
المخرج كريستوفر نولان في عيد ميلاده الـ55.. موهبة حقيقة أم صنيعة تسويق هوليوودي ذكي؟
الطيران بلا أجنحة
في أعماق ذاكرة كريستوفر نولان، كان هناك حلم متكرر يتركه مشدوهًا كل صباح؛ حلم يرى فيه نفسه يطير عبر السماء دون أجنحة، يتحرك بين طبقات من الواقع والخيال كأنه يعيش في عالمين. في طفولته، كان يقضي أوقاتًا طويلة يشاهد الأفلام مع أخيه الأكبر جوناثان، الذي سيصبح لاحقًا شريكًا إبداعيًا له، صنع نولان أفلامًا قصيرة باستخدام كاميرا سوبر 8 متواضعة كانت ملكًا لوالده، أفلامًا عن عوالم غريبة، يحكيها دون تسلسل زمني متتابع. هذه التجارب المبكرة، التي بدأت كلعبة بريئة، كشفت عن شغف عميق بالسرد القصصي والتلاعب بالزمن، وهي سمات ستصبح لاحقًا علامة فارقة في أعماله.
حلم نولان بالطيران لم يكن مجرد لحظة عابرة من النوم، بل أصبح بذرة لإبداعه السينمائي الأعمق في فيلم Inception" " (2010)، الذي يأخذنا إلى دهاليز الأحلام المترابطة، يعكس هذا الشغف الشخصي بتجربة الطيران الحر، حيث يصبح كل حلم طبقة جديدة تتحرك بسرعة متسارعة أو تتباطأ حسب قواعد اللاوعي. الربط هنا ليس سطحيًا؛ فالحلم كان لنولان ملاذًا من ضغوط الحياة اليومية، وهو ما دفعته لاستكشافه كأداة درامية. خلفية هذا الارتباط تعود إلى طفولته، حيث كان يقضي أوقاتًا طويلة في التأمل والقراءة عن اللاوعي، مستوحيًا من أفكار سيجموند فرويد وكارل يونج، مما جعله يرى الأحلام كعالم موازٍ يمكن صياغته سينمائيًا. في "Inception"، يتحول هذا الحلم إلى رمز للصراع الباطني، حيث يجسد دوم كوب (ليوناردو دي كابريو) رحلة نولان الشخصية في البحث عن التوازن بين الواقع والخيال، مما يضفي على الفيلم طابعًا ذاتيًا يعكس تجربته الحميمة.
صعود راوي الأحلام
انتقلت عائلة نولان إلى شيكاغو في شبابه، لكنه عاد لاحقًا إلى لندن ليدرس الأدب الإنجليزي في جامعة كوليدج لندن، التي تضم نادي الأفلام الجامعي، المتميز بأدوات سينمائية هائلة ساهمت في اكتشافه عالم السينما بعمق. هناك، صنع أول أفلامه القصيرة كهاوٍ مثل "Tarantella" 1989))، مما دفع به لاحقًا إلى إدراك أن السينما ليست مجرد هواية، بل قدره. دخوله عالم الفن لم يكن نتيجة خطة مدروسة، بل انطلاقة عفوية من شغف شخصي، مدعومة بموهبة فطرية ورغبة في استكشاف الحدود بين الواقع والخيال.
مع بداية الألفية، بدأ اسم كريستوفر نولان يتسلل إلى أروقة هوليوود، لكنه لم يكن مجرد صوت جديد؛ كان صوتًا يهز الثوابت. فيلمه الأول "Following" "تتبع"، الذي صُنع بميزانية زهيدة لم تتجاوز 6000 دولار، كشف عن موهبة ناشئة قادرة على خلق توتر نفسي بسيط الحيلة، لكنه عميق المغزى، يحكي الفيلم عن رجل يتتبع الغرباء، ويجد نفسه متورطًا في قاع المجتمع حيث عالم الجريمة، استوحى نولان فكرته بعد تعرض شقته في لندن للسرقة. ثم جاء "Memento" (2000)، الذي قلب مفهوم السرد التقليدي رأسًا على عقب بتقنية الرواية العكسية، ليصبح نقطة تحول حقيقية. هذا الفيلم لم يكن مجرد نجاح نقدي، بل شهادة على قدرته على جذب انتباه صناع القرار في هوليوود.
