
القمة العالمية للحكومات تطلق شراكة دولية جديدة مع الرابطة العالمية لكبار العلماء
أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات شراكة دولية جديدة مع الرابطة العالمية لكبار العلماء "World Laureates Association"، لتعزيز التعاون الثنائي، والمشاركة الفعالة للرابطة في فعاليات القمة العالمية للحكومات، وتبادل المعرفة في مجال الابتكارات العملية ودعم العلوم الأساسية، بما يسهم في تطوير المعرفة وتحقيق أعلى مستويات التقدم العلمي المستدام.
حضر الإعلان عن إطلاق الشراكة الجديدة، معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وروجر كورنبرغ رئيس الرابطة العالمية لكبار العلماء، ووقع مذكرة التفاهم محمد يوسف الشرهان مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، ووانغ هو المدير التنفيذي والأمين العام للرابطة.
وتهدف الشراكة بين مؤسسة القمة العالمية للحكومات والرابطة العالمية لكبار العلماء إلى تفعيل التواصل والتعاون في مجالات عدة، أبرزها تعزيز الحوار العالمي حول دور العلوم والتكنولوجيا في تشكيل مستقبل المجتمعات، وتسليط الضوء على التطورات العملية التي تُمهد الطريق للابتكارات التي تخدم الإنسان، ودعم العلوم الأساسية لتحقيق تقدم علمي شامل ومستدام.
عمر سلطان العلماء: التحديات المستقبلية تتطلب تعزيز التبادل المعرفي والحراك العلمي
وأكد معالي عمر سلطان العلماء أن تعزيز الشراكات مع الجهات والمنظمات والمنصات الدولية، يمثل توجهاً رئيسياً للقمة العالمية للحكومات، وعنصراً داعماً لجهودها في تعزيز التبادل المعرفي والحراك العلمي، الهادف إلى رفع مستوى جاهزية مرونة الحكومات للمستقبل، وتمكين القدرات وأصحاب العقول والمواهب القادرين على تقديم ابتكارات متقدمة وإضافات نوعية تسهم في تشكيل معالم مستقبل أفضل للمجتمعات.
وقال إن التحديات المستقبلية تتطلب التواصل والتكامل بين المؤسسات والأكاديميات والمنصات العلمية الرائدة، والشركات العالمية والمنظمات الدولية، وقادة الفكر والخبراء، لدعم الحكومات وتمكين القيادات من صناعة أفضل القرارات المدعومة بالأفكار والرؤى العلمية المستقبلية، التي تنعكس إيجاباً على حياة المجتمعات، وترفع مستوى أداء ودور الحكومات في مواكبة المتغيرات المتسارعة في مخلف المجالات، مشيراً إلى أن القمة العالمية للحكومات تسعى لتوفير منصة لهذا الحراك الهادف لاستكشاف وابتكار الحلول المستقبلية للتحديات العالمية.
روجر كورنبرغ: شراكة قوية لتحقيق تأثير عالمي
من جهته، أكد روجر كورنبرغ أن الشراكة بين الرابطة العالمية لكبار العلماء ومؤسسة القمة العالمية للحكومات تمثل شراكة فريدة ومميزة، تستقطب نخبة العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم لتقديم حلول مبتكرة للتحديات الأساسية التي تُحدد ملامح مستقبل البشرية.
وقال وانغ هو إن القمة العالمية للحكومات تمثل منصة عالمية استثنائية تجمع قادة العالم لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه البشرية، مع التركيز على دفع عجلة التنمية المستدامة وصياغة رؤى استراتيجية للمستقبل، مشيراً إلى أن التكامل بين القمة والرابطة يفتح آفاقًا جديدة لإحداث تأثير عالمي عميق، من خلال تسخير التعاون بين القيادات السياسية والعلمية لرسم مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة للجميع.
