
الخدمة الوطنية في الإمارات: رحلة 11 شهراً تغير الشباب أكثر من 12 عاماً من التعليم
قال سيف سعيد الكيلي، واصفًا تحوله: "تعلمت في 11 شهرًا أكثر مما تعلمته في 12 سنة دراسية". وفي حديثه لـ"خليج تايمز"، اعترف بأن التجربة تجاوزت توقعاته بطرق مفاجئة. وأضاف: "توقعت انضباطًا صارمًا وتدريبًا قاسيًا، لكن ما أدهشني أكثر هو الأخوة والوحدة التي بنيناها. كما بدأت حقًا في تقدير الوقت والانضباط بطرق لم أعرفها من قبل."
بناء جيل جديد من الإماراتيين
بموجب القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014، تُعد الخدمة الوطنية إلزامية على الرجال الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، بينما يُرحب بالمتطوعات من الإناث. يحدد قرار مجلس الوزراء رقم 15 لسنة 2022 حاليًا مدة الخدمة بـ11 شهرًا لخريجي المدارس الثانوية والمتطوعين. منذ إطلاق البرنامج في عام 2015، يهدف إلى تعزيز التلاحم الوطني والمسؤولية المدنية بين الشباب الإماراتي.
بعد مرور عقد من الزمن، أثبت البرنامج تأثيره التحولي على الآلاف. بالنسبة للدفعة 222، غالبًا ما جاءت أعمق الدروس ليس من التدريبات، بل من لحظات غير متوقعة. يتذكر الكيلي حادثة وقعت خلال التدريب: "أصيب أحد زملائي بالإرهاق، ودون تردد، حملناه جميعًا. في تلك اللحظة، تغير مفهوم العمل الجماعي بالنسبة لي، فالنجاح ليس فرديًا أبدًا، بل يتعلق دائمًا بالمجموعة."
بالنسبة لعبد الرحمن الوليد، كان الدرس الرئيسي هو المرونة. ويقول: "أكبر تغيير في شخصيتي هو المرونة. أنا الآن أكثر هدوءًا تحت الضغط. سواء كان الأمر يتعلق بالعمل أو الدراسة أو الحياة، أعلم أنني أستطيع التعامل معه."
اكتشف آخرون قدرات قيادية في أنفسهم. قال سيف الماسكاري: "اعتقدت أنها ستكون مجرد تدريبات بدنية. ولكننا مُنِحنا مسؤولية حقيقية لقيادة زملائنا. لقد أظهر لي ذلك أن القيادة تتعلق بالثقة والمساءلة."
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
العودة إلى الحياة المدنية
تواصل دروس المثابرة إرشادهم. يتذكر الوليد أحد التحديات التي لا تُنسى: "كان المطر ينهمر بغزارة، وبدا المسار مستحيلًا. أنهيناه ونحن مبللين ومرهقين، ولكن بابتسامة. فالمصاعب دائمًا ما تنتهي بالفخر والشرف."
بالنسبة للكثيرين، تمتد التغييرات إلى ما هو أبعد من فترة خدمتهم. يقول الكيلي: "أصبحت أكثر مسؤولية ونضجًا. أصبحت أهدافي أوضح، وتعلمت أن أقدر كل لحظة، سواء في العمل أو مع العائلة."
يتطلع الخريجون أيضًا إلى توجيه الجيل القادم من المجندين. ونصح الماسكاري قائلاً: "لا تخافوا. هذه التجربة ستغيركم للأفضل. ستكتشفون نقاط قوة لم تعرفوها من قبل، وستخرجون أكثر صبرًا وانضباطًا وفخرًا."