عن الزمن والفضاء
لم يعتمد نولان في إبداعه الأصيل على الصيغ الجاهزة، بل خلق عوالمًا مبتكرة وأصيلة مثل Inception" (2010)" و"Interstellar" (2014) تعتمد على مفاهيم علمية وفلسفية معقدة؛ جذبت هذه الحكايات الذكية شديدة التركيب الأجيال الحديثة واعتبره البعض رمزًا للسينما الحداثية، وهو أمر استغلته هوليوود؛ فأثارت المزيد من الجدل حول الرجل وحولته إلى أسطورة.
موضوعاته تتراوح بين الذاكرة ("Memento")، والتضحية ("Interstellar")، والأخلاق ("Oppenheimer")، مع فلسفة تدور حول البحث عن المعنى في عالم مضطرب. هذه الموضوعات ليست مجرد تسلية، بل دعوة للتأمل.
رحلة نولان السينمائية مليئة بالمحطات التي عرفت به كمخرج غير تقليدي. بعد "Memento"، أعاد إحياء ثلاثية "Batman" مع "Batman Begins" (2005)، التي أعادت تعريف الأبطال الخارقين بأسلوب واقعي يحمل لمسات درامية إنسانية لها أبعاد وأعماق، تلتها "The Dark Knight" (2008) التي أصبحت أيقونة بفضل أداء هيث ليدجر في دور الجوكر، إذ جسد شخصية الشرير بعيدًا عن النمطية، وصوره كشخص تشوهت شخصيته الهشة كرد فعل لسلوكيات من حوله، وحققت السلسلة إيرادات تجاوزت مليار دولار. ثم جاء "Inception"، الذي مزج بين الواقع والأحلام بطريقة أذهلت الجمهور، ليصبح أحد أعلى الأفلام إيرادًا في 2010.
الفيزياء والمشاعر!
مزج كريستوفر نولان في فيلم "Interstellar" بين نظرية علمية معقدة حول تمدد الزمن، والعواطف الإنسانية في نسيج واحد مترابط، من خلال قصة البطل جوزيف كوبر (ماثيو ماكونهي) وعلاقته بابنته الصغيرة ميرف (ماكنزي فوي). الفيلم اعتمد على نظريات الفيزياء الحديثة، مثل الثقوب الدودية ونسبية الزمن التي طوّرها العالم كيب ثورن، ليصور رحلة فضائية تبحث عن كوكب جديد لإنقاذ البشرية. القلب النابض لهذا العمل ليس العلم وحده، بل العلاقة العاطفية بين كوبر وميرف، التي تتطور عبر الزمن المتشابك؛ فبينما يمضي كوبر سنوات في الفضاء، تمر أجيال على الأرض، مما يجعل فراقه لابنته ألمًا يتجاوز الحسابات الفيزيائية. هذا الاندماج يعكس فلسفة نولان في الجمع بين العقل والقلب، حيث تُستخدم النظريات العلمية كمرآة تعكس الشوق الإنساني والتضحية. المشهد الذي يتواصل فيه كوبر مع ميرف عبر الثقب الأسود باستخدام "الجاذبية" كلغة هو قمة هذا التقاطع، حيث يتحول العلم إلى أداة للتعبير عن الحب الأبوي، مما يجعل الفيلم تجربة عاطفية وعقلية في آن واحد.