منصة عالمية لتعزيز الابتكار
وتمثل الرابطة العالمية لكبار العلماء التي تتخذ من شنغهاي في الصين مقراً، منصة علمية عالمية تهدف إلى تعزيز الابتكار ودعم البحث العلمي من خلال التعاون بين العلماء البارزين والحائزين على جوائز مرموقة مثل جائزة نوبل وجائزة تورينغ. وتسعى الرابطة إلى تحقيق تطورات علمية ملموسة في مجالات تسهم في تعزيز الاستدامة، وتطوير حلول مبتكرة للتحديات العلمية الكبرى، وتركز على دعم العلوم الأساسية، وتشجيع الابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في البحث والتطوير، ودعم العلماء الشباب وتمكينهم لتشكيل المستقبل.
الجدير بالذكر، أن القمة العالمية للحكومات التي تعقد دورتها المقبلة في الفترة من 3 – 5 فبراير 2026، تمثل منصة ومساحة مفتوحة للتعاون الدولي الجامع للحكومات والشركات العالمية والمنظمات الدولية، ونخبة قادة الفكر والخبراء، في بحث التوجهات العالمية الكبرى ورسم مسارات المستقبل، ومشاركة المعرفة وأفضل التجارب والحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمعات في مختلف المجالات. وتحرص مؤسسة القمة العالمية للحكومات على تعزيز التواصل وبناء شراكات مع الدول والجهات والمؤسسات الأكاديمية والمعرفية والمنظمات والمنصات الرائدة، تجسيداً لدورها ورسالتها في تحفيز التعاون الدولي الهادف لدعم صناعة المستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً ليس هناك مجالٌ لا يتنازع داخله الضّدان، ومثلما الأذكياء في الخير والأمانة والتَّقدم، يقابلهم أذكياء في الدَّجل والكذب والتَّأخر، وهنا أقصد المجال الفكريّ، ففي لحظة يُقدم «الاصطناعيّ» بحثاً، في أيّ مجال ترغبُ، إن أردت الفيزياء فعنده ما ليس عند إسحاق نيوتن (ت 1727)، وإنْ طلبت البيان فعنده ما ليس لدى الجاحظ (ت 255 هج)، وإن طلبت علوم الرّجال والسِّير، فيُقدم لك ما تجهد به لأيام وشهور بثوانٍ. لهذا نجد التّثاقف يتزايد، فالكلّ يتحدث، فإن سُئلت، كطبيب أو مؤرخ، عن دواء أو واقعة، تجد الذي سألك يوزع عيناه بينك وبين آيفونه، وما يقرأه فيه هو المصدقُ، مع أنه جمعه مِن علوم النّاس، لكنَّ هيبة الجهاز، وعجائبيته الباهرة، تغري بالتّصديق، وكأن العلم الذي فيه ليس بشريّاً. نادراً ما يوجد باحث، أو كاتب اليوم، لم يستفد مِن محركات البحث، بصورة أو أخرى، فبواسطتها تؤخذ المعلومة مِن أمهات العلوم كافة بلمح بصر، أو لمح برق، إنَّها سرعة الضّوء، وما عليك إلا تحديد المعلومة، ثم تدقيق النتيجة بطريقتك، وهذا يحتاج إلى عِلمٍ وتخصص وثقافة، وإلا المحرك لا يهديك إلى شيء موثوق. كانت سرعة لمح البصر، أو لمع البرق، مِن أحلام الأولين، تأتي قصص عديدة فيها وصل