بينما تمضي الدفعة 22 قدمًا، يتابع أعضاؤها مسارات متنوعة. بعضهم سيتوجه للدراسة الجامعية في الخارج، بينما سينضم آخرون إلى الكليات العسكرية للبناء على خدمتهم. وفي الوقت نفسه، ستبدأ الدفعة 23 رحلتها في 31 أغسطس 2025، مستعدة لمواجهة نفس التحدي التحولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
مروان المعلا: العطاء في الإمارات ثقافة وطنية ونهج حياة
أكد الشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس مجلس إدارة جمعية أم القيوين الخيرية، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رسخت موقعها الريادي عالمياً في ميادين العطاء والعمل الإنساني والتنموي، حتى غدت عاصمة إنسانية بامتياز وموطناً لقيم الأخوة والتعايش. وقال في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام: «نفخر في الإمارات بسجل حافل بالعطاء، تحوّل إلى ثقافة وطنية ونهج حياة متأصل في سياسات الدولة ومؤسساتها. لقد أثبتت دولتنا أن البعد الإنساني يشكل ركناً ثابتاً في سياستها الخارجية، وأن التضامن الإنساني قوة فاعلة لصناعة التغيير الإيجابي وتحقيق التنمية المستدامة». وأضاف: «تميزت مسيرة الإمارات بجمعها بين الإغاثة العاجلة والعمل التنموي طويل الأمد، عبر مبادرات نوعية في التعليم والصحة والإسكان والطاقة، فضلاً عن إسهاماتها في قضايا المناخ والاستدامة. واليوم، وبفضل القيادة الحكيمة التي تؤمن بأن العطاء لا يعرف حدوداً، نؤكد التزامنا في جمعية أم القيوين الخيرية بمواصلة مدّ يد العون لكل محتاج، وتسخير إمكاناتنا لخدمة الإنسانية أينما وجدت».


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«طيور الخير» تغيث غزة بـ4004 أطنان من المساعدات (فيديو)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فقد نفذت الإمارات اليوم عملية الإنزال الجوي الـ74 للمساعدات ضمن عملية «طيور الخير» التابعة لعملية «الفارس الشهم 3»، بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وبمشاركة كل من ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، هولندا، سنغافورة وإندونيسيا. شملت الشحنة كميات من المواد الغذائية الأساسية، جرى تجهيزها بدعم من مؤسسات وجهات خيرية إماراتية، لتلبية احتياجات سكان القطاع في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة. وبإتمام هذا الإنزال الجوي، بلغ إجمالي ما أنزلته دولة الإمارات جواً في إطار العملية أكثر من 4004 أطنان من المساعدات المتنوعة، بما يشمل الغذاء والمستلزمات الضرورية، تأكيداً لالتزامها الثابت بمساندة الأشقاء الفلسطينيين وتعزيز صمودهم. تعكس هذه المبادرات الدور الريادي للإمارات في ميدان العمل الإغاثي الدولي، من خلال حشد الجهود الإقليمية والدولية وترسيخ نهج العطاء للتخفيف من معاناة المتضررين في مناطق الأزمات.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«الشارقة للتعليم الخاص» تواكب العام الجديد بخطط تطويرية
في إطار استعداداتها لانطلاق العام الدراسي 2025-2026، تواصل هيئة الشارقة للتعليم الخاص، تنفيذ مجموعة من الإجراءات المتكاملة التي تضمن انطلاقة سلسة وآمنة للطلبة في مختلف المدارس الخاصة بالإمارة، وذلك تعزيزاً لمعايير الجودة والرفاه في البيئة التعليمية، وتزامناً مع حملة «العودة للمدارس» التي تنظمها الهيئة تحت شعار: «جيل ماهر.. لمجتمع زاهر»، بما يعكس التزامها ببناء جيل مؤهل يسهم في ازدهار المجتمع وتقدمه. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن هذه المرحلة تتطلب من الجميع استشعار المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد لضمان بيئة تعليمية محفّزة وآمنة. قالت محدثة الهاشمي: «نحن نؤمن بأن التعليم هو حجر الزاوية في بناء المجتمعات، وكل مبادرة أو سياسة نتبناها تهدف إلى تمكين الطالب والمعلم، وتعزيز أثر المدرسة بصفتها محوراً للتغيير الإيجابي في المجتمع». وتؤكد هيئة الشارقة للتعليم الخاص التزامها بمواصلة العمل وفق أعلى المعايير التربوية، وتطوير السياسات والممارسات التي ترتقي بمستوى الأداء التعليمي في الإمارة، بما يعكس رؤى القيادة الرشيدة، ويعزز مكانة الشارقة بصفتها مركزاً رائداً للتعليم المتميز. وتشمل استعدادات الهيئة تنفيذ زيارات ميدانية لعدد من المدارس قبل بدء الدراسة بأسبوع، بهدف التأكد من جاهزيتها لاستقبال الطلبة، والتأكد من توفر متطلبات السلامة والتنظيم، إضافة إلى ترخيص الحافلات المدرسية بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات لضمان مطابقتها للمعايير المعتمدة، إلى جانب التنسيق مع القيادة العامة لشرطة الشارقة التي تتولى تنظيم حركة السير في محيط المدارس، بما يسهم في تعزيز سلامة الطلبة أثناء عمليات الصعود والنزول. كما تعتزم الهيئة إطلاق «دليل السياسات للمؤسسات التعليمية الخاصة»، في مبادرة تهدف إلى تعزيز الشفافية والالتزام بالأنظمة، والارتقاء بالخدمات التعليمية، بما يسهم في تحسين جودة الأداء وضمان استدامة التطوير. وفي هذا الإطار، وتعزيزاً لمنظومة السلامة المدرسية، تواصل الهيئة تنفيذ مشروع «أولادكم في مأمن» بالتعاون مع مواصلات الإمارات، الذي أطلقته في فبراير 2020، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحرصاً على سلامة الطلبة خلال تنقلاتهم اليومية. ويُعد المشروع مبادرة نوعية تهدف إلى إنشاء منصة رقمية موحدة لمراقبة كافة الرحلات المدرسية في المدارس الخاصة، وضمان التزام مزودي النقل المدرسي بالتشريعات والضوابط المعتمدة. وضمن جهودها لضمان بيئة تعليمية شاملة تلبي احتياجات جميع الطلبة، تواصل الهيئة تطوير السياسات والأدلة الإرشادية المتعلقة بالأنشطة اللاصفية ورفاه الطلبة، وتحديث سياسة الدمج ضمن مشروع التعليم الدامج. كما تعمل الهيئة على تعزيز شراكاتها مع جهات متخصصة في مجالات الصحة والرياضة والتثقيف المجتمعي، وإطلاق مشروع نوعي يوسّع دور المدارس ليشمل أنشطة تعليمية ولاصفية داخل وخارج الدوام، بالشراكة مع أولياء الأمور والمجتمع، بما يرسخ دور المدرسة بصفتها مؤسسة مجتمعية فاعلة ويعزز مهارات المستقبل ويواكب سمات خريجي مدارس الشارقة. وتُمنح المدارس المتميزة في هذا المجال تقديراً رسمياً بعد التقييم وفق معايير معتمدة. وفي إطار حرص الهيئة على دعم وتأصيل ثقافة التميّز التربوي، ساندت جهود جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي لتمكين الميدان التربوي بكافة شرائحه من معايير الجودة والتميز والابتكار، وسعت الجائزة لدعم المتميزين، ومساندتهم للوصول لأعلى معايير الجودة، فقد أطلقت الجائزة مؤخراً منصة إلكترونية جديدة للدورة الـ31، تتيح تجربة رقمية سلسة وفعالة لكافة الفئات المستهدفة. كما عملت الجائزة على تحديث الأدلة والنماذج وتفعيل قنوات الدعم الفني، إلى جانب خطتها لتنظيم لقاءات تعريفيّة، ومحتوى تفاعلي على المنصات الرقمية لتحفيز الميدان التربوي على المشاركة، ونشر ثقافة الجودة والتميز والإبداع والابتكار في الميدان التربوي. وقد دشّنت الهيئة عدداً من الخطط والأطر التنظيمية لضمان جاهزية المدارس للعام الدراسي الجديد، والتي تتضمن عدداً من التعاميم والورش التدريبية والجلسات الحوارية التي تستهدف الهيئة التدريسية والإدارية في المدارس الخاصة بالإمارة لضمان سير العملية التعليمية وجودة المحتوى التعليمي. وفي إطار تنفيذ مشروع الشارقة إمارة معيارية للاختبارات الدولية بدأت الهيئة بالاستعدادات لتنفيذ الدراسة الرئيسية لاختبار PIRLS، وهي دراسة دولية تشارك فيها الإمارة وتهدف إلى قياس مهارات القراءة لطلبة الصف الرابع في المدارس الخاصة. علي الحوسني: ترسيخ ثقافة الجودة أشار علي الحوسني، مدير عام هيئة الشارقة للتعليم الخاص، إلى أن ما تشهده الهيئة من تطور متسارع يعكس توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل، مضيفاً: «نحن نعمل على تحويل التحديات إلى فرص تطوير حقيقية، عبر الاستثمار في الإنسان، وتعزيز كفاءة المؤسسات التعليمية، وترسيخ ثقافة الجودة والتميز بصفتها ركيزة أساسية للنهضة التربوية المستدامة».