فيلم "Dunkirk" قدم تجربة حربية فريدة باستخدام تقنيات التصوير المتزامن، بينما استكشف "Tenet" مفهوم الزمن العكسي في إطار تجسسي معقد، يمكنك أن تحب الفيلم أو تكرهه لكن حالة سينمائية تكمل حلقات اهتمام نولان بقيمة الزمن في تقنية السرد السينمائي المعقد. أحدث أعماله، Oppenheimer" (2023)"، عاد بنا إلى الدراما التاريخية ليروي قصة أب القنبلة الذرية بأسلوب فلسفي عميق، يبحث في العمق الأخلاقي للعلم والتطور.
أثر سبيلبرج وكوبريك
أسلوب نولان مدين بجزء من إلهامه لأساتذة مثل ستيفن سبيلبرج، الذي ألهمه بقدرته على خلق عوالم ملحمية خارجة عن المألوف، وستانلي كوبريك، الذي تعلم منه الدقة البصرية والتحليل الفلسفي في أفلام مثل "2001: A Space Odyssey". لكن المؤثر الأكبر كان تجاربه الشخصية؛ فحلمه المتكرر بالطيران، الذي ألهمه "Inception"، يعكس ارتباطه العميق باللاوعي.
أسلوب نولان يتميز بتلاعبه بالزمن، كما في "Memento" و"Tenet"، حيث يستخدم السرد غير الخطي لتحفيز التفكير. تصويره السينمائي، الذي يعتمد على كاميرات IMAX ودوراي، يمنح أفلامه طابعًا بانوراميًا، كما في "Dunkirk"، حيث التقطت المعارك بتفاصيل مذهلة. إخراجه يعتمد على الواقعية، مثل استخدامه لنماذج فعلية بدلاً من الـCGI في "Interstellar"، مما يعزز الشعور بالمصداقية.
فيلمه الأخير "The Odyssey" يعود بالزمن إلى الوراء، ويقدم نسخة سينمائية من قصيدة هوميروس الملحمية "الأوديسة". هذا الفيلم، الذي يجسد أوديسيوس بطل القصيدة في دور أداه ماثيو دايمون، يعد خطوة جريئة نحو استكشاف الأساطير اليونانية بأسلوب نولاني مميز. التقنية تلعب دورًا محوريًا هنا، إذ سيكون الفيلم الأول الذي يصور بالكامل بكاميرات IMAX الجديدة، مما يعزز من رؤيته الفنية التي تعتمد على الشاشات الكبيرة لخلق تجربة غامرة، أما الضجة التي صنعتها هوليوود، فجاءت مع قرار استوديوهات يونيفرسال بيع تذاكر العرض في قاعات IMAX 70 ملم قبل عام كامل من الموعد الرسمي. استراتيجية تسويق ذكية استغلت حماس عشاق نولان الذين حجزوا التذاكر خلال ساعات قليلة.
العائلة والوجه الأخر
أما في حياته الشخصية، فزواجه من إيما توماس، منتجة أفلامه منذ 1997، هو الركيزة التي تدعم رؤيته الفنية. إيما، التي التقاها في جامعة كوليدج لندن، ليست فقط زوجة وأم لأربعة أبناء، بل شريكة تتولى الجوانب اللوجستية المعقدة، مما يمنح نولان حرية التركيز على الإخراج. هذا الدعم العائلي ينعكس في أفلامه، حيث تظهر القيم العائلية كمحور رئيسي في بعض حكاياته، مما يعكس حقيقة أنه ليس عبقريًا منعزلًا، بل رجلًا يستمد قوته من أسرته.
في قلب عالم كريستوفر نولان، هناك رابط عائلي دافئ آخر، وهو علاقته بأخيه الأكبر جوناثان نولان، الذي يشترك معه في كتابة السيناريوهات. منذ طفولتهما في لندن، حيث كانا يشاهدان الأفلام معًا ويتبادلان الأفكار، نشأت شراكة إبداعية استمرت عبر السنين. جوناثان، المعروف بكتابته لـThe Dark Knight Rises" 2012" والمسلسل الشهير "Westworld"، يضيف بُعدًا استراتيجيًا لقصص أخيه، حيث يساهم في تشابك الحبكات وتعقيد الشخصيات. هذه العلاقة ليست مجرد تعاون مهني، بل صداقة أخوية تعكسها مشاهد عائلية مثل مناقشاتهما الطويلة في غرفة المعيشة.