فلان بلمح بصر، تشبيهات لواقع متخيل سيأتي وقد أتى، نعيشه الآن، كالشَّعاع الذي تخيله المتكلمون، وهو اليوم يماثل الأشعة فوق البنفسجية. غير أنَّ هذا التَّقدم الفائق، يُستخدم في الدَّجل أيضاً، أشخاص يدعون البحث، ومترجمون يدعون الترجمة، يستخدمون «الذَّكاء الاصطناعي» في تأليف الكتب وترجمتها، ويبدون متخصصين، لكنهم أتقنوا إدارة أدوات «الذَّكاء الاصطناعي»، فألفوا الكتب العِظام، وللأسف معارض الكتب ملأى بمؤلفاتهم، وهي ليست لهم، ولا للذكاء الاصطناعي، فالأخير يقوم بمهمة الإدارة والتنسيق، لِما رمي في أجواف أجهزته. إنّ الدَّجل في الكتابة ظاهرة قديمة، لكنها تعاظمت، مع ظهور «غوغل»، وبقية محركات البحث، بما يمكن تسميته بـ «نسخ ولصق»، ولأنَّ الدَّجالين احترفوا لصوصية الحروف، فهم يقومون بإعادة صياغة النُّصوص، كي لا تبدو مِن جهود غيرهم، مع التَّلاعب بالمصادر والحواشي، إذا اقتضى الأمر. هذا هو الدَّجل، الذي يمنحه الذَّكاء الاصطناعي، وليس لدي ما أستطيع التعبير به، عن الوقاية مِنه. سيكون أمام المؤسسات الأكاديميَّة، ومراكز البحوث، مهمة صعبة، في التَّمييز بين ما ينتجه العقل، وما يستولي عليه الدَّجل، وإلا لا قيمة تبقى لهذه المراكز، ولم تبق حاجة لأهل الاختصاص، والخطورة الأكثر تكون في العلوم الإنسانية والآداب، فمجال اللصوصيّة فيها مفتوح، منذ القدم، ولكنه توسع، وسيتوسع، مع الذَّكاء الاصطناعي.لا أتردد في المشابهة بين العقل والدَّجل، مع الذكاء الاصطناعي، باكتشاف نوبل للديناميت، أفاد البشرية بأعز فائدة، لكنه صار أداة قتل رهيبة، فمنه تصنع المتفجرات القالعة للصخور، والمبيدة للحياة، في الوقت نفسه. إذا فتح مجال الذّكاء الاصطناعي، دون ضوابط صارمة، وأحسبها في مجال التأليف والكتابة، صعبة المنال، ستتحول الثّقافة إلى مستنقع مِن الدَّجل، فما وصله ول ديورانت (ت 1981)، في «قصة الحضارة» سيظهر مؤلفات لدجال، وأسفار غيره أيضاً، لأن الذَّكاء الاصطناعي يُقدمها له، فيطبخها مِن جديد. قد يلغي الذكاء الاصطناعي الاختصاص، فيظهر أصحاب السَّبع صنائع. يقول أبو عُبيْد القاسم بن سلام (ت 224 هج)، صاحب «الأموال»: «ما ناظرني رجلٌ قطٌ، وكان مُفَنِّناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجلٌ ذو فنٍّ واحد إلا غلبني في عِلمه ذلك» (ابن عبد البرِّ، بيان العلم وفضله). قدمت منصات الذَّكاء الاصطناعي باحثين مزيفين، وخبراء دجالين في كلّ علم ينطون، يزايدون على ابن سلام في شرح كتابه «الأموال»، وبحضوره! قد يفيد ما قاله المفسر فخر الدِّين الرَّازي (ت 606 هج) شاهداً: «نهاية إقدام العقول عِقالُ/ وأقصى مدى العالمين ضلال» (ابن خِلِّكان، وفيات الأعيان).


