العودة للاجئين هو طوعي ويعود للاجئ نفسه. وتحدثت ستافروبولو لبي بي سي، عن نوعين من المخاوف، الأول يتعلق بالاستقرار والأمن، والثاني يتعلق بالظروف الاقتصادية وفرص كسب العيش، والحصول على الخدمات الأساسية. "الأمر يعتمد على المكان الذي يقصدونه، ومدى شعورهم بالأمان الكافي، ويعتمد الأمر على ما هو متاح لهم من خدمات أساسية"، وفق ستافروبولو. "تهيئة الظروف" صدر الصورة، UNHCR التعليق على الصورة، لاجئون سوريون في الأردن يتهيأون للعودة لبلادهم يضغط الأردن الذي يشترك مع سوريا في حدود برية تمتد إلى نحو 375 كيلومتراً، من أجل "ضرورة الاستمرار في دعم اللاجئين والمنظمات التي تعنى بهم والدول المستضيفة، بالتزامن مع العمل المكثّف على تهيئة البيئة التي تتيح عودتهم الطوعيّة إلى بلدهم"، وفق تصريح لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وهو الأمر الذي تطرق له العاهل الأردني عبدالله الثاني في فبراير/شباط الماضي، عندما بحث مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في عمّان "تهيئة الظروف من أجل عودة اللاجئين السوريين". وانسجاماً مع ذلك، أكدت المفوضية في أبريل/نيسان، عدم تخطيطها لإغلاق مخيمي الأزرق والزعتري، وهما أكبر مخيمين للاجئين السوريين في الأردن. ويسكن في المخيمين قرابة 108 آلاف لاجئ سوري. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن 534,694 منهم 111 ألف في 4 مخيمات للاجئين السوريين، وفق سجلات المفوضية في مطلع الشهر الحالي. Getty 534,694 عدد اللاجئين السوريين في الأردن المسجلين لدى الأمم المتحدة حتى منتصف 2025 UNHCR وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في البلد المجاور، وذلك في ظل وجود عدد كبير من اللاجئين غير المسجلين لدى الأمم المتحدة. مبادرة لتوفير خدمات نقل مجانية صدر الصورة، UNHCR/Shawkat Al Harfoush التعليق على الصورة، لاجئون سوريون يستقلون حافلات متجهة إلى سوريا في محطة حافلات في العاصمة الأردنية عمّان، بحضور مسؤولي المفوضية تتوقع المفوضية عودة قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري من الخارج منهم 200 ألف من الأردن بحلول نهاية 2025. وأطلقت المفوضية في يناير/كانون الثاني 2025 مبادرة لتوفير المواصلات، وفق حديث الناطق الإعلامي للمفوضية في الأردن يوسف طه، لبي بي سي. ويوفر برنامج النقل التابع للمفوضية خدمات نقلٍ مجانية للاجئين السوريين الذين يتقدمون بطلباتٍ للعودة الطوعية إلى سوريا. وقدمت المفوضية حتى الآن مساعدةً في النقل لقرابة 2800 لاجئ، بحسب طه. وتُقدم المفوضية استشاراتٍ للعودة، تشمل مشاركة معلومات مُحدثة ومُوثّقة حول الأوضاع في مناطق العودة، وتقديم المساعدة القانونية، وضمان الدعم عند المعابر الحدودية، بحسب طه. وتقول المفوضية إن هذه الجهود تهدف إلى مساعدة اللاجئين على اتخاذ قراراتٍ مستنيرة والعودة بطريقة تحفظ حقوقهم وسلامتهم.