نولان مبدع أصيل بلا شك، لكنه مدعوم بتسويق ذكي من استوديوهات مثل "Warner Bros"، التي استثمرت في بناء صورة "العبقري المنعزل" الذي يتحدى القواعد، غريب الأطوار الذكي المحب للعلوم والفضاء، وهي صورة جذابة لجمهور الشباب وعشاق السينما الباحثين عن الصيغ الجديدة الملائمة لثقافة العصر الحديث.
الصور من حساب Nolan Archive على موقع "X"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 4 ساعات
- سعورس
إطلاق منصة الفانتازي لكأس العالم للرياضات الإلكترونية بجوائز إجمالية تبلغ 200 ألف دولار
وتتوفر تجربة الفانتازي الجديدة عبر مركز الألعاب الرسمي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، وهي منصة فريدة تدمج التوقعات عبر مختلف الألعاب، من خلال الموقع الإلكتروني: وكذلك عبر التطبيق الرسمي للبطولة على أجهزة iOS وAndroid. وتعليقًا على هذا الموضوع، قال مايك ماكيب، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: "تهدف بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية إلى إثراء تجربة الجميع ضمن منظومة الرياضات الإلكترونية، بدءًا من الجماهير وصولاً إلى نخبة الأندية واللاعبين العالميين. ومع إطلاق تجربة الفانتازي، يمكن للجماهير التفاعل بشكل أكبر مع مجريات البطولة؛ من خلال تحدي أصدقائهم، ودعم أنديتهم المفضلة، واختبار معرفتهم بعالم الألعاب. نتطلع لتجربة تنقل الجماهير من مقاعد المتفرجين إلى دائرة المنافسة". وتتميّز المنصة بخصائص تسجيل النقاط الفورية والتنقل السلس وميزات المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يتيح للجماهير متابعة مجريات البطولة والتفاعل معها باستمرار، سواء كانوا يتنافسون مع الأصدقاء؛ أو يدعمون أنديتهم المفضلة؛ أو يختبرون مقدار معرفتهم في عالم الألعاب. وتتضمن تجربة الفانتازي في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 صيغة مزدوجة تتيح للجماهير المشاركة والتفكير الاستراتيجي للفوز، حيث يقدّم مفهوم التوقعات المباشرة فرصة التوقع عبر جميع الألعاب ال 24 ضمن البطولة. ويمكن للجماهير التنبؤ بأفضل ثمانية مراكز في كل بطولة عبر واجهة سهلة الاستخدام، وتثبيت توقعاتهم قبيل انطلاق المنافسات وحصد النقاط بناءً على دقة التوقعات، وستكون المشاركة في التوقعات المباشرة مجانية بالكامل، كما ستتضمن جوائز بقيمة 100 ألف دولار لأفضل المشاركين. أما بالنسبة لمفهوم دوري الفانتازي الذي يبدأ عند انطلاق كل بطولة، فيقدّم مستوى أعمق من التفاعل، ويركّز على خمس ألعاب رئيسة هي: VALORANT، Counter-Strike 2، Mobile Legends: Bang Bang، League of Legends، Dota 2. ويتيح هذا المفهوم للجماهير لعب دور الرئيس التنفيذي لأنديتهم الشخصية، عبر اختيار التشكيلة المفضلة باستخدام ميزانية افتراضية قدرها 100 مليون دولار. ويمكن للمشاركين تحسين تشكيلاتهم من خلال التبديلات وانتقالات اللاعبين والحوافز الأخرى، مع إمكانية تتبع إحصاءات اللاعبين الحقيقية في البطولة وتسجيل النقاط بناءً على الأداء الفعلي داخل اللعبة. وسيتم توزيع 100 ألف دولار إضافية كجوائز لأفضل لاعبي دوري الفانتزي، ما ينقل تجربة عشاق الألعاب والرياضات الإلكترونية إلى مستوى جديدٍ وغير مسبوق. وتتميّز كل لعبة ضمن دوري الفانتازي بنظام نقاط خاص يعكس طبيعة منافساتها الاحترافية. وتتوفر تجارب التوقعات المباشرة ودوري الفانتازي عبر التطبيق الرسمي أو الموقع الإلكتروني، باللغتين العربية والإنجليزية، مع إمكانية مشاركة النتائج وتتبع لوحة الصدارة، ما يعزز أجواء المنافسة المستمرة طوال البطولة.