الاتحاد
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
عقول تُشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.. 5 رواد غيّروا العالم
أحمد عاطف (أبوظبي) في قلب الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، يبرز خمسة علماء ومبتكرين تركوا بصمات لا تُمحى في مسيرة الذكاء الاصطناعي. من تطوير الشبكات العصبية إلى التنبؤ ببنية البروتينات، هؤلاء الروّاد لم يكتفوا بدفع حدود التكنولوجيا، بل أعادوا تعريف علاقتنا بها. الأب الروحي للتعلم العميق يُعتبر جيفري هينتون، الباحث البريطاني الكندي، من أبرز الشخصيات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير الشبكات العصبية الاصطناعية وتقنية الانتشار العكسي (Backpropagation) التي تُعد حجر الأساس في التعلم العميق. حاز جائزة تورينغ في عام 2018، وفي عام 2024، نال جائزة نوبل في الفيزياء؛ تقديراً لإسهاماته في هذا المجال. رغم إنجازاته، أعرب هينتون عن قلقه المتزايد بشأن تطور الذكاء الاصطناعي، محذراً من إمكانية فقدان السيطرة على الأنظمة الذكية في المستقبل. عبقري الشطرنج ديميس هاسابيس، البريطاني من أصول قبرصية وصينية، بدأ مسيرته لاعب شطرنج محترفاً قبل أن يتجه إلى علوم الحاسوب وعلم الأعصاب. أسس شركة DeepMind في 2010، والتي استحوذت عليها Google لاحقاً. من أبرز إنجازاته تطوير نظام AlphaGo الذي هزم بطل العالم في لعبة «غو»، وتطوير AlphaFold الذي أحدث ثورة في فهم بنية البروتينات. في عام 2024، حصل هاسابيس على جائزة نوبل في الكيمياء؛ تقديراً لإسهاماته في التنبؤ ببنية البروتينات باستخدام الذكاء الاصطناعي. مهندس الشبكات العصبية التلافيفية يان لوكون، الفرنسي الأميركي، يعد من الرواد في مجال التعلم العميق، حيث طور الشبكات العصبية التلافيفية (CNNs) التي تُستخدم على نطاق واسع في تطبيقات الرؤية الحاسوبية. شغل مناصب بارزة في Bell Labs وجامعة نيويورك، ويشغل حالياً منصب كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة Meta. حاز جائزة تورينغ في عام 2018، ويعتبر من الأصوات المتزنة في النقاش حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أهمية الفهم العميق للأنظمة الذكية. رائدة الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي في- في لي، العالمة الصينية الأميركية، أسست مشروع ImageNet الذي ساهم في تقدم تقنيات التعرف على الصور. عملت كأستاذة في جامعة ستانفورد وشغلت منصب كبيرة العلماء في Google Cloud. أسست منظمة AI4ALL لتعزيز التنوع في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعمل حالياً على تطوير تقنيات الذكاء المكاني من خلال شركتها الناشئة World Labs. تُؤمن في-في لي بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون متمحوراً حول الإنسان، مع التركيز على التطبيقات التي تُحسن الحياة اليومية بشكل أخلاقي ومسؤول. العقل المدبر وراء القيادة الذاتية أندريه كارباثي، السلوفاكي الكندي، لعب دوراً محورياً في تطوير تقنيات القيادة الذاتية في شركة Tesla، حيث قاد فريق الذكاء الاصطناعي المسؤول عن نظام Autopilot، خلال توليه منصب المدير الأول للذكاء الاصطناعي في الشركة. عمل سابقاً في OpenAI، وعاد إليها لفترة قصيرة في عام 2023. وفي العام التالي، أسس شركة Eureka Labs التي تركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. ركزت رسالة الدكتوراه الخاصة به على الشبكات العصبية التلافيفية/المتكررة وتطبيقاتها في مجال الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية وتقاطعاتها.