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
كأس العالم للرياضات الإلكترونية يجمع التقنية بالسياحة والرياضة والثقافة
وتُعد استضافة البطولة في "بوليفارد رياض سيتي"، خطوة نوعية تعكس ما حققته المملكة من تطور لافت في البنية التحتية، والتنظيم الاحترافي، وتقديم التجارب السياحية المتكاملة، إذ انتقلت الألعاب من ساحات الحارات الشعبية إلى ميادين إلكترونية تحتضنها العاصمة بكل كفاءة وتميّز. ويشهد الحدث، الممتد على مدى سبعة أسابيع، خلال الفترة من (7) يوليو إلى (24) أغسطس (2025)، مشاركة أكثر من (2000) لاعب عالميّ يتنافسون في بطولات متعددة تغطي أشهر الألعاب الإلكترونية، في تجربة ترفيهية تُعد الأكبر من نوعها عالميًّا، تُبث فعالياتها بأكثر من (35) لغة إلى أكثر من (140) دولة. ويعكس الحضور الدولي الواسع من فرق ولاعبين وجماهير وإعلاميين، الزخم السياحي المصاحب للبطولة، إذ استقبلت الرياض آلاف الزوار، الذين استمتعوا بتجربة فريدة تمزج بين التقنيات الحديثة والعروض الثقافية والمقومات السياحية المحلية، مما رسّخ صورة المملكة وجهة تحتضن العالم وتُرحب بالتنوع. وتشهد الرياض خلال الحدث وجودًا مكثفًا لوسائل الإعلام الأجنبية، التي تبث تقارير مباشرة تُبرز الحراك الثقافي، والسياحي الذي تشهده العاصمة، وتوثّق قصص الزوّار، وروح التفاعل الجماهيري، وثراء التجربة المقدّمة على جميع المستويات. وفي هذا الجانب، أطلقت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية قناة EWC_Extra"" على منصتي التواصل الاجتماعي، إكس، وإنستغرام، لتقديم تغطية لحظية لمنافسات البطولة في الرياض ، ورصد أبرز اللقطات وأداء اللاعبين، فيما شهد الأسبوع الأول من البطولة ارتفاعًا كبيرًا في التفاعل، بنمو (167 %) في نسب المشاهدة و (267 %) في مشاهدات الفيديو. ويأتي هذا الزخم الإعلامي امتدادًا للنجاحات اللافتة، التي حققتها البطولة في نسختها السابقة عام (2024)، التي استقطبت أكثر من (500) مليون مشاهد حول العالم، وسجّلت (252) مليون ساعة مشاهدة، فيما بلغت ذروة المتابعة (6.3) ملايين مشاهد في اللحظة الواحدة، ونُقل المحتوى حينها عبر أكثر من (2,000) قناة ومنصة، مسجلًا (3.5) مليارات انطباع، وقيمة إعلامية تجاوزت (1.2) مليار دولار، ما رسّخ مكانة البطولة بصفتها أحد أضخم الأحداث الرياضية والإعلامية على مستوى العالم من حيث التأثير الرقمي والانتشار الثقافي. ويمثّل الحدث تجسيدًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في تعزيز القطاعات، الثقافية، والسياحية، والرياضية ، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال رفع معدلات الإنفاق، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتمكين الشباب في قطاعات واعدة مثل التقنية، وصناعة الألعاب، إذ سجّلت نسخة هذا العام أرقامًا غير مسبوقة من حيث البنية التحتية، والإنتاج، مع أكثر من (7,000) ساعة بث مباشر على مدار سبعة