العين الإخبارية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
شفرة الحرب العالمية الثانية.. كيف اخترق الذكاء الاصطناعي أسرار إنيغما؟
كانت شفرة إنيغما، التي استخدمها الجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية، واحدة من أعقد الشفرات في القرن العشرين. استغرق فك هذه الشفرة وقتا طويلا وجهدا طائلا بقيادة عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينغ وفريق العلماء في بريطانيا. ورغم أن فك الشفرة أصبح الآن جزءا من التاريخ العسكري الذي ساهم في اختصار الحرب العالمية الثانية لمدة تصل إلى عامين، يقول الخبراء اليوم إنه لو كانت الشفرة موجودة في عصرنا الحديث، لما استغرق فكها سوى وقت قليل بفضل التقدم الهائل في تكنولوجيا الحوسبة. وتم تطوير آلة إنجما من قبل الألمان في بداية القرن العشرين، وكانت عبارة عن جهاز كهربائي ميكانيكي يشبه الآلة الكاتبة. يتكون الجهاز من ثلاث دوارات، كل منها يحتوي على 26 وضعا مختلفا يمكن تغييرها لتوليد مزيج هائل من الرموز. إضافة إلى ذلك، كانت آلة إنجما تغير إعداداتها كل 24 ساعة، مما جعل من المستحيل فحص جميع الاحتمالات يدويا. وكانت الشفرة تستخدم لتشفير الرسائل العسكرية بين قادة الجيش النازي، وكانت تعتبر واحدة من أروع الابتكارات في علم التشفير في ذلك الوقت. في أوائل الثلاثينيات، تمكن فريق من الخبراء البولنديين من فك بعض الإصدارات المبكرة للشفرة. ومع ذلك، قام الألمان بتطوير الإعدادات بشكل مستمر، ما جعل الشفرة أكثر تعقيدًا. حينها، تولى آلان تورينغ، عالم الرياضيات البريطاني، مسؤولية فك الشفرة في بريطانيا، حيث طور جهاز "القنبلة"وهو جهاز ميكانيكي مخصص لفك الشفرات المعقدة. بحلول عام 1943، كان الجهاز قادر على فك رسالتين كل دقيقة. كيف كان فك الشفرة يتم في الماضي؟ تتمثل معركة فك شفرة إنيغما في اختبار آلاف، بل ملايين، من التراكيب المختلفة باستخدام أجهزة "القنبلة" التي كانت تعمل عبر آلية ميكانيكية غير معقدة نسبيًا مقارنةً بتقنيات اليوم. وقد استغرق فك الشفرة بواسطة هذه الآلات شهورًا طويلة، لكن بفضل هذه الجهود تمكّن الحلفاء من الحصول على معلومات حيوية حول تحركات القوات الألمانية في ساحة المعركة. لكن مع التقدم الكبير في تكنولوجيا الحوسبة، أصبح فك شفرة إنيغما أمرا يسيرا مقارنة بالجهود التي بذلها تورينغ وفريقه. ويقول مايكل وولدريدج، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة أكسفورد في تقرير نشرته الجارديان إن "إنيغما لن تصمد أمام الحوسبة الحديثة والإحصائيات". ويمكن في الوقت الحاضر، محاكاة منطق جهاز "القنبلة" باستخدام برامج حاسوبية تقليدية بسهولة، وهذا بفضل الذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي ساهم تورينغ نفسه في تأسيسه. وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن معالجة البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل فك شفرة إنيغما لا يستغرق أكثر من بضع دقائق، مقارنة بالشهور التي كانت تستغرقها الآلات الميكانيكية في الماضي. التطورات في حوسبة الذكاء الاصطناعي ويشير وولدريدج إلى أن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها محاكاة العمليات المنطقية لجهاز "القنبلة"، قد تمكّن أي جهاز حاسوب حديث من حل شفرة إنيغما في وقت قصير للغاية، كما يمكن استخدام خوادم سحابية ومراكز بيانات ضخمة لتحليل بيانات الشفرة بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى تسريع العملية بشكل هائل. وفي تجربة سابقة، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي مدعوما بعدد ضخم من الخوادم الافتراضية لكشف رسالة مشفرة في 13 دقيقة فقط، وهو ما يعكس مدى سهولة فك الشفرة في العصر الحديث مقارنةً بالماضي. رغم أن فك شفرة إنيغما أصبح أمرا سهلا بفضل التكنولوجيا الحديثة، إلا أن ما حققه تورينغ وفريقه خلال الحرب كان إنجازًا هائلًا في ذلك الوقت. يقول الدكتور مصطفى مصطفى، محاضر في أمن البرمجيات في جامعة مانشستر: "لقد استغرق الأمر أكثر من عام لفك الشفرة، لكن أن يتمكنوا من فعل ذلك في وقت الحرب كان أمرا ضخما". ويضيف: "إذا لم نكن قد تمكنا من فك شفرة إنيغما في الوقت المناسب، فإن النتيجة كانت ستكون كارثية". aXA6IDgyLjI0LjI0My4yMzUg جزيرة ام اند امز GB