أسابيع، بزيادة تجاوزت (55 %) مقارنة بنسخة (2024)، وبثّ المحتوى إلى (140) دولة ب(35) لغة عبر أكثر من (90) شريكًا إعلاميًّا، باستخدام (16) خط إنتاج، و(26) أستوديو، و(175) كاميرا. وتتصدر الرياض المشهد، المدينة التي باتت تمارس دورها المحوري في صياغة مستقبل الرياضات الإلكترونية، لا تُلعب الشطرنج ك"لعبة"، بل تُروى قصة معقدة تُروّض فيها العقول القطع وتُصاغ فيها كل حركة بمعادلة ذكاء ومخاطرة وتكتيك، ما بين (29) يوليو و(1) أغسطس (2025)، تستضيف المملكة نخبة لاعبي الشطرنج العالميين في بطولة استثنائية تُقام تحت مظلة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، حيث تتجاوز المواجهة كونها مباراة على لوحة، لتصبح صراعًا ذهنيًا يستعرض فيه اللاعبون قواهم الإدراكية أمام جمهور عالمي، وجائزة كبرى بلغت مليونًا وخمس مئة ألف دولار، وتُعد الأعلى في تاريخ الشطرنج ضمن هذا السياق. من جهة أخرى شهد مهرجان المأكولات الشعبية، المصاحبة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة في الرياض ، إقبالًا لافتًا على جناح المأكولات النجدية، الذي قدم مجموعة من الأطباق التراثية التي تمثل الموروث الغذائي للمنطقة الوسطى. وجاءت مشاركة المطبخ النجدي بطابع تراثي يبرز الهوية الثقافية للمنطقة، مستندة إلى مكونات محلية، وأساليب إعداد تقليدية، تعكس بساطة المطبخ النجدي وغناه في آنٍ واحد، إلى جانب ما يتميز به من توازن في النكهات. وأدت عروض الطهي الحي إلى تعريف الزوار بمكونات المطبخ النجدي وطرق تحضيره مثل "الجريش، والكليجا، والمصابيب"، إلى جانب إبراز الجهود التي يبذلها الطهاة السعوديون في توثيق هذا الموروث ونقله إلى الأجيال، ضمن سياق ثقافي يعكس تنوع الهوية الوطنية، ويواكب الفعاليات.

سعورس
منذ 7 ساعات
- سعورس
تصاعد حدة المنافسة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية
ومع بلوغ البطولة منتصف المشوار، تتصاعد حدة المنافسة بين النجوم، في ظل تتويج فريق مختلف بلقب كل بطولة حتى الآن، ما يعكس الطابع الاستثنائي والتنافسي غير المسبوق لنسخة هذا العام. وفي منافسات StarCraft II، أثبت اللاعب الفنلندي الشهير جونا سوتالا "Serral" جدارته بلقب البطولة بعد أداء هيمن من خلاله على مراحل المنافسة، واختتمه بانتصار بنتيجة 5-2 على الكوري الجنوبي كيم دوه-وو" Classic" في النهائي. وبهذا الفوز، أحرز الفنلندي ثالث ألقابه العالمية، ولم يخسر سوى في خريطتين طوال مشواره نحو اللقب، ليثبت بأنه أحد أعظم لاعبي "StarCraft II" في التاريخ. وفي بطولة "Honor of Kings"، كانت الجماهير على موعدٍ مع لحظة تاريخية شهدت تتويج فريق باللقب بعد عودة دراماتيكية أمام "TT Global"، حيث قلب تأخره بنتيجة"1-3" إلى فوز مثير"4-3". ومنح هذا الفوز الفريق جائزة مالية قدرها "750" ألف دولار. ودخل نجم الفريق، شو بي تشينغ؛ الملقب "YiNuo"، التاريخ بتحقيقه للقبه الثاني في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بعد فوزه سابقاً مع فريق "KPL Dream Team" في نسخة "2024". كما حطم فريق NOVA" Esports" الرقم القياسي لأسرع مباراة في بطولة "Honor of Kings KWC 2025"، عندما أنهى مباراته أمام "Twisted Minds" في "6 دقائق و23 ثانية". بينما شهد الأسبوع الثالث تتويج فريق"OpTic Gaming" بلقب "Call of Duty: Black Ops 6" بعد فوز كاسح بنتيجة "4-0" على فريق" Vancouver Surge" في النهائي الكبير، ليضيف ألف نقطة إلى رصيد ناديه في سلم الترتيب العام. وتألق نجم الفريق، أنتوني كويفاس-كاسترو "Shotzzy"، ليُتوّج بجائزة أفضل لاعب في البطولة، ويحصد مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف دولار، مؤكدًا مكانته بين النخبة العالمية، وأكد مرة أخرى على التنافسية الشديدة لهذه النسخة، حيث ذهبت ألقاب البطولات ال "11" التي أُقيمت حتى الآن لفرق مختلفة دون تكرار. هذا واختتمت مرحلة المجموعات من بطولة "PUBG MOBILE"، حيث ضمنت ثمانية فرق تأهلها مباشرة إلى النهائيات، من بينها "DRX وWeibo Gaming وTeam Secret"، في حين تستعد فرق مثل "Alpha7 Esports وTeam Falcons" لخوض معركة البقاء في محاولةٍ لحجز بطاقات التأهل المتبقية. ويطمح Alpha7 للدفاع عن لقبه وتحقيق إنجاز التتويج بلقبين متتاليين. وفي منافسات الشطرنج، أكمل أربعة من الجراند ماسترز مشوارهم بنجاح في التصفيات النهائية للتأهل إلى الحدث الرئيس الذي تبلغ جوائزه 1.5 مليون دولار. ومن أبرز المتأهلين: النجم الهندي نيهال سارين، والأوزبكي جافوخير سينداروف، والأرمني ليفون أرونيان، والهولندي أنيش غيري، لينضموا إلى مجموعة من أبرز لاعبي العالم، من بينهم المصنّف الأول عالميًّا ماغنوس كارلسن. وشهدت التصفيات تأهل أربعة فرق إلى المرحلة النهائية في بطولة Mobile Legends: Bang" Bang" للرجال، وهي: "ONIC ID، ONIC PH، Selangor Red Giants OG Esports، وAurora Gaming"، لتكتمل قائمة الثمانية الكبار الذين سيتنافسون على جائزة مالية إجمالية تبلغ 3 ملايين دولار خلال الأسبوع الرابع. وعلى صعيد بطولة الأندية، يواصل فريق "Team Vitality" التربّع على صدارة الترتيب مع ختام الأسبوع الثالث، وسط مطاردة قوية من فريقي " وGen.G Esports"، في مشهدٍ يعكس اقتراب البطولة من مراحلها الحاسمة. بينما يحتل فريق "Team Falcons"، بطل نسخة 2024، المركز الرابع حاليًّا. ويُعزز التنوّع في الفائزين من إثارة المنافسة على اللقب، ما يبقي حظوظ جميع الفرق قائمة في الأسابيع المقبلة. وتتواصل بطولات كأس العالم للرياضات الإلكترونية حتى "24 أغسطس 2025" في أجواء تحتفي بالتنافس النخبوي وشغف الجماهير وترسّخ مكانة الرياض كوجهة عالمية لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وستقام منافسات الأسبوع الرابع في ألعاب مرتقبة هي: "PUBG Mobile و Mobile Legends: Bang Bang MSC" للرجال و "Overwatch 2" والشطرنج التي تسجل حضورها لأول مرة ضمن الحدث العالمي.